مسابقة قسم السيرة *_* نجوم حول الرسول *_* - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السياسة النبوية في اكتشاف القدرات وتنمية المهارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          توبة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هوس الشهرة عند الشباب والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الخشية من الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          العولمة وتشويه الغيب في وعي المسلم المعاصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          وقفات مع الذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تقنية الذكاء بين الهدم والبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مفهوم الرذيلة عند الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المراهقون بين هدي النبوة وتحديات العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          النظام في هدي خير الأنام صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 06-12-2007, 02:24 PM
الصورة الرمزية dodyhmn
dodyhmn dodyhmn غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الاسكندريه
الجنس :
المشاركات: 279
الدولة : Egypt
افتراضي سيرته

أقلقت الأنباء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، عندما جاءته تترىبالهجمات الغادرة التي تشنها قوات الفرس على المسلمين.. وبمعركة الجسر التي ذهبضحيتها في يوم واحد أربعة آلاف شهيد.. وبنقض أهل العراق عهودهم، والمواثيق التيكانت عليهم.. فقرر أن يذهب بنفسه لبقود جيوش المسلمين، في معركة فاصلة ضدالفرس.

وركب في نفر من أصحابه مستخلفا على المدينة علي ابن أبي طالب كرّمالله وجهه..

ولكنه لم يكد يمضي عن المدينة حتى رأى بعض أصحابه أن يعود،وينتدب لهذه الهمة واحدا غيره من أصحابه..
وتبنّى هذا الرأي عبد الرحمن بن عوف،معلنا أن المخاطرة بحياة أمير المؤمنين على هذا النحو والاسلام يعيش أيامه الفاصلة،عمل غير سديد..

وأمر عمر أن يجتمع المسلمون للشورى ونودي:_الصلاةجامعة_ واستدعي علي ابن أبي طالب، فانتقل مع بعض أهل المدينة الى حيث كان أميرالمؤمنين وأصحابه.. وانتهى الرأي الى ما نادى به عبد الرحمن بن عوف، وقرر المجتمعونأن يعود عمر الى المدينة، وأن يختار للقاء الفرس قائدا آخر منالمسلمين..

ونزل أمير المؤمنين على هذا الرأي، وعاد يسأل أصحابه:

فمنترون أن نبعث الى العراق..؟؟

وصمتوا قليلا يفكرون..

ثم صاح عبدالرحمن بن عوف: وجدته..!!

قال عمر: فمن هو..؟

قال عبد الرحمن: "الأسدفي براثنه.. سعد بن مالك الزهري.."

وأيّد المسلمون هذا الاختيار،وأرسل أمير المؤمنين الى سعد بن مالك الزهري "سعد بن أبي وقاص" وولاه امارة العراق،وقيادة الجيش..
فمن هو الأسد في براثنه..؟
من هذا الذي كان اذا قدمعلى الرسول وهو بين أصحابه حياه وداعبه قائلا:

"هذا خالي.. فليرني امرؤخاله"..!!

انه سعد بن أبي وقاص.. جده أهيب بن مناف، عم السيدة آمنةأم رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لقد عانق الاسلام وهو ابن سبع عشرة سنة،وكان اسلامه مبكرا، وانه ليتحدث عن نفسه فيقول:
" .. ولقد أتى عليّ يوم،واني لثلث الاسلام"..!!
يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا الىالاسلام..
ففي الأيام الأولى التي بدأ الرسول يتحدث فيها عن اللهالأحد، وعن الدين الجديد الذي يزف الرسول بشراه، وقبل أن يتخذ النبي صلى الله عليهوسلم من دار الأرقم ملاذا له ولأصحابه الذين بدءوا يؤمنون به.. كان سعد ابن أبيوقاص قد بسط يمينه الى رسول الله مبايعا..
وانّ كتب التاريخ والسّير لتحدثنابأنه كان أحد الذين أسلموا باسلام أبي بكر وعلى يديه..
ولعله يومئذ أعلناسلامه مع الذين أعلنوه باقناع أبي بكر ايّاهم، وهم عثمان ابن عفان، والزبير ابنالعوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله.
ومع هذا لا يمنع سبقهبالاسلام سرا..
وان لسعد بن أبي وقاص لأمجاد كثيرة يستطيع أن يباهي بهاويفخر..
بيد أنه لم يتغنّ من مزاياه تلك، الا بشيئينعظيمين..
أولهما: أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأول من رميأيضا..
وثانيهما: أنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يومأحد:
" ارم سعد فداك أبي وأمي"..

أجل كان دائما يتغنى بهاتينالنعمتين الجزيلتين، ويلهج يشكر الله عليهما فيقول:
" والله اني لأوّل رجلمن العرب رمى بسهم في سبيل الله".

ويقول علي ابن أبي طالب:
" ما سمعترسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه الا سعدا، فاني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد.. فداك أبي وأمي"..

