|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#32
|
||||
|
||||
![]() 96- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾. قالَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الأعمالِ المستقيمة. والمرادُ هنا: الأعمالُ المطلوبةُ منهم، المفترضةُ عليهم... 97- ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴾. ﴿ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ ﴾: الذين اتقَوا عقابَ الله، بأداءِ فرائضه، واجتنابِ معاصيه، بالجنة. (الطبري). ﴿ وَتُنذِرَ بِهِ ﴾: يقال: أنذرَهُ بالأمرِ إنذارًا: أعلمَهُ وحذَّرَهُ وخوَّفَهُ في إبلاغه، كما في القاموس. (روح البيان). سورة طه 3- ﴿ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾. ﴿ لِمَنْ يَخْشَى ﴾ عقابَ الله، فيتقيهِ بأداءِ فرائضِ ربِّهِ واجتنابِ محارمه. (الطبري). و﴿ يَخْشَى ﴾ يتضمنُ الإيمانَ والعملَ الصالح، إذ الخشيةُ باعثةٌ على ذلك. (ابن عطية). 5- ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾. اختيرَ وصفُ ﴿ الرحمٰن ﴾ لتعليمِ الناسِ به؛ لأن المشركين أنكروا تسميتَهُ تعالى الرحمن: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ ﴾ [سورة الفرقان: 60]. وفي ذكرهِ هنا وكثرةِ التذكيرِ به في القرآنِ بعثٌ على إفرادهِ بالعبادة، شكراً على إحسانهِ بالرحمةِ البالغة. (التحرير والتنوير). 22- ﴿ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ ﴾. الضمّ: الإلصاق، أي: ألصِقْ يدكَ اليُمنى التي كنتَ ممسكاً بها العصا. (التحرير والتنوير). 32- ﴿ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾. قالَ في آخرِ الفقرة: نُبِّئَ هارونُ ساعتئذٍ حين نُبِّئَ موسى. قالَ الإمامُ الطبري في تفسيرها: واجعلهُ نبـيًّا مثلَما جعلتنـي نبـيًّا، وأرسلهُ معي إلى فرعون. 34- ﴿ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴾. قالَ مجاهد: لا يكونُ العبدُ من الذاكرين الله كثيراً حتى يذكرَ الله قائماً وقاعداً ومضطجعاً. (ابن كثير). 39- ﴿ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ﴾. ﴿ التَّابُوتِ ﴾ قال: مرَّ تفسيرُ التابوتِ في البقرة، في قصةِ طالوت. وقصدهُ الآيةُ (248) من السورة، فقال: التابوت، فعلوتٌ من التوب، وهو الرجوع؛ لأنهم يرجعون إليه، أي: علامةُ مُلكهِ إتيانُ التابوتِ الذي أُخِذَ منهم، أي: رجوعهُ إليكم، وهو صندوقُ التوراة. ا.هـ. ﴿ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ﴾. قالَ الشوكاني: المرادُ بالعدوِّ فرعون. وقالَ ابنُ عطية: "العدو" الذي هو لله ولموسى كان فرعون. 45- ﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ﴾. قال: تقدَّمَ قريبًا. ويعني في الآيةِ (24) من السورة: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾، قالَ في معناها: أي: عصَى وتكبَّر، وكفرَ وتجبَّر، وتجاوزَ الحدّ.ا.هـ. أي: يجاوزُ الحدَّ في الإِساءةِ إلينا. (البغوي). 47- ﴿ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ﴾. ... لمن اتَّبعَ ذلك بتصديقِ آياتِ الله تعالى الهاديةِ إلى الحقّ. (روح المعاني). 54- ﴿ كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى ﴾. ﴿ أَنْعَامَكُمْ ﴾: وهي الإبلُ والبقرُ والضأنُ والمعزَى. (روح البيان). ﴿ لآيَاتٍ ﴾: لدلالاتٍ وعلاماتٍ تدلُّ على وحدانيةِ ربِّكم، وأنْ لا إله لكم غيره. (الطبري). 61- ﴿ قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾. لا تختلقوا علـى الله كذبـاً، ولا تتقوَّلوه. (الطبري). 64- ﴿ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ﴾. ﴿ كَيْدَكُمْ ﴾:أدواتِ سحركم. (روح البيان). ﴿ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ ﴾: قد ظفرَ بحاجتهِ الـيوم. (الطبري). 66- ﴿ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾. السعي: المشي السريع، وهو دونَ العَدْو. (روح البيان). 69- ﴿ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ﴾. ﴿ يَمِينِكَ ﴾: اليمينُ أصلهُ الجارحة. (مفردات الراغب). أي: يدِكَ اليمنى. قالَ ابنُ حيان الأندلسي في تفسيره: لم يأتِ التركيب: "وألقِ عصاك"؛ لما في لفظِ "اليمينِ" من معنى اليُمنِ والبركة. (البحر المحيط). ﴿ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ﴾: إن الذي صنعَهُ هؤلاء السحرةُ كيدٌ مِن ساحر. (الطبري). 70- ﴿ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ﴾. قالوا في خشوعٍ ورهبةٍ سكنَتْ قلوبَهم: آمنَّا بربِّ هارونَ وموسَى، وكفَرنا بربوبيَّةِ فرعون. (الواضح فيالتفسير). 71- ﴿ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾. قالَ الراغبُ في مفرداته: الصُّلب: الذي هو تعليقُ الإنسانِ للقتل، قيل: هو شدُّ صُلبهِ على خشب، وقيل: إنما هو مِن صَلْبِ الودَك. وقد قالَ قبلَهُ: الصَّلبُ والاصطِلاب: استخراجُ الودَكِ (أي الشحمِ) من العظم. 73- ﴿ إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ﴾. إنّا أقررنا بتوحيدِ ربِّنا، وصدَّقنا بوعدهِ ووعيده، وأنَّ ما جاءَ به موسى حقّ. (الطبري). 74- ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا ﴾. أي: يلقَى اللهَ يومَ القيامة. (ابن كثير). 75- ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا ﴾. أي: ومن لقيَ ربَّهُ يومَ المعاد. (ابن كثير). 76- ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾. قالَ في مثلها، في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة، باختصار: الأنهارُ جمعُ نهر، وهو: المجرَى الواسع، فوق الجدولِ ودونَ البحر، والمراد: الماءُ الذي يجري فيها. وأُسنِدَ الجريُ إليها مجازاً، والجاري حقيقةً هو الماء... والضميرُ في قوله: ﴿ مِن تَحْتِهَا ﴾ عائدٌ إلى الجنات؛ لاشتمالها على الأشجار، أي: من تحتِ أشجارها. 77- ﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي ﴾. قالَ في مثلها، في الآيةِ (52) من سورةِ الشعراء: أمرَ الله سبحانهُ موسى أن يخرجَ ببني إسرائيلَ ليلاً، وسمّاهم (عبادَهُ) لأنهم آمنوا بموسى وبما جاءَ به. 85- ﴿ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ ﴾. أي: من بعد انطلاقِكَ إلى الجبل. (البغوي). 90- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ ﴾. المنعِمُ بجميعِ النعم، لا العجل. وإنما ذكرَ (الرحمن) تنبيهًا على أنهم إن تابوا قَبِلَ توبتهم. (روح البيان). 95- ﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِي ﴾. ذكرَ في الآيةِ (85) من السورة، أن السامريَّ كان من قومٍ يعبدون البقر، فدخلَ في دينِ بني إسرائيلَ في الظاهر، وفي قلبهِ ما فيه من عبادةِ البقر، وكان من قبيلةٍ تعرفُ بالسامرة. 97- ﴿ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ﴾. وانظرْ إلى معبودك. (الطبري، ابن كثير)، بزعمِكَ. (البغوي)، أي: انظرْ صنيعكَ وتغيُّرِنا له، وردِّنا الأمرَ فيه إلى الواجب. (ابن عطية). 98- ﴿ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾. يقولُ لهم موسَى عليه السلام: ليسَ هذا إلهَكم، ﴿ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ أي: لا يستحقُّ ذلكَ على العبادِ إلا هو، ولا تنبغي العبادةُ إلا له، فإنَّ كلَّ شيءٍ فقيرٌ إليه، عبدٌ لربِّه. (ابن كثير). 102- ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ﴾ يومَ يأمرُ اللهُ إسرافيلَ فينفخُ في الصُّور. (الطبري). وذكرَ الشوكاني في الآيةِ (73) من سورةِ الأنعام، أن الصُّور: قرنٌ يُنفَخُ فيه النفخةُ الأولى للفناء، والثانيةُ للإنشاء. 104- ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ﴾. نحن أعلمُ منهم عند إسرارهم وتخافتِهم بـينهم بقيلِهم. (الطبري). 106- ﴿ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴾. أي: فيدَعُ أماكنَ الجبالِ من الأرض. (البغوي). 109- ﴿ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ ﴾. ﴿ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ ﴾ من الشفعاءِ أحدًا. قالَ الإمامُ الراغب: الشفاعة: الانضمامُ إلى آخرَ ناصرًا له، وسائلًا عنه. وأكثرُ ما يستعملُ في انضمامِ من هو أعلى [حُرمةً و] مرتبةً إلى من هو أدنى، ومنه الشفاعةُ في القيامة. (روح البيان). 111- ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾. ﴿ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ﴾ أوردَ أقوالًا في معنى الاسمين الجليلين عند تفسيرِ آيةِ الكرسي، وقد جاءَ في أولِ كلٍّ منهما: الحيّ: الباقي، والقيّوم: القائمُ على كلِّ نفسٍ بما كسبت. ﴿ حَمَلَ ﴾:المرادُ به: من وافَى بالظلمِ ولم يتبْ عنه. (مفاتيح الغيب). 116- ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ﴾. قال: تقدَّمَ تفسيرُ هذه القصةِ في البقرةِ مستوفى. وهي في الآيةِ (34) من السورةِ المذكورة: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين ﴾. وقد ذهبَ فيه إلى جوازِ السجودِ للبشرِ حتى في شريعتنا!! وإن كان يُفهَمُ من كلامهِ أن السجودَ بمعنى التكريمِ وليس العبادة. كما ذهبَ إلى أن إبليسَ كان من الملائكة، وأنه قولُ الجمهور!! قال: ومعنى ﴿ أَبَىٰ ﴾: امتنعَ من فعلِ ما أُمِرَ به. وتفسيرُ الآية: واذكرْ قولَنا للملائكةِ - بعدَ أن سوَّينا خِلقَةَ آدمَ ونفَخنا فيه مِن روحِنا -: اسجُدوا لآدم، سجدةَ تشريفٍ وتكريم، فسجدوا جميعًا، إلاّ إبليس، استكبرَ وامتنعَ من السُّجودِ له. (الواضح). 117- ﴿ فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴾ فقلنا لآدم: إنَّ هذا الشَّيطانَ عدوٌّ لكَ ولزوجِكَ حوَّاء، فتنبَّه، وكنْ على حذر، لئلاّ يكونَ سببًا في إخراجِكما مِن الجنَّة، فتتعبَ وتشقَى في الدُّنيا. (الواضح). 121- ﴿ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا ﴾. قال: تقدَّمَ تفسيرُ هذا وما بعدهُ في الأعراف. وهو في الآيةِ (22) من السورةِ المذكورة: ﴿ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا ﴾. قال: أي: لما طعماها ظهرتْ لهما عوراتهما، بسببِ زوالِ ما كان ساتراً لهما، وهو تقلُّصُ النورِ الذي كان عليها. 123- ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى ﴾. يعني الكتاب والرسول. ثم أوردَ البغوي قولَ ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهما: من قرأ القرآنَ واتبعَ ما فيه، هداهُ الله في الدنيا من الضلالة، ووقاهُ يومَ القيامةِ سوءَ الحساب. (البغوي). 125- ﴿ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴾. ويقولُ العبدُ لربِّهِ يومذاك: يا ربّ، لماذا أعمَيتَ عينيَّ ...؟ (الواضح). 126- ﴿ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ﴾. فعلتُ ذلك بك، فحشرتُكَ أعمى، كما أتتكَ آياتي، وهي حججهُ وأدلتهُ وبيانهُ الذي بيَّنهُ في كتابه... (الطبري). 127- ﴿ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ﴾ برسلهِ وكتبه. (الطبري). 128- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾. لدلالاتٍ وعبرًا وعظات.. (الطبري). 131- ﴿ وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ ﴾. ... لضُربـاءِ هؤلاء المعرضين عن آياتِ ربِّهم وأشكالهم. (الطبري). ... هؤلاء المترفون وأشباهُهم ونظراؤهم ... وقالَ مجاهد: ﴿ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ ﴾ يعني الأغنياء. (ابن كثير). 132- ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾. قالَ ابنُ عباس: الذين صدَّقوكَ واتبعوكَ واتقوني. (البغوي). 134- ﴿ فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ ﴾ فنتَّبِعَ حجَّتكَ وأدلَّتكَ وما تُنزلهُ عليه مِن أمرِكَ ونهيك. (الطبري).
__________________
|
#33
|
||||
|
||||
![]() عون البصير على فتح القدير (17) أ. محمد خير رمضان يوسف الجزء السابع عشر (سورة الأنبياء، سورة الحج) سورة الأنبياء 3- ﴿ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾. هؤلاء الناسُ الذين اقتربتِ الساعةُ منهم وهم في غفلةٍ معرضون. (الطبري). 5-﴿ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ﴾ ﴿ افْتَرَاهُ ﴾: قالَ بعضهم: هو فِرْيةٌ واختلاقٌ افتراهُ واختلقَهُ منْ قِبَل نفسِه. ﴿ بِآَيَةٍ ﴾: بحجَّةٍ ودلالةٍ على حقـيقةِ ما يقولُ ويدَّعي. (الطبري). 22- ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾. الوصفُ بربِّ العرشِ لتأكيدِ التنزُّه، مع ما في ذلك من تربيةِ المهابة. (روح المعاني). 25- ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾. وما أرسلنا قبلكَ مِن رسولٍ إلاّ وأمرناهُ بالدَّعوةِ إلى عبادةِ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ له. (الواضح). 28-﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾. الشفاعة: الانضمامُ إلى آخرَ ناصرًا له، وسائلًا عنه، وأكثرُ ما يستعملُ في انضمامِ من هو أعلى مرتبةً إلى من هو أدنى، ومنه الشفاعةُ في القيامة. (روح البيان). 29-﴿ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾. الجزاءُ ما فيه الكفايةُ من المقابلة، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرّ، يقال: جزيتهُ كذا، وبكذا. (روح البيان). 32- ﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا ﴾. السقف: ما علا. (ابن عطية). سمِّيتْ سقفًا لأنها للأرضِ كالسقف. (روح البيان). 39- ﴿ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ ﴾. لا يدفعون. (البغوي). 42-﴿ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾. قـيـل: ﴿ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾، اجتزاءً بمعرفةِ السامعين لمعناهُ من ذكره. (الطبري). وفي ذكرِ ﴿ الرَّحْمَنِ ﴾ تنبيهٌ على أنه لا كالئَ غيرُ رحمتهِ العامة، وأن اندفاعَهُ بمهلته. (روح البيان). 45- ﴿ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ ﴾. الدعاءَ إلى الإيمان ... ما يُنَذرون من آياتِ الله.. (روح البيان، باختصار). 46- ﴿ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ ﴾. المسّ: اللمس، ويقالُ في كلِّ ما ينالُ الإنسانَ من أذى. (روح البيان). 56- ﴿ قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ ﴾. أي: ربُّكم الذي لا إلهَ غيره، هو الذي خلقَ السماواتِ والأرض، وما حوَتْ مِن المخلوقاتِ. (ابن كثير). 57- ﴿ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ﴾. أصله "والله"، وفي التاءِ معنى التعجب، من تسهيلِ الكيدِ على يدهِ مع صعوبتهِ وتعذره؛ لقوةِ سلطةِ نمروذ. (النسفي). ثم أقسمَ الخليلُ قسماً أسمعَهُ بعضَ قومه. (ابن كثير). 69- ﴿ قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيم ﴾. وعندما ألقَوهُ في النار، قلنا لها: يا نارُ لا تُحرقيه، بل كوني له بردًا وسلامًا وعافية. (الواضح). 74- ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾. السَّوْء - بفتحِ السينِ وسكونِ الواو - مصدر، أي: القبيحُ المكروه. وأما بضمِّ السين، فهو اسمُ مصدرٍ لما ذُكر، وهو أعمُّ من المفتوح؛ لأن الوصفَ بالاسمِ أضعفُ من الوصفِ بالمصدر. (التحرير والتوير). 77- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾. وحميناهُ ومنعناهُ من هؤلاءِ الذين كذَّبوا بآياتِنا ومعجزاتِنا، إنَّهم كانوا قومًا سيِّئين منهمِكين في الفواحش، ملازمين للكفر. (الواضح في التفسير). 78-﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾. يفهمُ أن معنى الحُكم: القضاء. قالَ الراغبُ في مفرداته: الحُكمُ أن يُقضَى بشيءٍ على شيء، فيقول: هو كذا أو ليس بكذا. 80- ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ﴾. لتحرزكم وتمنعَكم. (البغوي). 81- ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ﴾. وذلك أنها كانت تجري لسليمانَ وأصحابهِ حيثُ شاءَ سليمان.. (البغوي). 83- ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾. أي: دعا ربَّه. (البغوي). 84- ﴿ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين ﴾. ... للمؤمنين، ولا يَعبدُ اللهَ تعالى إلا مؤمن. (ابن عطية). 87- ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ﴾ أي: لا إله يحفظني من هذه الظلمات، ويسلِّمُني من آفاتها وفتنتِها، ويُلهمني أن أذكرهُ في هذا الموطنِ على هذه الحالةِ إلا أنت. (روح البيان). 90- ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾. قال: تقدَّمَ مستوفًى في سورةِ مريم. وهو في أول سورةِ مريم (حتى الآيةِ 15). ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى ﴾: ووهبنا له يحيى ولدًا ووارثًا يرثه. (الطبري). ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾ أي: في عملِ القرُباتِ وفعلِ الطاعات. (ابن كثير). 91- ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾. ﴿ فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ﴾: قالَ في تفسيرِ قولهِ تعالى في الآيةِ الأخيرةِ من سورةِ التحريم ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ﴾: وذلك أن جبريلَ نفخَ في جيبِ درعها فحبلتْ بعيسى. ا.هـ. فصَّلَهُ ابنُ كثير في السورةِ المذكورةِ بقوله: أي: بواسطةِ الـمَلَك، وهو جبريل، فإنَّ اللهَ بعثَهُ إليها، فتمثَّلَ لها في صورةِ بشرٍ سَويّ، وأمرَهُ اللهُ تعالى أنْ ينفخَ بفيهِ في جَيبِ درعِها، فنزلتِ النفخةُ فولجتْ في فرجِها، فكانَ منه الحملُ بعيسى عليه السلام. ﴿ آَيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ أي: دلالةً على أن الله على كلِّ شيءٍ قدير، وأنه يخلقُ ما يشاء، و﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ [سورة يس: 82]، وهذا كقوله ﴿ وَلِنَجْعَلَهُ ءَايَةً لِّلْنَّاسِ ﴾ [سورة مريم: 21]. ثم أوردَ سندَ ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: ﴿ لِلْعَـٰلَمِينَ ﴾ قال: الجنُّ والإنس. (ابن كثير). 92- ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. لا إله لكم غيري. (البيضاوي، روح البيان). 97- ﴿ يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾. أرادوا من نداءِ الويلِ التحسُّر، وكأنهم قالوا: يا ويلنا تعالَ فهذا أوانُ حضورك. (روح المعاني). يتبع
__________________
|
#34
|
||||
|
||||
![]() سورة الحج 1- ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيم ﴾. أمرٌ هائل. (روح المعاني)، لا يحيطُ به الوصف. (روح البيان). 4- ﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ ﴾. قالَ مجاهد: يعني الشيطان، يعني كتبَ عليه كتابةً قدَرية. (ابن كثير). قُضيَ على الشيطان. (البغوي). 7- ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾. أي: يُعيدُهم بعدَما صاروا في قبورِهم رِمَمًا، ويوجِدُهم بعدَ العدم.. (ابن كثير). 8- ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾. ذكرَ في الآيةِ الثالثةِ من السورةِ أن معنى يجادل: يخاصم. 9- ﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾. ﴿ لِيُضِلَّ ﴾: ليصدَّ المؤمنـين بـالله عن دينهم الذي هداهم له، ويستزلَّهم عنه. ﴿ وَنُذِيقُهُ ﴾ ونُحرِقه. (الطبري). 10- ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ﴾. اقترفته. (روح البيان). 12- ﴿ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيد ﴾. الأخذُ علـى غيرِ استقامة، والذهابُ عن دينِ الله.. (الطبري). 14- ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾. قالَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الأعمالِ المستقيمة. والمرادُ هنا: الأعمالُ المطلوبةُ منهم، المفترضةُ عليهم. 17- ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾. عالمٌ به. (ابن عطية). شهيدٌ على أفعالهم، حفيظٌ لأقوالهم، عليمٌ بسرائرهم وما تكنُّ ضمائرهم. (ابن كثير). 18- ﴿ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ﴾. أي: الحيواناتُ كلُّها. (ابن كثير). 23- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ﴾. والمؤمنون الصَّالحون، الذين صدَقوا في إيمانِهم، وأحسنوا في أعمالِهم، يُدخِلُهم اللهُ جنّاتٍ عاليات، تجري من تحتِ أشجارِها وقصورِها الأنهار، يُزَيَّنونَ فيها بأساورَ ... (الواضح). 32- ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾. قال: الكلامُ في هذه الإشارةِ قد تقدَّمَ قريبًا. ويعني في الآيةِ (30) من السورة، وقد قالَ هناك: محلُّ ﴿ ذٰلِكَ ﴾ الرفع، على أنه خبرٌ مبتدأٌ محذوف، أي: الأمرُ ذلك، أو مبتدأٌ خبرهُ محذوف، أو في محلِّ نصبٍ بفعلٍ محذوف، أي: افعلوا ذلك. والمشارُ إليه هو ما سبقَ من أعمالِ الحجّ، وهذا وأمثالهُ يطلقُ للفصلِ بين الكلامين، أو بين طرفي كلامٍ واحد. 34- ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾. قالَ في الآيةِ (30) من السورة: هي الإبلُ والبقرُ والغنم. 38- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور ﴾. الخيانةُ في العهودِ والمواثيق، لا يفي بما قال، والكفر: الجحدُ للنعم، فلا يعترفُ بها. (ابن كثير). ﴿ خَوَّانٍ ﴾ في أمانةِ الله، ﴿ كَفُورٌ ﴾ لنعمةِ الله، أي: لأنه لا يحبُّ أضدادهم، وهم الخونةُ الكفرة، الذين يخونون الله والرسول، ويخونون أماناتهم، ويَكفُرون نعمَ الله ويغمطونها. (النسفي). 42- ﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ﴾. قالَ في هذه الآيةِ وتاليتيها: تقدَّم ذكرُ هذه الأمم، وما كان منهم ومن أنبيائهم، وكيف كانت عاقبتهم. ا.هـ. قلت: وهو في أكثرَ من سورة. تفسيرها: ... فقد خالفَ قومُ نوحٍ نبيَّهم وكذَّبوهُ على مدَى قرون. وهكذا كانَ موقفُ عادٍ مِن نبيِّهم هُود، وموقفُ ثمودَ مِن صالح، عليهما السَّلام. (الواضح). 43- ﴿ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ﴾. وقومُ إبراهيمَ أصرُّوا على عبادةِ الأصنامِ وكذَّبوا نبيَّهم حتَّى أوقَدوا النِّيرانَ ورمَوهُ فيها، وأنقذَهُ الله. وقومُ لوطٍ أصرُّوا على فاحشةِ اللِّواطِ وكذَّبوا نبيَّهم كذلك. (الواضح). 44- ﴿ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ﴾. وكذا كانَ موقفُ أصحابِ مَدْيَنَ مِن نبيِّهم شُعَيب.. (الواضح). 45- ﴿ فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ﴾. فصَّلَ المؤلفُ القولَ في ﴿ فَكَأَيِّن ﴾ في الآيةِ (146) من سورةِ آل عمران: ﴿ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ﴾، وأنها تأتي في أربعِ لغاتٍ قُرئَ بها. ثم قال: والمعنى: كثيرٌ من الأنبياءِ قُتِلَ معه ربِّيون. وقالَ في الآيةِ (48) من هذه السورة: ﴿ وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَـٰهَا ﴾ أي: أهلكنا أهلها. 48- ﴿ وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَـٰهَا ﴾. قال: تقدَّمُ الكلامُ على هذا التركيبِ في آل عمران. ويعني الآيةَ (146) منها: ﴿ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ﴾، وقد فصَّلَ القولَ في ﴿ وَكَأَيِّن ﴾ وأنها تأتي في أربعِ لغاتٍ قُرئَ بها... 50- ﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾. قالَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الأعمالِ المستقيمة. والمرادُ هنا: الأعمالُ المطلوبةُ منهم، المفترضةُ عليهم. وفيه ردٌّ على من يقول: إن الإيمانَ بمجردهِ يكفي، فالجنةُ تُنالُ بالإيمان، والعملِ الصالح. 54- ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾. قال: في أمورِ دينهم. وقالَ ابنُ كثير في تفسيرها: أي: في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فيُرشدهم إلى الحقِّ واتباعه، ويوفِّقهم لمخالفةِ الباطلِ واجتنابه، وفي الآخرة يهديهم الصراطَ المستقيمَ الموصلَ إلى درجاتِ الجنات، ويزحزحهم عن العذابِ الأليمِ والدركات. (ابن كثير). 56- ﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾. قالَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الأعمالِ المستقيمة. والمرادُ هنا: الأعمالُ المطلوبةُ منهم، المفترضةُ عليهم. وفيه ردٌّ على من يقول: إن الإيمانَ بمجردهِ يكفي، فالجنةُ تُنالُ بالإيمان، والعملِ الصالح. 57- ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾. يعني عذابٌ مذلٌّ في جهنَّم. (الطبري). 61- ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾. قال: مضَى في آل عمران معنى هذا الإدلاج. ويعني قولَهُ تعالى في الآيةِ (27) منها: ﴿ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾، قال: أي: تُدخِلُ ما نقصَ من أحدهما في الآخر، وقيل: المعنى تعاقبُ بينهما، ويكونُ زوالُ أحدهما ولوجاً في الآخر. 63- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً ﴾. ﴿ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ أي: من جهةِ العلوّ. (روح المعاني)، ﴿ مَاءً ﴾: مطرًا. (الطبري). 65- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ﴾. ﴿ وَالْفُلْكَ ﴾ أي: وسخَّرَ لكم السفنَ ﴿ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ﴾: يعني سخَّرَ لها الماءَ والرياح، ولولا ذلك ما جرَت. (الخازن). 68- ﴿ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾. ... فقلْ لهم على سبيلِ الوعيدِ والتَّهديد: اللهُ أعلمُ بما تخوضون فيه من العنادِ والبطلان. (الواضح في التفسير). 71- ﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾. للمشركين. (البغوي). 72- ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ﴾. يعني القرآن. (القرآن). 75- ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾. يختار. (البغوي). 76- ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾. إلـى اللهِ في الآخرةِ تصيرُ إلـيه أمورُ الدنـيا، وإلـيهِ تعودُ كما كانَ منه البدء. (الطبري). 77- ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾. تسعدوا وتفوزوا بالجنة. (البغوي).
__________________
|
#35
|
||||
|
||||
![]() عون البصير على فتح القدير (18) أ. محمد خير رمضان يوسف الجزء الثامن عشر (سورة المؤمنون، سورة النور، سورة الفرقان 1 - 20) سورة المؤمنون 6- ﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾. يعني يحفظُ فرجَهُ إلا مِن امرأتهِ أو أمَته، فإنه لا يلامُ على ذلك، وإنما لا يلامُ فيهما إذا كان على وجهٍ أذنَ فيه الشرع، دون الإِتيانِ في غيرِ المأتى، وفي حالِ الحيضِ والنفاس، فإنه محظورٌ هو على فعلهِ ملوم. (البغوي). 19- ﴿ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ﴾. ذكرَ تعالى "النخيلَ والأعنابَ" لأَنها ثمرةُ الحجازِ بالطائفِ والمدينةِ وغيرهما، قالَهُ الطبري، ولأنهما أيضاً أشرفُ الثمار، فذكرها مثالاً تشريفاً لها وتنبيهاً عليها. (ابن عطية). 22- ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾. السفن. (ابن عطية). 27- ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْمُغْرَقُونَ ﴾. ﴿ اصْنَعِ الْفُلْكَ ﴾: وهي السفينة. ﴿ وَأَهْلَكَ ﴾: وهم ولدهُ ونساؤهم. ﴿ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾: الذين كفروا بالله. (الطبري). 29- ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾. ﴿ مُبَارَكًا ﴾: البركةُ في السفينة: النجاة، وفي النزولِ بعد الخروج: كثرةُ النسلِ من أولادهِ الثلاثة. (البغوي). ﴿ وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾: وأنتَ خيرُ مَن أنزلَ عبـادَهُ المنازل. (الطبري). 32- ﴿ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾. قالَ في مثلها في الآيةِ (23) من السورة، ما مختصره: أي: اعبدوهُ وحدَهُ ولا تشركوا به شيئاً، ما لكم في الوجودِ إلهٌ غيرهُ سبحانه. 38- ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ﴾. اختلق. (الطبري). 41- ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾. ﴿ بِالْحَقِّ ﴾:ذلك أن الله عاقبهم بـاستـحقاقهم العقابَ منه؛ بكفرهم به وتكذيبهم رسوله. ﴿ فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾: فأبعدَ اللهُ القومَ الكافرينَ بهلاكهم، إذ كفروا بربِّهم، وعَصَوا رسلَه، وظلـموا أنفسَهم. (الطبري). 44- ﴿ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾. قالَ في الآيةِ (41) من السورة:أي: بَعدوا بُعداً. وقالَ الشيخ إسماعيل حقي: في أكثرِ التفاسير: بعدوا بعدًا، أي: هلكوا. (روح البيان). 45- ﴿ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾. ثم أرسلنا بعد الرسلِ الذين وصفَ صفتهم قبلَ هذه الآية، موسى وأخاهُ هارون إلى فرعونَ وأشرافِ قومهِ من القبط. (الطبري). 50- ﴿ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴾. جعلنا مأواهما، أي: منزلهما. (النسفي). 61- ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾. ﴿ الْخَيْرَاتِ ﴾: الطاعات. (النسفي). المرادُ بسبقهم إلى الخيرات: ظفرُهم بها ونيلُهم إيّاها. (روح المعاني). 65- ﴿ لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ ﴾. فسَّرَهُ في الآيةِ السابقةِ بالصراخ. 68- ﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ ﴾. التدبر: إحضارُ القلبِ للفهم. قالَ الراغب: التدبر: التفكرُ في دبرِ الأمور. (روح البيان). 70- ﴿ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴾. ولكنَّ أكثرهم كارهٌ لاتباعِ الحقِّ الذي قد صحَّ عندهم وعلموه؛ حسداً منهم له، وبغياً عليه، واستكباراً في الأرض. (الهداية إلى بلوغ النهاية). لأنه يخالفُ شهواتهم وأهواءهم فلذلك أنكروه. (البيضاوي). 72- ﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾. واللهُ خيرُ مَن أعطَى عوضًا علـى عملٍ ورزقَ رزقًا. (الطبري). 76- ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ ﴾. أي: ابتليناهم بالمصائبِ والشدائد. (ابن كثير). 77- ﴿ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُون ﴾. أي: حتى إذا جاءهم أمرُ الله، وجاءتهم الساعةُ بغتة. (ابن كثير). 82- ﴿ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾. يقول: أئذا متنا وعُدنا ترابـًا قد بَلـيتْ أجسامُنا، وبرأتْ عظامُنا من لحومنا﴿ أئِنَّا لَـمَبْعُوثُونَ ﴾؟ يقول: إنا لمبعوثون من قبورنا أحياءً كهيئتنا قبلَ الممات؟ إن هذا لشيءٌ غيرُ كائن. (الطبري). 86- ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ قُلْ لهم أيضًا: مَن هو خالقُ السَّماواتِ السَّبع، وما فيها مِن النُّجومِ والكواكب، ومِن الملائكةِ الخاضعين لأمرِه؟ ومَن هو ربُّ العرشِ العظيم، المَرتفعِ على السَّماواتِ كلِّها؟ (الواضح). 87- ﴿ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُون ﴾. سيقولون: ذلك كلُّهُ لله، وهو ربُّه. فقلْ لهم: أفلا تتقون عقابَهُ علـى كفركم به وتكذيبكم خبرَهُ وخبرَ رسوله؟ (الطبري). 88- ﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾. ﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ من ذلك صفته. (الطبري). ﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ذلك فأجيبوني. (روح البيان). 91- ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ ﴾. ينزِّهُ تعالى نفسَهُ عن أن يكونَ له ولدٌ أو شريكٌ في الملكِ والتصرفِ والعبادة. (ابن كثير). 91- ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾. تنزيهًا للهِ عمّا يصفهُ به هؤلاءِ المشركون مِن أنَّ له ولدًا، وعمّا قالوهُ مِن أنَّ له شريكًا، أو أنَّ معهُ في القِدَمِ إلهًا يُعبَد، تباركَ وتعالَى. (الطبري). 92- ﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾. أي: يعلمُ ما يغيبُ عن المخلوقات، وما يشاهدونه. (ابن كثير). 94- ﴿ رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾. المشركين. (الطبري). 97- ﴿ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين ﴾. وقلْ يا محمد: ربِّ أستـجيرُ بكَ.. (الطبري). 98- ﴿ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُون ﴾. وقل: أستجيرُ بكَ.. (الطبري). 102- ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾. الثقلُ والخفَّةُ إنما يتعلقُ بأجرامٍ يخترعُ الله فيها ذلك، وهي فيما رويَ براءات. (ابن عطية). 103- ﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾. ﴿ خَفَّتْ ﴾ (ينظرُ تفسيرها في الآيةِ السابقة). ﴿ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ قال: تقدَّمَ الكلامُ على هذه الآيةِ مستوفًى فلا نعيده. وقد قالَ في الآيةِ (74) من سورة الزخرف: ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُون ﴾: أي: لا ينقطعُ عذابهم في جهنمَ كما ينقطعُ عذابُ عصاةِ المؤمنين، على تقديرِ دخولهم فيها. 105- ﴿ أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾. ﴿ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذّبُونَ ﴾ وتزعمون أنها ليستْ من الله تعالى؟ (النسفي). 106- ﴿ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴾. أي: قد قامتْ علينا الحجَّة. (ابن كثير). 109- ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾. لقد كانَ جماعةٌ مِن عباديَ المؤمنينَ يوحِّدونَني، ويدعونَني لأَغفِرَ لهم، وأرحمَهم، واللهُ خيرُ مَن رَحِمَ وعفا. (الواضح). 110- ﴿ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴾. أي: مِن صنيعِهم وعبادتِهم. (ابن كثير). يتبع
__________________
|
#36
|
||||
|
||||
![]() 111- ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾. ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا ﴾ أي: على أذاكم واستهزائكم في الدنيا، ﴿ أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ أي: جزيتُهم بصبرهم الفوزَ بالجنة. (الخازن). 117- ﴿ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُون ﴾. ﴿ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ﴾ أي: الله يحاسبهُ على ذلك، ثم أخبرَ ﴿ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ ﴾ أي: لديهِ يومَ القيامة، لا فلاحَ لهم ولا نجاة. (ابن كثير). 118- ﴿ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾. قال: تقدَّمَ بيانُ كونهِ أرحمَ الراحمين. وقد قالَ في مثلهِ في الآيةِ (92) من سورةِ يوسف: يرحمُ عبادَهُ رحمةً لا يتراحمون بها فيما بينهم، فيجازي محسنَهم، ويغفرُ لمسيئهم. سورة النور 1- ﴿ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ تتَّعظون. (البغوي). لتتذكروا بهذه الآياتِ البيِّناتِ التي أنزلناها. (الطبري). 7- ﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ اللعن: الطردُ والإبعادُ على سبيلِ السخَط، وذلكَ منَ اللهِ تعالى في الآخرةِ عقوبة، وفي الدنيا انقطاعٌ عن قبولِ رحمتهِ وتوفيقه، ومن الإنسانِ دعاءٌ على غيره. (المفردات للراغب). 11- ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ ﴾. قال: بسببِ تكلُّمهِ بالإفك. وقالَ الإمامُ البغوي: ﴿ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ ﴾ يعني من العصبةِ الكاذبة، ﴿ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ ﴾ أي: جزاءُ ما اجترحَ من الذنبِ على قدرِ ما خاضَ فيه. 12- ﴿ لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِين ﴾. ذكرَ في الآيةِ (11) من السورة، أن الإفكَ أسوأُ الكذبِ وأقبحه. 15- ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ﴾ أي: تقولونَ ما لا تعلمون. (ابن كثير). 19- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾. ... فحبُّهم شياعَ الفاحشةِ في المؤمنين متمكنٌ على وجهه؛ لعداوتهم في أهلِ الإيمان. (ابن عطية). المرادُ بالذين آمنوا جميعُ المؤمنين. (الخازن). 20- ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾. قال: هو تكريرٌ لما تقدَّم، تذكيراً للمنَّةِ منه سبحانهُ على عبادهِ بتركِ المعاجلةِ لهم. وقد قالَ في مثلها في الآيةِ (14) من السورة: ﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيم ﴾: هذا خطابٌ للسامعين، وفيه زجرٌ عظيم، ﴿ وَلَوْلاَ ﴾ هذه هي لامتناعِ الشيءِ لوجودِ غيره،والمعنى: لولا أني قضيتُ عليكم بالفضلِ في الدنيا بالنعم، التي من جملتها الإمهال، والرحمةِ في الآخرةِ بالعفو، لعاجلتُكم بالعقابِ على ما خضتُم فيه من حديثِ الإفك. وقيل: المعنى: لولا فضلُ الله عليكم لمسَّكم العذابُ في الدنيا والآخرةِ معاً، ولكنْ برحمتهِ سترَ عليكم في الدنيا، ويرحمُ في الآخرةِ من أتاهُ تائباً. 21- ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ﴾. قال: تقدَّمَ بيانه. وقد قالَ في الآيةِ السابقة: هو تكريرٌ لما تقدَّم، تذكيراً للمنَّةِ منه سبحانهُ على عبادهِ بتركِ المعاجلةِ لهم. وأوردتُ توضيحًا عليه هناك من الآيةِ (14). 23- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾. ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ﴾ قال: قد مرَّ تفسيرُ المحصناتِ المؤمنات. وقصدهُ في الآيةِ الرابعةِ من السورة ﴿ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ... ﴾، وكان مما قالَ هناك: المرادُ بالمحصناتِ هنا: العفائف، وقد مضَى في سورةِ النساءِ ذكرُ الإحصان، وما يحتملهُ من المعاني. ومما قالَهُ في: ﴿ الَّذِينَ يَرْمُونَ ﴾: استعارَ الرميَ للشتمِ بفاحشةِ الزنا لكونهِ جنايةً بالقول.. ويسمَّى هذا الشتمُ بهذه الفاحشةِ الخاصةِ قذفاً. ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾: وذلك عذابُ جهنـم. (الطبري). 24- ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون ﴾. يومَ القـيامة. (الطبري). 26- ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾. قالَ ابنُ عاشور رحمهُ الله، عند تفسيرهِ الآيةَ (37) من سورةِ الأنفال: ﴿ لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ ﴾: الخبيث: الشيءُ الموصوفُ بالخُبثِ والخباثة، وحقيقةُ ذلك أنه حالةُ حشيةٍ لشيءٍ تجعلهُ مكروهاً، مثلُ القذرِ والوسخ. ويطلقُ الخبثُ مجازاً على الحالةِ المعنوية، من نحوِ ما ذكرنا، تشبيهاً للمعقولِ بالمحسوس، وهو مجازٌ مشهور، والمرادُ به هنا خسَّةُ النفوسِ الصادرةُ عنها مفاسدُ الأعمال. والطيّب: الموصوفُ بالطِّيب، ضدُّ الخُبثِ بإطلاقَيْه، فالكفرُ خبثٌ لأن أساسَهُ الاعتقادُ الفاسد، فنفسُ صاحبهِ تتصوَّرُ الأشياءَ على خلافِ حقايقها، فلا جرمَ أن تأتيَ صاحبَها بالأفعالِ على خلافِ وجهها... (التحرير والتنوير). 31- ﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾. ذكرَ أنه على الوجهِ الذي تقدَّمَ في حفظِ الرجالِ لفروجهم. وهو في الآيةِ السابقة. قال: ومعنى ﴿ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ﴾: أنه يجبُ عليهم حفظُها عمّا يحرمُ عليهم. وقيل: المرادُ سترُ فروجِهم عن أن يراها من لا تحلُّ له رؤيتُها. ولا مانعَ من إرادةِ المعنيين، فالكلُّ يدخلُ تحت حفظِ الفرج. 39- ﴿ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾. قالَ في تفسيرها، في الآيةِ (202) من سورةِ البقرة ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾: المعنى: أن حسابَهُ لعبادهِ في يومِ القيامةِ سريعٌ مجيؤه، فبادروا ذلك بأعمالِ الخير. أو أنه وصفَ نفسَهُ بسرعةِ حسابِ الخلائقِ على كثرةِ عددهم، وأنه لا يشغلهُ شأنٌ عن شأن، فيحاسبُهم في حالةٍ واحدة، كما قالَ تعالى: ﴿ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وٰحِدَةٍ ﴾ [سورة لقمان: 28]. 48- ﴿ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُون ﴾. أي: إذا طُلبوا إلى اتباعِ الهدَى فيما أنزلَ الله على رسوله، أعرضوا عنه، واستكبروا في أنفسهم عن اتباعه... (ابن كثير). ويعني المنافقين. 51- ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾. قال: قدَّمنا الكلامَ على الدعوةِ إلى الله ورسولهِ للحكمِ بين المتخاصمين، وذكرنا مَن تجبُ الإجابةُ إليه من القضاةِ ومن لا تجب. ا.هـ. وهو عند تفسيرِ الآيةِ (48) من السورة: ﴿ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُون ﴾. وهو في تفصيل، فليراجعْ هناك. وتفسيرُ الآية: إنما المؤمنون الصَّادقون في إيمانِهم، إذا دُعُوا إلى حُكمِ اللهِ وقضاءِ الرَّسولِ بينهم... (الواضح). 54- ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ﴾. يعني: أعرَضوا عن طاعةِ الله ورسوله. (الخازن). 55- ﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾. أي: اختارَهُ لهم. (الخازن). 56- ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ﴾. قال: تقدَّمَ الكلامُ على إقامةِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاة. ومما قالَ في (الصلاةِ) في الآيةِ الثالثةِ من سورةِ البقرة: إقامةُ الصلاةِ أداؤها بأركانها، وسننها، وهيئاتها في أوقاتها. وقالَ في (الزكاةِ) في الآيةِ (43) من سورةِ البقرة:الإيتاء: الإعطاء، يقال: آتيتهُ أي: أعطيته. والزكاةُ مأخوذةٌ من الزكاء، وهو: النماء، زكا الشيءُ: إذا نما وزاد، ورجلٌ زكيّ، أي: زائدُ الخير. وسمِّيَ إخراجُ جزءٍ من المالِ زكاة، أي: زيادة، مع أنه نقصٌ منه؛ لأنها تكثرُ بركتهُ بذلك، أو تُكثِرُ أجرَ صاحبه. وقيل: الزكاةُ مأخوذةٌ من التطهير، كما يقال: زكا فلان: أي: طهر. والظاهرُ أن الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، ونحوها، قد نقلها الشرعُ إلى معانٍ شرعية، هي المرادةُ بما هو مذكورٌ في الكتابِ والسنةِ منها. 57- ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾. ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيره. وقد قالَ في الآيةِ (162) من سورةِ آل عمران: ﴿ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ ﴾: ﴿ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ﴾ أي: المكانُ الذي يأوي إليه هو النار... والمأوى: ما يأوي إليه الإنسان، ﴿ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ ﴾: ما صارَ إليه من عذابِ النار. 59- ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾. قال: كرَّرَ ما تقدَّمَ للتأكيد. وقصدهُ في الآيةِ السابقة: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم ﴾، قال: أي: مثلُ ذلك التبيينِ يبيِّنُ الله لكم الآياتِ الدالَّةَ على ما شرعَهُ لكم من الأحكام، ﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾: كثيرُ العلمِ بالمعلومات، وكثيرُ الحكمةِ في أفعاله. 61- ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾. ذكرَ أنه تكرَّرَ تأكيدًا لما سبق. ويعني في الآيةِ (58) من السورة: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم ﴾، قال: أي: مثلُ ذلك التبيينِ يبيِّنُ الله لكم الآياتِ الدالَّةَ على ما شرعَهُ لكم من الأحكام.. 63- ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ﴾. ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ ﴾: (قد) للتحقيقِ بطريقِ الاستعارة؛ لاقتضاءِ الوعيدِ إياه ... والمعنى: يعلمُ الله الذين يخرجون من الجماعة... (روح البيان). ﴿ عَذَابٌ أَلِيم ﴾: وجيعٌ في الآخرة. وقيل: عذابٌ أليمٌ عاجلٌ في الدنيا. (البغوي). سورة الفرقان 1- ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾. النذير: المحذِّرُ من الشرّ. والرسولُ من عندِ الله نذير، وقد يكونُ نذيراً ليس برسول، كما رُوي في ذي القرنين، وكما وردَ في رسلِ رسلِ الله إلى الجنّ، فإنهم نُذرٌ وليسوا برسلِ الله. (ابن عطية). 10- ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾. قالَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الجنات: البساتين. والضميرُ في قوله: ﴿ مِن تَحْتِهَا ﴾ عائدٌ إلى الجنات؛ لاشتمالها على الأشجار، أي: من تحتِ أشجارها. (باختصار). 15- ﴿ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ﴾. ... مَن اتَّقاهُ في الدنـيا بطاعتهِ فيما أمرَهُ ونهاه؟ (الطبري).
__________________
|
#37
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#38
|
||||
|
||||
![]() 140- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾. فسَّرها في الآيةِ (9) بقوله: الغالبُ القاهرُ لهؤلاء بالانتقامِ منهم، مع كونهِ كثيرَ الرحمة، ولذلك أمهلهم، ولم يعاجلهم بالعقوبة. أو المعنى: أنه منتقمٌ من أعدائه، رحيمٌ بأوليائه. 141- ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴾. ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرهُ في قصةِ هودٍ المذكورةِ قبلَ هذه القصة. هكذا في المطبوع، ويعني قصةَ عاد، وهي الآيات (123 – 139) من السورة. وقد أحالَ تفسيرها هناك إلى قصةِ نوحٍ عليه السلام. وقد قالَ في مثلِ هذه الآية، في الآيةِ (123): ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِين ﴾: أنَّثَ الفعلَ باعتبارِ إسنادهِ إلى القبيلة؛ لأن عاداً اسمُ أبيهم الأعلى. ومعنى تكذيبهم المرسَلين مع كونهم لم يكذِّبوا إلا رسولاً واحداً، قد تقدَّمَ وجههُ في قصةِ نوحٍ قريباً. ا.هـ. وهو في الآيةِ (105) من السورة: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِين ﴾، فقال: أوقعَ التكذيبَ على المرسَلين، وهم لم يكذِّبوا إلاّ الرسولَ المرسَلَ إليهم، لأن من كذَّبَ رسولاً فقد كذَّبَ الرسل؛ لأن كلَّ رسولٍ يأمرُ بتصديقِ غيرهِ من الرسل. وقيل: كذَّبوا نوحاً في الرسالة، وكذَّبوهُ فيما أخبرهم به من مجيءِ المرسَلين بعده. 142- ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾. قالَ في الآيةِ (106) من السورةِ ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُون ﴾ أي: أخوهم من أبيهم، لا أخوهم في الدين. وقيل: هي أخوَّةُ المجانسة، وقيل: هو من قولِ العرب: يا أخا بني تميم، يريدون واحداً منهم. ﴿ أَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ أي: ألا تتقون الله بتركِ عبادةِ الأصنام، وتجيبون رسولَهُ الذي أرسلَهُ إليكم؟ 143- ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾. قالَ في الآيةِ (107) من السورة: أي: إني لكم رسولٌ من الله، أمينٌ فيما أبلِّغكم عنه، وقيل: أمينٌ فيما بينكم، فإنهم كانوا قد عرفوا أمانتَهُ وصدقه. 144- ﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾. قالَ في الآيةِ (108) من السورة: أي: اجعلوا طاعةَ الله وقايةً لكم من عذابه، وأطيعوني فيما آمركم به عن الله، من الإيمانِ به، وتركِ الشرك، والقيامِ بفرائضِ الدين. 145- ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. قالَ في الآيةِ (109) من السورة: أي: ما أطلبُ منكم أجراً على تبليغِ الرسالة، ولا أطمعُ في ذلك منكم، ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ الذي أطلبهُ وأريدهُ ﴿ إِلاَّ عَلَىٰ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴾ أي: ما أجري إلاّ عليه. 147- ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾. فسَّرهما في الآيةِ (134) من السورةِ بالبساتينِ والأنهارِ والأبيار. 150- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾. قالَ في الآيةِ (108) من السورة: أي: اجعلوا طاعةَ الله وقايةً لكم من عذابه، وأطيعوني فيما آمركم به عن الله، من الإيمانِ به، وتركِ الشرك، والقيامِ بفرائضِ الدين. 154- ﴿ مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾. يقولُ تعالَى ذكرهُ مُخبرًا عن قـيلِ ثمودَ لنبـيِّها صالح: ما أنتَ يا صالحُ إلاّ بشرٌ مثلُنا مِن بني آدم، تأكلُ ما نأكل، وتشربُ ما نشرب، ولستَ بربٍّ ولا ملَك، فعلامَ نتَّبعك؟ فإن كنتَ صادقًا في قـيـلِك، وأن الله أرسلكَ إلينا، ﴿ فَأْتِ بِآيَةً ﴾ يعني بدلالةٍ وحجةٍ علـى أنك محقٌّ فيما تقول. (الطبري). 156- ﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ ... فيَحِلَّ بكم مِن اللهِ عذابُ يومٍ عظيمٌ عذابُه. (الطبري). 158- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾. إنّ في إهلاكِ ثمودَ بما فعلت من عقرها ناقةَ الله، وخلافِها أمرَ نبيِّ الله صالح، لعبرةً لمن اعتبرَ به يا محمدُ من قومك، ﴿ وَما كانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ ﴾ يقول: ولن يؤمنَ أكثرهم في سابقِ علمِ الله. (الطبري). 159- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾. فسَّرها في الآيةِ (9) بقوله: الغالبُ القاهرُ لهؤلاء بالانتقامِ منهم، مع كونهِ كثيرَ الرحمة، ولذلك أمهلهم، ولم يعاجلهم بالعقوبة. أو المعنى: أنه منتقمٌ من أعدائه، رحيمٌ بأوليائه. 160- ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾. قالَ في مثلِ هذه الآية، في الآيةِ (123) من السورة: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِين ﴾: أنَّثَ الفعلَ باعتبارِ إسنادهِ إلى القبيلة؛ لأن عاداً اسمُ أبيهم الأعلى... ا.هـ. وهو في الآيةِ (105) من السورة: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِين ﴾، فقال: أوقعَ التكذيبَ على المرسَلين، وهم لم يكذِّبوا إلاّ الرسولَ المرسَلَ إليهم، لأن من كذَّبَ رسولاً فقد كذَّبَ الرسل؛ لأن كلَّ رسولٍ يأمرُ بتصديقِ غيرهِ من الرسل. وقيل: كذَّبوا نوحاً في الرسالة، وكذَّبوهُ فيما أخبرهم به من مجيءِ المرسَلين بعده. 161- ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾. قالَ في الآيةِ (106) من السورةِ ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُون ﴾ أي: أخوهم من أبيهم، لا أخوهم في الدين. وقيل: هي أخوَّةُ المجانسة، وقيل: هو من قولِ العرب: يا أخا بني تميم، يريدون واحداً منهم. ﴿ أَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ أي: ألا تتقون الله بتركِ عبادةِ الأصنام، وتجيبون رسولَهُ الذي أرسلَهُ إليكم؟ 162- ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾. قالَ في الآيةِ (107) من السورة: أي: إني لكم رسولٌ من الله، أمينٌ فيما أبلِّغكم عنه، وقيل: أمينٌ فيما بينكم، فإنهم كانوا قد عرفوا أمانتَهُ وصدقه. 163- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾. قالَ في الآيةِ (108) من السورة: أي: اجعلوا طاعةَ الله وقايةً لكم من عذابه، وأطيعوني فيما آمركم به عن الله، من الإيمانِ به، وتركِ الشرك، والقيامِ بفرائضِ الدين. 164- ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. قالَ في الآيةِ (109) من السورة: أي: ما أطلبُ منكم أجراً على تبليغِ الرسالة، ولا أطمعُ في ذلك منكم، ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ الذي أطلبهُ وأريدهُ ﴿ إِلاَّ عَلَىٰ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴾ أي: ما أجري إلاّ عليه. 173- ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾. ﴿ وَأمْطَرْنَا عَلـيهِمْ مَطَراً ﴾: وذلك إرسالُ اللهِ عليهم حجارةً من سجِّيـلٍ من السماء، ﴿ فَساءَ مَطَرُ الـمُنْذَرِينَ ﴾ يقول: فبئسَ ذلكَ المطرُ مطرُ القومِ الذين أنذرَهُم نبيُّهم فكذَّبوه. (الطبري). 174- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾. إن في إهلاكنا قومَ لوطٍ الهلاكَ الذي وصفنا بتكذيبهم رسولنا، لعبرةً وموعظةً لقومِكَ يا محمد، يتعظون بها في تكذيبهم إيّاك، وردِّهم عليكَ ما جئتَهم به من عندِ ربِّك من الحقّ، ﴿ وَمَا كَانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ ﴾ في سابقِ علمِ الله. (الطبري). 175- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾. فسَّرها في الآيةِ (9) من السورةِ بقوله: الغالبُ القاهرُ لهؤلاء بالانتقامِ منهم، مع كونهِ كثيرَ الرحمة، ولذلك أمهلهم، ولم يعاجلهم بالعقوبة. أو المعنى: أنه منتقمٌ من أعدائه، رحيمٌ بأوليائه. 176- ﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾. قالَ في مثلِ هذه الآية، في الآيةِ (105) من السورة: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِين ﴾: أوقعَ التكذيبَ على المرسَلين، وهم لم يكذِّبوا إلاّ الرسولَ المرسَلَ إليهم، لأن من كذَّبَ رسولاً فقد كذَّبَ الرسل؛ لأن كلَّ رسولٍ يأمرُ بتصديقِ غيرهِ من الرسل. وقيل: كذَّبوا نوحاً في الرسالة، وكذَّبوهُ فيما أخبرهم به من مجيءِ المرسَلين بعده. 177- ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾. ألا تتَّقونَ عقابَ اللهِ على معصيتِكم ربَّكم؟ (الطبري). 178- ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾. قالَ في الآيةِ (107) من السورة: أي: إني لكم رسولٌ من الله، أمينٌ فيما أبلِّغكم عنه، وقيل: أمينٌ فيما بينكم، فإنهم كانوا قد عرفوا أمانتَهُ وصدقه. 179- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾. قالَ في الآيةِ (108) من السورة: أي: اجعلوا طاعةَ الله وقايةً لكم من عذابه، وأطيعوني فيما آمركم به عن الله، من الإيمانِ به، وتركِ الشرك، والقيامِ بفرائضِ الدين. 180- ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قالَ في الآيةِ (109) من السورة: أي: ما أطلبُ منكم أجراً على تبليغِ الرسالة، ولا أطمعُ في ذلك منكم، ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ الذي أطلبهُ وأريدهُ ﴿ إِلاَّ عَلَىٰ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴾ أي: ما أجري إلاّ عليه. (وقد أوردَ المؤلفُ تفسيرَ أولِ الآيةِ في آخرِ الفقرةِ من تفسيره). 183- ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾. ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيره. وقد قال في الآيةِ (60) من سورةِ البقرة، ما مختصره: عثَى يعثي عثيًا، وعثا يعثو عثواً، وعاثَ يعيثُ عيثاً، لغات، بمعنى أفسد. وقوله: ﴿ مُفْسِدِينَ ﴾ حالٌ مؤكدة... في الكشاف: العثي: أشدُّ الفساد، فقيل لهم: لا تمادوا في الفسادِ في حالِ فسادكم؛ لأنهم كانوا متمادين فيه. ا.هـ. وقالَ الإمامُ الطبري بما يناسبُ الآية: ولا تنقصوا الناسَ حقوقَهم في الكيلِ والوزن، ولا تُكثروا في الأرضِ الفساد. (الطبري). 184- ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾. واخشَوا اللهَ واحذَروا نقمتَهُ إذا خالفتُم أمرَه. (الواضح). 185- ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾. قالَ له قومهُ مكذِّبينَ بنبوَّتهِ ورسالتِه: ما أنتَ سِوَى رجلٍ مسحور، قد مسَّكَ الجِنّ. (الواضح). وقد أوردَ المؤلفُ لفظَ (المسحَّرين) في آخرِ الفقرة وأنه بمعنى (المخلوقين)، ربما عن ابن عباس رضيَ الله عنهما. 186- ﴿ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾. وما أنتَ إلاّ بشرٌ مثلُنا تأكلُ وتشرب... (الطبري). 190- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾. إن في تعذيبنا قومَ شُعيبٍ عذابَ يومِ الظُّلَّة، بتكذيبِهم نبيّهم شُعيبـاً، لآيةً لقومِكَ يا محمد، وعبرةً لمن اعتبر، إن اعتبروا أن سنَّتَنا فيهم بتكذيبِهم إيّاكَ سنَّتُنا في أصحابِ الأيكة، ﴿ وَما كانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ ﴾ في سابقِ علمِنا فـيهم. (الطبري). 191- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾. فسَّرها في الآيةِ (9) من السورةِ بقوله: الغالبُ القاهرُ لهؤلاء بالانتقامِ منهم، مع كونهِ كثيرَ الرحمة، ولذلك أمهلهم، ولم يعاجلهم بالعقوبة. أو المعنى: أنه منتقمٌ من أعدائه، رحيمٌ بأوليائه. 195- ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾. فصيح، ومصحَّحٍ عمّا صحَّفتهُ العامَّة. (النسفي). 205- ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِين ﴾. جعلنا مشركي قريشٍ متمتِّعين منتفعين. (روح البيان). 207- ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُون ﴾. تمتعُهم بنعيمِ الدنيا. (البغوي). سورة النمل 3- ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾. يصدِّقون بأنها كائنةٌ ويعلَمونها علمًا يقينًا. (روح البيان). 7- ﴿ إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ ﴾. أي: عن حالِ الطريق: أين هو؟ والسين للدلالة على بُعدٍ المسافة، أو لتحقيقِ الوعدِ بالإتيان، وإن أبطأَ فيكونُ للتأكيد. (روح البيان). 10- ﴿ وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ﴾. ﴿ وَلَّى ﴾: رجعَ وأعرضَ موسى ﴿ مُدْبِرًا ﴾ قالَ في "كشف الأسرار": أدبرَ عنها وجعلها تلي ظهره. (روح البيان). 11- ﴿ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ فإنِّي أغفرُ ذنبَهُ وأرحمُه. (الواضح). 12- ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾. ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ﴾ قال: المرادُ بالجيبِ هو المعروف.ا.هـ. قالَ البغوي: الجيبُ حيثُ جِيبَ من القميص، أي قُطِع. ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾: خارجين عن أمرِ الله، كافرين. (النسفي). 14- ﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾. إفسادِهم في الأرضِ ومعصيتِهم فـيها ربَّهم. (الطبري). 24- ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾. وحسَّن. (الطبري). 30-﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾. فسَّرَ البسملةَ في سورةِ الفاتحة، وموجزُ ما انتهى إليه من معناها: أن لفظَ (اسم) من سَمَوَ، و(الله) علَمٌ لذاتِ الواجبِ الوجود، لم يُطلَقْ على غيره، وأصله: (إله) حُذفتِ الهمزةُ وعُوِّضتْ عنها أداةُ التعريف، فلزمت. و﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾: اسمانِ مشتقانِ من الرحمةِ على طريقِ المبالغة، و(رحمان) أشدُّ مبالغةً من (رحيم). 38- ﴿ قَالَ يَاأَيُّهَا المَلأُ ﴾. فسَّرَ (الملأ) في الآيةِ (32) من السورةِ بأنهم أشرافُ القوم. 44- ﴿ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ﴾. أي: مصنوعٌ من الزجاجِ الصافي، وليس بماء. جمعُ قارورة. وفي القاموس: القارورة: ما قرَّ فيه الشرابُ ونحوه، أو يُخَصُّ بالزجاج. (روح البيان). 45- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾. قالَ في الآيةِ (72) من سورةِ الأعراف: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾ أي: وأرسلنا إلى ثمودَ أخاهم. وثمودُ قبيلة، سمُّوا باسمِ أبيهم. وفي الآيةِ (50) من سورةِ هود: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ﴾ بيَّن معنى ﴿ أَخَاهُمْ ﴾ بأنه: واحدٌ منهم. 50- ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا﴾. غدروا غدراً، حين قصدوا تبييتَ صالحٍ والفتكَ به. (البغوي). وضَّحَهُ الإمامُ الطبريُّ بقوله: غدرَ هؤلاء التسعةُ الرهطُ الذين يفسدون في الأرضِ بصالح بمصيرهم إليه لـيلاً ليقتلوهُ وأهلَه. (الطبري). 52- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾. لعظةً وعبرة. (الطبري).
