أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها - الصفحة 24 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هل تظهر عليك علامات سوء التغذية؟ اكتشف الأعراض بسرعة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أعراض تليف الكبد: لا تتجاهل هذه العلامات! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أخطر أنواع السرطان حول العالم، ولماذا يصعب علاجها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 95 )           »          ماذا كان يفعل النبيﷺ فى العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شـــــــرح دُّعَاءُ يقال عِنْدَ إغْمَاضِ الـمَيِّتِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          شرح حديث"اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 14599 )           »          دفع الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2015, 05:47 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

يحيى حسن يخلف

السبت, 18 سبتمبر 2010 17:59
ولد الروائي والكاتب الصحفي يحيى حسن يخلف في بلدة سمخ على ضفاف بحيرة طبرية بفلسطين لأسرة جزائرية مهاجرة من مدينة معسكر غربي الجزائر، وكانت عائلتانا في سمخ متجاورتان ومتصاهرتان، وقد هاجرتا معا عام 1948 إلى بلدة ملكا شرقي الآردن، لذلك فإن أول ما ينطبع في ذاكرتي عن يحيى هو ذهابنا معا ونحن أطفال إلى كتاب (طالب) تلك البلدة التي قضت فيها عائلتانا شتاء 1949 ثم انتقلتا حيث استقرت عائلته فى إربد شمال الأردن، وتوفي والدي وانتقلت بي أمي إلى مدينة الزرقاء أواسط المملكة الأردنية الهاشمية·
ودرس يحيى في مدارس وكالة الغوث للفلسطينيين في إربد نفسها عاصمة الشمال الآردني، ثم انتقل في ستينيات القرن الماضي إلى رام الله ليدرس في دار المعلمين فيها·· وفي تلك الفتره كانت والدتي تصحبني لزيارة بعض الأقارب في إربد مما رسم في ذهني صورا عن المرحومين والده ووالدته وعن بعض إخوته مثل المختار وبشير·
وتميزت عائلة يخلف بالنضال سواء في الجزائر أو في فلسطين، فأحد أجداده السنوسي يخلف كان من رجالات الأمير عبد القادر، أما أعمامه مصطفى والطاهر فكانا من المجاهدين المشهورين في الحركة الوطنية الفلسطينية في مراحلها المختلفة، وكان عمه الطاهر رفيق نضال لأحمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي تأسس في القدس·
في الستينيات صدرت في الضفة الغربية من الأردن مجلة أدبية شهرية إسمها ''الأفق الجديد'' يشرف عليها الأديب أمين شنار؛ وكانت المجلة الأدبية الوحيدة في المملكة الأردنية الهاشمية، مما جعلها ملتقى لفئة الأدباء الشباب في الأردن، فظهر فيها القاص يحيى يخلف والقاص فخري قعوار والقاص ماجد أبو شرار والناقد خليل السواحري وغيرهم، وكانت تنشر لي هذه المجلة بعض المقالات الصغيرة·· وكان يحيى يشرف أيضا على صفحة القصة في جريدة ''فلسطين'' التي تصدر في القدس، وشهدت تلك الفترة من الستينيات سلسلة مراسلات بيننا، نتحدث فيها عن بعض القضايا الأدبية وآخر ما قرآناه من كتب، ثم زارني يحيى في بلدة الزرقاء ووجدني غارقا في كتب الفلسفة والفكر، أكتب في قضاياهما مقالات ليست للنشر·· فلفت نظري إلى كتابة القصة لآنها أكثر التصاقا بالواقع الذي يعيشه المواطن العربي· كان يحيى قد بدأ دراسته الجامعية في بيروت العربية·· وتكررت بيننا اللقاءات، نتبادل الحديث فيها عن الجزائر والدروس النضالية المستخلصة بها، خاصة وأن عمه الطاهر كان من الرجال الذين رعوا فريق جبهة التحرير الجزائري لكرة القدم حين زار الآردن، وكان قريبا من مكتب الثورة الجزائرية الذي كان يرأسه الشيخ عبد الرحمن العقون ومن بعده مع السفراء الجزائريين في العاصمة الأردنية، بالإضافة إلى نضاله الفلسطيني، وكانت بعض المنظمات الفلسطينية قد بدأت تعمل تحت الأرض·· وكل ذلك يهم يحيى·
ثم انتقل يحيى للعمل كمعلم في المملكة العربية السعودية مع بعض الزملاء له من الفلسطينيين، في دار المعلمين تلك ومنهم المناضل الشهيد ماجد أبوشرار·· وربما كانوا أوائل خلايا حركة فتح·
في عام 1968 نشر يحيى يخلف قصته الأولى في مجلة ''الأداب'' اللبنانية، وأذكر أن إسمها كان لحن الثورة وكانت مجلة ''الأداب'' وصاحبها الدكتور سهيل إدريس المجلة الأدبية الأولى في الوطن العربي، يطمح إلى النشر فيها كل أصحاب الثقافة الحديثة من شعر ونثر، بينما كانت مجلة ''الأديب'' منبر أهل الثقافة الكلاسيكية وليس هناك من قراء الأدب في تلك الفترة من لا يتابعهما· وفي عدد آخر من ذلك العام نشرت لي ''الأداب'' قصتي ''خطوات في الفراغ'' وقد فرحت بذلك فرحا طفوليا كبيرا، فقد كانت كتابتي للقصة ثمرة لتشجيع صديقين يحيى يخلف القاص وخليل السواحري الناقد، وكلاهما من مدرسة الأفق الجديد، وقد فرحا لي فرحا كبيرا، واعتبرا نشر تلك القصة إنجازا لي على طريق الأدب·
تفرغ يحيى للعمل الثوري الفلسطيني وقد دافع عن الثورة خلال الصدام مع الجيش الأردني عام ,1970 ثم انتقل إلى لبنان كادرا من كوادر حركة فتح البارزين وعضوا في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينين، وعرف باسم ''أبو الهيثم''·
وزار يحيى الجزائر عام 1975 خلال مؤتمر الأدباء العرب العاشر الذي ترأسه الكاتب الجزائري المعروف عبد الله ركيبي، وكان مدير عام مجلة ''المجاهد'' التي عمل فيها الكاتب المعروف محمد مبارك الميلي قد أفرزني مع صحفيين آخرين أذكر من بينهم الزميل برهومي من وكالة الأنباء الجزائرية للعمل في مجلة المؤتمر·
وفي أواخر المؤتمر في قصر الصنوبر جاء الرئيس الراحل هواري بومدين للقاء الأدباء، وهنا قام المفكر العربي ناجي علوش الذي يرأس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بتقديمنا إلى الرئيس بومدين باعتبارنا من أصول جزائرية، فدهشت من متابعة الرئيس بومدين، فقد قال عن يحيى يخلف بأنه مناضل فلسطيني معروف، وعني بأني صاحب كتاب الثورة الزراعية في الجزائر·
وأصدر يحيى يخلف روايته الأولى بعنوان ''نجران تحت الصفر'' وهي الرواية الوحيدة في الأدب العربي التي تتحدث عن الثورة اليمنية والمواقف منها في ستينيات القرن الماضي، وهي رواية مكتوبة بعذوبة ورشاقة مما جعلها تضع يحيى في الصف الأول من الروائيين العرب·
أجريت عدة مقابلات أدبية مع أخي يحيى نشرتها في عدد من الصحف العربية·· وكنا نلتقي بين الفينة والأخرى في بغداد والكويت ودمشق·
تولى يحيى منصب الأمين العام لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينين، واختلف مع قيادة الثورة في ذلك الوقت·· وقد سوي هذا الخلاف بتدخل من رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين
العربي الزبيري والقيادة السياسية الجزائرية، وانتقل يحيى إلى الجزائر ليعيش في القبة عدة سنوات، ثم انتقل إلى تونس مع القيادة الفلسطينية·· وفي التسعينيات قام بدور سياسي بين حركة فتح والأحزاب الجزائرية الوليدة آنذاك·
وكان قد أنجز عدة مجموعات قصصية وعدة روايات منها رواية ''بحيرة وراء الريح'' وهي عن بلدة سمخ التي ولد فيها والتي تقع على ضفاف بحيرة طبرية، وهي رواية كانت تعيش في ذهنه منذ الستينيات حين بدأ الكتابه·· وأهداها إلى عمه الذي ناضل مع الأمير عبد القادر في الجزائر·
إنتقل من تونس إلى الأراضي الفلسطينية، ثم أسند إليه منصب وزير الثقافة، إضافة إلى مهامه السياسية داخل حركة فتح·
وفي عام 2004 إلتقينا في دمشق خلال احتفالات اتحاد الكتاب والأدباء العرب بذكرى تأسيسه، وقدمت له في فندق ''ميرديان'' رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين آنذاك عز الدين ميهوبي·
بقلم : سهيل الخالدي إعلامي

__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-08-2015, 05:47 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

اهم الاحداث في طفولة يحيى يخلف

الروائي والكاتب الصحفي يحيى حسن يخلف ولد عام 1944 في بلدة سمخ على ضفاف بحيرة طبرية بفلسطين لأسرة جزائرية مهاجرة من مدينة معسكر غربي الجزائر، هرتان، وقد هاجرت عائلته عام 1948 إلى بلدة ملكا شرقي الآردن لتستمر حياة من الغربة والتشرد والالم. وربما ان هذا اهم احداث طفولته.

