|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
![]() نظرات على صيام الصالحين سادات الصائمين (65-41) الشيخ سيد حسين العفاني (43) صوم بقي بن مخلد: الإمام القدوة، شيخ الإسلام الحافظ، صاحب "التفسير" و"المسند" الذين لا نظير لهما، تلميذ الإمام أحمد. قال عنْه الذَّهَبِي: كان إمامًا مجتهدًا صالحًا، ربانيًّا صادقًا مخلصًا، رأسًا في العلم والعمل، عديم المثل، منقطِع القرين، يفتِي بالأثر، ولا يقلد أحدًا. قد ظهرت له إجابات الدعوة في غير ماشي[5]. قال عنه أبو عبدالملك أحمد بن محمد بن عبدالبر: "كان فاضلاً تقيًّا صوامًا قوامًا متبتِّلاً، منقطع القرين في عصره، منفردًا عن النظير في عَصرِه"[6]. ذكر أبو عبيدة صاحب القبلة قال: "كان بقي يختم القرآن كل ليلة ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلي بالنهار مئة ركعة، ويصوم الدهر، وكان كثير الجهاد، فاضلاً، يذكر عنه أنه رباط اثنتين وسبعين غزوة"[7]. قال عند حفيده عبدالرحمن: "كان جدِّي قد قسم أيامه على أعمال البِرِّ، فكان إذا صلى الصبح قرأ حِزبه من القرآن في المصحف، سدس القرآن وكان أيضًا يختم القرآن في الصلاة في كل يوم وليلة، ويخرج كل ليلة في الثلث الأخير إلى مسجده، فيختم قرب انصداع الفجر، وكان يصلي بعد حزبه من المصحف صلاة طويلة جدًّا، ثم ينقلب إلى داره – وقد اجتمع في مسجده الطلبة – فيجدد الوضوء ويخرج إليهم، فإذا انقضت الدول، صار إلى صومعة المسجد، فيصلي إلى الظهر، ثم يكون هو المبتدئ بالأذان، ثم يهبط، ثم يسمع إلى العصر، ويصلي ويسمع، وربما خرج في بقيَّة النهار، فيقعد بين القبور يبكي ويعتبر، فإذا غربت الشمس أتى مسجده ثم يصلي، ويرجع إلى بيته فيفطر، وكان يسرد الصوم إلا يوم الجمعة، ويخرج إلى المسجد، فيخرج إليه جيرانه، فيتكلَّم مَعَهم في دينهم ودنياهم، ثم يصلي العشاء، ويدخل بيته فيحدث أهله، ثم ينام نومَة قد أخذتها نفسه، ثم يقوم، هذا إلى أن توفي"[8]. (44) صوم المنبجي: الإمام المحدِّث، القدوة العابد، أبو بكر عمر بن سعيد الطائي المنبجي، قال عنه ابن حبان: "كان قد صام النهار، وقام الليل ثمانين سنة، غازيًا مرابطًا رحمه الله"[9]. كَذَاكَ الْفَخْرُ يَا هِمَمَ الرِّجَالِ تَعَالَي فَانْظُرِي كَيْفَ التَّعَالِي يتبع
__________________
|
#22
|
||||
|
||||
![]() نظرات على صيام الصالحين يتبعسادات الصائمين (65-41) الشيخ سيد حسين العفاني (45) صوم ابن زياد النسابوري: الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو بكر عبدالله بن محمد بن زياد، إمام الشافعيين في عصره بالعراق. قال الدارقطني تلميذه: ما رأيت أحفظ من أبي بكر النيسابوري. قال أبو الفتح يوسف القواس: "سَمِعْت أبا بكر النيسابوري يقول: تعرف مَن أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات ويصلي صلاة الغداة على طهارة عشاء الآخرة؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبدالرحمن، أيْش أقول لمن زوجني؟ ثم قال: ما أراد إلا الخير"[10]، ومعنى يتقوت كل يوم بخمس حبات، أي: بعد صيامه. (46) صوم القطان: الإمام الحافظ القدوة، شيخ الإسلام أبو الحسن القطان، عالم قزوين، قال عنه جماعة من شيوخ قزوين: لم يَرْوِ أبو الحسن - رحمه الله - مثل نفسه في الفضل والزهد؛ أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر من أن تعد[11]. (47) صوم ابن بطة: الإمام القدوة العابد الفقيه المحدِّث شيخ العراق العُكْبَري الحنبلي صاحب "الإبانة الكبرى". قال الخطيب: لما رَجَعَ ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، لم يُرَ في سوق ولا رؤي مفطرًا إلا في عيد، وكان أمارًا بالمعروف، لم يبلغه خبر منكر إلا غيره"[12]. قال العتيقي: كان ابن بطة مستجاب الدعوة. قال أبو محمد الجوهري: سَمِعْت أخِي الحسين، يقول: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي المذاهب، فقال: عليك بابن بطة، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت على عكبرا، فدخلت وابن بطة في المسجد، فلما رآني قال لي: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[13].
__________________
|
#23
|
||||
|
||||
![]() نظرات على صيام الصالحين سادات الصائمين (65-41) الشيخ سيد حسين العفاني (48) صوم ابن جميع: المسند الرحال العالم الصالح محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي، صاحب "المعجم". قال ابنه: "صام أبي أبو الحسين، وله ثمان عشرة سنة إلى أن توفِّي، وقد عاش ستًّا وتسعين سنة"[14]. وكذا كان والده أبو بكر عبَّادًا صوامًا. سبحان الله يسدر الصوم ثمانية وسبعين سنة لا يفطر إلا في العيدين وأيام التشريق. (49) صوم السكن ابن جميع: أبو محمد، قال: سردت الصوم ولي ثمان وعشرون سنة، ولِي الآن سبع وثمانون سنة، وكذا سرد الصوم أبي وجدي[15]. وَهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إلا وَشِيجُهُ وَيُزرَعُ إلا فِي مَنَابِتِهِ النَّخْلُ الإمام الحافظ البارع الحجة، أبو عبدالله محمد بن علي بن رحيم الشامي الصوري تلميذ الحافظ عبدالغني. كان - رحمه الله - يسرد الصوم إلا الأعياد[16]. (51) صوم الدوني: الشيخ العالم الزاهد، أبو محمد عبدالرحمن بن حمد الدوني. وَهُو آخر من روى كتاب "المجتبَي" من سنن النِّسَائِي. قرأ عليه السلفي كتاب النسائي. قال السلفي: قال ابنه أبو سعد لي: لوالدي خمسون سنة ما أفطر النهار[17]. يتبع
__________________
|
#24
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#25
|
||||
|
||||
![]() نظرات على صيام الصالحين سادات الصائمين (65-41) الشيخ سيد حسين العفاني (54) صوم سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الزهري: فقِيه العصر، صائم الدهر، المتعبد القارئ الكاسي العاري سعد بن إبراهيم الزُّهْرِي. قال شُعبَة: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدَّهرَ[23]. كان - رحمه الله - يَحتَبِي فيما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن. قال إبراهيم بن سعد: كان أبي سعد بن إبراهيم إذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، لم يفطر، حتى يَختِم القرآن، وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة، وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة، وكان كثيرًا إذا أفطر يُرسِلني إلى مساكين يأكلون مَعَه[24]. (55) صوم وكيع بن الجراح: النصاح والمفهم المفصاح، أبو سفيان وكيع بن الجراح، الإمام الحافظ الرؤاسي محدث العراق، كان من بحور العلم وأئمة الحفظ. قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه. قال الإمام أحمد: ما رأيت قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب مع خشوع وورع. وقال عنه وكيع: إمام المسلمين في زمانه. قال له الفضيل بن عياض: ما هذا السمن، وأنت راهب العراق؟ قال: هذا من فرحي بالإسلام فأفحمه[25]. قال يَحيَى بن أكثم: صحِبْت وكيعًا في الحضَر والسَّفَر، وكان يَصُوم الدَّهر، ويختم القرآن كل ليلة[26]. قال الذَّهَبِي: "رضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع؟"[27]. قال ابن عمار: كان وكيع يصوم الدهر، ويفطر يوم الشك والعيد[28]. * كان وكيع لا ينام حتى يقرأ جزءه من كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل، فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخُذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر. قال أبو جعفر الجمال: أتينا وكيعًا، فَخَرَج بعد ساعة، وعليه ثياب مَغسُولة، فلما بصرنا به، فزِعْنا من النور الذي يتلألأ من وجهه، فقال رجل بِجَنْبي: أهذا ملك؟ فتَعَجَّبْنا مِن ذلك النور[29]. (56) صوم أبي بكر بن عياش: القارئ الهشاش، العابد البشاش، أبو بكر بن عياش، كان في العداد واحدًا، وفي العبادة شاهدًا[30]. كان - رحمه الله - يقول: يا ملكَيَّ، ادعوا الله لي؛ فإنكما أطوع لله مني، وكان - رحمه الله - يقول: إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومًا يقول: إنا لله، ذهب درهمي، ولا يقول ذهب يومي ما عملت فيه[31]. قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (1/79): "هو الإمام المجمع على فضله". روينا عن ابنه إبراهيم قال: قال لي أبي: إن أباك لم يأت بفاحشة قط، وإنه يختم القرآن منذ ثلاثين سنة كل يوم مرة. وروينا عنه أنه قال لابنه: يا بني، إياك أن تعصيَ الله في هذه الغرفة، فإني ختَمْت فيها اثنى عشر ألف ختمة. وروينا عنه أنه قال لابنته عند موته، وقد بكت: يا بنية، لا تبكي، أتخافين أن يعذبني الله تعالى، وقد ختمت في هذه الغرفة أربع وعشرين ألف ختمة. قال الحافظ ابن حجر في ترجمته: "ولد سنة 95 أو 96، ومات سنة 193، وكان قد صام سبعين سنة وقامها، وكان لا يعلم له بالليل نوم"[32]. يتبع
__________________
|
#26
|
||||
|
||||
![]() نظرات على صيام الصالحين سادات الصائمين (65-41) الشيخ سيد حسين العفاني (57) صوم جعفر بن الحسن الدرزيجاني المقرئ: الزاهد الفقيه الحنبلي. قال عنه الحافظ ابن رجب: "كان من عباد الله الصالحين، أمارًا بالمعروف، نهَّاءً عن المنكر، وله المقامات المشهورة في ذلك. كان مداومًا على الصيام والتهجد والقيام، وله ختمات كثيرة جدًّا، كل ختمة منها في ركعة، توفي في الصلاة ساجدًا سنة 506 - رحمه الله تعالى -[33]. (58) صوم رحلة العابدة مولاة معاوية: عن سعيد بن عبدالعزيز قال: ما بالشام ولا بالعراق أفضل من رَحْلة، ودخل عليها نفر من القراء، فكلموها في الرفق بنفسها فقالت: "ما لي وللرفق بها؟ فإنما هي أيام مبادرة، فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غدًا، والله، يا إخوتاه، لأصلين ما أقلتني جوارحي، ولأبكين له ما حملت الماء عيناني" ثم قالت: أيكم يأمر عبده بأمر، فيحب أن يقصر فيه، ولقد قامت - رحمها الله - حتى أقعدت، وصامت حتى أسودت، وبكت حتى عميَت، وكانت تقول: "علمي بنفسي فرح فؤادي، كلم قلبي، والله لوددت أن الله لم يخلقني، ولم أك شيئًا مذكورًا". وكانت - رحمها الله - تخرج إلى الساحل، فتغسل ثياب المرابطين في سبيل الله[34]. (59) صوم ميمونة بنت الأقرع: عابدة زاهدة كتبت عن الإمام أحمد بن حنبل أشياء، وأخبر المروزي، فقال: ذكرت لأحمد بن حنبل ميمونة بنت الأقرع، فقلت له: "إنها أرادت أن تبيع غزلها، فقالت للغزال: إذا بعت هذا الغزل فقل إني ربما كنت صائمة، فأرخي يدي فيه، ثم ذهبت، ورجعت فقالت: رد عليَّ الغزل أخاف ألا تبين للغزال هذا"[35]. (60) صوم أبي حنيفة: عن الحسَن بن عمارة أنه غسل حين توفي، وقال: غفر الله لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسَّد يمينك في الليل منذ أربعين سنة[36]. (61) صوم محمد بن عبدالرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي وهب: قال الواقدي: كان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة، فلو قيل له: إن القيامة تقوم غدًا ما كان فيه مزيدٌ لاجتهادٍ، وقال أخوه: إنه كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا ثم سرده[37]. (62) صوم الملك العادل نور الدين محمود زنكي: الشهيد بن الشهيد، والقسيم بن القسيم. قال ابن كثير: "صاحب بلاد الشام وغيرها من البلدان الكثيرة الواسعة، كان مجاهدًا في الفرنج، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، محبًّا للعلماء والفقراء والصالحين، مبغضًا للظُّلم، صحيح الاعتقاد، مؤثرًا لأفعال الخير، لا يجسر أحد أن يظلم أحدًا في زمانه، وكان قد قمع المناكر وأهلها، ورفع العلم والشرع، وكان مدمنًا لقيام