__________________
|
#39
|
||||
|
||||
![]() عون البصير على فتح القدير (20) أ. محمد خير رمضان يوسف الجزء العشرون (سورة النمل 59 - 93، سورة القصص، سورة العنكبوت 1 - 45) تابع (سورة النمل) 77- ﴿ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾. قالَ في تفسيرِ اللفظين، في الآيةِ (154) من سورةِ الأعراف: الهُدَى: ما يهتدون به من الأحكام، والرحمة: ما يحصلُ لهم من الله عند عملهم بما فيها من الرحمةِ الواسعة. 83- ﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا ﴾ . ممَّن يكذِّبُ بأدلَّتِنا وحُجَجِنا. (الطبري). 87- ﴿ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِين ﴾. أي: كلُّ الذين أُحيوا بعدَ الموت. (البغوي). 93- ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾. أي: بل هو شهيدٌ على كلِّ شيء. (ابن كثير). وقالَ الإمامُ الطبري: وما ربُّكَ يا محمدُ بغافلٍ عما يعملُ هؤلاء المشركون، ولكنْ لهم أجلٌ هم بالغوه، فإذا بلغوهُ فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون. يقولُ تعالَى ذكرهُ لنبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: فلا يحزنْكَ تكذيبُهم إيّاك، فإني من وراءِ إهلاكِهم، وإني لهم بالمرصاد، فأيقنْ لنفسِكَ بـالنصر، ولعدوِّكَ بـالذلِّ والخزي. سورة القصص 6- ﴿ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون ﴾. ﴿ وَهَامَانَ ﴾: هو وزيرُ فرعونَ وأكبرُ رجاله، فذُكِرَ لمحلِّهِ من الكفر، ولنباهتهِ في قومه، فله في هذا الموضعِ صَغارٌ ولعنةٌ لا شرف. (ابن عطية). ﴿ وَجُنُودَهُمَا ﴾: وعساكرهما. (روح البيان). 8- ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين ﴾. ﴿ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾: عدوًّا، وهمًّا وغمًّا. (الواضح). ﴿ وَهَامَانَ ﴾: هو وزيرُ فرعونَ وأكبرُ رجاله. (ابن عطية). 9- ﴿وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ﴾. ﴿ قُرَّةُ عَيْنٍ ﴾: قرَّت عينهُ تَقَرّ: سُرَّت. (مفردات الراغب). ﴿ لِي وَلَكَ ﴾: لتفخيمِ شأنِ القرَّةِ عدلتْ عن (لنا) إلى ﴿ لِي وَلَكَ ﴾، وكأنها لما تعلمُ من مزيدِ حبِّ فرعونَ إيّاها، وأن مصلحتَها أهمُّ عندهُ من مصلحةِ نفسه، قدَّمتْ نفسَها عليه، فيكونُ ذلك أبلغَ في ترغيبهِ بتركِ قتله. (روح المعاني). 13- ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ ﴾: قرَّتْ عينهُ تَقَرّ: سُرَّت. (مفردات الراغب). 16- ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾. إن اللهَ هو الساترُ على المنيبين إليهِ مِن ذنوبهم على ذنوبهم، المتفضِّلُ عليهم بالعفوِ عنها، الرحيمُ للناسِ أن يعاقبَهم على ذنوبهم بعد ما تابوا منها. (الطبري). 18- ﴿ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِين ﴾. ﴿ يَتَرَقَّبُ ﴾: يترصَّد. ﴿ لَغَوِيٌّ ﴾: ضالّ. (روح المعاني). 19- ﴿ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا﴾. قال: تقدَّمَ معنى "يبطش" واختلافُ القرّاءِ فيه. وقد قالَ في الآيةِ (130) من سورةِ الشعراء: ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾: البطش: السطوةُ والأخذُ بالعنف... 20- ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ﴾. قوله: ﴿ مِنْ أقْصَى الـمَدِينَةِ ﴾ يقول: من آخرِ مدينةِ فرعون، ﴿ يَسْعَى ﴾ يقول: يعجِّل. (الطبري). 21- ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾. أي: يتلفَّت. (ابن كثير). 29- ﴿ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ ﴾. ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرهُ في سورةِ طه وفي سورةِ النمل. وفي الآيةِ السابعةِ من السورةِ الأخيرةِ قولهُ تعالى: ﴿ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ ﴾. قال: ﴿ إِنّي آنَسْتُ نَاراً ﴾: أبصرتها، ﴿ سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَر ﴾: السينُ تدلُّ على بُعدِ مسافةِ النار. ا.هـ. وقد قالَ في الآيةِ (46) من هذه السورة: ﴿ الطُّورِ ﴾: الجبلِ المسمَّى بالطور. 30- ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾. ﴿ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ ﴾: بركةُ البقعةِ هي ما خُصَّتْ به من آياتِ الله تعالى وأنوارهِ وتكليمهِ لموسى عليه السلام. (ابن عطية). ﴿ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾: يا موسَى، إنَّ الذي يكلِّمُكَ هو أنا اللهُ ربُّ الخلائقِ أجمعين. (الواضح). 31- ﴿ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ ﴾. ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرهُ في سورةِ طه وفي سورةِ النمل. وهو بألفاظٍ أخرى في الآية (21) من سورةِ طه، والآيةِ (10) من سورةِ النمل. قالَ الإمامُ الطبري في تفسيرها: فنُوديَ موسى: يا موسى أقبِلْ إليَّ ولا تخفْ مِنَ الذي تهربُ منه، إنَّكَ مِن الآمِنـينَ مِن أنْ يضرَّك، إنما هو عصاك. (الطبري). 32- ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ﴾. ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾: أدخِلْ يدكَ في جيبِكَ - وهو فتحةُ القميصِ من أعلَى الصَّدر - ثمَّ أخرِجها، تَخرجْ بيضاءَ متلألئةً تشعُّ نورًا، مِن غيرِ مرضٍ ولا أذًى كالبرَصِ ونحوِه. ﴿ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ﴾: إلى فرعونَ وقومهِ مِن الكُبراءِ والأتْباع. (الواضح). 34- ﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ﴾. من الرسالة، يعني: اجعلْهُ رسولًا معي إلى فرعون. 35- ﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُون ﴾. ﴿ عَضُدَكَ ﴾:تقولُ العربُ إذا أعزَّ رجلٌ رجلاً، وأعانَهُ ومنعَهُ ممن أرادَهُ بظلم: قد شَدَّ فلانٌ علـى عَضُدِ فلان، وهو مِن عاضدَهُ علـى أمره: إذا أعانه. ﴿ بِآيَاتِنَا ﴾:بحجتِنا وسلطانِنا الذي نجعلهُ لكما. (الطبري). 37- ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾. أي: الكافرون. (البغوي). 38- ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِين ﴾. ﴿ هَامَانُ ﴾: هو وزيرُ فرعونَ وأكبرُ رجاله. (ابن عطية). ﴿ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ ﴾: يعني موسى، ﴿ مِنَ الْكَاذِبِين ﴾ في زعمهِ أن للأرضِ وللخلقِ إلهاً غيري، وأنه رسوله. (البغوي). 40- ﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ﴾. فجمعنا فرعونَ وجنودَهُ مِن القبطِ. (الطبري). 42- ﴿ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ﴾. وألزمنا فرعونَ وقومَهُ ... (الطبري). 45- ﴿ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا ﴾. وهم شعيبٌ عليه السلامُ والمؤمنون. (روح المعاني). 50- ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾. وليسَ هناكَ أضلُّ ممَّن تابعَ هواهُ ورغبتَهُ بغيرِ دليلٍ مِن اللهِ العليمِ الحكيم. (الواضح). 58- ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ﴾. أي: في معيشتها، أي أشَرتْ وطَغت. قالَ عطاء: عاشوا في البطر، فأكلوا رزقَ الله، وعبدوا الأصنام. (البغوي). 60- ﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ﴾. من زينتها التي يتزيَّنُ به فـيها. (الطبري). 65- ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾. ويومَ ينادي الله هؤلاء المشركين. (الطبري)، يومَ القيامة... (ابن كثير)، أي: واذكرْ يومَ ينادي الله الكفارَ نداءَ تقريعٍ وتوبيخ. (روح البيان). 72- ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ﴾. قالَ في الآيةِ (71) من السورة: أي: أخبروني. يتبع
__________________
|
#40
|
||||
|
||||
![]() 74- ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾. قال: كرَّرَ سبحانهُ هذا لاختلافِ الحالتين؛ لأنهم يُنادَون مرةً فيَدعون الأصنام، ويُنادَون أخرى فيَسكتون، وفي هذا التكريرِ أيضاً تقريعٌ بعد تقريع، وتوبيخٌ بعد توبيخ. ا.هـ. وقد قالَ في مثلها في الآيةِ (61) من السورة: أي: يومَ ينادي الله سبحانهُ هؤلاء المشركين ﴿ فَيَقُولُ ﴾ لهم: ﴿ أَيْنَ شُرَكَائِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ أنهم ينصرونكم ويشفعون لكم؟. 76- ﴿ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ﴾. يعنـي: أُولي الشدَّة. (الطبري). 78- ﴿ وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُون ﴾. المشركون. (الواضح). 79- ﴿ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾. ... يا ليتَ لنا منَ الأموالِ والخدمِ والزِّينةِ مثلَما أُعطِيَ قارون. (الواضح). 80- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾. ... لمن آمنَ به وبرسله، وعملَ بما جاءتْ به رسلهُ من صالحاتِ الأعمالِ في الآخرة. (الطبري). 82- ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ﴾. ﴿ وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ ﴾ أي: الذين لما رأوهُ في زينته. ﴿ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ﴾ أي: ليس المالُ بدالٍّ على رضا الله عن صاحبه، فإن الله يعطي ويمنع، ويضيِّقُ ويوسِّع، ويخفضُ ويرفع، وله الحكمةُ التامةُ والحجةُ البالغة.. (ابن كثير). 83- ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾. والجنةُ للمتَّقين، وهم الذين اتَّقَوا معاصيَ الله، وأدَّوا فرائضه. (الطبري). 84- ﴿ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾. قال: تقدَّمَ بيانُ معنى هذه الآيةِ في سورةِ النمل. وقصدهُ الآيةُ (90) من السورة: ﴿ وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون ﴾. وقد بيَّنَ أن المرادَ بالسيئةِ الشرك، وأن قولَهُ تعالى: ﴿ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ بتقديرِ القول، أي: يقالُ ذلك، والقائلُ خزنةُ جهنم، أي: ما تُجزون إلاّ جزاءَ عملكم. 85- ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين ﴾. ﴿ لَرَادُّكَ ﴾:بعد الموت. والردُّ: الصرفُ والإرجاع. (روح البيان). ﴿ بِالْهُدَى ﴾:الذي من سلكهُ نجا. ﴿ ضَلاَلٍ مُّبِين ﴾:يعني أنه يبِينُ للمفكرِ الفَهمِ إذا تأمَّلهُ وتدبَّره، أنه ضلالٌ وجورٌ عن الهدى. (الطبري). 87- ﴿ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ ﴾. أي: لا يصرفنَّكَ ويمنعنَّكَ الكافرون. (روح البيان). سورة العنكبوت 7- ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾. قالَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الأعمالِ المستقيمة. والمرادُ هنا: الأعمالُ المطلوبةُ منهم، المفترضةُ عليهم. وفيه ردٌّ على من يقول: إن الإيمانَ بمجردهِ يكفي، فالجنةُ تُنالُ بالإيمان، والعملِ الصالح. 8- ﴿ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾. مرجعُ من آمنَ منكم ومن أشرك. (النسفي). 9- ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ﴾. قالَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة: الأعمالِ المستقيمة. والمرادُ هنا: الأعمالُ المطلوبةُ منهم، المفترضةُ عليهم. وفيه ردٌّ على من يقول: إن الإيمانَ بمجردهِ يكفي، فالجنةُ تُنالُ بالإيمان، والعملِ الصالح. 12- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ﴾. وقالَ الذين كفروا بـالله من قريشٍ للذين آمنوا بـالله منهم. (الطبري). 14- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ﴾. هذه تسليةٌ مِن اللهِ تعالَى لعبدهِ ورسولهِ محمدٍ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، يُخبرهُ عن نوحٍ عليه السلام. (ابن كثير). قصةٌ فيها تسليةٌ لمحمدٍ عليه [الصلاةُ و] السلامُ عما تضمنتهُ الآيةُ قبلها، من تعنتِ قومهِ وفتنتهم للمؤمنين وغيرِ ذلك. وفيها وعيدٌ لهم بتمثيلِ أمرهم بأمرِ قومِ نوح. (ابن عطية). أرسلنا نوحًا للدعوةِ إلى التوحيدِ وطريقِ الحق، مِن قبلِ إرسالنا إيّاك َ يا محمد، ﴿ إِلَى قَوْمِهِ ﴾: وهم أهلُ الدنيا كلِّها. والفرقُ بين عمومِ رسالتهِ وبين عمومِ رسالةِ نبيِّنا عليه الصلاةُ والسلام، أن نبيَّنا مبعوثٌ إلى من في زمانهِ وإلى من بعدهُ إلى يومِ القيامة، بخلافِ نوح، فإنه مرسَلٌ إلى جميعِ أهلِ الأرضِ في زمانهِ لا بعده. وهو أولُ نبيٍّ بُعِثَ إلى عبدةِ الأصنام؛ لأن عبادةَ الأصنامِ أولُ ما حدثتْ في قومه، فأرسلَهُ الله إليهم ينهاهم عن ذلك. وأيضًا أولُ نبيٍّ بُعِثَ إلى الأقاربِ والأجانب. وأما آدمُ فأولُ رسولِ الله إلى أولاده، بالإيمانِ به وتعليمِ شرائعه. (روح البيان، باختصار). 20- ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. إنَّ اللهَ على إنشاءِ جميعِ خَلقهِ بعد إفنائه، كهيئتهِ قبلَ فنائه، وعلى غيرِ ذلكَ ممّا يشاءُ فعله، قادر، لا يُعجزهُ شيءٌ أراده. (الطبري). 25- ﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾. أي: يلعنُ الأتباعُ المتبوعين، والمتبوعون الأتباع. (ابن كثير). واللعن: طردٌ وإبعادٌ على سبيلِ السخط، وهو من الإنسان دعاءٌ على غيره. (روح البيان). 29- ﴿ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِين ﴾. ﴿ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِين ﴾ أن العذابَ نازلٌ بنا، فعند ذلك. (البغوي). 31- ﴿ وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ﴾. لما استنصرَ لوطٌ عليه السلامُ بالله عزَّ وجلَّ عليهم، بعثَ الله لنصرتهِ ملائكة، فمرُّوا على إبراهيمَ عليه السلامُ في هيئةِ أضياف.. (ابن كثير). 33- ﴿ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾. قالَ في الآيةِ السابقة: أي: الباقين في العذاب. وهو لفظٌ مشتركٌ بين الماضي والباقي، وقد تقدَّم تحقيقه. وقيل: المعنى: من الباقين في القريةِ التي سينزلُ بها العذاب، فتعذَّبُ من جملتهم، ولا تنجو فيمن نجا. 34- ﴿ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ ﴾. قالَ في الآيةِ (31) من السورة: القريةُ هي قريةُ سدوم، التي كان فيها قومُ لوط. 36- ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ﴾. قال: تقدَّمَ ذكرهُ وذكرُ نسبهِ وذكرُ قومه، في سورةِ الأعرافِ وسورةِ هود. وقد بيَّن ذلك في الآيةِ (85) من سورةِ الأعراف، ولخصَهُ في الآيةِ (84) من سورةِ هود بقوله: أي: وأرسلنا إلى مدين - وهم قومُ شعيب - أخاهم في النسبِ شعيباً. وسمُّوا مدينَ باسمِ أبيهم، وهو مدينُ بن إبراهيم. وقيل: باسمِ مدينتهم. 38- ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾. وحسَّنَ. (الطبري). 39- ﴿ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾. واذكرْ يا محمدُ قارونَ وفرعونَ وهامان، ولقد جاءَ جميعَهم موسى ﴿ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾، يعنـي بـالواضحاتِ من الآيات، فـاستكبروا في الأرضِ عن التصديقِ بـالبـيِّناتِ من الآيات، وعن اتِّبـاع موسى صلواتُ الله علـيه. (الطبري). وقد ذكرَ المؤلفُ في الآيةِ (76) من سورةِ القصص، أن (قارون) كان من عشيرةِ موسى بنِ عمران النبـيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو ابنُ عمهِ لأبـيهِ وأمه. و(هامان) هو وزيرُ فرعونَ وأكبرُ رجاله، كما مرَّ في الآيةِ (6) من السورةِ المذكورة، في هذا المستدرك. قالَ صاحبُ (روح البيان): وتقديمُ قارونَ لشرفِ نسبهِ كما سبق، ففيه تنبيهٌ لكفارِ قريشٍ أن شرفَ نسبهم لا يخلِّصهم من العذابِ كما لم يخلِّصْ قارون. 40- ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ﴾. ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ﴾ قال: هم مدينُ وثمود. وقالَ في الآيةِ (67) من سورةِ هود: صيحَ بهم فماتوا... قيل: صيحةُ جبريل، وقيل: صيحةٌ من السماء، فتقطَّعتْ قلوبُهم وماتوا. ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ﴾وهو قارون. وقالَ في الآيةِ (81) من سورةِ القصص: خسفَ المكانُ يخسفُ خسوفاً: ذهبَ في الأرض، وخسفَ به الأرضَ خسفاً، أي: غابَ به فيها، والمعنى: أن الله سبحانهُ غيَّبهُ وغيَّبَ دارَهُ في الأرض. 45- ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾. قالَ الراغبُ في مفرداته: كلُّ صنعٍ فعلٌ، وليس كلُّ فعلٍ صنعًا، ولا يُنسَبُ إلى الحيواناتِ والجماداتِ كما يُنسَبُ إليها الفعل.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |