أعظم نعمة لي من الله في حياتي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853420 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388572 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214013 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2021, 03:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي أعظم نعمة لي من الله في حياتي

أعظم نعمة لي من الله في حياتي
عبدالله بن عبده نعمان العواضي



لو فكر الإنسان في نفسه لم يجد ما يدعوه إلى الكبر والغرور والعجب والتباهي؛ فمنشأ أصله من تراب، وجاء هو من نطفة، ولم يكن خلقه من نور أو جوهر سامٍ آخر تميز به على بقية البشر، فهو كغيره من حيث أصله، فما له وللكبر وأبوه النطفة وجده التراب! فإذا تأمل في هذا دعاه ذلك إلى التواضع والانكسار. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾ [المؤمنون: 12] ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾ [المؤمنون: 13]، وقال: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴾ [الطارق: 5] ﴿ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 6]. وقال: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴾ [الروم: 20]. يعني: "ومن آيات الله الدالة على عظمته وكمال قدرته: أن خلق أباكم آدم من تراب، ثم أنتم بشر تتناسلون منتشرين في الأرض، تبتغون من فضل الله"[1].

ولو تفكر المرء في نعم الله عليه التي يرى بها فضلاً لنفسه على الناس؛ من جمال أو مال أو قوة أو جاه أو علم؛ لرأى أنها من الله تعالى وليست آتية بقدرته ولا بقوته ولا بذكائه، فهو سبحانه الذي تفضل عليه وأعطاه، وهو القادر على أن يسلبه ما وهبه، قال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]. فلا داعي بعد هذا للإعجاب بالنفس والكبر على الخلق.

قال الشاعر:
"ولا تمشِ فوق الأرض إلا تواضعًا
فكم تحتها قومٌ همُ منك أرفعُ
فإن كنتَ في عز وخير ومنعةٍ
فكم مات من قوم همُ منك أمنع"[2].


" مر بعض أولاد المهلب بمالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته، فقال له مالك: يا بني، لو تركت هذا الخيلاء لكان أجمل، فقال: أو ما تعرفني؟ قال: أعرفك معرفة جيدة، أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة. فأرخى الفتى رأسه وكف عما كان عليه.

وقال منصور الفقيه:
تَتِيهُ وَجِسْمُك مِنْ نُطْفَةٍ *** وَأَنْتَ وِعَاءٌ لِمَا تَعْلَمُ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
وَأَحْسَنُ أَخْلَاقِ الْفَتَى وَأَتَمُّهَا
تَوَاضُعُهُ لِلنَّاسِ وَهُوَ رَفِيعُ
وَأَقْبَحُ شَيْءٍ أَنْ يَرَى الْمَرْءُ نَفْسَهُ
رَفِيعًا وَعِنْدَ الْعَالَمِينَ وَضِيعُ


وذكر الحاكم في تاريخه أن يساراً كتب إلى بعض الولاة بهذه الأبيات:
لَا تَشْرَهَنَّ فَإِنَّ الذُّلَّ فِي الشَّرَهِ
وَالْعِزَّ فِي الْحِلْمِ لَا فِي الطَّيْشِ وَالسَّفَهِ
وَقُلْ لِمُغْتَبِطٍ فِي التِّيهِ مِنْ حَمَقٍ
لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا فِي التِّيهِ لَمْ تَتِهِ
التِّيهُ مَفْسَدَةٌ لِلدِّينِ مَنْقَصَةٌ
لِلْعَقْلِ مَهْلَكَةٌ لِلْعِرْضِ فَانْتَبِهِ"[3].


فمن عقل هذا تواضع للخلق، وعرف قدر نفسه فاستراح، وقرب الناس إليه، ومن تدبر القرآن وجد ما يعينه على هذا الخلق الكريم، ولو كان هذا المتدبر كافراً، وهذا ما حدث للبروفيسور الياباني: أكودا.

فمن هو أكودا، وما هي الآية التي تدبرها فكانت مفتاح إسلامه؟
هو: البروفيسور أكودا أتسوشي أستاذ النظم السياسية بجامعة آيوه، فرع شونان فوجي ساوا.
يقول عن نفسه: "إنه كان قبل الإسلام يعيش في جاهلية لم يعرف الحق، وقد كانت صورة الإسلام لدى الطالب الياباني قبل الدراسة ليست جيدة. لكنه درس عن الإسلام في السنة الثالثة في الجامعة، وكانت هناك محاضرات عن التشريع الإسلامي فحضرها وشارك فيها. يقول: وقد كنت حينها لا أعرف عن الإسلام إلا القليل".

وأما عن حياته فيقول: " لم أكن أحسن مصاحبة الناس ومخالطتهم وأعاني كثيراً من هذا، وفي يوم من الأيام وجدت بحثًا موضوعًا فوق منضدة فتصفحته سريعًا فوقعت عيني على آية من القرآن وهي أن كل البشر مخلوقون من تراب، ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴾ [الروم: 20]. وكانت علاقتي مع الناس قبل ذلك ليست جيدة، وسألت نفسي: لماذا علاقتي مع الناس ليست جيدة بالرغم من أننا من طينة واحدة؟ والسبب أنني كنت مغروراً بعض الشيء. فلما قرأت هذه الآية اطمأن قلبي والحمد لله رب العالمين. وقد كنت قبل أن أقرأها لا أرى غير نفسي في هذا العالم، وبعد أن قرأتها تغيرت نظرتي للعالم وللناس ولنفسي، فشعرت بالراحة التامة، بعد هذا التغيير كان هذا أول لقاء بيني وبين القرآن وآياته، ولكني في ذلك الوقت لم أفكر أبداً بالإسلام، ولكن مع ذلك فقد كنت مهتمًا بالدراسات المقارنة بين التشريع الإسلامي والتشريعات الأخرى.

ولتأثر أكودا بالشريعة الإسلامية فقد انتقل إلى حلب لمتابعة دراسته وتعلم اللغة العربية، فتأثر بشكل إيجابي بمدرِّسه هناك. يقول عن أستاذه الذي كان يدرسه: "رأيت فيه النموذج المثالي لتطبيق الإسلام في شخص واحد. وكان يقول لي: الإسلام دين شامل وكامل؛ فلذلك بدأت أفكر في إسلامي أنا. ولما فكرت بذلك كانت نفسي تخاطبني: أنت ياباني فغريب أن تسلم! وقلت: وهل من السهل عليَّ الجمع بين كوني يابانيًا ومسلمًا في نفس الوقت؟


وعن طريقه إلى النطق بالشهادة يقول: "وفي يوم من الأيام في حلب تواعدت مع رجل في مسجد ما من أجل استكمال البحث، وبينما نحن نتحدث جاء وقت الصلاة فأذن المؤذن، ففكرت بأنني لابد أن أخرج من الجامع حتى يصلي الناس فخرجت، ثم سألت نفسي: غريب أني لست مسلمًا مع أني أدرس الإٍسلام! ففكرت مرة ثانية، وفي ذلك الوقت أعلنت إسلامي. وأعتقد أن هذه أكبر نعمة من عند الله تعالى في حياتي".

لم يكتف الدكتور أكودا بنفسه، بل أثَّر على طلابه وكان قدوة حسنة لهم بحسن معاملته؛ فلذلك أسلم على يديه أكثر عشرة منهم. وذلك خلال تدريسه اللغة العربية في الجامعة، يقول عن اللغة العربية: "إن اللغة العربية لغة صعبة جداً، وأنا أغبطكم أنكم ولدتم وتربيتم على اللسان العربي".

ويقول عن القرآن الكريم: " أنا لابد أن أقول لكم كلمة: إن الكلمة التي أحبها أكثر في القرآن الكريم هي: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6] هذه العبارة هامة جداً جداً ليس للمسلمين بل للعالم كله. إذا مشينا على الصراط المستقيم فحياتنا الدنيوية والأخروية للسعادة".

ويقول: " القرآن يحثنا ويأمرنا بالمعرفة والتدبر في مثل هذه الآيات، وهو من يدلنا عليها، ويشعرنا بها فالقرآن يعطينا الأساس الذي نتحرك منه، وعلينا أن نبحث ونتدبر نحن بأنفسنا عن هذه الآيات، إن القرآن هو سبب هدايتي، وهو طريق لهداية العالمين أيضًا، ولكن أريدكم أن تقرؤوه قراءة مختلفة في الحقيقة، نحن لا ندري هل نقرؤه قراءة ترضي الله أو لا"؟[4].

دروس من قصة الهداية:
1- لتعلُّمِ اللغة العربية أثر كبير في تدبر القرآن والاهتداء به.
2- تدبر القرآن طريق إلى الهداية ولو كان المتدبر كافراً.

3- الإعجاب بالنفس والفخر على الخلق يولِّدان في النفس الضيق وقلة الراحة، ويبعدان الإنسان عن القرب من الناس ومخالطتهم.
4- امتثال المسلم الإسلامَ على الحقيقة في واقعه العملي من أعظم وسائل دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.
على المسلم أن يكون سفيراً للإسلام في أي مكان كان فيه، يدعو إليه بأعماله، وأخلاقه وسلوكه.


[1] التفسير الميسر، إعداد نخبة من العلماء (7/ 203).


[2] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، أبو حاتم البستي (ص: 41).

[3] غذاء الألباب شرح منظومة الآداب، السفاريني (2/ 182).

[4] فرغت القصة من حلقة في برنامج " بالقرآن اهتديت" بتصرف.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.08 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]