|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الدعاء بين السجدتين شرح حديث: (... وكان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي رب اغفر لي) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الدعاء بين السجدتين. أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة سمعه يحدث عن رجل من عبس، عن حذيفة رضي الله عنهما: (أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام إلى جنبه، فقال: الله أكبر ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة، ثم قرأ بالبقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحواً من قيامه، فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، وقال حين رفع رأسه: لربي الحمد، لربي الحمد، وكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، وكان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي، رب اغفر لي)]. هنا أورد النسائي هذه الترجمة؛ وهي: الدعاء بين السجدتين، وأورد فيه حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، وقد مر ذكره فيما مضى، وفيه ذكر جملة من ذكره ودعائه في صلاته صلى الله عليه وسلم، وقد ختم الحديث بمحل الشاهد من الترجمة، وهو أنه يقول بين السجدتين: [(رب اغفر لي، رب اغفر لي)]، وهذا هو المقصود من إيراد الحديث هنا، وقد سبق ورد الحديث فيما مضى، ولكنه أورده هنا من أجل اشتماله على ما ترجم له، وهو الدعاء بين السجدتين، وكون المصلي يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي. تراجم رجال إسناد حديث: (وكان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي رب اغفر لي) قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى] هو الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه . [حدثنا خالد]. هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا شعبة]. هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن عمرو بن مرة]. عمرو بن مرة الكوفي ثقة، عابد، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي حمزة]. هو طلحة بن يزيد الأيلي، وقد وثقه النسائي، وحديثه أخرجه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة. [عن رجل من بني عبس]. سبق أن مر الحديث فيما مضى، وذكرت أن الأظهر فيه أنه صلة بن زفر العبسي، وذلك أن صلة بن زفر عبسي، وقد جاء الحديث عن حذيفة عند ابن ماجه ، وفي طرقه أو في بعض طرقه ذكر صلة بن زفر يروي عن حذيفة بن اليمان، فيكون هو هذا المبهم، أي: كونه صلة بن زفر؛ من جهة أن هذا الذي هو صلة عبسي، ومن جهة أن الحديث جاء في سنن ابن ماجه في بعض طرقه: صلة يرويه عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، والحديث سبق أن مر، ولعله برقم ألف وثمانية وستين، وصلة بن زفر ثقة، جليل، حديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن حذيفة بن اليمان]. صحابي ابن صحابي، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. رفع اليدين بين السجدتين تلقاء الوجه حديث ابن عباس في رفع اليدين بين السجدتين تلقاء الوجه وتراجم رجال إسناده قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب رفع اليدين بين السجدتين تلقاء الوجه.أخبرنا موسى بن عبد الله بن موسى البصري حدثنا النضر بن كثير أبو سهل الأزدي (صلى إلى جنبي عبد الله بن طاوس بمنى في مسجد الخيف، فكان إذا سجد السجدة الأولى فرفع رأسه منها رفع يديه تلقاء وجهه، فأنكرت أنا ذلك، فقلت لـوهيب بن خالد: إن هذا يصنع شيئاً لم أر أحداً يصنعه، فقال له وهيب: تصنع شيئاً لم نر أحداً يصنعه، فقال عبد الله بن طاوس: رأيت أبي يصنعه. وقال أبي: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يصنعه، وقال عبد الله بن عباس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه)]. هنا أورد النسائي هذه الترجمة؛ وهي: رفع اليدين تلقاء الوجه بين السجدتين، وأورد فيه حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، وإضافته ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يفعله. قوله: [أخبرنا موسى بن عبد الله بن موسى البصري]. موسى بن عبد الله بن موسى البصري مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده. [حدثنا النضر بن كثير أبو سهل الأزدي]. قال عنه الحافظ في التقريب: إنه ضعيف، عابد، وفي ترجمته في تهذيب التهذيب لم يذكر توثيقه عن أحد، ولهذا اكتفى الحافظ بالتقريب بأن قال: ضعيف، ووصفه بأنه عابد مع ضعفه، ومن المعلوم أنه تكون العبادة مع الضعف؛ لأن الضعف يرجع إلى الحفظ، ويرجع إلى أمور أخرى، وأما العبادة قد لا تكون من الشخص الضعيف، ولا تنافي، بين هذا وهذا، فيكون ضعيفاً يعني في روايته، وفي حفظه، وفي تحمله، ويكون عابداً، مكثراً من العبادة لله عز وجل، وحديثه أخرجه أبو داود والنسائي. [عبد الله بن طاوس]. ثقة، فاضل، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. [عن أبيه]. هو طاوس بن كيسان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، [عن ابن عباس]. هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والذين