الليل، يصوم كثيرًا ويمنع نفسه من الشهوات، وكان يحب التيسير على المسلمين، ويرسل البر إل العلماء، والفقراء، والمساكين، والأيتام، والأرامل، وليست الدنيا عنده بشيء - رحمه الله - وبل ثراه بالرحمة والرضوان". قال ابن الجوزي: استرجع نور الدين محمود بن زنكي - رحمه الله - تعالى من أيدي الكفار نيفًا وخمسين مدينة. "وكان قد عزم على فتح بيت المقدس - شرَّفه الله - فوافته المنية في شوال من هذه السنة (569هـ)، والأعمال بالنيات، فحصل له أجر ما نوى"[38]. "كان قد أمر الولاة والأمراء بها أن لا يفصلوا بها أمرًا حتى يعلموا الملا به، فما أمرهم به من شيء امتثلوه، وكان من الصالحين الزاهدين، وكان نور الدين يستقرض منه في كل رمضان ما يفطر عليه، وكان يرسل إليه بفتِيتٍ ورقاق فيفطر عليه جميع رمضان"[39]. يَرحَمُ الله نور الدين لا يطعم ولا يفطر في رمضان على طعام المملكة بل يفطر على طعام شيخه. وهو الذي قال عنه ابن الأثير: "لم يكن بعد عمر بن عبدالعزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحريًا للعدل والإنصاف منه، وكان مقتصدًا في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانِم، فكان يقتات منها". كتب إليه الشيخ عمر بن الملا هذا: "إن المفسدين قد كثروا، ويُحتَاج إلى سياسة، ومثل هذا لا يجيء إلا بقَتْل وصَلْب وضَرْب، وإذا أخذ إنسان في البرية من يجيء ويشهد له؟ فكتب إليه الملك نور الدين على ظهر كتابه، إن الله خلق الخلق وشرع لهم شريعة، وهو أعلم بما يصلحهم، ولو علم أن في الشريعة زيادة في المصلحة لشرعها لنا، فلا حاجة بنا إلى الزيادة على ما شرعه الله تعالى، فمن زاد فقد زعم أن الشريعة ناقصة فهو يكملها بزيادته، وهذا من الجرأة على الله وعلى ما شرعه، والعقول المظلمة لا تهتدي، والله سبحانه يهدينا وإياك إلى صراط مستقيم، فلما وصل الكتاب إلى الشيخ عمر الملا جمع الناس بالموصل وقرأ عليهم الكتاب، وجعل يقول انظروا إلى كتاب الزاهد إلى الملك، وكتاب الملك إلى الزاهد". فَألبَسَ اللهُ هَاتِيكَ الْعِظَامَ وَإنْ بَلِينَ تَحْتَ الثَّرَى عَفْوًا وَغُفْرَانَا سَقَى ثَرًى أوْدَعُوهُ رَحْمَةً مَلأتْ مَثْوَى قُبُورِهِمُ رُوحًا وَرَيْحَانَا ويرحم الله من يقول: وَمَدْرَسَةٍ سَتَدْرُسُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَبْقَى فِي حِمَى عِلْمٍ وَنُسْكِ تَضَوَّعَ ذِكْرُهَا شَرْقًا وَغَرْبًا بِنُورِ الدِّينِ مَحْمُودِ بْنِ زَنْكِي[40] (63) صوم الشيخ الورع علي العياش: يصوم يومًا ويفطر يومًا. "الشيخ الصالح الورع المجد على العبادة ليلاً ونهارًا، كان من أجل أصحاب سيدي أبي العباس الغمري وسيدي إبراهيم المتبولي، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا"[41]. ونختم بختام المسك من آل هاشم. (64) صوم السيدة المكرمة الصالحة نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن السيد سبط النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي (رضي الله عنهم)، العلوية الحسنية: "كانت - رحمها الله وأكرمها - بين الصالحات العوابد، زاهدةً، تقيةً نقيةً، تقوم الليل، وتصوم النهار حتى قيل لها: ترفقي بنفسك؛ لكثرة ما رأوا منها، فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبة لا يقطعها إلا الفائزون؟ حجت ثلاثين حجة وكانت تحفظ القرآن وتفسيره"[42]. قال عنها ابن كثير: "كانت عابدة، زاهدة، كثيرة الخير". "توفِّيَت - رحمها الله تعالى - وهي صائمة، فألزموها الفِطْر، فقالت: "واعجباه! أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه صائمة، أأفرِّط الآن، هذا لا يكون" وخرجت من الدنيا، وقد انتهت قراءتها إلى قوله: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 12][43]. ويرحم الله من قال: لَوْ كَانَ يَقْعُدُ فَوْقَ الشَّمْسِ مِنْ كَرَمٍ قَوْمٌ بِأوَّلِهِمْ أوْ مَجْدهِم قَعَدُوا قَوْمٌ أبُوهُمُ [عَلِيٌّ] حِينَ تَنسِبُهُمْ طَابُوا وَطَابَ مِن الأوْلادِ مَا وَلَدُوا إنْسٌ إذَا أمِنُوا جِنٌّ إذَا فَزِعُوا مُرَزَّؤونَ بَهَالِيلٌ إذَا حَشَدُوا مُحَسَّدُونَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ نِعَمٍ لا يَنْزَعُ اللهُ مِنْهُم مَا لَهُ حَسَدُوا قال عمر: "حسن، وما أعلم أحدًا أولى بهذا الشعر من هذا الحي من بني هاشم؛ لفضل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرابتهم منه"[44]. ونختم سادات الصائمين بالعجب العجاب: (65) زيد بن بندار بن زيد أبو النخاني: يصوم هو وابنه وامرأته نحو أربعين سنة. رحم الله أبا جعفر زيد بن بندار بن زيد أبا النخاني، "كان من العابدين"[45]، قال عنه أبو نعمي الأصبهاني: "من الفقهاء، صام نحو أربعين سنة هو وابنه وامرأته، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين"[46]. أخي، هل سمعت بأعجب من هذا، رحمهم الله، أهل بيت عابدون، ما سمعنا بمثل قصتهم هذه أبدًا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] "تاريخ بغداد" (6/204). [2] "تاريخ بغداد" (6/205). [3] "تاريخ بغداد" (6/206)، و"صفة الصفوة" (2/401). [4] "مناقب الإمام أحمد" (167، 618). [5] "سير أعلام النبلاء" (13/286، 287). [6] "سير أعلام النبلاء" (13/289). [7] "سير أعلام النبلاء" (13/292). [8] "سير أعلام النبلاء" (13/295). [9] "سير أعلام النبلاء" (14/290). [10] "تاريخ بغداد" (10/122)، "سير أعلام النبلاء" (15/66). [11] "سير أعلام النبلاء" (15/464). [12] "تاريخ بغداد" (10/372)، و"سير أعلام النبلاء" (16/529، 530). [13] "سير أعلام النبلاء" (16/530). [14] "سير أعلام النبلاء" (17/155، 156). [15] "سير أعلام النبلاء" (17/157). [16] "سير أعلام النبلاء" (17/628). [17] "سير أعلام النبلاء" (19/240). [18] "سير أعلام النبلاء" (22/48، 49). [19] في "النهاية": كان ابن عمر يتتبع اليوم المعمعاني فيصومه، أي: الشديد الحر. [20] "حلية الأولياء" (2/318). [21] "حلية الأولياء" (2/318). [22] "حلية الأولياء" (2/320). [23] "حلية الأولياء" (3/169). [24] "حلية الأولياء" (3/170). [25] "سير أعلام النبلاء" (9/156). [26] "سير أعلام النبلاء" (9/142). [27] "سير أعلام النبلاء" (9/143). [28] "سير أعلام النبلاء" (9/149). [29] "سير أعلام النبلاء" (9/157). [30] "حلية الأولياء" (8/303). [31] "حلية الأولياء" (8/303). [32] "تهذيب التهذيب" (12/36)، وانظر أيضًا "الثبات عند الممات" (109). [33] "ذيل طبقات الحنابلة" (1/110). [34] "صفة الصفوة" (4/40، 41). [35] "أعلام النساء"، لعمر رضا كحالة (5/138)، نقلاً عن "طبقات الفقهاء الحنابلة"، للفراء (مخطوط). [36] "إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة" (ص77). [37] "العبر" (1/231)، واليافعي في "مرآة الجنان" (1/340). [38] "البداية والنهاية" (12/306 – 307). [39] "البداية والنهاية" (12/302). [40] "البداية والنهاية" (12/299 – 307). [41] "الكواكب السائرة" (2/222). [42] "عودة الحجاب" (2/607 - 608). [43] "مرآة الزمان" (82). [44] "تاريخ الطبري" (2/577 – 578)، والبيت الثاني في الأصل: قوم أبوهم سنان بدلاً من علي. [45] "طبقات المحدثين بأصبهان" لأبي الشيخ الأصبهاني (3/229)، مؤسسة الرسالة. [46] كتاب "تاريخ أصبهان" لأبي نعيم الأصبهاني (1/377) – دار الكتب العلمية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |