|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أبكي بكاء مستمرًّا منذ وفاة والدتي!
أبكي بكاء مستمرًّا منذ وفاة والدتي! أ. شروق الجبوري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أُعاني مِن مشكلة البكاء وبشدة، بدون أيِّ سبب معيَّن! وأحيانًا يكون ذلك بأسباب لا تستَوْجِب البكاء منها، هذه المشكلةُ تسبِّب لي مشاكل مع زوجي؛ حيث إنه يُفسِّر حالة البكاء هذه بأني أبكي لعدم ثقتي فيه، علمًا بأنَّ حالتي هذه بدأتْ بعد وفاة والدتي بين يديَّ منذ سنتين وأشهر. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.نُرحِّب بك أولًا في شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يستخدمَنا في تقديم ما ينفعكِ وينفع جميع المُستَشِيرين. عزيزتي، إنَّ البكاء هو ردُّ فعلٍ على حالة انفعاليَّةٍ مُعيَّنة تجتاح الإنسان؛ ولذلك فإنَّ هذا الردَّ لا يأتي دون سببٍ؛ أي: لا بد أن يكونَ بدافعٍ معلومٍ وواضحٍ للشخص، أو مكبوتٍ في نفسه وذاكرته، وأرى أن قيامَك بتحديد فترة ظهور هذه الحالة لديك أمرٌ يُحْسَبُ لك؛ إذ يبدو واضحًا أن الموقف المُؤلِم والمفاجئ لوفاة والدتك - رحمها الله تعالى - بين يديك؛ هو السبب الرئيسي في ذلك. ولا يعني هذا أن سبب انفعالِك العاطفي المُبَالَغ فيه هو حزنُك على وفاة والدتك فقط، لكن شدَّة الصَّدمة وعدم تهيُّؤك النفسي لها حينها قد ولَّد لديكِ شعورًا وهاجسًا داخليًّا بتوقُّع وُقوع حدثٍ سيئ في أية لحظةٍ، وهذا الشعورُ يجعلُك حَبِيسة مشاعر حزنٍ قادمة (بحسب هاجسك الداخلي)، إضافة إلى مُؤثِّرات مشاعر حزن الماضي في نفسك. ولذلك فإنَّ العلاج - يا عزيزتي - لا بدَّ أن يبدأ مِن مُواجهتِك لمشاعر الحزن والصدمة لذلك الموقف المؤلم، وكل ما ترتب عليه، وهذا الأمرُ يتحقَّق أولًا بتعزيز إيمانك بالله تعالى، وبيقينِك بأننا جميعًا سنموتُ، ونعود إليه - عز وجل - مهما اختلفتْ أوْجُه الموت أو ميقاته. ثم تفكَّري كثيرًا في أنَّ صَلاحَك ودُعاءك لوالدتك سينفعُها كثيرًا في مَثْواها، وتخيَّلي أنها في محطة سفر، وأنَّ ما تُقدِّمينه مِن دعاء سيكونُ زادًا لها؛ فإن تَبَنِّيكِ لهذه الرؤية سيخفِّف كثيرًا مما تُعَانين من حزنٍ، وسيضع فكرَك في مساره الصحيح، والتوازن السليم، بعيدًا عن تطرُّف الهواجس والأحزان. كما أنصحُك بإدخال المسرَّات بشكلٍ دوريٍّ إلى نظام حياتك اليومي، كأن تقومي بتخصيص يوم أو يومين أسبوعيًّا للقيام بنشاط اجتماعيٍّ أو غيره مما هو مشروع، يُسهِم في الترويح عن نفسك، ويسحب أفكارك للانشغال به وبانتظار حلوله. كما أنصحك باعتماد جلساتٍ تأمُّليَّة تتفكَّرين فيها النِّعَم التي منَّ الله تعالى عليك بها؛ كنعمة الصِّحَّة، والاكتفاء عن الآخرين، وغير ذلك، ثم قومي بمقارنة حالِك معها بحال آخرين يفتقدونها ويتمنَّون نَيْلها؛ فإنَّ مثل هذه المقارنات الإيجابية تُدخِل السرور على نفسك، وتجعلُك تستشعرين ما لديك من نِعَم، وتستأنسين بها، كما أنها تبني في نفسك شعورًا بالرضا عن ذاتك وعن المحيطين بك، مما يُقَلِّل مِن حجم استيائك منهم. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كله، ويُزيل همَّك، ويغفر لوالدتك، وينفع بك، وسنكون سعداء بسماع أخبارك الطيبة مجددًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |