اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4952 - عددالزوار : 2055690 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4527 - عددالزوار : 1323499 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2023, 03:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان



اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(15)



فتحت أبواب الجنة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد

فإن الجنة هي متطلع كل مسلم يعيش على وجه هذه البسيطة
، فهي دار كرامة أولياء الله تعالى وعباده المخلصين ، ولن يجد المسلم يوم القيامة كرامة وفوزاً وفلاحاً بعد رضي الله تعالى ورؤيته أنعم ولا أفضل من الجنة .

هذه الجنة تتهيأ في شهر رمضان بالذات ، وتزدلف لأهل الإيمان ، تفتّح أبوابها إشعاراً بعظمة هذه الطاعة في هذا الشهر الكريم ، ولئن كثيراً من نفوس المؤمنين تتطلع إلى هذا النعيم ، وتود اليوم الذي تشهده واقعاً حياً في حياتها ، فإن من المناسب أن ننقل وصفاً لهذه الدار التي بشّر بها رسول الله صل
ى الله عليه وسلم في إقبال هذا الشهر حين قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ......... الحديث ))(88)


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين : ما لا
عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر )) .(89) وعن سهل بن سعد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن في الجنة لشجرة ، يسير الرّاكب الجواد في ظلها مئة عام لايقطعها ))(90) .
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنّ في الجنة لسوقاً ، يأتونها كل جمعة فتهبّ ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم . فيزدادون حسناً وجمالاً . فيرجعون إلي أهليهم وقد ازدادوا حُسناً أو جمالاً .
فيقول لهم أهلوهم : والله ! لقد أزددتم بعدنا ح
سناً وجمالاً . فيقولون : وأنتم ، والله ! لقد ازددتم حسناً وجمالاً ))(91) .
وعن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيمة درّة مجوّفة ، طولها في السماء ثثلاثون ميلاً ، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون ))(92) .

وفي رواية للبخاري : (( أن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوّفة عر
ضها ستون ميلاً ، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمنون ، وجنتان من كذا ، آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنّة عدن ))(93) وعن أنس رضي الله عنه قال : لما عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال : أتيت على نهر ، حافتاه قباب اللؤلؤ مجوّفاً فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : الكوثر ))(94) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنّ أول زمرة يدخلون الجنّة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب درّيّ في السماء إ
ضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يتمخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوّة ، وازواجهم الحور العين على خَلْق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعاً في السماء )(95) ، وفي رواية لهما :


(( .. لكل امرئ زوجتان من الحور العين ، يُرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم )) زاد فيها مسلم : (( ومافي الجنة أعزب )) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنّ أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم ، كما تتراءون الكوكب الدرّيّ الغابر في الأفق ، من المشرق أو
المغرب ، لتفاضل ما بينهم )) قالوا : يارسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال : بلى ، والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين )) (96) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال : (( من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه )) (97) .
وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الل
ه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( ينادي مناد : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، وغنّ لكم أن تحيوا
فلا تموتوا أبداً . وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبداً ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً )) فذلك قول الله تعالى : (( ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ))(98) وعن صهيب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا دخل أهل الجنّة الجنّة ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون :
ألم تبيّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف ال
حجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل .


هذه بعض صفات الجنة التي بشّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ه
ذا الشهر المبارك . فهل من مشمّر إلى هذا النعيم العظيم ؟ هذا هو السؤال الذي لا زال ينتظر إجابة واضحة من كل فرد أدرك رمضان هذا العام ، ولن يكون هناك أبلغ من العلم للإجابة على هذا التساؤل العريض .
إن من يدرك هذا النعيم وتهفو نفسه لأن يعيش هذه الأيام حقيقة ماثلة في حياته لا بد أن يعي أن عليه أن يتقدّم خطوة للأمام تبدأ بإصلاح ذاته أولاً ، ومن ثم السعي والتطلّع إلى كل عمل يمكن أن يزيد في دفع هذه الخطوة إلى المقدمة .

حينها فقط يمكن أن يكون من أصحاب هذا الفضل لا حرم الله كل مستمع من هذا الخير ، وجعلنا الله وإياهم ممن نشهد هذا الفضل ، ونعيش أيامه في قابل الأيام .
--------------------------------

(88) رواه النسائي والبيهقي وصححه أحمد شاكر .
(89)
متفق عليه
(90) متفق عليه
(91) متفق عليه
(92) رواه مسلم
(93) رواه البخاري
(94) متفق عليه
(95) متفق عليه
(96) رواه مسلم
(97) رواه مسلم
(98) متفق عليه






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-04-2023, 03:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان





اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(17)



غزوة بدر (1)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن غزوة بدر الكبرى من الغزوات العظيمة في تاريخ الإ
سلام والمسلمين ، وكيف لاتكون كذلك وهي أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحقق فيها أعظم انتصار للإسلام وأهله ، وكسرت شوكة الأعداء كسراً لم ينجبر بعد .

هذه الغزوة وقعت في السابع عشر من شهر رمضان المبارك ، ولم يكن لها سابق موعد إنما كما يقول ابن إسحاق أن رسول الله ص
لى الله عليه وسلم سمع بخبر أبي سفيان مقبلاً من الشام في عير من لقريش عظيمة فيها أموال وتجارة ندب المسلمين إليهم فخرج بعضهم ، وتباطأ البعض الآخر في الخروج ، وكان أبو سفيان لما دنا من الحجاز جعل يتحسس الأخبار حتى وصل إلى الخبر اليقين فبعث رجلاً إلى مكة وأمره أن يستنفر قريشاً لهذا اللقاء . وخرجت جموع قريش للمواجهة ولم يتخلف من كبرائها إلا ابو لهب تخلف وبعث مكانه العاص بن وائل ، في حين وصف الله تعالى خروج المسلمين بقوله : (( وإذا يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرن )) سورة الأنفال .