مأزوم

__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-08-2015, 05:48 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

32- العشاق رشاد أبو شاور فلسطين
العشاق

نبذة النيل والفرات:
"خرج أبو خليل من بداية البيارة، مشي على إيقاع خطوات قدميه، الذي أخذ يتصاعد، منتظماً كقرع طبول، رفع رأسه فرأى قطوف البلح تتدلى من قمم أشجار النخيل، القطوف خضراء محمرة، لم تنضج بعد، ولكنها في وقت غير بعيد، ستنضج، وتمتلئ بالحلاوة، وتساقط رطباً جنباً. أخذ المساء يهبط، ناعماً، رطباً بالنسمات المنعشة، تمتم أبو خليل وهو يسير بمحاذاة الجدول، مصفياً للخرير، (تزوجا، يا محمود أنت وندى، وأنجبا كثيراً من الأطفال) أنا أعرف أنها موافقة، سمع ضحكة طفل، ضحكة جده، مرحة، فرحة، وكل الرصاص كان يقطع تلك الضحكة، التي كانت تعود لتنطلق من جديد، حلوة ومرحة".
من أرض فلسطين ينطلق النسق مضخماً بعبير الوطن الساكن في حنايا كل العاشقين، قصة يحكيها رشاد أبو شادر يمتزج فيها حكاية حب بطولات وعمليات وباستشهادات ما زالت هاجس كل فلسطيني.

__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17-08-2015, 05:49 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

العشاق
د. جوني منصور
رواية " العشّاق" لرشاد أبو شاور في طبعتها السادسة (2004) عنالمؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت، تؤكد من جديد حيوية القضية الفلسطينيةوكونها، أي القضية، ليست مسألة عابرة إنّما تبحث في ثنايا هذا العالم عن إحقاقالعدل وتثبيت الحقوق المشروعة لشعب شُرّد بصورة وحشية لم يشهد مثلها التاريخ البشريمن قبل.
والرواية في مختصرها تنقل صورة التشرد الفلسطيني منذ العام 1948 حتىمطلع السبعينات، خاصة تلك الصورة القاتمة للغاية التي أعقبت نكسة أو نكبة 1967 وماحل بفلسطينيي المخيمات من مصائب وكوارث.
وأبو شاور لم يتمحور فقط في الأحداثالمتعلقة بالفترة التاريخية المشار إليها سابقا فحسب، بل إنه سعى في صفحات كثيرة منروايته إلى تثبيت التاريخ العريق والقديم للفلسطينيين في ارض آبائهم وأجدادهم.
وإذا كان أبو شاور قد اختار مدينة أريحا وضواحيها مركزًا أساسيا ورئيسيا لأحداثروايته، فإن هذا الاختيار جاء ليؤكد مدى ارتباط الفلسطيني بأرضه وعلاقته غيرالمنقسمة مع تاريخه وماضيه.
فأريحا وما تمثله من عراقة في التاريخ والدورالإنساني الذي لعبته لم تتفرغ كليّا من سكانها، أو بالأحرى لم تتحول إلى مدينةفارغة من أهلها، بل إن أهلها بقوا فيها على مدى قرون طويلة متناقلين تراثها بكافةمركباته.
وبالرغم من العواصف العاتية التي لحقت بهذه المدينة عبر المسيرةالتاريخية الخاصة بها وبسكانها، إلا أنها ما زالت صامدة في وجه العتاة الظالمين. وهذا ما عكسته هذه الرواية في طرحها هجمات يشوع بن نون وورثته في عصر الظلامالحالي.
وبكون مسيرة تاريخ الفلسطيني غير مفروشة بالورود إنما بالأشواكوالأشواق في الوقت ذاته، فإن الحب والعشق لا يبرحان أحداث هذه الرواية. كيف لا،فالفلسطيني الذي أحب، وما زال، أرضه وجبالها ووديانها وأنهارها ومدنها... ، يعرفكيف يحب أخيه الإنسان ويحترمه ويقدره. فالحب الصافي والنقي والحقيقي يواكب أحداثالرواية بين محمود وندى اللذين يخططان مستقبلهما رغم كل الصعاب والمتاعب. فقرارالفلسطيني أن الحياة ستستمر، وهو أي الفلسطيني المجبول بالصلابة والقوة والعنفوانيعرف كيف يحب وكيف يتحول حبه هذا إلى تضحية حقيقية ملموسة على ارض الواقع.
ولايفوت ابو شاور في روايته هذه، وهو المعروف عنه مواقفه الثابتة والصريحة من توجيهالانتقاد السياسي اللاذع للأنظمة العربية كافة حول تعاملها مع الفلسطينيين عبرالتاريخ الخاص بالقضية، إصراره على أن الفلسطيني قادر لوحده على إدارة قضيتهوتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة والسليمة ليحقق حلمه في إقامة دولة فلسطينية حقيقيةغير مقطوعة ومشلولة.
سأحاول في دراستي هذه التطرق إلى بعض الجوانب التاريخيةالمطروحة في رواية "العُشّاق" بهدف فهم وإدراك كيفية نجاح ابو شاور في تجنيد الحدثالتاريخي لتثبيت الحدث أولاً ثم لاستخدامه في بناء الرواية.
ومجددًا لست بصدددراسة الملامح الروائية أو الفنية في هذه الرواية، إنما ما تحويه من أحداث تاريخيةجُندّت على مسار تقدم الرواية.

*) ذاكرة المكان وحيوية الحدث
يُكثر أبوشاور من استخدام أسماء المواقع التاريخية والجغرافية في روايته هذه. ويحاول أن يوردأكبر قدر منها، خاصة في كل ما له علاقة بمنطقة أريحا. إضافة إلى أسماء مواقع أخرىبعيدة ذات صلة بأحداث الرواية، مثل القدس ونابلس والخليل...
ولا يكتفي بذكر اسمالموقع في سياق الرواية بل يحاول بعمق اكبر ذكر مرادفات أخرى للاسم ذاته، أو كمايرد على السنة الفلسطينيين حسب مواقع عيشهم وتواجدهم.
فـ " البحر الميت" وهوالاسم الأكثر شيوعًا لتلك البحيرة الواقعة بين فلسطين وشرقي الاردن، والأكثرانخفاضا في العالم تحمل أسماء أخرى كانت مستعملة لدى الفلسطينيين في السابق، ومازال عدد قليل منهم يميل إلى استخدامها. فمن بين هذه الأسماء " بحيرة لوط"، " بحيرةسدوم"، " البحيرة الميتة"، " بحيرة الملح". وهذه الأسماء مرتبطة تاريخيا وواقعيابالمكان ذاته المعروف بـ " البحر الميت" الى يومنا هذا.
ويقدّم ابو شاور وصفًالمناطق محيطة بأريحا ـ محور أحداث الروايةـ فيذكر جبل القرنطل( ص 6 ، 47 ، 48) وهوالجبل الذي جرّب فيه إبليس السيد المسيح، وفيه اليوم دير للرهبان الارثوذكس. وهذاالجبل وقور وأسطوري في صموده وإشرافه على بقعة منطقة أريحا.
وجبل التجربة هذاالشامخ الجليل، حكيم وقور، صخري، برونزي في الصباح، رصاصي في الظهيرة، وداكن عندالمساء، وأسود في الليالي القمراء، رهبانه ونساكه ينتظرون المسيح " ما يدريني أنهملا ينتظرون، وأنهم ورثوا الانتظار عن أقوام خلت، وأن الانتظار هنا بلا فائدة. ولكنهضروري مع ذلك"(ص 101).
لا يفقد الفلسطيني الأمل في عودته إلى موطنه وتحرير نفسهوأرضه من الاحتلال، فهو ينتظر كالرهبان المشار إليهم في رواية أبو شاور، حتى لو لاتوجد فائدة من هذا الانتظار التاريخي الطويل والمديد إلا انه ضروري لوجود بارقة أملما زال الفلسطيني يراها في أُفق حياته مهما حصل من أحداث مؤلمة وموجعة.
ومع كلهذا، لا يترك أبو شاور أبطاله ينتظرون من منطلق الضرورة الواجبة، بل يدعوهم إلىتحقيق الأمل بالعمل، أي ضرورة التحرك وعدم التوقف على وجه الإطلاق.
وبالنسبةللمخيمات المحيطة بأريحا والتي ورد ذكرها في الرواية ولها علاقة وثيقة ووطيدةبأحداث الرواية فهي:" مخيم عين السلطان" و" مخيم النويعمة" و" مخيم عقبة جبر"(ص6).
ولا يفوت أبو شاور مسألة تجنيد المعلومات التاريخية حول مكتشفات أريحا الأثريةبكونها أقدم مدينة في العالم، وذلك لتوثيق العلاقة الفلسطينية الحالية والحاضرةبالماضي البعيد الضارب في عمق التاريخ.
ومن بين المواقع الهامة في الرواية التيلعبت دورًا بارزًا في حياة الفلسطينيين بصورة سلبية ـ "البناء الأصفر"ـ وأشير إليهباللون وليس بالاسم للدلالة على انه السجن الذي شيده الانكليز زمن احتلالهم لفلسطينأو كما يعرف بالانتداب البريطاني على فلسطين. واستعمله الانكليز لسجن وتعذيبالمقاومين الفلسطينيين ولم يتغير السجن إذ ورثه النظام الاردني وتابع أداء نفسمهامه ووظائفه. وبعد نكبة 1967 جعله الاحتلال الاسرائيلي مقرًا للحاكم العسكري الذيعرف كيف يستفيد من ملفات المخابرات الاردنية التي خلفها الاردنيون في هذا البناء. وسهلّت هذه الملفات على المخابرات الاسرائيلية وأجهزتها الأمنية من تنفيذ مختلفعمليات القمع والبطش في حق الفلسطينيين العائشين في اريحا والمخيمات المحيطة بها.
ومقابل جبل القرنطل في الطرف الآخر تمتد جبال موآب والتي تبدو كأنها أسواراسطورية تحرس اريحا ولا تتركها وحدها. وهذا أمل بضرورة التواصل العربي وعدمالانقطاع عن صُلب القضية العربية ألا وهي مأساة فلسطين.
ولا يفارق المكان موقعهالمركزي في الرواية، ويكثر أبو شاور من ذكر أسماء الأماكن التي لها صلة مباشرة أوغير مباشرة بأحداث الرواية، وكلها مرتبطة زمنيا ومكانيا بتاريخ القضية الفلسطينيةوتطوراتها ، خاصة في الفترة الزمنية التي تدور حولها أحداث الرواية. فجبل القرنطلوقد أشرنا إليه مرات كثيرة، والمخيمات الفلسطينية بالقرب من اريحا تلعب دورا مركزيافي أحداث الرواية وتطورها. وقرى مثل: عين ديوك(ص 57)، وذكرين(ص 61)، والسموع(ص 141)؛ ومدن مثل :دمشق(ص60)، ونابلس(ص 56)، وعمّان والخليل ورام الله والقدسوأبوابها(باب العمود، باب الخليل، باب الاسباط)، وأزقتها التاريخية. كل هذه الأسماءمتماسكة بشدة في أحداث الرواية، ولها دور مركزي في تاريخ القضية واستمرارها.
وهناك بعض الأمكنة التي تحمل دلالات قوية في عمق وصلب الذاكرة الفلسطينية،فالجسر الفاصل بين الوادي الفاصل بين مخيمي النويعمة وعين السلطان يثير من جديدسقوط الجرحى والقتلى في المظاهرات ضد حلف بغداد الاستعماري في العام 1955، مما دفعبالفلسطينيين إلى الانتقام بكل ما له صلة بالانكليز صانعي هذا الحلف حتى من خلالمشروع العلمي الزراعي في اريحا وجوارها(ص 18).
ويحمل محمود ذكريات المكان منخلال عودته إلى شريط الطفولة الفلسطينية الوادعة والهادئة والتي لم يكن شيء يعكرصفوها:" سار محمود على امتداد مخيم عين السلطان، على الطريق المؤدي إلى نابلس، حتىبلغ حافة الوادي، الذي يفصل المخيمين. الوادي جاف هذه الأيام، لكنه في الشتاء يهدر،وتلاطم المياه الطينية المندفعة بين ضفتيه إلى الشرق.
هنا لعبت، هناك بنينا،بيوت الطين معًا، لكن المياه محت كل شيء، عند تعرج الوادي، لعبت أنا وحسن. كان يأتيمن مخيمهم مع الكثيرين من الاولاد مرات عديدة اشتبكنا ولاحقنا بعضنا بعضبالمقاليع.." (ص 56).
وما زال يتذكر البيوت التي يسكنها خلق جاءوا من بلادبعيدة، ومعهم سلاح، فقتلوا وذبحوا وطردوا... فصرنا على أرضنا وعلى أرض الآخرين،وهذا العالم غرباء"(ص 58). إشارة منه إلى تغير الأدوار على أرض فلسطين بين أصحابهاالأصليين والشرعيين وبين الدخلاء والغرباء والمحتلين.
وهكذا وفق أبو شاور فيجعل المكان جزءًا لصيقًا بالحدث التاريخي الواقع على محور زمني متحرك نحو الأمام فيمخزون القضية الفلسطينية.
ومرة أخرى، فإن الأمكنة ليست خيالية إطلاقًا أو أنهابعيدة عن واقع الأحداث التي جرت في مرحلة ما بعد النكبة حتى مطلع السبعينات منالقرن العشرين، إنها ـ أي الأمكنة ـ ذات المعنى التاريخي العملي في حياةالفلسطينيين. فهو بهذا ـ أي أبو شاور ـ لم يكن بحاجة إلى صنع أماكن من نسج الخيال،إنها موجودة وتحوي الرواية في جوفها>

يتبع....
__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17-08-2015, 05:50 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

تابع
العشاق
د. جوني منصور



السياسة في قلوب"العُشّاق"

ديرالرهبان الاورثوذكس على سفح جبل القرنطليوجه أبو شاور سهام قلمه نحو السياسيينالعرب في مختلف مستوياتهم القيادية، ولا يوفر أحدًا من توجيه نقد لاذع إلى دوره فيتهميش وتحييد القضية الفلسطينية وتحويلها إلى حدث صغير في الماضي.
وبكونهفلسطيني لاجئ ابن القضية، تبنى مشروعًا روائيًا أساسه سياسي واضح المعالم في سياقتطور أحداث الرواية.
والقيادة العربية التي تبنت القضية الفلسطينية منذ قرن منالزمان أوصلت الشعب الفلسطيني إلى ما هو فيه اليوم، ولم تكن هذه القيادة تاريخيًابمعزل عن التواطؤ مع أعداء العرب كاسرائيل وبعض الدول الغربية المنتفعة من الموضوعكبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية.
هذا يعني، وجود مؤامرة محبوكة بحنكةودراية لشق إمكانية وحدة العرب جغرافيا وسياسيا عن طريق خلق قضية (أو قضايا) تشغلهممدة طويلة وتهدر طاقاتهم وقدراتهم العقلية وثرواتهم ومواردهم الاقتصاديةوالاجتماعية والثقافية والبشرية. ويشير إلى التعاون بين سياسيين فلسطينيين في أدنىدرجات السياسة وبين المخابرات الاسرائيلية، فـ " أبو صالح، غني، لا يقرأ ولا يكتب،لا يفهم بالسياسة، رئيس بلدية اريحا، فشل في الانتخابات، وهو ماسوني والمحفلالماسوني فوق كراج له. من أصدقائه وزراء وضباط مخابرات ويهود"(ص 17). وهذا الشخصيتصدر شكلاً من أشكال الزعامة. و لم يفت أبو شاور الربط بين الماسونية واليهود،ومحاولة هذه المؤسسة المشبوهة من توسيع رقعة الملاحقة والقمع ضد الفلسطينيين.
وموقفه من نظام الحكم يعبر عنه محمد في ص 104 بقوله:" سأنزع الضمادات، وأسيربرأسي المهشم، وشعري المقصوص الشائه، أمام الناس، لينظروا، وليعرفوا وليتعلمواالحقد. إن هذا النظام يغتصب وطننا، وينتهك كرامة شعبنا، رئيس المخفر فلسطيني مرتزق،والشرطي ادريس اردني، بدوي دجنه النظام، وحوله إلى برغي في الآلة التي تطحن الانسانالفلسطيني...و...حتى الاردني. لا أخفيك، أخي حسن، بأني حزين، وأن شعورًا بالهوانيكاد يطفح من حلقي".
ويعود الأمل بالمستقبل وما ينتظر الفلسطيني ليتابع مسيرةحياته بصورة طبيعية أسوة ببقية الشعوب، وكونه يناضل ويكافح من أجل بقائه: " قصواشعرك، وداسوا على وجهك يا أخي محمد، وقتلوا والدنا وهو يعبر الحدود ليحارب العصاباتاليهودية مع غيره من الرجال الذين رفضوا الهدنة، والاتفاقات، وتمزيق الوطن، لا بأس. ها نحن نكبر، ولا ننسى الدم، وهدير الطائرات، أيام التمرد والجوع والخبز الجافصنعتنا فهيهات أن ننكص، أو نلين، أو نسكت"(ص121).
هذا ما احتاج إليه الفلسطينيليبق متمسكًا بالأمل الحقيقي كي لا يضيع هو وتضيع قضيته ويتحول إلى لا شيء فيالعالم.
وسلمان عباس رمز للمقاومة الشعبية الفلسطينية عبر تاريخ هذه المقاومةالتي لم تتوقف في وجه الإذلال ومحاولات السحق عبر الزمن التاريخي. "وأنت يا سلمانعباس، يا أبي؟ قالوا لك، انتهى لا تتسلل، فلم تستجب.
انتقلنا إلى أريحا، مسكينةأمي. قالت: الحمد لله أننا غادرنا الخليل. لن يعود إلى القرية. لكنك لم تتب، لقدأدمنت يا سلمان عباس. أدمنت، حتى قتلوك على الحدود. لقد كانوا يحرسون الحدودلليهود، أولئك هم إخوتنا الجنود العرب، جنود الملك عبدالله.
إنهم يتوارثونالخيانة، ونحن نتوارث الهموم والأعباء"(ص121).
هذا المشهد المتكرر في حياةالفلسطيني يعكس بوضوح وصراحة إصرار الفلسطيني على العودة إلى أرضه ووطنه وبيتهوهوائه، وإصرار العربي الآخر على منعه تحقيقا للمخطط التاريخي البغيض بسلب فلسطينمن أهلها وتقديمها هدية على طبق ذهبي لتركيبة شعوب غير متجانسة أبدًا تدّعي أن اللهمنحها هذه الأرض قبل آلاف السنين.
وهنا يطرح أبو شاور موضوع " وعد الله" فينقاش مع الأب الياس، راهب القرنطل. لقد احتاج إلى هذا الكاهن ليعطيه صورة حقيقيةحول مفهوم الوعد." أبونا الياس هذه أخفض نقطة في العالم، وهي مقدسة، ولقد طهرناهامن الأفاعي والعقارب، أنا ذكي، وهذا ما تشهد لي به درجاتي في المدرسة والجامعة. باختصار، لقد تكلم الله مع موسى، فلماذا لا يتكلم معي؟ اريد ان اطرح سؤالا واحدا،ذي شقين: أولاً: هل وعد اليهود بأرض كنعان، أرض فلسطين، أرض اللبن والعسل؟ الشقالثاني: إذا لم يعدهم، فلماذا يقف على الحياد؟"(ص122). هذه أسئلة لاهوتية وسياسيةفي الوقت ذاته. وواضح النظرة الرافضة لفكرة تجنيد الله في التوراة لصالح أطماعورغبات اليهود والصهيونية. فهل الله خالق الكون وجابل الإنسان يميز بين أبنائه منكافة الشعوب التي خلقها؟
ومحمود احد الابطال المركزيين في هذه الرواية يحمل فيجوفه وبقناعة ان العرب لن يستطيعوا تحقيق انتصار في حربهم مع العدو:" المشكلة،الجماهير غير معدّة للمعركة، لا سلاح، لا ثقة بهذه الحكومة، ولكن الأمل في جيش مصر،عبد الناصر قادر على الصمود، اما الجيش الاردني، فقد اعتاد على محاصرة المخيماتوالمدن، وتفريق المظاهرات، وبسلاحه الانكليزي والامريكي السيئ لن يحقق نتائج طيبة. لقد أعد لغايات تتناقض مع تحرير فلسطين رغم شجاعة أفراده"(ص 124).
وتعودالذكريات التاريخية القريبة زمنيا إلى مخيلة وفكر محمود فيتعمق بها أمام الأبالياس. إلا أن الأب الياس يستبقه في مبادلة الذكريات بقوله:" ذكريات سوداء ثقيلةلكنها عظيمة. لقد كلل المسيح بالشوك من اجل الإنسان في كل مكان، دقت المسامير فيكفيه فتحمل من اجل الإنسان، وهذا ما يفعله شعب فلسطين"(ص 124).
فيأتيه جوابمحمود المعبر عن موقف تاريخي وسياسي صلب لا تردد فيه على وجه الإطلاق:" نحن يا أبتلن نغفر، سندق المسامير في نعوشهم، سننظف وطننا من هؤلاء القتلة. إنه حلم، ولكنيطلع من الواقع. أتعرف، مرات أقول إن هذا الجبل، جبل التجربة، هو تمثال للصبرالفلسطيني. إنه راسخ، مهيب، ثقيل، صلب يا أبونا، مهما حدث في الحرب، التي ستقع فلابد أن نعود"(ص 124).
__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17-08-2015, 05:50 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

تابع
العشاق
د. جوني منصور



ويعود بعد إصراره على حق العودة إلى توجيه النقد اللاذعلسوء التنظيم في الجانب العربي:" ولكن الجماهير غير منظمة، الغضب يملأ الصدور، وهذاالغضب تأجج عندما اعتدى الصهاينة على السموع، ولم يدافع الجيش الملكي عن الناس،وفضلاً عن الغضب هناك الإصرار على تحرير الوطن، ولكن الناس غير منظمين"(ص 141).
ويعترف محمود أن "حدود الضفة الغربية مفتوحة أمام اليهود، لا سلاح، ولا ملاجىء،لا ثقة بالحكومة، ولعبة المعاهدة التي وقعها الملك في القاهرة، مضحكة ومكشوفة، أمانحن فما زلنا غير قادرين على قيادة الناس، عواطفهم معنا، هذا صحيح، ولكن ما نحتاجهأكثر من العواطف"(ص 142).
إن طرح موضوع القيادة كان في صلب النقاش الفلسطينيلفترة طويلة ولقد لعبت بعض الأنظمة العربية دورا في تمييع تكوين قيادة واقعيةحقيقية إلى أن اتخذ الفلسطينيون قرارهم بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وتحويلهاإلى جسم تمثيلي وحيد لهم لتنطلق مسيرة بناء القيادة رغم الزعزعات التي تعرضت لهاهذه المنظمة عبر العقود الأربعة الأخيرة.
وأثارت حرب حزيران 1967 تساؤلات كثيرةومتكررة لدى كل فلسطيني وعربي من حيث الاستعدادات العسكرية السابقة لها. هل كانتكافية؟ هل تعرف العرب بما فيه الكفاية على المبنى التنظيمي الأمني/العسكريالاسرائيلي؟ويأتي الجواب على لسان محمود:" لسنا ندري ماذا نفعل، ما هذه الحرب، وإلىأين تتجه؟ وكيف ستكون نتائجها. ولكن ومع كل الاحتمالات، فهناك أمر لن تحققه هذهالحرب: إنها لن تحرر فلسطين"(ص 154).
ولا يمر أبو شاور مرورًا خاطفًا علىالانجازات الحربية التي كانت تحققها الإذاعات العربية في ذاك العام(أي 1967) بينماالتقهقر والهزيمة في ميدان الواقع:" في صدري نار. الإذاعات تقول: نحن نتقدم ونحرر. طائرات العدو تحرق المعسكرات بسهولة عجيبة. حرب الإذاعة، وحرب أخرى أمامنا، هناكحربان يا حسن"(على لسان زياد ص 162).
ويؤكد محمود في سياق استعراض حالة الجيوشالعربية أن الإذاعات تقول أشياء والواقع ينفي أغانيهم وتفاؤلهم(ص 165).
ويشيرإلى لغة الخطاب التي استعملها قادة العرب، وهي لغة عفى عليها الزمن فـ" هذا صوتالملك يقول: قاتلوهم بأظافركم وأسنانكم"(ص 165). وبسخرية مسرحية تثير الضحك والأسىفي ذات الوقت يجيب" الأمور سيئة وما يزيدها سوءا يا أمي أن أظافرنا قد قلمت،وأسناننا كسرت"(ص 166). وهذه إشارة واضحة وفاضحة إلى قمع الأنظمة العربية لحركاتالمقاومة والثورة. حتى لم يبق أي شيء يستطيعون بواسطته مواجهة العدو بما في ذلكأظافرهم وأسنانهم. لقد أُفرغت المقاومة من كل إمكانية للمقاومة الفعلية، ليبقالنظام الحاكم سائدًا وليذهب الفلسطيني وقضيته إلى الجحيم!.
ولا يتوقف النقداللاذع عند هذا الحد بل يسترسل كل من محمود وزياد في تفصيل العجز السائد في الساحةالسياسية/العسكري:" هذا خطاب كوميدي على نحو ما، فيه شيء من التفكه، وخفة الدم،ولكن كان ينقصه أن يأمرنا بأن نحاربهم بأعضائنا التناسلية، إلاّ إذا كان هذا السلاحمحرم دوليا"(ص 166).
ويفتح أبو شاور حساباته التاريخية ـ حسابات الشعبالفلسطيني ـ ليحاسب الزعامة العربية" لو امتلك بعض القنابل الذرية، إذن لفجرت الكرةالأرضية، وأنهيت سفالة الإنسان. لو امتلك القدرة على إلقاء القبض على الزعاماتالعربية ومحاسبتهم جميعًا، في الساحات العامة وعلى المكشوف، آخ من كل شيء"(ص 168).
ويُصرّ الفلسطينيون على رفض خوض تجربة الرحيل للمرة الثانية كي لا يتحقق مشروعالعدو بتفريغ فلسطين من أهلها. كانت التجربة الأولى في العام 1948 قاسية وصعبةومهينة، حيث فقد الفلسطينيون أرضهم وبيوتهم وأملاكهم ولم يبق لديهم سوى شيء واحدوهو الصراع من أجل البقاء والديمومة." يظنون أن باستطاعتهم كشطنا عن أرضنا، نحنلسنا هذه البيوت الطينية التي يسهل هدمها، نحن التراب، فكلما كشطوا طبقة واجهواأخرى، وكلما أزاحوا صخرة، جوبهوا بصخرة. أنا باق ولن أرحل. ستظل أمي معي وأخي محمدوهذه أرضنا وهنا سنموت"(ص 171).
هذا التحشيد للقوى الروحية والنفسية سلاح صنعهالفلسطينيون ليستمروا في كفاحهم وصراعهم من أجل البقاء ومن أجل إعادة الكرامةبقواهم الذاتية ودافعيتهم نحو مستقبل يستحقونه لكونهم أصحاب حق.
ويوجه أبو شاورنقدًا لاذعًا للشرطة التي من واجبها حماية المواطنين الفلسطينيين ولكنها تبرح أريحاومواقع أخرى متواجدة فيها. حتى العلم لم يدافعوا عنه، وهذا دليل على ابتعادهم عنالأصول والقيم، فالعلم يدافع عنه الفلسطينيون لأنه علم عربي سيأتي يومًا يرفرفعاليًا فوق هضاب وتلال الوطن الغالي. " رفع الشباب رؤوسهم، فرأوا العلم يرفرف،وكأنه طائر انطلق بعد طول حبس، أخذ يضرب بالهواء بجناحيه ببطء، وكأنما يمرنالجناحين ويفجر طاقته المخزونة، ثم يرتفع ويرتفع في الأفق..."(ص 175).
هنا،أدرك الفلسطينيون معنى ومفهوم حماية العلم والحفاظ عليه لأنه رمز وجودهم التاريخيوتطلعاتهم المستقبلية نحو الحرية والاستقلال.
من هذه الحرب تفتقت عيونالفلسطينيين على واقع جديد عليهم مجابهته بأنفسهم. لقد تحرروا من احتلال الأنظمةالعربية للقضية الفلسطينية، ووقعوا تحت احتلال بشع وقمعي وشرس جعلهم يتخذون قراراذاتيا بالتحرر الذاتي من ربقة هذا الاحتلال.
ومن بين الخطوات الأولى لمواجهةالاحتلال الاسرائيلي هو عدم الرحيل نحو الشرق، وعلى كل فلسطيني التمسك بوطنه وأرضهوعدم تركها إطلاقا(ص 184).
كانت الهزيمة في العام 1967 مؤشرًا لتنشيط العملالفدائي النشط لإنقاذ فلسطين والسعي من أجل خلاصها وإعادة أبنائها إليها.
واجتمعت جميع الأطراف الفلسطينية المدنية والدينية (بشخص الأب الياس) على أنالحل الأساسي في سبيل خلاص وتحرير فلسطين هو حمل السلاح. فالفلسطيني" لم يخترمنفانا" كما قال غسان كنفاني في روايته" رجال في الشمس".
لقد كان احتلال الضفةالغربية بالنسبة للفلسطينيين بداية حقيقية وواقعية للتعرف على العدو. لم يعد التعرفعلى العدو من خلال الإذاعات والدعاية الكاذبة، إنما من خلال الاحتكاك اليوميوالصراع الدائم(ص 210).
ويحتاج كل شعب إلى من يرفع معنوياته ويبعد عنه الكربوالكآبة والتقهقر النفسي، ويردد محمود كلمات تدل على وعي كبير وإدراك عميق لأهميةالحفاظ على ترابط الشعب الفلسطيني وتماسك إرادته مهما تشتت شمله جغرافيا" الآن تبدأالمعركة فعلاً، هذا هو الاشتباك الحقيقي، يريدون تدمير إرادة المقاومة عند شعبنا،ولكنهم لن ينجحوا"(ص 230).

__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17-08-2015, 05:51 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

تابع
العشاق
د. جوني منصور





خلاصة
هذه الرواية بنظري تحمل مخزونا تاريخيا غنيا. عرف واضعها كيفيةالاستفادة من هذا المخزون لتجنيده لصالح أحداث الرواية بصورة واقعية للغاية. فهويؤرخ بأسلوب روائي وقفات أو محطات من التاريخ الفلسطيني منذ عام النكبة 1948 إلىعام النكسة(وهي نكبة ايضا) في العام 1967، وكيف تعامل معها الفلسطيني والعربي كل منمنطلق رؤيته ومصلحته. والأهم بالنسبة لرشاد أبو شاور ما تركته هذه النكبات في عمقالتاريخ الفلسطيني من متغيرات على الساحة الحياتية والنضالية.
رواية " العشّاق" تحمل في جنباتها ملامح من حياة وتشرد كاتبها الروائي رشاد أبو شاور، وتنقل صورًالما حل بالشعب الفلسطيني من مصائب وويلات على مر الفترة الزمنية التي تدور فيهاأحداث الرواية، أي من العام 1948 إلى مطلع السبعينات.
رواية " العشاق" درس مندروس التاريخ الفلسطيني والعربي كونها تضع القارئ أمام تحديات الماضي برؤية الواقعالمعاش بكل مركباته وعناصره.
__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17-08-2015, 05:51 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

