أكره أمي أكرههااااا

[الفراشة المتألقة]

بهذه العبارة بدأت حديثها معي.
هي صديقة من الصديقات معي في أغلب المحاضرات الجامعية ، أراها يوميا حزينة ، كلما نظرت لها رأيتها بعينين ذابلتين دامعتين ، حزنت لحالها ولكن لضيق وقت فراغي -فمحاضراتي متصلة - قررت اليوم أن أتصل بها وأهاتفها ، لعلني أخفف عنها حزنها وأعينها
سألتها:
مالو القمر كل يوم أشوفه زعلان وحزين؟

ربما قد كانت تنتظر سؤالا كسؤالي لتحكي ما بداخلها

قالت بصوت هو أقرب إلى البكاء:
أمي أكرهها يا لجين ، مابقي لها ذرة حب في قلبي هاد لو كان لها حب أصلا

قلت لها: هوني عليكِ وقولي لي كل شي بقلبك .. أنا أسمعك

بدأت حديثها تقول:
- أسمع وأقرأ أن الأمهات تضم أطفالها وتقبلهم لكن مافي يوم أمي عملتها معنا ، لما أطلبها ماما ادعيلي/ تقول مو لازم تسمعي الدعاء قلبي يدعيلك خلص.
- أمي طوال اليوم ضرب وسب (لأنك حمارة ما تفهمي ، يا هبلة ، الحميرة فيك متأصلة) وبس يرن جوالها نسمع منها يا حياتي ويا قلبي ويا عيوني (طبعا مو لبابا) أفرح لما تكون نايمة ، نكون مرتاحين منها ، تصحى بعد المغرب يوميا و يبدأ دوامنا مع همها .
- من سوء لسان أمي صارت أختي الصغيرة - أولى ابتدائي- بذيئة اللسان ، 24 ساعة تسمعي منها يا كلبة يا حمارة يازفتة يا هبلة ، مازلت أجاهد معها لتترك هذه العادة التي تعلمها من أمها .

- ما تساعدنا ، ولا تدري عنا بس شاطرة تحاسبنا
أنا لأني الكبيرة مسؤولة أذاكر لنفسي + أذاكر لأختي + أهتم بأختي الصغيرة .
أرجع من الجامعة أجهز الغدى وإذا انا رح أتأخر الشغالة تجهزوا لأخواتي وينامو للعصر ، بعد العصر بابا يصحينا وأجلس أذاكر لأختي الوسطى وأهتم بأختي الصغيرة .

ماما في العمل للعصر ترجع تتغدى وتنام للمغرب تصحى بعد المغرب ع التلفون واشوي تذاكر لأختي الصغيرة -أولى إبتدائي- وتجهزلها العشا وتحممها وتنومها طبعا كل هاد بالصراخ و السب .

الفصل الماضي أختي الوسطى جابت نسبة 95% ماشاء الله ، اللي اسمها ماما لما شافت علامتها 4 أيام وهي كل شوي تقول لأختي لأنك هبلة لأنك ما تفهمي لأنك حمارة ...

أنا من أول ما دخلت الجامعة ما سألت عني ولا تعرف عن درجاتي ولا تعرف متى خارجة للجامعة ولا متى راجعة ، لو أحد سألها بنتك بأي سنة في الجامعة ما تعرف تجاوب ، والله ثم والله لو مو تربية معلماتي لي أيام المدرسة لكنت الآن مع البنات الشاذات ، مع الشباب صباح ليل ، التلفون في يدي والجوال في يدي والنت في يدي ومفتاح البيت في يدي ولا أحد عارف فين رايحة ولا متى رايحة أخرج للجامعة مع السواق لو ما إني أخاف الله لكنت زانية من زمان.

أهم شيء عندها إننا آكلين/شاربين / لابسين ملابس / مو مرضانين ... خلص
أي شي تاني مو مهم.

آخر شيء والي قاهرني ، الست ماما ما بتكلمني - مقاطعتني- من 3 شهور للآن ، أنا والجدار واحد ، أخواتي طبعا معي لأني أنا الي بهتم فيهم وأحل مشاكلهم ، صايرة تضغط عليهم إنهم هم كمان يقاطعوني ولا يكلموني ، مما أدى إلى إنه أخواتي يقربوا مني أكتر

سبب مقاطعتها لي التالي:
من فترة توفيت خالتي ، ومن بعد وفاتها - الله يرحمها - صار اهتمام ستي ببناتها أكبر وإهمال لي أكبر وأكبر ، مع العلم : البنت الأولى بعمري 21 ، أنا أكبر منها بـ3 شهور فقط ، والأخرى أصغر مني بسنتين .
ما أعطيت الأمر إهتمام وقلت لنفسي: هي تريد تعويضهم النقص مو أكتر ، ما يحتاج أزعل نفسي .
ومرت الأيام ، وأنا أحارب مشاعري كي يظل قلبي أبيض خالٍ من الكره
أنا أقرب شخص لبنات خالتي ، رغم ذلك المعاملة السيئة هي الواصلة لي.

المصيبة التي تكاد تقتلني بنات خالتي يعاملونها بكل جفاء وهي تموت فيهم ، وأنا أضغط على نفسي وأعاملها بكل طيبة إحتراما وتقديرا لعمرها الكبير وأجد منها كل سوء !!

المهم
نحن كل يوم أربعا بنكون عند ستي ، في الأربعا قبل 3 شهور من اليوم ، واحد من أخوالي اشترالها طاولة طعام + دولاب
كانت ستي بدها تعرف رأينا ، أي الأماكن تضعهم فيها
في نفس الوقت كنت أنا وبنات خالتي وأخواتي بالغرفة الأخرى نحكي لبعض أحداث الأسبوع ، وسمعنا ستي نادت على بنت خالتي الي بعمري ، راحت لها ونحن كملنا حكايات.
بعد فترة نادت علي ماما وقالت : ليش ما جاوبتي ستك لما نادت عليكِ انت وبنت خالتك؟
قلت لها هي نادت على بنت خالتي بس ، أنا لا ، قالت : بلى أنا سمعتها نادت عليكِ وانت ما رديتِ
انقهرت كتير ، رحت الغرفة وسألتهم ستي نادت علي ول بس مريم؟ قالو كلنا سمعنا نادت مريم.
سكتت ماما ، بس رجعنا البيت صارت تصرخ علي انت ما تستحي ، انت مو مأدبة ، اللي ما يحترم أمي ما أعرفو ... ومن يومها مقاطعتني

أنا مقهورة من تصرفها ، المفروض أنا أزعل لأنهم بيفضلو مريم علي بدون أي سبب ، مش هي تزعل مني

الآن ما بيني أنا وأمي غير لما تدخل من دوامها أروح وأبوس يدها لليوم التاني لما ترجع أبوس يدها وهكذا ، أنا عملت أخواتي لما ماما أو بابا يكونو خارج البيت ويدخلو نسلم عليهم كلنا ، ما بصير إني ما أسلم لأنه أخواتي رح يعملو متلي.

ليها 4 أيام لما أروح أسلم عليها تسحب يدها ، نفسي أقول لها : ما تريدي أسلم عليك ريحتيني ، ما رح أسلم ... أكرهها يا لجين أكرررههااااااااااا

وبعدها بقيت تبكي وأنا أخفف عنها

بأي شيء تنصحون هذه الفتاة ، فوالله إنها لطيبة خيّرة بشهادة الكثير ، وأخشى عليها من أن تتحول إلى ما لا يحمد عقباه