ولما تحقق ما أراد الله تعالى في هذا الخروج من المواجهة الحتمية بين الفريقين جعل النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في القتال فقام المقداد بن عمرو فقال :
يارسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : (( إذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون )) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوال
ذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له بخير .(107) . ثم طلب النبي صلى الله عليه وسلم المشورة من الناس وكان يريد أن يسمع قول الأنصار فقام سعد بن معاذ فقال .

والله لكأنك تريدنا يارسول الله ؟ فقال : أجل ، قال فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على ال
سمع والطاعة ، فصل حبال من شئت ، واقطع حبال من شئت ، وسالم من شئت ، وعاد من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، واعطنا ما شئت ، وما أخذت منا أحب إلينا مما تركت ، وما أمرت به من أمر فأمرنا تبع لك ،


فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك ، ما تخلّف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عد
ونا غداً ، إنا لصُبُر في الحرب ، صُدُق اللقاء ، ولعل الله يريك منّا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله . فسُرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ثم قال : سيروا وأبشروا ، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم . نزلت قريش بالعدوة القصوى من الوادي ، ونزل المسلمون بالعدوة الدنيا كما أخبر الله تعالى عنهم فقال :
( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ..... الآية ) الأنفال (11) .
كان عدد المشركون آذنذاك يصل إلى ألف مقاتل بينما المسلمون لايتجاوزون ثلث هذ
ا العدد فقط ثلاث مئة وبضعة




عشر مقاتلاً . ومع ذلك فقد كان الله معهم فحوّل الخوف إلى أمان وأنزل عليهم النعاس حتى كان أحدهم يسقط سوطه من يده ، وأنزل عليهم ماء من السماء ليسكنهم به كما قال الله تعالى : (( إذا يغشيّكم النعاس أمنه منه وينزّل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ... الآية )) الأنفال (44) .
ويزيدهم الله طمأنينة ثالثة حين أرى المسلمين قلة جموع المشركين ، وصور الله قلة أعداد المسلمين في أعين المشركين حتى يتم اللقاء كما في القرآن الكريم : (( وإذ يريكموهم إذا التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً وإلى الله ترجع الأمور )) الأنفال (44). ولما قربت المنازلة عدّل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف الصحابة ولجأ إلى مولاه وناصره
، ومن له الأمر أولاً وأخيراً فدخل العريش وناشد ربه النصر ويردد :

اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد حتى سقط الرداء من رأسه . ونزلت الملائكة مقاتلة مع المسلمين ، وبدأت ثورة المعركة يتقدم المشركين إبليس في صورة سراقة ين مالك ، وبدأ الأعداء يتساقطون واحداً تلو الآخر فسقط من كبرائهم أمية بن خلف ، وسقط رأس الباطل أبو جهل ، وتناثر عقد أهل الشرك ، ونصر الله المسلمين نصراً عظيماً دون ن
ظر إلى قلة ، أو اعتبار بالكثرة ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصناديد قريش فسحبوا إلى بئر بدر وقذفوا فيها ، ثم وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يافلان ، يافلان ، ويافلان ابن فلان ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا به ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ً ؟ .
فقال عمر يارسول الله :

ما تكلّم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم . وهكذا سجّل التاريخ في شهر رمضان بالذات هذا ا
لنصر العظيم ، فكانت الصولة للطاعة ، والفشل والهزيمة للمعصية والعاصين . ألا فما أعظم أثر الطاعة

في قلوب أصحابها ! وما أسوء أثر تحدثه المعصية في قلوب الملازمين لها حين المصائب والبلايا ! وفي الدرس القادم بإذن الله تعالى صور مضيئة من تلك الغزوة . وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
-----------------------------
(107) رواه البخاري




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-04-2023, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان





اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(19)

من شعائر الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر هذا الدين ، وعليه مدار الإسلام ، وبقاء معالمه ، وحين يذبل في حياة المسلمين ، وتموت معالمه ينقص الدين ، وتثلب مقاماته ، وتمحى كثير من شعائره .
ذلك أن عليه مدار الدين ، وبه قوامه وانتشاره . هذه الشعيرة
رتّب الله عليها خيرية هذه الأمة ، حين قال في كتابه الكريم : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس ـامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... الآية )) سورة آل عمران (110).




فقدّم القيام بهذه الشعيرة على الإيمان وما ذلك إلا لعظمتها عند الله تبارك وتعالى . وأمر الله به المؤمنين في كتابه الكريم وجعل وصف الفلاح منوطاً بهم حين يقيمون هذه الشعيرة فقال : (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) سورة آل عمران (104) . وحين يترك المسلمون هذه الشعيرة يترتب على تركهم لها ويلات وعقوبات عظيمة تلحق الأمم والأفراد ومن أهم هذه العقوبات :




اللعنة والعياذ بالله فإن الأمم والأفراد إذا فرطوا في القيام بهذه الشعيرة اسستحقوا لعنة الله من فوق سبع سموات جاء ذلك في قول الله تعالى : (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) قال ابن كثير رحمه الله تعالى معلقاً على قوله : (( كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون )) أي كان لا ينهى أحد منهم أحداً عن ارتكاب المآثم والمحارم ثم ذمهم على ذلك ليحذّر أن يرتكب مثل الذي ارتكبوه .

ونقل عن الإمام أحمد عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقعت بنوا إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فج
السوهم في مجالسهم قال يزيد : وأحسبه قال : في أسواقهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم : ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس فقال : لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً )) .


وقال أبو دا
ود عن عبد الله بن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أوّل ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول ياهذا اتقي الله ودع ما تصنع فإنه لايحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ...... (108)




ومن هذه الويلات التي تترتب على ترك هذه الشعيرة : كثرة الخبث . قالت زينب زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه فزعاً وهو يقول : لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ( وحلّق بين أصبعيه السبابة والإبهام )) فقالت له زينب رضي الله عنه :


يارسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟
فقال : نعم إذا كثر الخبث . )) إلى آثار كبيرة وعظيمة في حق المتناسين أو المتساهلين في تطبيق هذه الشعيرة . بل حين تُحرم الأمة من خير أو تصاب بشر إنما ذلك من آثار المتنكرات التي يمارسها الأفراد والجماعات دون وعي بخطرها أو اكتراث بآثارها . قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى : فلو قُدّر أن رجلاً يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ويزهد في الدنيا كلها ، وهو مع ذلك لا يغضب لله ، ولا يتمعّر وجهه ، ولا يحمرّ ، فلا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ، فهذا من أبغض الناس عند الله تعالى ، وأقلّهم ديناً وأصحاب الكبائر أحسن عند الله منه اهـ .


وهذه الشعيرة يمكن أن نحييها على مستوى ذواتنا بأن نتقي الله في أعمالنا ، وأن نحاسب أنفسنا قبل العرض على ربنا تبارك وتعالى .
ويمكن أن نسهم في إحياء هذه الشعي
رة على مستوى الأسرة فلا يدخل البيت إلا ما وافق شرع الله تعالى من الوسائل التي تسهم في البناء على الخير كالشريط الإسلامي ، والكتاب التربوي ، والمجلة النافعة .


وأي وسيلة يكون لها ال
أثر في التربية والإصلاح . وفي الوقت ذاته نجنّب بيوتنا الوسائل التي تثير الفاحشة أو تمسح وجه الحياء من حياة أبنائنا كالأطباق الفضائية أو المجلات المشبوهة أوالأشرطة الغنائية أو أي وسيلة لا تحقق هدفاً تربوياً ، ولا تسهم في نماء خلق اجتماعي . ويمكن أن نسهم في إحياء هذه الشعيرة على مستوى المجتمع والأمة جميعاً فنمد في وسائل المعروف ، ونسهم في نماء بذرة الخير ، ونجهد بكل وسيلة في الوقوف أمام



كل فكرة أو رأي أو مشورة أو عمل تحسب في عداد المنكر بكل ما نستطيع . وحين نكون كذل
ك فلنهنأ بطمأنينة تعايش قلوبنا ، ولنسعد بالأمن والرخاء يعم مجتمعاتنا وبلادنا . وفقنا له وإياكم لمد يد المعروف ، وجعلنا الله مفاتيح للخير مغاليق للشر . إنه ولي ذلك ولقادر عليه .
-------------------------------
(108) تفسير ابن كثير ( 2/85/86)








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-04-2023, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان





اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(20)


العشر الأواخر
هانحن أيها المسلمون نقف وإياكم على أعتاب العشر الأخيرة من رمضان المبارك ، بعد أن كنا بالأمس ننتظر قدوم شهرنا الميمون . وهذه العشر هي مسك الختام ، وأيامها أفضل أيام الشهر ولياليها أفضل أيام العام . وقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : أيهما أفضل أي
ام عشر ذي الحجة أم أيام عشر رمضان الأخيرة .


فأجاب رحمه الله بالجواب التالي : أيام عشر ذي الحجة الأولى أفضل من هذه الأيام وليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل من ليالي العشر الأول من ذي الحجة . ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التعبد لله خلال هذه العشر حيث كان يعت
كف خلالها ، ويقوم ليلها ، ويبيت متحرياً لأعظم ليلة تنتظر ليلة القدر . ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وشد مئزره . زاد مسلم : وجد وشد مئزره .


وذلك كناية عن إقباله على العبادة ، وانشغاله بها ، وترك الالتفات إلى الدن
يا مهما كانت الرغبة إليها والتشوق لها . وهذا في العادة لايكون إلا لمن أيقن هذا الفضل ، وطمع في حصوله ، ورجى الله في لقياه . وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكيف لايكون المؤمن حريصاً على التهجد في مثل هذه الليالي وقد طرق مسمعه حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر ) . وصدق القائل : وسجود المحراب واستغفار الأسحار ودموع المناجاة : سيماء يحتكرها المؤمنون .. ولئن توهم الدنيوي جناته في الدينار والنساء والقصر المنيف فإن جنة المؤمن في محرابه . لقد زكى



الله تعالى ذلك الجيل بتزكيات متكاثرة كان من جملتها حرصهم على قيام الليل حين قال تعالى : (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون )) . وقال تعالى : (( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون )) . وقال تعالى : (( والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً ))
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وكنت غل
اماً شاباً عزباً ، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر ، وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار ، أعوذ بالله من النار ، أعوذ بالله من النار .

قال فلقيهما ملك فقال لي : لن ت
رع ، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعم الرجل عبد الله لوكان يقوم يصلي من الليل ).(109) . قال سالم : فكان عبد الله بعد ذلك لاينام من الليل إلا قليلاً . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يعقد الشيطان على قافية راس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلّت عقدة ، فإن توضأ انحلّت عقدة ، فإن صلى انحلّت عقده كلها ، فأصبح نشيطاً ، طيّب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان (110) .


وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : أوّل ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه ، فلما تأملت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، قال : فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال : ( أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )(111) . وعن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما عن النبي صلى




الله عليه وسلم قال : في الجنة غرف يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، فقال أبو مالك الأشعري : لمن هي يارسول الله ؟ قال : لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قائماً والناس نيام )(112) . وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن في الليل لساعة لايوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه . وذلك في كل ليلة . (113) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : يتنزّل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول :


من يدعوني فاستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ (114) . وعند الترمذي أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال : عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى الله تعالى ، ومنهاة عن الإثم ، وتكفير للسيئات ، ومطردة للداء عن الجسد (115) وعند الحاكم والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاني جبريل فقال : يامحمد عش ما شئت فإنك ميت ، واحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس .(116) إن التراويح حين يشهدها المسلم مع الإمام حتى ينتهي هي أول دليل على حرص الإنسان على ليالي هذا الشهر الكريم .


وحينما يعود الإنسان مرة أخرى إلى ولوج المسجد في صلاة التهجّد إنما يبرهن صدق هذا الإقبال ، ويكتب بهذا الحرص علو كعبه في الخير ، ونماء ذاته في الصلاح ، وحين يزداد الواحد منّ
ا همة على هذه الهمة فيتم هذا الإقبال في بيته قبيل ولوج الفجر ليختم بها ليلته يكون في عداد السابقين الأخيار . وفقنا الله وإياكم إلى إحياء هذه الليالي بميراث السلف الصالح من القيام والذكر والتعبّد لله تعالى ، وجعلنا وإياكم ممن يشهد في ليله ليلة القدر التي وعد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم القائمين والمتعبدين في مثل هذه

---------------------


(109) متفق عليه

(110) متفق عليه
(111) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني .
(112) رواه ابن خزيمه وقال الألباني : حسن لغيره
(113) رواه مسلم
(114) متفق عليه
(115) صححه الألباني
(116) رواه الطبراني وحسنه الألباني




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13-04-2023, 06:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان




اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(22)


الاعتكاف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد

فإن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم كان يحرص على الاعتكاف في ليالي العشر الأواخر من رمضان فقد جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان .(123) .

وعن عائ
شة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفّاه الله .(124) وهكذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، وفي هذا الشهر على وجه الخصوص ، ذلك أن شهر رمضان يُعدّ من الفرص العظيمة في حياة أي مسلم يشهد هذا الخير ، وحين يعتكف المسلم إنما يتخفف من آثار هذه الدنيا ،
وتسمو روحه إلى تطلب الحياة الروحية الحقيقية التي يهيأ لها الاعتكاف نوعاً من هذا السمو الذي تنشده في حياتها . وإلى هذا المعنى أشار ابن القيّم رحمه الله تعالى فقال : لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى متوقفاً على جمعيته على الله ،

ول
م شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى ، فإن شعث القلب لايلمه إلا الإقبال على الله تعالى ، وكان فضول الطعام والشراب ، وفضول مخالطة الأنام ، وفضول الكلام ، وفضول المنام مما يزيده شعثاً ، ويشتته في كل واد ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى أو يضعفه أو يعوقه ويوقفه : اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب ، ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى ،
وشرعه بقدر المصلحة بحيث ينتفع به العبد في دنياه وأخراه ، ولا يضره ولا يقطعه عن مصالحه العاجلة والآجلة ، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة به والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه ،
بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه ف
ي محل هموم القلب وخطراته ، فيستولى عليه بدلها ، ويصير الهم كله به والخطرات كلها بذكره ، والتفكّر في تحصيل مراضيه وما يقرّب منه فيصير



أنسه بالله بدلاً من أنسه بالخلق ، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ، ولا ما يفرح به سواه فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم . اهـ .(125) وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله تعالى جملة من أحكام الاعتكاف نذكّ
ر ببعض منها :
أن أقل زمن يمكن أن يعتكفه الإنسان هو يوم أو ليلة ويستأنس لهذا بإذن النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام وفاء لنذره . وأكثره فلا حد له ما لم يتضمن محذوراً شرعياً .
ويشترط أن يكون المعتكف مسلماً ، عاقلاً ، مميزاً ، ناوياً وهذه الشروط بات
فاق الإئمة رحمهم الله تعالى ، وقد أضاف إلى هذه الشرط شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيّم رحمهما الله تعالى أن يكون الإنسان صائماً .

. وهل يشترط أن يتم الاعتكاف في مسجد ؟ نقل الإجماع على أن الاعتكاف في المسجد ش
رط القرطبي وابن قدامه ، وابن رشد رحم الله الجميع . والمسجد الذي يشترط فيه الاعتكاف هو كل مسجد تقام فيه الجماعة .
وذا خرج المعتكف ببعض بدنه لم يبطل اعتكافه ولا يترتب عليه شيء باتفاق الأئم
ة أما إذا خرج بجميع بدنه من المعتكف دون عذر فاعتكافه باطل باتفاق الأئمة .

وإما إذا خرج لعذر سواء للطهارة أو لقضاء حاجة أو للأكل والشرب فإنه مأذون فيه للعذر ولا حرج عليه في ذلك .
ويحرم على المعتكف مباشرة زوجته باتفاق الأئمة ، وإذا ترتّب على هذه المباشرة إنزال بطل
الاعتكاف باتفاق الأئمة ، وكذلك إذا استمنى فإنزل بطل اعتكافه على رأي جمهور العلماء رحمهم الله تعالى .(126)


-------------------------------


(123) متفق عليه
(124) متفق ع
ليه
(125) زاد المعاد
(126) فقه الاعتكاف للمشيقيح بتصرف .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14-04-2023, 06:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان




اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(23)


من وحي السنة
كبائر وموبقات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد


فإن الإنسان جاء لتحقيق غاية عظيمة هي العبودية التي أشار إليها في كتابه الكريم
في قول الله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) سورة الذاريات (56). وحينما تتأمل حياة الناس تجد أن بعضاً من هؤلاء تغافل عن هذا المبدأ ، وأصر على ارتكاب ذنوباً عظيمة الخطر ، كبيرة الأثر فأصبح أو أمسى رهين وعيد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هؤلاء الأصناف ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات ) قالوا : يارسول الله ، وما هن ؟ قال :


( الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرّم الله إ
لا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات )(127) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم : رجل حلف على سلعة لقد بها أكثر مما أعطي وهو كاذب ، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم ، ورجل منع فضل ماء ، فيقول الله : اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل مالم تعمل يداك )(128) .
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) . ثلاثا ً ، قالوا : بلى يارسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ـ وجلس وكان متكئاً ، فقال ـ ألا وقول الزور ) قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .(129) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ـ قال أبو معاوية :

ولا ينظر إليهم ـ ولهم عذاب أليم : شيخ زان . وملك كذاب . وعائل مستكبر )(130) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسو
ل الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ، والديوث ، وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه
، والمدن الخمر ، والمنان بما أعطى )(131) . وقال صلى الله عليه وسلم
: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار ، وحرّم عليه الجنة ، فقال رجل : وإن كان شيئاً يسيراً يارسول الله ؟ فقال : وإن قضيباً من أراك . ))(132) .

وقال صلى الله عليه وسلم : لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه . وقال : هم سواء .(133) وقال صلى الله عليه وسلم : من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنّم يتردّى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن تحسّى سُمّاً ، فقتل نفسه ، فسمّه في يده يتحسّاه في نار جهنّم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن قتل نفسه بحديدة ، فحديدته
في يده يتوجّّأ بها في نار جهنّم خالداً مخلّداً فيها أبداً .(134) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من ذبح لغير الله ، ملعون من أتى شيئاً من البهائم ، ملعون من عق والديه ، ملعون من غيّر منار الأرض ، ملعون من ادعى إلى غير
مواليه .(135) .


وقال صلى الله عليه وسلم : من لقي الله مدمن خمر لقي الله كعابد وثن (136). إن هؤلاء جميعاً تجاوزوا أمر الله تعالى ، وارتكبوا نهيه مع شدة تحذير النبي صلى الله عليه وسلم في الوعيد . وهم على خطر عظيم . فإن غالب هذا الوعيد خُتم بحرمانهم من الجنة ودخولهم النار .
فأي قيمة لحياتهم وهم يعيشون هذا الحرمان ؟ وأي معنى لهذا العيش وهم يمارسون المخالفة بعد أن ولج هذا الوعيد إلى آذانهم . وغداً وليس غد ببعيد حينما يقفون في العرسات أمام ربهم حُفاة عرا
ة لا يجدون من الجواب سوى أعذار واهية تقيم مزيد من الحجة عليهم . ألا فما أعظم مصابهم !!

وما أسوأ عيشهم ! وما أخطر نهاياتهم ! إن التوبة في حق كل مسرف في الخطيئة واجبة متحتمة لكن
يبقى هؤلاء من أعظم الناس خطراً ، ومن أولى الناس بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى . فالله الله من الاستمرار على الخطيئة ، والبقاء على الكبيرة ، فإن الأيام تتسابق .والآجال في علم الغيب ، وما يدريك أنها أقرب إليك من حديث النفس .


-------------------------------------
(127) متفق عليه
(128) متفق عليه
(129) متفق ع
ليه
(130) رو
اه مسلم
(131) رواه النسائي وصححه الألباني .
(132) مسلم
(133) مسلم
(134) متفق عليه
(135) الطبراني والحاكم وصح
حه الألباني

(136) رواه ابن حبان وصححه الألباني .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15-04-2023, 06:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان




اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(24)


من مواقف الآخرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن المسلم مهما عاش على وجه هذه الحياة إلا أنه يدرك أن دار الدنيا دار نُقلة ليست بدار قرار ، وهو يعلم علم اليقين أن بين يدي الساعة مواقف مهولة ، ووقفات طويلة ، تتم فيها المساءلة عن أيام الرحلة التي قضاها الإنسان في دار الدنيا ،
ولأن كثيراً من الناس قد ينسى هذه المواقف نتيجة الاشتغال بهذه الحياة فإنه من المناسب جداً أن نسطّر له من صحيح السنة ما يمكن أن يسهم في إفاقته من الاشتغال بما لاينفعه والاستعداد لدار النقلة :



فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) . حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه )(137) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم )(138) . وعن سُليم بن عامر .


حدثني المقدا
د بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ) قال : سُليم بن عامر : فوالله ! ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة الأرض ، أم الميل الذي تكتحل به العين . قال : : ( فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق : فمنهم من يكون إلى كعبيه . ومنهم من يكون إلى ركبتيه . ومنهم من يكون إلى حقويه . ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً ) قال : وأشار بيده إلى فيه .(139) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة . حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة الق
رناء )(140) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لأذودنّ رجالاً عن حوضي : كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض . متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أناس يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال :

( هل تضارّون في الشمس
ليس دونها سحاب ) . قالوا : لا يارسول الله ، قال : ( هل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ) قالوا : لا يارسول الله . قال : ( فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ، يجمع الله الناس فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتّبعه ، فيبتع من كان يعبد الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون نعوذ بالله منك ،



هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في الصورة ا
لتي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ، ويُضرب جسر جهنّم قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجيز ، ودعاء الرسل يومئذ : اللهم سلّم سلّم ، وبه كلاليب مثل شوك السعدان ، أما رأيتم شوك السعدان ) قالوا :
بلى يارسول الله ، قال : ( فإنها مثل شوك السعدان غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، فتخطف الناس بأعمالهم ، منهم الموبق بعمله ، ومنهم المُخرْدَل ، ثم ينجو ، ح
تى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ....... الحديث )(141) .

هذه معالم من السنة النبوية نطق بها من لا ينطق عن الهوى ، وهي مواقف ستمرّ في حياة الواحد منّا في يوم من الأيام فمن ياترى يجيزها ؟ ومن ياترى يكون ضحية هذه المواقف ؟ والسؤال المطروح اليوم ونحن نعيش رمضان هل ستبقى
هذه المواقف والمعالم ماثلة في حياتنا ؟
أم أن ركام الباطل حال بيننا وبين تأملها. ، ولندرك أنه حين ننساها أو لا نعيرها ذلك الاهتمام ، أو حين نكابر بحجة أن في الزمن فسحة ، وفي الوقت فرصة فقد يكون الخلاص عسيراً ، والموقف بين يدي الله تعالى عظيماً ، والنهايات قد لا تكو
ن تلك التي كنا نتمناها . فتقع الحسرة وحينئذ لا ينفع بكاء ولا عويل .


-------------------------------------------
(137) متفق عليه
(138) متفق عليه
(139) مسلم
(140) مسلم
(141) متفق عليه




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17-04-2023, 05:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان





اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(26)



حتى يغيروا ما بأنفسهم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد


فإن الله تعالى قال في كتابه الكريم : (( إن الله لايغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
.. الآية )) سورة الرعد (11) ، ومعنى هذه الآية ضمونها العام : كما قال السعدي رحمه الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم ) من النعمة والإحسان ، ورغد العيش .

( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ، ومن الطاعة إلى المعصية ، أو من شكر نعم الله تعالى إلى البطر بها ، فيسلبهم الله إياها عند ذلك . وكذلك إذا غيّر العباد ، ما بأنفسهم من المعصية ، فانتقلوا إلى طاعة الله غيّر الله عليهم ، ما كانوا فيه من الشقاء ، إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة .(143)
. ويعلّق سيد رحمه الله تعالى في ظلاله على الآية فيقول : فإنه لايغير نعمة أو بؤسى ، ولا يغيّر عزاً أو ذلة ، ولا يغير مكانة أو مهانة .... إلا أن يغيّر الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم ، فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم ..... اهـ رحمه الله .(144) .


إن كثيراً من الناس يشعرون بألم المعصية ، و
يتحسسون لواقع الجهد في نفوسهم الذي تجلبه عليهم معاصيهم ، وضياع أوامر الله تعالى في حياتهم لكنهم في المقابل ينتظرون قراراً من غير أنفسهم يخرجهم مما يعيشون فيه من ألم ، وتجد أحدهم يسوّف في التوبة ، ويؤجل في اتخاذ القرار الذي به سعادته وحياته . وهذا النص القرآني يرشد إلى أن القرار منوط بالبداية التي هي من عند الشخص لا من عند غيره .


أرأيتم قصة قاتل المئة كيف وفقه الله تعالى إلى طريق التوبة ، حينما بدأ يسأل ، ويُلح في السؤال ، ويبحث عن مخرج مما هو فيه . حينها هيأ الله له الخلاص ورزقه توبة في آخر عمره . والله تعالى لم يكتب القرب من أحد إلا بسعي منه وإقبال ألا ترى أنه قال في الحديث القدسي : من تقرّب إل
ىّ شبراً تقرّبت إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إلى ذراعاً تقرّبت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هروله )(145) . إن كثيراً من هؤلاء ينتظر

أحدهم بتوبته التخرج من الجامعة أو اللحاق بالوظيفة أو تجاوز مناسبة قادمة ، وقد يتحقق لهم هذا ف
يعودون للتسويف من جديد ، وقد لا يتحقق ، ويكون الموت أسرع إلى أحدهم من وقوع هذه المناسبات ، وليت شعري حينما يرحلون إلى باريهم ، ويعاينون عند الموت ملائكة الرحمن ، ويشهدون تفريطهم ، وتسويفهم ، أنّا لهم العودة ! وكيف يصححون هذه الأخطاء .

إن رمضان أيها المسلمون فرصة من أعظم الفرص لاستدراك العمر ، والإقبال على الله تعالى ، وكم ممن عاش رمضان من قبلنا كانوا يأملون أن يأتي رمضان آخر ليقررون فيه قرار التوبة المنتظر فخانهم الأمل ، وغرّهم التسويف
، وهم اليوم في ظلمة القبر ، وفي ضيق اللحود ، فلئن فاتت أؤلئك الفرصة فأنت أحرى من تكون بالاستفادة . فالله الله أن يرحل رمضان من عمرك وأنت على سابق حالك ، فإن الفرص قد لاتتكرر ، والأيام شواهد لك أو عليك . وفقنا الله وإياكم إلى التوبة ، وأرشدنا إلى طري النجاة إنه أعظم مسؤول .


--------------------------------------
(143) تيسير الكريم الرحمن
(144) الظلال
(145) متفق عليه







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18-04-2023, 11:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان






اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(27)


الرحمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
لقد أثنى الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم على تمثّله لخلق الرحمة فقال تعالى : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاروهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على الله .. الآية )) سورة آل عمران (159) .
يقول محمد رشيد رضا في تفسيرألاية عند قوله : ولو ك
نت فظاً غليظ القلب .... قال :


لأن الفظاظة وهي الشراسة والخشونة في المعاشرة وهي القسوة والغلظة وهما من الأخلاق المنفّرة للناس لايصبرون على معاشرة صاحبها وإن كثُرت فضائله ، ورجيت فواضله بل يتفرقون ، ويذهبون من حوله ويتركونه وشأنه لا يبالون ما يفوتهم من منافع الإقبال عليه ، والتحلّق حوله ، إذاً لفاتتهم هدايتك ، ولم تبلغ قلوبهم دعوتك . اهـ رحمه الله . (146)



وقال سيد رحمه الله في ظلاله معقباً على الآية : فهي رحمة ال
له التي نالته ونالتهم ، فجعلته صلى الله عليه وسلم رحيماً بهم ، ليناً معهم ولو كان فظاً غليظ القلب ما تألفت حوله القلوب ، ولا تجمّعت حوله المشاعر ، فالناس في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة ، وإلى بشاشة سمحة ، وإلى ود يسعهم ، وحلم لايضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم .. في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ويحمل همومهم ولا يعنيهم همه ويجدون دائماً عنده الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضا ... وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهكذا كانت حياته مع الناس .

ما غضب لنفسه قط . ولا ضاق صدره بضعفهم البشري ولا احتجز لنفسه شيء من أعراض هذه الحياة . بل أعطاهم كل ما ملكت يداه في سماحة ندية ، وسعهم حلمه وبره وعطفه ووده الكريم . وما من واحد منهم عاشره أو رآه إلا امتلأ قلبه بحبه ، نتيجة لما أفاض عليه صلى الله عليه وسلم من نفسه الكبيرة الرحيم
ة . اهـ رحمه (147)
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة لهذا الخلق عموماً وكيف لايكون كذلك وقد جاءت السنة بكثير من أحاديثه في الحث على هذا الجانب . فعن جرير بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايرحم الله من لايرحم الناس ))(148) وعن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أهل الأرض ، يرحمكم من في السماء ))(149) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم صاحب هذه الحجرة يقول : (( لاتنزع الرحمة إلا من شقي )) (150)


يقول الغزالي رحمه الله : للرحمة كمال في الطبيعة يج
عل المرء يرق لآلام الحلق ويسعى لإزالتها ، ويأسى لأخطائهم فيتمنى لهم الهدى . هي كمال في الطبيعة لأن تبلد الحس يهوي بالإنسان إلى منزلة الحيوان ، ويسلبه أفضل ما فيه ، وهو العاطفة الحية النابضة بالحب والرأفة ..... ومن ثم كانت القسوة ارتكاساً بالفطرة إلى منزلة البهائم ، بل إلى منازل الجماد الذي لايعي ولا يهتز . ...إن القلوب الكبيرة قلما تستجيشها دوافع القسوة فهي أبداً إلى الصفح والحنان أدنى منها إلى الحفيظة والاضطعنان .


إن القسوة في خلق إنسان دليل نقص كبير ، وفي تاريخ أمة دليل فساد خطير . اهـ رحمه الله . (151)
إن الرحمة أيها الصائمون تتمثّل في : اليتيم الذي يترقرق الدمع في عينيه ألا يجد من يواسيه فقد أبيه . وقد تراه أو تلمحه في زوايا بيوتات تشرئب عنقه حين رأى فاكهة أو حلوى قَدِم بها والد جيرانه إلى أهل بيته . أو حتى حين يخرج إلى زوايا المدرسة لا يجد ما يفطر به مع زملائه فيعود حبيس الف
صل لا يشارك زملاءه فسحتهم . أو حين يشارك الناس في العيد لا يجد برهاناً على حاله أوضح من تلك الثياب التي هتّكها الزمن يشهد بها العيد مع أقرانه . والرحمة أيها الصائمون في جار فقير لا يجد قوت يومه أوليلته ، أو أرملة أبقاها الزمان وحيدة دون رفيق يحمل همها أو يشاركها في لأواء الحياة المريرة . أو مشلول أو مريض يقلبه أهله من سرير لآخر لا يجدون من يشاركهم هذه الهموم والآلام.


الرحمة أيها المسلمون : في عامل ترك أهله وأبناءه منذ سنوات ، يبحث عن لقمة عيش لهم فيجهد لهم فلا يجد غير العرق برهاناً على جهده وعيشه الصعب . والرحمة أيها المسلمون
في كل مخلوق حي أياً كان هذا المخلوق سواء إنساناً أو حتى حيواناً . فلئن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج ، وإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماءً ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب ، فشكر الله تعالى له فغفر له . وفي رواية : إن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش ، فنزعت له موقها فغفر لها به .(152) . فإن الرحمة بالمخلوق أعظم من هذا بكثير حتى قال : الغزالي :

لئن كانت رحمة بكلب تغفر ذنوب البغايا ، فإن الرحمة بالبشر تصنع العجائب .(153) . فأين هذه الرحمة من قلوب تحجرت ، ونسيت هذه المعالم الرحمانية فتأتي بالعمال من بلادهم لتأكل أموالهم أو لتأخّر حقوقهم أو حتى لتتناول عصا من حديد لتضربهم دون سبب واضح أو ع
ذر مقبول . ونسوا هؤلاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ابن مسعود يضرب غلام له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك عليه .(154) . فإن لم يلحق هؤلاء الظلمة قصاص في الدنيا لوجاهتهم عند الناس فإن عرصات القيامة لا تستر الظالم من الفضيحة ، ولا تؤوي الآبق من الجريمة ، وسيرىحين يقف بين يدي الله تعالى هذه العواقب أوضح معالم الحياة العادلة هناك .


------------------------
(146) تفسير المنار
(147) ظلال القرآن
(148) متفق عليه
(149) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني .
(150) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني
(151) خلق المسلم
(152) رواه مسلم
(153) خلق المسلم
(154) رواه مسلم





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20-04-2023, 10:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية ..... يوميا فى رمضان






اللطائف الروحية في الدروس الرمضانية
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
(30)

مع العيد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد




فإن من سنن الله تعالى في الكون أن يعاقب بين الأيام والمناسبات فهانحن نودع رمضان في مثل هذه الليلة ، ونستقبل في الوقت ذاته أيام العيد ، الأيام التي جعل الإسلام فيها فسحة عريضة للمسلم أن يعبّر فيها عن فرحته . فأهلاً بالعيد وأيامه آملين أن يكون عيداً مباركاً على الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض . غير أن هناك ثمة وقفات مهمة :

أولاً : أن هذا هو عيد أمة الإسلام في أقطار الدنيا ، وهو اليوم الذي تعبّر فيه الأمة عن فرحتها ، وسر هذه الفرحة هو تحقيق العبودية لله تعالى بامتثال أمره في صيام هذا الشهر الكريم ، وليس عند أمة الإسلام عيداً للأم ، ولا عيداً للطفل ، ولا عيداً للميلاد ، بل ليس في قاموس الإسلام غير عيدان اثنان ، الفطر والأضحى ، وحين تلقاها الأمة لها أن تعبّر فيها عن هذه الفرحة بما شاءت شريطة ألا تخالف أمراً ،أو ترتكب نهياً لمن تتعبّد له وإلا صارت هذه الأعياد شؤماً في حياة من شه
دها .

ثانياً : لقد شرع الله تعالى لهذه الأمة في هذا العيد التكبير ، بل جُعل من شعائر العيد الخاصة حين قال عز وجل : (( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون )) سورة البقرة (185) . وللإنسان أن يبدأ في التكبير من حين غ
روب شمس آخر يوم من شهر رمضان ، وليصدح بهذا التكبير في البيوت وسائر الأمكنة امتثالاً لأمر الله تعالى ، وليبق يردد هذا التكبير إلى أن يخرج الإمام لأداء صلاة العيد .
ثالثاً : للإنسان أن يتجمّل في يوم العيد ، وليخرج في أبهى حُلة لأداء هذه الصلاة ، فقد أخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق فأتى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود ........... الحديث )) (163) . ففيه دلالة على أن التجمّل يوم العيد كان معروفاً مشهوداً عند الصحابة رضوان الله عليهم . وعند البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه .




رابعاً : ينبغي للإنسان ألا يخرج لعيد الفطر حتى يأكل تمرات لما جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغدوا يوم الفطر حتى يأكل تمرات .(164) . وفي هذا الأكل مبالغة في النهي عن الصوم في هذا اليوم كما جاءت بذلك الآثار .
خامساً : للإنسان أن يبادل أخاه بالتهنئة في يوم العيد كأن يقول الإنسان تقبل الله منا ومنكم ، وأعاده الله علينا وعليكم ، أو أي لفظ آخر رآه الإنسان مناسباً في المقام فإن الأمر واسع في ذلك كما أشار إلى ذلك غير واحد
من أهل العلم رحمهم الله تعالى .
سادساً : أن هذه الفرحة التي يشهدها المسلم يوم عيده إنما هي تعبير صادق على الانتماء لهذا المنهج العظيم ، فكما أن الإنسان صام رمضان امتثالاً لأمر الله تعالى فهاهو حين يشهد العيد إنما يشهده تلبية لأمر الله ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .


وفي هذا أعظم دلالة على صدق المسلم واتباعه منهج هذا الدين . وحين تجد المعايد في ذلك اليوم يستمع إلى أغنية أو يتلذذ بمشاهد مشينة أو يتجاوز بلسانه في أعراض المسلمين أو حتى حين يتزيّن بالعبث في لحيته أو يزيد في طول ثوبه طولاً يتجاوز به النطاق . أوحين يعبّر عن هذه الفرح
ة تعبيراً يخرج عن نطاق هذا العيد إنما يتجاوز بذلك هذا السياج العظيم من الشرع الحنيف ، وحينئذ لا يعيش الفرحة الحقيقية التي أذن الله تعالى بها وإنما يشطح بعواطفه إلى هناك بعيداً عن الحياة الروحية الجميلة التي يعيشها المسلم وهو يتلذذ بطاعة الله تعالى .



سابعاً : العيد بمعناه الحقيقي هو الاجتماع والألفة والمحبة وإشباع العاطفة في نطاقها الصحيح ، ولن يجمل العيد في نفوسنا الجمال الحقيقي حتى نتجاوز كل خلافاتنا ، ونصافح كل من نلقاه على ظهر هذه الأرض ممن تربطنا رابطة الإيمان غير آبهين بأي خلاف مهما كان . آن لنا اليوم أن نرمي بكل خلافاتنا مهما كانت خلف ظهورنا ، ولنتعانق من جديد ، ولنعيد البسم
ة التي غابت من زمن طويل ، وحينئذ سيكون هذا العيد حين ما تحقق هذه المعاني من أجمل الأعياد في تاريخ الواحد منا .


وأخيراً : غداً العيد ، وغداً تتجلى كل معاني المحبة والصفاء والنقاء ، غداً ستعبّر النف
س عن عواطفها تعبيراً صادقاً يضمن لها حياة السعداء بهذا الدين ، وبين هذا المساء ويوم غد سينطلق التكبير في الأفنية الواسعة من بيوتنا ، وفي الأسواق وتجمعات الناس ، وغداً تدوي طرقاتنا بالتكبير من كل مكان ، فيالله ما أعظم أمة الإسلام حينما ترتبط بمنهجها راضية به ، واثقة منه ، مطمئنّة به .
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحب
ه وسلم .

--------------------------------
(163) رواه البخاري
(164) رواه البخاري


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 161.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 155.37 كيلو بايت... تم توفير 5.90 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]