رواية رشاد أبو شاور: عِشقُ الأرض بدُرَْبَة السّرد ودرايته

أحمد المديني
رواية حقيقية، مقترنة بوعي ودراية فنية إلا انشدت إلى المكان انشداد المادة إلى الجاذبية، أو يتعذر دون ذلك تحقق الجنس الأدبي الذي همُّه أولا الاحتفال بمادة مكانية، والحصول من ثمّ على الخصائص والمؤهلات المرتبطة بهذا الانتساب. لا تكون الرواية تجريدا، أبدا، ولا مضمارا لتداول وتطريز الاستيهامات الموحية عن المجال الذي يحيا فيه الإنسان، توجد فيه الشخصيات وتتفاعل، بل وهي مجبولة من طينها، منبثقة من تربتها، هويتها تتحدد انتسابا ومعنى، وفعل حياة من صميم هذه العلاقة، أو هي لاغية أساسا. هذه أول محصلة تلزم قارئ القاص والروائي رشاد أبو شاور، وهو يتقلب فوق تراب نصوصه السردية، منتقلا من عمل إلى عمل، ومحمولا بين أجواء ومحيطات كبيرة وصغيرة، لكن مغروسا في فضاء واحد، وإن غير موحد، أي متعدد ومتنوع، هو الأرض الفلسطينية، سواء الممتدة في تلادة التاريخ، الشاهدة على وجدان أمة وحَمِيّة وطن، أم الثانية، المنهوشة، جزءا، فالمغتصبة كُلاًّ بعد ذلك، قد انفصل الرحم منها عن أولادها، فيما انتقلت لتسكن لحم وحنين من رحلوا وطردوا منها، قد ترمّلت، وتغربت، واستوحشت، واستشهدت مرات.
أحب أن أعود اليوم إلى هذه الثنائية لتذكرها واسترجاع أهميتها التي تبدو كأنها خفتت في الرواية العربية، في نصوصها الأخيرة، أو ما هو محسوب عليها، حيث بات يسود التجريد والتعميم، وتتقلص الملامح والعلامات، ويتضاءل الوصف أقل منه يضمر التشخيص حدا يصيب الرواية بفقر الدم، قد تحولت عند بضع هواةٍ إلى نصوص مائعة، أو مستنسخات فجة.
نعتقد أنه لا يكفي الانطلاق من عنوان أو بيئة للزعم بجعل السرد متعينا في المكان، بل لا بد له من أن يتماهى مع أفراده وشخصياته، وأن يكون هذا لذاك لحمة وسَدَا، وشرط حصوله بعد الدراية والمهارة، لا غنى عنهما، عزّ رصدهما في مائع النصوص تلك ومتكلفها، إحساس يتعشّق هذه البيئة، فتتمثل فيها التضاريس والبنيات والمعالم البرانية، هي عنوان وإنسان معا.
هذا ما يجعل الكتابة، هنا، أكبر، وأجدر من معالجة تيمة، أو نقل رؤية عن واقع بالصيغة السردية، تصبح بمثابة شهادة مفعمة بشغف الوجود يتغذى من إيمان عميق بالأرض، وبوَطن الإنسان، قائما ومفقودا، مرسوماً بالمعاينة في شقيها التفصيلي والاشتمالي، ومحدوساً بذات متأملة، مستقرئة، تتمتع بفرادة تجديد نظرة العين، وبالتالي تكثير منظورات الرؤية. ففي الرواية الصحيحة فنيا حيث ينبني المكان بجميع ما يشترك في صنعه المتكامل بين جغرافيا وتاريخ وحضارة وثقافة وأحداث، في قلبها فعل إنساني متواتر ومتموج، حيث يتخلق الكائن المتشرّب بدوره لعناصر التكوين هذه، إضافة إلى خصوصيته الذاتية عندما يسبغها على محيطه، في حالي التجانس والمفارقة، القرب والبعد، بالاستيطان وبالطرد، أيضا.
عنينا من هذا وذاك ما يوليه النقد الروائي القارئ من اعتبار لقوة حضور المكان، الأرضية الصلبة بدونها لا قيام لسرد فني، وهو شأن متأصل في الرواية العالمية، منها النموذج العربي وإلا فأنظروا معنا صنيع شيخها نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة، وخلفه عبد الرحمن منيف في ملحمته 'مدن الملح' وجيل فيه عديد مواهب، بين مشرق ومغرب، يشغل منه رشاد أبو شاور موقعا مريحا ومتأصلا. نحب أن نزيد من هذه العناية بإعادة قراءة عملين لهذا الروائي، هما على تقدمهما الزمني نسبيا، يشفان عن إدراك ناضج بقدرة التزويج بين الوعي بالتفاعل الحي بين الإوالية الفضائية بوصفها محيطا شاملا، والإواليات الزمنية البشرية الواقعية والتخييلية، المتحركة ضمنه، المنتجة أخيرا للمتن السردي التخييلي. هذا الأخير الذي يتحرك بدوره في مدار أوسع منه، قد يعد للوهلة الأولى تيمة وطنية، أوَلا يتعلق الأمر بفلسطين، التي هي في كل كتابة بمثابة علامة أيقونية بمرجعياتها ودوالها، مبثوثة وقابلة للتوليد، لكن وضعها على صعيد التخييل ينقلها من واقعيتها المعطاة، تاريخيا وإيديولوجيا، إلى مستوى المحتمل، الخاضع لمبادئ التحويل والتذويت والاشتغال اللغوي الاستعاري، وهذه هي المعول عليها لا على أي مسبق مضموني أو شعارية ضاجة أو نفحة وجدانية، لإنتاج المعنى الروائي بواسطة الأدوات المخصوصة به.
فمن المتن الغني والمتنوع لأبي شاور، الحافل في الاتجاه الذي رسمنا، نختار للقراءة نصين ينسجمان في مقروئيتهما مع التأويل المستنتج منهما، ويسمحان بتوليد نظرة نقدية من منتوج أدبي صرف؛ نعني تحديدا ' العشاق' (1977دائرة الأعلام والثقافة م.ت.ف؛ نعتمد ط السادسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2004) يليها' شبابيك زينب'(دارالآداب، 1994) علما بأن روايات الكاتب، ومجاميعه القصصية الوفيرة، أيضا، غير المعتمدة، قلّ أن تنزاح في الغالب عن اشتغال منظوره، أداءاته الحكائية الفريدة والمتجددة من نص إلى آخر، تجدد العوالم بناء عالمه الروائي، حتى ولو ظهر أنها تتخذ تيمة واحدة، القضية الفلسطينية بمهيمناتها وأبعادها المختلفة، بين ماض وحاضر، وعلى امتدادها في صنع أفق المنفى المديد.
تعتمد رواية 'العشاق' أول شيء على دعم مقولة الجغرافيا الروائية، حيث يستطيع نص مفرد، قابل للتناسل، أن يصنع خريطته الخاصة به، يستعير بكل تأكيد خطوطها العامة من الخريطة الحقيقية، ليحوّرها فتنتقل إلى درجات من التحويل في الصور، والتوليد في الدلالة حسب محافل السرد ومقامات الخطاب. فمقام العشق، مثلا، لا يُعلى عليه في الخطاب الشعري الصوفي، يتوسل إليه بلغة وبلاغة مخصوصتين، إلا أنه إذا استعير للرواية، واستبطن سيرة شخصياتها، ومضمار اشتغالها، تحول وتحدد بما يعطيه صورة الظاهر والباطن، الواقع (= في جغرافيته الطبيعية، الطوبوغرافية) وما فوقه أو محتمله، مهماز الروائية، (= في خريطة تتولى الشخصيات رسمها حسب هواها ومنازعها الذاتية، وإن بقيت محكومة، في النهاية، وكيفما بلغ هوس العشق وشططه، بالشروط الخارجية (=الموضوعية السابقة عليها) وهذا بحكم أن الجنس الأدبي الذي تندرج فيه هو خطاب ذو طبيعة موضوعية، أو بالمصطلح الحديث ملزم بالتقيد بشعرية السردية، التي تخضع فيها مراتب التمثيل والتعبير لقوانين مختلفة عن جنس النظم، مهما بلغت في الانزياح والاختراقات المابينية للأجناس. من هنا نجد رشاد أبو شاور وهو صانع الجغرافيا الملائمة لتحركات عشاقه حريصا على إقامة أكبر قدر من التوازن بين إقامة الموضوع (= القضية) وإقامة الذات (= أشجانها) ـ وهما لا ينفصلان بتاتا، وأي فصل منا هو لغاية إجرائية بحت ـ وهو توازن مفتر ض فقط ما دام مقترنا بجغرافيا روائية.
في 'العشاق'تستهل الرواية بتقديم المكان، بوصفه الرُّكح الذي ستدور فوقه أحداثها والتعريف به من نواح مختلفة، وهو يأخذ عنوان 'مدينة القمر' وصفا لمدينة 'أريحا' الفلسطينية قبل أن تتعرض للاحتلال. اللافت أن هناك كاتبا ينضم إلى الروائي ـ هو ذاته ـ للقيام بالتعريف بالصيغ التاريخية، بدءا من الألف الثالث قبل الميلاد، وصولا إلى نكبة 1948، ومنها إلى عشية حرب 1967 أو نكستها، حسب التسمية. بين هذه المراحل الثلاث نحن مع مدينة عاشت العز والصمود وتناوبت عليها الأهوال، وابتلى الدهر ساكنيها باختبار الغزاة والنفي والتشرد، كما بمغالبة الأيام وغش الوطن والاستسلام لمكر الأجنبي أو التعامل معه، في مواجهة إرادة صابرة، يقينية البطولة، بالروح الوطنية الاستشهادية التي ستواجه الغاصبين وحلفاءهم من المتربصين. لتختصر جزءا وكلا في كونها:'بوابة فلسطين، منها دخل الغزاة، ومنا خرجوا. أرضها ارتوت بالدم، وامتلأت بأجساد الرجال الشجعان. ونسوتها ما زلن يرتدين الأسود. إنها مدينة الأساطير، والواقع الشرس كشمسها.'(ص32).
وإذا كان هذا هو الإطار العام، فإن أرض الرواية هي الفضاء الذي يحيا فيه أبطالها، شخصيتها، بتعدد منازعهم وسلوكهم، وهم جميعهم عشاق، كل على طريقته، بمن فيهم عتاة المجرمين أحيانا، وهذا فهم ذكي للبطولة، ونبذ لمثالية ساذجة لا تتعامل إلا مع الطهراني، وإلا هل هناك وطنية خالصة، بل أجملها ما يدخل في صراع، ويتشابك مع عاطفة الحب، كما في مسارالفاعلين هنا، وتناقضات حياتهم وسِيَرهم الصعبة، المتراوحة أغلبها بين'مخيم النويعمة' و'مخيم عين السلطان' حول أريحا، والسجن الذي يمتحن فيه أبناء المخيمين، ويديره الأوصياء على قضيتهم. هؤلاء والظلال المحيطة بهم، كل الساكنة الفاعلة، باعتبار تمثيلاتها متباينة المضامين والرموز، وبالمحكيات الكبرى والدنيا الواصفة لحياتهم في كونهم بالدرجة الأولى أبناء مخيمات، وأصحاب قضية، وبشرٌ من لحم ودم يحب، يفرح ويتعس، وبينهم من يخون: محمود المدرس، المناضل والمولع بندى المدرسة في تعليمية المخيم، يقابله أخوه المتيم بعوده والغناء لفلسطين، وحسن المقاتل، شبه المتهور، ومناط حب الجارة زينب، والأمّان اللتان ربطتا مصيرهما بمن قضى من الأزواج، وبحب صوفي للأرض عبر رعاية الأولاد، وآحاد يوسعون دائرة التمثيل للعلاقة الوطنية والوجدانية مع وطن يتوهج في قلوبهم ويكبر كلما مرحوا في طرقاته، وسهروا في ضوء قمر أريحا، ضوئه، نضم إليهم عطوة الذي لم ينسه كونه شرطيا انتماؤه الأصيل لأبناء شعبه، ولا أبو صالح، الذي بدأ مستخفا بشأن قومه، لكن ضميره الوطني اهتز دفاعا عن عقيدته، غيره، حيث نتعرف على عينات من رجال ونساء أريحا، ونسمع أصواتهم ونعيش معهم كأننا فيهم، نتذوق ونشم، نفرح قليلا، ونأسى كثيرا، هم عشاق، عشاق لمعشوقة، طبعا، وهذا هو الرهان الفني والإيديولوجي للكاتب، قصده أن تبئير البطولة في الأرض، وجعلها بؤرة العشق، ثانيا، وثالثا، وليس أخيرا، توحيد بطولتها بسِير وعشق المولودين فوقها، في الحل والترحال، في الإقامة وبعد التشرد والنفي، وكذلك هي سيرة فلسطين مع تاريخها وأبنائها، منذ الكنعانيين وإلى اليوم، ترى ماذا بعد اليوم؟
__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18-08-2015, 05:06 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