كان سعد يعدّ من أشجع فرسان العرب والمسلمين،وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه..
اذا رمى في الحرب عدوّا أصابه.. واذادعا الله دعاء أجابه..!!
وكان، وأصحابه معه، يردّون ذلك الى دعاء الرسولله.. فذات يوم وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم منه ما سرّه وقرّ عينه، دعا لههذه الدعوة المأثورة..
"اللهم سدد رميته.. وأجبدعوته".

وهكذا عرف بين اخوانه وأصحابه بأن دعوته كالسيف القاطع،وعرف هو ذلك نفسه وأمره، فلم يكن يدعو على أحد الا مفوّضا الى اللهأمره.
من ذلك ما يرويه عامر بن سعد فيقول:
" رأى سعد رجلايسب عليا، وطلحة والزبير فنهاه، فلم ينته، فقال له: اذن أدعو عليك، فقال ارجل: أراكتتهددني كأنك نبي..!!
فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: اللهم ان كنت تعلم أن هذا الرجل قد سبّ أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطكسبّه ايّاهم، فاجعله آية وعبرة..
فلم يمض غير وقت قصير، حتى خرجت من احدىالدور ناقة نادّة لا يردّها شيء حتى دخلت في زحام الناس، كأنها تبحث عن شيء، ثماقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها.. وما زالت تتخبطه حتى مات"..
ان هذهالظاهرة، تنبىء أوّل ما تنبىء عن شفافية روحه، وصدق يقينه، وعمقاخلاصه.

وكذلكم كان سعد، روحه حر.. ويقينه صلب.. واخلاصه عميق.. وكان دائب الاستعانة على دعم تقواه باللقمة الحلال، فهو يرفض في اصرار عظيم كل درهمفيه اثارة من شبهة..
ولقد عاش سعد حتى صار من أغنياء المسلمين وأثريائهم،ويوم مات خلف وراءه ثروة غير قليلة.. ومع هذا فاذا كانت وفرة المال وحلاله قلمايجتمعان، فقد اجتمعا بين يدي سعد.. اذ آتاه الله الكثير، الحلال،الطيب..
وقدرته على جمع المال من الحلال الخالص، يضاهيها، قدرته في انفاقهفي سبيل الله..
في حجة الوداع، كان هناك مع رسول الله صلى الله عليهوسلم، وأصابه المرض، وذهب الرسول يعوده، فساله سعد قائلا:

"يا رسول الله،اني ذو مال ولا يرثني الا ابنة، أفأتصدّق بثلثي مالي..؟
قال النبي: لا.
قلت: فبنصفه؟
قال النبي: لا.
قلت: فبثلثه..؟
قالالنبي: نعم، والثلث كثير.. انك ان تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففونالناس، وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا أجرت بها، حتى اللقمة تضعها في فمامرأتك"..
ولم يظل سعد أبا لبنت واحدة.. فقد رزق بعد هذا أبناءآخرين..
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 06-12-2007, 02:27 PM
الصورة الرمزية dodyhmn
dodyhmn dodyhmn غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الاسكندريه
الجنس :
المشاركات: 279
الدولة : Egypt
افتراضي

وكان سعد كثير البكاء من خشيةالله.
وكان اذا استمع للرسول يعظهم، ويخطبهم، فاضت عيناه من الدمع حتى تكاددموعه تملؤ حجره..
وكان رجلا أوتي نعمة التوفيقوالقبول..
ذات يوم والنبي جالس مع أصحابه، رنا بصره الى الأفق فياصغاء من يتلقى همسا وسرا.. ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم:
" يطلع عليناالآن رجل من أهل الجنة"..
وأخذ الأصحاب يتلفتون صوب كل اتجاه يستشرفون هذاالسعيد الموفق المحظوظ..
وبعد حين قريب، طلع عليهم سعد بن أبيوقاص.
ولقد لاذ به فيما بعد عبد الله بن عمرو بن العاص سائلا اياه في الحاحأن يدله على ما يتقرّب الى الله من عمل وعبادة، جعله أهل لهذه المثوبة، وهذهالبشرى.. فقال له سعد:
"لا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد..
غير أنيلا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا".
هذا هو الأسد في براثنه،كما وصفه عبد الرحمن بن عوف..
وهذا هو الرجل الذي اختاره عمر ليوم القادسيةالعظيم..
كانت كل مزاياه تتألق أما بصيرة أمير المؤمنين وهو يختاره لأصعبمهمة تواجه الاسلام والمسلمين..
انه مستجاب الدعوة.. اذا سأل الله النصرأعطاه اياه..
زانه عفّ الطعمة.. عف اللسان.. عف الضمير..
وانه واحدمن أهل الجنة.. كما تنبأ له الرسول..
وانه الفارس يوم بدر. والفارس يومأحد.. والفارس في كل مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وأخرى، لاينساها عمر ولا يغفل عن أهميتها وقيمتها وقدرها بين لخصائص التي يجب أن تتوفر لكلمن يتصدى لعظائم الأمور، تلك هي صلابة الايمان..
ان عمر لا ينسى نبأسعد مع أمه يوم أسلم واتبع الرسول..
يومئذ أخفقت جميع محاولات رده وصده عنسبيل الله.. فلجأت أمه الى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمهالى وثنية أهله وذويه..
لقد أعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب،حتى يعود سعد الى دين آبائه وقومه، ومضت في تصميم مستميت تواصل اضرابها عن الطعاموالسراب حتى أوشكت على الهلاك..
كل ذلك وسعد لا يبالي، ولا يبيع ايمانهودينه بشيء، حتى ولو يكون هذا الشيء حياةأمه..
وحين كانت تشرف على الموت،أخذه بعض أهله اليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرةالموت..
وذهب سعد ورأى مشهد يذيب الصخر..
بيد أن ايمانهبالله ورسوله كان قد تفوّق على كل صخر، وعلى كل لاذ، فاقترب بوجهه من وجه أمه، وصاحبها لتسمعه:
" تعلمين والله يا أمّه.. لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفساما تركت ديني هذا لشيء..
فكلي ان شئت أو لا تأكلي"..!!
وعدلت أمه عنعزمهتا.. ونزل الوحي يحيي موقف سعد، ويؤيده فيقول:
) وان جاهداك على أن تشركبي ما ليس لك به علم فلا تطعهما(..
أليس هو الأسد في براثنهحقا..؟؟
اذن فليغرس أمير المؤمنين لواء القادسية في يمينه. وليرم بهالفرس المجتمعين في أكثر من مائةألف من المقاتلين المدربين. المدججين بأخطر ما كانتتعرفه الأرض يومئذ من عتاد وسلاح.. تقودهم أذكى عقول الحرب يومئذ، وأدهىدهاتها..
أجل الى هؤلاء في فيالقهم الرهيبة..خرج سعد في ثلاثين ألف مقاتل لاغير.. في أيديهم رماح.. ولكن في قلوبهم ارادة الدين الجديد بكل ما تمثله من ايمانوعنفوان، وشوق نادر وباهر الى الموت و الى الشهادة..!!
والتقىالجمعان.
ولكن لا.. لم يلتق الجمعان بعد..
وأن سعدا هناك ينتظر نصائحأمير المؤمنين عمر وتوجيهاته.. وها هو ذا كتاب عمر اليه يأمره فيه بالمبادرة الىالقادسية، فانها باب فارس ويلقي على قلبه كلمات نور وهدى:
" يا سعد بنوهيب..
لا يغرّنّك من الله، أن قيل: خال رسول الله وصاحبه، فان الله ليسبينه وبين أحد نسب الا بطاعته.. والناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سوء.. اللهربهم، وهم عباده.. يتفاضلون بالعافية، ويدركون ما عند الله بالطاعة. فانظر الأمرالذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث الى أن فارقنا عليه، فالزمه، فانهالأمر."
ثم يقول له:
" اكتب اليّ بجميع أحوالكم.. وكيفتنزلون..؟
وأين يكون عدوّكم منكم..
واجعلني بكتبك اليّ كأني أنظراليكم"..!!
ويكتب سعد الى أمير المؤمنين فيصف له كل شيء حتى انهليكاد يحدد له موقف كل جندي ومكانه.
وينزل سعد القادسية، ويتجمّع الفرس جيشاوشعبا، كما لم يتجمعوا من قبل، ويتولى قيادة الفرس أشهر وأخطر قوّادهم "رستم"..
ويكتب سعد الى عمر، فيكتب اليه أمير المؤمنين:

" لايكربنّك ما تسمع منهم، ولا ما يأتونك به، واستعن بالله، وتوكل عليه، وابعث اليهرجالا من أهل لنظر والرأي والجلد، يدعونه الى الله.. واكتب اليّ في كليوم.."
ويعود سعد فيكتب لأمير المؤمنين قائلا:

"ان رستم قد عسكر بساباط وجرّ الخيول والفيلة وزحف علينا".
ويجيبه عمر مطمئنامشيرا..
ان سعد الفارس الذكي المقدام، خال رسول الله، والسابق الى الاسلام،بطل المعارك والغزوات، والذي لا ينبو له سيف، ولا يزيغ منه رمح.. يقف على رأس جيشهفي احدى معارك التاريخ الكبرى، ويقف وكأنه جندي عادي.. لا غرور القوة، ولا صلفالزعامة، يحملانه على الركون المفرط لثقته بنفسه.. بل هو يلجأ الى أمير المؤمنين فيالمدينة وبينهما أبعاد وأبعاد، فيرسل له كل يوم كتابا، ويتبادل معه والمعركة الكبرىعلى وشك النشوب، المشورة والرأي...
ذلك أن سعدا يعلم أن عمر فيالمدينة لا يفتي وحده، ولا يقرر وحجه.. بل يستشير الذين حوله من المسلمين ومن خيارأصحاب رسول الله.. وسعد لا يريد برغم كل ظروف الحرب، أن يحرم نفسه، ولا أن يحرمجيشه، من بركة الشورى وجدواها، لا سيّما حين يكون بين أقطابها عمر الملهمالعظيم..
**
وينفذ سعد وصية عمر، فيرسل الىرستم قائد الفرس نفرا من صحابه يدعونه الى الله والى الاسلام..
ويطول الحواربينهم وبين قائد الفرس، وأخيرا ينهون الحديث معه اذ يقول قائلهم:
" ان اللهاختارنا ليخرج بنا من يشاء من خلقه من الوثنية الى التوحيد... ومن ضيق الدنيا الىسعتها، ومن جور الحكام الى عدل الاسلام..
فمن قبل ذلك منا، قبلنا منه،ورجعنا عنه، ومن قاتلنا قاتلناه حتى نفضي الى وعد الله.."
ويسأل رستم: وماوعد الله الذي وعدكم اياه..؟؟
فيجيبه الصحابي:
" الجنة لشهدائنا،والظفر لأحيائنا".
ويعود لبوفد الى قائد المسلمين سعد، ليخبروه أنهاالحرب..
وتمتلىء عينا سعد بالدموع..
لقد كان يود لو تأخرتالمعركة قليلا، أو تقدمت قليلا.. فيومئذ كان مرضه قد اشتد عليه وثقلت وطأته.. وملأتالدمامل جسده حتى ما كان يستطيع أن يجلس، فضلا أن يعلو صهوة جواده ويخوض عليه معركةبالغة الضراوة والقسوة..!!
فلو أن المعركة جاءت قبل أن يمرض ويسقم، أولوأنهااستأخرت حتى يبل ويشفى، اذن لأبلى فيها بلاءه العظيم.. أما الآن.. ولكن، لا، فرسولالله صلى الله عليه وسلم علمهم ألا يقول أحدهم: لو. لأن لو هذه تعني العجز، والمؤمنالقوي لا يعدم الحيلة، ولا يعجز أبدا..
عنئذ هب الأسد في براثنهووقف في جيشه خطيبا، مستهلا خطابه بالآية الكريمة:

)بسم الله الرحمنالرحيم..
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديالصالحون(..
وبعد فراغه من خطبته، صلى بالجيش صلاة الظهر، ثم استقبل جنودهمكبّرا أربعا: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
ودوّى الكنوأوّب مع المكبرين، ومد ذراعه كالسهم النافذ مشيرا الى العدو، وصاح في جنوده: هياعلى بركة الله..
وصعد وهو متحاملا على نفسه وآلامه الى شرفة الدارالتي كان ينزل بها ويتخذها مركزا لقيادته..وفي الشرفة جلس متكئا على صدره فوقوسادة. باب داره مفتوح.. وأقل هجوم من الفرس على الدار يسقطه في أيديهم حيا أوميتا.. ولكنه لا يرهب ولا يخاف..
دمامله تنبح وتنزف، ولكنه عنها في شغل، فهومن الشرفة يكبر ويصيح.. ويصدر أوامره لهؤلاء: أن تقدّموا صوب الميمنة.. ولألئك: أنسدوا ثغرات الميسرة.. أمامك يا مغيرة.. وراءهم يا جرير.. اضرب يا نعمان.. اهجم ياأشعث.. وأنت يا قعقاع.. تقدموا يا أصحاب محمد..!!
وكان صوته المفعم بقوةالعزم والأمل، يجعل من كل جندي فردا، جيشا بأسره..
وتهاوى جنود الفرسكالذباب المترنّح.ز وتهاوت معهم الوثنية وعبادة النار..!!
وطارت فلولهمالمهزومة بعد أن رأوا مصرع قائدهم وخيرة جنودهم، وطاردهم كالجيش المسلم عتىنهاوند.. ثم المدائن فدخلوها ليحملوا ايوان كسرى وتاجه، غنيمةوفيئا..!!
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 06-12-2007, 02:28 PM
الصورة الرمزية dodyhmn
dodyhmn dodyhmn غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الاسكندريه
الجنس :
المشاركات: 279
الدولة : Egypt
افتراضي

