أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله) - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 07-06-2009, 06:04 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزانا الله واياكم
بارك الله مرورك الطيب

اختي الحبيبة
مجدالاسلام

جزاك الله خيرا

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 07-06-2009, 06:14 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)

سورة المائدة



وقد تقدم وجه في مناسبتها وأقول‏:‏ هذه السورة أيضاً شارحة لبقية مجملات سورة البقرة فإِن آية الأطعمة والذبائح فيها أبسط منها في البقرة وكذا ما أخرجه الكفار تبعاً لآبائهم في البقرة موجز وفي هذه السورة مطنب أبلغ إطناب في قوله‏:‏ {‏ما جعل اللَهُ مِن بحيرة ولا سائبة‏}وفي البقرة ذكر القصاص في القتلى وهنا ذكر أول من سن القتل والسبب الذي لأجله وقع وقال‏:‏ ‏{‏من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأَرض فكأَنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً‏}‏وذلك أبسط من قوله في البقرة‏:‏ ‏{‏ولَكُم في القِصاص حياة‏}‏ وفي البقرة‏:‏{‏وإِذ قلنا ادخلوا هذه القرية‏}وذكر في قصتها هنا‏:‏{‏فسوفَ يأَتي اللَهُ بقومٍ يحبهم ويحبونه‏}‏ وفي البقرة قال في الخمر والميسر‏:‏{‏فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإِثمهما أَكبر من نفعهما‏}وزاد في هذه السورة ذمها وصرح بتحريمها وفيها من الاعتلاق بسورة الفاتحة‏:‏ بيان المغضوب عليهم والضالين في قوله‏:‏{‏قل هل أَنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه‏} وقوله‏:‏ ‏{‏قد ضلوا من قبل وأَضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل‏} وأما اعتلاقها بسورة النساء فقد ظهر لي فيه وجه بديع جداً وذلك أن سورة النساء اشتملت على عدة عقود صريحاً وضمنا فالصريح‏:‏ عقود الأنكحة وعقد الصداق وعقد الحلف في قوله‏:‏ ‏{‏والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم‏} وعقد الأيمان في هذه الآية وبعد ذلك عقد المعاهدة والأمان في قوله‏:‏ ‏{‏إِلا الذينَ يصلون إِلى قوم بينَكُم وبينَهُم ميثاق‏}‏ وقوله‏:‏ {‏وإِن كانَ مِن قومٍ بينكُم وبينهم ميثاق فدية‏}‏ والضمنى‏:‏ عقد الوصية والوديعة والوكالة والعارية والإجارة وغير ذلك من الداخل في عموم قوله‏:‏ {‏إِن اللَهُ يأَمُركُم أَن تؤدوا الأمانات إِلى أَهلها‏} فناسب أن يعقب بسورة مفتتحة بالأمر بالوفاء بالعقود فكأنه قيل في المائدة‏:‏ ‏{‏يا أَيها الذين آمنوا أَوفوا بالعقود‏} التي فرغ من ذكرها في السورة التي تمت فكان ذلك غاية في التلاحم والتناسب والارتباط ووجه آخر في تقديم سورة النساء وتأخير سورة المائدة وهو‏:‏ أن تلك أولها‏:‏{‏يا أَيها الناس‏}‏ وفيها الخطاب بذلك في مواضع وهو أشبه بخطاب المكي وتقديم العام وشبه المكي أنسب ثم إن هاتين السورتين النساء والمائدة في التقديم والاتحاد نظير البقرة وآل عمران فتلكما في تقرير الأصول من الوحدانية والكتاب والنبوة وهاتان في تقرير الفروع الحكمية وقد ختمت المائدة بصفة القدرة كما افتتحت النساء بذلك وافتتحت النساء ببدء الخلق وختمت المائدة بالمنتهى من البعث والجزاء فكأنما سورة واحدة اشتملت على الأحكام من المبتدأ إلى المنتهى ولما وقع في سورة النساء‏:‏{‏إِنا أَنزلنا إِليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس‏}‏ الآيات فكانت نازلة في قصة سارق سرق درعاً فصل في سورة المائدة أحكام السراق والخائنين ولما ذكر في سورة النساء أنه أنزل إليك الكتاب لتحكم بين الناس ذكر في سورة المائدة آيات في الحكم بما أنزل الله حتى بين الكفار وكرر قوله‏:‏{‏ومن لم يحكم بما أنزل الله‏}‏ فانظر إلى هذه السور الأربع المدنيات وحسن ترتيبها وتلاحمها وتناسقها وتلازمها وقد افتتحت بالبقرة التي هي أول ما نزل بالمدينة وختمت بالمائدة التي هي آخر ما نزل بها كما في حديث الترمذي قال بعضهم‏:‏ مناسبة هذه السورة لآخر المائدة‏:‏ أنها افتتحت بالحمد وتلك ختمت بفصل القضاء وهما متلازمتان كما قال‏:‏ {‏وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين‏} وقد ظهر لي بفضل الله مع ما قدمت الإشارة إليه في آية {‏زين للناس‏}‏ أنه لما ذكر في آخر المائدة {‏للَهِ مُلكُ السموات والأَرض وما فيهن‏}‏على سبيل الإجمال افتتح هذه السورة بشرح ذلك وتفصيله فبدأ بذكر‏:‏ أنه خلق السموات والأرض وضم إليه أنه جعل الظلمات والنور وهو بعض ما تضمنه قوله‏:‏ {‏وما فيهن‏} في آخر المائدة
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 07-06-2009, 06:16 PM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)

جزاك الله خير الجزاءاختي الحبيبة على هذا الجهد الطيب المبارك
وبارك الله فيك ونفع الله بك

اسعدك الله في الدارين
__________________

،،’’،، وهكذا هوالشفاء،،’’،،

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 07-06-2009, 11:37 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزانا الله واياكم
بارك الله مرورك الطيب

اختي الحبيبة
اخت الاسلام

جزاك الله خيرا

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 09-06-2009, 03:03 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)



سورة الأنعام



وضمن قوله‏:‏ {‏الحمد لله‏} أول الأنعام أن له ملك جميع المحامد وهو من بسط‏:‏‏{‏للَهِ مُلكُ السمواتِ والأَرض وما فيهن‏}‏ في آخر المائدة‏:‏ ثم ذكر‏:‏ أنه خلق النوع الإنساني وقضى له أجلاً مسمى وجعل له أجلاً آخر للبعث وأنه منشئ القرون قرنا بعد قرن ثم قال‏:‏ ‏{‏قل لمن ما في السموات والأَرض‏}‏ فأثبت له ملك جميع المنظورات ثم قال‏:‏ ‏{‏قل لمن ما في السموات والأرض‏}‏ فأثبت له ملك جميع المنظورات ثم قال‏:‏ {‏وله ما سكن في الليل والنهار‏}‏ فأثبت له ملك جميع المظروفات لظرفي الزمان ثم ذكر أنه خلق سائر الحيوان من الدواب والطير ثم خلق النوم واليقظة والموت والحياة ثم أكثر في أثناء السورة من ذكر الخلق والإنشاء لما فيهن من النيرين والنجوم وفلق الإصباح وخلق الحب والنوى وإنزال الماء وإخراج النبات والثمار بأنواعها وإنشاء جنات معروشات وغير معروشات والأنعام ومنها حمولة وفرش وكل ذلك تفصيل لملكه ما فيهن‏:‏ وهذه مناسبة جليلة ثم لما كان المقصود من هذه السورة بيان الخلق والملك أكثر فيها من ذكر الرب الذي هو بمعنى المالك والخالق والمنشئ واقتصر فيها على ما يتعلق بذلك من بدء الخلق الإنساني والملكوتي والملكي والشيطاني والحيواني والنباتي وما تضمنته من الوصايا فكلها متعلق بالقوام والمعاش الدنيوي ثم أشار إلى أشراط الساعة فقد جمعت هذه السورة جميع المخلوقات بأسرها وما يتعلق بها وما يرجع إليها فظهر بذلك مناسبة افتتاح السور المكية بها وتقديمها على ما تقدم نزوله منها وهي في جمعها الأصول والعلوم والمصالح الدنيوية نظير صورة البقرة في جمعها العلوم والمصالح الدينية ما ذكر فيها من العبادات المحضة فعلى سبيل الإيجاز والإيماء كنظير ما وقع في البقرة من علوم بدء الخلق ونحوه فإنه على سبيل الاختصار والإشارة فإن قلت‏:‏ فلم لا أفتتح القرآن بهذه السورة مقدمة على سورة البقرة لأن بدء الخلق مقدم على الأحكام والتعبدات قلت‏:‏ للإشارة إلى أن مصالح الدين والآخرة مقدمة على مصالح المعاش والدنيا وأن المقصود إنما هو العبادة فقدم ما هو الأهم في نظر الشرع ولأن علم بدء الخلق كالفضلة وعلوم الأحكام والتكاليف متعين على كل واحد فلذلك لا ينبغي النظر في علم بدء الخلق وما جرى مجراه من التواريخ إلا بعد النظر في علم الأحكام وإتقانه ثم ظهر لي بحمد الله وجه آخر أتقن مما تقدم وهو أنه لما ذكر في سورة المائدة ‏{‏يا أَيُها الذينَ آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا‏}إلى آخره فأخبر عن الكفار أنهم حرموا أشياء مما رزقهم الله افتراء عليه وكان القصد بذلك تحذير المؤمنين أن يحرموا شيئاً مما أحل الله فيشابهوا بذلك الكفار في صنيعهم وكان ذكر ذلك على سبيل الإيجاز ساق هذه السورة لبيان ما حرمه الكفار في صنيعهم فأتى به على الوجه الأبين والنمط الأكمل ثم جادلهم فيه وأقام الدلائل على بطلانه وعارضهم وناقضهم إلى غير ذلك مما اشتملت عليه القصة فكانت هذه السورة شرحاً لما تضمنته المائدة من ذلك على سبيل الإجمال وتفصيلاً وبسطاً وإتماماً وإطناباً وافتتحت بذكر الخلق والملك لأن الخالق والمالك هو الذي له التصرف في ملكه ومخلوقاته إباحة ومنعاً وتحريماً وتحليلاً فيجب ألا يتعدى عليه بالتصرف في ملكه وكانت هذه السورة بأسرها متعلقة بالفاتحة من وجه كونها شارحة لإجمال قوله‏:‏‏{‏ربِ العالمين‏} وللبقرة من حيث شرحها لإجمال قوله‏:‏ ‏{‏الذي خلقَكُم والذين من قبلكم‏}‏ وقوله‏:‏{‏هو الذي خلقَ لكُم ما في الأَرض جميعاً‏} وبآل عمران من جهة تفصيلها لقوله‏:‏ {‏والأنعام والحرث‏}‏ وقوله‏:‏{‏كُلُ نفسٍ ذائقة الموت‏} الآية وبالنساء من جهة ما فيها من بدء الخلق والتقبيح لما حرموه على أزواجهم وقتل البنات بالوأد وبالمائدة من حيث اشتمالها على الأطعمة بأنواعها وفي افتتاح السور المكية بها وجهان آخران من المناسبة الأول‏:‏ افتتاحها بالحمد والثاني‏:‏ مشابهتها للبقرة المفتتح بها السور المدنية من حيث أن كلاً منهما نزل مشيعاً ففي حديث أحمد‏:‏ ‏(‏البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً‏)‏ وروى الطبراني وغيره من طرق‏:‏ ‏(‏أن الأنعام شيعها سبعون ألف ملك‏)‏ وفي رواية ‏(‏خمسمائة ملك‏)‏ ووجه آخر وهو‏:‏ أن كل ربع من القرآن افتتح بسورة أولها الحمد وهذه للربع الثاني والكهف للربع الثالث وسبأ وفاطر للربع الرابع وجميع هذه الوجوه التي استنبطتها من المناسبات بالنسبة للقرآن كنقطة من بحر ولما كانت هذه السورة لبيان بدء الخلق ذكر فيها ما وقع عند بدء الخلق وهو قوله‏:‏{‏كتب ربكم على نفسه الرحمة‏}‏ ففي الصحيح‏:‏ ‏(‏لما فرغ الله من الخلق وقضى القضية كتب كتاباً عنده فوق العرش‏:‏ إن رحمتي سبقت غضبي‏)‏
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 23-06-2009, 12:56 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)



