شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله - الصفحة 63 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 322 - عددالزوار : 114766 )           »          الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 149 - عددالزوار : 15302 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 4147 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 101 - عددالزوار : 63890 )           »          تغيير الشيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السِّواك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          تأخير الصلاة عن أول وقتها بسبب العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          آداب السفر للحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          حكم المسلم الذي يتكاسل عن أداء بعض الواجبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها...﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #621  
قديم 17-06-2022, 12:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله



تراجم رجال إسناد حديث: (جاء رجل إلى رسول الله فقال: رأيت الهلال... فنادى النبي أن صوموا)

قوله: [أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة].ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة، ولم يخرج له مسلم، وهو مروزي.
[أخبرنا الفضل بن موسى المروزي].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة ثبت، حجة إمام فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سماك].
هو سماك بن حرب، وهو صدوق، وفي روايته عن عكرمة اضطراب، وهذا الحديث الذي معنا من روايته عن عكرمة؛ ولهذا أعله بعض أهل العلم بهذه العلة التي هي: الاضطراب، لا سيما وأنه قد جاء عن عكرمة من طرق متعددة بعضها مرسلة، وبعضها موصولة، وقد أخرج حديث سماك البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عكرمة].
هو مولى ابن عباس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
وقد مر ذكره.

المراد من قول النسائي قبول شهادة الرجل الواحد

مداخلة: قول النسائي في الترجمة: باب قبول شهادة الرجل الواحد، هل هو نص على الرجل فقط دون المرأة ؟ وهل الرجل له مفهوم أو أنه لا مفهوم له؟ الشيخ: لا أدري مراد النسائي والتنصيص على الرجل؛ لأن الذي جاء في الحديث هو رجل؛ ولأن الأحكام غالباً تناط بالرجال، فتكون النساء تبعاً لهم في ذلك، وقد جاء هذا في نصوص كثيرة فيأتي ذكر رجل ولا مفهوم له، ومن ذلك الحديث الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تتقدموا رمضان بيومٍ أو يومين، إلا رجلٌ كان يصوم صوماً، فليصمه)، فكذلك المرأة إذا كانت تصوم صوماً فإنها تصوم؛ فذكر الرجل لأن غالب الخطاب للرجال، والنساء تبعاً لهم، فلا أدري النسائي، هل يريد بذلك أن له مفهوم حيث ينص على الرجل، أو لأن الحديث جاء فيه ذكر رجل فعبر بالرجل؟!

حديث: (أبصرت الهلال الليلة... أذن في الناس فليصوموا غداً) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا موسى بن عبد الرحمن حدثنا حسين عن زائدة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (جاء أعرابيٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أبصرت الهلال الليلة. قال: أتشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله؟ قال: نعم. قال: يا بلال، أذن في الناس، فليصوموا غداً)].أورد النسائي حديث ابن عباس من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، إلا أن فيه التنصيص على الذي تولى الإعلان للناس، هو بلال.
قوله [موسى بن عبد الرحمن].
هو موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والمسروقي نسبة إلى جده أو جد من أجداده اسمه: مسروق، وهو ثقة، أخرج له الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا حسين].
هو حسين بن علي الجعفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن زائدة].
هو زائدة بن قدامة البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس].
وقد مر ذكرهم.


طريق ثالثة لحديث: (أبصرت الهلال الليلة ... أذن في الناس فليصوموا غداً)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان عن أبي داود عن سفيان عن سماك عن عكرمة: مرسل].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى وهي مرسلة، ليس فيها ذكر ابن عباس، وإنما عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أضاف ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهي مرسلة.
والمرسل هو الذي يقول فيه التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو يضيف شيئاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهذا يقال له: مرسل، وهذا هو المشهور باصطلاح المحدثين في تعريف المرسل، ويطلق المرسل أيضاً على ما هو أعم من ذلك، وهي: رواية الراوي عمن لم يلقه أو لم يدرك عصره، فإنه يقال له: مرسل، وكثيراً ما يأتي في ذكر تراجم المتأخرين وليسوا من التابعين يقال: يرسل ويدلس، يعني: يروي عمن لم يدرك عصره، فيرسل الرواية إليه، فيقول: عن فلان أو قال فلان، وهو لم يدرك عصره، وهو من قبيل المرسل، فإذا أدرك عصره ولم يلقه، فهو مرسل خفي، وإن كان لم يدرك عصره وروى عنه، فهو مرسل جلي.

تراجم رجال إسناد حديث: (أبصرت الهلال الليلة... أذن في الناس فليصوموا غداً)


قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].ثقة حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أبي داود].
هو عمر بن سعد الحفري، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن.
[عن سفيان].
هو الثوري، وقد مر ذكره.
[عن سماك عن عكرمة].
وليس فيه ذكر ابن عباس لأنه مرسل، وقد مر ذكرهم.


طريق رابعة لحديث: (أبصرت الهلال الليلة... أذن في الناس فليصوموا غداً) وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم مصيصي أنبأنا حبان بن موسى المروزي حدثنا عبد الله عن سفيان عن سماك عن عكرمة: مرسل].أورد النسائي الحديث عن سماك من طريق أخرى وهو: مرسل، ليس فيه ذكر ابن عباس كالذي قبله.
قوله: [أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم].
ثقة، أخرج له النسائي وحده.
[أنبأنا حبان بن موسى المروزي].
ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، لم يخرج له أبو داود، ولا ابن ماجه.
[حدثنا عبد الله].
هو ابن المبارك، وهو ثقة جواد، مجاهد عابد، قال عنه الحافظ بعد ذكر جملة من خصاله الحميدة: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان عن سماك عن عكرمة].
وقد مر ذكرهم.


شرح حديث: (... فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني إبراهيم بن يعقوب حدثنا سعيد بن شبيب أبو عثمان، وكان شيخاً صالحاً بطرسوس حدثنا ابن أبي زائدة عن حسين بن الحارث الجدلي عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: (أنه خطب الناس في اليوم الذي يشك فيه، فقال: ألا إني جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وساءلتهم، وأنهم حدثوني: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها، فإن غم عليكم، فأكملوا ثلاثين، فإن شهد شاهدان، فصوموا وأفطروا)].أورد النسائي حديث عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الذي يقول فيه: أنه خطب الناس، وكان أميراً على مكة، فقال: إنني جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها، فإن غم عليكم، فأكملوا ثلاثين، فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا).
قوله: [(فإن شهد شاهدان فصوموا، وأفطروا)]، هذا هو الذي استدل به من قال: إن الصيام يكون بشهادة الشاهدين، والإفطار يكون بشهادة شاهدين، وكذلك أيضاً الحديث فيه ذكر النسك، وهو: ذبح الذبائح، والمراد به الأضاحي، أي: دخول شهر الحجة، وأنه يعول على الرؤية في الصيام والإفطار والحج، حيث يعول على دخول شهر ذي الحجة، فينسك الناس، ويحج الناس بناءً على الرؤية، والله عز وجل لما وقت المواقيت للناس بما يتعلق بالصلاة، وبما يتعلق بالصيام، جعلها في أمور طبيعية يشاهدها الناس ويعاينونها، فالصيام والإفطار مبني على رؤية الهلال في السماء، وليس مبنياً على حساب، أو على ظن وتخمين، وإنما هو مبني على الرؤية، أو إكمال العدة؛ لأن الشهر العربي لا يزيد عن ثلاثين يوماً، ولا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً.
وكذلك أوقات الصلوات، فهي مبنية على أمور طبيعية مشاهدة ومعاينة، إذا طلع الفجر دخل وقت الفجر، وإذا طلعت الشمس انتهى وقت الفجر، وإذا حصل الزوال دخل وقت الظهر، وإذا صار ظل الشيء مثله دخل وقت العصر، وإذا صار مثليه انتهى وقت العصر، وإذا غربت الشمس دخل وقت المغرب، وإذا غاب الشفق دخل وقت العشاء، فهي أمور مبنية على أمور مشاهدة يعرفها الخاص والعام، يعرفه أهل المدن، وأهل القرى، وليس مبنيةً على أمور دقيقة، وأمور خفية لا يعرفها إلا بعض الناس الذين يتعبون على تعلمها ومعرفتها، بل جعلها الله أموراً طبيعية يشاهدها الناس ويعرفونها، لا فرق بين متعلم، وغير متعلم وبين فطن، وغير فطن فالحديث فيه ذكر الصيام والإفطار والنسك، أي: ذبح الأضاحي، وكذلك الحج، فالناس يحجون بناءً على دخول شهر ذي الحجة، وبناءً على رؤية هلال ذي الحجة، ويذبحون الأضاحي، وينسكون النسائك بناءً على ذلك.
قوله: [(فإن غم عليكم، فأكملوا ثلاثين)]؛ لأنهم يصومون، ويفطرون للرؤية، لكن قد يكون في السماء ليلة الثلاثين غيم، أو أمر يمنع رؤية الهلال، فإن الشريعة جاءت بأن تكمل العدة؛ لأنه الصيام والإفطار مبني على الرؤية، فإذا لم تتيسر الرؤية، ولم يمكن حصول الوصول إلى الرؤية بسبب مانع في السماء، من وجود غيم أو قتر، فإن العدة تكمل ثلاثين يوماً ثم يفطرون، فإذاً: عندما يثبت دخول الشهر، فإنه يعول على الرؤية بعد إتمام تسعة وعشرين، أي: ليلة الثلاثين.
قوله: [(فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا)]، وهذا فيه: الدلالة على أن الصيام والإفطار إنما يكون بشهادة شاهدين.

تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا)

قوله: [أخبرني إبراهيم بن يعقوب].هو الجوزجاني، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا سعيد بن شبيب أبو عثمان، وكان شيخاً صالحاً بطرسوس].
صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي
[حدثنا ابن أبي زائدة].
هو زكريا بن أبي زائدة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن حسين بن الحارث الجدلي].
صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب].
وقد ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون صحابياً إن ثبت أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، واستشهد باليمامة، وكان أميراً على مكة، وقال: إنه جالس أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، لقيهم وحدثوه، وكان مما حدثوه به أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، فإن شهد شاهدان فصوموا، وأفطروا)، ولم يذكر الصحابة الذين حدثوه بهذا الحديث، وذلك لا يؤثر؛ لأن الجهل بالصحابة لا يؤثر؛ لأنهم كلهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم، فهم لا يحتاجون مع ذلك إلى تعديل المعدلين، وتوثيق الموثقين بعد أن أثنى عليهم الله عز وجل، وأثنى عليهم رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فجهالة الصحابي لا تؤثر، أما غير الصحابي، فجهالته تؤثر، ولا بد من معرفة الراوي إذا كان غير صحابي، وأما إذا كان صحابياً، فإن المجهول في حكم المعلوم، يكفي أن يقال عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما دام أنه أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حيث الصحبة، فقد ذكر الخطيب في كتابه الكفاية: أنه ما من راو إلا وهو يحتاج إلى معرفة حاله إلا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فإنه لا يحتاج فيهم ما يحتاج في غيرهم؛ لأنهم عدول، فالمجهول منهم في حكم المعلوم.
وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، أخرج له النسائي وحده.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #622  
قديم 17-06-2022, 12:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(366)


- (باب إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيم) إلى (باب ذكر الاختلاف على منصور في خبر إكمال شعبان ثلاثين)


إذا منع من رؤية هلال رمضان مانع من غيم أو قتر وجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً، ومثله عند عدم رؤية هلال شوال.
إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيمٌ، وذكر اختلاف الناقلين عن أبي هريرة

شرح حديث: (... فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيم، وذكر اختلاف الناقلين عن أبي هريرة.أخبرنا مؤمل بن هشام عن إسماعيل عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين)].
قال النسائي رحمه الله: إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا كان هناك غيم، ومراد النسائي من هذه الترجمة هو: أنه إذا ثبت دخول شعبان في ليلة من الليالي فإنه إذا جاء ليلة الثلاثين، فإن كان هناك غيم في تلك الليلة، أو هناك قتر، أو أي مانع يمنع من رؤية الهلال، فإن الناس يكملون ثلاثين يوماً، ولا يصومون إلا لرؤية الهلال، والترجمة معقودة لما إذا كان هناك غيم، أو حائل يمنع من رؤية الهلال في السماء، فإن الواجب أو المتعين هو إكمال شهر شعبان ثلاثين، ثم بعد ذلك يصوم الناس بعد إتمام الثلاثين؛ لأن الشهر العربي لا يزيد عن ثلاثين يوماً، ولا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً، أي: لا يكون واحداً وثلاثين، ولا يكون ثمانية وعشرين، بل هو إما هذا وإما هذا، كما جاء ذلك مبيناً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الأحاديث التي ستأتي.
وقد أورد النسائي عدة أحاديث تتعلق بهذا الموضوع، وتبين أنه عند حصول الغيم، أو ما يمنع من رؤية الهلال، فإنه يكمل الشهر سواءً كان ذلك لشهر شعبان أو رمضان؛ لأنه إذا ثبت دخول رمضان في ليلة من الليالي، ثم جاءت ليلة الثلاثين وفيه غيم ولم ير الهلال فإنه يكمل الشهر، سواءً كان شهر رمضان أو شهر شعبان.
قوله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) أي: الهلال، يعني: يبتدئون صيام رمضان لرؤيته بناءً على رؤيته، ويفطرون؛ أي: ينتهون من صيام الفرض برؤيته، وعلى هذا فإن الحكم مناط بالرؤية، أو بإكمال العدة ثلاثين يوماً، فقوله عليه الصلاة والسلام: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) إناطة الصوم والإفطار برؤية الهلال، وقد تقدم: أن الله عز وجل جعل المواقيت للعبادات، كالصلاة والصيام، في أمور طبيعية يشترك فيها الناس جميعاً، يعرفها الخاص والعام، ولا تحتاج إلى حذق حاذق، ولا إلى فطنة فطن، بل أي إنسان يستطيع أن يعرف ذلك، فالصيام بني على رؤية الهلال، والهلال يراه الناس، ويرى في الحضر، ويرى في البادية، ويراه الحاذق، وغير الحاذق، كل ذلك الناس فيه سواء، أما اتخاذ ذلك بالحساب أو البناء على الحساب فإن ذلك لا يسوغ ولا يجوز؛ لأن الأحكام الشرعية أنيطت بأمور ظاهرة جلية، ومثال ذلك: مواقيت الصلاة مبنية على شيء يشترك فيه الناس، إذا طلع الفجر دخل وقت الفجر، إذا طلعت الشمس انتهى وقت الفجر، إذا زالت الشمس إلى جهة الغرب بدأ وقت الظهر، وإذا كان ظل الشيء مثله بدأ وقت العصر، إذا كان ظل الشيء مثليه انتهى وقت العصر، إذا غربت الشمس دخل وقت المغرب، إذا غاب الشفق دخل وقت العشاء وهكذا، أمور يشترك فيها الخاص والعام، فقوله: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم الشهر فأكملوا العدة ثلاثين) يعني: لا يصم الناس وهم لم يروا الهلال إذا كان هناك غيم؛ لاحتمال أن يكون الهلال موجوداً، ولكن حال دونه حائل، فلا يصوموا، وإنما على الناس أن يكملوا العدة؛ بأن يكملوا الثلاثين.


تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين...)


قوله: [أخبرنا مؤمل بن هشام].ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.
[عن إسماعيل].
هو ابن إبراهيم بن مقسم المشهور بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن زياد].
هو محمد بن زياد الجمحي المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق، والسبعة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين، وقد جمعهم السيوطي في ألفيته بقوله:
والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كـالخدري وجابر وزوجة النبي
و البحر هو ابن عباس.

شرح حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين...) من طريق ثانية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا أبي حدثنا ورقاء عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين)، أي: كما جاء في الروايات السابقة: (أكملوا العدة ثلاثين)، يعني: يوفون المقدار بأن يجعلوا العدد وافياً كاملاً، ولا يصومون بناءً على احتمال أن الهلال موجود، ولكن ستره ساتر من غيم أو نحوه، بل إنما هو مبني على الرؤية أو إكمال العدة.
قوله: (فإن غم عليكم، فاقدروا له ثلاثين)، أي: أوفوا، وأكملوا المقدار الذي هو تمام العدة، وذلك بالنهاية التي يبلغها الشهر وهي ثلاثون يوماً.

تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين ...) من طريق ثانية

قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].هو محمد بن عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.
[حدثنا أبي].
هو عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ويقال له: المقري؛ لأنه أقرأ القرآن سبعين سنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا ورقاء].
هو ورقاء بن عمر اليشكري، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة].
قد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.


ذكر الاختلاف على الزهري في هذا الحديث

حديث: (... فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على الزهري في هذا الحديث. أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري حدثنا سليمان بن داود حدثنا إبراهيم عن محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي ذكر الاختلاف على الزهري في إسناد هذا الحديث، وقد أورده النسائي من عدة طرق، وهذه الطريق هي مثل الطرق السابقة: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً).
قوله: [أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري].
هو الذهلي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا سليمان بن داود].
هو أبو داود الطيالسي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا إبراهيم].
هو إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن مسلم].
هو الزهري، وهنا ذكره باسمه واسم أبيه، وهذا خلاف المعتاد، كثيراً عندما يطلق ويقال: الزهري، أو ابن شهاب، يعني: يأتي ذكره باسمه، ولكنه ليس مثل ذكره بجده شهاب أو جده زهرة بن كلاب؛ ومحمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري ثقة، فقيه، من صغار التابعين، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن المسيب].
هو سعيد بن المسيب المدني، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
قد مر ذكره.

شرح حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق رابعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له)].أورد النسائي حديث ابن عمر: [إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له]، وهنا [فاقدروا له]، جاءت غير مفسرة، لكن فسرتها الروايات الأخرى حيث قال: (فاقدروا له ثلاثين)، كما في الرواية السابقة من حديث أبي هريرة أي: يكملون المقدار، ويكملون العدة، ويصومون ثلاثين يوماً، أو يحسبون ثلاثين يوماً، وكلمة: [صوموا ثلاثين يوماً]، التي مرت هي في رمضان؛ لأن قوله: [صوموا ثلاثين يوماً]، معناه: يكملون صيام رمضان ثلاثين يوماً، [واقدروا له]، أي: أكملوا العدة ثلاثين كما جاء في الرواية السابقة: (فاقدروا له ثلاثين يوماً).


تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق رابعة


قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].هو الربيع بن سليمان المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
[عن ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. ويفرق بينه وبين الربيع بن سليمان الجيزي بالتنصيص، وكلاهما يروي عن ابن وهب، وكلاهما ثقة، فلا يضر إن لم نعرف من منهما راوي الحديث.
[أخبرني يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي ثم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
قد مر ذكره.
[حدثني سالم بن عبد الله].
هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أن عبد الله بن عمر].
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام المشهورين بهذا اللقب، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق خامسة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر رمضان، فقال: لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)].قوله: [لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له] هذا فيه ذكر شعبان ورمضان، أي: في آخر شعبان أو في آخر رمضان، [فاقدروا له]، أي: أكملوا العدة كما جاء ذلك مبيناً في بعض الروايات الأخرى (اقدروا ثلاثين)، وفي بعض الروايات: (صوموا ثلاثين)، وهي: تتعلق بصيام شهر رمضان.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #623  
قديم 17-06-2022, 12:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق خامسة

قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].هو محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وهناك محمد بن سلمة الباهلي، وهو متقدم على هذا، يروي عنه النسائي بواسطة، فإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي مباشرة فهو المرادي، وإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي بواسطة فهو الباهلي.
[و الحارث بن مسكين].
هو الحارث بن مسكين المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[قراءة عليه، وأنا أسمع، واللفظ له].
أي: إن اللفظ لشيخه الثاني وهو: الحارث بن مسكين، وليس لشيخه الأول وهو: محمد بن سلمة المرادي، وهذا هو الغالب على استعمال النسائي عندما يذكر الحارث بن مسكين وغيره، حيث يجعل الحارث بن مسكين هو الثاني، ويجعل اللفظ له، أي: اللفظ الذي يسوقه هو لفظ شيخه الثاني، يعني فيما إذا كان الحارث بن مسكين هو أحد الشيخين.
[عن ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[عن مالك].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع].
هو مولى ابن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عمر].
قد مر ذكره.


حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على عبيد الله بن عمر في هذا الحديث.أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)].
أورد النسائي هذا الحديث من طرق عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، وأورد هذه الطريق؛ وهي مثل ما تقدم: [لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له].
أي: أكملوا العدة ثلاثين، كما جاء ذلك مبيناً في الروايات الأخرى.
قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].
هو الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو ابن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العمري المصغر تمييزاً له عن أخيه عبد الله بن عمر المكبر؛ لأن عبيد الله ثقة، وعبد الله المكبر ضعيف، وحديث عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني نافع عن ابن عمر].
قد مر ذكرهما.


شرح حديث أبي هريرة: (إذا رأيتموه فصوموا ... فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين) من طريق سابعة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو بكر بن علي صاحب حمص حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الهلال فقال: إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق عبيد الله الذي فيه الاختلاف على عبيد الله؛ لأنه ذكر عن ابن عمر، وهنا ذكر عن أبي هريرة، وكما عرفنا سابقاً أن مثل هذا الاختلاف لا يؤثر، وإنما فيه الإشارة إلى اختلاف الطرق، وليس تضعيفاً للحديث، ولا تقليلاً من شأنه، وإنما فيه أن الطرق اختلفت عنه وتنوعت، فأورد الحديث من طريقه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو دال على ما دل عليه ما قبله.


تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (إذا رأيتموه فصوموا... فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين) من طريق سابعة


قوله: [أخبرنا أبو بكر بن علي صاحب حمص].هو أحمد بن علي بن سعيد، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة].
هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان المشهور بـابن أبي شيبة، والمكنى بـأبي شيبة هو: جده إبراهيم، فهو مشهور بالنسبة إلى جده مكنى ابن أبي شيبة؛ لأن أبا شيبة هو: إبراهيم بن عثمان وأبو بكر بن أبي شيبة هو ثقة حافظ أكثر عنه الإمام مسلم، بل لم يرو عن أحد في صحيحه مثل ما روى عن أبي بكر بن أبي شيبة، إذ روى عنه ما يزيد على ألف وخمسمائة حديث، ومسلم يذكره مكنى في الغالب، فيقول: أبو بكر بن أبي شيبة، وأما البخاري فإنه يذكره باسمه في الغالب فيقول: عبد الله بن أبي شيبة، والنسائي يذكره بكنيته فيقول: أبو بكر بن أبي شيبة، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[حدثنا محمد بن بشر].
هو العبدي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن عمر الذي مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا، والذي كان اختلاف الطرق عنه.
[عن أبي الزناد].
هو عبد الله بن ذكوان، المدني، لقبه: أبو الزناد على صيغة الكنية وليست كنية؛ كنيته أبو عبد الرحمن، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن الأعرج].
هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، لقبه الأعرج، مشهور بهذا اللقب، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
قد مر ذكره.