وكان سعد كثير البكاء من خشيةالله.
وكان اذا استمع للرسول يعظهم، ويخطبهم، فاضت عيناه من الدمع حتى تكاددموعه تملؤ حجره..
وكان رجلا أوتي نعمة التوفيقوالقبول..
ذات يوم والنبي جالس مع أصحابه، رنا بصره الى الأفق فياصغاء من يتلقى همسا وسرا.. ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم:
" يطلع عليناالآن رجل من أهل الجنة"..
وأخذ الأصحاب يتلفتون صوب كل اتجاه يستشرفون هذاالسعيد الموفق المحظوظ..
وبعد حين قريب، طلع عليهم سعد بن أبيوقاص.
ولقد لاذ به فيما بعد عبد الله بن عمرو بن العاص سائلا اياه في الحاحأن يدله على ما يتقرّب الى الله من عمل وعبادة، جعله أهل لهذه المثوبة، وهذهالبشرى.. فقال له سعد:
"لا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد..
غير أنيلا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا".
هذا هو الأسد في براثنه،كما وصفه عبد الرحمن بن عوف..
وهذا هو الرجل الذي اختاره عمر ليوم القادسيةالعظيم..
كانت كل مزاياه تتألق أما بصيرة أمير المؤمنين وهو يختاره لأصعبمهمة تواجه الاسلام والمسلمين..
انه مستجاب الدعوة.. اذا سأل الله النصرأعطاه اياه..
زانه عفّ الطعمة.. عف اللسان.. عف الضمير..
وانه واحدمن أهل الجنة.. كما تنبأ له الرسول..
وانه الفارس يوم بدر. والفارس يومأحد.. والفارس في كل مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وأخرى، لاينساها عمر ولا يغفل عن أهميتها وقيمتها وقدرها بين لخصائص التي يجب أن تتوفر لكلمن يتصدى لعظائم الأمور، تلك هي صلابة الايمان..
ان عمر لا ينسى نبأسعد مع أمه يوم أسلم واتبع الرسول..
يومئذ أخفقت جميع محاولات رده وصده عنسبيل الله.. فلجأت أمه الى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمهالى وثنية أهله وذويه..
لقد أعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب،حتى يعود سعد الى دين آبائه وقومه، ومضت في تصميم مستميت تواصل اضرابها عن الطعاموالسراب حتى أوشكت على الهلاك..
كل ذلك وسعد لا يبالي، ولا يبيع ايمانهودينه بشيء، حتى ولو يكون هذا الشيء حياةأمه..
وحين كانت تشرف على الموت،أخذه بعض أهله اليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرةالموت..
وذهب سعد ورأى مشهد يذيب الصخر..
بيد أن ايمانهبالله ورسوله كان قد تفوّق على كل صخر، وعلى كل لاذ، فاقترب بوجهه من وجه أمه، وصاحبها لتسمعه:
" تعلمين والله يا أمّه.. لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفساما تركت ديني هذا لشيء..
فكلي ان شئت أو لا تأكلي"..!!
وعدلت أمه عنعزمهتا.. ونزل الوحي يحيي موقف سعد، ويؤيده فيقول:
) وان جاهداك على أن تشركبي ما ليس لك به علم فلا تطعهما(..
أليس هو الأسد في براثنهحقا..؟؟
اذن فليغرس أمير المؤمنين لواء القادسية في يمينه. وليرم بهالفرس المجتمعين في أكثر من مائةألف من المقاتلين المدربين. المدججين بأخطر ما كانتتعرفه الأرض يومئذ من عتاد وسلاح.. تقودهم أذكى عقول الحرب يومئذ، وأدهىدهاتها..
أجل الى هؤلاء في فيالقهم الرهيبة..خرج سعد في ثلاثين ألف مقاتل لاغير.. في أيديهم رماح.. ولكن في قلوبهم ارادة الدين الجديد بكل ما تمثله من ايمانوعنفوان، وشوق نادر وباهر الى الموت و الى الشهادة..!!
والتقىالجمعان.
ولكن لا.. لم يلتق الجمعان بعد..
وأن سعدا هناك ينتظر نصائحأمير المؤمنين عمر وتوجيهاته.. وها هو ذا كتاب عمر اليه يأمره فيه بالمبادرة الىالقادسية، فانها باب فارس ويلقي على قلبه كلمات نور وهدى:
" يا سعد بنوهيب..
لا يغرّنّك من الله، أن قيل: خال رسول الله وصاحبه، فان الله ليسبينه وبين أحد نسب الا بطاعته.. والناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سوء.. اللهربهم، وهم عباده.. يتفاضلون بالعافية، ويدركون ما عند الله بالطاعة. فانظر الأمرالذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث الى أن فارقنا عليه، فالزمه، فانهالأمر."
ثم يقول له:
" اكتب اليّ بجميع أحوالكم.. وكيفتنزلون..؟
وأين يكون عدوّكم منكم..
واجعلني بكتبك اليّ كأني أنظراليكم"..!!
ويكتب سعد الى أمير المؤمنين فيصف له كل شيء حتى انهليكاد يحدد له موقف كل جندي ومكانه.
وينزل سعد القادسية، ويتجمّع الفرس جيشاوشعبا، كما لم يتجمعوا من قبل، ويتولى قيادة الفرس أشهر وأخطر قوّادهم "رستم"..
ويكتب سعد الى عمر، فيكتب اليه أمير المؤمنين:

" لايكربنّك ما تسمع منهم، ولا ما يأتونك به، واستعن بالله، وتوكل عليه، وابعث اليهرجالا من أهل لنظر والرأي والجلد، يدعونه الى الله.. واكتب اليّ في كليوم.."
ويعود سعد فيكتب لأمير المؤمنين قائلا:

