|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
وحين استشعر البحر غربتي
وحين استشعر البحر غربتي نبيل جلهوم حين تذكَّرتُه - وفي كل وقت أتذكَّره - اشتقت إليه، ذهبتُ أرغب في زيارته، وحين لمحني من بعيد ثارت ثورته، وعلت أمواجه، وتدفَّقت مياهه، لمحتُه وقد بدا مكشرًا عن أنيابه غاضبًا، حينها علمتُ أنه قد استطال غَيْبتي، واستشعَرَ كثيرًا غُربتي، ولِمَ لا أعلم، وأنا الذي أفهم لُغته، وهو يفهمني؟ تذكرتُ أنني قد تركتُ عنده أريكتي، فذهبتُ باحثًا عنها، فلم أجدها، حاولتُ أن أستلطفه؛ لعله يهدأ، لعله يدلُّني على أريكتي، رحتُ أقترب منه؛ لعلني أحتويه، أو لعله يحتويني، فإذا بي مسرعًا أجدني أتراجع وأعدل عن فكرتي، حينها انكسر مني خجلًا كطفلٍ صغير في براءته، وغشي موجَه السكونُ، حتى توقف فلم يعد يتحرك، وإذا ببعض قطراته تلحق بي تقربني، وتهرب منه متجهةً نحوي إلى الشاطئ، تلمَّست قطراته بيدي، استشعرتها، لامستها، وشعرت وكأنها دمعات حقيقية، لمستُ حرارة صدقها، وفي تلك اللحظات ذاتها إذا بي أسمع صوتًا يُنادِي: يا سيدي، رفقًا بالبحر، رفقًا به، فقد لا يقدر إلا أن يَغرَق فيك، وحينها لن تقدر أن تواجهَ ثورته، فوقفت أتأمل فيه، في مياهه، ثم رجعت من جديد أكتب قصتي، أين كنتُ؟ وأين كان البحر مني؟
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |