إحلال اللهجات العامية محل اللغة العربية الفصحى - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858681 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393093 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215552 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2022, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي إحلال اللهجات العامية محل اللغة العربية الفصحى

إحلال اللهجات العامية محل اللغة العربية الفصحى
أ.د. إسماعيل علي محمد



إن التلاقي على لغة واحدة - لا شك - عاملٌ قوي من عوامل الوحدة والترابط والتفاهم، والتقارب في المواقف والآراء، كما أنه من شأنه وصل ما بين أهل اللغة الواحدة وتراثهم الفكري والثقافي.

ولقد كان للغة العربية حضور ملموس في حياة الأمة الإسلامية على مر العصور؛ حيث إنها لغة القرآن الكريم الذي يتلوه جميع المسلمين، ولغة الصلاة التي هي رُكنٌ من أركان الإسلام، وفرض عين على كل مسلم، «ولذلك فقد رافقت رحلة الإسلام وانتشاره إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وبها كتب المسلمون على اختلاف أجناسهم وديارهم، وأثرت تأثيرا كبيرا في اللغات الفارسية والتركية والأوردية، واللغات الأفريقية في شرق أفريقيا، واللغة الماليزية»[1].

ولا ريب أن ذلك الحضور للغة العربية في حياة المسلمين له أثره العظيم في تعزيز أخوتهم ووحدتهم - لا سيما العرب منهم - والإسهام في ارتباطهم بالثقافة الإسلامية التي يشتركون فيها.

وهناك مخططات منذ فترة طويلة من الزمن، ودعوةٌ روَّج لها أعداء الإسلام، ترمي إلى القضاء على اللغة العربية الفصحى - لغة القرآن الكريم - وإحلال اللهجات العامية في الأقطار الإسلامية محلها، وقد اكتنف هذه المخططات جهود جبارة، ودعاوى مزيفة، تبناها كثير من الغربيين، وكثير من المستغربين، ومشى في ركابهم وظاهرهم طائفة من أبناء المسلمين[2].

ولقد دأب الاستعمار الغربي طوال وجوده في البلاد الإسلامية على رعاية مخططات محاربة الفصحى وحصارها، وخاصة في المجالات التعليمية والثقافية، فعمل على إضعاف شأنها ماديا ومعنويا، بل إنه استطاع أن يقضي عليها، ويعزلها من بعض البلاد التي كانت تتحدث بها، كما حدث في عدد من بلدان أفريقيا.

والحقيقة أن هذه الحرب التي ووجهت - ولا تزال - تواجه بها اللغة العربية، وتلك المحاولات الدؤوبة للقضاء عليها وإماتتها، خاصة تلك المحاولات الرامية إلى استبدال اللهجات المحلية العامية بها؛ إنما هي تخطيط ماكر خبيث، له أهداف خطيرة، ويترتب عليه آثار تَضُرُّ بنا في الحال والمآل، وتهدد حاضرنا ومستقبلنا، إذ هو امتدادٌ لمحاربة القرآن نفسه، والعمل على إقصاء المسلمين عنه، وقطع صلة الأجيال بالعلوم والآداب العربية عامة، وعلوم الشريعة خاصة، وامتداد كذلك لمحاولات الخصوم الدائبة من أجل تقطيع أوصال الأمة الإسلامية وتفريقها، وإيجاد صعوبة - بل استحالة - التفاهم بين شعوبها، «وقطع الطريق على توسع اللغة العربية المحتمل بين مسلمي العالم، وبذلك لا تتم لهم وحدة»[3].

إن التمادي في الدعوة إلى تشجيع العاميات وإحلالها محل الفصحى، ومتابعة أعداء الإسلام والعروبة في هذا الأمر لا يخدم إلا خصومنا ومخططاتهم الرامية إلى إيجاد الفرقة بين بلدان العالم الإسلامي، وإذا كنا نتنادى في هذا الوقت بالأخوة والوحدة والتماسك - وهذا أمرٌ مفروض - فبدهي أن تلاشي اللغة العربية الفصحى، وانتشار اللهجات العامية على أنقاضها يعد شرخا واسعا في جدار هذه الوحدة المنشودة، وعاملا كبيرا في تأخيرنا وإضعافنا، بالإضافة إلى ما يُحدثه هذا المخطط الماكر الخبيث من هوة سحيقة بيننا وبين ماضينا وسلفنا، «وإذا انقطعت صلتنا بقديمنا أمكن أن نقاد إلى حيث يراد بنا، وإلى حيث لا تجمعنا بعد ذلك جامعةٌ تجعل منا قوة تُخيف الكائدين، وتأبى على الطامعين»[4].


[1] حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة ص 187.


[2] للاستزادة حول دلائل ووقوف أعداء الأمة في الخارج، وأذيالهم في الداخل وراء مخططات هدم اللغة العربية؛ يراجع: الاتجاهات الوطنية 2/359 وما بعدها، أباطيل وأسمار، محمود محمد شاكر ص 151 وما بعدها، مطبعة المدني - القاهرة، ط الثانية 1972م.

[3] حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة ص 191.

[4] الاتجاهات الوطنية 2 /273.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.73 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]