"ان رستم قد عسكر بساباط وجرّ الخيول والفيلة وزحف علينا".
ويجيبه عمر مطمئنامشيرا..
ان سعد الفارس الذكي المقدام، خال رسول الله، والسابق الى الاسلام،بطل المعارك والغزوات، والذي لا ينبو له سيف، ولا يزيغ منه رمح.. يقف على رأس جيشهفي احدى معارك التاريخ الكبرى، ويقف وكأنه جندي عادي.. لا غرور القوة، ولا صلفالزعامة، يحملانه على الركون المفرط لثقته بنفسه.. بل هو يلجأ الى أمير المؤمنين فيالمدينة وبينهما أبعاد وأبعاد، فيرسل له كل يوم كتابا، ويتبادل معه والمعركة الكبرىعلى وشك النشوب، المشورة والرأي...
ذلك أن سعدا يعلم أن عمر فيالمدينة لا يفتي وحده، ولا يقرر وحجه.. بل يستشير الذين حوله من المسلمين ومن خيارأصحاب رسول الله.. وسعد لا يريد برغم كل ظروف الحرب، أن يحرم نفسه، ولا أن يحرمجيشه، من بركة الشورى وجدواها، لا سيّما حين يكون بين أقطابها عمر الملهمالعظيم..
**
وينفذ سعد وصية عمر، فيرسل الىرستم قائد الفرس نفرا من صحابه يدعونه الى الله والى الاسلام..
ويطول الحواربينهم وبين قائد الفرس، وأخيرا ينهون الحديث معه اذ يقول قائلهم:
" ان اللهاختارنا ليخرج بنا من يشاء من خلقه من الوثنية الى التوحيد... ومن ضيق الدنيا الىسعتها، ومن جور الحكام الى عدل الاسلام..
فمن قبل ذلك منا، قبلنا منه،ورجعنا عنه، ومن قاتلنا قاتلناه حتى نفضي الى وعد الله.."
ويسأل رستم: وماوعد الله الذي وعدكم اياه..؟؟
فيجيبه الصحابي:
" الجنة لشهدائنا،والظفر لأحيائنا".
ويعود لبوفد الى قائد المسلمين سعد، ليخبروه أنهاالحرب..
وتمتلىء عينا سعد بالدموع..
لقد كان يود لو تأخرتالمعركة قليلا، أو تقدمت قليلا.. فيومئذ كان مرضه قد اشتد عليه وثقلت وطأته.. وملأتالدمامل جسده حتى ما كان يستطيع أن يجلس، فضلا أن يعلو صهوة جواده ويخوض عليه معركةبالغة الضراوة والقسوة..!!
فلو أن المعركة جاءت قبل أن يمرض ويسقم، أولوأنهااستأخرت حتى يبل ويشفى، اذن لأبلى فيها بلاءه العظيم.. أما الآن.. ولكن، لا، فرسولالله صلى الله عليه وسلم علمهم ألا يقول أحدهم: لو. لأن لو هذه تعني العجز، والمؤمنالقوي لا يعدم الحيلة، ولا يعجز أبدا..
عنئذ هب الأسد في براثنهووقف في جيشه خطيبا، مستهلا خطابه بالآية الكريمة:

)بسم الله الرحمنالرحيم..
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديالصالحون(..
وبعد فراغه من خطبته، صلى بالجيش صلاة الظهر، ثم استقبل جنودهمكبّرا أربعا: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
ودوّى الكنوأوّب مع المكبرين، ومد ذراعه كالسهم النافذ مشيرا الى العدو، وصاح في جنوده: هياعلى بركة الله..
وصعد وهو متحاملا على نفسه وآلامه الى شرفة الدارالتي كان ينزل بها ويتخذها مركزا لقيادته..وفي الشرفة جلس متكئا على صدره فوقوسادة. باب داره مفتوح.. وأقل هجوم من الفرس على الدار يسقطه في أيديهم حيا أوميتا.. ولكنه لا يرهب ولا يخاف..
دمامله تنبح وتنزف، ولكنه عنها في شغل، فهومن الشرفة يكبر ويصيح.. ويصدر أوامره لهؤلاء: أن تقدّموا صوب الميمنة.. ولألئك: أنسدوا ثغرات الميسرة.. أمامك يا مغيرة.. وراءهم يا جرير.. اضرب يا نعمان.. اهجم ياأشعث.. وأنت يا قعقاع.. تقدموا يا أصحاب محمد..!!
وكان صوته المفعم بقوةالعزم والأمل، يجعل من كل جندي فردا، جيشا بأسره..
وتهاوى جنود الفرسكالذباب المترنّح.ز وتهاوت معهم الوثنية وعبادة النار..!!
وطارت فلولهمالمهزومة بعد أن رأوا مصرع قائدهم وخيرة جنودهم، وطاردهم كالجيش المسلم عتىنهاوند.. ثم المدائن فدخلوها ليحملوا ايوان كسرى وتاجه، غنيمةوفيئا..!!
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 06-12-2007, 02:32 PM
الصورة الرمزية dodyhmn
dodyhmn dodyhmn غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الاسكندريه
الجنس :
المشاركات: 279
الدولة : Egypt
افتراضي

