|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#961
|
||||
|
||||
![]() وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) شرح الكلمات: أذقنا الإنسان: أي أنلناه رحمة أي غنى وصحة. ثم نزعناها منه: أي سلبناها منه. يؤوس كفور: أي كثير اليأس أي القنوط شديد الكفر. نعماء بعد ضراء: أي خيراً بعد شر. السيئات: جمع سيئة وهي ما يسوء من المصائب. فرح فخور: كثير الفرح والسرور والبطر. صبروا: أي على الضراء والمكاره. مغفرة: أي لذنوبهم. وأجر كبير: أي الجنة دار الأبرار. معنى الآيات: يخبر تعالى أن الإنسان1 الذي لم يستنر بنور الإيمان ولم يتحل بصالح الأعمال إن أذاقه الله تعالى رحمة منه برخاء وسعة عيش وصحة بدن، ثم نزعها منه لأمر أراده الله تعالى {إنه} أي ذلك الإنسان {ليؤوس} 2 أي كثير اليأس والقنوط {كفور} لربه الذي أنعم عليه جحود لما كان قد أنعم به عليه. وقوله {ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء} أي أذقناه طعم نعمة ولذاذة رخاء وسعة عيش وصحة بدن بعد ضراء كانت قد أصابته من فقر ومرض {ليقولن} بدل أن يحمد الله ويشكره على إسعاده بعد شقاء وإغنائه بعد فقر وصحة بعد مرض يقول متبجحاً {ذهب السيئات عني إنه لفرح} أي كثير السرور {فخور} كثير الفخر والمباهاة، وهذا علته ظلمة النفس بسبب الكفر والمعاصي، أما الإنسان المؤمن المطيع لله ورسوله فعلى العكس من ذلك إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر، وذلك لما في قلبه من نور الإيمان وفي نفسه من زكاة الأعمال. هذا ما تضمنه قوله تعالى {إلا الذين3 صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة} 4 أي لذنوبهم {وأجر كبير} عند ربهم وهو الجنة دار السلام. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- أن الإنسان قبل أن يطهر بالإيمان والعمل الصالح يكون في غاية الضعف والانحطاط النفسي. 2- ذم اليأس والقنوط5 وحرمتهما. 3- ذم الفرح بالدنيا والفخر بها. 4- بيان كمال المؤمن الروحي المتمثل في الصبر والشكر وبيان جزائه بالمغفرة والجنة. __________ 1 الإنسان هنا: اسم جنس يشمل كل إنسان كافر، وإن قيل: إن الآية في كافر معيّن، وهو الوليد بن المغيرة، أو عبد الله بن أبي أميّة، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. 2 هو من باب: فحل بفعل يئس ييأس بأساً فهو آيس، وللمبالغة: يؤوس أي: كثير اليأس الذي هو: القنوط بانقطاع الرجاء، وجمله: {إنه ليؤوس كفور} : جواب القسم في قوله: {ولئن أذقنا الإنسان} الخ. 3 يعني المؤمنين مدحهم بالصبر على الشدائد وهو استثناء من لفظ الإنسان الذي هو بمعنى الناس، فالاستثناء متصل وليس بمنقطع. 4 {أولئك لهم مغفرة} مبتدأ وخبر، {وأجر كبير} أجر: معطوف، وكبير: نعت. 5 لقول الله تعالى: {إنه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون} .
__________________
|
#962
|
||||
|
||||
![]() |