شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله - الصفحة 33 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 8140 )           »          الشـهرة بين الطلـب والـهـرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          طفلك وقوقعة الخجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الأكاديميون للآباء: تعويد أبنائكم على استثمار الوقت..ليس من المستحيلات! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 39 - عددالزوار : 13100 )           »          كن فيكون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أخلاق العمل في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 530 )           »          تقويم السلوك الأناني لدى طفلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1063 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 6897 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2021, 08:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

الدعاء بين السجدتين

شرح حديث: (... وكان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي رب اغفر لي)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الدعاء بين السجدتين.
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة سمعه يحدث عن رجل من عبس، عن حذيفة رضي الله عنهما: (أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام إلى جنبه، فقال: الله أكبر ذو الملكوت، والجبروت، والكبرياء، والعظمة، ثم قرأ بالبقرة، ثم ركع، فكان ركوعه نحواً من قيامه، فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، وقال حين رفع رأسه: لربي الحمد، لربي الحمد، وكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، وكان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي، رب اغفر لي)].
هنا أورد النسائي هذه الترجمة؛ وهي: الدعاء بين السجدتين، وأورد فيه حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، وقد مر ذكره فيما مضى، وفيه ذكر جملة من ذكره ودعائه في صلاته صلى الله عليه وسلم، وقد ختم الحديث بمحل الشاهد من الترجمة، وهو أنه يقول بين السجدتين: [(رب اغفر لي، رب اغفر لي)]، وهذا هو المقصود من إيراد الحديث هنا، وقد سبق ورد الحديث فيما مضى، ولكنه أورده هنا من أجل اشتماله على ما ترجم له، وهو الدعاء بين السجدتين، وكون المصلي يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي.
تراجم رجال إسناد حديث: (وكان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي رب اغفر لي)
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى]
هو الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في كتاب القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه .
[حدثنا خالد].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو بن مرة].
عمرو بن مرة الكوفي ثقة، عابد، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي حمزة].
هو طلحة بن يزيد الأيلي، وقد وثقه النسائي، وحديثه أخرجه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن رجل من بني عبس].
سبق أن مر الحديث فيما مضى، وذكرت أن الأظهر فيه أنه صلة بن زفر العبسي، وذلك أن صلة بن زفر عبسي، وقد جاء الحديث عن حذيفة عند ابن ماجه ، وفي طرقه أو في بعض طرقه ذكر صلة بن زفر يروي عن حذيفة بن اليمان، فيكون هو هذا المبهم، أي: كونه صلة بن زفر؛ من جهة أن هذا الذي هو صلة عبسي، ومن جهة أن الحديث جاء في سنن ابن ماجه في بعض طرقه: صلة يرويه عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، والحديث سبق أن مر، ولعله برقم ألف وثمانية وستين، وصلة بن زفر ثقة، جليل، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن حذيفة بن اليمان].
صحابي ابن صحابي، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
رفع اليدين بين السجدتين تلقاء الوجه

حديث ابن عباس في رفع اليدين بين السجدتين تلقاء الوجه وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب رفع اليدين بين السجدتين تلقاء الوجه.
أخبرنا موسى بن عبد الله بن موسى البصري حدثنا النضر بن كثير أبو سهل الأزدي (صلى إلى جنبي عبد الله بن طاوس بمنى في مسجد الخيف، فكان إذا سجد السجدة الأولى فرفع رأسه منها رفع يديه تلقاء وجهه، فأنكرت أنا ذلك، فقلت لـوهيب بن خالد: إن هذا يصنع شيئاً لم أر أحداً يصنعه، فقال له وهيب: تصنع شيئاً لم نر أحداً يصنعه، فقال عبد الله بن طاوس: رأيت أبي يصنعه. وقال أبي: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يصنعه، وقال عبد الله بن عباس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه)].
هنا أورد النسائي هذه الترجمة؛ وهي: رفع اليدين تلقاء الوجه بين السجدتين، وأورد فيه حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، وإضافته ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يفعله.
قوله: [أخبرنا موسى بن عبد الله بن موسى البصري].
موسى بن عبد الله بن موسى البصري مقبول، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا النضر بن كثير أبو سهل الأزدي].
قال عنه الحافظ في التقريب: إنه ضعيف، عابد، وفي ترجمته في تهذيب التهذيب لم يذكر توثيقه عن أحد، ولهذا اكتفى الحافظ بالتقريب بأن قال: ضعيف، ووصفه بأنه عابد مع ضعفه، ومن المعلوم أنه تكون العبادة مع الضعف؛ لأن الضعف يرجع إلى الحفظ، ويرجع إلى أمور أخرى، وأما العبادة قد لا تكون من الشخص الضعيف، ولا تنافي، بين هذا وهذا، فيكون ضعيفاً يعني في روايته، وفي حفظه، وفي تحمله، ويكون عابداً، مكثراً من العبادة لله عز وجل، وحديثه أخرجه أبو داود والنسائي.
[عبد الله بن طاوس].
ثقة، فاضل، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو طاوس بن كيسان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة،
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والذين مر ذكرهم قريباً.
والشيخ الألباني صحح الحديث، ولعل ذلك لكونه جاء من طرق أخرى، وإلا فإن النضر بن كثير لم يوثقه أحد، بل كل الذين ذكرهم الحافظ ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب مما كان عند المزي، وما كان أضافه على المزي، كلهم ضعفوه، وتكلموا فيه بالضعف، ولم يوثقه أحد، وإنما الذي أشار إليه الفلاس، أشار إلى عبادته فقط، قال: حدثنا النضر بن كثير وكان يعد من الأبدال، يقصد بذلك أنه عابد، ولهذا الحافظ ابن حجر جمع بين اللفظين فقال: ضعيف، عابد.
كيف الجلوس بين السجدتين

شرح حديث: (كان رسول الله إذا سجد خوى بيديه ... وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الجلوس بين السجدتين. أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم حدثنا مروان بن معاوية حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثني يزيد بن الأصم عن ميمونة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد خوى بيديه حتى يرى وضح إبطيه من ورائه، وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى)].
هنا أورد النسائي هذه الترجمة: كيف الجلوس بين السجدتين، والمراد من ذلك أنه يجلس مفترشاً رجله اليسرى كما جاء في هذا الحديث، [وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى]، ومعناه: أنه يجلس على رجله اليسرى، لا يتورك كما يحصل في التشهد الأخير، وإنما يفترش، وأورد النسائي فيه حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله تعالى عنها وأرضاها أم المؤمنين: [(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد خوى بيديه حتى يرى وضح إبطيه)]، ومعنى (خوى): أنه يرفع بطنه عن الأرض، ويجافي عضديه عن جنبيه حتى يكون ما بينهما خاوياً؛ أي: خالياً؛ حتى يكون هناك خلو وفراغ بين الجنبين والعضدين، وبين البطن والأرض، وذلك بأن يسجد على أعضائه التي هي الركبتان، واليدان، وأطراف القدمين، ولا يعتمد بيديه على فخذيه أو على جنبه، وإنما يضعهما على الأرض، ويجافي عضديه عن جنبيه، فيكون الاعتماد على أعضاء السجود، ولا يكون السجود كهيئة الكسلان الذي تسجد أعضاؤه بعضها على بعض، فتكون يديه على فخذيه وعلى جنبه، وبطنه على فخذيه والأرض، وفخذيه على ساقيه، فيكون راكباً بعضه فوق بعض، لم يكن معتمداً على أعضاء سجوده، [(وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى)].
تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا سجد خوى بيديه ... وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى)
قوله: [أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم].لقبه دحيم، جمع فيه بين الاسم والنسب واللقب، وكلمة دحيم مأخوذة من عبد الرحمن، وأحياناً تؤخذ الألقاب من الأسماء، وكثيراً ما تكون الألقاب مأخوذة من الأسماء، ويأتي ذكر ألقاب لا علاقة لها بالأسماء، لكن هذا مما كان اللقب مأخوذاً من الاسم، يعني دحيم مأخوذ من عبد الرحمن، ومثل عبدان مأخوذة من عبد الله بن عثمان المروزي لقبه عبدان، وهو من شيوخ البخاري، ويأتي ذكره كثيراً باللقب عبدان، وهكذا تأتي الألقاب أحياناً مأخوذة من الأسماء، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي ثقة، حافظ، متقن، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه .
[حدثنا مروان بن معاوية].
هو مروان بن معاوية الفزاري، وهو ثقة، حافظ، كان يدلس أسماء الشيوخ، أي: أنه يذكر شيوخه عندما يروي عنهم بغير ما يشتهرون به، فيكون في ذلك تعمية وتوعير للطريق التي توصل إلى معرفة الشخص، وقد يبحث عن الترجمة بهذا الاسم الذي دلس فيقال: إنه لم يعثر له على ترجمة، مع أنه معروف، ولكنه ذكر بغير ما اشتهر به، ومروان بن معاوية الفزاري كان يدلس أسماء الشيوخ.
والتدليس ينقسم إلى تدليس إسناد، وتدليس شيوخ؛ وتدليس الإسناد أن يروي الراوي عن شيخه ما لم يسمعه منه بلفظ موهم السماع، وأما تدليس الشيوخ فهو أن يذكر شيوخه أو بعض شيوخه بغير ما اشتهر به، فيعمي ذلك على الناس عندما يبحثون في أسماء الشيوخ لا يجدون، كأن يذكر كنيته مع نسبته إلى جده، أو يذكر كنيته مع نسبته إلى بلده، ويذكره بغير ما اشتهر به، فإن هذا هو تدليس الشيوخ، ومروان بن معاوية هذا معروف بهذا، وقد سبق أن مر بنا في المصطلح أنه كان يدلس في روايته محمد بن سعيد المصلوب، وكان يذكره بصيغ مختلفة، وذكرت أن منهم الخطيب البغدادي، وكان يفعل ذلك في ذكر شيوخه، يأتي بهم على صيغ مختلفة منها ما يشتهرون به، ومنها ما لا يشتهرون به، وحديث مروان بن معاوية الفزاري خرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم].
مقبول، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثني يزيد بن الأصم].
يقال: له رؤية ولا يثبت، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
قالوا: هو ابن أخت ميمونة، أي: فيه صلة بينه وبين ميمونة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

[عن ميمونة].
أم المؤمنين هي بنت الحارث الهلالية، حديثها عند أصحاب الكتب الستة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-11-2021, 08:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب التطبيق)
(215)

- باب قدر الجلوس بين السجدتين - باب التكبير للسجود
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يسوي بين فترة ركوعه وسجوده وقيامه من الركوع وجلوسه بين السجدتين، كما أنه كان يكبر في كل خفض ورفع إلا في موضع واحد، وهو عند رفعه من الركوع؛ فإنه كان يقول: سمع الله لمن حمده.

قدر الجلوس بين السجدتين
شرح حديث: (كانت صلاة رسول الله ركوعه وسجوده ... وبين السجدتين قريباً من السواء)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [قدر الجلوس بين السجدتين. أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة حدثنا يحيى عن شعبة حدثني الحكم عن ابن أبي ليلى عن البراء أنه قال: (كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوعه، وسجوده، وقيامه بعد ما يرفع رأسه من الركوع، وبين السجدتين قريباً من السواء)].
وهنا أورد النسائي قدر الجلوس بين السجدتين، وأنه يماثل الركوع، ويماثل السجود، ويماثل القيام بعد الركوع، أي: أن الذي يختلف في الطول هو القيام في القراءة التي هي قبل الركوع، وكذلك في التشهد، فهذا الذي يتميز، وأما الباقي فإنه على السواء، الركوع والسجود والرفع بعد الركوع، والجلوس بين السجدتين قريب من السواء، فهذا هو المقصود من إيراد الحديث هنا؛ لبيان أن الجلوس بين السجدتين يماثل الركوع والسجود، ويماثل ما بعد الركوع، وفيه دليل على الاطمئنان بين السجدتين، كذلك الاطمئنان بعد الركوع، وأنه يطمئن قاعداً بين السجدتين، ويعتدل قائماً بعد الركوع، وهذه الأفعال الأربعة من أفعال الصلاة؛ التي هي الركوع والسجود، والقيام بعد الركوع، والجلوس بين السجدتين متقاربة.
تراجم رجال إسناد حديث: (كانت صلاة رسول الله ركوعه وسجوده .... وبين السجدتين قريباً من السواء)
قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة].وهو اليشكري السرخسي، وهو ثقة، مأمون، سني، أخرج له البخاري، ومسلم، والنسائي.
[حدثنا يحيى].
وهو ابن سعيد القطان، المحدث، الناقد، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وقد مر ذكره قريباً.
[حدثني الحكم].
هو الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبي ليلى].
وهو عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي، وهو ثقة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن البراء بن عازب].
صحابي ابن صحابي، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
قيل له: سني -الذي هو عبيد الله بن سعيد- لأنه أظهر السنة في بلده سرخس.
التكبير للسجود

شرح حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل رفع ووضع ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التكبير للسجود.أخبرنا
قتيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن الأسود وعلقمة عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل رفع ووضع وقيام وقعود، وأبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم)].

يقول النسائي: باب التكبير للسجود، المقصود من الترجمة أن اللفظ الذي يقوله عند السجود هو اللفظ الذي يقوله عند كل خفض، ورفع ما عدا القيام من الركوع، فإنه يقال: سمع الله لمن حمده، وقد أورد فيه النسائي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل رفع ووضع، وقيام وقعود).
وكان أبو بكر، وعمر، وعثمان يفعلون هذا الفعل الذي يفعله رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو التكبير عند كل رفع ووضع، وقيام وقعود.
تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يكبر في كل رفع ووضع ..)
قوله: [أخبرنا
قتيبة].هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا أبو الأحوص].
وهو سلام بن سليم الكوفي، وهو ثقة، متقن، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي إسحاق].
وهو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الرحمن بن الأسود].
ثقة، وهو كوفي أيضاً، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الأسود].
هو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي ثقة، مخضرم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
علقمة بن قيس النخعي].
ثقة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد علماء الصحابة وفقهائهم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو ليس من العبادلة الأربعة المشهورين في الصحابة؛ لأن العبادلة الأربعة هم من صغار الصحابة، وعبد الله بن مسعود متقدم عليهم، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين، وأما العبادلة الأربعة الذين هم من صغار الصحابة فقد تأخرت وفاتهم، وأدركهم الكثير من التابعين الذين لم يدركوا عصر عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، وبعض العلماء عد عبد الله بن مسعود منهم، ولكن الصحيح خلافه، وأن الأربعة متقاربون في السن، وهم من صغار الصحابة.
شرح حديث: (كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر... ثم يكبر حين يهوي ساجداً...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا
محمد بن رافع حدثنا حجين وهو ابن المثنى حدثنا ليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد، ثم يكبر حين يهوي ساجداً، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس)].هنا أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو فيه التفصيل في التكبيرات عند الرفع، والخفض، والقيام، والقعود؛ لأن حديث عبد الله بن مسعود كان مجملاً، وهذا فيه التفصيل، كان يكبر عند الركوع، وعند السجود، وعند القيام من السجود، في المواضع المختلفة، وكل التنقلات في الصلاة، والانتقال من هيئة إلى هيئة الذكر عندها هو التكبير، إلا عند القيام من الركوع فيقال: سمع الله لمن حمده، وما عدا ذلك فإنه يكبر عند كل خفض، ورفع، وقيام، وركوع.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكبر ... ثم يكبر حين يهوي ساجداً)
قوله: [أخبرنا
محمد بن رافع].هو محمد بن رافع القشيري النيسابوري، وهو ثقة، عابد، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه .

[حدثنا حجين].
وحجين هو ابن المثنى، وحجين بن المثنى ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه مثل محمد بن رافع، وكلمة (وهو ابن المثنى) هذه زادها أو أتى بها من دون محمد بن رافع، وهو النسائي أو من دون النسائي كما عرفنا ذلك من قبل.
[حدثنا الليث].
وهو الليث بن سعد المصري، المحدث، الفقيه، فقيه مصر، ومحدثها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عقيل].
هو عقيل بن خالد بن عقيل، وهو بالتصغير، وجده بفتح العين، وكسر القاف، وهذا يسمونه المؤتلف والمختلف، أي: تتفق الحروف ولكن يختلف الشكل؛ لأن عقيل وعقيل رسمها واحد، إلا أن الابن ينطق بضم العين وفتح القاف، والجد ينطق بفتح العين وكسر القاف، فالرسم واحد، والشكل واحد، والفرق بينهما إنما هو بالشكل، هذا هو الفرق بينهما عقيل بن خالد بن عقيل، يعني: رسم وصورة اسمه تختلف عن صورة ورسم جده الذي هو عقيل.
وهو مدني، ثم شامي، ثم مصري، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
وقد مر ذكره قريباً.
[أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام].
وهو ثقة، فقيه، عابد، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في الثالث منهم الذين مر ذكرهم قريباً، فإن أحد الأقوال في السابع منهم أنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
[أنه سمع أبا هريرة رضي الله تعالى عنه].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-11-2021, 08:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

الأسئلة
مسح العينين بالإبهام عند سماع اسم رسول الله في الأذان
السؤال: بعض الإخوة إذا سمع اسم الرسول صلى الله عليه وسلم في الأذان مسح عينيه بإبهاميه، فهل ورد حديث في هذا؟ الجواب: أبداً، ما ثبت في هذا شيء، كونه عند ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الأذان يمسح عينيه بأصابعه ليس لهذا دليل ولا نعلم شيئاً يدل على هذا، إلى أن يثبت في ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام شيء.
زيارة النبي عليه الصلاة والسلام يومياً

السؤال: هل يجوز الذهاب إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام يومياً والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم؟ لأني رأيت من يفعل هذا يومياً.
الجواب: لا يجوز ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن الإنسان يصلي ويسلم عليه في أي مكان، والملائكة تبلغه السلام كما جاء في الحديث: (إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)، وجاء عن علي بن الحسين زين العابدين رحمة الله عليه أنه رأى رجلاً يأتي إلى فرجة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويقف عندها، فقال له: ألا أحدثك حديثاً سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، ثم قال: ما أنت والذي في المشرق إلا سواء، إن الكل يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة الملائكة، وعلى هذا فتكرار الترداد على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم داخل تحت هذا النهي الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: (ولا تتخذوا قبري عيداً)، وأتى بعده بقوله: (وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، معناه: أنه يحصل المقصود من يكون قريباً، وممن يكون بعيداً؛ لأن الكل يبلغ بواسطة الملائكة.
مدى صحة ثبوت عبادة مخصوصة برجب عن النبي صلى الله عليه وسلم
السؤال: هل ورد شيء أو ثبت شيء في هذا الشهر يعمل، مثل الرجبية؟ الجواب: لم يثبت شيء يخص شهر رجب، إلا أنه من الأشهر الحرم، مثل: ذي القعدة، وذي الحجة، ومحرم، هذه الأربعة الأشهر الحرم، واحد فرد وثلاثة سرد، واحد فرد الذي هو رجب وحده، وليس بجواره شيء من الشهور الحرم، وثلاثة متتالية، وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، فلم يثبت في شهر رجب إلا أنه شهر حرام، وأما أنه يخص بعبادة، أو يعمل فيه عمل يخصه فإنه لم يثبت في ذلك شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم تكرير السلام على النبي لمن يعمل جانب القبر
السؤال: هل تكرير السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يومياً لمن يعمل بالقرب من القبر كرجال الهيئة منهي عنه؟الجواب: من المعلوم أن الإنسان عندما يمر عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقف يسلم سلام الزيارة، ولكنه إذا رأى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يصلي ويسلم عليه، مثل إذا سمع اسمه فإنه يصلي ويسلم عليه، فكذلك إذا رأى قبره، أو مر عند قبره فيصلي ويسلم عليه، وأما تكرار سلام الزيارة؛ بأن يقف ويسلم سلام الزيارة فإن هذا داخل تحت قوله: (ولا تتخذوا قبري عيداً)، والإنسان قد يفعل هذا وإن كان عمله، إلا أن هذا يجعله يتعود هذا الأمر الذي لا يسوغ له أن يفعله، والذي هو داخل تحت قوله: (ولا تتخذوا قبري عيداً).
سبب تدليس الرواة
السؤال: لماذا يدلس بعض الرواة؟ هل يقصدون من ذلك المشقة على الناس في البحث، أم أنهم يدلسون لعلة أخرى؟ الجواب: التدليس كما هو معلوم تعمية، وبعض الناس قد يفعل ذلك لهذا، وقد يفعله لأمور أخر تبعثه على ذلك، ليس الأمر مقصوراً على التعمية، وتوعير الطريق، بل له أسباب، بأن يكون الشخص المروي عنه صغيراً، فهو لا يريد أنه يذكره بلفظه، وباسمه فيدلس، فهذا من الأسباب؛ لأن هناك بواعث تبعث على التدليس.
فائدة التدليس ومدى قبوله
السؤال: ما هي الفائدة من التدليس؟ وهل يقبل حديث المدلسين؟ الجواب: التدليس -كما هو معلوم- ما فيه فائدة، بل فيه مضرة، وذلك أنه يحتاج إلى عناء، ويحتاج إلى بحث، ويحتاج إلى تفتيش؛ هل صرح بالسماع أو لم يصرح بالسماع؟ فيترتب عليه مضرة، والطريقة في تدليس المدلسين المعروفين بالتدليس فيما يتعلق بتدليس الإسناد هو: أنه إذا كان الحديث في الصحيحين فإنه يحمل على الاتصال، وذلك لأنهم شرطوا الاتصال، والتزموا الصحة، وأما إذا كان في غير الصحيحين فإنه يحتاج إلى أن يوجد التصريح بالسماع في موضع آخر، أو يوجد ما يشهد له، وما يكون فيه متابعة له.
الأدلة على تحريم الذهب المحلق وصحة القول به
السؤال: ما هي الأحاديث الواردة في تحريم الذهب المحلق؟ وما صحة هذا القول؟ الجواب: وردت أحاديث في تحريم الذهب المحلق، والشيخ الألباني ذكرها في كتابه آداب الزفاف، ولكن جاء في مقابلها أحاديث تدل على إباحة الذهب المحلق، وغير المحلق، جاءت أحاديث عامة تبيح الذهب مطلقاً، وأحاديث خاصة تدل على حل الذهب المحلق، فبعض العلماء أخذ بأحاديث المنع، وهو الذي اعتنى به الشيخ الألباني رحمه الله، وغيره، والعلماء قديماً وحديثاً يرون إباحة ذلك للنساء مطلقاً، المحلق وغير المحلق، ويستدلون على ذلك بعموم حل الذهب للنساء، وبخصوص الأحاديث التي جاءت في المحلق خاصة، وهو أن النساء تستعمل المحلق، ومن ذلك حديث المسكتين الذي قال: (تؤدين زكاة هذا؟)، وحديث النساء حينما ألقين من خواتمهن وأقراطهن في خطبة العيد لما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إليهن ومعه بلال، وابن عباس، فوعظهن وقال: (تصدقن فإنكن أكثر حطب جهنم)، فجعلن يلقين من أقراطهن، وخواتيمهن، تفسخ المرأة خاتمها من إصبعها وترميه في ثوب بلال، تتصدق به مبادرة إلى الصدقة، وحرصاً على العمل الذي يخلص من النار، والصدقة هي من أسباب الوقاية من النار؛ لهذا الحديث ولقوله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)، والصحيح هو القول بالحل مطلقاً، ويحمل ما جاء من الأحاديث بالتحليق على أنها شاذة، أو مرجوحة.
حكم تارك الصلاة
السؤال: ما هو حكم تارك الصلاة؟الجواب: تارك الصلاة إذا كان تركه جحوداً فإنه كافر بإجماع المسلمين، بل إذا جحد ما هو دون الصلاة، فإنه يكون كافراً بذلك، وأما إذا كان تركها تهاوناً وكسلاً فهذا فيه للعلماء قولان مشهوران: أحدهما: القول بأنه كفر مخرج من الملة، والقول الثاني: بأنه كفر دون كفر.
والأحاديث واضحة الدلالة على أنه كفر مخرج من الملة، أي: لا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث، ولا يصلى عليه، وهذا هو القول الأصح من القولين، وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة، منها الحديث الذي: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة)، والحديث الذي في الأئمة الذي فيه: (وشرار أئمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم، وتبغضونهم ويبغضونكم، قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا، ما صلوا، لا، ما أقاموا فيكم الصلاة). فدل هذا على أن ترك الصلاة كفر.
اشتراط الاعتضاد في الحديث الذي في سنده راوٍ له أوهام
السؤال: الحديث الذي في أحد رجال إسناده يقال له: ثقة له أوهام، هل يحتاج إلى معتضد أو لا؟ الجواب: مثل هذا الذي هو ثقة له أوهام، تكون أوهامه محصورة، فإنهم يعدون أوهامه ويعدون أغلاطه، فهذا يمكن أن يرجع إلى ترجمته في الكتب المختلفة، ويكون فيه تنصيص على أوهامه، إذا كانت الأوهام معدودة، والأوهام محصورة، فإنها تكون معروفة، فما كان منها هو الذي يجتنب، وما كان ليس منها هذا هو الذي يبقى على الأصل، وهو السلامة.
الأخذ بالأحاديث الضعيفة في الأحكام الفقهية
السؤال: هل تؤخذ من الأحاديث الضعيفة أحكام فقهية إذا لم توجد غيرها؟ الجواب: لا يؤخذ الحكم من حديث ضعيف، ولا يعول على حديث ضعيف، وإنما الأحكام تؤخذ من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله، سواءً كانت صحيحة أو حسنة، وأما الضعيف فإنه لا يعول عليه، ولا يثبت به الحكم، لكن يمكن أن يقال: يذكر الحديث الضعيف ويقول: هو يدل على كذا، ولكن الحديث لم يثبت.
وقد يكون الحديث ضعيفاً، ولكن أجمع على معناه، مثل حديث: (كل قرض جر نفعاً فهو ربا)، هذا حديث قال عنه الحافظ في البلوغ: إسناده واهن، ولكن أجمع العلماء على معناه، وهو أن (كل قرض جر نفعاً فهو ربا)، فالحكم ليس مأخوذاً من الحديث الضعيف، وإنما مأخوذ من الإجماع، ولكن هذا الحديث الضعيف مطابق لما جاء في الإجماع، ولكن ليس التعويل على الحديث الضعيف وإنما التعويل على الإجماع، وكذلك مثل حديث: (الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غلب على لونه أو طعمه أو ريحه)، فكلمة (ما غلب على لونه أو طعمه أو ريحه) هذه زيادة فيها ضعف، أي: في رواتها من هو ضعيف، لكن معناها مجمع عليه بين العلماء، فالنجاسة إذا غيرت الماء، بلون أو طعم أو ريح فإنه يكون نجساً.
ترتيب الإثم على التدليس
السؤال: هل يأثم المدلس بالتدليس على الناس؟ الجواب: على كل أمره إلى الله عز وجل.
المراد بقوله: (يفعل ذلك حتى يقضيها)
السؤال: ما معنى ما جاء في الحديث: (يفعل ذلك حتى يقضيها)؟الجواب: يعني يفعل ذلك حتى يقضي الصلاة، حتى ينتهي من الصلاة، يعني يكبر عند كل خفض ورفع حتى يقضيها، ويصل إلى السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-11-2021, 08:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

رفع اليدين عن الأرض قبل الركبتين

شرح حديث وائل بن حجر في رفع اليدين عن الأرض قبل الركبتين
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب رفع اليدين عن الأرض قبل الركبتين. أخبرنا إسحاق بن منصور، أخبرنا يزيد بن هارون، حدثنا شريك عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر رضي الله عنه أنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه)، قال أبو عبد الرحمن: لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون، والله تعالى أعلم].
أورد النسائي رحمه الله باب تقديم رفع اليدين عن الأرض قبل الركبتين. وأورد فيه حديث وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه، والحديث الذي سبق أن مر فيما يتعلق بالنزول إلى الأرض عند السجود، وأنه يقدم ركبتيه ثم يديه، وعند النهوض يرفع يديه قبل ركبتيه، فيكون على حديث وائل بن حجر، أنه عندما ينزل يكون النزول بالأسافل ثم الذي يليها، أول ما يصل الأرض الركبتان، وهي أسفل شيء من الإنسان، ثم اليدان، وهي التي تليهما، ثم الوجه يصل إلى الأرض بالترتيب، وعندما ينهض يرفع رأسه ثم يرفع يديه، ثم يرفع ركبتيه، يعني فيكون عند النزول للأسافل، فالذي يليها، وعند النهوض الأعالي، ثم الذي يليها الوجه ثم اليدان ثم الركبتان.
وحديث وائل بن حجر، سبق أن مر بنا، أن بعض العلماء أثبته واحتج به، والكلام فيه باعتبار شريك بن عبد الله القاضي، الذي هو أحد رجال الإسناد، وفيه كلام، والقول الذي دل عليه حديث وائل بن حجر، هو ما جاء في حديث أبي هريرة في قضية تقديم اليدين على الركبتين، وقالوا: أن الركبتين ترفعان قبل اليدين، وأن اليدين هي آخر ما يرفع، وقد سبق أن ذكرت عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه أنه قال: لا خلاف بين العلماء في جواز تقديم اليدين أو الركبتين، وإنما الخلاف بينهم في الأفضل منهما، هل الأفضل هذا أو الأفضل هذا.
تراجم رجال إسناد حديث وائل بن حجر في رفع اليدين عن الأرض قبل الركبتين
قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور]. وهو الملقب بـالكوسج المروزي، وهو ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، إلا أبا داود.
[أخبرنا يزيد بن هارون].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شريك].
وهو ابن عبد الله القاضي النخعي الكوفي، وهو صدوق يخطئ كثيراً، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عاصم بن كليب].
هو عاصم بن كليب بن شهاب، وهو صدوق، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبيه].
وهو كليب بن شهاب، وهو صدوق، أخرج له البخاري في رفع اليدين، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن وائل بن حجر].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند البخاري في جزء القراءة، وعند مسلم وأصحاب السنن الأربعة.
وقول النسائي: في آخر الإسناد: [قال أبو عبد الرحمن: لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون].
أي هذا الإسناد أو هذه الرواية، لم يقلها عن شريك غير يزيد بن هارون ويزيد بن هارون كما هو معلوم ثقة، حافظ.
التكبير للنهوض

شرح حديث أبي هريرة في التكبير للنهوض
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التكبير للنهوض. أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة: (أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يصلي بهم، فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: والله إني لأشبهكم صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم)].
أورد النسائي: التكبير للنهوض، أي: للقيام، وأنه يكبر، ومن المعلوم أن جميع أحوال الصلاة الانتقال من هيئة إلى هيئة، واللفظ هو التكبير، إلا عند القيام من الركوع، فيقال: سمع الله لمن حمده، وعند الخروج من الصلاة يقال: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله. وما عدا ذلك، عند جميع الانتقال من هيئة إلى هيئة، فاللفظ الذي يقال هو: (الله أكبر)، وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة، وأنه كان يصلي بهم، ويكبر عند كل خفض ورفع، ويقول: (إني أشبهكم صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم)، ومحل الشاهد منه (عند كل خفض ورفع) لأن هذا يدخل تحت الرفع، لأنه عندما يقوم من الركعة ينهض ويرفع، معناه: أنه يكبر عند كل خفض ورفع، يعني عند الركوع وعند السجود، وكل رفع للقيام من السجود، وعند القيام إلى الركعة الثانية.
تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في التكبير للنهوض
قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن مالك].
وهو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة، من مذاهب أهل السنة، التي حصل لأصحابها أصحاب عنوا بجمع أقوالهم، وتدوينها، وتنظيمها، والعناية بها، وهذا هو الذي جعل هذه المذاهب تشتهر، وليس معنى ذلك أنه ليس هناك من الأئمة المجتهدين إلا هؤلاء، فالأئمة المجتهدون كثيرون، قبلهم وبعدهم وفي زمنهم، فممن كان في زمنهم: الأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، وغيرهم، فهؤلاء أئمة ومحدثون، فقهاء، مجتهدون، ومعروفون بالفقه والحديث، وقبلهم من فقهاء المدينة السبعة وغيرهم، وقبلهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وبعدهم الأئمة الكثيرون المعروفون بالاجتهاد والعلم والفقه في دين الله عز وجل، ولكن هؤلاء الأئمة الأربعة رحمة الله عليهم حصل لهم أتباع، عنوا بجمع أقوالهم وتدوينها، فاشتهرت، ثم أيضاً حصل الانتساب من كثير من الناس إليها، فصار لها الشهرة، وصار لها الذيوع والانتشار، وهي من مذاهب أهل السنة.
ومن المعلوم: أن هؤلاء الأئمة الأربعة، كغيرهم من علماء أهل السنة، يحثون على اتباع الدليل، ويوصون من وجد لهم قولاً يخالف الحديث، بأن يتركوا أقوالهم، وأن يأخذوا بالأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كل واحد من هؤلاء الأئمة الأربعة نقل عنه ذلك، ولا شك أن الطريقة المثلى هي: كون طالب العلم يحرص على الحديث، ويحرص على الفقه، ويحرص على كلام الفقهاء، ويحرص على أن يقرأ في كتب الحديث، وكتب الفقه، ولا يترك هذا ويعول على هذا، وإنما يعنى بالحديث ويعنى بالفقه؛ لأن مسائل الفقه فيها أشياء ما يجد الإنسان عليها حديثاً يدل عليها، وإنما تكون قاعدة من قواعد الشريعة، أو يكون في قياس على نص من النصوص، وما إلى ذلك من الاستنباط، ومن المعلوم أن الناس يتفاوتون بالفهم والإدراك، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)، ومن المعلوم أن الحديث الواحد، يأخذه العالم فيستنبط منه كذا مسألة، ثم يأتي آخر، ويستنبط من الحديث أكثر مما استنبطه منه هذا، وتأتي -أحياناً- مسائل دقيقة ما كل أحد يتنبه لها، وهذا فهم يعطيه الله عز وجل من شاء من عباده، فلا يستغنى عن كتب الفقه، ولكن لا يقال: إن كتب الفقه هي العمدة، وأنه يعرض عن كتب الحديث. فإن من اشتغل بكتب الحديث، ولم يلتفت إلى كتب الفقه يفوته خير كثير، وذلك أن فيه مسائل ما يجد الكلام عليها إلا في كتب الفقه؛ لأن هؤلاء عنوا بحصر المسائل وتجميعها، والاستنباط والاستدلال عليها، ومعرفة أحكامها؛ لأن مهمتهم تجميع المسائل، وأما كتب الحديث فإنها تجمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وتشرح تلك الأحاديث التي جمعوها أو التي جمعت، لكن كتب الفقه فيها الوقوف على أحكام دقيقة، قد لا يجدها الإنسان في بعض كتب الحديث.
إذاً فلا يستغني طالب العلم عن كتب الحديث، ولا عن كتب الفقه، لكن لا يتعصب لأحد من الفقهاء، ولا يقول: إن الحق مع فلان، وإن التعويل على قول فلان، وإن فلاناً هو المحق، ولا يقال: إن كل أقوال الأئمة هي صواب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) وخطؤه مغفور، معنى هذا: أن المجتهد يجتهد في معرفة الوصول إلى الحق، فقد يصيبه، وقد يخطئه، وقد يكون الحق مع الإمام الشافعي، وقد يكون الحق مع الإمام مالك، والحق مع أبي حنيفة، والحق مع الإمام أحمد، وقد يكون الحق مع غيرهم، يعني ليست القضية موقوفة عليهم، ومحصورة عليهم، لكن أكثر المسائل، أو غالب المسائل التي يجتمعون عليها يكون عليها الدليل، وقد يكون الدليل بخلاف المسائل التي يتفقون عليها، وكل مجتهد غير معصوم، ليست العصمة إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما غيره فإنه يخطئ ويصيب، ولكنه لا يعدم الأجر أو الأجرين، إن اجتهد وأصاب فله أجران: أجر على اجتهاده، وأجر على إصابته، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، وخطؤه مغفور، إذاً فالحق هو الاعتدال في الأمور والتوسط، وعدم الإفراط والتفريط، لا يغلى في الأئمة ولا يجفى في الأئمة، وإنما يتوسط، ويذكرون بالجميل اللائق بهم، ويثنى عليهم، ويستفاد من علمهم، ويكون الأمر كما قال ابن القيم رحمة الله عليه في آخر كتاب الروح: إن طالب العلم يرجع إلى كتبهم، ليتوصل بها إلى الدليل، وليستعين بهم على فهم الدليل، وإلى الوصول إلى الدليل، وقال: إن هذا مثله مثل الذي يهتدي إلى القبلة بالنجوم، إذا كان في الفلاة، يعني يتعرف إلى جهة القبلة عن طريق النجوم، لكن إذا وصل إلى القبلة وصار عند الكعبة، ما يحتاج إلى النظر في النجوم يبحث عن القبلة، القبلة أمامه يشاهدها، لكنه يحتاج إلى النجوم حيث لا تكون القبلة أمامه، فكذلك الإنسان عندما يستفيد من كتب العلماء، وينتهي إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وصل إلى النهاية، فيستعان بهم على معرفة الحق والوصول إليه، ولكن إذا عرف الحق، وعرف أن قول الواحد منهم يخالف الدليل، فإنه يؤخذ بالدليل، وهذا هو الذي فيه الأخذ بوصاياهم، التي أوصوا بها رحمة الله عليهم، وهذا هو الذي يليق بالإنسان، أما كون الإنسان يتعصب لأحد منهم، فهذا لا يرضاه الأئمة أنفسهم، وهو مخالف للوصايا التي أوصوا بها؛ لأن الذي يأخذ بالدليل، هذا هو الممتثل لوصايا الأئمة، والذي يتعصب لهم، هذا هو المخالف للأئمة، ولإرشاد الأئمة وتوجيه الأئمة رحمة الله عليهم. وحديث الإمام مالك عند أصحاب الكتب الستة.
قوله: [عن ابن شهاب].
وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وهو ثقة، معروف بالفقه والحديث، وتابعي من صغار التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو ابن عبد الرحمن بن عوف، أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع منهم، وهو من أهل المدينة، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي هريرة].
هو عبد الرحمن بن صخر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
حديث أبي هريرة في التكبير للنهوض من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا نصر بن علي وسوار بن عبد الله بن سوار، قالا: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما (صليا خلف أبي هريرة رضي الله عنه، فلما ركع كبر، فلما رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم سجد وكبر، ورفع رأسه وكبر، ثم كبر حين قام من الركعة، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأقربكم شبهاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما زالت هذه صلاته حتى فارق الدنيا)، واللفظ لـسوار].أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، ولكن فيها التفصيل؛ لأن الطريق الأولى فيها إجمال عند كل خفض ورفع، وأما هنا فذكر التفصيل، ومحل الشاهد منه (عندما يقوم من الركعة)؛ لأن محل الشاهد للتكبير عند النهوض، عند قوله: عندما يقوم من الركعة، فالحديث هذا فيه تفصيل التكبير عن كل خفض ورفع، يكبر تفصيلاً، وأما ذاك يكبر عند كل خفض ورفع إجمالاً، ما ذكر التفصيل، هذا هو الفرق بين الحديثين.
قوله: [أخبرنا نصر بن علي].
وهو ابن نصر بن علي، يعني: اسمه واسم أبيه وافق اسم جده وجد أبيه، نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[وسوار بن عبد الله بن سوار].
وهو ثقة، أخرج له أبو داود، والترمذي، والنسائي.
[قالا: حدثنا عبد الأعلى].
وهو ابن عبد الأعلى البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن معمر].
وهو معمر بن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
وقد مر ذكره قريباً.
[عن أبي بكر بن عبد الرحمن].
وهو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وهو ثقة، فقيه، فاضل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. وهو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع؛ لأن الأقوال في السابع ثلاثة، قيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، فقد جاء معه أيضاً في هذا الإسناد وفي الإسناد الذي قبل هذا، والثالث: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
قوله في آخر الحديث: [واللفظ لـسوار].
قوله: واللفظ لـسوار؛ لأنه لما ذكر شيخين هما: نصر بن علي، وسوار بن عبد الله بن سوار، يعني: أشار بعد المتن إلى أن اللفظ لـسوار، يعني هذا المتن وهذا السياق هو لفظ سوار، وليس لفظ نصر بن علي، وسبق أن مر بنا أن النسائي يقول ذلك، وأحياناً يكون للثاني، وأحياناً يكون للأول، وهذا فيه أن اللفظ للثاني، وسبق أن مر بنا في بعض الأحاديث أن اللفظ للأول منهما، وقال: واللفظ لفلان، أي: والمراد به الأول، وليس للنسائي طريقة معينة، يعني إذا ذكر شيخين، أن اللفظ يكون لواحد منهما، بل قد يكون للأول، وقد يكون للثاني، وهذا بخلاف طريقة البخاري، البخاري له طريقة معينة ثابتة، وهي أنه إذا ذكر شيخين فاللفظ يكون للثاني منهما وليس للأول، وأما النسائي فإنه على حسب تنصيصه في المواضع المتعددة، أحياناً يكون للأول، وأحياناً يكون للثاني.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-11-2021, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب التطبيق)
(217)
- (باب كيف الجلوس للتشهد الأول) إلى (باب الإشارة بالإصبع في التشهد الأول)
من السنة في التشهد أن يفرش المصلي رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى مستقبلاً بأطراف أصابعه القبلة، ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى، ويشير بأصبعه التي تلي الإبهام ويرمي ببصره إليها.
كيف الجلوس للتشهد الأول

شرح حديث: (إن من سنة الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الجلوس للتشهد الأول.أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن يحيى عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما أنه قال: (إن من سنة الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: كيف الجلوس للتشهد الأول، والمقصود من ذلك: الجلوس بالنسبة للرجلين، فأورد فيه حديث ابن عمر، وهو (إن من سنة الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى)، تضجعها يعني: يفرشها ويجلس عليها، واليمنى ينصبها لا يجعلها معترضة، وإنما يجعلها منتصبة مثل هيئتها في حال السجود، تكون منتصبة، وأطراف أصابعها، -أي: اليمنى،- متجهةً إلى القبلة، هذه كيفية الجلوس في التشهد الأول.
والصحابي إذا قال: من السنة، فإن هذا له حكم الرفع؛ لأن هذه الصيغة إذا قال الصحابي: من السنة، فالمراد بذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فله حكم الرفع، يعني مرفوع حكماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تراجم رجال إسناد حديث: (إن من سنة الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى)
قوله: [أخبرنا قتيبة]. هو: ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وقد مر ذكره قريباً.
[حدثنا الليث].
وهو ابن سعد المصري، المحدث، الفقيه، فقيه مصر ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى].
وهو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن القاسم بن محمد].
وهو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ثقة، من فقهاء المدينة السبعة المعروفين في عصر التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن عبد الله بن عمر].
يعني اسمه يوافق اسم أبيه، وقيل: إنه وصي أبيه، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، إلا ابن ماجه .
[عن أبيه].
عن أبيه عبد الله بن عمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاستقبال بأطراف أصابع القدم القبلة عند القعود للتشهد

شرح حديث: (من سنة الصلاة أن تنصب القدم اليمنى واستقباله بأصابعها القبلة ..)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الاستقبال بأطراف أصابع القدم القبلة عند القعود للتشهد.أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر حدثني أبي عن عمرو بن الحارث عن يحيى: أن القاسم حدثه عن عبد الله، وهو ابن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: (من سنة الصلاة أن تنصب القدم اليمنى، واستقباله بأصابعها القبلة، والجلوس على اليسرى)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: استقبال القبلة بأصابع الرجل اليمنى عند الجلوس للتشهد، وأورد فيه حديث ابن عمر المتقدم، إلا أن فيه زيادة كونه ينصب اليمنى ويستقبل بأصابعه القبلة، فهي تكون مثل هيئة السجود، تكون أصابع الرجل اليمنى عند الجلوس للتشهد كهيئتها عند السجود، أي: أنه ينصبها ويجعل أصابعها متجهةً إلى القبلة.
تراجم رجال إسناد حديث: (من سنة الصلاة أن تنصب القدم اليمنى واستقباله بأصابعها القبلة..)
قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].هو الربيع بن سليمان بن داود الجيزي المصري، وهو ثقة، خرج حديثه أبو داود، والنسائي، وهناك شخص آخر اسمه: الربيع بن سليمان بن عبد الجبار، وهذا صاحب الشافعي، إذا قيل: الربيع بن سليمان صاحب الشافعي، فالمراد به الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المصري، والذي معنا هو الربيع بن سليمان بن داود، هذه تميزه عن الثاني الذي هو ابن عبد الجبار، وهو ثقة، خرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر].
وهو إسحاق بن بكر بن مضر المصري، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم، والنسائي.
[عن أبيه].
وهو بكر بن مضر المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، إلا ابن ماجه .
[عن عمرو بن الحارث].
وهو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن يحيى] عن القاسم]
وهوابن سعيد.
[عن القاسم] هو ابن محمد.
[عن عبد الله] هو ابن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، هؤلاء الأربعة مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا، يحيى بن سعيد الأنصاري والقاسم بن محمد، وعبد الله بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، هم الذين مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
وقوله: وصي أبيه، يعني أوصى إليه بالأشياء التي يريد تمثيلها، مثل ما يعني الإنسان يوصي بعد موته، يعني أن واحداً من أولاده يقوم بمهمة كذا وكذا، يعني يسدد الديون، ويكون مسئولاً عن الأموال، يعطيها لمن يستحقها، هذا هو الوصي.
موضع اليدين عند الجلوس للتشهد الأول

شرح حديث وائل بن حجر في موضع اليدين عند الجلوس للتشهد الأول
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب موضع اليدين عند الجلوس للتشهد الأول. أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سفيان حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر رضي الله عنه أنه قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة حتى يحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وإذا جلس في الركعتين أضجع اليسرى ونصب اليمنى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ونصب أصبعه للدعاء، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، قال: ثم أتيتهم من قابل فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس)].
يقول النسائي رحمه الله: باب موضع اليدين عند الجلوس للتشهد الأول، المراد من ذلك أنه عندما يجلس المصلي للتشهد الأول، فكيف يكون وضع يديه؟ ووضعهما في التشهد الأول وهو في الأخير، أن اليسرى توضع على الفخذ اليسرى، واليمنى على اليمنى، وتقبض الخنصر والبنصر، فتحلق الإبهام مع الوسطى، وينصب السبابة يشير بها يدعو بها، وقد مر بعض الأحاديث في ذلك، وكذلك سيأتي بعض الأحاديث المتعلقة في هذا، وقد أورد النسائي في هذه الترجمة حديث وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه الذي وصف فيه كيفية أو شيء من كيفية صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يرفع يديه إذا كبر وافتتح الصلاة، وإذا ركع، وكذلك كان إذا جلس أضجع اليسرى، ونصب اليمنى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى.
ونصب إصبعه للدعاء، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، والمقصود من ذلك هو ما جاء في آخره مما يتعلق بوضع اليد اليمنى ووضع اليد اليسرى، وأن هذه على الفخذ اليمنى، وتكون على هذه الهيئة، وهذه على الفخذ اليسرى، الأصابع ممدودة عليها ومبسوطة على الفخذ اليسرى، وأما اليمنى فإنها ليست كاليسرى، بل تقبض الخنصر والبنصر، وتحلق الوسطى مع الإبهام، ويدعو المصلي بإصبعه السبابة يحركها كما سبق أن مر التصريح بذلك، وكما سيأتي في الأحاديث التي ستأتي بعد ذلك، يعني في الجزء الثاني في كتاب السهو.
وقد أورد النسائي حديث وائل بن حجر المشتمل على هذه الأمور فيما يتعلق بالتكبير، ورفع اليدين، وفيما يتعلق بكيفية الجلوس بالنسبة للرجل اليسرى واليمنى، وفيما يتعلق باليدين اليمنى واليسرى.
قال في آخر الحديث: [ثم أتيتهم ..].
ثم أتيتهم، يعني: أتى إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه يعني فيما بعد؛ يعني أنه حضر في هذا الوقت الذي رأى فيه هذه الكيفية، ثم إنه غاب عنهم، ولما رجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه وجدهم يرفعون أيديهم بالبرانس، يعني من شدة البرد، يعني كانوا يدخلون أيديهم في داخل ثيابهم من شدة البرد.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30-11-2021, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث وائل بن حجر في موضع اليدين عند الجلوس للتشهد الأول
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ].وهو المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه .
[عن سفيان].
وهو سفيان بن عيينة المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عاصم].
وهو عاصم بن كليب بن شهاب، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبيه].
هو كليب بن شهاب، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في رفع اليدين، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن وائل بن حجر].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
موضع البصر في التشهد

شرح حديث عبد الله بن عمر في موضع البصر في التشهد
قال المصنف رحمه الله تعالى: [موضع البصر في التشهد.أخبرنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أنه رأى رجلاً يحرك الحصى بيده وهو في الصلاة، فلما انصرف قال له عبد الله: لا تحرك الحصى وأنت في الصلاة، فإن ذلك من الشيطان، ولكن اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، قال: وكيف كان يصنع؟ قال: فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام في القبلة، ورمى ببصره إليها أو نحوها، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع)].
أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه صلى إلى جواره رجل، وكان يعبث بالحصى وهو جالس، فعلمه ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه نهاه عن هذا الفعل الذي فعله، وأرشده إلى أن يفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: [(لا تحرك الحصى فإن هذا من الشيطان)]، يعني: كون الإنسان يعبث في صلاته ويعبث بالحصى ويحركه، فإن هذا من العبث، وهو من الشيطان الذي يريد أن يفسد على الإنسان صلاته، ويريد أن ينقص أجر صلاته إذا لم تفسد عليه، فالشيطان حريص على أن يخسر المسلم، وأنه إذا لم يحصل له أن يضيع صلاته ويسعى في إبطالها، فعلى الأقل يسعى فيما ينقصها، وفيما يقلل أجرها، وهذا هو شأن الشيطان والعياذ بالله، حريص على إضلال الإنسان، وعلى إغوائه، وعلى حرمانه الخير، إما الحرمان الكلي، وإما الحرمان الجزئي، إذا لم يحصل الحرمان الكلي، فإنه يريد ويحب أن يحصل الحرمان الجزئي، وقال له: [(ولكن اصنع كما صنع رسول الله، قال: وكيف كان يصنع؟ قال: فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام في القبلة، ورمى ببصره إليها أو نحوها، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع)].
وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام التي هي السبابة، يعني: يشير بها في الدعاء، ورمى ببصره إليها أو نحوها، يعني أنه كان ينظر إلى مكان سجوده، ولكنه عند الإشارة للتوحيد وعند الدعاء، فإنه ينظر إليها ويرمي ببصره إليها، وفي الحديث أنه رمى ببصره إليها أو نحوها، يعني: إما أن العبارة إليها، أو نحوها، أي: رمى ببصره إليها أو رمى ببصره نحوها، هذا شك من الراوي، هل قال: إليها، أو قال: نحوها؟
والمقصود منه أنه عندما يشير بأصبعه ويتشهد، فإنه ينظر إلى إصبعه، والأصل، أن المصلي ينظر إلى مكان سجوده في جميع أحواله، يعني حيث يكون قائماً أو راكعاً أو جالساً، فإنه ينظر إلى مكان سجوده، وعندما يشير بإصبعه إلى التشهد شهادة أن لا إله إلا الله، فإنه يرمي ببصره إلى إصبعه.
تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن عمر في موضع البصر في التشهد
قوله: [أخبرنا علي بن حجر].وهو: علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر]، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكلمة هو ابن جعفر، الذي قالها هو النسائي أو من دونه؛ لأن علي بن حجر الذي هو تلميذ إسماعيل بن جعفر، لا يحتاج إلى أن يقول: هو، بل ينسبه كما يريد، ولكنه اقتصر على أن قال: إسماعيل، فـالنسائي أو من دون النسائي، هم الذين أضافوا جعفراً وأتوا قبلها بهذه الكلمة وهو ابن جعفر؛ ليعلم أو ليعرف هذا المهمل الذي أهمله تلميذه علي بن حجر.
[عن مسلم بن أبي مريم].
وهو مسلم بن أبي مريم المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن علي بن عبد الرحمن].
هو المعاوي، نسبة إلى بني معاوية من الأنصار، وفي بعض النسخ المعافري، والصحيح أنه المعاوي، وهو نسبة إلى بني معاوية من الأنصار، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن عبد الله بن عمر].
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة في الصحابة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.
الإشارة بالإصبع في التشهد الأول

شرح حديث عبد الله بن الزبير في الإشارة بالإصبع في التشهد الأول
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الإشارة بالإصبع في التشهد الأول. أخبرنا زكريا بن يحيى السجزي يعرف بـخياط السنة، نزل بدمشق أحد الثقات حدثنا الحسن بن عيسى أخبرنا ابن المبارك حدثنا مخرمة بن بكير أخبرنا عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه رضي الله عنهما أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الثنتين أو في الأربع يضع يديه على ركبتيه، ثم أشار بأصبعه)].
أورد النسائي الترجمة وهي: باب الإشارة بالإصبع في التشهد الأول، وأورد فيه حديث عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا جلس في الثنتين أو الأربع، يعني: إذا جلس في التشهد الأول أو في التشهد الأخير، أي: سواءً كانت الصلاة ثنائية، أو رباعية، فإنه في التشهدين الأول والثاني، ولكن الترجمة المعقودة في التشهد الأول، والمراد به أنه بعد الثنتين يعني في الرباعية، يعني يشير بإصبعه تلك الإشارة التي قال عنها عبد الله بن الزبير: [(يضع يديه على ركبتيه، ثم أشار بإصبعه)].
أي: أنه يشير بها في الدعاء، يعني في التشهد الأول وفي التشهد الثاني؛ لأن قوله: [(في الاثنتين والأربع)]، في الاثنتين يقصد بذلك التشهد الأول، وفي الأربع في التشهد الثاني، ومثله الصلاة الثلاثية التي تكون بعد الثالثة، وهذا لا يعني أن حكمها يختلف، بل الحكم واحد في الثنائية والثلاثية والرباعية، ولكنه ذكر الذي هو الغالب، الذي هو الثنائية والرباعية، التي هي تشهد أول وتشهد ثاني في ثلاث صلوات من الصلوات الخمس: الظهر، والعصر، والعشاء، وأما المغرب فهي مثلها.
وقوله: [(على ركبتيه)]، وقد جاء في بعض الروايات المتقدمة: أنه على فخذه اليسرى، وهذا لا ينافي، يمكن أن يكون الجمع بينهما، يعني أن تكون اليد على الركبة، وتكون أيضاً على الفخذ، فيكون جمع بينهما.
تراجم رجال إسناد حديث عبد الله بن الزبير في الإشارة بالإصبع في التشهد الأول
قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].وهو زكريا بن يحيى السجزي المعروف بـخياط السنة، أحد الثقات، والنسائي ذكر شيخه بهذا التوضيح وهذا البيان الذي هو مقدار سطر، وذلك أن الراوي يذكر شيخه كما يريد، لا يحتاج إلى أن يقول: هو ابن فلان أو ما إلى ذلك، مثل ما يفعله من دون التلميذ، ولكنه ينسبه كما يريد، ويصفه كما يريد، ويعدله إذا أراد، كل ذلك يفعله التلميذ، لا يحتاج إلى أن يأتي بكلمة هو، مثل ما يحتاج إليها من دونه، ولهذا قال: زكريا بن يحيى السجزي نسبة إلى سجستان، وهي نسبة على غير القياس، ويقال له: خياط السنة، قيل: لأنه كان يخيط أكفان أهل السنة، فقيل له: خياط السنة، وقال عنه النسائي: أحد الثقات، وثقه النسائي في هذا الإسناد عندما روى عنه، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا الحسن بن عيسى].
هو الحسن بن عيسى بن ماسرجس أبو علي النيسابوري، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[أخبرنا ابن المبارك].
وهو عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن المبارك مر ذكره كثيراً، وكان في الغالب يروي عنه سويد بن نصر المروزي، وكان بينه وبين النسائي واسطة واحدة، وهو سويد بن نصر، وهنا جاء بينهما واسطتان؛ لأن شيخه زكريا بن يحيى السجزي متأخر، هو من صغار شيوخه الذين أدرك النسائي الكثير من زمنه ومن زمن حياته، وكانت وفاته سنة مائتين وتسع وثمانين، بعد أصحاب الكتب الستة كلهم، إلا النسائي؛ لأن أصحاب الكتب الستة آخرهم توفي سنة مائتين وتسع وسبعين، من غير النسائي، كلهم مائتين وتسع وسبعين فما قبل، أولهم البخاري مائتين وست وخمسين، ومسلم مائتين وواحد وستين، ثم اثنين مائتين وتسع وسبعين، وواحد مائتين وثلاث وسبعين، والنسائي ثلاثمائة وثلاثة، وهذا عاش بعد أولئك كلهم، عاش بعد آخرهم وهو النسائي بعشر سنوات، ولهذا يعني الإسناد عن ابن المبارك بواسطتين بواسطة رجلين، وعبد الله بن المبارك قال عنه الحافظ: أنه ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، عالم، جمعت فيه خصال الخير، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا مخرمة بن بكير].
وهو مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج، وهو صدوق، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[أخبرنا عامر بن عبد الله].
وهو عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
وهو عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما، وهو أول مولود ولد في الإسلام في المدينة من المهاجرين، يعني لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكانت أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما من المهاجرات، وكان نزول الرسول صلى الله عليه وسلم أول ما نزل في قباء، وكان معهم أبو بكر، وابنته أسماء، وولدت أسماء بنت أبي بكر عبد الله بن الزبير في قباء، يعني أول ما وصلوا إلى المدينة، فحنكه رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولهذا هو أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة من المهاجرين؛ لأنه ولد في قباء من حين ما وصل رسول الله عليه الصلاة والسلام ومعه المهاجرون.
وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد العبادلة الأربعة من الصحابة، وهم من صغار الصحابة، وهم: عبد الله بن الزبير هذا، وكانت وفاته سنة ثلاث وسبعين، وعبد الله بن عمر، وكانت وفاته ثلاث وسبعين أيضاً مثله، وعبد الله بن عباس، وكانت وفاته ثمان وستين، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وكانت وفاته في ليالي الحرة، وعبد الله بن الزبير كما قلت: هو أحد العبادلة، لكن ابن عمر، وابن عباس بالإضافة إلى كونهم من العبادلة الأربعة، هم من السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين. وكنيته أبو بكر، ويكنى أيضاً بـأبي خبيب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30-11-2021, 08:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب التطبيق)
(218)

- باب كيف التشهد الأول
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن، وهذا يدل على حرص النبي عليه الصلاة والسلام على تعليم الأمة ما ينفعها.
كيف التشهد الأول

شرح حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول

قال المصنف رحمه الله تعالى: [كيف التشهد الأول.أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن الأشجعي عن سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول إذا جلسنا في الركعتين: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].
هنا أورد النسائي هذه الترجمة وهي: كيف التشهد؛ أي: كيف يتشهد الإنسان، وكيف يأتي بهذا الذكر الذي يكون في التشهد الأول، أو في التشهد الأخير؟ أي في الجلوس الأول بعد الركعتين، وفي الجلوس الثاني بعد الأربع، أو بعد الثلاث، أو بعد الثنتين إذا كانت الفجر أو نافلة، فإن المراد هذا بالترجمة [كيف التشهد]:
ما هي صيغة التشهد التي يأتي بها الإنسان عندما يجلس في وسط الصلاة إذا كانت ثلاثية أو رباعية، أو قبل السلام إذا كانت رباعية أو ثلاثية أو ثنائية؟ معناه: أنه في أي تشهد سواءً أول أو ثاني أو هو الوحيد فيما إذا كانت الصلاة ثنائية مثل الفجر، أو التطوع الذي هو ركعتين ركعتين، فإنه يأتي بهذه الصيغة: [التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله]، هذا هو التشهد الذي علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه إياه، فقد جاء في الحديث (إنه كان يعلمهم إياه كما يعلمهم السورة من القرآن)؛ لأنه لفظ وذكر يؤتى به على هيئته، وعلى لفظه، فكان يعلمهم إياه كما يعلمهم السورة من القرآن حتى يحفظوه، وحتى يتقنوه ويضبطوه.
و(التحيات لله) فسرت بأنها الثناء، وأنه كما أن الناس يعظم بعضهم بعضاً في التحية، ويقدر بعضهم بعضاً في التحية، فإن التحيات الحقيقية لله عز وجل. والصلوات التي هي المفروضة والتطوعات أو الدعاء؛ لأن الصلاة تطلق على الدعاء، وهذا هو المعنى اللغوي، وتطلق على الصلاة المعروفة، التي هي: أقوال وأفعال تبدأ بالتكبير وتختتم بالتسليم؛ أقوال وأفعال مخصوصة تبتدأ بالتكبير وتختتم بالتسليم، هذه هي الصلاة بعرف الشرع أو بالمعنى الشرعي، وأما الصلاة في اللغة: فهي الدعاء، والصلاة الشرعية مشتملة على الصلاة اللغوية التي هي الدعاء؛ لأن كثيراً منها ثناء ودعاء.
و(الطيبات)، أي: الكلام الطيب والثناء الحسن هو لله سبحانه وتعالى، فهو المستحق للثناء الحسن.
وقوله: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)، هذا دعاء للنبي عليه الصلاة والسلام بالسلامة والرحمة والبركة.
وقوله: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)، يسلم الإنسان على نفسه، وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض، والإنسان إذا وفق لأن يكون من أهل الصلاح، فإنه له نصيباً من هذا الدعاء الذي يحصل من كل مصل، فإنه يدعو لعباد الله الصالحين، فمن ثمرات الصلاح، ومن فوائد الصلاح، وكون الإنسان يستقيم على طاعة الله عز وجل، أنه يكون له نصيب من دعاء الداعين في صلواتهم، أي مصل يصلي يقول: [السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين]، وإذا كان الإنسان من عباد الله الصالحين، فإن أي مصل يصلي، ويدعو بهذا الدعاء، يكون له نصيب منه، وهذه من ثمرات الاستقامة، وثمرات الملازمة لطاعة الله وطاعة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
قوله: [أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله]. أطلق على التشهد تشهد؛ لأنه مشتمل على الشهادة لله بالوحدانية، ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة؛ أشهد أن لا إله إلا الله، هذه كلمة التوحيد، كلمة الإخلاص، الكلمة التي هي المفتاح، وهي المدخل، وهي المنتهى كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام لما بعثه الله كان ينادي في مكة ويقول: (يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)، فهي البداية والنهاية، وكلمة الإخلاص -لا إله إلا الله- مكونة من ركنين: نفي، وإثبات، نفي عام في أولها، وإثبات خاص في آخرها، لا إله تنفي العبادة عن كل من سوى الله، وإلا الله يثبتها لله وحده لا شريك له، لا إله، أي: لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، فتنفي العبادة عن كل ما سوى الله، وتثبتها لله عز وجل.
[وأشهد أن محمداً عبده ورسوله]، فكما يشهد لله بالوحدانية، لا بد مع الشهادة لله بالوحدانية والألوهية، بأن يشهد لمحمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فذكر هذين الوصفين من أوصافه، وهما عبوديته لله عز وجل، وكونه رسولاً أرسله الله عز وجل، وهذا اللفظ هو الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يقال فيه؛ ولهذا جاء في حديث عمر بن الخطاب في البخاري: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله)، ولهذا من خير ما يثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم به ويذكر به الرسول أن يوصف بأنه عبد الله ورسوله تحقيقاً لرغبته، وامتثالاً لأمره صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، حيث قال: (وقولوا: عبد الله ورسوله)، فتعظيم الرسول عليه الصلاة والسلام، بأن يوصف بأنه عبد الله ورسوله، فهو عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب، بل يطاع ويتبع، فوصفه بأنه عبد يشعر بأنه لا نصيب له في العبادة؛ لأنه من عباد الله الذين يعبدون الله، والعبادة هي لله عز وجل لا شريك له فيها، كما أنه لا شريك له في الخلق والإيجاد، فلا شريك له في العبادة، فهو عبد لا يعبد، لا يصرف له شيء من أنواع العبادة، لا يدعى وإنما يدعى له عليه الصلاة والسلام؛ لأن السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته دعاء له، وصلى الله عليه وسلم دعاء له، فهو يدعى له ولا يدعى، وإنما الذي يدعى هو الله عز وجل، هو الذي يدعى سبحانه وتعالى.
وكذلك وصفه بأنه رسول فلا يكذب بل يصدق، ويتبع فيما جاء به؛ تصدق أخباره، وتمتثل أوامره، وتجتنب نواهيه، وتكون عبادة الله طبقاً لما شرعه رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فهو عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب، ولهذا جاء في القرآن وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبودية في المقامات الشريفة، والمناسبات العظيمة، فجاء ذكره عند إنزال القرآن: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ )[الفرقان:1]، وقوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ )[الجن:19]. يعني: وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبودية في المقامات الشريفة، وفي الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ )[الإسراء:1].

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30-11-2021, 08:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول
قوله: [أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي].ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرةً وبدون واسطة، وهو أحد الثلاثة الذين هم من صغار شيوخ البخاري، وكانت وفاتهم في سنة واحدة، وهي سنة اثنتين وخمسين ومائتين، أي: قبل البخاري بأربع سنوات، وهم: يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى.
[عن الأشجعي].
هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، بالتصغير فيهما، والأشجعي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، المحدث، الفقيه، الثقة، المعروف الذي وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي إسحاق].
هو عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي، وسبيع بطن من همدان، سبيع هم من همدان ينسب نسبة عامة ونسبة خاصة، ولكنه مشهور بالنسبة الخاصة وهي سبيع، السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الأسود].
هو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، وهو ثقة، مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله].
هو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد فقهاء الصحابة وعلمائهم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
شرح حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق ثانية
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا محمد حدثنا شعبة سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: (كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين غير أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وخواتمه، فقال: إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله عز وجل)].هنا أورد النسائي حديث ابن مسعود من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، الصيغة هي نفس الصيغة، وقال فيه: أنهم كانوا قبل ذلك يكبرون ويسبحون ويحمدون، أي في ذلك الجلوس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وخواتمه، أي: علم الخير، وبين للناس كل ما يحتاجون إليه، وكان مما بينه لهم أن علمهم التشهد، وعلمهم كيف يقولون في تشهدهم، ثم ذكر الصيغة التي مرت.
ثم قال: [وليتخير من الدعاء أعجبه إليه]، أي: بعد ذلك يدعو، ويتخير من الدعاء أعجبه إليه، وينبغي أن يكون الذي يتخير هو ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والألفاظ الواردة عن الرسول، والأدعية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي أولى من غيرها، وهي التي تكون أعجب من غيرها.
تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق ثانية
قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].هو الملقب بـالزمن المكنى بـأبي موسى العنزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة كما أشرت إلى ذلك عند يعقوب بن إبراهيم الدورقي قبل هذا.

[حدثنا محمد].
هو ابن جعفر الملقب غندر، فإذا جاء محمد بن المثنى أو محمد بن بشار يرويان عن محمد غير منسوب، أو محمد يروي عن شعبة غير منسوب، فالمراد به ابن جعفر الملقب غندر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[سمعت أبا إسحاق].
قد مر ذكره.
[عن أبي الأحوص].
هو عوف بن مالك، وهذا غير أبي الأحوص وهو سلام بن سليم الذي مر بنا كثيراً؛ لأن هذا في طبقة متقدمة، وذاك في طبقة متأخرة، أبو الأحوص سلام بن سليم من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، وأما هذا يروي عن الصحابة، هذا من طبقة التابعين، في طبقة متقدمة، فإذا جاء أبو الأحوص متقدم من طبقة التابعين، يروي عن الصحابة، فالمراد به عوف بن مالك بن نضلة، وقد أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، والحاصل أن أبا الأحوص كنية اشتهر بها سلام بن سليم، وهو متأخر في الطبقة، وعوف بن مالك، متقدم في الطبقة.
فإذا جاء أبو الأحوص يروي عن الصحابة فهو عوف بن مالك، وإذا جاء أبو الأحوص في طبقة شيوخ شيوخ النسائي، فهو سلام بن سليم الكوفي.
[عن عبد الله].
قد مر ذكره.
حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا عبثر عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي اله عنه قال: (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في الصلاة، والتشهد في الحاجة، فأما التشهد في الصلاة: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلى آخر التشهد)].هنا أورد النسائي حديث ابن مسعود من طريق أخرى، وفيه قوله: [(إن النبي عليه الصلاة والسلام علمنا التشهد في الصلاة، والتشهد في الحاجة)]، ثم قال: [(أما التشهد في الصلاة فأورد التحيات لله)]، إلى آخره الذي سبق أن مر في الروايات السابقة، واختصر الحديث ولم يذكر التشهد في الحاجة، والمقصود بالتشهد في الحاجة هو خطبة الحاجة، وهنا أورد ما يتعلق بالترجمة، وهو التشهد في الصلاة؛ التحيات لله والصلوات إلى آخره.
قوله: [أخبرنا قتيبة].
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبثر].
هو عبثر بن القاسم وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الأعمش].
هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، مشهور بلقبه الأعمش، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وهنا جاء ذكره باللقب، ويأتي ذكره بالاسم، ومعرفة ألقاب المحدثين فائدتها ألَّا يظن الشخص الواحد شخصين، إذا ذكر باسمه مرة، ثم ذكر بلقبه مرةً أخرى، فإن من لا يعرف يظن أن الأعمش غير سليمان بن مهران، ومن يعرف يعرف أن هذا شخص واحد يذكر باسمه أحياناً، وبلقبه أحياناً.
[عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود].
قد مر ذكرهم.
طريق رابعة لحديث ابن مسعود في كيفية التشهد وتراجم رجال إسنادها
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يحيى وهو ابن آدم سمعت سفيان يتشهد بهذا في المكتوبة والتطوع، ويقول: حدثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ح، وحدثنا منصور وحماد عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم].هنا أورد الحديث من طريق أخرى وليس فيه ذكر المتن، ولكن فيه إحالة على المتن الذي قبله، وهو التشهد التحيات لله، ويحيى بن آدم يقول: يتشهد بهذا في المكتوبة والتطوع، ويقول: أخبرنا أبو إسحاق، وساق السند إلى عبد الله بن مسعود، يعني أنه كان يتشهد بذلك التشهد الذي هو تشهد ابن مسعود، ثم يروي الإسناد إلى عبد الله بن مسعود عن النبي عليه الصلاة والسلام.
ثم حول الإسناد، يعني: التحويل هذا من سفيان، أي أن سفيان هو الذي يروي عن أبي إسحاق، وعن منصور، وعن حماد، فالتحويل ((ح)) هذه لا ترجع إلى النسائي، فالذي بعدها ليس شيخاً للنسائي كما هو الغالب على ما يأتي من ألفاظ التحويل، عندما يقول النسائي: ((ح))، يعني يكون بعدها اسم شيخه، لكن هنا التحول من إسناد ذكره عن أبيه من طريق أبي إسحاق إلى إسناد آخر من طريق منصور، وحماد، عن أبي وائل، عن عبد الله.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه المشهور بـابن راهويه الحنظلي المروزي، وهو ثقة، ثبت، إمام، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل، وهو محدث، فقيه، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه .
[حدثنا يحيى وهو ابن آدم].
هو يحيى بن آدم الكوفي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكلمة (هو ابن آدم)، هذه قالها من دون إسحاق بن إبراهيم؛ أي النسائي أو من دون النسائي.
[سمعت سفيان].
هو الثوري، فيتشهد، أي يأتي بهذا الذكر الذي هو التحيات لله والصلوات.. إلى آخره.
[حدثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله].
قد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.
[وحدثنا منصور].
هو ابن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[وحماد].
هو حماد بن أبي سليمان الأشعري الكوفي، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. وحماد هنا غير منسوب، والمراد به ابن أبي سليمان؛ لأنه في طبقة متقدمة عن الحمادين: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة؛ لأن حماد بن زيد، وحماد بن سلمة من طبقة شيوخ شيوخ النسائي.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30-11-2021, 08:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب التطبيق)
(219)


- تابع باب كيف التشهد الأول
وردت في السنة عدة صور للتشهد، لكن أصحها تشهد ابن مسعود، وكلمات التشهد من جوامع الكلم الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد اشتمل على معاني الوحدانية والتعظيم لله سبحانه، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها.
تابع كيف التشهد الأول


شرح حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق خامسة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [كيف التشهد الأول؟
أخبرني محمد بن جبلة الرافقي حدثنا العلاء بن هلال حدثنا عبيد الله وهو ابن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة بن قيس: عن عبد الله رضي الله عنه قال: (كنا لا ندري ما نقول إذا صلينا، فعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، فقال لنا: قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قال عبيد الله: قال زيد عن حماد عن إبراهيم عن علقمة قال: لقد رأيت ابن مسعود يعلمنا هؤلاء الكلمات كما يعلمنا القرآن)].
فالترجمة التي لا زلنا في الأحاديث الواردة فيها هي: كيف التشهد الأول؟ وقد ذكر المصنف في هذه الترجمة فيما مضى حديث عبد الله بن مسعود من طرق متعددة عنه، وقد مضى كثير منها، وبقي طرق أخرى لهذا الحديث الذي هو تشهد ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، وقول العلماء: إن أصح تشهد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو تشهد ابن مسعود، وردت تشهدات صحيحة لكن هذا هو أصحها؛ لأنه جاء عن عبد الله بن مسعود من طرق عديدة، وفي هذه الطريق يقول ابن مسعود: [(كنا لا ندري ما نقول إذا صلينا، فعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم)]، فكان مما علمهم إياه أن يقولوا إذا جلسوا في التشهد: [(التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].
وقد مرت الطرق المتعددة وكلها بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف هنا، وذكره فيما مضى بالطرق المختلفة، والرسول عليه الصلاة والسلام أعطي جوامع الكلم، وفواتحه، وخواتمه، وهذا من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام ومن فواتح الخير، وخواتم الخير المشتمل على كل خير، هدي رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فإن الأخذ بهديه هو طريق السلامة، والنجاة لأنه لا طريق للعباد لوصولهم إلى السلامة والنجاة وتمكينهم من الظفر بسعادة الدنيا، وسعادة الآخرة إلا ما جاء في الكتاب العزيز، والسنة المطهرة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا طريق للهداية ولا طريق لصلاح القلوب إلا بالتمسك بهذا الوحي الذي نزل به جبريل على رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق خامسة
قوله: [أخبرنا محمد بن جبلة الرافقي].صدوق، أخرج له النسائي وحده.
[حدثنا العلاء بن هلال].
قال: فيه لين، أخرج له النسائي وحده، لكن كما هو معلوم الشخص إذا كان فيه لين، وقد جاء هذا الحديث الذي جاء من طرق عديدة ثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام يعني أن هذا الضعف ينجبر بكثرة الطرق التي جاءت عن عبد الله بن مسعود في بيان هذا الحديث، يعني:أن الحديث جاء من طرق عديدة، ومثل هذا لا يؤثر؛ لأنه لم يأت الحديث من هذه الطريق وحدها، وإنما جاء من طرق عديدة، يعني: أن هذا الذي في ضعف ينجبر، وجد للحديث طرق كثيرة يدل على أنه لا يؤثر ذلك الذي قيل فيه في هذا الحديث لكونه مروياً من طرق كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[حدثنا عبيد الله].
هو ابن عمرو الرقي، وهو ثقة، فقيه، ربما وهم، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
وقوله: هو ابن عمرو هذه الزيادة ممن دون العلاء بن هلال، وهو محمد بن جبلة، أو النسائي، أو ممن دون النسائي؛ لأنه كما عرفنا التلميذ لا يحتاج إلى أن يقول هو، وإنما ينسبه كما يريد.
[عن زيد بن أبي أنيسة].
ثقة له أفراد، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن حماد].
هو حماد بن أبي سليمان الأشعري الكوفي وهو صدوق له أوهام، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن إبراهيم].
هو إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي وهو ثقة، فقيه أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو الشخص الذي ذكرت مراراً أنه هو الذي يذكر عنه أنه هو أول من عبر بالعبارة المشهورة: (ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه) فإنه هو الذي أثر عنه أنه أول من عبر بهذه العبارة، ما لا نفس له سائلة يعني: ما لا دم له، مثل الذباب، والجراد وما إلى ذلك لا ينجس الماء إذا مات فيه؛ لأنه ليس له دم، ويستدلون على ذلك بحديث الذباب الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه) وقالوا: إن غمسه قد يكون الماء حاراً فيترتب على غمسه أنه يموت، والرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى استعمال الماء بعد غمس الذباب فيه، واحتمال أنه يموت بغمسه إذا كان حاراً، قالوا: فهذا يستفاد منه، ويستنبط منه أن ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه، وهو الذي اشتهر عنه الكلمة المشهورة: كانوا يضربوننا على اليمين، والعهد ونحن صغار، يعني: يؤدبونهم بألا يتهاونوا بأمر اليمين، والعهود، وأنهم يعودون أنفسهم عليها فلا يكون لها احترام عندهم، بل يعظمون ذلك عندهم وفي نفوسهم حتى لا يتساهلوا فيه وحتى لا يكون الحلف على الواحد منهم سهلاً ميسوراً، وكذلك العهد لا يكون سهلاً ميسوراً عليه، بل يجد هناك ما يمنعه، ويحول بينه وبين أن يقدم على ذلك، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن علقمة بن قيس].
هو علقمة بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله].
هو عبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه الصحابي الجليل من المهاجرين ومن فقهاء الصحابة وعلمائهم وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
قال في آخره: قال عبيد الله قال زيد عن إبراهيم عن علقمة قال: لقد رأيت ابن مسعود يعلمنا هؤلاء الكلمات كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يعلمهم ذلك كما كان يعلمهم السورة من القرآن، والرسول عليه الصلاة والسلام كما جاء عن ابن مسعود أنه قال: كان يعلمهم هذا التشهد كما كان يعلمهم القرآن، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه والصحابة كانوا يعلمون التابعين، وهذا يدلنا على أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ المبين، وعلى أن أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم أدوا ما تحملوه على التمام، والكمال، ونصحوا للأمة غاية النصح، وبذلوا الجهود العظيمة المضنية في بيان الحق، وإظهاره والدلالة عليه رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، فلهم الفضائل الجمة، وهم المتصفون بالصفات الحميدة، وهم السباقون إلى كل خير، والحريصون على كل خير، والذين ما كان مثلهم في الماضي، ولا يكون مثلهم في المستقبل، ولا يحبهم إلا مؤمن، ولا يغضبهم إلا منافق يسوؤه نصرة الإسلام وانتشار الإسلام، وظهور الحق؛ لأن الحق ما عرف إلا عن طريق الصحابة، وما عرف الناس كتاباً، ولا سنة إلا عن طريق الصحابة، والذي يقدح في الصحابة يقدح في الكتاب والسنة؛ لأن الكتاب جاء عن الصحابة، والسنة جاءت عن الصحابة، ومن يعيب الصحابة، ويقدح فيهم فإنه لا صلة له بالرسول صلى الله عليه وسلم إطلاقاً، بل الصلة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مبتوتة مقطوعة لا علاقة له بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام؛ لأن الحق والهدى ما عرفه من جاء بعد الصحابة إلا عن طريق الصحابة، وهذا من أجل مناقبهم وأفضل مناقبهم، أنهم أكرمهم الله عز وجل في الحياة الدنيا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، والجهاد معه، والدفاع عنه، والذب عنه، وكذلك مشاهدته، والنظر إلى أفعاله، وحركاته، وسكناته، وسماعه كلامه من فمه الشريف، وتحملوا الكتاب والسنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأدوها كاملة على التمام، والكمال فكانوا هم الواسطة بين الناس وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ومن المعلوم أن القدح في الناقل قدح في المنقول، فالذي يقدح في الصحابة يقدح في الكتاب والسنة، والذي لا يعتبر ما جاء عن الصحابة لا يعتبر الكتاب والسنة، وهذا شأن المنافقين الذين يظهرون الإيمان، ويبطنون الكفر.
شرح حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق سادسة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الرحمن بن خالد الرقي حدثنا حارث بن عطية وكان من زهاد الناس عن هشام عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول: السلام على الله، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].أورد النسائي حديث ابن مسعود رضي الله عنه من طريق أخرى، وفيه أنهم كانوا يقولون: [(السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، لا تقولوا: السلام على الله فإن الله هو السلام)]، والصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم كانوا يقولون هذا الكلام، والنبي عليه الصلاة والسلام قال لهم: لا تقولوا السلام على الله من عباده، فإن الله تعالى هو السلام، فهو السلام، ومنه السلام، ولا يقال: عليه السلام أو يسلم عليه؛ لأن السلام دعاء للمسلم عليه، والله تعالى هو الذي يدعى وهو الذي يرجى، وهو الذي منه السلام هو السلام ومنه السلام، هو المتصف بهذا الوصف والمتسمي بهذا الاسم وهو الذي منه السلام لعباده، هو الذي يسلم من يشاء من عباده، وهو الذي يمنحهم السلامة، والعافية، فلا يقال: السلام على الله من عباده، وإنما يقال كما أرشد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، دعاء للنبي عليه الصلاة والسلام، يدعى الله له.
ثم: [(السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)]، يسلم الإنسان على نفسه وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض، يعني: يدعو لنفسه، ولغيره، فأرشد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام إلى أنه لا يسلم على الله، فلا يقال: السلام على الله من عباده، وإنما يقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام كما جاء في الذكر بعد الصلاة، فهو اسمه السلام وهو الذي منه السلام هو الذي يمنح السلام، وهو الذي يتفضل بالسلامة، والتوفيق، هو الذي يمنح ذلك وهو الذي يجود به، فهو يدعى ولا يدعى له الله تعالى يدعى والنبي صلى الله عليه وسلم يدعى له، ولا يدعى، النبي والمخلوقون بل يدعى لهم ولا يدعون، والله تعالى هو الذي يدعى وحده لا شريك له، هو الذي يدعى، ويرجى، ويعتمد عليه، ويتوكل عليه، ولهذا أرشد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أنهم لا يقولون: السلام على الله من عباده، فإن الله تعالى هو السلام، هو الذي يسلم وهو الذي يمنح السلام، لا يطلب له السلام، ولا يطلب له شيئاً ، وإنما يطلب منه الأشياء، فالطلب منه لا له، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يطلب له، ولا يطلب منه، يسأل له، ولا يسأل منه.
إذاً: فالسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته دعاء له بالسلامة، والرحمة، والبركة من الله سبحانه وتعالى.
ثم: [(السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)]، دعاء يدعو العبد لنفسه ولكل عبد صالح في السماء والأرض، وذكرت في الدرس الماضي أن من وفقه الله عز وجل لأن يكون من أهل الصلاح فإنه يكون له نصيب من دعاء الداعين المصلين في صلواتهم بهذا الدعاء: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؛ لأنها تعود إلى كل عبد صالح في السماء والأرض، يعني: هذا الدعاء يكون لكل عبد صالح في السماء والأرض، فإذا وفق الإنسان لأن يكون من أهل الصلاح فإنه يكون له نصيب من دعاء الداعين في مشارق الأرض، ومغاربها، كل من يصلي يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وإذا كان الرجل وإذا كان العبد من الصالحين الموفقين فإنه يكون من أهل هذا الدعاء أي: من الذين يدعى لهم بهذا الدعاء، والذين يشملهم هذا الدعاء الذي يقوله كل مصل في فرض، وفي نفل.
ثم بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم كيف يقولون: التحيات لله والصلوات إلى آخر الحديث، وفي هذا الحديث زيادة: وحده لا شريك له بعد أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والرواية الأخرى عن ابن مسعود ليس فيها ذكر: وحده لا شريك له، فوحده لا شريك له هذه تأكيد لأشهد أن لا إله إلا الله؛ لأن وحده تأكيد لـ(إلا الله)، ولا شريك له توكيد لـ(لا إله)، فكأن لا إله إلا الله جاءت مرتين، مرة أشهد أن لا إله إلا الله، ومرة بالتأكيد بقوله: وحده لا شريك له، لأن وحده لا شريك له مثل لا إله إلا الله تماماً، لأن فيها نفي، وإثبات، إلا أن لا إله إلا الله النفي في أولها والإثبات في آخرها، وهذه جاء الإثبات في أولها والنفي في آخرها، فالإثبات في أولها وهو كلمة (وحده)، والنفي في آخرها وهو (لا شريك له).
والشيخ الألباني يقول: أن هذا شاذ، يعني: هذه الزيادة؛ لأن الطرق التي جاءت عن ابن مسعود ليس فيها ذكر هذه الزيادة، لكن هذه الزيادة جاءت في بعض التشهدات الأخرى التي هي عن غير ابن مسعود، فكونها جاءت من بعض الثقات الذي يبدو أنه لا بأس بالأخذ بها، ولها شاهد يعني: لهذه الزيادة شاهد عن غير ابن مسعود عن بعض الصحابة الذين رووا هذا التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني: جاء فيه: وحده لا شريك له التي هي بمعنى لا إله إلا الله والتي هي تأكيد لـ(لا إله إلا الله).