تابع

رواية رشاد أبو شاور: عِشقُ الأرض بدُرَْبَة السّرد ودرايته

أحمد المديني

في ' شبابيك زينب' لا تكاد الرؤية تختلف إلا باختلاف حجم النصوتبديه البساطة حدا يحول الرواية إلى مقام المحكي العادي جدا، تحسبه قابعا في كلنفس، منبثقا منها، وليس صنعة فنان في قلمه نبع فياض للسرد، وهو ما سنراه لاحقامفردا كخاصية لازمة لنص أبو شاور. هناك' أريحا' وهنا' نابلس'؛ شكيم (الكتف) تارة،لذا أكتاف النابلسيين عريضة، نيابولس (المدينة الجديدة) تارة أخرى، أو دمشقالصغيرة.(ص8). المدينة كنعانية، عمرها المعروف 9000سنة، وهي مدينة البركات، منهاالسامريون الذين يملكون في أسفارهم تاريخ الخليقة منذ بدء النشوء والتكوين(11)،مدينة العيون، ومدينة النار والياسمين والموسيقى والعود، وإذا كان هذا كله تمتدجذوره في التاريخ العريق، بما يسمح بالنظر إليه بعيون السحر والغرابة، لم لاأسطَرَتُه، فهو موضع مرتبط، شأن أريحا بأرض النبوات والمقدس، وفي الآن عينه هاكَه،كما يحرص المدخل الوصفي للعمل على تقديمه ضمن صورة الطبيعة،
وإن تلك التيتبقيها مجللة بسحر الغيب والنذور:'ارفع رأسك، فأنت في حضرة مدينة على جبلين يأخذانعينيك إلى الأعلى، تأخذ المدينة عينيك وتصعد بها بين الجبلين، عيبال وجرزيم (...) إن مدينة تلاتفع على جبلين، يرتفع واحدهما عيبال الشمالي 941 مترا. ويرتفع ثانيهماـ جرزيم الجبل الجنوبي، المقدس عند السومريين ـ أصغر طائفة في العالم ـ 881، لابدستبعث الرعشة في روحك، لأنك في حضرة جغرافيا وتاريخ وقداسة ومصائب كابدهاالنابلسيون عبر العصور.'(ص 7.). فماذا عن ناسها؟ إنهم ببساطة عنيدون، في هذه الصفةكل المعاني.
من بدء كل نص يفهمك أبو شاور أن المدينة الروائية، جغرافيتهاالطبيعية والبشرية والدرامية، لا تنهض على فراغ، يفعل ذلك بتدخل المؤرخ الذي يستشهدبالمعلومة الموثقة، يعلنها مباشرة دون ارتياب أو تردد، لا يبالي هل سينعت نصهبالتاريخي، وإن بدا مشوبا به، ولا الدعاوي، وإن احتج فيه وهتف، أحيانا، بلا تبجح،أي كتابة عن فلسطين، عن مكان ولدت فيه القداسة منذ بدء الديانات السماوية، وتزوجالتراجيديا حتى تماهى معها، فغدت له مرادفا لا يمكن إلا أن يمتح كل متعاط أدبيّ معهضرورةً من ضرعه التاريخي، ويسبح في دمائه المسفوحة، من تم هي طريقة الأداة لاالهدف، والجغرافيا الروائية المركبة هي عمدته. وبدلا من نابلس، نحن في ' مدينة برجالجوزاء'، ومما يشبه الأسطورة، تظــــل متشربة، نحن في شرقي المدينة في قرية بلاطة،وقرب المخيم الحامل للإسم نفسه والبشر القدامى، السّامريون، يرثهم رجال ونساء، ربماأشد صلابة وعنادا، أسماؤهم فدوى وزينب، عزالدين الأمين، الحاج فخري، صالح عكاوي،ناصر، الشاب مصطفى، الشيخ حسام وأم حسام، الحاجة راضية، وكل الأماكن والمواقع التيتتنقل فيها هذه الشخصيات، تفعل فعلها، وتتناوب على أدوار صنع الحدث والتأثيرالقادرين مع مؤثرات أخرى على تشكيل مدونة روائية متكاملة من كل ناحية، خاصة ما يقصدإليه كاتبها الذي ليس روائيا عاديا، وهو في الآن مناضل وصاحب شهادة .
نلتقي في 'شبابيك زينب' مع الخطاطة والعلاقات ذاتها، القائمة في 'عشاق'، وذلك في شكل أزواجومتقابلات تمثل الشيء ونقيضه، لخلق الصراع والتبادل، وللإسهام على المستوى اللغويوالتعبيري للشخصيات في نسج تعددية منتجة، تكسر وحدة الإيقاع وفرضية النمط إلى جانبأي هيمنة ممكنة للسارد: أريحا/ نابلس؛ مخيم النويعمة/ مخيم بلاطة؛ محمود/ ندى؛محمود/ زينب؛ أم حسن/ الحاجة راضية؛ حسن/ ناصر؛ الخال الإقطاعي/ الصحفي يوسف. تمثلكلها شخصيات تيمة المقاومة في مقابل أخرى ذاتية ورمزية صادمة، تمثل تيمة التقاعسأوالتذبذب أو العمالة العارية. تتضمن كلا التيمتين محمولا ثقافيا وإيديولوجيا هومرجعيتهما بلا شك، غير أن الروائي يبحث لهما عن التشخيص الحي الذي يمنحانهما قوةالتمثيل، بواسطته يعبر الخطاب، وإلا تهافت إلى هرج وشعارية وتبشيرية فجة يمكنلخطابات أخرى أن تتقاسمها، وتكون أجدر بوظيفتها. محذور يرافق دائما النصوص السرديةالمنافحة عن قضية، ويقترن عموما بما يسمى 'رواية الأطروحة' تشغل التيمة فيها موقعامركزيا. وبالنسبة لسرود اختصت وتختص بالحق الفلسطيني المغتصب، بل الأدب المرتبطبهذا الحق كله ـ وهو موضع نقاش وسجال طويلين ـ يصعب حقا كما في الأدب الملتزم عامة،فصل المقال بين مهمتي الفن والتوصيل، ولا الاتفاق نقديا على الإيقاع الضابط للتوازنبينهما.
حسبنا القول هنا، وفي حدود المتن المقروء، بأن لرشاد أبو شاور تنبّهاللمحذور المشار إليه، خاصة لنمطية التمثيل في الشخصيات الروائية، سواء بين مشاعرهاوبنيتها الاجتماعية، أو في طبيعة انخراطها بالسياق الموضوعي الذي يفرض عليها سلوكابعينه، هي نمطية معايَنة، متواترة في النصين المعنيين، لا يفلت منها أي نص سردي ذيصلة بالمكون الفلسطيني كيفما تناغمت منازعه الفنية ومزاعمه، والفرق بين النماذجالمؤسسة للمتن العام، ولكسر نمطياته ومستنسخاته المتراكمة، يوجد لدى الكاتب هناتحديدا في:
1
ــ تحويل الأرض إلى شخصية مركزية هي أم الشخصيات، حاضنتها، مناطصراعها على امتداد الفعل والتحولات روائيا، ونحت ملامحها تاريخيا وأسطوريا،ووجدانيا، ثم وشم جلدها بكل حوادث الدهر، فهي ذاكرة وحياة وجرح بلغاتها الخاصة ضمناللغة العامة؛ إن الأرض تتكلم هنا فلسطينيا بنبرتها واحتفاليتها، السرد الفني مؤهلأكثر من أي جنس غيره لتصعيده.
2
ــ تحويل هذا السرد، بالتبعية، إلى محفل واسعومتنوع بالمشاهد والصور واللقطات، إذ يتم بواسطتها رسم الصورة البانورامية للمجتمع،وهي نمطية، أيضا، فاحتفاليتها، كما يرصدها أبو شاور وحده، تضفي عليها ميسمالخصوصية، وبالتالي تفردها وهي تؤسسها أولا بأول. لنتذكر أن باختين اعتبر، انطلاقامن وصف رابلي، وسانده في ذلك دارسون آخرون، بأن النزعة الاحتفالية، وليسالفولكلورية، كما قد يتوهم البعض، من أهم مقومات المحكي الحديث.
3
ــ ثالثا، وهوأبرز وأنجع أدوات روائي 'عاشق'، اتخاذه لأسلوب سردي بالوسع القول اقتداره عليهوتميزه فيه دون أقرانه ومجايليه، وقلّ من يضاهيه فيه، نعني اعتماده ألوانا وتنويعاتفي الحكي، فيما تعلن عن دربة لدى صاحبها على إحكام السرد، تعلن تطويعه له وترويضهليصبح الفضاء وأهله وطباعهم وأشجانهم وأشياء بيئتهم، هذا كله وسواه مرويا، مبسطاومُبدّها، منبثقا من لسان الأرض الأم، على لسان أبنائها العاشقين لها، بسلاسةوطلاقة وتلقائية كالمجرى الذي يغتسل فيه ناس المخيم، والنكتة التي يصنعها الخلاليلة (أهل الخليل)عن أنفسهم، والأغنية الشعبية والمثل السائر، والظُّرف المحلي،والنادرة، مع عناصر أخرى لا تنتمي ضرورة إلى البنية السردية بقدر ما تنوب عنوظيفتها.
فإن نحن أضفنا إلى الخصائص الثلاث المذكورة ما أكدناه من كون الأرضتحوز قيمة مركزية في هذا العمل بوصفها تتجلى جغرافيا روائية ناهضة على جغرافياطبيعية وتاريخية ووجدانية، منها تتغذى، وجدنا عندئذ أننا إزاء نصوص تتضاعف في شكلتركيب يحتاج في كل مرة أن يُستقرأ ويكتشف في شكل إعادة رسم ورصد بأدوات التلقيالنقدية المختلفة، وهو ما لا يتأتى إلا مع التجارب الأدبية القمينة بالتسمية، تجربةأبو شاور الروائية في قلبها. هي بالإضافة إلى ما سبق تجربة تبين لمن يتواصلون معالعمل الأدبي بأنه وهو يقتضي باعه الفني اللازم يحتاج قبل ذلك إلى إيمان مخلصبقصديته وقضيته، وهنا تتلازم الصنعة مع القضية في تناغم حميم يذكرنا بأهمية الأدبفي الدفاع عن حق الإنسان الدائم في كل ما يصون كينونته وكرامته، بينما يتهافتالكلام في أيامنا مسفا ويتساقط أصحابه سقوطا مريعا.
القدس العربي 21/12/2008
__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18-08-2015, 05:06 PM
! إنسان والقلم ! إنسان والقلم غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
مكان الإقامة: بين طيات الاوراق ، وفي الغربة أسيح
الجنس :
المشاركات: 399
افتراضي رد: أفضل مئة رواية عربية - سر الروعة فيها