وفي موقعة المدائن أبلى سعدبلاء عظيما..
وكانت موقعة المدائن، بعد موقعة القادسية بقرابة عامين، جرتخلالهما مناوشات مستمرة بين الفرس والمسلمين، حتى تجمعن كل فلول الجيش الفارسيويقاياه في المدائن نفسها، متأهبة لموقف أخير وفاصل..
وأدرك سعد أن الوقتسيكون بجانب أعدائه. فقرر أن يسلبهم هذه المزية.. ولكن أنّى له ذلك وبينه وبينالمدائن نهر دجلة في موسم فيضانه وجيشانه..
هنا موقف يثبت فيه سعد حقا كماوصفه عبد الرحمن بن عوف الأسد في براثنه..!!
ان ايمان سعد وتصميمهليتألقان في وجه الخطر، ويتسوّران المستحيل في استبسال عظيم..!!
وهكذا أصدرسعد أمره الى جيشه بعبور نهر دجلة.. وأمر بالبحث عن مخاضة في النهر تمكّن من عبورهذا النهر.. وأخيرا عثروا على مكان لا يخلو عبوره من المخاطرالبالغة..
وقبل أن يبدأ الجيش الجيش عملية المرور فطن القائد سعدالى وجوب تأمين مكان الوصول على الضفة الأخرى التي يرابط العطو حولها.. وعندئذ جهزكتيبتين..
الأولى: واسمها كتيبة الأهوال وأمّر سعد عليها عاصم ابنعمرووالثانية: اسمها الكتيبة الخرساء وأمّر عليها القعقاع ابنعمرو..
وكان على جنود هاتين الكتيبتين أن يخوضوا الأهوال لكي يفسحواعلى الضفة الأخرى مكانا آمنا للجيش العابر على أثرهم.. ولقد أدوا العمل بمهارةمذهلة..
ونجحت خطة سعد يومئذ نجاحا يذهل له المؤرخون..
نجاحا أذهلسعد بن أبي وقاص نفسه..
وأذهل صاحبه ورفيقه في المعركة سلمان الفارسي الذيأخذ يضرب كفا بكف دهشة وغبطة، ويقول:

" ان الاسلام جديد..
ذلّلتوالله لهم البحار، كما ذلّل لهم البرّ..
والذي نفس سلمان بيده ليخرجنّ منهأفواجا، كما دخلوه أفواحا"..!!
ولقد كان .. وكما اقتحموا نهر دجلة أفواجا،خرجوا منه أفواجا لم يخسروا جنديا واحدا، بل لم تضع منهم شكيمةفرس..
ولقد سقط من أحد المقاتلين قدحه، فعز عليه أن يكون الوحيد بينرفاقه الذي يضيع منه شيء، فنادى في أصحابه ليعاونوه على انتشاله، ودفعته موجة عاليةالى حيث استطاع بعض العابرين التقاطه..!!
وتصف لنا احدى الرواياتالتاريخية، روعة المشهد وهم يعبرون دجلة، فتقول:

(أمر سعد المسلمين أنيقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.. ثم اقتحم بفرسه دجلة، واقتحم الناس وراءه، لميتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤا ما بين الجانبين،ولم يعد وجه الماء يرى من أفواج الفرسان والمشاة، وجعل الناس يتحدثون وهم يسيرونعلى وجه الماء كأنهم يتحدون على وجه الأرض؛ وذلك بسبب ما شعروا به من الطمأنينةوالأمن، والوثوق بأمر الله ونصره ووعيده وتأييده(..!!

ويوم ولى عمرسعدا امارة العراق، راح يبني للناس ويعمّر.. كوّف الكوفة، وأرسى قواعد الاسلام فيالبلاد العريضة الواسعة..
وذات يوم شكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنين.. لقدغلبهم طبعهم المتمرّد، فزعموا زعمهم الضاحك، قالوا:" ان سعدا لا يحسنيصلي"..!!
ويضحك سعد من ملء فاه، ويقول:

"والله اني لأصلي بهم صلاةرسول الله.. أطيل في الركعتين الأوليين، وأقصر في الأخريين"..
ويستدعيه عمرالى المدينة، فلا يغضب، بل يلبي نداءه من فوره..
وبعد حين يعتزم عمر ارجاعهالى الكوفة، فيجيب سعد ضاحكا:

" اأتمرني أن أعود الى قوم يزعمون أني لا أحسنالصلاة"..؟؟
ويؤثر البقاء في المدينة..
وحين اعتدي على أميرالمؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه، اختار من بين أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام،ستة رجال، ليكون اليهم أمر الخليفة الجديد قائلا انه اختار ستة مات رسول الله وهوعنهم راض.. وكان من بينهم سعد بن أبي وقاص.
بل يبدو من كلمات عمر الأخيرة،أنه لو كان مختارا لخلافة واحدا من الصحابة لاختار سعدا..
فقد قال لأصحابهوهو يودعهم ويوصيهم:

" ان وليها سعد فذاك..
وان وليه غيره فليستعنبسعد".