حديث: (... فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) من طريق ثامنة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على عمرو بن دينار في حديث ابن عباس فيه. أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء وهو ثقة بصري أخو أبي العالية أخبرنا حبان بن هلال حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)].
أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله عنه في هذا، والاختلاف على عمرو بن دينار في ذلك، وهو مثل ما تقدم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين).
قوله: [أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء].
هو أخو أبو العالية، وهو ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي. وكلمة (هو ثقة) هذه تكون من كلام النسائي، ليست من جنس ما تقدم الذي يكون فيه أن الشخص يزيد في توضيحه، فإن هذا ليس من هذا القبيل، بل هذا هو من كلام النسائي أو إذا جاء مثله عن التلميذ، فهو من التلميذ نفسه؛ ليبين منزلته، فليس من قبيل الزيادات، وهذا يأتي كثيراً في كلام العلماء، عندما يأتي بالرواية يقول: وهو ثقة، وكان ثقة، ويأتي كثيراً عند الخطيب في كتاب تاريخ بغداد عندما يقول: حدثنا فلان، وكان ثقة، فمثل هذا لا يقال: إنه من دون التلميذ.
[أخبرنا حبان بن هلال].
هو بفتح الحاء، بخلاف حبان بن موسى الذي مر، فهو بكسر الحاء، وحَبان وحِبان من قبيل المؤتلف والمختلف، يتفق في الرسم ويختلف في النطق وفي الشكل، فالحروف واحدة، ولكن الشكل مختلف، وحبان بن هلال ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا حماد بن سلمة].
هو حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عمرو بن دينار].
هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عنه صلى الله عليه وسلم.


شرح حديث: (... فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) من طريق تاسعة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن حنين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (عجبت ممن يتقدم الشهر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)].هنا أورد النسائي حديث ابن عباس في إكمال الشهر ثلاثين يوماً، وقوله: [عجبت ممن يتقدم الشهر] يعني: بأن يصوم في يوم الشك، أو يصوم في يوم الثلاثين، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: [(صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)]، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى إكمال العدة، وأنه لا يتقدم الشهر بالصيام، بل تكمل العدة ثلاثين يوماً.

تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) من طريق تاسعة

قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].هو المقرئ، وقد مر ذكره.
[حدثنا سفيان].
هو ابن عيينة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن دينار].
هو عمرو بن دينار المكي، وقد مر ذكره، والثلاثة مكيون: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وسفيان بن عيينة، وعمرو بن دينار.
[عن محمد بن حنين].
هو محمد بن حنين المكي، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده، وهو مكي أيضاً فالأربعة مكيون.
[عن ابن عباس].
ابن عباس كما هو معلوم كان في مكة ثم ذهب إلى الطائف، فهو مكي ثم طائفي، ومات في الطائف، وقد مر ذكره.


ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعي فيه

شرح حديث: (لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال قبله أو تكملوا العدة...) من طريق عاشرة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعي فيه. أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال قبله أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة قبله)].
قوله: [لا تقدموا الشهر] أي: بالصيام؛ بأن تصوموا يوم الثلاثين مثلاً، [حتى تروا الهلال قبله]، أي: قبل الصيام؛ لأن الناس يرون الهلال الليلة فيصبحوا صائمين؛ لأن الليلة سابقة لليوم، والشهر يدخل بغروب الشمس، فإذا رؤي الهلال فإن الليلة التي يرى فيها الهلال هي تابعة لليوم الذي بعده، وليس كما اعتاده كثير من الناس في هذا الزمان؛ يجعلون الليلة تابعة لليوم الذي قبلها، بل الشهر يدخل في الليلة، ثم يصوم الناس بعد ذلك، وتكون أول ليلة يصلي فيها الناس التراويح؛ لأنها من رمضان، ثم يصبحوا صائمين.
وإذا رؤي هلال شوال انتهى رمضان، ودخلت أول ليلة من شوال، فيصبحوا الناس على يوم العيد، ولذلك قال: [حتى تروا الهلال قبله] يعني: قبل أن تصوموا، فلا تصوموا في يوم الثلاثين احتياطاً أو تقدماً للشهر، بل [لا تصوموا حتى تروا الهلال قبله]، أي: قبل الصيام، وإذا صام الناس يستمرون في الصيام حتى يكملوا ثلاثين، أو يروا الهلال قبله، أي: في الخروج من شهر رمضان.

تراجم رجال إسناد حديث: (لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال قبله أو تكملوا العدة...) من طريق عاشرة

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[أخبرنا جرير].
هو جرير بن عبد الحميد الضبي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن منصور بن المعتمر].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ربعي].
هو ربعي بن حراش، وهو ثقة، مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن حذيفة بن اليمان].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحابي ابن صحابي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

حديث: (ألا تقدموا الشهر حتى تكملوا العدة ...) من طريق حادية عشرة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن منصور عن ربعي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقدموا الشهر حتى تكملوا العدة أو تروا الهلال ثم صوموا، ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثلاثين)، أرسله الحجاج بن أرطأة]. قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].
هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، كل واحد منهم روى عنه مباشرة بدون واسطة.
[حدثنا عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان الثوري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن منصور عن ربعي].
قد مر ذكرهما.
[عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم].
قد علمنا أن الجهالة في الصحابة لا تؤثر؛ لأنهم كلهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم.
[أرسله الحجاج بن أرطأة].
ساق الإسناد بعد أن قال: أرسله الحجاج بن أرطأة، ساق الإسناد الذي فيه الحجاج بن أرطأة.

شرح حديث: (... فإن غم عليكم فأتموا شعبان ثلاثين ...) من طريق ثانية عشرة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن حاتم حدثنا حبان حدثنا عبد الله عن الحجاج بن أرطأة عن منصور عن ربعي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأتموا شعبان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك، ثم صوموا رمضان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك)].أورد النسائي هذه الطريق المرسلة التي أرسلها ربعي بن حراش، وجاءت من طريق الحجاج بن أرطأة، وربعي بن حراش هو تابعي، مخضرم، فإذا أضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من قبيل المرسل؛ لأن التابعي إذا أضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فإنه من قبيل المرسل، وفيه التفصيل كما في الذي قبله.

تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فأتموا شعبان ثلاثين ...) من طريق ثانية عشرة

قوله: [أخبرنا محمد بن حاتم].هو محمد بن حاتم بن نعيم، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا حبان].
هو حبان بن موسى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا عبد الله].
هو ابن المبارك، وهو ثقة، عابد، جواد، مجاهد، جمعت فيه خصال الخير كما قال: ابن حجر في التقريب، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الحجاج بن أرطأة].
صدوق كثير الخطأ والتدليس، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن منصور عن ربعي].
قد مر ذكرهما.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #624  
قديم 17-06-2022, 12:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(367)



- (باب كم الشهر) إلى (باب ذكر الاختلاف على إسماعيل في خبر كم الشهر)

الشهر الهجري يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين، فإذا لم ير الهلال ليلة الثلاثين لعدم ولادة الهلال أو لوجود غيم أكمل الشهر.


كم الشهر، وذكر الاختلاف على الزهري في الخبر عن عائشة


شرح حديث: (... الشهر تسع وعشرون)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [كم الشهر، وذكر الاختلاف على الزهري في الخبر عن عائشة. أخبرنا نصر بن علي الجهضمي عن عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت: (أقسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ألا يدخل على نسائه شهراً، فلبث تسعاً وعشرين، فقلت: أليس قد كنت آليت شهراً، فعددت الأيام تسعاً وعشرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الشهر تسع وعشرون)].
يقول النسائي رحمه الله: كم الشهر، أي: مقدار أيامه، وأيام الشهر القمري المبني على الهلال أنه لا يخلو من واحد من أمرين: إما تسع وعشرون، وإما ثلاثون، فهو لا يزيد على ثلاثين، ولا ينقص عن تسعة وعشرين، فهو إما هذا وإما هذا، إما تسعة وعشرون، وإما ثلاثون، هذا هو الشهر، لا يزيد عن ذلك، ولا ينقص عن ذلك، وقد سبق أن مر في بعض الأحاديث: أن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)، أي: أنه إن رؤي الهلال ليلة الثلاثين، يعني الليلة التي بعد التسعة والعشرين، فإن الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون دخل الشهر الذي يليه، وإن لم ير الهلال بعد ليلة التاسع والعشرين، أي: ليلة الثلاثين، فإنه يكون تمام الشهر، وسواء كان هناك غيم أو ليس هناك غيم، ما دام أنه لم ير الهلال فإن الشهر تكمل عدته ثلاثين، فالشهر إما هذا، وإما هذا، هذا هو مقدار الشهر.
وقد أورد النسائي أحاديث عديدة فيها بيان أن الشهر يكون تسعة وعشرين، وأن الشهر يكون ثلاثين، وليس هناك شيء وراء ذلك، لا قبل التسعة والعشرين، ولا بعد الثلاثين.
وقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها: أن النبي عليه الصلاة والسلام أقسم ألا يدخل على نسائه شهراً، فمكث في مكان خاص، ولما مضى تسع وعشرون بدأ بـعائشة ودخل عليها، فقالت: إنك آليت ألا تدخل شهراً، وإنني عددت الأيام، وأنها تسعة وعشرون، فقال عليه الصلاة والسلام: (الشهر تسعة وعشرون)، معنى هذا: أن الشهر تسعة وعشرون أو ثلاثون، لكنه إذا رؤي الهلال بعد ليلة التاسع والعشرين، فإن الشهر يكون تسعاً وعشرين ليلة، وإن لم ير فإنه يكون ثلاثين، فبين عليه الصلاة والسلام، أن الشهر يكون تسعاً وعشرين، كما أنه أيضاً يكون ثلاثين، وهذا فيه بيان الحد الأدنى للشهر، والحد الأعلى هو ثلاثون، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهر تسعة وعشرون)، أي: الحد الأدنى، وثلاثون هو الحد الأعلى.

