رؤية نقدية لمجموعة ( عندما يظمأ النهر ) لخالد الطبلاوي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2022, 08:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رؤية نقدية لمجموعة ( عندما يظمأ النهر ) لخالد الطبلاوي

رؤية نقدية لمجموعة ( عندما يظمأ النهر ) لخالد الطبلاوي


أ. محمود توفيق حسين














يأتينا الأديب خالد الطبلاوي في مجموعته هذه بضميره، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالات؛ إنه لا يقف في وسط الحلقة كما يفعل الحواة الواقعون تحت ابتزاز الجمهور، فيقدِّمون الدهشة ولو بالألم المكتوم، ألم الضلوع التي تكاد تختلف بعد التكتيف المتقن، خالد الطبلاوي ليس كذلك؛ فهو بأدبه هذا الريفي الجميل الشهم، الذي يفك أحبال الحواة، أو يوصي الغلاظ الذين يتقدَّمون لتقييدهم بأن يمارسوا ذلك بشيءٍ من الرحمة.



أغلبنا - كأدباء وقراء - نمارس أعمال الحواة وجمهور الحواة بأشكال متباينة، وخالد بفطرته النقية التقية يأبى ذلك، ويعمل على تفكيك البراعة الخادعة المبطَّنة بالألم، إنه في حربٍ إبداعية ضد القسوة التي نمارسها على بعضنا البعض، فهي ممارسة ضد الذات، ضد الفطرة، ومن الجميل أنه ببساطة يكشف لنا بأسلوبه كيف أننا نقوم بتكتيف أنفسنا بعنفٍ حينما نكتب القصة القصيرة، بغرض حبس الأنفاس، وتضخيم الحلقة بالمتفرجين العابرين، وخلق حالة من الهوس المرَضي، هو لا يحب ذلك؛ فالأدب عنده ممارسة اجتماعية مقبولة، منسجم مع همَّة الفلاح الذي يغوص في الطين ولا يبالي، وتنميق (الباشكاتب) المصرّ على خط النسخ في زمن الكتابة الرقمية، ومجاهرة المؤذن من أعلى مئذنة بالريف، الذي يرتقي بطبقات صوته، وكأنه لا يوجد مكبِّر صوت، وهو بهذا أدبٌ مثير للتشجيع؛ لِما فيه من (جَلَد الثقة)، وهو أدبٌ جديرٌ بدخول البيوت ليسمع منها ويكتب لها، أما الأدب الذي هو عمل من أعمال الحواة، الأدب المؤسَّس على البراعة والتوتر وخفة اليد، فهو وإن كان جاذبًا للازدحام، إلا أنه ازدحام مؤقَّت، أدب كتب عليه أن يكون على مسافةٍ من بيوت الناس.



وخالد الطبلاوي حريص على إبراز وجوه نقية وقوية تصل إلى حد المثالية، وغالبًا ما تكون وجوهًا نسوية، تكافح في العرق، لا في (البرفان)، ينتصر للمرأة بالشرط الاجتماعي والدِّيني، وليس بالشرط الغربي الذي يحمل (الباركود).



ومع اهتمام خالد الطبلاوي بالبطل المثالي، إلا أنه حاذق في تلمُّس الندوب على الشخصيات بطريقة ظريفة، بعضها لو جمعناها معًا شكَّلت متحفًا حيويًّا للشخصية المصرية في أطوارها الغريبة، هنا نحن أمام قلم يقف بالمرصاد لما يسمى بـ: (الملعنة) و(النمردة)، وبخاصة في تجلياتهما الريفية، قلم يحمله رجل على ما يبدو أنه يكتب في صفاء الفجر بعد أن خلت الطرقاتُ المتربة مما كانت تئنُّ به من تناقضات وعذابات وأحلام البشر.



عندما يقوم بتشكيل لوحة في قصة من قصص هذه المجموعة، فإنه يعمِد عمومًا للتلقائية المفتقدة المبهجة، يبدو الأمر كالرَّسم على حائط ريفي خشِن بفرشاة غليظة، بدهان "السلقون"، حينما تبدو الشقوق، والحدود المعوجَّة، ونثار الألوان، هي الفضيلة في التعبير، هي البزوغ الخاص للروح الشعبية، وهي النمط الأكثر جاذبية في عالَم متحفظ، تغلبت فيه الهندسة بصرامتها على القِيَم المتوارَثة للفن البيئي.



أجاد - فيما أجاد - تشكيلَ لوحة الفقر بتفاصيلها الإنسانية المدهشة واللطيفة، وفوق هذا الرسم الإستاتيكي، ينقل بطريقة يسيرة تلك القابلية الهينة للتفكك في المنظومات الفقيرة، وهشاشة العلاقات داخل إطار من الفقر.



إنه راغب في صُنع فتنة من التقشف، في تكسير خبز الرضا الجاف ليطعم به المعنى، راغب في التغزل في الوجه الجميل غير المزجج وغير المصبوغ للبساطة، يعتمد في تحقيق ذلك على قدرة جيدة على التقاط أبسط تدابير البشر وتقنياتهم للغزل ولو برِجْل حمار، التي يتخذونها للتكسُّب واللهو، وللاسترخاء على أرائك الأيام المتقلقلة.



