كرهتُ الحياة الزوجية وأشتاق للعزوبية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1198 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16921 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2022, 05:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي كرهتُ الحياة الزوجية وأشتاق للعزوبية

كرهتُ الحياة الزوجية وأشتاق للعزوبية
أ. عائشة الحكمي



السؤال:
أنا شابٌّ متزوِّجٌ من امرأة في نفس عمري، تزوجتُ زواجًا تقليديًّا، وكنتُ غير راضٍ عن هذا الزواج؛ إذ لم تعجبني الفتاةُ، فضلًا عن ذلك تزوجتُ في ظروفٍ ضيقة؛ مِن حيث المالُ، والسُّكنى، والوضعُ الاجتماعي.

زوَّجتْني أمي مِن تلك الفتاة، ليس لإسعادي، وإنما مِن أجل من يخدمها ويُساعدها في البيت!

أمي هي مَن اختار الفتاة، وهي مَن حدَّد المُواصفات، وهي مَن حدد موعد الفرح! حزنتُ جدًّا وقتها، حتى إنه في أول ليلة (ليلة الدخلة) فشلتْ علاقتي بها؛ أصبتُ ببرودٍ جنسيٍّ، مع أني أثق أنه ليس لديَّ أي مشاكل جنسية والحمد لله! وبعد محاولاتٍ عدة تمتْ دخلتي على زوجتي، لم أستمتعْ بشهر العسل، لم أخرجْ، لم أسافرْ، كنتُ تعيسًا؛ بسبب ما أنا فيه مِن اختيار الزوجة، وبسبب الظروف المادية السيئة!

زاد مِن ذلك أنني حتى بعد أن قبِلْتُ هذه الزوجة لم أستمتعْ بها؛ لأن أمي كانتْ تعيش معنا في الشقة نفسها؛ فكانتْ تعرف كلَّ ما يدور بيننا، أصبحتْ حياتي تعيسةً، فلا راحة، ولا خصوصية!

حملتْ زوجتي، ففرحتُ فرحًا شديدًا، وظننتُ أن الحياة ربما تتحسَّن، لكن بعد الوضْع ازداد الأمرُ سوءًا، وزادت المشكلاتُ بين أمي وزوجتي، وزاد الأمر عليَّ بسبب الضغوط المادية!

أنا الآن أعاني مِن الزواج؛ لأنه لم يُبْنَ على أسسٍ صحيحةٍ، ولم يكنْ عن اختيارٍ مني!

اقترحتُ على زوجتي أن نبحثَ عن شقة أخرى، حتى لو كانتْ صغيرةً، نعيش فيها بمفردنا، وعندما علِمَتْ أمي بالأمر غضبتْ جدًّا عليَّ، ورفضتْ أن أفترقَ عنها، وهددتني بالدعاء عليَّ إن خرجتُ وفارقتُها؛ مما جعلني أعرض عن هذه الفكرة تمامًا.

زادت المشكلاتُ والضغوط عليَّ، حتى فكرتُ في الطلاق، لكن جاءت الطامة الكبرى؛ إذ حملتْ زوجتي في المولود الثاني، مما جعلني أعرض تمامًا عن فكرة الطلاق!

أصبحتُ أعيش تعيسًا، أشتاق لحياة العزوبية مرة أخرى.

ماذا أفعل؟ أشيروا عليَّ، ومعذرة على الإطالة، وجزاكم الله خيرًا.


الجواب:
بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان
أيها الأخ الفاضل، جزاك الله تعالى ببرِّك لأمك خيرًا، وأسبغ عليك مِن رِزْقِه، وأتمَّ نعمتَه وإحسانه إليك، وبلَّغك السعادة في دنياك وعقباك، اللهم آمين.

وبعدُ، فلقد قرأتُ خبرًا لطيفًا أجد لك فيه سلوةً، أورده السرَّاجُ القارئ في كتابه "مصارع العُشَّاق"، فقال: "حدثنا الخطيبُ بدِمَشْقَ، أخبرني محمدُ بن أحمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن يعقوب الضبِّي، سمعتُ أمي تقول: سمعتُ مريم امرأة أبي عثمان تقول: صادفتُ من أبي عثمان خلوةً، فاغتنمتُها، فقلتُ: يا أبا عثمان، أي عملك أرجى عندك؟

فقال: يا مريم، لما ترعرعتُ، وأنا بالرِّيِّ، وكانوا يُريدونني على التزويج، فأمتنع، جاءتني امرأةٌ فقالتْ: يا أبا عثمان، قد أحببتُك حبًّا ذهب بنومي وقراري، وأنا أسألك بمقلِّب القلوب، وأتوسَّل إليك به، أن تتزوَّجَ بي!

قلتُ: ألك والدٌ؟

قالت: نعم، فلان الخياط، في موضع كذا وكذا.

فراسلتُ أباها أن يزوجها إياي، ففرح بذلك، وأحضر الشهود، فتزوجتُ بها، فلما دخلتُ بها وجدتُها عوراء، عرجاء، مشوَّهة الخلق!

فقلتُ: اللهم لك الحمد على ما قدَّرته لي، فكان أهل بيتي يلومونني على ذلك، فأزيدها برًّا وإكرامًا، إلى أن صارتْ بحيث لا تدعني أخرج مِن عندها، فتركتُ حضور المجلس؛ إيثارًا لرضاها، وحِفْظًا لقلبها، ثم بقيتُ معها على هذه الحال خمس عشرة سنة، وكأني في بعض أوقاتي على الجمر، وأنا لا أبدي لها شيئًا مِن ذلك إلى أن ماتتْ، فما شيءٌ أرجى عندي مِن حفظي عليها ما كان في قلبها مِن جهتي".

فاجعلْ مِن صبرك على زواجك بهذه المرأة على غضاضةٍ في نفسك، إيثارًا لرضا والدتك - حفظها الله تعالى - أرجى ما ترجو مِن عملك، ثم إذا وسَّع اللهُ عليك في رزقك ورزق أولادك، أمكنك وقتئذٍ أن تتزوَّج بالمرأة الجميلةِ التي تطيب نفسك بالعيش معها، فتكون بزواجك مِن الأولى قد أرضيتَ والدتك الكريمة، وبالثانية أرضيتَ هوى نفسك.

وأما الآن فلا سبيل لحلِّ هذه المشكلة سوى بالسكن في بيتٍ جوار بيت أهلك، وقد قال الشيخُ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي - وفقه الله تعالى للصواب - في استشارة "طاعة الأم في البقاء في البيت": "أما خروجُ الابن مِن بيت والديه، ويسكن مع زوجته بعيدًا عنهما، فليس مِن العقوق؛ فمِن حقِّ الزوجة على زوجها أن يوفرَ لها سكنًا مستقلًّا، ولا يلزمها أن تسكنَ مع أهله، وخاصة إذا ترتَّب على سكناها ضررٌ عليها"، وكل مَن يقرأ استشارتك يعلم بالضرورة أن المفاسدَ المترتبة على بقائك مع زوجتك في بيت أهلك أضعاف المصالح المنتظرة مِن بقائك فيه، فبالإضافة إلى كلِّ الأسباب التي ذكرتها، فإنَّ بنيتك الغالية - حفظها الباري وباركها - قد كبرت الآن، وأصبحت الحاجة إلى تخصيص غرفة أطفالٍ لها ولأخيها أو أختها ماسة، وإلا فلن تستقيمَ علاقتُك الحميمةُ مع زوجتك في بقاء الأطفال معكما في غرفةٍ واحدة، وقد تكونا يومًا سببًا في إحداث صدمةٍ نفسية لهذه الصغيرة متى التقطتْ عينها صورةً حميمةً لأبويها على غفلة، فابحثْ - عُوفيتَ - عن سكنٍ مُلائمٍ لأسرتك الصغيرة، واكتم الخبر عن والدتك حتى تستكملَ شراء الأثاث والمتاع، ثم إذا تيسرتْ أمور السكن فتلطَّفْ وقتئذٍ في إخبار والدتك بانتقالك إلى البيت الجديدِ، ولست بحاجةٍ إلى إيصائك ببر والدتك ومراعاتها؛ لأن ما تُعاني منه اليوم هو بعض ما ابتلي به الأبناء البررة مِن تعنُّت والديهم - غفر الله لنا ولهم - وستجد في استشارة: "جفاء أمي مع زوجتي" بعضَ الحلول المقترَحة للتعامل مع الأم بعد خروج الابن مِن بيت والديه، وسكنه مع زوجته بعيدًا عنهما.

أما معايبُ زوجك المصونة، فليس مِن حل لتصحيحها غير الحوار اللطيف، والمصارحة المشبعة بالحنان، فلا تكتمْ عنها ما أخبرتنا به، بل نبِّهها عليها بالتلميح الحسَن والمديح للمحاسن، وقد ذكرت في استشارة: "معاناتي ومشاكلي مع زوجتي الثانية" بعض الأساليب المُقْتَرَحَة لعلاج هذه المشكلة، أرجو أن تنظرَ فيها وتنتفع بها، وعسى الله أن يعطفَ قلب والدتك عليك، ويرزقك وزوجك الحكمة، وحُسن الصحبة، وأنت وإياها في أصلح حالٍ، وأنعم بالٍ، اللهم آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.84 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]