لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟!

[ابوالوليد المسلم]

لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟!

التيار الذي يرفض تطبيق الشريعة ويقف لمريديها بالمرصاد ينقسم من حيث أسباب الرفض إلى ثلاث فرق:
1- فرقة لديها مشكلة مع الشريعة نفسها: فهم ضد الطهر الذي تحققه الشريعة، وهؤلاء القوم يحبون ارتكاب المعصية ولديهم مشكلة مع الأديان ولديهم تسيّب كبير في الأقوال والتصرفات سواء كانت حراماً أم حلالاً، وهؤلاء قوم موجودون في كل زمان ومكان، وأمثالهم في القرآن قال الله عنهم: {أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}.
2 - فرقة مشكلتهم ليست في الشريعة نفسها وإنما فيمن ينادون بها ويدعون إلى تطبيقها، فهم (يصعب) عليهم أن يروا الحق مع غيرهم، أو يروا الراية مرفوعة مع غيرهم، فيحاربون الشريعة وتطبيقها نكاية في أهلها المنادين بها لا رفضا لها، وهم في قرارة أنفسهم يعلمون أن النجاة في التطبيق، وهؤلاء أيضا موجودون في الدولة الإسلامية منذ أيامها الأولى.
3 - فرقة ليس لديها مشكلة معينة مع الشريعة أو مع المنادين بها، وإنما المشكلة فيها هي، بمعنى أن المنادين بها ليس لديهم بضاعة يقدمونها للناس، فجعلوا وجودهم قائما على محاربة الآخر، ومثل هذا النوع من البشر ضعيف الشخصية نسبيا وهش من الداخل.
والفرقة الأولى هي أشدها قوة وأعظمها خطرا؛ لأن مشكلتها في الأساس مع الجوهر، فبخلاف الفرقتين الثانية والثالثة فيمكن أن تجدهما أقل حدة مع تغيير الأشخاص أو الظروف، ولكن التاريخ أيضا والسيرة شهدت أن ربك كان بالمرصاد أكثر للفرقة الأولى وأكثر إهلاكا لها.

الشيخ أبوصهيب البيضاوي

مصر

السعادة الحقيقية في إسعاد الآخرين

اشترط أستاذ مادة علم الاجتماع في جامعة ماليزية على طلابه إسعاد إنسان واحد طوال الأربعة أشهر، مدة الفصل الدراسي، للحصول على الدرجة الكاملة في مادته، وفرض الأستاذ الماليزي على طلبته الثلاثين أن يكون هذا الإنسان خارج محيط أسرته وأن يقدم عرضا مرئيا عمّا قام به في نهاية الفصل أمام زملائه.
في نهاية الفصل الدراسي نجح الطلاب الثلاثون بالحصول على الدرجة الكاملة، لكن اختار زملاؤهم بالتصويت أفضل 10 مبادرات بعد أن قدم الجميع عروضهم على مسرح الجامعة، وحضرها آباءهم وأمهاتهم الموجودون في كوالالمبور.
نشرت هذه المبادرات الإنسانية أجواء مفعمة بالمفاجآت والسعادة في ماليزيا قبل عامين، فالجميع كان يحاول أن يقدم عملا إنسانيا مختلفا يرسم فيه السعادة على محيا غيره.
قام طالب ماليزي، وهو أحد الفائزين العشرة، بوضع هدية صغيرة يوميا أمام باب شقة زميله في سكن الجامعة وهو هندي مسلم، ابتعثه والده لدراسة الطب في ماليزيا، اختار الطالب هذا الطالب تحديدا؛ لأنه شعر بأنه لا يمتلك أصدقاء أو ابتسامة طوال مجاورته له لنحو عام، كان الطالب الهندي يبدو حزينا وبائسا مما جعل زميله الطالب الماليزي يرى أنه الشخص المناسب للعمل على إسعاده.
أول هدية كانت رسالة صغيرة وضعها تحت باب شقته كتبها على جهاز الكمبيوتر في الجامعة دون توقيع: كنت أتطلع صغيرًا إلى أن أصبح طبيبًا مثلك، لكني ضعيف في مواد العلوم، إن الله رزقك ذكاء ستسهم عبره بإسعاد البشرية، في اليوم التالي اشترى الطالب الماليزي قبعة تقليدية ماليزية ووضعها خلف الباب ومعها رسالة: أرجو أن تنال هذه القبعة قبولك.
استمر الطالب الماليزي في الكتابة وتقديم الهدايا العينية الصغيرة إلى زميله يوميا دون أن يكشف عن هويته، كانت ابتسامة الطالب الهندي تكبر كل يوم، وصفحته في الفيس بوك وتويتر تزدحم بالأصدقاء والأسئلة؛ حيث بدأ ينشر قصته على الفيس بوك: وبدؤوا يسألونه ماذا سيحصل اليوم؟»، «لا تتأخر، نريد أن نعرف ما الهدية الجديدة؟».
تغيرت حياة الطالب الهندي تماما، تحول من انطوائي وحزين إلى مبتسم واجتماعي بفضل زميله الماليزي.
بعد شهرين من الهدايا والرسائل أصبح الطالب الهندي حديث الجامعة، التي طلبت منه أن يروي تجربته مع هذه الهدايا في لقاء اجتماعي مع الطلبة، تحدث الطالب الهندي أمام زملائه عن هذه الهدية وكانت المفاجأة عندما أخبر الحضور بأن الرسالة الأولى، التي تلقاها جعلته يعدل عن قراره في الانصراف عن دراسة الطب ويتجاوز الصعوبات والتحديات الأكاديمية والثقافية التي كان يتعرض لها.
أدت الطالب الماليزي، محمد شريف، دورا محوريا في حياة هذا الطالب بفضل عمل صغير قام به، سيصبح الطالب الهندي طبيبا يوما ما وسينقذ حياة العشرات والفضل بعد الله لمن ربت على كتفه برسالة حانية.
اتفق محمد مع شركة أجهزة إلكترونية لتحول مشروعه اليومي إلى عمل مؤسسي يسهم في استدامة المشروع واستقطاب متطوعين يرسمون السعادة في أرجاء ماليزيا.
هذه المبادرة التي ننتظر من مدارسنا وجامعاتنا أن تقوم باستثمارها؛ أثرها لا يغادر مع خروجنا من مبانيها بل يخرج معنا ويؤثر على محيطنا.
حولنا الكثير ممن يحتاجون إلى رسالة لطيفة أو لمسة حانية في هذا العالم المزدحم بالأحزان، لكن القليل منا من يقوم بذلك، بوسعنا أن نغير في مجتمعاتنا وننهض بها بمبادرات صغيرة للغاية، لكننا نتجاهل حجم تأثيرنا وأثرنا. لنبدأ من اليوم مشروع إسعاد شخص كل أسبوع، الموضوع لا يحتاج إلى مجهود خارق، ربما تكون رسالة نبعثها إلى غريب أو قريب، أو هدية صغيرة نضعها على طاولة زميل أو موظف، تذكروا أن هناك الكثير من الحرائق التي تنشب في صدور من حولنا، وتتطلب إلى إطفائي يخمدها بابتسامة أو مبادرة إيجابية صغيرة، أصغر مما نتخيل.

موسى الجهني

لجنة الدعوة والإرشاد - العارضية

اعداد: المحرر المحلي