رشاد أبو شاور
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


رشاد محمود أبو شاور هو قاص وروائي فلسطيني من مواليد عام 1942 في قرية ذكرين قضاء الخليل, فلسطين.
انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية واستلم عدة مناصب في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. عمل نائباً لرئيس تحرير مجلة الكاتب الفلسطيني الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين في بيروت.
عضو في جمعية القصة والرواية.


من مؤلفاته:
  • ذكرى الأيام الماضية - قصص - بيروت 1970.
  • أيام الحرب والموت- رواية - بيروت 1973.
  • بيت أخضر ذو سقف قرميدي- قصص- بغداد 1974.
  • البكاء على صدر الحبيب- رواية - بيروت 1974.
  • مهر البراري - قصص - بيروت 1974.
  • الأشجار لا تنمو على الدفاتر- قصص - بيروت 1975.
  • العشاق - رواية - بيروت 1978.
  • عطر الياسمين - قصص للأطفال- بيروت 1978.
  • أرض العسل - قصة للفتيان - بيروت 1979.
  • آه يا بيروت - مقالات - دمشق 1983.
  • الرب لم يسترح في اليوم السابع - رواية 1986.
  • الموت غناءا
  • كما صدر له مجلد الأعمال القصصية عام 1999 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر
==

الروائي الفلسطيني رشاد ابو شاور

بقلم شاكر فريد حسن
2011-01-08

رشاد ابو شاور كاتب وقاص وروائي فلسطيني بارز .ولد سنة 1942في قرية ذكرين ـ قضاء الخليل وأقام في عام النكبة في منطقة "جورة بحلص" ثم انتقل مع افراد عائلته الى بيت لحم، وعاش في مخيم الدهيشة وبعدها في اريحا، وفي عام 1957 لجأ والده مع عشرات الوطنيين الى سوريا ولحقه رشاد عام 1958 وأقام في دمشق ، وهناك بدأت رحلته مع الادب والثقافة والسياسة حيث بدأ يكتب قصصاً قصيرة ، وكانت قصته الاولى عن مجزرة دير ياسين ، ثم طور ادواته الفنية واسلوبه الكتابي ، فكتب عن الانسان الفلسطيني المشرد والمقاتل من أجل وطن وهوية، واتسمت قصصه بالغموض احياناً والاحساس بالنفي والاغتراب والبحث عن الذات الفلسطينية.

وكانت القصة الاولى التي نشرها رشاد بعنوان "احذية الآخرين" في صحيفة "الجهاد" الصادرة آنذاك في القدس .

وفي سنة 1965عاد مع ابيه الى اريحا، وحين حدثت نكسة حزيران 1967 غادرها الى عمان، وفيها بدأت مسيرته الحقيقية مع القص الروائي والفكر السياسي، وظهرت قصصه في"الآداب" اللبنانية ، وأصدر مجموعة من الروايات والقصص نذكر منها : "ذكرى الأيام الماضية "و"ايام الحب والموت" و"بيت اخضر ذو سقف قرميدي" و"البكاء على صدر الحبيب" و"مهر البراري"و"الاشجار لا تنمو على الدفاتر"و"العشاق"و"عطر الياسمين"و"الرب لم يسترح في اليوم السابع" وغير ذلك.

عاش رشاد ابو شاور حصار بيروت ، ومعارك الصمود والتحدي، دفاعاً عن مستقبل وحياة شعبه وفي مواجهة الغزو الامبريالي ـ الصهيوني ، وشارك في الكتابة وتحرير واصدار نشرة "المعركة" التعبوية ، ومن ابرز كتاباته التسجيلية فيها نصوصه الجميلة "محمد عويس، ازهار الفاكهاني، الشهداء ، هنا بيروت" ، ومما كتبه في وصف بيروت:
هنا بيروت ، البحر، بحر يافا، بحر غزة
هنا بيروت، الرمل المعبأ في اكياس تقاتل
هنا بيروت الغناء الشجاع ، الدافئ
هنا بيروت الشعر الناهض حتى السماء
هنا بيروت الاحلام الأعلى من الأقمار الصناعية
هنا بيروت الكرامة التي نحميها بالد
والحرية التي نحميها بالدم
هنا بيروت فلسطين ، بيروت العرب،بيروت امامكم، ام محمد ، بيروت خبزها الساخن، وشايها الساخنوكلامها الذي يقطر عسلاً
هنا يبدأ الزمان، زمان الذين يكتبون بدمهم امجاداً لا تعرفها العواصم النائمة،العواصم الكرتون.

وتنقل رشاد بين مطارات العواصم العربية فعاش فترة في بغداد الرشيد، واستقر في عمان حيث يمارس الكتابة وينشر المقالات المنوعة في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية.

وفي مجمل اعماله الروائية والقصصية يحكي رشاد ابو شاور قصة نضال الشعب الفلسطيني من اجل نيل الحرية والاستقلال، ويصف الإباء والعزة والمقاومة الفلسطينية الباسلة.

وما يشد القارئ في مقالاته هو موقفه السياسي الواضح من اتفاقات اوسلو،وتمسكه بالهوية الكنعانية، ورفضه التام لكل المشاريع التصفوية التي تستهدف القضية الفلسطينية ، اما في قصصه ورواياته فيشدنا التساوق والتلاحم والرصانة والصدق والقدرة على استشفاف وملامسة الواقع واستلهامه له.

وخلاصة الحديث ان رشاد ابو شاور يمثل وجهاً بارزاً من وجوه الثقافة الفلسطينية المعاصرة الملتزمة والنظيفة الرافضة ،التي تواصل العطاء بهمة لا تكل، وهو بارع في الوصف التفصيلي لمعاناة شعبه من القهر والظلم والم الغربة وكفاحه من اجل الكرامة والحرية.

__________________





قمة آلحزن !
عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص ..
كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ !
عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب
[ گبير لہ
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 200.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 194.74 كيلو بايت... تم توفير 5.96 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]