|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#621
|
||||
|
||||
![]() تراجم رجال إسناد حديث: (جاء رجل إلى رسول الله فقال: رأيت الهلال... فنادى النبي أن صوموا) قوله: [أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة].ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة، ولم يخرج له مسلم، وهو مروزي. [أخبرنا الفضل بن موسى المروزي]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن سفيان]. هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة ثبت، حجة إمام فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن سماك]. هو سماك بن حرب، وهو صدوق، وفي روايته عن عكرمة اضطراب، وهذا الحديث الذي معنا من روايته عن عكرمة؛ ولهذا أعله بعض أهل العلم بهذه العلة التي هي: الاضطراب، لا سيما وأنه قد جاء عن عكرمة من طرق متعددة بعضها مرسلة، وبعضها موصولة، وقد أخرج حديث سماك البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن عكرمة]. هو مولى ابن عباس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عباس]. وقد مر ذكره. المراد من قول النسائي قبول شهادة الرجل الواحد مداخلة: قول النسائي في الترجمة: باب قبول شهادة الرجل الواحد، هل هو نص على الرجل فقط دون المرأة ؟ وهل الرجل له مفهوم أو أنه لا مفهوم له؟ الشيخ: لا أدري مراد النسائي والتنصيص على الرجل؛ لأن الذي جاء في الحديث هو رجل؛ ولأن الأحكام غالباً تناط بالرجال، فتكون النساء تبعاً لهم في ذلك، وقد جاء هذا في نصوص كثيرة فيأتي ذكر رجل ولا مفهوم له، ومن ذلك الحديث الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تتقدموا رمضان بيومٍ أو يومين، إلا رجلٌ كان يصوم صوماً، فليصمه)، فكذلك المرأة إذا كانت تصوم صوماً فإنها تصوم؛ فذكر الرجل لأن غالب الخطاب للرجال، والنساء تبعاً لهم، فلا أدري النسائي، هل يريد بذلك أن له مفهوم حيث ينص على الرجل، أو لأن الحديث جاء فيه ذكر رجل فعبر بالرجل؟! حديث: (أبصرت الهلال الليلة... أذن في الناس فليصوموا غداً) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا موسى بن عبد الرحمن حدثنا حسين عن زائدة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (جاء أعرابيٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أبصرت الهلال الليلة. قال: أتشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله؟ قال: نعم. قال: يا بلال، أذن في الناس، فليصوموا غداً)].أورد النسائي حديث ابن عباس من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، إلا أن فيه التنصيص على الذي تولى الإعلان للناس، هو بلال. قوله [موسى بن عبد الرحمن]. هو موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والمسروقي نسبة إلى جده أو جد من أجداده اسمه: مسروق، وهو ثقة، أخرج له الترمذي، والنسائي، وابن ماجه. [حدثنا حسين]. هو حسين بن علي الجعفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن زائدة]. هو زائدة بن قدامة البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس]. وقد مر ذكرهم. طريق ثالثة لحديث: (أبصرت الهلال الليلة ... أذن في الناس فليصوموا غداً) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان عن أبي داود عن سفيان عن سماك عن عكرمة: مرسل].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى وهي مرسلة، ليس فيها ذكر ابن عباس، وإنما عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أضاف ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهي مرسلة. والمرسل هو الذي يقول فيه التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو يضيف شيئاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهذا يقال له: مرسل، وهذا هو المشهور باصطلاح المحدثين في تعريف المرسل، ويطلق المرسل أيضاً على ما هو أعم من ذلك، وهي: رواية الراوي عمن لم يلقه أو لم يدرك عصره، فإنه يقال له: مرسل، وكثيراً ما يأتي في ذكر تراجم المتأخرين وليسوا من التابعين يقال: يرسل ويدلس، يعني: يروي عمن لم يدرك عصره، فيرسل الرواية إليه، فيقول: عن فلان أو قال فلان، وهو لم يدرك عصره، وهو من قبيل المرسل، فإذا أدرك عصره ولم يلقه، فهو مرسل خفي، وإن كان لم يدرك عصره وروى عنه، فهو مرسل جلي. تراجم رجال إسناد حديث: (أبصرت الهلال الليلة... أذن في الناس فليصوموا غداً) قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].ثقة حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده. [عن أبي داود]. هو عمر بن سعد الحفري، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن. [عن سفيان]. هو الثوري، وقد مر ذكره. [عن سماك عن عكرمة]. وليس فيه ذكر ابن عباس لأنه مرسل، وقد مر ذكرهم. طريق رابعة لحديث: (أبصرت الهلال الليلة... أذن في الناس فليصوموا غداً) وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم مصيصي أنبأنا حبان بن موسى المروزي حدثنا عبد الله عن سفيان عن سماك عن عكرمة: مرسل].أورد النسائي الحديث عن سماك من طريق أخرى وهو: مرسل، ليس فيه ذكر ابن عباس كالذي قبله. قوله: [أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم]. ثقة، أخرج له النسائي وحده. [أنبأنا حبان بن موسى المروزي]. ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، لم يخرج له أبو داود، ولا ابن ماجه. [حدثنا عبد الله]. هو ابن المبارك، وهو ثقة جواد، مجاهد عابد، قال عنه الحافظ بعد ذكر جملة من خصاله الحميدة: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن سفيان عن سماك عن عكرمة]. وقد مر ذكرهم. شرح حديث: (... فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا) قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني إبراهيم بن يعقوب حدثنا سعيد بن شبيب أبو عثمان، وكان شيخاً صالحاً بطرسوس حدثنا ابن أبي زائدة عن حسين بن الحارث الجدلي عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: (أنه خطب الناس في اليوم الذي يشك فيه، فقال: ألا إني جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وساءلتهم، وأنهم حدثوني: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها، فإن غم عليكم، فأكملوا ثلاثين، فإن شهد شاهدان، فصوموا وأفطروا)].أورد النسائي حديث عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الذي يقول فيه: أنه خطب الناس، وكان أميراً على مكة، فقال: إنني جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها، فإن غم عليكم، فأكملوا ثلاثين، فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا). قوله: [(فإن شهد شاهدان فصوموا، وأفطروا)]، هذا هو الذي استدل به من قال: إن الصيام يكون بشهادة الشاهدين، والإفطار يكون بشهادة شاهدين، وكذلك أيضاً الحديث فيه ذكر النسك، وهو: ذبح الذبائح، والمراد به الأضاحي، أي: دخول شهر الحجة، وأنه يعول على الرؤية في الصيام والإفطار والحج، حيث يعول على دخول شهر ذي الحجة، فينسك الناس، ويحج الناس بناءً على الرؤية، والله عز وجل لما وقت المواقيت للناس بما يتعلق بالصلاة، وبما يتعلق بالصيام، جعلها في أمور طبيعية يشاهدها الناس ويعاينونها، فالصيام والإفطار مبني على رؤية الهلال في السماء، وليس مبنياً على حساب، أو على ظن وتخمين، وإنما هو مبني على الرؤية، أو إكمال العدة؛ لأن الشهر العربي لا يزيد عن ثلاثين يوماً، ولا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً. وكذلك أوقات الصلوات، فهي مبنية على أمور طبيعية مشاهدة ومعاينة، إذا طلع الفجر دخل وقت الفجر، وإذا طلعت الشمس انتهى وقت الفجر، وإذا حصل الزوال دخل وقت الظهر، وإذا صار ظل الشيء مثله دخل وقت العصر، وإذا صار مثليه انتهى وقت العصر، وإذا غربت الشمس دخل وقت المغرب، وإذا غاب الشفق دخل وقت العشاء، فهي أمور مبنية على أمور مشاهدة يعرفها الخاص والعام، يعرفه أهل المدن، وأهل القرى، وليس مبنيةً على أمور دقيقة، وأمور خفية لا يعرفها إلا بعض الناس الذين يتعبون على تعلمها ومعرفتها، بل جعلها الله أموراً طبيعية يشاهدها الناس ويعرفونها، لا فرق بين متعلم، وغير متعلم وبين فطن، وغير فطن فالحديث فيه ذكر الصيام والإفطار والنسك، أي: ذبح الأضاحي، وكذلك الحج، فالناس يحجون بناءً على دخول شهر ذي الحجة، وبناءً على رؤية هلال ذي الحجة، ويذبحون الأضاحي، وينسكون النسائك بناءً على ذلك. قوله: [(فإن غم عليكم، فأكملوا ثلاثين)]؛ لأنهم يصومون، ويفطرون للرؤية، لكن قد يكون في السماء ليلة الثلاثين غيم، أو أمر يمنع رؤية الهلال، فإن الشريعة جاءت بأن تكمل العدة؛ لأنه الصيام والإفطار مبني على الرؤية، فإذا لم تتيسر الرؤية، ولم يمكن حصول الوصول إلى الرؤية بسبب مانع في السماء، من وجود غيم أو قتر، فإن العدة تكمل ثلاثين يوماً ثم يفطرون، فإذاً: عندما يثبت دخول الشهر، فإنه يعول على الرؤية بعد إتمام تسعة وعشرين، أي: ليلة الثلاثين. قوله: [(فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا)]، وهذا فيه: الدلالة على أن الصيام والإفطار إنما يكون بشهادة شاهدين. تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا) قوله: [أخبرني إبراهيم بن يعقوب].هو الجوزجاني، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي. [حدثنا سعيد بن شبيب أبو عثمان، وكان شيخاً صالحاً بطرسوس]. صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي [حدثنا ابن أبي زائدة]. هو زكريا بن أبي زائدة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن حسين بن الحارث الجدلي]. صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب]. وقد ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون صحابياً إن ثبت أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، واستشهد باليمامة، وكان أميراً على مكة، وقال: إنه جالس أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، لقيهم وحدثوه، وكان مما حدثوه به أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، فإن شهد شاهدان فصوموا، وأفطروا)، ولم يذكر الصحابة الذين حدثوه بهذا الحديث، وذلك لا يؤثر؛ لأن الجهل بالصحابة لا يؤثر؛ لأنهم كلهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم، فهم لا يحتاجون مع ذلك إلى تعديل المعدلين، وتوثيق الموثقين بعد أن أثنى عليهم الله عز وجل، وأثنى عليهم رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فجهالة الصحابي لا تؤثر، أما غير الصحابي، فجهالته تؤثر، ولا بد من معرفة الراوي إذا كان غير صحابي، وأما إذا كان صحابياً، فإن المجهول في حكم المعلوم، يكفي أن يقال عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما دام أنه أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حيث الصحبة، فقد ذكر الخطيب في كتابه الكفاية: أنه ما من راو إلا وهو يحتاج إلى معرفة حاله إلا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فإنه لا يحتاج فيهم ما يحتاج في غيرهم؛ لأنهم عدول، فالمجهول منهم في حكم المعلوم. وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، أخرج له النسائي وحده.