سورة الأعراف
أقول‏:‏ مناسبة وضع هذه السورة عقب سورة الأنعام فيما ألهمني الله سبحانه‏:‏ أن سورة الأنعام لما كانت لبيان الخلق وقال فيها‏:‏ {‏هوَ الذي خلَقَكُم من طين‏} وقال في بيان القرون‏:‏{‏كَم أَهلكنا من قبلهم من قرن‏}‏ وأشير فيها إلى ذكر المرسلين وتعداد كثير منهم وكانت الأمور الثلاثة وتفصيلها فبسط فيها قصة خلق آدم أبلغ بسط بحيث لم تبسط في سورة كما بسطت فيها وذلك تفصيل إجمال قوله‏:‏ {‏خلَقَكُم مِن طين‏}‏ ثم فصلت قصص المرسلين وأممهم وكيفية إهلاكهم تفصيلاً تاماً شافياً مستوعباً لم يقع نظيره في سورة غيرها وذلك بسط حال القرون المهلكة ورسلهم فكانت هذه السورة شرحاً لتلك الآيات الثلاثة وأيضاً فذلك تفصيل قوله‏:‏{‏وهوَ الذي جعلَكُم خلائفَ الأَرض‏} ولهذا صدر هذه السورة وفي قصة ثمود‏:‏ {‏جعلَكُم خُلفاء من بعد عاد‏}‏ وأيضاً فقد قال في الأنعام‏:‏{‏كتَبَ ربَكُم على نفسهِ الرحمة‏}وهو موجز وبسطه هنا بقوله‏:‏{‏ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون‏} إلى آخره فبين من كتبها لهم وأما وجه ارتباط أول هذه السورة بآخر الأنعام فهو‏:‏ أَنه قد تقدم هناك‏:‏ ‏{‏وأَن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه‏} وقوله‏:‏ {‏وهذا كتابٌ أَنزلناهُ مباركٌ فاتبعوه‏} وقوله‏:‏{‏وهذا كتابٌ أَنزلناهُ مباركٌ فاتبعوه‏}‏ فافتتح هذه السورة أيضاً باتباع الكتاب في قوله‏:‏ {‏كتاب أُنزِلَ إِليك‏} إِلى {‏اتبعوا ما أُنزِلَ إِليكُم مِن رَبِكُم‏} وأيضاً لما تقدم في الأنعام‏:‏{‏ثم يُنبئهم بِما كانوا يَفعَلون‏}‏ ‏{‏ثُمَ إِلى ربِكُم مرجِعكم فيُنَبِئكُم بما كنتم فيه تختَلفون‏} قال في مفتتح هذه السورة‏:‏ ‏{‏فلنسأَلن الذينَ أُرسِلَ إِليهم ولنسألن المُرسَلين‏}‏ ‏{‏فلنقصن عليهم بعلم‏}وذلك شرح التنبئة المذكورة وأيضاً فلما قال في الأنعام‏:‏{‏من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالِها‏} وذلك لا يظهر إلا في الميزان افتتح هذه السورة بذكر الوزن فقال‏:‏{‏والوزن يومئذٍ الحق‏}‏ ثم ذكر من ثقلت موازينه وهو من زادت سيئاته على حسناته ثم ذكر بعد ذلك أصحاب الأعراف وهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم اعلم أن وضع هذه السورة وبراءة هنا ليس بتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة كما هو الراجح في سائر السور بل اجتهاد من عثمان رضي الله عنه وقد كان يظهر في بادئ الرأي‏:‏ أن المناسب إيلاء الأعراف بيونس وهود لاشتراك كل في اشتمالها على قصص الأنبياء وأنها مكية النزول خصوصاً أن الحديث ورد في فضل السبع الطوال وعدوا السابعة يونس وكانت تسمى بذلك كما أخرجه البيهقي في الدلائل ففي فصلها من الأعراف بسورتين هما الأنفال بالنسبة إلى الأعراف وبراءة وقد استشكل ابن عباس حبر الأمة قديماً ذلك فأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال قلت لعثمان‏:‏ ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهني من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال فقال عثمان‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشئ دعا بعض من كان يكتب فيقول‏:‏ ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزل وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله فانظر إلى ابن عباس رضي الله عنه كيف استشكل علي عثمان رضي الله عنه أمرين‏:‏ وضع الأنفال وبراءة في أثناء السبع الطوال مفصولاً بهما بين السادسة والسابعة ووضع الأنفال وهي قصيرة مع السور الطويلة وانظر كيف أجاب عثمان رضي الله عنه أولاً بأنه لم يكن عنده في ذلك توقيف فإِنه استند إلى اجتهاد وأنه قرن بين الأنفال وبراءة لكونها شبيهة بقصتها في اشتمال كل منهما على القتال ونبذ العهود وهذه وجه بين المناسبة جلى فرضى الله عن الصحابة ما أدق أفهامهم‏!‏ ما أدق أفهامهم‏!