دورة العصيان (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-04-2021, 01:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي دورة العصيان (قصة)

دورة العصيان (قصة)
محمد حسن جباري





القرية الحالِمة البيضاء، تُفيق على وقع كابوسٍ أسود! قمطها بدِثار أشهب لسبع سنواتٍ عِجاف.

الآبار العميقة أمسَت وكرًا للعقارب والثَّعابين، ومزبلةً لزجاجات السكارى، الذين يُعربِدون في حطام البساتين المجاورة.

آخر سربٍ من الهَداهِد، غادَر منذ سنتين، بعدما جفَّ النَّبع الأخير.

الضفادع هي الأخرى، خرسَت عن البُشرى، التي كانت تُرسلها مع بداية غروب شمس كل يوم.

في عين عمِّي بشير، تأتلق دمعة.. بقايا أعنزة تتخايل له كأشباحٍ على رقعةٍ من القمامة، تتهارَش على قطعة كرتون، أو بقايا جريدة يابسة!

حماره.. يزجي أوقات العطالة، وهو يهشُّ بذيله أسراب الذباب الذي يتقافَز على ظهره.

مخالب القَحط.. مزقت خيطَ أملهم الأخير، في استبقاء قنوات المياه التي مدَّتها إليهم القرى المجاورة العامَ الماضي؛ فالينابيع هناك صارَت أَبخل من مادر.

في الأفق المعتم، لاح لهم شبَح الهلاك دميمًا، مربدًّا.. يقهقِه ملءَ شدقيه، ويفغر فاه الجبَّار متلهفًا ليرضي منهم شهيَّتَه التي لا تشبع.

بعد أن تنكَّر لهم ترابُ الأرض، ونبحَتهم أحجارها، وملَّت الدروب المغبرة نظراتهم الذابلة.. وبعد لَأْيٍ وتفكير.. حَفَّ من أعماقهم نداء واهِن، يذكِّرهم أبواب السماء!

ذكروا أنَّ بجوارهم مسجدًا، يَفتح أبوابه طيلة أيام العام، لا في الجمع، والأعياد فحسب، ذكروا أنَّ هناك صلاة للاستسقاء، وأنَّه لا يَيئس من رحمة الله تعالى إلَّا القومُ الكافرون..

إمام المسجد وعَظَهم بالتوبة النَّصوح قبل الاستسقاء، خصوصًا ما يتعلَّق بردِّ المظالم، ولو كان مثقالَ ذرَّة؛ فجاؤوا.. ليس على أجسادهم إلَّا ما يَستر سوءاتهم!

تنادى السحابُ من أطراف السماء، تزاوج في قبَّتها، أرسل نسلَه المبارك على القرية..

تقنَّحت الآبار..

عادَت الهداهد..
استأنفَت الضفادع تباشير الغروب..
وسمنَت عنزات عمي بشير..

سبع سنين دأبًا.. تبرَّجت الحقولُ بمفاتنها الآسِرة، رغت طواحين الحبوب دون كلَل، ولعب أبناؤهم بأكواز الذُّرة المشويَّة..

ثمَّ.. عود على بدء، والعود أَشْأَم!
ابتسموا للشيطان من جديد.. ضحكوا له.. ثمَّ قَهقهوا..
جفَّت الآبارُ..
غادرت الهداهد..
سكتَت الضفادع..
وماتَت عنزاتُ عمِّي بشير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.20 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]