**
ويمتد العمر بسعج.. وتجيء الفتنةالكبرى، فيعتزلها بل ويأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا اليه شيئا منأخبارها..
وذات يوم تشرئب الأعناق نحوه، ويذهب اليه ابن أخيه هاشم بن عتبةبن أبي وقاص، ويقول له:
يا عم، ها هنا مائة ألف سيف يروك أحق الناس بهذاالأمر.
فيجيبه سعد:
"أريد من مائة ألف سيف، سيفا واحدا.. اذا ضربتبه المؤمن لم يصنع شيئا، واذا ضربت به الكافر قطع"..!!
ويدرك ابن أخيه غرضه،ويتركه في عزلته وسلامه..
وحين انتهى الأمر لمعاوية، واستقرت بيده مقاليدالحكم سأل سعدا:
مالك لم تقاتل معنا..؟؟
فأجابه:
" اني مررتبريح مظلمة، فقلت: أخ .. أخ..
واتخذت من راحلتي حتى انجلت عني.."
فقلزعاوية: ليس في كتاب الله أخ.. أخ.. ولكن قال الله تعالى:
(وان طائفتان منالمؤمنين اقتتلوا، فأصلحوا بينهما، فان بغت احداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغيحتى تفيء الى أمر الله).
وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة، ولا معالعادلة على الباغية.
أجابه سعد قائلا:
"ما كنت لأقاتل رجلا قال لهرسول الله: أنت مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبيبعدي".
**
وذات يوم من أيام الرابع والخمسينللهجرة، وقد جاوز سعد الثمانين، كان هناك في داره بالعقيق يتهيأ لقاءالله.
ويروي لنا ولده لحظاته الأخيرة فيقول:
(كان رأس أبي في حجري،وهو يقضي، فبكيت وقال: ما يبكيك يا بنيّ..؟؟
ان الله لا يعذبني أبدا وأني منأهل الجنة).!!
ان صلابة ايمانه لا يوهنها حتى رهبة المةتوزلزاله.
ولقد بشره الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو مؤمن بصدق الرسول عليهالصلاة والسلام أوثق ايمان..ز واذن ففيم الخوف..؟
(ان الله لا يعذبتي أبدا،واني من أهل الجنة(.
بيد أنه يريد أن يلقى الله وهو يحمل أروع وأجملتذكار جمعه بدينه ووصله برسوله.. ومن ثمّ فقد أشار الى خزانته ففتوحها، ثم أخرجوامنها رداء قديما قي بلي وأخلق، ثم أمر أهله أن يكفنوه فيه قائلا:
[ لقد لقيتالمشركين فيه يوم بدر، ولقد ادخرته لهذا اليوم]..!!
اجل، ان ذلكالثوب لم يعد مجرّد ثوب.. انه العلم الذي يخفق فوق حياة مديدة شامخة عاشها صاحبهامؤمنا، صادقا شجاعا!!
وفوق أعناق الرجال حمل الى المدينة جثمان آخرالمهاجرين وفاة، ليأخذ مكانه في سلام الى جوار ثلة طاهرة عظيمة من رفاقه الذينسبقوه الى الله، ووجدت أجسامهم الكادحة مرفأ لها في تراب البقيعوثراه.
**
وداعا يا سعد..!!
وداعا يابطل القادسية، وفاتح المدائن، ومطفىء النار المعبودة في فارس الى الأبد..!!
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 06-12-2007, 02:35 PM
الصورة الرمزية dodyhmn
dodyhmn dodyhmn غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الاسكندريه
الجنس :
المشاركات: 279
الدولة : Egypt
افتراضي

[/IMG]
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 06-12-2007, 09:31 PM
الصورة الرمزية فكرى دياب
فكرى دياب فكرى دياب غير متصل
مراقب قسم الصدفية والامراض الجلدية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 4,407
الدولة : Egypt
افتراضي

لم تترك لنا ألأخت دو دى شيئا لنكتبة فتركنا لها نجوم هذا السؤال ..
__________________






| | |
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 06-12-2007, 10:07 PM
الصورة الرمزية dodyhmn
dodyhmn dodyhmn غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الاسكندريه
الجنس :
المشاركات: 279
الدولة : Egypt
افتراضي

اشكرك لكرمك جزاك الله خير
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 06-12-2007, 11:22 PM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي

ماشاء الله لا قوة الا بالله ما هذا اختي dodyhmn حتى انا لا أجد ما أضعه تستحقين النجوم بجدارة صراحة ماشاء الله واخي ايضاً فكري دياب يستحق النجوم لماذا لم تضع الإجابة
__________________




رد مع اقتباس
  #39  
قديم 06-12-2007, 11:23 PM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي

الأخت الحبيبة dodyhmn

__________________




رد مع اقتباس
  #40  
قديم 06-12-2007, 11:24 PM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي

الأخ الفاضل فكري دياب

__________________




رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 146.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 140.37 كيلو بايت... تم توفير 5.87 كيلو بايت...بمعدل (4.02%)]