‏ وأجزل آراءهم‏!‏ وأعظم أحلامهم‏!‏ وأقول‏:‏ يتم بيان مقصد عثمان رضي الله عنه في ذلك بأمور فتح الله بها‏:‏ الأول‏:‏ أنه جعل الأنفال قبل براءة مع قصرها لكونها مشتملة على البسملة فقدمها لتكون لفظة منها وتكون براءة بخلوها منها كتتمتها وبقيتها ولهذا قال جماعة من السلف‏:‏ إن الأنفال وبراءة سورة واحدة لا سورتان الثاني‏:‏ أنه وضع براءة هنا لمناسبة الطول فإنه ليس في القرآن بعد الأعراف أنسب ليونس طولاً منها وذلك كاف في المناسبة الثالث‏:‏ أنه خلَّل بالسورتين الأنفال وبراءة أثناء السبع الطوال المعلوم ترتيبها في العصر الأول للإشارة إلى أن ذلك أمر صادر لا عن توقيف وإلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يبين محلهما فوضعا كالموضع المستعار بين السبع الطوال بخلاف ما لو وضعتا بعد السبع الطوال فإنه كان يوهم أن ذلك محلهما بتوقيف وترتيب السبع الطوال يرشد إلى دفع هذه الوهم فانظر إلى هذه الدقيقة التي فتح الله بها ولا يغوص عليها إلا غواص الرابع‏:‏ أنه لو أخرهما وقدم يونس وأتى بعد براءة بهود كا في مصحف أبي بن كعب لمراعاة مناسبة السبع الطوال وإيلاء بعضها بعضاً لفات مع ما أشرنا إليه أمر آخر آكد في المناسبة فإن الأولى بسورة يونس أن تولى بالسور الخمس التي بعدها لما اشتركت فيه من الاشتمال على القصص ومن الافتتاح بالذكر وبذكر الكتاب ومن كونها مكيات ومن تناسب ما عدا الحجر في المقدار وبالتسمية باسم نبي والرعد إسم ملك وهو مناسب لأسماء الأنبياء فهذه سنة وجوه في مناسبة الاتصال بين يونس وما بعدها وهي أكثر من ذلك الوجه السابق في تقديم يونس بعد الأعراف ولبعض هذه الأمور قدمت سورة الحجر على النحل مع كونها أقصر منها ولو اخرت براءة عن هذه السور الست المناسبة جداً بطولها لجاءت بعد عشر سور أقصر منها بخلاف وضع سورة النحل بعد الحجر فإنها ليست كبراءة في الطول ويشهد لمراعاة الفواتح في مناسبة الوضع ما ذكرنا من تقديم الحجر على النحل لمناسبة ذوات ‏[‏الر‏]‏ قبلها وما تقدم من تقديم آل عمران على النساء وإن كانت أقصر منها لمناسبة البقرة مع الافتتاح ب ‏[‏الم‏]‏ وتوالى الطواسين والحواميم وتوالى العنكبوت والروم والقمر والسجدة لافتتاح كل ب ‏[‏الم‏]‏ ولهذا قدمت السجدة على الأحزاب التي هي أطول منها هذا ما فتح الله به وأما ابن مسعود فقدم في مصحفه البقرة على النساء وآل عمران والأعراف والأنعام والمائدة ويونس فراعى الطوال وقدم الأطوال فالأطول ثم ثنى بالمئين فقدم براءة ثم النحل ثم هود ثم يوسف ثم الكهف وهكذا الأطول فالأطول وذكر الأنفال بعد النور ووجه مناسبتها لها‏:‏ أن كلا منهما مدنية ومشتملة على أحكام وأن في النور ‏[‏وعَدَ اللَهُ الذينَ آمنوا وعملوا الصالحات ليستَخلِفنهم في الأَرض كما استخلف الذين مِن قبلِهِم‏]‏ وفي الأنفال {‏واذكروا إِذ أَنتُم مُستَضعَفون في الأَرض تخافون‏}‏ ولا يخفى ما بين الآيتين من المناسبة فإن الأولى مشتملة على الوعد بما حصل وذكر به في الثانية فتأمل سورة براءة أقول‏:‏ عقد عرف وجه مناسبتها ونزيد هنا أن صدرها تفصيل لإجمال قوله في الأنفال‏:‏ ‏{‏وإِما تخافنَّ مِن قومٍ خيانة فانبذ إِليهم على سواء‏}‏ وآيات الأمر بالقتال متصلة بقوله هنا‏:‏{‏وأَعِدوا لَهُم ما استَطعتُم مِن قوةٍ‏} ولذا قال هنا في قصة المنافقين‏:‏ ‏{‏ولَو أَرادوا الخُروجَ لأَعَدوا لهُ عدة‏} ثم بين السورتين تناسب من وجه آخر وهو‏:‏ أنه سبحانه في الأنفال تولى قسمة الغنائم وجعل همسها خمسة أخماس وفي براءة تولى قسمة الصدقات وجعلها لثمانية أصناف
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 23-06-2009, 04:43 PM
سفيان أبو أنس سفيان أبو أنس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 5
الدولة : Algeria
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)

جزاك الله خيرا

وجعله في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 23-06-2009, 05:42 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله مرورك الطيب
اخي الكريم
سفيان أبو أنس
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 09-07-2009, 12:53 AM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: أسرار ترتيب القرآن (متجدد باذن الله)




سورة يونس


أقول‏:‏ قد عرف وجه مناسبتها فيما تقدم في الأنفال ونزيد هنا‏:‏ أن مطلعها شبية بمطلع سورة الأعراف وأنه سبحانه قال فيها‏:‏{‏أَن أَنذِر النَّاس وَبشِر الذينَ آمنوا‏}فقدم الإنذار وعممه وأخر البشارة وخصصها وقال تعالى في مطلع الأعراف‏:‏ ‏{‏لتُنذِرَ بِهِ وذِكرى للمؤمنين‏} فخص الذكرى وأخرها وقدم الإنذار وحذف مفعوله ليعم وقال هنا‏:‏ ‏{‏إِنَّ رَبَكُم اللَهُ الذي خَلقَ السمواتِ والأَرضِ في ستةِ أَيام ثُمَ استوى على العَرش‏}‏ وقال في الأوائل أي أوائل الأعراف مثل ذلك وقال هنا‏:‏ ‏{‏يدبر الأَمر‏} وقال هناك‏:‏ ‏{‏مسخرات بأَمرهِ أَلا لهُ الخلق والأَمر‏}‏ وأيضاً فقد ذكرت قصة فرعون وقومه في الأعراف فاختصر ذكر عذابهم وبسطه في هذه فهي شارحة لما أجمل في سورة الأعراف منه
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 98.51 كيلو بايت... تم توفير 5.25 كيلو بايت...بمعدل (5.06%)]