تراجم رجال إسناد حديث: (... الشهر تسع وعشرون)

قوله: [أخبرنا نصر بن علي الجهضمي].هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الأعلى].
هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري ثم اليماني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، هو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عروة].
هو عروة بن الزبير بن العوام، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
هي أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله تعالى براءتها من فوق سبع سموات، وأنزل فيها قرآناً يتلى، وورد في فضلها الأحاديث الكثيرة الدالة على نبلها، وعلى شرفها وفضلها رضي الله عنها وأرضاها، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، ستة رجال وامرأة واحدة، والمرأة هي عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

شرح حديث: (... الشهر تسع وعشرون ليلة) من طريق ثانية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب: أن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور حدثه، (ح)، وأخبرنا عمرو بن منصور حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: (لم أزل حريصا أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللتين قال الله لهما: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا )[التحريم:4]، وساق الحديث، وقال فيه: فاعتزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة رضي الله عنهما، تسعاً وعشرين ليلة، قالت عائشة: وكان قد قال: ما أنا بداخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن حين حدثه الله عز وجل حديثهن، فلما مضت تسع وعشرون ليلة، دخل على عائشة فبدأ بها، فقالت له عائشة: إنك قد كنت آليت يا رسول الله ألا تدخل علينا شهراً، وإنا أصبحنا من تسع وعشرين ليلة نعدها عدداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الشهر تسع وعشرون ليلة)].أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، الذي فيه: أنه كان حريصاً على سؤال عمر عن المرأتين اللتين قال الله عز وجل فيهما: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا )[التحريم:4]، وأنه ساق الحديث، وهو حديث طويل، والمقصود منه إيراد ما يتعلق بالترجمة، وهو أن الشهر يكون تسعاً وعشرين ليلة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم، اعتزل نساءه شهراً، ومكث تسعاً وعشرين ليلة، ولما مضت تلك الليالي التسعة والعشرون بدأ بـعائشة رضي الله عنها، فقالت: إنك حلفت على كذا، فقال عليه الصلاة والسلام: (الشهر تسع وعشرون)، فهو دال على ما دل عليه الذي قبله، وهو يتعلق بموضوع واحد هو في قصة الإيلاء، والقسم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق نسائه، وأنه مكث تسعاً وعشرين، وقال: (الشهر تسع وعشرون)، وهو كما أشرت من قبل هو الحد الأدنى، وأما الحد الأعلى فهو ثلاثون.

تراجم رجال إسناد حديث: (... الشهر تسع وعشرون ليلة) من طريق ثانية

قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعد].هو عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا عمي].
هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، هو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبي].
هو إبراهيم بن سعد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن صالح].
هو صالح بن كيسان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
وقد مر ذكره.
[عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن عباس].
حول الإسناد
[أخبرنا عمرو بن منصور].
هو عمرو بن منصور النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا الحكم بن نافع].
هو أبو اليمان، مشهور بكنيته، وقد أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا شعيب].
هو شعيب بن أبي حمزة الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور].
وقد مر ذكرهما.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.


ذكر خبر ابن عباس فيه

شرح حديث: (أتاني جبريل عليه السلام فقال: الشهر تسع وعشرون يوماً) من طريق ثالثة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر خبر ابن عباس فيه. أخبرنا عمرو بن يزيد هو: أبو بريد الجرمي بصري عن بهز قال: حدثنا شعبة عن سلمة عن أبي الحكم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: (أتاني جبريل عليه السلام، فقال: الشهر تسع وعشرون يوماً)].
أورد النسائي حديث ابن عباس، وهو يتعلق بالشهر، وأنه يكون تسعة وعشرين، وفيه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (الشهر تسع وعشرون)، وهو الحد الأدنى للشهر، والحد الأعلى ثلاثون.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #625  
قديم 17-06-2022, 12:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله


تراجم رجال إسناد حديث: (أتاني جبريل عليه السلام فقال: الشهر تسع وعشرون يوماً) من طريق ثالثة

قوله: [أخبرنا عمرو بن يزيد هو: أبو بريد].هو أبو بريد الجرمي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده، وكلمة: [هو أبو بريد الجرمي] هذه ممن دون النسائي؛ لأن النسائي لا يحتاج إلى أن يقولها؛ لأنه شيخه، ولكن من دونه هو الذي يحتاج إلى أن يضيف هذه الإضافة، ويأتي بكلمة هو قبلها، وكنيته أبو بريد، من قبيل المؤتلف والمختلف مع اسم أبيه؛ لأن يزيد وبريد يعني رسمهما واحد، ولكن الفرق بينهما إنما هو بالنقط، والشكل، فهو: عمرو بن يزيد أبو بريد.
[عن بهز].
هو بهز بن أسد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سلمة].
هو سلمة بن كهيل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي الحكم].
هو عمران بن الحارث، هو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي.
[عن ابن عباس].
وقد مر ذكره.


حديث: (الشهر تسع وعشرون يوماً) من طريق رابعة وتراجم رجال إسنادها


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار عن محمد وذكر كلمة معناها حدثنا شعبة عن سلمة سمعت أبا الحكم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر تسع وعشرون يوماً)].ثم أورد النسائي حديث ابن عباس من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله.
قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].
هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة جميعاً، رووا عنه مباشرة، وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري، مات قبل البخاري بأربع سنوات، إذ أن البخاري توفي سنة ست وخمسين ومائتين، وشيخه محمد بن بشار توفي سنة ثنتين وخمسين ومائتين.
[عن محمد].
وهو غير منسوب، والمراد به محمد بن جعفر الملقب غندر، وإذا جاء محمد بن بشار أو محمد بن المثنى يروي عن محمد غير منسوب، ومحمد يروي عن شعبة، فالمراد به غندر الذي هو محمد بن جعفر، ويأتي ذكره كثيراً غير منسوب ولكنه معلوم.
وذكر كلمة معناها حدثنا شعبة، لعل هذه الكلمة يراد بها الصيغة، يعني أنه غير متحقق من الصيغة فرواها بالمعنى وهي: (حدثنا)، لعل مقصوده من هذه الكلمة التي ذكر معناها: أنها صيغة الأداء التي هي حدثنا شعبة.
[عن سلمة سمعت أبا الحكم عن ابن عباس].
وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.


ذكر الاختلاف على إسماعيل في خبر سعد بن مالك

شرح حديث: (... الشهر هكذا وهكذا وهكذا ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على إسماعيل في خبر سعد بن مالك فيه.أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنه ضرب بيده على الأخرى وقال: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ونقص في الثالثة إصبعا)].
أورد النسائي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه، وهو أيضاً يتعلق ببيان الشهر، وأنه يكون تسعاً وعشرين، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، ضرب بيده على الأخرى وقال: (الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا)، وقبض إصبعه في الثالثة، يعني: تسعة وعشرين، يعني: مرة عشر مرات، ثم مرة عشر مرات، ثم تسعاً قبض أحد أصابعه فصارت تسعاً وعشرين، فبين ذلك بالقول، وبالفعل، بين ذلك بالقول، والإشارة عليه الصلاة والسلام أنه يكون تسعاً وعشرين، بين ذلك بالقول حيث قال: تسعاً وعشرين، وبين ذلك بالإشارة حيث أشار مرتين بأصابع اليدين تماما، والمرة الثالثة قبض الإبهام.

تراجم رجال إسناد حديث: (... الشهر هكذا وهكذا وهكذا ...)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا محمد بن بشر].
هو محمد بن بشر العبدي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن إسماعيل بن أبي خالد].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن سعد بن أبي وقاص].
ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود في المراسيل، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. يعني أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود، فإنه لم يخرج له في السنن، بل أخرج له في كتابه المراسيل.
[عن أبيه].
هو سعد بن أبي وقاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم، بالجنة في حديث واحد، سردهم سرداً فقال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)، ولهذا قيل لهم: العشرة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر غيرهم بالجنة، كـعكاشة بن محصن، وثابت بن قيس بن شماس، وبلال، وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لقب العشرة ليس له مفهوم من أن النبي صلى الله عليه وسلم ما بشر أحداً غيرهم، ولكن جاء لقب العشرة بسبب أنهم سردوا في حديث واحد، وبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في ذلك الحديث.
وحديث سعد بن أبي وقاص أخرجه أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا) من طريق ثانية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد بن نصر أنبأنا عبد الله عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا)، يعني: تسعة وعشرين، رواه يحيى بن سعيد وغيره عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم].ذكر النسائي إسنادين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أحدهما مسند، وهو الإسناد الأول، والثاني مرسل، أي: من محمد بن سعد يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه ذكر أبيه، فهو مرسل؛ لأن التابعي إذا رفع شيئاً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو من قبيل المرسل، والحديث هو مثل ما تقدم، في بيان أن الشهر يكون تسعة وعشرين، وذلك بالقول، والإشارة، كالحديث الذي قبله.

تراجم رجال إسناد حديث: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا) من طريق ثانية

قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[أنبأنا عبد الله].
هو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وعبد الله غير منسوب مهمل، والمراد به ابن المبارك؛ لأن سويد بن نصر هو راويته، فإذا جاء سويد بن نصر يروي عن عبد الله، وعبد الله غير منسوب فالمراد به ابن المبارك؛ لأن سويد راوية عبد الله بن المبارك، فهو يهمله أو يهمل نسبته في كثير من الأحيان، وهما مروزيان.
[عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه].
وقد مر ذكرهم.
رواه يحيى بن سعيد وغيره، وهو القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أباه، فهو مرسل، أي: من قبيل المرسل، لكن الإرسال هنا لا يؤثر؛ لأنه قد ذكرت الواسطة؛ ولأن الحديث جاء من طرق عديدة كلها فيها إثبات أن الشهر يكون تسعة وعشرين، فلا يضر الإرسال هنا؛ لأنه جاء موصولاً، ومسنداً، وجاء عن غير سعد بن أبي وقاص بيان أن الشهر يكون تسعة وعشرين.

شرح حديث: (الشهر هكذا وهكذا ...) من طريق ثالثة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل عن محمد بن سعد بن أبي وقاص أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، وصفق محمد بن عبيد بيديه ينعتها ثلاثاً، ثم قبض في الثالثة الإبهام في اليسرى)، قال يحيى بن سعيد: قلت: لـإسماعيل: عن أبيه؟ قال: لا].أورد النسائي حديث محمد بن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، في بيان الشهر، وأنه تسعاً وعشرين، وأن النبي عليه الصلاة والسلام بين ذلك بالقول، وبالفعل، وهو مثل ما تقدم، وهو من قبيل المرسل، وفيه ما ذكرت من قبل: أن الإرسال في مثل هذا لا يؤثر؛ لأن الحديث جاء من طرق موصولاً، وفيه بيان أن الشهر يكون تسعة وعشرين.

تراجم رجال إسناد حديث: (الشهر هكذا، وهكذا،...) من طريق ثالثة

قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا محمد بن عبيد].
هو محمد بن عبيد الطنافسي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا إسماعيل عن محمد].
وقد مر ذكرهما.
[قال يحيى بن سعيد].
وقد مر ذكره.
[قلت: لـإسماعيل عن أبيه؟ قال: لا].
قلت: لـإسماعيل، أي هل محمد بن سعد قال: عن أبيه سعد ؟ قال: لا، أي أنه مرسل، يعني كما جاء في الإسناد محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: هو مرسل ليس بموصول، وليس بمتصل، بل فيه انقطاع، ولكن ذلك لا يؤثر كما أسلفت.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #626  
قديم 17-06-2022, 12:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(368)



- باب ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير في خبر كم الشهر

لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مقدار الشهر الهجري ثلاثون أو تسعة وعشرون يوماً، ورتب على ذلك أحكاماً شرعية كدخول رمضان وغيرها من الأحكام.
ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير في خبر أبي سلمة فيه

شرح حديث أبي هريرة: (الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير في خبر أبي سلمة فيه.أخبرنا أبو داود حدثنا هارون حدثنا علي هو ابن المبارك حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة)].
أورد النسائي رحمه الله، حديث أبي هريرة رضي الله عنه في ذلك، وفيه بيان أن الشهر يكون كذا وكذا، أنه يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، ولا ثالث لذلك، فالقسمة ثنائية، فهي حالتان لا ثالث لهما، إما تسع وعشرون، وإما ثلاثون، ثم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة)، أي: أكملوا ثلاثين؛ لأنه إذا مضى تسع وعشرون رؤي الهلال، فإن رؤي الهلال في الليلة التي تلي التاسعة والعشرين، فالشهر يكون تسعة وعشرين، ويدخل الشهر الذي يليه في الليلة التالية لـليلة التاسع والعشرين، وإن لم ير الهلال، وهو صحو أو كان غيما أو غبار القتر لا يرى معه الهلال، فإنها تكمل العدة، أي: تكمل ثلاثين، (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة)، أي: أكملوا العدة ثلاثين.


تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين...)


قوله: [أخبرنا أبو داود].هو سليمان بن سيف الحراني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا هارون].
هو هارون بن إسماعيل، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، أي: لم يخرج له أبو داود وحده.
[حدثنا علي هو ابن المبارك].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو أبو سلمة بن عوف المدني، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال في السابع منهم.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أكثر الصحابة على الإطلاق حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم.


حديث ابن عمر: (الشهر تسع وعشرون) وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم أخبرنا محمد حدثنا معاوية (ح) أخبرني أحمد بن محمد بن المغيرة حدثنا عثمان بن سعيد عن معاوية واللفظ له عن يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة أخبره أنه سمع عبد الله وهو ابن عمر رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (الشهر تسع وعشرون)].أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشهر تسع وعشرون)، وهذا فيه ما في الذي قبله من الدلالة على أن الشهر يكون كذلك، كما أنه يكون ثلاثين.
قوله: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم].
هو عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[أخبرنا محمد].
هو محمد بن المبارك، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معاوية].
وهو: معاوية بن سلام، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
(ح).
ثم أتى بـ (ح) الدالة على التحول من إسناد إلى إسناد، ويأتي شيخ جديد للنسائي في الإسناد الآخر ثم يلتقي الإسنادان عند شخص واحد، ويتحدان إلى نهاية الحديث، فهذا هو التحويل، يعني: يسوق الإسناد ثم يبدأ بإسناد آخر، ويأتي بـ (ح) للدلالة على التحول من إسناد إلى إسناد، ثم يلتقي الإسنادان عند شخص معين، ويستمران إلى نهاية الإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (ح).
[أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة].
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا عثمان بن سعيد].
ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن معاوية].
هو ابن سلام المتقدم.
[واللفظ له].
طبعا اللفظ لـعثمان بن سعيد؛ لأن معاوية هو في الإسناد الأول، لكنه هو للطريق الثاني، اللفظ هو للطريق الثاني التي فيها شيخه أحمد بن محمد بن المغيرة، أما معاوية فهو في الإسنادين، وعنده يلتقي الإسنادان.
[عن يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة أخبره].
وقد مر ذكرهما.
[عن عبد الله بن عمر].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

شرح حديث ابن عمر: (إنا أمة أمية... الشهر هكذا وهكذا وهكذا حتى ذكر تسعاً وعشرين) من طريق ثانية


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا ثلاثا، حتى ذكر تسعا وعشرين)].أورد النسائي حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: (إنا أمة أمية)، والأمية: نسبة إلى الأم، يعني: أنهم كما خلقوا من أمهاتهم لا يعرفون الكتابة والحساب، فهذا هو شأنهم، وهذا في الغالب بالنسبة للعرب وإلا فإن فيهم من يكتب، وفيهم من يقرأ، والرسول صلى الله عليه وسلم جعله الله أميا لا يقرأ ولا يكتب؛ وذلك لإظهار معجزته، ودفع ما يحصل من الكفار من الاعتراض عليه، وعلى رسالته عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك ما سلم من الاعتراض عليه عليه الصلاة والسلام، والله عز وجل بين الحكمة في ذلك فقال: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )[العنكبوت:48]، (وما كنت تتلوا من قبله من كتاب)، لو كان يقرأ ويكتب لقالوا: هذا قرأ الكتب السابقة، وأتى بها، لكنه جعله الله أميا لا يقرأ ولا يكتب، ونزل عليه هذا القرآن الذي تحدى أهل الفصاحة، والبلاغة بأن يأتوا بسورة من مثله، ومع ذلك عجزوا وأذعنوا لفصاحته وبلاغته، وأنه كلام لا يماثله كلام، وقد جاء به من لا يقرأ ولا يكتب، فجعله عليه الصلاة والسلام، أمياً لتمام إظهار معجزته عليه الصلاة والسلام، وهو أنه يأتي للناس بكلام مع كونه لا يقرأ ولا يكتب، أوحاه الله عز وجل إليه، وهو خير الكلام وأفضله، وهو القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله عليه الصلاة والسلام. (إنا أمة أمية لا نكتب، ولا نحسب)، ثم قال: (الشهر هكذا)، وأشار ثلاث مرات بأصابع يديه، (حتى ذكر تسعا وعشرين)، معناه: أنه في قبض، أحد الأصابع حتى يتبين بها قولا وإشارة أن الشهر يكون تسعة وعشرين.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #627  
قديم 17-06-2022, 12:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله



تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر: (إنا أمة أمية... الشهر هكذا وهكذا وهكذا حتى ذكر تسعاً وعشرين) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].هو محمد بن المثنى العنزي الملقب بـالزمن البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، وهو قرين محمد بن بشار المتقدم، محمد بن بشار الملقب بندار، قرينه ومثيله، وقد اتفقا في الشيوخ والتلاميذ والبلد، كل منهم من أهل البصرة، ولهذا قال الحافظ ابن حجر: وكانا كفرسي رهان، وماتا في سنة واحدة، وهي سنة مائتين واثنين وخمسين، ومعنى: كانا كفرسي رهان. يعني: ما واحد يسبق الثاني من شدة تماثلهم، وماتا في سنة واحدة، وكل منهما شيخ لأصحاب الكتب الستة، محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى هو لقبه الزمن، وكنيته أبو موسى، وهو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة ثبت، حجة فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن الأسود بن قيس].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن عمرو].
هو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب إلا الترمذي.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.

شرح حديث ابن عمر: (إنا أمة أمية لا نحسب ... والشهر هكذا ...) من طريق ثالثة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن محمد عن شعبة عن الأسود بن قيس أنه قال: سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما، يحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إنا أمة أمية لا نحسب، ولا نكتب، والشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة، والشهر هكذا وهكذا وهكذا، تمام الثلاثين)].أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، وفيه بيان أن الشهر يكون ثلاثين، ويكون تسعا وعشرين، بين ذلك بالقول وبالإشارة، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنا أمة أمية، لا نحسب، ولا نكتب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثلاث مرات، وقبض الإبهام في الثالثة)، يعني: تسعة وعشرين، ثم عاد مرة أخرى فقال: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ولم يقبض شيئا)، يعني: يكون ثلاثين، فهو إما هذا وإما هذا، لا ينقص عن تسعة وعشرين، ولا يزيد عن ثلاثين، هذا هو الشهر.

تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر: (إنا أمة أمية لا نحسب، ... والشهر هكذا ...) من طريق ثالثة


قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، هذان هما القرينان اللذان كانا كفرسي رهان، وقد مر ذكرهما.
[عن محمد].
هو ابن جعفر الملقب غندر البصري، وقد مر ذكره.
[عن شعبة].
وقد مر ذكره.
[عن الأسود بن قيس].
كذلك مر ذكره.
[عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن ابن عمر].
وقد مر ذكرهما.

شرح حديث ابن عمر: (أنه تسع وعشرون فيما حكي من صنيعه ...) من طريق رابعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا شعبة عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الشهر هكذا، ووصف شعبة عن صفة جبلة عن صفة ابن عمر أنه تسع وعشرون فيما حكى من صنيعه مرتين بأصابع يديه، ونقص في الثالثة إصبعا من أصابع يديه)].أورد النسائي حديث ابن عمر من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، معناه: أنه وصف ذلك بأنه يكون هكذا، وهكذا، وأنه ينقص فيكون تسعا وعشرين، وذلك بنقص أحد الأصابع مما فيه الإشارة إلى أن الشهر يكون تسعا وعشرين.

تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر: (أنه تسع وعشرون فيما حكي من صنيعه ...) من طريق رابعة


قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي والنسائي وابن ماجه.
[حدثنا خالد].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
وقد مر ذكره.
[عن جبلة بن سحيم].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.

حديث ابن عمر: (الشهر تسع وعشرون) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عقبة يعني ابن حريث سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر تسع وعشرون)].أورد النسائي حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (الشهر تسع وعشرون).
قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].
قد مر ذكره.
[عن محمد].
وقد مر ذكره.
[عن شعبة].
مر ذكره.
[عن عقبة يعني ابن حريث].
وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم والنسائي، وكلمة (يعني ابن حريث) أتى بها من دون شعبة، وكما ذكرت هما عبارتان يؤتى بهما لتوضيح من يراد توضيحه من حيث إضافة شيء يميزه عن غيره، كلمة: (يعني)، أو كلمة: (هو)، وكثيراً ما تأتي كلمة (هو)، ويأتي أحيانا كلمة (يعني) كما هنا، وكلمة (يعني) هذه فعل مضارع لها قائل ولها فاعل، فقائل هذه الكلمة من دون شعبة، والفاعل ضمير مستتر يرجع إلى شعبة، والفاعل في كلمة يعني ضمير مستتر يرجع إلى شعبة، يعني يقول: من دون شعبة: إن شعبة يعني بقوله: عقبة يعني ابن حريث، فكلمة (يعني) فعل مضارع قائلها من دون شعبة، وفاعلها ضمير مستتر، أو فاعل الفعل المضارع ضمير مستتر يرجع إلى شعبة.
[عن ابن عمر].
وقد مر ذكره.


الأسئلة

مدى مشروعية الجهر بالذكر بعد الصلاة

السؤال: الأذكار الواردة بعد كل صلاة فريضة هل تكون جهرا أم سرا؟
الجواب: الأذكار الواردة التي تلي الصلاة مباشرة تكون جهراً، وأما كون الإنسان يذكر الله عز وجل ويقرأ المعوذات وآية الكرسي، فهذه تكون سرا، وأما أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، فهذه تكون جهرا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #628  
قديم 17-06-2022, 12:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(369)



- باب الحث على السحور - باب ذكر الاختلاف على عبد الملك بن أبي سليمان في خبر الحث على السحور

حث الشرع على السحور، وبيّن أن فيه بركة، فضلاً عما فيه من فائدة للصائم من حيث نشاطه وقوته في أدائه للعبادات.