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30-11-2021, 08:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,522
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق سادسة
قوله: [أخبرنا عبد الرحمن بن خالد].هو عبد الرحمن بن خالد الرقي، وفي بعض النسخ القطان، ولا تنافي بين القطان، والرقي فهو قطان وهو رقي، إن قيل القطان فهو صحيح، وإن قيل الرقي فهو صحيح، لا تنافي بينها، لأن بعض النسخ جاء فيها القطان وبعضها جاء فيها الرقي، وهو رقي وهو يلقب القطان، فلا تنافي بينها، يعني: كلها حق؛ لأنه عبد الرحمن بن خالد القطان الرقي فكل من النسبتين صحيحة. وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي.
[حدثنا حارث بن عطية].
حارث بن عطية صدوق يهم، أخرج حديثه النسائي وحده.
[وكان من زهاد الناس].
قال: وكان من زهاد الناس، يعني: هذه من تلميذه الذي روى عنه؛ لأن هذا هو الذي يشعر بأنه هو الذي قال هذه الكلمة، أنه روى عنه وقال: وكان من زهاد الناس، أخرج له النسائي وحده.
[عن هشام].
هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، ثبت، حجة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود].
وهؤلاء الأربعة مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.
شرح حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق سابعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا هشام هو الدستوائي عن حماد عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول: السلام على الله، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].أورد النسائي: حديث ابن مسعود من طريق أخرى وهو بنفس اللفظ المتقدم، وفيه أيضاً مثلما في الذي قبله كانوا يقولون: السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، وميكائيل، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقولوا: السلام على الله من عباده فإن الله هو السلام، ولكن قولوا...الخ، الدعاء الذي أرشد إليه يشملهم؛ لأن: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين يدخل فيها جبريل، وميكائيل، وغيرهم، لأنها تعود إلى كل عبد صالح في السماء، والأرض، ولكن الذي نبه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم هو: السلام على الله، فإنه لا يسلم عليه؛ لأن السلام دعاء للمسلم عليه، والله تعالى هو الذي يدعى، ويرجى لغيره، يرجى لغيره أن يسلمه، يعني: يدعى للرسول صلى الله عليه وسلم ويدعى للملائكة، ويدعى للبشر يدعى للناس، يدعى لكل عبد صالح في السماء والأرض؛ لأن الله تعالى هو الذي يطلب منه، ولا يطلب له، وأما الخلق يطلب لهم، ولا يطلب منهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يدعى له، ولا يدعى، لا يأتي الإنسان إليه ويقول: يا رسول الله! أغثني، يا رسول الله! مدد، يا فلان! أريد كذا، يا الولي الفلاني! حقق لي كذا، يا الرسول الفلاني! أعطني كذا، وسيد الرسل، وخير الخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لا يجوز لأحد أن يطلب منه أشياء، وإنما يدعو له صلى الله عليه وسلم ويثني عليه بما يستحقه دون غلو، وتجاوز للحدود، ولكنه لا يطلب منه بل يطلب له، اللهم صل وسلم وبارك عليه هذا دعاء له، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته دعاء له بالسلامة والرحمة والبركة، فيطلب له، ولا يطلب منه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق سابعة
قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].هو أبو مسعود البصري، أبو مسعود كنيته توافق اسم أبيه، وقد مر ذكره كثيراً، وهو ثقة، حافظ، أخرج له النسائي وحده.
[حدثنا خالد].
وهو ابن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا هشام هو الدستوائي].
هو الذي مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا، وكلمة: [هو الدستوائي] الذي قالها من دون خالد بن الحارث، وهو إسماعيل بن مسعود، أو النسائي، أو من دون النسائي، وقد مر ذكر هشام الدستوائي.
[عن حماد].
هو حماد بن أبي سليمان الأشعري، صدوق، له أوهام، خرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن.
[عن أبي وائل].
أبو وائل هو شقيق بن سلمة الكوفي ثقة، مخضرم، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته، وأيضاً مشهوراً باسمه، يأتي ذكره أحياناً باسمه شقيقاً، وأحياناً بكنيته وهو كثير، ومعرفة كنى المحدثين فائدتها دفع توهم التعدد، بأن يظن الشخص الواحد شخصين إذا جاء ذكره في بعض الأسانيد شقيق، وجاء ذكره في الأسانيد الأخرى أبو وائل الذي لا يعرف أن أبا وائل كنية لـشقيق يظن أن شقيق شخص، وأن أبا وائل شخص آخر، ومن يعرف لا يلتبس عليه الأمر سواء وجد أبا وائل بهذا اللفظ وحده أو وجد شقيقاً بهذا اللفظ وحده يعرف أن هذا هو هذا وأن هذا هو هذا، دون أن يكون هناك التباس في أن يظن التعدد، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن مسعود].
وهو الذي مر ذكره كثيراً في هذه الطرق.
حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق ثامنة وتراجم رجال إسناده
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا بشر بن خالد العسكري حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور وحماد ومغيرة وأبي هاشم عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في التشهد: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)، قال أبو عبد الرحمن: أبو هاشم غريب].أورد النسائي: هذا الحديث حديث ابن مسعود من طريق أخرى، وهي بلفظ الصيغ المتقدمة: التحيات لله والصلوات والطيبات.. إلخ.
قوله: [أخبرنا بشر بن خالد].
بشر بن خالد العسكري، ثقة، يغرب، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا غندر].
وهو محمد بن جعفر البصري، ولقبه غندر يأتي ذكره باللقب، ويأتي ذكره بالاسم، وكثيراً ما يأتي ذكره عندما يروي عن شعبة بلفظ محمد دون أن ينسب، وهو محمد بن جعفر الذي هو غندر، ويأتي ذكره أحياناً بلقبه دون اسمه كما هنا فإنه قال: غندر عن شعبة، وغندر هو محمد بن جعفر، ومعرفة ألقاب المحدثين فائدتها ألا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا جاء في بعض الأسانيد غندر وفي بعضها محمد بن جعفر الذي لا يعرف أن محمد بن جعفر يلقب غندراً يظن أن غندراً شخصٌ آخر غير محمد بن جعفر، والذي يعلم أن هذا لقب لـمحمد بن جعفر لا يلتبس عليه الأمر، مثلما قيل في الكنى بالنسبة للمثال المتقدم وهو أبو وائل واسمه شقيق.
[عن شعبة].
هو: شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سليمان ومنصور وحماد ومغيرة وأبو هاشم].
سليمان، ومنصور، وحماد، ومغيرة، وأبو هاشم خمسة أشخاص يروي عنهم شعبة فهم خمسة أشخاص في طبقة واحدة، يعني: كلهم شيوخ لـشعبة، وكلهم تلاميذ لـأبي وائل، كلهم يروون عن أبي وائل وكلهم يروي عنهم شعبة، يعني: هؤلاء الخمسة.
فأما سليمان، فهو ابن مهران الكاهلي الأعمش المشهور بلقبه الأعمش، يأتي ذكره بالاسم كما هنا، ويأتي ذكره بـالأعمش كثيراً، وهذا من جنس غندر الذي ذكرت؛ لأن من لا يعرف أن الأعمش لقب لـسليمان يظن أن سليمان شخص آخر غير الأعمش، ولكن من يعرف أن الأعمش وصاحب اللقب هو سليمان بن مهران فإنه لا يلتبس عليه الأمر، إن جاء سليمان أو جاء الأعمش هو شخص واحد يذكر في بعض المواضع، أو في بعض الأحيان باسمه، ويذكر في بعض الأحيان بلقبه.
ومنصور، هو ابن المعتمر الكوفي وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن حماد].
هو حماد بن أبي سليمان الذي مر ذكره.
[ومغيرة].
هو المغيرة بن مقسم الضبي الكوفي وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهذا المغيرة بن مقسم هو الذي ذكروا في ترجمته أنه احتلم وعمره اثنتا عشرة سنة، يعني: بلغ سن الحلم وعمره اثنتا عشرة سنة، يعني: احتلم في وقت مبكر، ومثله عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه ذكر عنه أنه ليس بينه، وبين أبيه إلا اثنتا عشرة سنة، يعني: بل هذا يمكن أكبر أو أقدم من المغيرة بن مقسم، وجاء بينه وبين أبيه ثلاث عشرة سنة، فهو أيضاً احتلم في وقت مبكر، وولد له في وقت مبكر، ولد له قبل أن يبلغ أربع عشرة سنة، ولد لـعمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه ابنه عبد الله قبل أن يبلغ أربع عشرة سنة، فهو إما عمره اثنا عشر أو ثلاث عشرة لما ولد له ابنه عبد الله بن عمرو، والمغيرة بن مقسم الضبي وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[وأبو هاشم].
هو يحيى بن دينار الرماني الواسطي وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة.
وقد قال النسائي في الآخر: أبو هشام غريب، يعني: يقصد بذلك أنه غريب يعني: بالنسبة لأبي هشام، وإلا فإنه جاء من طرق، ولكن ذكر أبي هاشم يعني: أنه من قبيل الغريب، وهذا الغريب يسمى الغريب النسبي، لأن الغريب المطلق هو الذي يأتي من طريق واحد، وأما النسبي فهو بالنسبة إلى غيره، يعني: بالنسبة إلى ذلك الشخص وإلا فإنه ليس غريباً، هو غريب باعتبار هذا الشخص وإلا فإنه ليس غريباً؛ لأنه جاء له طرق أخرى غير طريق أبي هاشم.
[عن أبي وائل عن عبد الله].
مر ذكرهما.
شرح حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق تاسعة
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سيف المكي سمعت مجاهداً يقول: حدثني أبو معمر سمعت عبد الله رضي الله عنه يقول: (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، وكفه بين يديه: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)].أورد النسائي حديث ابن مسعود في التشهد من طريق أخرى، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن، والحديث الأول الذي مر أن ابن مسعود كان يعلمهم كما يعلمهم السورة من القرآن، فـابن مسعود رضي الله عنه اقتدى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فإن الرسول علمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن، وابن مسعود صار يعلم أصحابه، ويعلم غيره التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن، وهو كما ذكرت دال على حرص الصحابة على الخير، وعلى تبليغهم السنن وعلى تعليم الناس الحق، والهدى الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وهذه من أجل مناقبهم، وأفضل مناقبهم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، أن يكونوا هم الواسطة بين الناس وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الداعون إلى هذا الحق، والهدى، والدالون عليه، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله، ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
قوله: (وكفه بين يديه) يعني: كف ابن مسعود بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني: واضع يده بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا يدل على الضبط، والإتقان من عبد الله بن مسعود، لأنه ضبط الهيئة التي كان عليها عندما علمه النبي صلى الله عليه وسلم التشهد، وأن يده بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني: وضع الرسول صلى الله عليه وسلم كف عبد الله بن مسعود بين كفيه، يعني: أن يد عبد الله بن مسعود بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلمه التشهد، وهذا يدل على ضبط الراوي؛ لأنه ضبط الحديث، وضبط مع الحديث الهيئة التي كانت عند التحديث بهذا الحديث، وهذا مما يستدل به العلماء على ضبط الراوي ما رواه، يعني: كونه يحدث بالحديث، ويخبر عن هيئة حصلت وقت سماع الحديث، يعني: هيئة معينة، حصلت عند التحديث بالحديث، فهذا يدل على ضبط الراوي ما رواه، وإتقانه له، وكفه بين كفيه.
ثم ذكر التشهد الذي هو في الصيغة المشهورة: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).
تراجم رجال إسناد حديث ابن مسعود في كيفية التشهد الأول من طريق تاسعة
قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].هو ابن مخلد المشهور بـابن راهويه الحنظلي المروزي، وهو ثقة، ثبت، إمام، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث وهي من أعلى صيغ التعديل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه ، فإنه لم يخرج له شيئاً.
[أخبرنا الفضل بن دكين].
هو أبو نعيم مشهور بكنيته، ومشهور باسمه، ويأتي ذكره كثيراً بالكنية أبي نعيم، وهو من كبار شيوخ البخاري الذين أدركهم البخاري في أول حياته، وأما النسائي فإنه لم يدركه كما ذكرت قريباً أن الفضل بن دكين توفي سنة مائتين وثمانية عشر، والنسائي ولد سنة مائتين وخمسة عشر، فعمر النسائي لما مات الفضل بن دكين ثلاث سنوات، ولهذا يروي عنه بواسطة، وهو من كبار شيوخ البخاري الذين ما أدركهم مثل النسائي، بخلاف صغار شيوخ البخاري الذين أدركهم مثل محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي الذين توفوا قبل البخاري بأربع سنوات، هذا توفي في أول حياة البخاري، والبخاري في حدود سن العشرين، وكانت وفاته مائتين وستة وخمسين، والفضل بن دكين توفي مائتين وخمسة عشر، والنسائي ولد مائتين وخمسة عشر، فهو لم يدركه ولهذا يروي عنه بواسطة.
والفضل بن دكين أبو نعيم، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، ووصف بأن فيه تشيع، لكن تشيع مثله لا يؤثر؛ لأنه قد جاء عنه أنه قال: رحم الله عثمان، ولا رحم الله من لا يترحم على عثمان، ومن المعلوم أن الرافضة لا يترحمون على عثمان، وإنما يبغضون عثمان، ويبغضون الصحابة، ولا يتولون إلا عدداً يسيراً منهم.
وأبو نعيم هذه الكنية اشتهر بها الفضل بن دكين الذي هو من كبار شيوخ البخاري، وقد اشتهر بها أبو نعيم الأصبهاني المؤلف المصنف صاحب التآليف مثل حلية الأولياء ومثل تاريخ معرفة الصحابة وغيرها من الكتب، وهو متأخر كثيراً عن هذا لأنه توفي سنة أربعمائة وثلاثين في القرن الخامس الهجري، وهو مشهور بكنتيه أبي نعيم .
[حدثنا سيف المكي].
وهو ابن سليمان المكي وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[سمعت مجاهداً يقول].
هو ابن جبر المكي ثقة، عالم بالتفسير وغيره، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أبو معمر].
هو عبد الله بن سخبرة وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[سمعت عبد الله يقول].
هو ابن مسعود وهو الذي جاء في الطرق المتعددة عنه رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
الأسئلة

معنى كلمة مخضرم
السؤال: ما معنى قولكم: هو مخضرم؟الجواب: المخضرم هو الذي أدرك الجاهلية والإسلام، ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، يعني: أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يظفر، ولم يتشرف برؤيته، والالتقاء به، هو كان موجوداً في زمانه، وأدرك زمن الجاهلية، وأدرك الإسلام، ولكنه لم يتشرف بلقي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم عدد، ذكر منهم مسلم عدداً كبيراً، وقد مر بنا أبو وائل، والأسود، والمعرور بن سويد، وسويد بن غفلة، وعدد كبير من المخضرمين، والصنابحي الذي كان قدم من اليمن ليلقى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما وصل الجحفة التي هي بجوار رابغ التي هي ميقات أهل الشام والمغرب جاء ركبان من المدينة فأخبروهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي، فلهذا قالوا في ترجمته: كاد أن يكون صحابياً، ما بينه وبين الصحبة إلا شيئاً يسيراً؛ لأنه جاء ليلقى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو في الطريق إليه، فقالوا: كاد أن يكون صحابياً.
المحافظة على الصلاة في وقتها
السؤال: مسلم يعمل في أحد المصانع في أوروبا، ولا يوجد مسلم غيره في ذلك المصنع، ويدركه وقت صلاة الظهر في عمله، ويخاف إن صلى من مديره المسيحي المتعقد، فقد يفصله من عمله أو يحرمه العلاوات، هل يجوز له تأخير صلاة الظهر إلى العصر فيجمعهما؟الجواب: لا، لا يجوز له ذلك، وإنما يصلي الصلاة في وقتها، ولا يدخل في العمل إلا على أساس أنه يمكن من الصلاة في وقتها؛ لأن هذا العمل هو غذاء للحياة الدنيا الفانية، وأما الصلاة فهي زاد الحياة الباقية، ومن المعلوم أن الحرص على الحياة الباقية، وإيثارها أولى وأعظم، وأجل من كون الإنسان يقدم الحق الدنيوي، ويقصر في الحق الأخروي أو الواجب الأخروي، وإنما يبحث عن عمل آخر أو يقول لهؤلاء الكفار: إنه لا يعمل بهذا العمل إلا إذا مكن من الصلاة، وإذا حيل بينه وبين الصلاة في وقتها فإنه يترك العمل ويبحث عن عمل آخر، والله تعالى يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )[الطلاق:2-3] والرزق بيد الله عز وجل، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها.
درجة حديث من قيل في أحد رواته: (فيه لين)
السؤال: ما درجة الحديث الذي في إسناده من قيل فيه: فيه لين؟الجواب: (فيه لين) درجته أنه يحتاج إلى جبر، ويحتاج إلى ما يعضده.
قبول زيادة الثقة
السؤال: متى تقبل زيادة الثقة؟الجواب: تقبل زيادة الثقة إذا جاءت من طريق ثقة فإنها تكون مقبولة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 411.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 406.00 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (1.43%)]