مر ذكرهم قريباً. والشيخ الألباني صحح الحديث، ولعل ذلك لكونه جاء من طرق أخرى، وإلا فإن النضر بن كثير لم يوثقه أحد، بل كل الذين ذكرهم الحافظ ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب مما كان عند المزي، وما كان أضافه على المزي، كلهم ضعفوه، وتكلموا فيه بالضعف، ولم يوثقه أحد، وإنما الذي أشار إليه الفلاس، أشار إلى عبادته فقط، قال: حدثنا النضر بن كثير وكان يعد من الأبدال، يقصد بذلك أنه عابد، ولهذا الحافظ ابن حجر جمع بين اللفظين فقال: ضعيف، عابد. كيف الجلوس بين السجدتين شرح حديث: (كان رسول الله إذا سجد خوى بيديه ... وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الجلوس بين السجدتين. أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم حدثنا مروان بن معاوية حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثني يزيد بن الأصم عن ميمونة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد خوى بيديه حتى يرى وضح إبطيه من ورائه، وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى)]. هنا أورد النسائي هذه الترجمة: كيف الجلوس بين السجدتين، والمراد من ذلك أنه يجلس مفترشاً رجله اليسرى كما جاء في هذا الحديث، [وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى]، ومعناه: أنه يجلس على رجله اليسرى، لا يتورك كما يحصل في التشهد الأخير، وإنما يفترش، وأورد النسائي فيه حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله تعالى عنها وأرضاها أم المؤمنين: [(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد خوى بيديه حتى يرى وضح إبطيه)]، ومعنى (خوى): أنه يرفع بطنه عن الأرض، ويجافي عضديه عن جنبيه حتى يكون ما بينهما خاوياً؛ أي: خالياً؛ حتى يكون هناك خلو وفراغ بين الجنبين والعضدين، وبين البطن والأرض، وذلك بأن يسجد على أعضائه التي هي الركبتان، واليدان، وأطراف القدمين، ولا يعتمد بيديه على فخذيه أو على جنبه، وإنما يضعهما على الأرض، ويجافي عضديه عن جنبيه، فيكون الاعتماد على أعضاء السجود، ولا يكون السجود كهيئة الكسلان الذي تسجد أعضاؤه بعضها على بعض، فتكون يديه على فخذيه وعلى جنبه، وبطنه على فخذيه والأرض، وفخذيه على ساقيه، فيكون راكباً بعضه فوق بعض، لم يكن معتمداً على أعضاء سجوده، [(وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى)]. تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا سجد خوى بيديه ... وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى) قوله: [أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم].لقبه دحيم، جمع فيه بين الاسم والنسب واللقب، وكلمة دحيم مأخوذة من عبد الرحمن، وأحياناً تؤخذ الألقاب من الأسماء، وكثيراً ما تكون الألقاب مأخوذة من الأسماء، ويأتي ذكر ألقاب لا علاقة لها بالأسماء، لكن هذا مما كان اللقب مأخوذاً من الاسم، يعني دحيم مأخوذ من عبد الرحمن، ومثل عبدان مأخوذة من عبد الله بن عثمان المروزي لقبه عبدان، وهو من شيوخ البخاري، ويأتي ذكره كثيراً باللقب عبدان، وهكذا تأتي الألقاب أحياناً مأخوذة من الأسماء، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي ثقة، حافظ، متقن، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه . [حدثنا مروان بن معاوية]. هو مروان بن معاوية الفزاري، وهو ثقة، حافظ، كان يدلس أسماء الشيوخ، أي: أنه يذكر شيوخه عندما يروي عنهم بغير ما يشتهرون به، فيكون في ذلك تعمية وتوعير للطريق التي توصل إلى معرفة الشخص، وقد يبحث عن الترجمة بهذا الاسم الذي دلس فيقال: إنه لم يعثر له على ترجمة، مع أنه معروف، ولكنه ذكر بغير ما اشتهر به، ومروان بن معاوية الفزاري كان يدلس أسماء الشيوخ. والتدليس ينقسم إلى تدليس إسناد، وتدليس شيوخ؛ وتدليس الإسناد أن يروي الراوي عن شيخه ما لم يسمعه منه بلفظ موهم السماع، وأما تدليس الشيوخ فهو أن يذكر شيوخه أو بعض شيوخه بغير ما اشتهر به، فيعمي ذلك على الناس عندما يبحثون في أسماء الشيوخ لا يجدون، كأن يذكر كنيته مع نسبته إلى جده، أو يذكر كنيته مع نسبته إلى بلده، ويذكره بغير ما اشتهر به، فإن هذا هو تدليس الشيوخ، ومروان بن معاوية هذا معروف بهذا، وقد سبق أن مر بنا في المصطلح أنه كان يدلس في روايته محمد بن سعيد المصلوب، وكان يذكره بصيغ مختلفة، وذكرت أن منهم الخطيب البغدادي، وكان يفعل ذلك في ذكر شيوخه، يأتي بهم على صيغ مختلفة منها ما يشتهرون به، ومنها ما لا يشتهرون به، وحديث مروان بن معاوية الفزاري خرجه أصحاب الكتب الستة. [حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم]. مقبول، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [حدثني يزيد بن الأصم]. يقال: له رؤية ولا يثبت، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. قالوا: هو ابن أخت ميمونة، أي: فيه صلة بينه وبين ميمونة رضي الله تعالى عنها وأرضاها. [عن ميمونة]. أم المؤمنين هي بنت الحارث الهلالية، حديثها عند أصحاب الكتب الستة.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() |