الحث على السحور


شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [الحث على السحورأخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)، وقفه عبيد الله بن سعيد].
يقول النسائي رحمه الله: الحث على السحور، ومراد النسائي من هذه الترجمة هو بيان الترغيب في التسحر وكون الإنسان يأكل الطعام وقت السحر استعداداً للصيام، والسَحور والسُحور بفتح السين وضمها، قيل: إن المراد بالفتح اسم للطعام الذي يؤكل، وأما بالضم فهو اسم للأكل، أكل الطعام في السحر استعدادا للصيام، السَحور، والسُحور.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)، أي: أكل الطعام في ذلك الوقت فيه بركة، وهناك ألفاظ كثيرة هي مثل هذه اللفظة، فيها أنه في الفتح اسم للشيء المستعمل، وفي الضم اسم للفعل، من ذلك: الطَهور والطُهور، والوَضوء والوُضوء؛ الوَضوء بالفتح: اسم للماء الذي يتوضأ به، والوُضُوء هو: فعل الوضوء؛ كون الإنسان يأخذ ويغسل هذا فعل يقال له: وضوء بالضم، وبالفتح هو اسم للماء، والحديث الذي فيه: أن عثمان دعا بوضوء، يعني: دعا بماء يتوضأ به بفتح الواو، ثم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (من توضأ نحو وضُوئي هذا)، نحو وضوئي، يعني: بالضم الذي هو فعل للوضوء.
فالوَضوء والوُضوء، والطَهور والطُهور، كلها الفتح اسم للشيء المستعمل، والضم اسم للفعل، ومثل ذلك: السَعوط والوَجور، السعوط وهو ما يتسعط في الأنف، يعني: الشيء الذي يستعمل يقال له: سَعوط، وأما فعله يقال له: سُعوط بالضم، وكذلك الوجور، يعني: ما يقطر في الفم يقال له: وجور، وتقطيره بالفعل يقال له: وجور، فهي ألفاظ متعددة، هي بالفتح للشيء الذي يستعمل، وفي الضم للفعل نفسه.
وجاءت الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بالحث على السحور من جهة الأمر به، ومن جهة تعليل ذلك بأن فيه بركة، يعني: بعد أن قال: (تسحروا)، قال: (فإن في السحور بركة)، فالحث عليه من جهتين: من جهة الأمر، ومن جهة بيان أن فيه بركة.
وقد أورد النسائي عدة أحاديث تحت هذه الترجمة في الحث على السحور، أولها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).
والبركة في السحور هي من وجوه كثيرة، تكون من جهة حصول الأجر والثواب، ومن جهة التقوي على العبادة في النهار، والتقوي على الصيام، وكون الإنسان لا يصيبه الجوع، فيكون ذلك سببا في خموله وكسله، بل يستعمل الطعام في وقت السحر ليتقوى به على العبادة في النهار، وليتقوى به على الصيام، وليتقوى به على العبادات الأخرى بحيث لا يصيبه كسل وخمول يجعله لا يؤدي ما يؤديه في غير حال الصيام بسبب ما حصل له من الضعف، وبسبب ما حصل له من الكسل لكونه لم يأكل، ولهذا جاء النهي عن الوصال؛ فكون الإنسان يصوم يومين لا يفطر بينهما فيه من إضعاف النفس وعدم قدرتها على القيام مع ذلك بما هو مطلوب من الإنسان، وقد جاء الترخيص بعد أن نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الوصال قال: (فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر)، أي: يصوم يوم وليلة، لكن كونه يصوم يومين وبينهما ليلة ولا يتسحر فإن هذا نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: (فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر)، يعني: حتى يأكل الطعام في السحر، ويكون في ذلك تقوية له على العمل في النهار، وعلى الصيام، وعلى العبادات الأخرى التي تتطلب نشاطاً وقدرة، وعدم الأكل يكون سبباً في الإضعاف.

تراجم رجال إسناد حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة)

قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].هو محمد بن بشار البصري الملقب بندار، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا عبد الرحمن].
هو ابن مهدي البصري، هو ثقة، ناقد، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبو بكر بن عياش].
ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم في المقدمة، وأصحاب السنن الأربعة، وفي الغالب أن من له رواية عند مسلم في المقدمة يرمز له بالميم والقاف. وليس معنى هذا أنه ما روى له في الصحيح لأن فيه كلاماً أو ما إلى ذلك، لا، وإنما هكذا اتفق، وإلا فإن الشخص قد يكون في القمة ولكن مسلم روى له في المقدمة، ومن هؤلاء عبد الله بن الزبير المكي شيخ البخاري الذي روى عنه أول حديث في الصحيح: (إنما الأعمال بالنيات)، فإن مسلم روى له في المقدمة، ولا يعني ذلك أن من لم يرو له في الصحيح أنه فيه كلام، فكم من شخص في القمة ومع ذلك ما خرج له أصحاب الصحيح؛ لأنهم ما خرجوا كل حديث صحيح، ولم يلتزموا أن يرووا عن كل شخص ثقة، وكم من ثقة لم يخرج له في الصحيح، بل في الكتب الستة، ومن هؤلاء الإمام الكبير المشهور أبو عبيد القاسم بن سلام، ومع ذلك ما خرج له أصحاب الكتب الستة، فعدم التخريج للشخص لا يدل على أن فيه شيئاً، وإنما الأمر كما ذكرت يعني اتفقوا أنهم رووا عنه، واتفقوا أن هذا لم يرووا عنه، وليس في عدم روايتهم عن الشخص شيئاً يدل على القدح فيه؛ لأن أصاحب الصحيح لم يلتزموا تخريج كل حديث صحيح، ولا التزموا الرواية عن كل ثقة، فكم من ثقة لم يرووا عنه، وكم من حديث صحيح لم يودعه الشيخان صحيحيهما، وأوضح دليل على هذا ما أشرت إليه مراراً وتكراراً وهو أن صحيفة همام بن منبه هي بإسناد واحد، وتشتمل على مائة وأربعين حديثا، البخاري انتقى منها وأخذ وروى بعضها، ومسلم انتقى منها وروى بعضها، فاتفقوا على أشياء منها، وانفرد البخاري بأشياء، وانفرد مسلم بأشياء وترك أشياء، فلو كانوا ملتزمين لرواية كل صحيح لرووا هذه الصحيفة كلها من أولها إلى آخرها؛ لأنها بإسناد واحد، فليس هناك فرق بين ما أخذوه وما تركوه، بل الكل، ولكن لكونهم لم يلتزموا إخراج كل صحيح حصل هذا.
[عن عاصم].
هو عاصم بن أبي النجود، اسمه بهدلة، وهو صدوق له أوهام، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، ورمزوا له بعين، وقال في التقريب: حديثه في الصحيحين مقرون، يعني: معناه أنهم لم يرووا عنه استقلالاً، بل رووا عنه وعن غيره في الإسناد، ولكن الذي مشوا عليه هو أن من روي له في الأصول ولو كان مقروناً ولو كان متابعة، فإنهم يرمزون له بالأصل عين، أما إذا كان روي له بالتعليقات فلا يرمز له بالأصل، وإنما يرمز له بـ خ ت، يعني: البخاري تعليقاً، وأما إذا كان مقروناً فإنه يرمز له بالأصل، ولهذا رمز لـعاصم بن أبي النجود المقرئ بعين، أي: روى له الجماعة، وفي التقريب قال: وروايته في الصحيحين مقرونة، يعني: أنه ليس مروياً عنه على سبيل الاستقلال، بل روي عنه مقروناً مع غيره.
[عن زر].
هو زر بن حبيش، وهو ثقة، مخضرم، أخرج له أصحاب الكتب الستة. والمخضرمون هم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يلقوا النبي عليه الصلاة والسلام، يعني: أدركوا زمن النبي، ولم يلقوه، فيقال لهم: مخضرمون، وهم من كبار التابعين الذين رأوا كبار الصحابة، يعني كبار التابعين هم الذين رأوا كبار الصحابة ورووا عن كبار الصحابة.
[عن عبد الله].
هو عبد الله بن مسعود الهذلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العلماء في الصحابة، أهل الفقه والحديث رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين في أواخر خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه، وليس هو من العبادلة الأربعة المشهورين بهذا اللقب، وإن كان بعض العلماء قد عده واحداً منهم، إلا أن الصحيح خلاف ذلك، وأن العبادلة الأربعة هم من صغار الصحابة، وهم: ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وابن عمرو بن العاص، فهؤلاء هم العبادلة الأربعة وليس فيهم ابن مسعود؛ لأن ابن مسعود متقدم، وهو أكبر منهم، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين، وأولئك عاشوا بعده مدة طويلة، وأدركهم من لم يدرك ابن مسعود، وتلقى عنهم الحديث من لم يدرك زمن ابن مسعود؛ ولهذا فهو ليس من العبادلة الأربعة على المشهور، بل العبادلة الأربعة هم من صغار الصحابة الذين تأخرت وفاتهم بعد ابن مسعود مدة طويلة.
ثم قال: وقفه عبيد الله بن سعيد، ثم ساق الإسناد الذي فيه رواية عبيد الله بن سعيد، والتي وقف فيها الكلام على ابن مسعود ولم يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شرح أثر عبد الله بن مسعود: (تسحروا)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد حدثنا عبد الرحمن عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: (تسحروا)، قال عبيد الله: لا أدري كيف لفظه].أورد النسائي حديث عبد الله بن مسعود، ولكنه هنا موقوف عليه، وكان ذلك من طريق عبيد الله بن سعيد؛ لأن الإسناد بعد عبيد الله بن سعيد هو نفس الإسناد المتقدم، نفس الإسناد من عبد الرحمن بن مهدي إلى آخره، وإنما الفرق هو بشيخ النسائي؛ فشيخه في الطريق الأولى محمد بن بشار، وشيخه في الطريق الثانية هذه: عبيد الله بن سعيد، فـمحمد بن بشار رفعه في الإسناد المتقدم وأسنده إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعبيد الله بن سعيد وقفه على عبد الله بن مسعود، وكان ذلك بلفظ: (تسحروا).
ثم قال عبيد الله: [لا أدري ما لفظه] يعني: فلا أدري: هل المراد بهذه اللفظة يعني ما بعد كلمة: (تسحروا)، يعني أنه لا يدري ما لفظه، وأن الذي عرفه أو الذي جرى له (تسحروا)، أو لم يدر ما وراء ذلك كما جاء في حديث محمد بن بشار المتقدم.

تراجم رجال إسناد أثر عبد الله بن مسعود: (تسحروا)

قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد].هو عبيد الله بن سعيد اليشكري السرخسي، وهو ثقة، مأمون، سني، وقيل له: سني لأنه أظهر السنة في بلده، والسنة التي هي خلاف البدعة، وهي: الالتزام بالسنة والتقيد بها، ومجانبة البدعة، وحديثه أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، وبقية رجاله مروا في الإسناد الذي قبل هذا.

حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبد العزيز عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)].أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وبمعنى حديث عبد الله بن مسعود المتقدم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).
قوله: [أخبرنا قتيبة].
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبي عوانة].
هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، مشهور بكنيته أبو عوانة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، وهناك أبو عوانة متأخر الذي استخرج على صحيح مسلم، له المستخرج، ويقال له: المسند، ويقال له: الصحيح، صحيح أبي عوانة، ومستخرج أبي عوانة، ومسند أبي عوانة، ذاك متأخر، وأما هذا فهو متقدم؛ لأن ذاك بعد مسلم وقد استخرج على مسلم، وأما هذا فهو متقدم، وحديثه أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[و عبد العزيز].
هو ابن صهيب البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس].
هو أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وخادمه، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.


ذكر الاختلاف على عبد الملك بن أبي سليمان في هذا الحديث

حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا علي بن سعيد بن جرير نسائي حدثنا أبو الربيع حدثنا منصور بن أبي الأسود عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)].أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وهو بمثل ما تقدم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).
قوله: [أخبرنا علي بن سعيد بن جرير].
هو علي بن سعيد بن جرير النسائي، وهو صدوق، خرج له النسائي، وابن ماجه في التفسير.
[حدثنا أبو الربيع].
هو سليمان بن داود الزهراني أبو الربيع الزهراني، وهو ثقة، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
[حدثنا منصور بن أبي الأسود].
صدوق، أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي. في نسخة أبو الأشبال بدل النسائي: ابن ماجه.
[عن عبد الملك بن أبي سليمان].
صدوق له أوهام، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عطاء].
هو عطاء بن أبي رباح المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه].
هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام حديثاً عنه صلى الله عليه وسلم.

يتبع.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #629  
قديم 17-06-2022, 12:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق رابعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا يزيد أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)، رفعه ابن أبي ليلى].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).
والحديث موقوف لأن أبا هريرة قال: (تسحروا)، ثم في آخره رفعه ابن أبي ليلى.
فهو موقوف على أبي هريرة، ولكنه جاء من طريق أخرى مسنداً مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهذه الطريق عن أبي هريرة هي موقوفة عليه، والمتن موقوف عليه رضي الله تعالى عنه وأرضاه.


تراجم رجال إسناد حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق رابعة


قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان]. هو الرهاوي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا يزيد].
هو ابن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.
[رفعه ابن أبي ليلى].
ثم ساق الإسناد الذي فيه رفع ابن أبي ليلى له.

شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق خامسة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعه ابن أبي ليلى، ولا شك أن المرفوع هو الأصح، وإن كان ابن أبي ليلى فيه كلام، إلا أنه جاء عن أبي هريرة الحديث من طرق ثابتة عن أبي هريرة وعن غيره من أصحاب رسول الله كما تقدم عن أنس وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فالحديث ثابت وله متابعات، وله شواهد عن أبي هريرة وأناس خرجوه غير من ذكر، وكذلك له شواهد عن غير أبي هريرة كما تقدم عن ابن مسعود وعن أنس رضي الله تعالى عنهما.

تراجم رجال إسناد حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق خامسة

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا ابن أبي ليلى].
هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، الفقيه المشهور الذي يأتي ذكره كثيراً في مسائل الفقه، وإذا جاء ذكر ابن أبي ليلى في المسائل الفقهية فالمراد به هذا، وأبوه عبد الرحمن بن أبي ليلى محدث مشهور ثقة، لكن الذي اشتهر بالفقه، والذي يعزى إليه كثيراً في مسائل الفقه، هو هذا الذي معنا في الإسناد: محمد بن عبد الرحمن، وهو صدوق سيئ الحفظ جداً، معناه: أن حفظه سيئ جداً، لكن كما هو معلوم الحديث ما كان تعويله عليه؛ لأنه جاء من طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس من هذا الطريق وحده، ولو كان ما جاء إلا من هذه الطريق وحدها لكان في ذلك نظر، لكنه لما جاء عن أبي هريرة من طرق أخرى مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكذلك جاء عن غير أبي هريرة من الصحابة، فإن وجود محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى مع كونه سيئ الحفظ جداً لا يؤثر ذلك على صحة هذا الحديث. وهو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي، أخرج له أصحاب السنن الأربعة فقط.
[عن عطاء عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهما.


شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهي مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى].
ثقة، أخرج له الترمذي والنسائي.
[حدثنا يحيى بن آدم].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو سفيان الثوري، هو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة].
وقد مر ذكرهم.

شرح حديث: (تسحروا فإن في السحور بركة) من طريق سابعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو بكر بن خلاد حدثنا محمد بن فضيل حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة)، قال أبو عبد الرحمن: حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن، وهو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهي بلفظ ما تقدم: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة).
قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].
هو زكريا بن يحيى بن إياس، وهو ثقة، أخرج له النسائي وحده.
[حدثنا أبي بكر بن خلاد].
هو محمد بن خلاد، وهو ثقة، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
[حدثنا محمد بن فضيل].
هو محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي، وهو صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وقد ذكر أنه رمي بالتشيع، لكن ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح بأنه ضمن الأشخاص الذين انتقدوا على البخاري وأن فيهم كلاماً، وأن البخاري خرج له، وقال: إنما عيب عليه بالتشيع، ثم ذكر عن أحد العلماء بالإسناد أنه قال: رحم الله عثمان ولا رحم الله من لا يترحم على عثمان. والشيعة لا يترحمون على عثمان، بل يبغضون عثمان، وهذا يدل على سلامته مما رمي به؛ لأنه كونه يترحم على عثمان، ليس هذا شأن الرافضة؛ لأن الرافضة يبغضون الشيخين، ويبغضون عثمان، ويبغضون سائر الصحابة، ولا يستثنون إلا نفراً يسيراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه الكلمة المأثورة عنه وهي قوله: رحم الله عثمان ولا رحم الله من لا يترحم على عثمان، تدل على سلامته، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى بن سعيد].
هو الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم.
[عن أبي هريرة].
وقد مر ذكره.
ثم ذكر بعد الحديث: قال أبو عبد الرحمن: إسناد يحيى بن سعيد هذا حسن، وهو منكر، وأظن الخطأ فيه من محمد بن فضيل، ما أدري ما وجه ذلك، هو من حيث الحديث صحيح، وثابت، وهو مثل ما تقدم؛ جاء عن أبي هريرة من غيره، لكن رأيت في تحفة الأشراف في حديث قبل هذا، وهو من طريق يحيى بن سعيد، ومن طريق محمد بن فضيل، وقال: رواه يحيى بن سعيد لم يروه عنه إلا محمد بن فضيل، فكأن كونه ما رواه عنه إلا محمد بن فضيل جعله يتردد فيه، لكن محمد بن فضيل صدوق، والحديث ما جاء من هذه الطريق وحدها، بل جاء عن أبي هريرة من طرق أخرى، وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غير أبي هريرة من حديث أنس كما تقدم، ومن حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، فلعل وجه الإنكار أو توهم الخطأ من جهة أن يحيى بن سعيد الأنصاري ما روي عنه إلا من طريق محمد بن فضيل، لكن ذلك -كما عرفنا- لا يؤثر؛ لأنه لم يكن ذلك على سبيل الاستقلال.


الأسئلة

كيفية الجمع بين قول: إسناده حسن وهو منكر


السؤال: كيف يجمع بين قوله: إسناد يحيى بن سعيد حسن، وهو منكر؟
الجواب: هو إسناده حسن في الظاهر، لكن كونه ما روي عن يحيى بن سعيد إلا من طريق محمد بن فضيل فهنا فيه نكارة من حيث تفرد محمد بن فضيل، فالقضية من حيث الإسناد لا من حيث المتن، أما المتن فهو في غاية الوضوح من حيث سلامته واتفاقه مع الروايات الأخرى، لكن ليس مسلَّماً كونه منكراً؛ لأنه كما هو معلوم ما انفرد به، بل وافق غيره، فالحديث ثابت من هذه الطريق ومن غيرها.

الفرق بين السنن الصغرى والكبرى للنسائي

السؤال: هل السنن التي بين أيدينا مختصرة من السنن الكبرى؟ وهل النسائي اختار هذه السنن الصغرى من الكبرى وانتقى أحاديثها لتضم هذه الصغرى إلى الحديث الصحيح؟

الجواب: هو لم يلتزم الصحة كما التزمها الشيخان، والسنن الصغرى بالنسبة للسنن الكبرى ليس معناه أن هذه صغرى وتلك كبرى، وأن ما في الصغرى بعض ما في الكبرى؛ فإن في السنن الصغرى شيئاً ليست في السنن الكبرى، لكن الغالب أن الصغرى اشتملت عليها الكبرى، وليس معنى ذلك أن كل ما في الصغرى فهو موجود في الكبرى، بل هناك أشياء في الصغرى ليست في الكبرى، وفيه باب من الأبواب في سنن النسائي الصغرى قال: مما ليس في الكبرى، وقد ذكر هذا في مقدمة تحفة الأشراف الشيخ عبد الصمد شرف الدين، أو في مقدمة السنن الكبرى التي طبعها، ولا أدري أيهما، لكنه في إحدى المقدمتين ذكر الباب الذي في النسائي في الصغرى، وفيه: مما ليس في الكبرى، منصوص على أنه كذا وليس في الكبرى أو مما ليس في الكبرى، ومعنى هذا أن في الصغرى أحاديث ليست في الكبرى، وإن كان الغالب على ما في الصغرى أنه في الكبرى، والإنسان يجد أن الأبواب والأحاديث والأسانيد متفقة.

بيان المنتقى والمختصر مؤلف المنتقى من السنن الكبرى للنسائي

السؤال: هل المنتقى والمختصر هو للنسائي ؟
الجواب: قيل: للنسائي، وقيل: إنه لـابن السني، لكن المشهور أنه للنسائي.
ولا يقال: إن الذي اجتباه أو انتقاه يكون صحيحاً؛ لأنه ما اشترط، لكنه انتقى ما هو أولى من غيره، لكن هذا لا يعني أن كل ما انتقاه يكون صحيحاً؛ لأن في سنن النسائي ما هو ضعيف.
وأما السنن الصغرى فأكثرها مأخوذ من الكبرى، والشيء الذي ليس في الكبرى مما هو في الصغرى قليل، فلا يقال: أيها أصح؟ لأن هذا في الغالب جزء من هذا، لكن ذاك أوسع -الذي هو السنن الكبرى- وفيها ما ليس في الصغرى، وهذا يتوقف على معرفة كل إسناد.

سبب عدم تخريج النسائي لابن لهيعة في سننه

السؤال: هل صحيح أن النسائي لم يخرج لـابن لهيعة ؟ وإذا كان كذلك فلماذا؟ علماً بأن أحاديث ابن لهيعة قبل احتراق كتبه مقبولة.

الجواب: ما أذكر، لكن الذي أذكر أنه مر بنا بأسانيد يذكر أشخاصاً يقول: فلان وغيره، ويكون ذلك الغير هو ابن لهيعة، يعني: تأتي أسانيد عند النسائي يقول فيها: فلان وغيره، ثم يكون ذلك الغير المبهم هو ابن لهيعة، فلا أدري ما الوجه عند النسائي في هذا؟!

مدى صحة القول بأن النسائي كان فيه تشيعاً

السؤال: هل الصحيح أن النسائي فيه تشيع؟
الجواب: قيل ذلك أو أضيف ذلك إليه، لكن كما هو معروف هو من أئمة أهل السنة، وعمدة في الحديث، وإمام في الجرح والتعديل، ومسند، وكتابه السنن هو أحد الأصول الستة التي يعول عليها أهل السنة والجماعة، وما أضيف إليه من التشيع لا أدري عن ثبوته؛ لأنه ليس كل تشيع يؤثر لو ثبت.

إمكانية تضعيف المخضرم بمعرفة حاله

السؤال: هل يمكن أن يكون المخضرم ضعيفاً؟
الجواب: من حيث الإمكان يمكن، لكن هذا يتوقف على معرفة المخضرمين، هل فيهم من هو ضعيف؟ الإمكان ممكن؛ لأن الضعيف يكون في التابعين، ويكون في غير التابعين؛ لأن الناس الله تعالى فرق بينهم وفاوت بينهم، فالضعف ممكن، والمخضرمون محصورون وقليلون جداً، لكن هل فيهم من هو كذلك، يعني: بالتحديد والتعيين؟ لا أدري، وأما الإمكان ممكن؛ لأن كل شخص غير الصحابة فإنه يمكن النظر في حاله، ويكون إما ضعيف وإما ثقة، وأما الصحابة فلا يبحث عنهم، ولا يسأل عنهم، والمخضرمون هم عدد قليل أدركوا كبار الصحابة، منهم: زر بن حبيش هذا، ومنهم: أبو وائل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #630  
قديم 17-06-2022, 12:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,033
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصيام

(370)



- (باب تأخير السحور) إلى (باب ذكر الاختلاف على الأعمش في خبر تأخير السحور)

من السنة القولية والفعلية تعجيل الفطر وتأخير السحور؛ لأن لتأخير السحور فوائد عظيمة منها: التقوي على طاعة الله في عبادة الصيام، فيتسحر الصائم قبل الصلاة بمقدار قراءة القارئ خمسين آية من القرآن؛ كما هو هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام.
تأخير السحور وذكر الاختلاف على زر فيه

شرح حديث حذيفة: (أي ساعة تسحرت مع رسول الله؟ قال هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [تأخير السحور، وذكر الاختلاف على زر فيه.أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب أخبرنا وكيع حدثنا سفيان عن عاصم عن زر قال: (قلنا لـحذيفة رضي الله عنه: أي ساعة تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)].
يقول النسائي رحمه الله: تأخير السحور، هذه الترجمة كما هو واضح المراد منها: بيان استحباب تأخير السحور، وقد مر بيان الحث على السحور، وهنا أتى بما يتعلق بتأخيره، حتى يكون قريباً من الصيام فتحصل فائدته، وهي حصول التقوي على العبادة، بخلاف إذا قدم كثيراً، فإنه لا يحصل المطلوب كما ينبغي مثلما إذا أخره، ولهذا جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأخير السحو، وتعجيل الفطر.
وقد أورد النسائي عدة أحاديث، منها حديث حذيفة رضي الله عنه، وقد سئل: (أي ساعة تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)، وهذا اللفظ فيه إشكال، فمن العلماء من فسره كما في حاشية السندي النهار الشرعي، وهو: الذي يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، هذا هو النهار الشرعي، وقوله: (إلا أن الشمس لم تطلع)، تأوله بأن المقصود من ذلك هو طلوع الفجر، لكن ذكر الشمس واضح فيه، لكن يبقى الإشكال في معناه، وذلك أن الصيام كما جاء في القرآن، وكما جاء في الأحاديث أن بدايته تكون عند طلوع الفجر كما جاء في القرآن، وكذلك أيضا جاء في السنة أنها تكون عند أذان المؤذن للنداء الثاني؛ للحديث (إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)، وكذلك الحديث الذي فيه: (إذا أذن المؤذن والإناء على يد أحدكم فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه)، معناه: أن الأكل والشرب ينتهي عند طلوع الفجر الثاني، وعند النداء الثاني، وذلك أن النداء نداءان، فالنداء الأول يمنع صلاة الفجر، ويحل الأكل والشرب لمن يريد أن يصوم، والنداء الثاني يبيح صلاة الفجر، ويمنع الأكل والشرب لمن يريد أن يصوم، فالأحاديث جاءت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن بداية الصيام عند طلوع الفجر، أو الأذان الثاني الذي هو إعلام، والذي يكون عند طلوع الفجر.
وأما قوله: [(إلا أن الشمس لم تطلع)]، فإنه لا يستقيم من جهة أن السحور إنما تعقبه الصلاة، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه أنه يصليها بغلس، وكان يعجل الصلاة بعد دخول وقتها، وهذا الحديث معناه: أن الصلاة تكون بعد ذلك، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يؤخر الصلاة؛ لأن الشمس لم تطلع، معناه: أنهم أكلوا إلى هذه الغاية، وأن الصلاة بعد ذلك.
فالإشكال واضح، وهو لا يستقيم؛ ولعله إما أن يكون معلول من جهة أن عاصم بن أبي النجود، لأنه صدوق له أوهام، وهو حجة في القراءة، أو من جهة أنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومخالف لما جاء في القرآن، فلا يصح العمل بما جاء فيه من جهة أن الإنسان يأكل ويشرب إلى هذه الغاية، بل الأكل والشرب إنما يكون إلى طلوع الفجر، أو لصلاة الفجر، أي: الأذان الثاني، فإنه يجب الإمساك، ولا يجوز الأكل والشرب بعد ذلك.
ثم النسائي رحمه الله ذكر بعد ذلك أحاديث أو آثار موقوفة على حذيفة، وفيها أنه كان رضي الله عنه يتسحر ثم يقوم إلى الصلاة، وبين توقفه عن الأكل والشرب ودخوله في الصلاة وقتاً يسيراً، وجاء أيضاً ذلك مبينا في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، أنه (كان السحور والصلاة مقدار قراءة خمسين آية)، فهذا كله يبين لنا عدم صحة ما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه، وعلى تأويل السندي في الحاشية يكون لا إشكال فيه، لكن ذكر الشمس فيه، وأنه يراد بها الفجر، هذا بعيد، فالأظهر أنه على ظاهره، ولكنه معلول من جهة مخالفته لما جاء في القرآن، ولما جاء في السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جهة أن عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام، والذي نقل من طريق زر عن حذيفة: أن حذيفة رضي الله عنه تسحر وقام إلى الصلاة، وكان بين قيامه إلى الصلاة وبين سحوره وقتاً يسيراً.

تراجم رجال إسناد حديث حذيفة: (أي ساعة تسحرت مع رسول الله؟ قال: هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع)


قوله: [أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب].ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[أخبرنا وكيع].
هو وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي، وهو ثقة، مصنف، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان].
هو سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل قد وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وإذا جاء وكيع يروي عن سفيان فالمراد به سفيان الثوري وليس سفيان بن عيينة.
[عن عاصم].
هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود، وهو صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وروايته في الصحيحين مقرونة، وقد ذكرت فيما مضى: أن الذين صنفوا في رجال الكتب الستة يعتبرون من روي له مقروناً أن روايته في الأصول، ولهذا يرمزون له برمز الأصل، ولهذا رمز لـعاصم بحرف عين، مع أن البخاري، ومسلم إنما رووا عنه مقروناً، ولم يرووا عنه استقلالاً.
[عن زر].
هو ابن حبيش، وهو ثقة مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[قلنا لـحذيفة بن اليمان].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صحابي ابن صحابي، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى الصلاة ... صلينا ركعتين وأقيمت الصلاة وليس بينهما إلا هنيهة)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عدي قال: سمعت زر بن حبيش أنه قال: (تسحرت مع حذيفة رضي الله عنه ثم خرجنا إلى الصلاة فلما أتينا المسجد صلينا ركعتين، وأقيمت الصلاة، وليس بينهما إلا هنيهة)].أورد النسائي الحديث عن حذيفة ولكنه موقوف، وزر يقول: إنه تسحر مع حذيفة ثم قام إلى الصلاة، وكان بين انتهائه من السحور ودخوله في الصلاة هنيهة، يعني: زمناً يسيراً، وهذا يبين لنا أن حذيفة رضي الله عنه إنما كان يتسحر على هذا الوجه الذي يخالف ما جاء في الحديث المتقدم من أنه في النهار إلا أن الشمس لم تطلع، وأن تسحره إنما كان قبل طلوع الفجر، وأنه بعدما انقضى من السحور قام إلى الصلاة، وكان بين قيامه إلى الصلاة وبين سحوره هنيهة، أي: زمناً يسيراً.


تراجم رجال إسناد حديث: (تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى الصلاة ... صلينا ركعتين وأقيمت الصلاة وليس بينهما إلا هنيهة)


قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[عن محمد].
هو ابن جعفر الملقب غندر، وقد ذكرت مراراً وتكراراً أنه إذا جاء محمد بن بشار أو محمد بن المثنى يرويان عن محمد غير منسوب، أو محمد يروي عن شعبة وهو غير منسوب، فالمراد به غندر محمد بن جعفر البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عدي].
هو عدي بن ثابت، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[سمعت زر عن حذيفة].
وقد مر ذكرهما.

حديث: (تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى المسجد فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبو يعفور حدثنا إبراهيم عن صلة بن زفر أنه قال: (تسحرت مع حذيفة رضي الله عنه، ثم خرجنا إلى المسجد فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا)].أورد النسائي حديث حذيفة موقوفاً عليه من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله.
قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].
هو الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا محمد بن فضيل].
هو محمد بن فضيل بن غزوان، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبو يعفور].
هو عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا إبراهيم].
هو إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن صلة بن زفر].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن حذيفة].
وقد مر ذكره.


قدر ما بين السحور وصلاة الصبح

شرح حديث زيد بن ثابت: (تسحرنا مع رسول الله ثم قمنا إلى الصلاة قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [قدر ما بين السحور وبين صلاة الصبح.أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا وكيع حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان بينهما؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: قدر ما بين السحور والصلاة، أي: المدة التي تكون بين السحور والصلاة؛ لأن السحور يكون عند وجود الأذان للصلاة، والمراد الأذان الثاني، فالمسافة التي تكون بين الأذان والإقامة، وهي التي تكون بين الامتناع عن الأكل والشرب لمن يريد أن يصوم، وذلك عند حصول الأذان الثاني، هذا هو المقصود من هذه الترجمة، أي: المدة الزمنية التي تكون بين الأذان والإقامة، أو التي تكون بين الامتناع عن الأكل والشرب الذي يحصل عند الأذان، وبين الإقامة، وأورد حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: مقدار ما يقرأ خمسين آية).
يعني: مقدار قراءة خمسين آية بين الأذان والإقامة، وهذا تقدير للوقت بالفعل الذي هو قراءة القرآن، فهذا هو المقدار الذي يكون بين الامتناع عن الأكل والشرب، وهو بدء النهار الشرعي وبدء الصيام، وبين الإقامة، مقدار خمسين آية، فكانوا يحددون ويقدرون الأوقات وبمقدار ما يقرأ من القرآن؛ لأن القرآن هو شغلهم الشاغل، وهو الذي يفعلونه دائما وأبدا، ولهذا يقدرون به الزمن، ولهذا قال حذيفة: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.
الحاصل: أن الامتناع عن الأكل والشرب إنما يكون عند دخول الوقت الذي يدل عليه الأذان، وأن هناك مدة بين الامتناع عن الأكل والشرب وبين الصلاة، وهي هذا المقدار الذي جاء بيانه في هذا الحديث، وهو مقدار ما يقرأ القارئ خمسين آية من كتاب الله عز وجل.


تراجم رجال إسناد حديث زيد بن ثابت: (تسحرنا مع رسول الله ثم قمنا إلى الصلاة قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية)


قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا وكيع].
وقد مر ذكره.
[حدثنا هشام].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس].
هو أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وخادمه، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[عن زيد بن ثابت].
رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.


ذكر اختلاف هشام وسعيد على قتادة فيه

شرح حديث زيد بن ثابت: (تسحرنا مع رسول الله ثم قمنا إلى الصلاة ... قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية) من طريق ثانية


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر اختلاف هشام، وسعيد على قتادة فيه.أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما أنه قال: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: زعم أن أنساً القائل: ما كان بين ذلك؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية)].
أورد النسائي حديث زيد بن ثابت، وهو مثل الذي قبله، وفيه قوله: قلت: زعم أن أنساً القائل: ما مقدار ذلك؟ يعني ما بين الأذان والإقامة، أو بين السحور والصلاة، أن السائل هو أنس بن مالك، يعني: سأل زيداً رضي الله عنه، لكن جاء في الرواية الثانية أن المسئول هو أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال: قلنا لـأنس: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية، والقائل ذلك هو قتادة الذي روى عن أنس، قلنا: أي: قتادة ومن معه الذين كان يحدثهم بهذا الحديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

تراجم رجال إسناد حديث زيد بن ثابت: (تسحرنا مع رسول الله ثم قمنا إلى الصلاة ... قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].هو إسماعيل بن مسعود أبو مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا خالد].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا هشام].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وقد مر ذكره.
[حدثنا قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت].
وقد مر ذكرهم.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 262.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 256.73 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (2.22%)]