دراسات مصطلحية: لفظ التأويل أنموذجا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 46 - عددالزوار : 3791 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 3018 )           »          التحذير من قطيعة الرحم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مفاتيح الرزق الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حقيقة الزهد في الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تأملات في آيات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 259 )           »          أمانة العامل .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          روح القميص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ظاهرة تسلط النساء على الرجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-10-2022, 07:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,301
الدولة : Egypt
افتراضي دراسات مصطلحية: لفظ التأويل أنموذجا

دراسات مصطلحية: لفظ التأويل أنموذجا
عيادي عبدالصمد
مقدمة:
لقد أصبحنا اليوم في حاجة ماسة إلى الاهتمام بالدراسة المصطلحية، والعودة إلى فَهْم كتاب الله عز وجل فهمًا دقيقًا وتذوُّق ألفاظه، كما كانت تتذوقها العرب.

فالدراسة المصطلحية هدفها العودة إلى الأصل والأخذ منه في كل مجالاته، فالقرآن الكريم ليس بحاجة إلى ألفاظ تعبر عما في داخله من معانٍ، لذا ففهمُه كما أُنزل سيؤدي بنا إلى تطبيقه كما أمرنا الله عز وجل، ولما ابتعدنا عن اللغة العربية التي أُنزل بها القرآن، أصبحنا بحاجة إلى شرح كلمات القرآن، وهذا أفقدنا تذوقه، لذا فالدراسة المصطلحية إذا أُحسِن فهمها وتطبيقها، فستكون فتحًا على الأمة.

من هنا سأحاول تطبيق منهج الدراسة المصطلحية على لفظ "التأويل"، وسوف أدرسه من خلال ثلاثة محاور؛ الأول: الإحصاء، الثاني: الدراسة المعجمية، الثالث: الدراسة النصية.
أولاً: الإحصاء:
سأقوم بإحصاء لفظ "التأويل" في القرآن الكريم ثم في السنة النبوية، وسأقتصر على الصحيحين.
أ- إحصاء لفظ التأويل في القرآن الكريم:
ورد لفظ "التأويل" في القرآن الكريم:17مرة[1]:
الماضي
المضارع
الأمر
المبني للمجهول
اسم الفاعل
اسم المفعول
المصدر
صيغ المبالغة
....
.....
.....
.......
......
.....
ورد مصدرًا سبع عشرة مرة على صيغة (تفعيل) وصيغة (تفعيلًا).
......


• تأويل: وردت ثماني مرات بضم وفتح اللام.
• تَأْوِيلًا: وردت مرتين.
• تَأْوِيله: وردت سبع مرات بضم وفتح وكسر اللام.
• الملاحظ من خلال الإحصاء أن لفظ التأويل لم يرد فعلًا، وهذا قد يدل على أن التأويل ليس خاصًّا بكل الناس إذا ارتبط بتأويل الأحلام، وأما إذا ارتبط بكلام الله تعالى، فهو يدل على أنه خاص بالله تعالى هو الذي يعلمه.

ب- إحصاء لفظ التأويل في السنة النبوية (الصحيحين):
لم يرد لفظ التأويل في الصحيحين بأي صيغة معينة؛ (حسب بحثي وتتبعي له).
ثانيًا: الدراسة المعجمية:
أ‌- في المعاجم اللغوية:
معجم العين للخليل الفراهيدي (ت 170هـ):
قال الخليل في مادة "أول": "آل يَؤُول إليه: إذا رجع إليه، تقول: طبخت النبيذ والدواء، فآل إلى قدر كذا وكذا، إلى الثلث أو الربع؛ أي: رجع، والآل: السراب، وآل الرجلِ: ذو قَرابته وأهل بيته، وآل البعير: أَلواحه وما أشرف من أَقطار جسمه، قال الأخطل:
من اللواتي إذا لانت عريكتُها *** يبقى لها بعدَه آلٌ ومَجلودُ
وآل الخَيمة: عُمدها، قال:
فلم يَبْقَ إلا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ
هذا اسم لزم الجمع، وآلُ الجَبَل: أطرافه ونواحيه، والآلة: الشديدة من شدائد الدهر"[2].


استنتاج:
التأويل مأخوذ من آل يؤول بمعنى رجع، التأويل *** الرجوع.
تهذيب اللغة للإمام الأزهري (ت370هـ):
وأما (التأويل)، فَقيل: مَن أوَّل يُؤوِّل تَأْوِيلًا.
وثُلاثيه: آل يَؤول؛ أَي: رَجع وعاد.
وسُئل أَحْمد بن يحيى عن (التأويل)، فقال: التأويل والتغيير واحد.
قلت: أُلت الشيءَ: جمعته وأصلحته، فكأن (التأويل) جمع معان مشكلة بلفظ واضح لا إشكال فيه.
وقال بعض العرب: أول الله عليك أمرك؛ أي: جمعه.
وإذا دعوا عليه قالوا: لا أوَّل الله عليك شملك.
ويقال في الدعاء للمضل: أول الله عليك؛ أي: رد الله عليك ضالتك وجمعها لك.
ويقال: تأولت في فلان الأجر؛ أي: تحرَّيته وطلبته.
الليث: التأول والتأويل: تفسير الكلام الذي تختلف معانيه، ولا يصح إلا ببيان غير لفظه، وأنشد:
نحن ضربناكم على تنزيله *** فاليوم نَضربكم على تأويله
وأما قوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ﴾ [الأعراف: 53].
قال أبو إسحاق: معناه: هل ينظرون إلا ما يؤول إليه أمرهم من البعث.

قيل: وهذا التأويل هو قوله جل وعز: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 7]؛ أي: لا يعلم متى يكون أمر البعث، وما يؤول إليه الأمر عند قيام الساعة إلا الله ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ﴾ [آل عمران: 7]؛ أي: آمنا بالبعث، والله أعلم.
قلت: وهذا الذي قاله حسن[3].
وقال أبو عبيد في قول الله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 7].
التأويل: المرجع والمصير، مأخوذ مِن آل يؤول إلى كذا؛ أي: صار إليه.
وأوَّلته: صيَّرتُه إليه[4].

استنتاج:
ترجع مادة "أول" إلى معان متقاربة وهي: (التغيير، رجع وعاد، تحرَّيته وطلبته، تفسير الكلام، ما يؤول إليه أمرهم من البعث).
مقاييس اللغة لابن فارس (ت 395هـ):
(أول) الهمزة والواو واللام أصلان: ابتداء الأمر وانتهاؤه.
فالأول، وهو مبتدأ الشيء، والمؤنثة الأولى، مثل أفعل وفعلى، وجمع الأولى أوليات مثل الأخرى.
والأصل الثاني قال الخليل: الأيل الذكر من الوعول، والجمع أيائل، وإنما سمي أيلًا؛ لأنه يؤول إلى الجبل يتحصن؛ قال أبو النجم:
كأنَّ في أَذنابهنَّ الشُّوَّلِ *** مِن عبسِ الصيفِ قرونَ الأَيِّلِ
وقولهم: آل اللبن؛ أي: خثَر من هذا الباب؛ وذلك لأنه لا يَخثُر إلا آخر أمره.
قال الخليل أو غيره: الإيال على فعال: وعاء يجمع فيه الشراب أيامًا حتى يجود.
وآل يؤول؛ أي: رجع، قال يعقوب: يقال: "أول الحكم إلى أهله"؛ أي: أرجعه ورده إليهم.
قال الخليل: آل اللبن يؤول أَوْلًا وأوولًا: خثَر، وكذلك النبات.

قال أبو زيد: آل اللبن على الإصبع، وذلك أن يروب، فإذا جعلت فيه الإصبع قيل: آل عليها. وآل القطران: إذا خثَر، وآل جسم الرجل: إذا نحف، وهو من الباب؛ لأنه يحور ويحري؛ أي: يرجع إلى تلك الحال، والإيالة السياسة من هذا الباب؛ لأن مرجع الرعية إلى راعيها.
قال الأصمعي: آل الرجل رعيته يؤولها: إذا أحسن سياستها.
وتقول العرب في أمثالها: "ألنا وإيل علينا"؛ أي سُسنا وساسنا غيرُنا.
إِنما هو تفتعله من أُلته؛ أي: أصلحته، ورجل آيل مال، مثال خائل مال؛ أي: سائسه.

قال الأصمعي: يقال: رددته إلى آيلته؛ أي: طبعه وسوسه، وآل الرجل أهل بيته من هذا أيضًا؛ لأنه إليه مآلهم وإليهم مآله، وهذا معنى قولهم: يال فلان، وقال طرفة:
تَحسَب الطرفَ عليها نجدة *** يالَ قومي للشبابِ المُسبكرّْ

ومن هذا الباب تأويل الكلام، وهو عاقبته وما يؤول إليه، وذلك قوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ﴾ [الأعراف: 53]؛ يقول: ما يؤول إليه في وقت بعثهم ونشورهم، وقال الأعشى:
على أنها كانت تَأوُّلُ حبِّها *** تأوُّلُ رِبعي السِّقابِ فأَصْحَبا
يريد مرجعه وعاقبته، وذلك من آل يؤول..[5].

استنتاج:
ترجع مادة "أول" إلى معنيين، الأول بمعنى ابتداء الشيء؛ أي: أوله، والثاني هو الرجوع، وتلك المعاني المتفرعة من مادة "أول" تعني:
مبتدأ الشيء، آخر أمره، رجع، خثر، يرجع إلى تلك الحال، مرجعه وعاقبته.
الصحاح تاج اللغة للجوهري 393 هـ:
[أول] التأويل: تفسير ما يؤول إليه الشيء، وقد أولته وتأوَّلته [تأوُّلًا] بمعنى، ومنه قول الأعشى
على أنها كانت تَأوُّلُ حبِّها *** تأوُّلُ رِبعي السِّقابِ فأَصْحَبا

قال أبو عبيدة: يعني تأول حبها؛ أي: تفسيره ومرجعه؛ أي: إنه كان صغيرًا في قلبه، فلم يزل ينبت حتى أصحب، فصار قديمًا كهذا السقب الصغير، لم يزل يشب حتى صار كبيرًا مثل أمه وصار له ابن يصحبه، وآل الرجل: أهله وعياله، وآله أيضًا: أتباعه.
قال الأعشى:
فكَذَّبُوها بما قالت فصَبَّحَهم *** ذُو آلِ حَسَّانَ يُزْجِي الموتَ والشِّرعا

يعني جيش تبع، والآل: الشخص، والآل: الذي تراه في أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص، وليس هو السراب، قال الجعدي:
حتى لحِقناهم تُعدى فوارسُنا *** كأننا رَعْنُ قُفٍّ يَرفع الآلا

أراد يرفعه الآل، فقلبه، والآلة: الأداة، والجمع الآلات، والآلة أيضًا: واحدة الآل والآلات، وهي خشبات تُبنى عليها الخيمة، ومنه قول كثير يصف ناقةً ويشبه قوائمها بها:
وَتُعْرَفُ إنْ ضلَّتْ فتُهدى لربِّها *** لموضعِ آلاتٍ مِن الطَّلحِ أربعِ

والآلة: الجنازة؛ قال الشاعر:
كلُّ ابنِ أُنثى وإن طالتْ سلامتُه *** يومًا على آلةٍ حدباءَ مَحمولُ

والآلة: الحالة، يقال: هو بآلة سوء، قال الراجز:
قد أركبُ الآلةَ بعدَ الآلهْ *** وأتركُ العاجزَ بالجدالهْ

والجمع آل، والإيالة: السياسة؛ يقال: آل الأمير رعيته يؤولها أولًا وإيالًا؛ أي: ساسها وأحسن رعايتها، وفي كلام بعضهم: "قد أُلنا وإيل علينا"، وآل ماله؛ أي: أصلحه وساسه، والائتيال: الإصلاح والسياسة؛ قال لبيد:
بصَبُوحِ صافيةٍ وجَذْبِ كَرينةٍ *** بِمُؤَتَّرٍ تَأْتالُه إبهامُها

وهو تفتعله مِن أُلت، كما تقول تقتاله مِن قُلت؛ أي: تصلحه إبهامها، وآل؛ أي: رجع؛ يقال: طبخت الشراب، فآل إلى قدر كذا وكذا؛ أي: رجع، وآل القطران والعسل؛ أي: خثَر، والآيل اللبن الخاثر، والجمع أُيَّل، مثل قارح وقُرَّح، وحائل وحُوَّل، ومنه قول الفرزدق:
وكأَنَّ خاثِرَه إذا ارْتَثَؤُوا بِهِ *** عسلٌ لهم حُلِبتْ عليه الأُيَّل
وهو يُغلم.

قال النابغة:
وبِرْذَونةٍ بلَّ البَراذينُ ثَغرَها *** وقد شَرِبتْ مِن آخر الصَّيف أُيَّلا
والأيل أيضًا: الذكر من الأوعال، ويقال: هو الذي يسمى بالفارسية كوزن، وكذلك الإيل بكسر الهمزة[6].

استنتاج:
حسب الجوهري مدار مادة "أول" وما يشتق منها يفيد معانيَ منها: (المرجع والمصير، الإصلاح، التفسير)، وهنا قد أضاف الإمام الجوهري إلى ما تقدم معنى آخر للتأويل وهو معنى التفسير.

مختار الصحاح للرازي الحنفي زين الدين ( ت666هـ):
أول: (التأويل) تفسير ما يؤول إليه الشيء، وقد (أوله) تأويلًا و(تأوله) بمعنى، و(آل) الرجل أهله وعياله، و(آله) أيضًا أتباعه، و(الآل) الشخص، والآل أيضًا الذي تراه في أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص وليس هو السراب، و(الآلة) الأداة وجمعه (آلات)، و(الآلة) أيضًا الجنازة. و(الإيالة) السياسة؛ يقال: (آل) الأمير رعيته من باب قال، و(إيالًا) أيضًا؛ أي: ساسها وأحسن رعايتها، و(آل) رجع وبابه قال، يقال: طبخ الشراب فآل إلى قدر كذا وكذا؛ أي: رجع، و(الأُيَّل) بضم الهمزة وكسرها: الذكر من الأوعال، وأوَّل موضعه: وأل[7].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 120.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 118.99 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (1.46%)]