__________________
|
#622
|
||||
|
||||
![]() شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصيام (366) - (باب إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيم) إلى (باب ذكر الاختلاف على منصور في خبر إكمال شعبان ثلاثين) إذا منع من رؤية هلال رمضان مانع من غيم أو قتر وجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً، ومثله عند عدم رؤية هلال شوال. إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيمٌ، وذكر اختلاف الناقلين عن أبي هريرة شرح حديث: (... فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [إكمال شعبان ثلاثين إذا كان غيم، وذكر اختلاف الناقلين عن أبي هريرة.أخبرنا مؤمل بن هشام عن إسماعيل عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين)]. قال النسائي رحمه الله: إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا كان هناك غيم، ومراد النسائي من هذه الترجمة هو: أنه إذا ثبت دخول شعبان في ليلة من الليالي فإنه إذا جاء ليلة الثلاثين، فإن كان هناك غيم في تلك الليلة، أو هناك قتر، أو أي مانع يمنع من رؤية الهلال، فإن الناس يكملون ثلاثين يوماً، ولا يصومون إلا لرؤية الهلال، والترجمة معقودة لما إذا كان هناك غيم، أو حائل يمنع من رؤية الهلال في السماء، فإن الواجب أو المتعين هو إكمال شهر شعبان ثلاثين، ثم بعد ذلك يصوم الناس بعد إتمام الثلاثين؛ لأن الشهر العربي لا يزيد عن ثلاثين يوماً، ولا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً، أي: لا يكون واحداً وثلاثين، ولا يكون ثمانية وعشرين، بل هو إما هذا وإما هذا، كما جاء ذلك مبيناً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الأحاديث التي ستأتي. وقد أورد النسائي عدة أحاديث تتعلق بهذا الموضوع، وتبين أنه عند حصول الغيم، أو ما يمنع من رؤية الهلال، فإنه يكمل الشهر سواءً كان ذلك لشهر شعبان أو رمضان؛ لأنه إذا ثبت دخول رمضان في ليلة من الليالي، ثم جاءت ليلة الثلاثين وفيه غيم ولم ير الهلال فإنه يكمل الشهر، سواءً كان شهر رمضان أو شهر شعبان. قوله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) أي: الهلال، يعني: يبتدئون صيام رمضان لرؤيته بناءً على رؤيته، ويفطرون؛ أي: ينتهون من صيام الفرض برؤيته، وعلى هذا فإن الحكم مناط بالرؤية، أو بإكمال العدة ثلاثين يوماً، فقوله عليه الصلاة والسلام: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) إناطة الصوم والإفطار برؤية الهلال، وقد تقدم: أن الله عز وجل جعل المواقيت للعبادات، كالصلاة والصيام، في أمور طبيعية يشترك فيها الناس جميعاً، يعرفها الخاص والعام، ولا تحتاج إلى حذق حاذق، ولا إلى فطنة فطن، بل أي إنسان يستطيع أن يعرف ذلك، فالصيام بني على رؤية الهلال، والهلال يراه الناس، ويرى في الحضر، ويرى في البادية، ويراه الحاذق، وغير الحاذق، كل ذلك الناس فيه سواء، أما اتخاذ ذلك بالحساب أو البناء على الحساب فإن ذلك لا يسوغ ولا يجوز؛ لأن الأحكام الشرعية أنيطت بأمور ظاهرة جلية، ومثال ذلك: مواقيت الصلاة مبنية على شيء يشترك فيه الناس، إذا طلع الفجر دخل وقت الفجر، إذا طلعت الشمس انتهى وقت الفجر، إذا زالت الشمس إلى جهة الغرب بدأ وقت الظهر، وإذا كان ظل الشيء مثله بدأ وقت العصر، إذا كان ظل الشيء مثليه انتهى وقت العصر، إذا غربت الشمس دخل وقت المغرب، إذا غاب الشفق دخل وقت العشاء وهكذا، أمور يشترك فيها الخاص والعام، فقوله: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم الشهر فأكملوا العدة ثلاثين) يعني: لا يصم الناس وهم لم يروا الهلال إذا كان هناك غيم؛ لاحتمال أن يكون الهلال موجوداً، ولكن حال دونه حائل، فلا يصوموا، وإنما على الناس أن يكملوا العدة؛ بأن يكملوا الثلاثين. تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين...) قوله: [أخبرنا مؤمل بن هشام].ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي. [عن إسماعيل]. هو ابن إبراهيم بن مقسم المشهور بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن شعبة]. هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن محمد بن زياد]. هو محمد بن زياد الجمحي المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي هريرة]. هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، بل هو أكثر السبعة حديثاً على الإطلاق، والسبعة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين، وقد جمعهم السيوطي في ألفيته بقوله: والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر وأنس والبحر كـالخدري وجابر وزوجة النبي و البحر هو ابن عباس. شرح حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين...) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا أبي حدثنا ورقاء عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين)، أي: كما جاء في الروايات السابقة: (أكملوا العدة ثلاثين)، يعني: يوفون المقدار بأن يجعلوا العدد وافياً كاملاً، ولا يصومون بناءً على احتمال أن الهلال موجود، ولكن ستره ساتر من غيم أو نحوه، بل إنما هو مبني على الرؤية أو إكمال العدة. قوله: (فإن غم عليكم، فاقدروا له ثلاثين)، أي: أوفوا، وأكملوا المقدار الذي هو تمام العدة، وذلك بالنهاية التي يبلغها الشهر وهي ثلاثون يوماً. تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين ...) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].هو محمد بن عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه. [حدثنا أبي]. هو عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ويقال له: المقري؛ لأنه أقرأ القرآن سبعين سنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا ورقاء]. هو ورقاء بن عمر اليشكري، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة]. قد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا. ذكر الاختلاف على الزهري في هذا الحديث حديث: (... فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على الزهري في هذا الحديث. أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري حدثنا سليمان بن داود حدثنا إبراهيم عن محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً)]. أورد النسائي هذه الترجمة وهي ذكر الاختلاف على الزهري في إسناد هذا الحديث، وقد أورده النسائي من عدة طرق، وهذه الطريق هي مثل الطرق السابقة: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً). قوله: [أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري]. هو الذهلي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة. [حدثنا سليمان بن داود]. هو أبو داود الطيالسي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [حدثنا إبراهيم]. هو إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن محمد بن مسلم]. هو الزهري، وهنا ذكره باسمه واسم أبيه، وهذا خلاف المعتاد، كثيراً عندما يطلق ويقال: الزهري، أو ابن شهاب، يعني: يأتي ذكره باسمه، ولكنه ليس مثل ذكره بجده شهاب أو جده زهرة بن كلاب؛ ومحمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري ثقة، فقيه، من صغار التابعين، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن سعيد بن المسيب]. هو سعيد بن المسيب المدني، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي هريرة]. قد مر ذكره. شرح حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق رابعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له)].أورد النسائي حديث ابن عمر: [إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له]، وهنا [فاقدروا له]، جاءت غير مفسرة، لكن فسرتها الروايات الأخرى حيث قال: (فاقدروا له ثلاثين)، كما في الرواية السابقة من حديث أبي هريرة أي: يكملون المقدار، ويكملون العدة، ويصومون ثلاثين يوماً، أو يحسبون ثلاثين يوماً، وكلمة: [صوموا ثلاثين يوماً]، التي مرت هي في رمضان؛ لأن قوله: [صوموا ثلاثين يوماً]، معناه: يكملون صيام رمضان ثلاثين يوماً، [واقدروا له]، أي: أكملوا العدة ثلاثين كما جاء في الرواية السابقة: (فاقدروا له ثلاثين يوماً). تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق رابعة قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].هو الربيع بن سليمان المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة. [عن ابن وهب]. هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. ويفرق بينه وبين الربيع بن سليمان الجيزي بالتنصيص، وكلاهما يروي عن ابن وهب، وكلاهما ثقة، فلا يضر إن لم نعرف من منهما راوي الحديث. [أخبرني يونس]. هو يونس بن يزيد الأيلي ثم المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن شهاب]. قد مر ذكره. [حدثني سالم بن عبد الله]. هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [أن عبد الله بن عمر]. هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام المشهورين بهذا اللقب، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. شرح حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق خامسة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر رمضان، فقال: لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)].قوله: [لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له] هذا فيه ذكر شعبان ورمضان، أي: في آخر شعبان أو في آخر رمضان، [فاقدروا له]، أي: أكملوا العدة كما جاء ذلك مبيناً في بعض الروايات الأخرى (اقدروا ثلاثين)، وفي بعض الروايات: (صوموا ثلاثين)، وهي: تتعلق بصيام شهر رمضان. يتبع
__________________
|
#623
|
||||
|
||||
![]() تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق خامسة قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].هو محمد بن سلمة المرادي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وهناك محمد بن سلمة الباهلي، وهو متقدم على هذا، يروي عنه النسائي بواسطة، فإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي مباشرة فهو المرادي، وإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه النسائي بواسطة فهو الباهلي. [و الحارث بن مسكين]. هو الحارث بن مسكين المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي. [قراءة عليه، وأنا أسمع، واللفظ له]. أي: إن اللفظ لشيخه الثاني وهو: الحارث بن مسكين، وليس لشيخه الأول وهو: محمد بن سلمة المرادي، وهذا هو الغالب على استعمال النسائي عندما يذكر الحارث بن مسكين وغيره، حيث يجعل الحارث بن مسكين هو الثاني، ويجعل اللفظ له، أي: اللفظ الذي يسوقه هو لفظ شيخه الثاني، يعني فيما إذا كان الحارث بن مسكين هو أحد الشيخين. [عن ابن القاسم]. هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي. [عن مالك]. هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن نافع]. هو مولى ابن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عمر]. قد مر ذكره. حديث: (... فإن غم عليكم فاقدروا له) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على عبيد الله بن عمر في هذا الحديث.أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله حدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له)]. أورد النسائي هذا الحديث من طرق عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، وأورد هذه الطريق؛ وهي مثل ما تقدم: [لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له]. أي: أكملوا العدة ثلاثين، كما جاء ذلك مبيناً في الروايات الأخرى. قوله: [أخبرنا عمرو بن علي]. هو الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا يحيى]. هو ابن سعيد القطان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا عبيد الله]. هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العمري المصغر تمييزاً له عن أخيه عبد الله بن عمر المكبر؛ لأن عبيد الله ثقة، وعبد الله المكبر ضعيف، وحديث عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر أخرجه أصحاب الكتب الستة. [حدثني نافع عن ابن عمر]. قد مر ذكرهما. شرح حديث أبي هريرة: (إذا رأيتموه فصوموا ... فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين) من طريق سابعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو بكر بن علي صاحب حمص حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الهلال فقال: إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين)].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق عبيد الله الذي فيه الاختلاف على عبيد الله؛ لأنه ذكر عن ابن عمر، وهنا ذكر عن أبي هريرة، وكما عرفنا سابقاً أن مثل هذا الاختلاف لا يؤثر، وإنما فيه الإشارة إلى اختلاف الطرق، وليس تضعيفاً للحديث، ولا تقليلاً من شأنه، وإنما فيه أن الطرق اختلفت عنه وتنوعت، فأورد الحديث من طريقه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهو دال على ما دل عليه ما قبله. تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة: (إذا رأيتموه فصوموا... فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين) من طريق سابعة قوله: [أخبرنا أبو بكر بن علي صاحب حمص].هو أحمد بن علي بن سعيد، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة]. هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان المشهور بـابن أبي شيبة، والمكنى بـأبي شيبة هو: جده إبراهيم، فهو مشهور بالنسبة إلى جده مكنى ابن أبي شيبة؛ لأن أبا شيبة هو: إبراهيم بن عثمان وأبو بكر بن أبي شيبة هو ثقة حافظ أكثر عنه الإمام مسلم، بل لم يرو عن أحد في صحيحه مثل ما روى عن أبي بكر بن أبي شيبة، إذ روى عنه ما يزيد على ألف وخمسمائة حديث، ومسلم يذكره مكنى في الغالب، فيقول: أبو بكر بن أبي شيبة، وأما البخاري فإنه يذكره باسمه في الغالب فيقول: عبد الله بن أبي شيبة، والنسائي يذكره بكنيته فيقول: أبو بكر بن أبي شيبة، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي. [حدثنا محمد بن بشر]. هو العبدي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا عبيد الله]. هو عبيد الله بن عمر الذي مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا، والذي كان اختلاف الطرق عنه. [عن أبي الزناد]. هو عبد الله بن ذكوان، المدني، لقبه: أبو الزناد على صيغة الكنية وليست كنية؛ كنيته أبو عبد الرحمن، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن الأعرج]. هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، لقبه الأعرج، مشهور بهذا اللقب، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي هريرة]. قد مر ذكره. حديث: (... فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) من طريق ثامنة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على عمرو بن دينار في حديث ابن عباس فيه. أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء وهو ثقة بصري أخو أبي العالية أخبرنا حبان بن هلال حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)]. أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله عنه في هذا، والاختلاف على عمرو بن دينار في ذلك، وهو مثل ما تقدم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين). قوله: [أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء]. هو أخو أبو العالية، وهو ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي. وكلمة (هو ثقة) هذه تكون من كلام النسائي، ليست من جنس ما تقدم الذي يكون فيه أن الشخص يزيد في توضيحه، فإن هذا ليس من هذا القبيل، بل هذا هو من كلام النسائي أو إذا جاء مثله عن التلميذ، فهو من التلميذ نفسه؛ ليبين منزلته، فليس من قبيل الزيادات، وهذا يأتي كثيراً في كلام العلماء، عندما يأتي بالرواية يقول: وهو ثقة، وكان ثقة، ويأتي كثيراً عند الخطيب في كتاب تاريخ بغداد عندما يقول: حدثنا فلان، وكان ثقة، فمثل هذا لا يقال: إنه من دون التلميذ. [أخبرنا حبان بن هلال]. هو بفتح الحاء، بخلاف حبان بن موسى الذي مر، فهو بكسر الحاء، وحَبان وحِبان من قبيل المؤتلف والمختلف، يتفق في الرسم ويختلف في النطق وفي الشكل، فالحروف واحدة، ولكن الشكل مختلف، وحبان بن هلال ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [حدثنا حماد بن سلمة]. هو حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن عمرو بن دينار]. هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ابن عباس]. هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عنه صلى الله عليه وسلم. شرح حديث: (... فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) من طريق تاسعة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن حنين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (عجبت ممن يتقدم الشهر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)].هنا أورد النسائي حديث ابن عباس في إكمال الشهر ثلاثين يوماً، وقوله: [عجبت ممن يتقدم الشهر] يعني: بأن يصوم في يوم الشك، أو يصوم في يوم الثلاثين، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: [(صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)]، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى إكمال العدة، وأنه لا يتقدم الشهر بالصيام، بل تكمل العدة ثلاثين يوماً. تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) من طريق تاسعة قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].هو المقرئ، وقد مر ذكره. [حدثنا سفيان]. هو ابن عيينة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عمرو بن دينار]. هو عمرو بن دينار المكي، وقد مر ذكره، والثلاثة مكيون: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وسفيان بن عيينة، وعمرو بن دينار. [عن محمد بن حنين]. هو محمد بن حنين المكي، وهو مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده، وهو مكي أيضاً فالأربعة مكيون. [عن ابن عباس]. ابن عباس كما هو معلوم كان في مكة ثم ذهب إلى الطائف، فهو مكي ثم طائفي، ومات في الطائف، وقد مر ذكره. ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعي فيه شرح حديث: (لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال قبله أو تكملوا العدة...) من طريق عاشرة قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على منصور في حديث ربعي فيه. أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال قبله أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة قبله)]. قوله: [لا تقدموا الشهر] أي: بالصيام؛ بأن تصوموا يوم الثلاثين مثلاً، [حتى تروا الهلال قبله]، أي: قبل الصيام؛ لأن الناس يرون الهلال الليلة فيصبحوا صائمين؛ لأن الليلة سابقة لليوم، والشهر يدخل بغروب الشمس، فإذا رؤي الهلال فإن الليلة التي يرى فيها الهلال هي تابعة لليوم الذي بعده، وليس كما اعتاده كثير من الناس في هذا الزمان؛ يجعلون الليلة تابعة لليوم الذي قبلها، بل الشهر يدخل في الليلة، ثم يصوم الناس بعد ذلك، وتكون أول ليلة يصلي فيها الناس التراويح؛ لأنها من رمضان، ثم يصبحوا صائمين. وإذا رؤي هلال شوال انتهى رمضان، ودخلت أول ليلة من شوال، فيصبحوا الناس على يوم العيد، ولذلك قال: [حتى تروا الهلال قبله] يعني: قبل أن تصوموا، فلا تصوموا في يوم الثلاثين احتياطاً أو تقدماً للشهر، بل [لا تصوموا حتى تروا الهلال قبله]، أي: قبل الصيام، وإذا صام الناس يستمرون في الصيام حتى يكملوا ثلاثين، أو يروا الهلال قبله، أي: في الخروج من شهر رمضان. تراجم رجال إسناد حديث: (لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال قبله أو تكملوا العدة...) من طريق عاشرة قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [أخبرنا جرير]. هو جرير بن عبد الحميد الضبي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن منصور بن المعتمر]. ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن ربعي]. هو ربعي بن حراش، وهو ثقة، مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن حذيفة بن اليمان]. صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحابي ابن صحابي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. حديث: (ألا تقدموا الشهر حتى تكملوا العدة ...) من طريق حادية عشرة وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن منصور عن ربعي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقدموا الشهر حتى تكملوا العدة أو تروا الهلال ثم صوموا، ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثلاثين)، أرسله الحجاج بن أرطأة]. قوله: [أخبرنا محمد بن بشار]. هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، كل واحد منهم روى عنه مباشرة بدون واسطة. [حدثنا عبد الرحمن]. هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا سفيان]. هو سفيان الثوري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن منصور عن ربعي]. قد مر ذكرهما. [عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم]. قد علمنا أن الجهالة في الصحابة لا تؤثر؛ لأنهم كلهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم. [أرسله الحجاج بن أرطأة]. ساق الإسناد بعد أن قال: أرسله الحجاج بن أرطأة، ساق الإسناد الذي فيه الحجاج بن أرطأة. شرح حديث: (... فإن غم عليكم فأتموا شعبان ثلاثين ...) من طريق ثانية عشرة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن حاتم حدثنا حبان حدثنا عبد الله عن الحجاج بن أرطأة عن منصور عن ربعي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأتموا شعبان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك، ثم صوموا رمضان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك)].أورد النسائي هذه الطريق المرسلة التي أرسلها ربعي بن حراش، وجاءت من طريق الحجاج بن أرطأة، وربعي بن حراش هو تابعي، مخضرم، فإذا أضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من قبيل المرسل؛ لأن التابعي إذا أضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فإنه من قبيل المرسل، وفيه التفصيل كما في الذي قبله. تراجم رجال إسناد حديث: (... فإن غم عليكم فأتموا شعبان ثلاثين ...) من طريق ثانية عشرة قوله: [أخبرنا محمد بن حاتم].هو محمد بن حاتم بن نعيم، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا حبان]. هو حبان بن موسى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [حدثنا عبد الله]. هو ابن المبارك، وهو ثقة، عابد، جواد، مجاهد، جمعت فيه خصال الخير كما قال: ابن حجر في التقريب، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن الحجاج بن أرطأة]. صدوق كثير الخطأ والتدليس، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. [عن منصور عن ربعي]. قد مر ذكرهما.
__________________
|
#624
|
||||
|
||||
![]() شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) - كتاب الصيام (367) - (باب كم الشهر) إلى (باب ذكر الاختلاف على إسماعيل في خبر كم الشهر) الشهر الهجري يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين، فإذا لم ير الهلال ليلة الثلاثين لعدم ولادة الهلال أو لوجود غيم أكمل الشهر. كم الشهر، وذكر الاختلاف على الزهري في الخبر عن عائشة شرح حديث: (... الشهر تسع وعشرون) قال المصنف رحمه الله تعالى: [كم الشهر، وذكر الاختلاف على الزهري في الخبر عن عائشة. أخبرنا نصر بن علي الجهضمي عن عبد الأعلى حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت: (أقسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ألا يدخل على نسائه شهراً، فلبث تسعاً وعشرين، فقلت: أليس قد كنت آليت شهراً، فعددت الأيام تسعاً وعشرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الشهر تسع وعشرون)]. يقول النسائي رحمه الله: كم الشهر، أي: مقدار أيامه، وأيام الشهر القمري المبني على الهلال أنه لا يخلو من واحد من أمرين: إما تسع وعشرون، وإما ثلاثون، فهو لا يزيد على ثلاثين، ولا ينقص عن تسعة وعشرين، فهو إما هذا وإما هذا، إما تسعة وعشرون، وإما ثلاثون، هذا هو الشهر، لا يزيد عن ذلك، ولا ينقص عن ذلك، وقد سبق أن مر في بعض الأحاديث: أن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)، أي: أنه إن رؤي الهلال ليلة الثلاثين، يعني الليلة التي بعد التسعة والعشرين، فإن الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون دخل الشهر الذي يليه، وإن لم ير الهلال بعد ليلة التاسع والعشرين، أي: ليلة الثلاثين، فإنه يكون تمام الشهر، وسواء كان هناك غيم أو ليس هناك غيم، ما دام أنه لم ير الهلال فإن الشهر تكمل عدته ثلاثين، فالشهر إما هذا، وإما هذا، هذا هو مقدار الشهر. وقد أورد النسائي أحاديث عديدة فيها بيان أن الشهر يكون تسعة وعشرين، وأن الشهر يكون ثلاثين، وليس هناك شيء وراء ذلك، لا قبل التسعة والعشرين، ولا بعد الثلاثين. وقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها: أن النبي عليه الصلاة والسلام أقسم ألا يدخل على نسائه شهراً، فمكث في مكان خاص، ولما مضى تسع وعشرون بدأ بـعائشة ودخل عليها، فقالت: إنك آليت ألا تدخل شهراً، وإنني عددت الأيام، وأنها تسعة وعشرون، فقال عليه الصلاة والسلام: (الشهر تسعة وعشرون)، معنى هذا: أن الشهر تسعة وعشرون أو ثلاثون، لكنه إذا رؤي الهلال بعد ليلة التاسع والعشرين، فإن الشهر يكون تسعاً وعشرين ليلة، وإن لم ير فإنه يكون ثلاثين، فبين عليه الصلاة والسلام، أن الشهر يكون تسعاً وعشرين، كما أنه أيضاً يكون ثلاثين، وهذا فيه بيان الحد الأدنى للشهر، والحد الأعلى هو ثلاثون، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهر تسعة وعشرون)، أي: الحد الأدنى، وثلاثون هو الحد الأعلى. تراجم رجال إسناد حديث: (... الشهر تسع وعشرون) قوله: [أخبرنا نصر بن علي الجهضمي].هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الأعلى]. هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا معمر]. هو معمر بن راشد الأزدي البصري ثم اليماني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن الزهري]. هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، هو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عروة]. هو عروة بن الزبير بن العوام، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن عائشة]. هي أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله تعالى براءتها من فوق سبع سموات، وأنزل فيها قرآناً يتلى، وورد في فضلها الأحاديث الكثيرة الدالة على نبلها، وعلى شرفها وفضلها رضي الله عنها وأرضاها، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، ستة رجال وامرأة واحدة، والمرأة هي عائشة رضي الله عنها وأرضاها. شرح حديث: (... الشهر تسع وعشرون ليلة) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب: أن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور حدثه، (ح)، وأخبرنا عمرو بن منصور حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: (لم أزل حريصا أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللتين قال الله لهما: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا )[التحريم:4]، وساق الحديث، وقال فيه: فاعتزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة رضي الله عنهما، تسعاً وعشرين ليلة، قالت عائشة: وكان قد قال: ما أنا بداخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن حين حدثه الله عز وجل حديثهن، فلما مضت تسع وعشرون ليلة، دخل على عائشة فبدأ بها، فقالت له عائشة: إنك قد كنت آليت يا رسول الله ألا تدخل علينا شهراً، وإنا أصبحنا من تسع وعشرين ليلة نعدها عدداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الشهر تسع وعشرون ليلة)].أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، الذي فيه: أنه كان حريصاً على سؤال عمر عن المرأتين اللتين قال الله عز وجل فيهما: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا )[التحريم:4]، وأنه ساق الحديث، وهو حديث طويل، والمقصود منه إيراد ما يتعلق بالترجمة، وهو أن الشهر يكون تسعاً وعشرين ليلة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم، اعتزل نساءه شهراً، ومكث تسعاً وعشرين ليلة، ولما مضت تلك الليالي التسعة والعشرون بدأ بـعائشة رضي الله عنها، فقالت: إنك حلفت على كذا، فقال عليه الصلاة والسلام: (الشهر تسع وعشرون)، فهو دال على ما دل عليه الذي قبله، وهو يتعلق بموضوع واحد هو في قصة الإيلاء، والقسم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق نسائه، وأنه مكث تسعاً وعشرين، وقال: (الشهر تسع وعشرون)، وهو كما أشرت من قبل هو الحد الأدنى، وأما الحد الأعلى فهو ثلاثون. تراجم رجال إسناد حديث: (... الشهر تسع وعشرون ليلة) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعد].هو عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي. [حدثنا عمي]. هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، هو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا أبي]. هو إبراهيم بن سعد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن صالح]. هو صالح بن كيسان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن ابن شهاب]. وقد مر ذكره. [عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور]. ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن عبد الله بن عباس]. حول الإسناد [أخبرنا عمرو بن منصور]. هو عمرو بن منصور النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا الحكم بن نافع]. هو أبو اليمان، مشهور بكنيته، وقد أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [أخبرنا شعيب]. هو شعيب بن أبي حمزة الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور]. وقد مر ذكرهما. [عن ابن عباس]. هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام. ذكر خبر ابن عباس فيه شرح حديث: (أتاني جبريل عليه السلام فقال: الشهر تسع وعشرون يوماً) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر خبر ابن عباس فيه. أخبرنا عمرو بن يزيد هو: أبو بريد الجرمي بصري عن بهز قال: حدثنا شعبة عن سلمة عن أبي الحكم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: (أتاني جبريل عليه السلام، فقال: الشهر تسع وعشرون يوماً)]. أورد النسائي حديث ابن عباس، وهو يتعلق بالشهر، وأنه يكون تسعة وعشرين، وفيه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (الشهر تسع وعشرون)، وهو الحد الأدنى للشهر، والحد الأعلى ثلاثون. يتبع
__________________
|
#625
|
||||
|
||||
![]() تراجم رجال إسناد حديث: (أتاني جبريل عليه السلام فقال: الشهر تسع وعشرون يوماً) من طريق ثالثة قوله: [أخبرنا عمرو بن يزيد هو: أبو بريد].هو أبو بريد الجرمي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده، وكلمة: [هو أبو بريد الجرمي] هذه ممن دون النسائي؛ لأن النسائي لا يحتاج إلى أن يقولها؛ لأنه شيخه، ولكن من دونه هو الذي يحتاج إلى أن يضيف هذه الإضافة، ويأتي بكلمة هو قبلها، وكنيته أبو بريد، من قبيل المؤتلف والمختلف مع اسم أبيه؛ لأن يزيد وبريد يعني رسمهما واحد، ولكن الفرق بينهما إنما هو بالنقط، والشكل، فهو: عمرو بن يزيد أبو بريد. [عن بهز]. هو بهز بن أسد، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا شعبة]. هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [عن سلمة]. هو سلمة بن كهيل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبي الحكم]. هو عمران بن الحارث، هو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي. [عن ابن عباس]. وقد مر ذكره. حديث: (الشهر تسع وعشرون يوماً) من طريق رابعة وتراجم رجال إسنادها قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار عن محمد وذكر كلمة معناها حدثنا شعبة عن سلمة سمعت أبا الحكم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر تسع وعشرون يوماً)].