كيف يجد المتقاعد معنى جديدا لحياته بعد ترك العمل؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190800 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92644 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56861 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26158 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 714 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2022, 08:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي كيف يجد المتقاعد معنى جديدا لحياته بعد ترك العمل؟

كيف يجد المتقاعد معنى جديدا لحياته بعد ترك العمل؟
هشام محمد سعيد قربان






لا تَطيب الحياة إلا بسموِّ معناها، معنى الحياة، هذا الشعور الجميل الذي نحسُّ من خلاله بوجود وجهة وهدف، فبه نَرضى عن أنفسنا، ويَصفو العيش ويحلو.

هذا المعنى الشفاف والرقيق الذي يُشعِرنا بأننا جزء مهمٌّ وثمين لا لِذاته؛ بل لأنه يَنتمي لكيان عظيم، وخلُقٍ أكبَر، وهدف أوسع وأرحب من مجرَّد ذواتنا الصغيرة وهمومها الفانية، إنَّ معنى الحياة ليَعظُم حين ندرك عظمة الخالق وهدف الخلق إدراكًا ووعيًا عميقًا، وثمرة هذا الإدراك السعي الحثيث لتناغُم كل الأهداف مع الهدف الأسمى من خلقِنا، وعندما تُصبِح كل الهموم همًّا واحدًا نحسُّ بالسكينة والرضا وراحة النفس وسعادتها، وبمقدار تشتُّت الهموم واضطراب الأولويات في حياتنا، والبُعد عن الصراط المستقيم يكون القلق والحيرة والنقص والخلَل.

إن معنى الحياة مِن صميم فطرة الخَلق؛ فلقد خلقنا الله - جلَّت قدرته - للعمل على إعمار الأرض، وأعطانا ملكات وعلومًا وقدرات ومواهبَ وأرزاقًا وخيرات، ويسَّر كلاًّ منا لما خُلق له، وهدانا النجدين فإما شاكرًا وإما كفورًا، فلا غرابة أن يُحسَّ الإنسان ببعض معنى حياته حين يُلبِّي نداء فطرته فيعمل ليَكسب ويَحيا ويوفِّر ما يحتاجه لعيشه هو وزوجه وذريته في يومه وغده.

إن الحديث عن معنى الحياة ذو صلة وثيقة بالتقاعُد؛ فهو نقلة حياتية للمتقاعد من حال إلى حال مختلفة تمامًا عمَّا سبقها، حال جديدة يتوقف فيها المتقاعد عن عمل ونسق حياتي متكامل اعتاده سنينَ طويلة، توقُّف يُفاجئ الكثير ويرْبك حياتهم رغم أن زمنه كان معروفًا، توقُّف بلا بديل، وشعور مُباغِت بالفراغ وغياب المعنى، فيحس الكثير من المتقاعدين بأن حياتهم الحقيقية ذات الطعم والقيمة والأثر والمعنى قد توقَّفت وانتهت، وولَّت بلا رجعة، ولم يبقَ منها إلا ذكريات مُحزنة إذا ما قورنت بما آل إليه الحال من منظورِهم!

إن مما يَزيد من شعور المتقاعد بتناقُص أو غياب معنى الحياة اهتزاز الصورة الذاتية والاضطراب في مفهوم الكينونة الناتج عن غياب العمل عن الحياة، فإن نسبة كبيرة جدًّا من المُتقاعِدين كانت - ولم تزل - تستمدُّ وتَبني صورتها الذاتية ومفهومها عن نفسها من مصادر شتى؛ مِن أهمِّها وأشدِّها أثرًا وظيفتها النظامية وعملها ومهاراتها والخدمات التي تُسديها للآخرين من خلال هذا العمل، وحين يَبني المرء تصوره وتقييمه لذاته على أساس عمله ووظيفته فإن صورته الذاتية سوف تهتزُّ - بلا شك - حين يغيب أساسها - أي: العمل - وعندها تضطرب النفس، ويقلُّ الاتزان، ويَنقص الرضا بداخلها، وهذا مما يفسِّر بعض حالات الكآبة والعلل النفسية الأخرى والأمراض "النفس – جسمية"، والتي تُصيب كثيرًا من المتقاعدين.

يُخبرنا المختصُّون في علم نفس التقاعد بأن معنى الحياة يَنبغي ألا يَغيب أو تغرُب شمسُه بالتوقف عن العمل النظامي عند بلوغ السن القانونية للتقاعد، ولكنهم يَذكُرون حقيقة مهمَّة في هذا السياق قد تَغيب عن الكثير، فمعنى الحياة في أي مرحلة منها لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة لبحث دؤوب وتجارب وجهد وعمل، فمعنى الحياة قبل التقاعُد في حقيقته كان ثمرةً لبحث وجهد وعمل وجدٍّ وصبر، وكذلك الحال مع معنى الحياة بعد التقاعُد، فلن يُحسَّ المتقاعِد به صدفة أو إلهامًا بلا عمل أو جهد، وهذه الفِكرة - مع بساطتها وبداهتها - هي المرتكَز في الإجابة على سؤال يهمُّ كل مُتقاعد: كيف أجد معنى جديدًا لحياتي بعد التقاعُد؟ فالإجابة من هذا المنظور هي: أيها المتقاعِد العزيز، إن الوصول إلى معنًى لحياتك قبل التقاعد كان ثمرةً لبحثك عنه وعملك لفَهمه وترجمته، وكذا الحال لمعنى حياتك بعد التقاعُد، فلن تعرفه وتذوق حلاوته وتجني ثمرته إلا إذا بحثْتَ عنه بجد واجتهاد وصبر وجلد.

لا يتوقف نصْح المختصين في علم نفس التقاعد عند هذا الإجابة فحسْب، بل يتجاوَزها إلى إرشاد المتقاعد عن بعض السبُل التي تدلُّه على مصادر هذا المعنى المفقود للحياة؛ فيَنقل خبير علم نفس التقاعد، الدكتور ريتشارد جونسون في إحدى محاضراته عن الدكتور كمبل، ثلاثة مصادر يجد فيها المتقاعد معنى جديدًا لحياته، ولقد عرضتها - فيما يلي - كما هي من ناحية جوهرها ومعناها العميق وروحانيتها، ولقد أذهلني قرب بعض معانيها من الإسلام، ولكنني رأيتُ أن ألبسها لبوسًا إيمانيًّا وضيئًا مُستمدًّا من تعاليم وآداب دين الإسلام الحنيف، لتكون أكثر ملائمة للقارئ المسلم مع الإقرار بالفضل لأهله:
1) الإبداع؛ من خلال المهارات والقدرات المميزة لكل فرد.
2) رؤية الخير والجمال حولنا.
3) المِنَح تَكمن في المِحَن.

1) الإبداع من خلال إعمال المهارات والقدرات المميزة لكل فرد:
إن كل إنسان كائن مُختلف عن غيره، ونسخة فريدة لا نظير لها مِن جهة المهارات والقدرات والمزايا الفردية، وما سعْيُ الإنسان في دنياه إلا ترجمة لهذه الخصوصية الفردية التي حباه الله بها لحكمة لا نهاية لتأملها، سعْي وتيسير لما خُلق له كل فرد، ويُترجم كل إنسان هذه الخصوصية الفردية في شتَّى شؤون حياته، ومنها عمل الإنسان الذي يُميِّز كل فرد عن الآخر بما يُضفي عليه العامل من لمسات شخصية وبصمة خاصة وسمات متميِّزة، حتى ليخيل للمتأمل أن العمل الأصيل وغير المقلِّد للغير امتداد لروح العامل يُميِّزه عن سواه بنفس خاص وتوقيع فريد وإيقاع لا مَثيل له.

إن نهاية العمل النظامي عند بلوغ السن القانونية لا يَعني نفاد طاقات الإنسان ونضوب مهاراته وقدراته، وهو كذلك لا يَعني انعدام كل الفُرَص لترجمة الخصوصية الفردية وإعمال الطاقات والمهارات لتحقيق الأهداف وإنجاز المهام، نعم لقد أغلق التقاعد باب العمل كمنفَذٍ وباب للإنجاز الشخصي المتميز، ولكن الحياة لم تَزَلْ ملأى بأبواب وفرص أخرى كثيرة للراغب الصادق والباحث الجاد، ليُحقِّق من خلالها ذاته ويُعمل مهاراته، أبواب مختلفة في صورها عن العمل قبل التقاعد، ولكنها في جوهرها لا تَختلِف عنه في كونها أساليب ووسائل لترجمة الخصوصية الفردية في أعمال وخدمات وأنشطة ذات فائدة وهدف.

إن القدرات الإبداعية الفردية للمُتقاعِد لم تنتِه أو تَنضب، بل هي في أوجها وأخصب مراحلها، ولكن التحدي الذي يُواجهه المتقاعد هو البحث المرن عن منفَذٍ وفرصة جديدة لإعمالها، وقد يَختلف المنتج النهائي عما سبق في صورته فقط، ولكن جوهر المنتج يظل كما هو عطاءً وخدمة ونفعًا، عليه توقيع الخصوصية الفردية وإيقاعها البديع.

2) رؤية الخير والجمال حولنا:
إن معنى حياة لإنسان في كل مراحلها (بما فيها النقلة الحياتية المُتمثِّلة في التقاعد عن العمل) ليزداد عمقًا وتألقًا بتعلُّمنا وتدريبنا أنفسنا على رؤية جوانب الخير والجمال والرحمة والعطاء في كل ما نراه من حولنا، وما مَرجِع هذه الرؤية الإيجابية والمتفائلة إلا حسْن ظننا بالله - سبحانه وتعالى - والثقة في واسع كرمه وعظيم رحمته بنا، فهو - سبحانه وتعالى - أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

ألا فطِبْ نفسًا أخي المتقاعد، وقرَّ عينًا، واملأ حياتك بأجمل المعاني وأرقِّ المشاعر، متِّع ناظرَيك بزرقة السماء، وتأمَّل حسن الشمس في إشراقها وغروبها، واطرب روحك ببسمة أولادك وضحكات أحفادك، وافرح بأُنسِك مع زوجك وأهلك وأصدقائك، وتلذَّذ بكوب شاي وقطعة حَلوى، وثِق في كرم الله ونواله الذي لا حد له ولا نهاية، لقد أعطاك ورزقك ومتَّعك فيما سبق، فاسأله دوام عطائه وسعة رزقه في مستقبل أيامك، ومن ستر الماضي وأنعم حريٌّ بستر الباقي وأفضل.

3) المِنَح في المِحَن:
إن مِن أجمل ما يُضفي معنى ورونقًا وسناءً لحياة الإنسان عمومًا والمتقاعد بخاصة نظرته للمِحَن وصبره، وحسْن ظنه بخالقه عند فقدانه لبعض ما يحب، فكم من بليَّة في ثناياها ألف عطية! وكم من محنة في أعطافها أكبر مِنحة! فرب مريض بمرض مُهلِك يشكر ربه على نعمة مرضه، فبهِ عرف ربه وأناب إليه وأخبَت، وبه أدرك واستدرك تقصيره في حب زوجه وولده، وبه عرف لذة السعادة في العطاء والبذل، وبه أدرك نعمة ولذة حياته في يومه وساعته ولحظته، وبه أدرك بحق أن السعادة قرار لا بدَّ أن ينفذ في حينه وتوِّه، فما كل من أجَّل السعادة لغدٍ مُدرِكها.

إن التقاعد بتغيراته ونقلته ومفاجآته قد يكون في ظاهره مؤلمًا ومُحزنًا للبعض، ولكننا نُذكِّر أنفسنا وإياهم بالمِنَح الكامنة في زوايا المِحَن، فرحمة الله لا تغيب، ولكننا نَغفل عن إدراكها أحيانًا، فكل حالنا عطاء ومِنَن من الله، حتى منعه لنا وأخذه بعضًا مما نحبُّ في جوهره عطاء وكرم، فهو لم يَمنعْنا بخلاً، إنما منعَنا لطْفًا ورحمة، وهو أعلم بما يُصلح شأننا من أنفسِنا، والله أعلى وأعلم، والحمد لله رب العالمين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.20 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]