تسمية الشيء بملابسه وما كان منه بسبب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحب في الله والبغض في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحشاشون أكثر الفرق دموية في التاريخ الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وجود المحرم شرط لوجوب الحج على المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          النظافة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحج وذو القعدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          رُدُود أفعال الناس معك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نظرة شمولية لمعنى الرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أحسنوا الظن بالله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خطر تحديد النسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2022, 01:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,000
الدولة : Egypt
افتراضي تسمية الشيء بملابسه وما كان منه بسبب

تسمية الشيء بملابسه وما كان منه بسبب
د. سيد مصطفى أبو طالب




قال أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أن مسجده كان مِرْبَدًا ليتيمين في حجر معاذ بن عفراء - معاذٍ ومعوَّذٍ وعوف بني عفراء - فاشتراه منهما معوَّذ بن عفراء، فجعله للمسلمين، فبناه رسول الله مسجدًا)[1].

قال الأصمعي: المربد كل شيء حُبست به الإبل، ولهذا قيل: مِربد النعم الذي بالمدينة، وبه سُمي مربد البصرة، إنما كان موضع سوق الإبل، وكذلك كل ما كان من غير هذه المواضع أيضًا إذا حُبست به الإبل، فهو مِربد[2].


هذا نوع آخر من علل التسمية، وهو تسمية الشيء باسم ملابسه.
قال ابن دريد: والمِرْبَد: الموضع الذي تُحبس فيه الإبل وغيرها، واشتقاقه من قولهم: رَبَدَ بالمكان، إذا أقام به .... والمِرْبَد: فَضاء وراء البيوت يُرتفق به، ومِرْبَد البصرة من ذلك، سُمي لأنهم كانوا يحبسون فيه الإبل[3].


وفى النهاية: المِرْبَد: الموضع الذي تُحْبَس فيه الإبل والغنم، وبه سُمِّي مِرْبَد المدينة والبَصرة، وهو بكسر الميم وفتح الباء من رَبَد بالمكان إذا أقام فيه [4].

قال ابن قتيبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا توضَّأت فاسْتنثر... )[5].
الاسْتِنْثار: سُمّيَ بذلك؛ لأنَّ النثرة الأنف، فالاستنثار استفعال من ذلك، يراد: اجعل الماء في أنفك[6].
بيَّن ابن قتيبة علة تسمية جعل الماء في الأنف، ثم إخراجه استنثارًا؛ وذلك لأن النثرة تعني الأنف، فتكون التسمية من قبيل تسمية الشيء باسم مشتق من آلته، وهي النثرة.
قال الخليل: الإنسان يستنثر، إذا استنشق، ثم استخرجه بنَفَس الأنف[7].
وفي اللسان: استَنْثَر استفعل منه - أي: من نثر - استنشق الماء، ثم استخرج ما في الأَنف، وقيل: هو من تحريك النثرة، وهي طرَف الأَنف[8].
وإذًا، فقد سُمي هذا الفعل استنثارًا؛ لأنه فعل بالنثرة التي هي طرف الأنف، فيكون من باب تسمية الشيء باسم مشتق من آلته.

قال ابن قتيبة: والاضطباع الذي يُؤْمَر به الطَّائِف بالبيت: هو أنْ تُدْخِل الرِّداء من تحت إِبطك الأيمن، وترد طرفَهَ على يَسارك، وتُبدي منكبك الأيمن وتغطِّي الأيسر، وإِنَّما سُمِّي اضْطِباعًا؛ لإبدائك فيه ضَبْعَيْك، وهما عَضُداك.
أوضح الشارح أن علة تسمية الاضطباع بهذا الاسم تعود إلى إبداء الضبعين مع هذا الفعل.
قال ابن فارس: الاضطباع بالثَّوب: أن يُدْخِل الثَّوبَ من تحت يده اليمنى، فيلقيَه على منكبه الأيسر[9].
وفى النهاية: هو - أي: الاضطباع - أن يأخذ الإزَارَ أو البرد، فيجعَلَ وسَطَه تحت إبطه الأيمَن ويُلْقي طَرَفَيه على كَتِفه الأيسَر من جِهَتي صَدْره وظَهْره، وسُمِّيَ بذلك لإبْداءِ الضَّبْعَين[10].
وعلى ذلك، يكون سبب التسمية من قبيل الملابسة المكانية لعضو من أعضاء الجسم.

قال ابن قتيبة في حديث عُمَر رضي الله عنه أنه قدِمَ رَجُل من بعض الفروج عليه، فَنثَر كِنانَته، فسقَطَتْ صَحيفة، فإذا فيها: (من الوافر):
أَلا أبلغ أَبا حَفْصٍ رَسُولاً *** فِدى لك من أَخي ثِقَة إزاري [11]
الفُروج: الثُّغور، وقولُه: فِدى لك من أَخي ثِقة إزاري؛ أَي: أَهْلي، ويقال أيضًا: أَراد بالإزار: نفسه؛ لأَنَّ الإزار يشْتمل على جِسْمه، فَسُمِّي الجِسْم إزارًا[12].
وقف الشارح على علة تسمية الجسم إزارًا، وقد اكتسب الجسم هذه التسمية الجديدة لمجاورته للإزار.
قال الأزهري: يقال: فلان عفيفُ المئزر، وعفيف الإزار إذا وُصِف بالعفة عما يَحرُم عليه من النساء، ويُكنى بالإزار عن النفس، كقولُه: فِدى لك من أَخي ثِقة إزاري[13].
فإذا كان المراد بالإزار ها هنا النفس؛ فإن التسمية تكون من باب تسمية الشيء باسم ما يشمله؛ لأن الإزار يلابس الجسم على جهة الاشتمال.

قال الحربي: العَذِرَةُ: فناءُ الدَّارِ .. وَسُمِّيت العَذِرَة؛ لأَنَّهَا كَانَتْ تُلْقَى بِالأَفنية[14].
أُطلقت تسمية العذرة على الخرء الذي يخرج من الإنسان من باب تسمية الظرف باسم المظروف؛ لأنه يلابسه مكانًا.
فالعذرة: الغائط الذي هو السَّلح [15] ما يخرج من فضلات الإنسان، وأصل العذرة فناء الدار، ثم كنوا عنها باسم الفناء، كما كُنِّي بالغائط، وإنما أصل الغائط المطمئن من الأرض[16].
قال الفيومي: وتطلق (العَذِرَةُ) على فناء الدار؛ لأنهم كانوا يلقون الخرء فيه، فهو مجاز من باب تسمية الظرف باسم المظروف[17].
وفي الحديث: (إن الله نظيف ... فنظِّفوا عذراتكم....) [18]، قال أبو عبيد: وإنما سُمِّيت عَذِرة الناس بهذا؛ لأنها كانتْ تُلقَى بالأفنية، فكُنِّي عنها باسم الفناء كما كُنِّي بالغائط أيضًا، وإنما الغائط الأرض المطمئنة، فكان أحدهم يقضي حاجته هناك، فسُمي بها[19].
إذًا فقد لوحظ في التسمية عامل المجاورة المكانية، أو كما عبَّر الفيومي: (تسمية الظرف باسم المظروف).

قال الخطابي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل) [20].
والملاعن: جمع ملعنة، وإنما سُميت ملاعنَ؛ للعن الناس فاعلَها[21].
إن تسمية هذه الأماكن بالملاعن؛ لأن الناس يلعنون مَن يتبرز فيها، فهذا الفعل المرتبط بهذه الأماكن سبب في اللعن.
قال الهروي: وفي حديث: (اتقوا الملاعن)، نهى أن يتغوط الرجل على قارعة الطريق، وظل الشجرة، وما أشبهها من المواضع، فإذا مر بها الناس لعَنوا فاعله[22].
وفي اللسان: وفي الحديث: (اتقوا اللاَّعِنَيْن)[23]؛ أَي: الأَمرين الجالبين اللَّعْنَ الباعِثَيْن للناسِ عليه، فإِنه سبب لِلَعْنِ مَن فعله في هذه المواضع .. واللاعِن اسم فاعل من لَعَنَ، فسُميت هذه الأَماكن لاعِنةً؛ لأَنها سبب اللَّعْن [24].
وعلى ذلك، فإن تسمية هذه الأماكن (ملاعنَ) من باب تسمية الشيء باسم سببه.


[1] ورد في البخاري بغير هذه الألفاظ: (كتاب فضائل الصحابة - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة)، (3/ 1421)، والفائق ( 2/ 32).

[2] غريب أبي عبيد (1/ 307، 308 ).

[3] الجمهرة ( ب د ر ) (1/ 243).

[4] النهاية (2/ 455)، واللسان ( ربد ) ( 4/ 34).

[5] النسائي (كتاب الطهارة - باب الأمر بالاستنثار)، (1/ 67)، وابن حبان (كتاب الطهارة - باب الاستطابة )، (4/ 284).

[6] غريب ابن قتيبة (1/ 160، 161 ).

[7] العين ( نثر ) (8/ 219).

[8] ( نثر ) (8/ 450)، والقاموس ( نثر ) (ص479).

[9] المقاييس (ضبع) (3/ 387).

[10] النهاية (3/ 156).

[11] الفائق (3/ 106).

[12] غريب ابن قتيبة (2/ 22) وما بعدها.

[13] التهذيب ( أزر ) (13/ 170)، واللسان (أزر ) (1/ 139)، والتاج ( أ ز ر ) (10/ 45).

[14] غريب الحربي (1/ 174، 275 ).

[15] اللسان ( عذر ) (6/ 149).

[16] العين ( عذر ) (2/ 96).

[17] المصباح ( عذر ) (2/ 399).

[18] النهاية (3/ 424).


[19] غريب أبي عبيد (3/ 450).

[20] أبو داود (كتاب الطهارة - باب المواضع التي نهي عن البول فيها) (1/ 54)، وابن ماجه (كتاب الطهارة وسننها - باب النهي عن الخلاء على قارعة الطريق ) (1/ 119).

[21] غريب الخطابي (1/ 107، 108 ).

[22] الغريبين (5/ 1691).

[23] النهاية (4/ 511).

[24] ( لعن ) (8/ 92).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.25 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]