05-09-2024, 05:40 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,987
الدولة :
|
|
ليس استعلاءً ولا تطرفًا
ليس استعلاءً ولا تطرفًا
- كثير من الأفكار يغلب عليها النزعة الأحادية، بمعنى رفض الآخر وعدم التعايش معه، بل قد يصل هذا إلى التطرف والإرهاب في محاربة المخالفين.
- والمنهج السلفي عكس هذا تماما؛ فهو يمثل الدعوة الأصيلة، التي دعا إليها النبي – صلى الله عليه وسلم -، القائمة على أسس متينة تنادي بالدليل من القرآن والسنة، فهذا المنهج النبوي ليس خطابا كلاسيكيا قائما على الوعظ والإرشاد فقط، بل هو خطاب قائم على العلم والتثقيف وفق الهدي النبوي وسير الصحابة والعلماء الأفذاذ.
- وهو ليس خطابا عاطفيا، بل هو خطاب منهجي قائم على العلم والمعرفة، والعلم بصحيح الدليل، والمعرفة بمقاصد الدين والشريعة.
- فالمنهج السلفي ليس فكرا متصنعا، وليس فكرا بعيدا عن الحياة ومشكلات الناس، بل هو الفكر الحقيقي الذي يقدم الدين حلا عمليا لاحتياجات الناس جميعهم، ويقدم مساحة كبيرة من الفهم والتعامل مع الآخرين، دونما تنقيص أو تحقير لأحد.
- وحينما يعتز السلفي بما عنده فهو يستند إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإلى السنة الصحيحة، سواء كانت قولا أم فعلا أم تقريرا، وهذا مبدأ الثبات والديمومة المطلوبة للدين الحق، قال – صلى الله عليه وسلم -: «تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»؛ فالنبي – صلى الله عليه وسلم – تركنا على الطريق المستقيم، وبين أمور الدين كاملة؛ لذلك فإن الالتزام بالسلفية هو التزام بالدين الكامل.
- وتمسك السلفي ظاهريا أمر مطلوب شرعا، وليس من التشدد؛ فالتمسك باللحية أو تقصير الثياب للرجال ليس إلا اتباعا لهدي النبي – صلى الله عليه وسلم -، وكذلك التزام المرأة بالحجاب هو استجابة منها لأمر الله ورسوله، ومن يتساهل في عدم تنفيذ هذه التعاليم، لا ينبغي عليه أن يعيب على الآخرين التزامهم بها، ولا أن يشنع عليهم بأنهم غير متسامحين مع الآخرين، أو أنهم ضد الحرية والتعامل بالحسنى.
- والمنهج السلفي يؤمن بأهمية الإنسان من قوله -تعالى-: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، ومن هدي النبوة التي نصت على: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فصناعة الإنسان المتعايش مع الآخرين أساس في الدعوة الإسلامية الحقة، قال – صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم»، فهذا دليل يؤمن به السلفي في التعامل مع الناس والتعايش معهم، على الرغم من أذاهم، وهو لا يستعلي علي أحد، بل يطبق السبيل الأمثل في الدعوة إلى الله.
- فالزعم بأن السلفية لا تؤمن بالتعايش، وأنها منغلقة على نفسها، وأنها لا تواكب الحياة والإنسانية، زعم باطل لا أساس له من الصحة أو المنطق.
اعداد: سالم الناشي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|