النحو وتقويم اللسان - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858568 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392987 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215512 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2022, 06:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي النحو وتقويم اللسان

النحو وتقويم اللسان
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن




أثر علم النحو في حفظ اللسان من اللحن والزلل والخطأ



إنَّ لِعِلم النحو أكبرَ الأثر في وقاية اللسان وحفظِه من الوقوع في اللحْن، ولقد كان الجهابذةُ مِن أسلافِنا يتباهَوْن بمعرفته، ويرَوْن أن فاقِدَهُ يفتضح بكثرة الزَّلل، وأن اللحَّان لا يصلُح لوظيفة التعليم: فإنه لو أوتي مِن البراعة بأتِّم ما يكون، ولَحَنَ، ذهبتْ محاسِنُ ما أوتي به، وانهدمتْ طبقةُ كلامه، وألقَى جميع ما أحسَنه، ووقف بها عند ما جهِلَه.
ولهذا قال الشاعر:
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه ♦♦♦ فلم يَبْقَ إلا صورة اللحم والدمِ
وقال آخر:
يموت الفتى مِن عثْرة بلسانه
وليس يموت المرءُ مِن عثرة الرِّجْلِ

فعثْرتُه مِن فيه ترمي برأسه
وعثْرتُه بالرِّجْل تبرأ عن مَهْلِ


وقال آخر:
جراحاتُ الطِّعانِ لها التِئامٌ ♦♦♦ ولا يَلْتَامُ ما جَرَح اللسانُ

وقال إسحاق بن خلف المعروف بابن الطبيب:
النحوُ يبسط مِن لسانِ الألْكَنِ
والمرء تُعْظِمُه إذا لم يَلْحَنِ

فإذا طلبتَ مِن العلوم أجلَّها
فأجلُّها منها مُقيمُ الألسُنِ

لحْنُ الشريف يُزيله عن قَدْرِه
وتراه يَسقط مِن لِحَاظِ الأعيُنِ

وترى الوضيعَ إذا تكلَّم مُعْرِبًا
نال المهابة باللسانِ الأَلْسَنِ

ما ورَّث الآباءُ عند وفاتهم
لِبَنِيهِمُ مثْل العلومِ فأتْقِنِ

فاطلبْ هُدِيتَ ولا تكُن مُتأبِّيًا
فالنحْوُ زَيْنُ العالِم المتفنِّنِ

والنحْو مثْل الملْح إنْ ألقيْتَه
في كلِّ صنفٍ مِن طعامٍ يحْسنِ


ولقد ورد عن كثير مِن سلفنا الصالح مِن الصحابة ومَن بَعدهم: كعُمر بنِ الخطاب، وعبدِ الله ابنِه، وابنِ عباس، وعمر بن عبد العزيز، والإمام أحمد؛ أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحْن.
وقال المروزي عن الإمام أحمد: كان أبو عبد الله لا يَلْحَن في الكلام.

وفي "مُعجم الأدباء" للحموي: حدَّث النضرُ بن شُميل قال: أخبرنا الخليلُ بن أحمد: قال: سمعتُ أيوبَ السختياني يحدِّث بحديث، فلحَن فيه، فقال: أستغفر اللهَ؛ يعني: أنه عَدَّ اللحْنَ ذنبًا.

ولقد بلَغ مِن خُطورة اللحْن وقُبْحه وعظمِه عند السلف؛ أن منهم مَن عد الراويَ اللحَّانَ كاذبًا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال الأصمعي رحمه الله: إنَّ أخْوَفَ ما أخاف على طالب العِلْم - إذا لم يعرف النحْو - أنْ يَدْخُل في جملة قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كذَب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار))[1].
وأخيرًا: قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله محذِّرًا مِن اللحْن: ابتعِد عن اللحْن في اللفظ والكتب؛ فإنَّ عدَم اللحنِ جلالة، وصفاءُ ذوقٍ، ووقوفٌ على مِلاح المعاني؛ لسلامة المباني[2].


[1] وبالجملة: فإن لي رسالة صغيرة في بيان مساوئ ومعايب اللحْن عند سلَفنا الصالح، وقد سميتها "ذم اللحْن في الكلام"، وهي مطبوعة مع رسالة أخرى بعنوان "القصور في طلب العلم"، وكلتا الرسالتين تم رفعُه على شبكة المعلومات.


[2] إلا أنني أقول: إنه ومع عظم أمر اللحن عند السلف، كما ذكرنا، وأنَّ الفقيه الذي يلحَن يصدُّ الطلبة عن تلقِّي العِلم عنه، كما بيَّنَّا، إلا أنه لا ينبغي لطالب العِلم أن يحصُر غايتَه مِن تعلُّم عِلم النحو في صيانة لسانه مِن اللحن والخطأ في الكلام؛ بل يجعل هذه ثمرةً فرعيةً لتعلُّم هذا العِلم: تأتي تبعًا، ولتكنْ الغاية الأسمى، والغرَض الأعظم له مِن تعلُّم عِلم النحو هو: أنَّ هذا العِلم مفتاحٌ لفهْم النصوص الشرعية من الكتاب والسُّنَّة؛ فينوي ذلك عند تعلُّم هذا العِلم حتى يُؤْجَر.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.88 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]