وأجاد رسم تلك الشخصيات السلبية التي تلبستها روح غافلة كروح البهائم، شخصيات مستعدة للسحب تمامًا، إن اقتحم عالمها شخصٌ بارع الحيلة يشمُّ هذا الاستعداد الفطري، سينادي بها فتستجيب كما تستجيب الدواب للنداء.



وإذا نظرنا إلى الصراع عنده في قصصه، وجدناه في الغالب مؤسسًا على (المكر)، أو ما يسمى بمصر (لؤم الفلاحين)، لا مؤسسًا على التصفية والمحو، شخصياته السلبية ملتوية وعنيدة، ولكنها ليست عنيفة، وهذا مستمد من طبيعة الحياة الريفية القائمة على التعاقب بين الأجيال والمنافسة بين عائلات ما، حيث تكون القصة المحكية في البيوت وتحت الشجر في الأمسيات هي مجرد معركة من حرب غير محدودة؛ لذا فالانتصار والهزيمة في قصصه تتخذ روح (الجولة).



والحياة الريفية أمدته كذلك بأسرار تلك اللغة المشتركة الفوقية بين البشر والكائنات الحية الأخرى، بل وما حولهم من جمادات ونباتات، إنه يعبر عن نوع ما من التفاهم والاستيعاب الناتج عن الثبات والاستقرار والعِشرة الطويلة، وهي أشياء مجحودة أو مهمَلة في الحياة المدنية القائمة على الإنسان وحده، فيما حياة أسرة ريفية قد تتمحور حول بقرة؛ لذا كان لديه نوع من العناية بفاعلين آخرين غير البشر.



كتابته من وجه هي امتداد عصري للكتابات القديمة التراثية المتندرة على الصفات السلبية؛ كأخبار الحمقى، أو الطفيليين، أو الكَذَبة، أو البخلاء، والتي يتم فيها التركيزُ على رؤية الشخص الفارق الطبع من خارجه، بدون نظر لما يعتمل فيه، بدون التقاط توجُّساته، إنها قصة ممسرحة، تعبر عن مراقبة المجتمع لسلوكيات أكثر شخوصه غرابة، وهذا النوع يعبِّر عن الحس الجمعي لدى الكاتب الذي يشعر بأنه جزء من كل؛ حيث لا تكون القصة كملحوظة مراقب دقيق الملاحظة يجلس على مقهى كما في قصة المدينة، بل هي قصة المشافهة التي تواترت وشاعت وعرَف خبرَها القاصي والداني في مجتمع ريفي.



وهو مهتم بالحيل (التحتية) لأهل القاع الريفيين لتدبير المعيشة؛ كمثل قصة كمبورة الذي يتولى رد المسروقات مقابل (حلوان)، وله مندوب بقسم الشرطة، وشاهد الزور في قصة أخرى، والمتسول المحترف في غيرها، حتى يذكرني ذلك باهتمام خيري شلبي بنفس هذا الملف الشعبي الغرائبي الثمين والسمين الذي فتحه في رواية "وكالة عطية"، وبالطبع كان خيري شلبي أكثر اهتمامًا بالتفاصيل والسبك والجذب بما يسمح به القالب الروائي وإمكانياته الفنية، والذي جاء خالد الطبلاوي مثله مهتمًّا بعالم الريف التحتي، خلافًا للاهتمام الأدبي المعروف والواسع لكثير من الأدباء بقاع المدينة.



ويسخَر الأديبُ من الخفة الإنسانية والاندفاع الغبي لإثبات الذات، وغلَبة الطبع، وضَعْف الإنسان الذي لا يمكنه من أن يعتق نفسه من أسْرِ ميوله، مهما أعانته الظروف على التغير، حتى يصل الأمر إلى كوميديا التصلب، أما الاندفاع الغبي لإثبات الذات، فمثاله في ذلك الطبيب الفاشل - الذي لا يتم استحضاره إبداعيًّا كنموذج للفشل، وهذا يحسب للأديب ككسر للنمط - الذي حقن مريضه الحقنة الثانية تحت أثر انفعاله لما ظنه نتيجةً رائعةً للحقنة الأولى فأودى بحياته.




أما الإنسان الذي لم يتحرر من أَسْرِ ميوله، فمثاله في ذلك المتسول الذي أثرى ثراءً فاحشًا، وامتلك كثيرًا من العمائر، ولا زال راغبًا في ممارسة التسول الذي أدمنه حتى يصل به الحال إلى تنصيب دُمًى فوق سطح البيت، من تلك الدمى التي يتم استخدمها في واجهات محال الملابس؛ ليضع في أياديها المال ويتسول من هذه الدمى.



تلك قراءتي للمجموعة القصصية (عندما يظمأ النهر) للأديب خالد الطبلاوي، والتي أرى أنها تمثل له زورقًا دفعه بكل قوته واعتماديته بيديه على الشاطئ، وقدماه في الطين، وذيل ثوبه بين أسنانه، كما يفعل الصيَّادون، ثم قفز فيه، وبقِي عليه ألا يلتقطَ أنفاسه، حتى يحسن استثمار تلك الدفعة ليمضي في نهر الإبداع القصصي مودعًا الشواطئ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.33 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]