ثم أورد النسائي حديث ابن عباس من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله. قوله: [أخبرنا محمد بن بشار]. هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة جميعاً، رووا عنه مباشرة، وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري، مات قبل البخاري بأربع سنوات، إذ أن البخاري توفي سنة ست وخمسين ومائتين، وشيخه محمد بن بشار توفي سنة ثنتين وخمسين ومائتين. [عن محمد]. وهو غير منسوب، والمراد به محمد بن جعفر الملقب غندر، وإذا جاء محمد بن بشار أو محمد بن المثنى يروي عن محمد غير منسوب، ومحمد يروي عن شعبة، فالمراد به غندر الذي هو محمد بن جعفر، ويأتي ذكره كثيراً غير منسوب ولكنه معلوم. وذكر كلمة معناها حدثنا شعبة، لعل هذه الكلمة يراد بها الصيغة، يعني أنه غير متحقق من الصيغة فرواها بالمعنى وهي: (حدثنا)، لعل مقصوده من هذه الكلمة التي ذكر معناها: أنها صيغة الأداء التي هي حدثنا شعبة. [عن سلمة سمعت أبا الحكم عن ابن عباس]. وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا. ذكر الاختلاف على إسماعيل في خبر سعد بن مالك شرح حديث: (... الشهر هكذا وهكذا وهكذا ...) قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على إسماعيل في خبر سعد بن مالك فيه.أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنه ضرب بيده على الأخرى وقال: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ونقص في الثالثة إصبعا)]. أورد النسائي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه، وهو أيضاً يتعلق ببيان الشهر، وأنه يكون تسعاً وعشرين، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، ضرب بيده على الأخرى وقال: (الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا)، وقبض إصبعه في الثالثة، يعني: تسعة وعشرين، يعني: مرة عشر مرات، ثم مرة عشر مرات، ثم تسعاً قبض أحد أصابعه فصارت تسعاً وعشرين، فبين ذلك بالقول، وبالفعل، بين ذلك بالقول، والإشارة عليه الصلاة والسلام أنه يكون تسعاً وعشرين، بين ذلك بالقول حيث قال: تسعاً وعشرين، وبين ذلك بالإشارة حيث أشار مرتين بأصابع اليدين تماما، والمرة الثالثة قبض الإبهام. تراجم رجال إسناد حديث: (... الشهر هكذا وهكذا وهكذا ...) قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه. [حدثنا محمد بن بشر]. هو محمد بن بشر العبدي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن إسماعيل بن أبي خالد]. ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن محمد بن سعد بن أبي وقاص]. ثقة، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود في المراسيل، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. يعني أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود، فإنه لم يخرج له في السنن، بل أخرج له في كتابه المراسيل. [عن أبيه]. هو سعد بن أبي وقاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم، بالجنة في حديث واحد، سردهم سرداً فقال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)، ولهذا قيل لهم: العشرة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر غيرهم بالجنة، كـعكاشة بن محصن، وثابت بن قيس بن شماس، وبلال، وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لقب العشرة ليس له مفهوم من أن النبي صلى الله عليه وسلم ما بشر أحداً غيرهم، ولكن جاء لقب العشرة بسبب أنهم سردوا في حديث واحد، وبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في ذلك الحديث. وحديث سعد بن أبي وقاص أخرجه أصحاب الكتب الستة. شرح حديث: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا) من طريق ثانية قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد بن نصر أنبأنا عبد الله عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا)، يعني: تسعة وعشرين، رواه يحيى بن سعيد وغيره عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم].ذكر النسائي إسنادين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أحدهما مسند، وهو الإسناد الأول، والثاني مرسل، أي: من محمد بن سعد يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس فيه ذكر أبيه، فهو مرسل؛ لأن التابعي إذا رفع شيئاً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو من قبيل المرسل، والحديث هو مثل ما تقدم، في بيان أن الشهر يكون تسعة وعشرين، وذلك بالقول، والإشارة، كالحديث الذي قبله. تراجم رجال إسناد حديث: (الشهر هكذا وهكذا وهكذا) من طريق ثانية قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي. [أنبأنا عبد الله]. هو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وعبد الله غير منسوب مهمل، والمراد به ابن المبارك؛ لأن سويد بن نصر هو راويته، فإذا جاء سويد بن نصر يروي عن عبد الله، وعبد الله غير منسوب فالمراد به ابن المبارك؛ لأن سويد راوية عبد الله بن المبارك، فهو يهمله أو يهمل نسبته في كثير من الأحيان، وهما مروزيان. [عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه]. وقد مر ذكرهم. رواه يحيى بن سعيد وغيره، وهو القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أباه، فهو مرسل، أي: من قبيل المرسل، لكن الإرسال هنا لا يؤثر؛ لأنه قد ذكرت الواسطة؛ ولأن الحديث جاء من طرق عديدة كلها فيها إثبات أن الشهر يكون تسعة وعشرين، فلا يضر الإرسال هنا؛ لأنه جاء موصولاً، ومسنداً، وجاء عن غير سعد بن أبي وقاص بيان أن الشهر يكون تسعة وعشرين. شرح حديث: (الشهر هكذا وهكذا ...) من طريق ثالثة قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل عن محمد بن سعد بن أبي وقاص أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا، وصفق محمد بن عبيد بيديه ينعتها ثلاثاً، ثم قبض في الثالثة الإبهام في اليسرى)، قال يحيى بن سعيد: قلت: لـإسماعيل: عن أبيه؟ قال: لا].أورد النسائي حديث محمد بن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، في بيان الشهر، وأنه تسعاً وعشرين، وأن النبي عليه الصلاة والسلام بين ذلك بالقول، وبالفعل، وهو مثل ما تقدم، وهو من قبيل المرسل، وفيه ما ذكرت من قبل: أن الإرسال في مثل هذا لا يؤثر؛ لأن الحديث جاء من طرق موصولاً، وفيه بيان أن الشهر يكون تسعة وعشرين. تراجم رجال إسناد حديث: (الشهر هكذا، وهكذا،...) من طريق ثالثة قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا محمد بن عبيد]. هو محمد بن عبيد الطنافسي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا إسماعيل عن محمد]. وقد مر ذكرهما. [قال يحيى بن سعيد]. وقد مر ذكره. [قلت: لـإسماعيل عن أبيه؟ قال: لا]. قلت: لـإسماعيل، أي هل محمد بن سعد قال: عن أبيه سعد ؟ قال: لا، أي أنه مرسل، يعني كما جاء في الإسناد محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: هو مرسل ليس بموصول، وليس بمتصل، بل فيه انقطاع، ولكن ذلك لا يؤثر كما أسلفت.
__________________
|
#626
|
||||
|
||||
![]() |