|
ملتقى الملل والنحل ملتقى يختص بعرض ما يحمل الآخرين من افكار ومعتقدات مخالفة للاسلام والنهج القويم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() طعنـهم في العلم ·والعلم عندهم مشغلة لا توصل إلى المطلوب ذلك أنهم يحصلون العلوم الجمة في ساعات وليس كأحمد والشافعي وأبي حنيفة الذين استغرق طلبهم للعلم عشرات السنين. ·وقد أكدت كتب النقشبندية هذه الحقيقة فحكوا عن أبي يزيد قوله الموجه لأهل الحديث وطلبة العلم « أخذتم علمكم ميتا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت»([1]). وحكى القشيري عن أبي بكر الوراق قوله « آفة المريد ثلاث: التزوج وكتابة الحديث والأسفار» وذكر أن أحد الصوفية سئل عن سوء أدب الفقير - أي الصوفي - فقال « انحطاطه من الحقيقة إلى العلم»([2]). وهل الأموات الذين أخذ عنهم أهل الحديث إلا تابعون أخذوا عن الصحابة وأخذ الصحابة عن رسول الله الذي اشترط الله لطالب الهداية اتباعه فقال )وان تطيعوه تهتدوا(؟ ·قالوا « فلا سبيل للوصول إلى الله تعالى ولا يقدر أن يتوجه إليه إلا بواسطة الشيخ بل هو أقرب الطرق للوصول إلى الله: والتقرب إلى الله يكون بمشهده ومسجده وبلدته وعصاه وسوطه ونعله. وهذا موجب للقرب إلى الله ومقتض للشفاعة([3]). ·وهذا عودة إلى المبدأ الجاهلي القديم أن القربى إلى الله لا تحصل إلا بوسيط قال تعالى )والذين اتخذوا من دونه أولياء: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى( وركوب لسنن من كان قبلنا كالنصارى القائلين: المسيح هو الطريق إلى الله لا أحد يمكنه الذهاب إلى الله الأب إلا به([4]). ·وتسمية هذا الوسيط شيخا تعمية وتمويه فان تعليمه للمريد يمكن أن يكون في دقائق فقد حكوا بأن الوصول عندهم يكون بطريق الجذبة (الدفعة) يدفع الشيخ بها المريد فيصل إلى أقصى المعارف وتزول بها العلقة المظلمة في القلب كتلك التي أخرجها جبريل من قلب النبيصلى الله عليه وسلم([5]) ·والإسلام لا يعرف شيخا لا يعلم بل يكون صورة لوضع صورته في خيال السالك إلى الله! حسبما تدعو إليه النقشبندية بشدة وتدعي أنه من غير وضع صورة الشيخ في مخيلة السالك إلى الله لا يتم الوصول إلى الله ولا يمكن تحصيل المقامات العلا. ·وقد اعترض على وجوب وضع صورة الشيخ في مخيلة المريد بأنهم لا يمكنهم أن يأمروا المريد بوضع صورة الشيخ في مخيلة المريد إذا كان داخلا في الصلاة. فما الذي يجعل هذا التخيل حراما في الصلاة حلالا في غيرها. وما الداعي إلى رابطة بالله عز وجل غير رابطة الصلاة. شاه نقشبند يحيي ويميت وكان يكفي الشيخ بهاء نقشبند أن يقول للرجل « مت» فيموت. ثم يقول له «قم حي» فيعود إلى الحياة مرة أخرى. وذكر قصة طويلة في ذلك وأنه القي إليه أن يقول لصاحبه مت فمات ثم القي إليه أن يقول له عش فأخذت تسري به الحياة شيئا فشيئا ثم عاد إلى الحياة([6]). وقد اعترف السرهندي أن مريدي الطريقة يقولون « الشيخ يحيي ويميت، وأن الإحياء والإماتة من لوازم مقام المشيخة([7]). ويذكر محمد الكردي في تنوير القلوب أن إمداد الشيخ شاه نقشبند لأصحابه حاصل لهم في حياته وبعد موته فلا فرق بين حياته وموته في إمداد أصحابه بكل شيء ودليله قوله تعالى }أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم{([8]). وكان شاه نقشبند يتمثل هو وكل نقشبندي بأقوال الحلاج ومنها هذا البيت : كفرت بدين الله والكفر واجب لدي وعند المسلمين قبيح([9]) هذا البيت الشعري مشهور ومتداول في كتب النقشبنديين، كيف يكون فيه شيء من الإيمان من يستحسن نقل هذا الشعر الكفري من الحلاج الذي شهد علماء الأمة أجمعهم بكفره؟!! وسلم أحد الناس عليه فلم يرد عليه السلام ثم اعتذر إليه بعد ذلك بأنه كان مشغولا بسماع كلام الله([10]). وسئل عن الأدب فقال: « الأدب ترك الأدب».([11]) أحمد الفاروقي السرهندي لقد بلغ هذا الرجل من التواضع أن فضل النصارى والكفار عامة عليه فزعم أن كفار الإفرنج أفضل منه لأن في الكافر نورانية بسبب امتزاج عالم الأمر فيه بعالم الخلق([12]). مع أنه فضل نفسه على أبي بكر الصديق وزعم أنه بلغ في العروج مرتبة ارتفع فيها فوق مقام أبي بكر والخلفاء الثلاثة الآخرين. وأن بعض النقشبنديين يجد نفسه أثناء العروج في مقام الأنبياء أنه عرج إلى ما فوق مقام الأنبياء([13]). وكان يقول « كثير ما كان يعرج بي فوق العرش وأرتفع فوقه بمقدار ما بين مركز الأرض وبينه، ورأيت مقام الإمام شاه نقشبند ... قال «واعلم أني كلما أريد العروج يتيسر لي([14])». ويدعي الكشف من الله مع أنه يأتي بما يؤكد أن الكشف من الشيطان فيحتج بأحاديث موضوعة لا أصل لها كحديث « أكرموا عمتكم النخلة»([15]). وينقل عن بعض الموسوسين « ما لم يصل أحدكم إلى حد الجنون لا يصل إلى الإسلام»([16]). إلا صدق الشافعي حين قال « لو أن رجلا تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمقا، وما لزم أحد الصوفية فعاد إليه عقله أبدا»([17]). وزعم أنه التقى بالخضر والياس عليهما السلام وسألهما: أنتم تصلون على المذهب الشافعي فأجاباه بأنهما ليسا مكلفين بالشرائع ولكنهما يصليان على المذهب الشافعي وراء حضرة القطب لكونه شافعي المذهب، ولكن: كمالات الولاية موافقة للمذهب الشافعي بينما كمالات النبوة موافقة لمذهب أبي حنفية. ثم نقل عن محمد بارسا (نقشبندي كبير) أن المسيح عيسى عليه السلام إذا نزل آخر الزمان سيعمل بمذهب أبي حنيفة([18]). هل يحب رسول الله علم الكلام؟ وبينما يحذر محمد الخاني في البهجة السنية من علم الكلام قائلا « وإياك وتقليد أهل الكلام فانهم ملعبة الشيطان، يدعي أحمد السرهندي الفاروقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشره « بأنك من المجتهدين في علم الكلام»([19]). وزعم أن الله ألقى إليه قائلا « إني قد غفرت لك ولمن توسل بك إلي بواسطة أو بغير واسطة إلى يوم القيامة. وقال « أريت الكعبة المطهرة تطوف بي تشريفا منه تعالى وتكريما لي»([20]). ولا يخلو كتاب صوفي من ذكر طواف الكعبة حول الأولياء، ومن عقيدة أهل السنة عند الكوثري جواز ذلك([21]). وأن الله تعالى أعطاه التصرف حتى لو أنه توجه إلى خشبة يابسة لاخضرت وأنه نظر مرة إلى السماء وهي تمطر فقال لها: أقلعي إلى وقت كذا. فحبس المطر إلى ذلك الوقت. ([1]) المواهب السرمدية 49 الأنوار القدسية 99 طبقات الشعراني 1/5 الفتوحات المكية 1/365 تلبيس ابليس 344 الرحمة الهابطة 309. ([2]) الرسالة القشيرية 92 و126. ([3]) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان 26 (حسب الترقيم الخطأ 36) المواهب السرمدية 170 الأنوار القدسية 167. ([4]) يوحنا 14: 6. ([5]) نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان 74. ([6]) المواهب السرمدية 133-134، الأنوار القدسية 137 الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية 137، جامع كرامات الأولياء 1/146-147. ([7]) المكتوبات الربانية للسرهندي 349. ([8]) تنوير القلوب 500. ([9]) الأنوار القدسية 134 الحدائق الوردية 134 واحتج ببيت الشعر مرة ثانية ص 213 واحتج به السرهندي في مكتوباته (ص 282). ([10]) المواهب السرمدية 130. الأنوار القدسية 135 .. ([11]) المواهب السرمدية 126 الأنوار القدسية 133. ([12]) مكتوبات الامام الرباني السرهندي صفحات 17 و200. ([13]) مكتوبات الامام الرباني 176. ([14]) المواهب السرمدية 184 الأنوار القدسية 182 قال وكانت الكعبة تطوف به تشريفا له ╗المواهب السرمدية 185 البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية 80 الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية180 س. ([15]) مكتوبات الامام الرباني 142 وانظر حول تفضيل نفسه على أبي بكر ص 17. ([16]) مكتوبات الامام الرباني 144. ([17]) تلبيس ابليس لابن الجوزي ص 371. ([18]) مكتوبات الامام الرباني ص 305 المكتوب رقم 282. ([19]) قارن بين البهجة السنية 14 وبين الحدائق الوردية 181. ([20]) المواهب السرمدية 185. ([21]) ارغام المريد شرح نظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية 51. وأن روحانية علي بن أبي طالب جاءته وقال له سيدنا علي: إني بعثت إليك لأعلمك علم السموات. فجمعه بروحانية أبي حنيفة والشافعي وبجميع أساتذتهم فأفاضوا عليه من بركاتهم حتى استغرق في أنوارهم([1]). ([1]) الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية 182.
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
![]() وأن روحانية علي بن أبي طالب جاءته وقال له سيدنا علي: إني بعثت إليك لأعلمك علم السموات. فجمعه بروحانية أبي حنيفة والشافعي وبجميع أساتذتهم فأفاضوا عليه من بركاتهم حتى استغرق في أنوارهم([1]). ([1]) الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية 182. من الحيوانات شيوخ الطريقة وحتى الحيوانات فان منها من وصل إلى درجة الولاية الكاملة واعتبر عند الطريقة النقشبندية من شيوخ الطريقة، قال محمد بن عبد الخاني النقشبندي « وأما الحيوانات فلنا منهم شيوخ: ومن شيوخنا الذين اعتمدت عليهم: الفرس، فإن عبادته عجيبة، والبازي والهرة والكلب والفهد والنحلة وغيرهم: فما قدرت أن أتصف بعبادتهم على حد ما هم عليها فيها»([1]). زعمهم أن الله يتشكل بأشكال الحيوانات حكى صاحب الرشحات أن الشيخ بهاء الدين عمر كان يركب فرسا أبيض في كل الأوقات فسئل عن ذلك فأجاب بأن اختياره للفرس الأبيض لأن بعض التجليات الصورية مشهودا له كذلك. فمثلا وقع التجلي الصوري لموسى في شكل شجرة بالوادي المقدس ووقع التجلي الصوري لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في صورة شاب مخطط الوجه، وقال الشيخ محي الدين ابن عربي: رأيت ربي على صورة الفرس. قال: وهكذا فالسالكون يرون الحق سبحانه بالتجليات الصورية، حتى انه يتجلى في جميع صور الاشياء من معادن ونباتات وحيوانات وإنسان... وغاية التجلي الصوري وأفضله أن يتجلى الله للسالك في صورة صاحب التجلي... ومنشأ هذا الظهور قول القائل: سبحاني وأنا الحق، وما في الجبة إلا الله، وهل في الدارين غيري، وأمثال ذلك من أدلة حصول التجلي([2]). ويحكي النقشبنديون قصة متواترة بينهم عن بدايات سلوك محمد بهاء الدين نقشبند طريق التصوف فذكروا أن شيخه أمره أن يشتغل بخدمة الكلاب ومداواتهم قال « فنهضت بأعباء هذه الخدمة سبع سنين. حتى كنت إذا لاقاني في الطريق كلب وقفت حتى يمرّ هو أولا، ثم بعد ذلك أمرني أن أشتغل بخدمة كلاب هذه الحضرة بالصدق والخضوعوأطلب منهم الإمداد. وقال: إنك ستصل إلى كلب منهم تنال بخدمته سعادة عظيمة. فاغتنمت نعمة هذه الخدمة ولم ال جهدا بأدائها حسب إشارته. حتى وصلت مرة إلى كلب، فحصل لي من لقائه أعظم حال فوقفت بين يديه واستولى عليّ بكاء شديد فاستلقى [الكلب] في الحال على ظهره ورفع قوائمه الأربع نحو السماء فسمعت له صوتا حزينا وتأوها وحنينا فرفعت يدي وجعلت أقول آمين حتى سكت وانقلب... ووجدت حرباء فخطر لي أن أطلب منها الشفاعة فاستلقت على ظهرها وتوجهت إلى السماء ([3])، وأنا أقول آمين» ([4]). وهذه القصة ما زالت متداولة ومتناقلة بين النقشبنديين في مجالسهم، ولم تعد شيئا منسيا. فقد احتج بها أحد مشايخ النقشبنديين في لبنان في محاضرة له مسجلة بصوته. وهو المسمى رجب ديب. أقوال صريحة في الكفر ومن الكفر الصريح ما حكاه صاحب الرشحات قال « جاء مولانا - سعد الدين - يوما حجرتي ورأى مصحفا في الرف: فقال ما هذا الكتاب؟ فقلت: هو مصحف. قال: ان ذلك من علامة البطالة فان تلاوة القرآن وظيفة المتوسطين. والصلاة شغل المنتهين وأهم المهمات للمبتدئين: الاشتغال بالنفي والإثبات وترك الأهم، والاشتغال بغيره بطالة كمن يقرأ الفاتحة في القعود زعما منه أنها أم القرآن»([5]). وقال صاحب الرشحات « قال مولانا - سعد الدين - كان لي أب يمشي في الماء ويضع قدمه على الهواء ولكن لم يكن له رائحة من التوحيد. وحضر مرة مجلسه كثير من الأكابر والعلماء فقال الشيخ: إن الله سبحانه ليس بعالم للغيب، فانفجع أكثر الحاضرين من هذا الكلام وارتعدت فرائصهم حتى تغطى البعض بثوبه من الخوف لكونه خلاف نص التنزيل «بحسب الظاهر»([6]). وقد أقر السرهندي أن قائل هذا الكلام هو عبد الكريم اليمني وابن عربي([7]). يتحدثون عن موت الرب وسئل شيخهم «مولانا» عبد الرحمن الجامي عن تعبير رؤيا رآها أحدهم وهي أنه رأى في المنام أن الله سبحانه قد مات فما يكون تعبيره؟ فقال: يحتمل أن يكون زال من قلب صاحب هذا المنام وانعدم شيء من أهوائه بموجب قوله تعالى ) أفرأيت من اتخذ إلهه هواه(([8]). الرب عندهم يصلـــي!!! ومن مراتب ومقامات الولاية عند النقشبندية مرتبة: حقيقة الصلاة. وهي مرتبة عالية جدا. قالوا « ولعل فيما ورد في قصة المعراج « قف يا محمد فإن الله يصلي» إيماء إلى حقيقة هذه المرتبة» ثم انتهى إلى أن الله « في الحقيقة هو العابد والمعبود»([9]). وهذا تصريح بموافقة ابن عربي في قوله: الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف ولقد قال أحد النقشبنديين في لبنان (أحمد بدر الدين حسون) في خطبة له مسجلة عن الإسراء والمعراج فذكر هذه العبارة أن الله يصلي ثم قال ╗ فيا تارك الصلاة، إلا تتشبه بربك؟ إلا تقتدي بربك؟ إن ربك يصلي وأنت لا تصلي؟س. فها قد زعم النقشبنديون أن الله يصلي فماذا تنتظرون يا مسلمين بعد ذلك. هذه مقولة شنيعة لم يقل بمثلها الكفرة ولا المجوس. وأن الله هو العابد وهو المعبود. ([1]) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص 6 لمحمد بن عبد الله الخاني. ([2]) رشحات عين الحياة 133-134. وكتاب الرشحات معتمد عند سادة الطريقة النقشبندية ولكن أكثر عوامهم لا يعلمون. فقد احتج به السرهندي الفاروقي النقشبندي والكوثري والخاني[2] واستحسنه واحتج به خالد البغدادي في رسالة في تحقيق الرابطة (ص 3) في حين أن هذا الكتاب مليء بكفر ظاهر لا يقبله مسلم ومع ذلك فان النقشبنديين يثنون عليه ويحتجون به. وانظر البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية ص 48 لمحمد بن عبد الله الخاني، وانظر كتاب ارغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية 60 مكتوبات الامام الرباني ص 13 و198 الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة لحسين الدوسري ط: دار الكتب العلمية بهامش مكتوبات السرهندي ص 27 و106. كل هذه كتب نقشبندية معتمدة ومعروفة عند القوم وهي التي كانت تحيل الى هذا الكتاب وتمدح مؤلفه من غير أن تعترض على شيء فيه. ([3]) لو كان الكلب والحرباء على المذهب الأشعري لما توجها الى السماء. ([4]) المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية لمحمد أمين الكردي 118 -119 الأنوار القدسية في مناقب النقشبندية 130 لعبد المجيد الخاني جمع ابراهيم السنهوتي. الحدائق الوردية في حقائق أجلا النقشبندية 130 البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية 73. ([5]) رشحات عين الحياة 148. ([6]) رشحات عين الحياة 153. ([7]) مكتوبات الامام الرباني ص 106 المكتوب المائة. ([8]) رشحات عين الحياة 197. ([9]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار ص 83 لمحمد معصوم العمري النقشبندي.
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
![]() ونقل السرهندي أن السلطان محمود الغزنوي أرسل إلى أبي الحسن الخرقاني النقشبندي يذكره بطاعة أولي الأمر فلما قرأ عليه }وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم{ قال إني مشغول بطاعة الله بحيث لم أفرغ بعد لطاعة رسول الله»([1]). الجامي يصرح: لا مبدأ ولا معاد قال السرهندي « ورأيت جماعة من المريدين يستشهد بشعر مولانا عبد الرحمن الجامي قدس الله سره: ما مبدأ ولا معاد صاح إلا وحدةما نحن في ذا البين إلا كثرة موهومة([2]) مقام الجهل بالله أما ثمرة وغاية الذكر عندهم حصول الجهل بالله والانتهاء إلى التصريح بأنهم يذكرون من لا يعرفون. قال «مولانا» علاء الدين « سألني الشيخ عبيد الله أحرار عن الذكر قلت: لا اله إلا الله. قال: ما هذا ذكر: هذا عبارة. قلت: فما هو عندك؟ قال: أن تعرف بأنك لا تقدر أن تعرفه. ثم قال: ينبغي - على السالك - أن يقبل ويتوجه إلى الجهل وأن ينوي الصلاة هكذا: أعبد الله الذي لا أعرفه: الله أكبر»([3]). كـفــر آخـــر وأعظم من ذلك ما حكاه صاحب الرشحات أن الشيخ الجامي النقشبندي سال أحد مريديه « ما يقول شيخكم حين يغضب عليكم؟ قال: يقول: إذا حضرتم عندي تكونون على حذر مني وإذا خرجتم من عندي تنسون الله ولا تعرفونه أبدا! قال الشيخ: فما تقولون له حينئذ؟ قال: نسكت ولا نرد شيئا. قال الشيخ: يا عجبا ليست عندكم همة. ينبغي لكم أن تقولوا: نحن لا نعرف الله بل نعرفك أنت». وقال لهم مرة « كان الله ولم نكن نحن. ويكون الله ولا نكون. والآن نحن معدومون أيضا والله موجود([4]). مقام الخمر والسُكر وكعادة السرهندي يعتذر عن مثل هذه الأقوال بأنها حصلت في حالة سكر الولي وغياب عقله. وهو عذر أقبح من ذنب. ويتغنون بمقام السكر والخمر ومدح المخمورين.([5]) فيقولون كما ذكر الكردي: فيا حادي العشاق قم واحْدُ قائمـا ودندن لنا باسم الحبيب وروحنـا وصُن في سرنا سُكرنا عن حسودنا وإن أنكرت عيناك شيئا فسامحنا فإنا إذا طبنا وطابت قلوبنا وخامرنا خمر الغرام تهتكنا فلا تلم السكران في حال سكره فقد رفع التكليف في سكرنا عنا وسلم لنا فيما ادعـيـنـاه إنـا إذا غلبت أشواقنا ربما بحنـا وقد اعترف السرهندي كبير النقشبنديين صدور فظائع الكلام من مشايخ الطريقة النقشبندية، كقولهم بأن الولي أفضل من النبي وقول الواحد منهم أنا الحق وسبحاني ما أعظم شأني. ولكنه بررها فقال « وما وقع في عبارات مدح الكفر والترغيب في شد الزنار فمصروف عن الظاهر المتبادر فانهم معذورون بغلبة السكر في ارتكاب هذه المحظورات» ([6]) السرهندي يعتبر الإنسان على صورة الله واعتبر السرهندي أن الإنسان نسخة جامعة من عالم الإمكان بطريق الحقيقة، ومن طريق الوجوب بطريق الصورة أن الله خلق آدم على صورته. قال: فالله خلق آدم على صورته وهو منزه عن الشبيه والمثلية: فكذلك خلق الله روح آدم التي هي خلاصته على صورة لا شبيهة ولا مثلية. وكما أن الحق سبحانه لا مكاني: فكذلك الروح لا مكانية. ونسبة الروح إلى العالم كنسبة الله تعالى: لا داخلة في العالم ولا خارجة عنه ولا متصلة به ولا منفصلة عنه... وانتهى إلى أن خلق العالم يدل على أصله. وصرح بأن كمالات الإنسان مستفادة من كمالات الرب ومن هنا ورد أن الله خلق آدم على صورته ومعنى من عرف نفسه عرف ربه. فلا جرم كان الإنسان خليفة الرحمن ولا عجب: فإن صورة الشيء خليفة الشيء. وما لم يُخلق على صورة شيء لا يليق بخلافه شيء([7]). ووصف القلب بالعرش المجيد وأنه لو القي عرش الرحمن وما فيه في زاوية من قلب العارف لما أحس به صاحبه لأن القلب جامع للعناصر والأفلاك والعرش والكرسي... بل لصار العرش مضمحلا ومتلاشيا، ومن هذا القبيل كلام بعض المشايخ الذين صدر عنهم وقت غلبة السكر كقولهم: إن الجمع المحمدي أجمع من الجمع الإلهي»([8]). وللتعريف بمعنى الشهود عند النقشبندية يقرر صاحب الرشحات أن للشهود معنيين: أحدهما: شهود الذات المبرأة عن الظهور في لباس المظاهر. يفسر الكوثري ذلك أكثر بما نقله عن الإمام الرباني في مكتوباته أن الكمال في « التوحيد الوجودي: ظهور أن العبد والرب: رب»([9]). ولهذا يقسم النقشبنديون التوحيد إلى قسمين: 1 - توحيد وجودي: بمعنى أن تؤمن أنه لا موجود إلا واحد وهو الله. وأن كل ما سواه معدوم. قاله السرهندي. أضاف: ومثل هذا التوحيد قول الحسين بن منصور الحلاج: أنا الحق، وقول أبي يزيد: سبحاني ما أعظم شأني([10]). 2 - توحيد شهودي: أن لا تشاهد في الكون إلا الله. وإذا كان ما سوى الله معدوما وهو كالظل، لا وجود حقيقي له ففعل ما سوى الله أيضا ليس فعلا حقيقيا وإنما هو فعل الله في الحقيقة. نعم أقر السرهندي هذا القول فزعم أنه لما كانت إرادة البشر مخلوقة لله تعالى من غير تأثير لها في حصول المراد كانت تلك الإرادة كالميت... فلذلك فالتأثير أيضا مخلوق فيها... ففي تأثيرها لا اختيار له أصلا فيكون تأثيرها كالجماد، ثم انتهى إلى التصريح بأن المؤثر في الأفعال إنما هو قدرة الله تعالى لا تأثير لقدرة المخلوق كما هو مذهب علماء المتكلمين([11]). وهؤلاء يصيحون في وجه ابن تيمية: من أين لك تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية والإلوهية والأسماء والصفات؟ أما أن يقسموا التوحيد إلى قسمين كل منهما ينفي وجود ما خلق الله ويجعلون الخالق والمخلوق شيئا واحدا فهذا تقسيم مشروع! ويصرح صاحب كتاب مدارج السبع بأن « الصوفية الوجودية هم القائلون بوحدة الوجود مثل الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي وغيره رحمهم الله الذين كانوا أرباب التوحيد، وأنهم معذورون لغلبة حالهم» ([12]). فالتوحيد لفظ شرعي شريف صار هؤلاء يطلقونه ويصطلحون فيما بينهم على أن معناه وحدة الوجود. فلا تغتر بلفظ التوحيد إذا ذكره النقشبنديون فانهم يريدون به الفناء بالله ووحدة وجود الممكن بالواجب. تعالى الله عما يقولون. البشر عند النقشبنديين ظلال أسماء الله وصفاته ويحكي السرهندي أنه بالوصول إلى عالم العلوي ينتهي إلى امتزاج العدم بالوجود الذي هو منشأ الإمكان... وبالسير إلى الله تتم دائرة ظلال الأسماء الواجبة ويحصل للسائر الوصول إلى مرتبة الأسماء والصفات، وفي هذا الموطن يتحقق الشروع في حقيقة الفناء. فإن هذه الأسماء هي في الحقيقة كالحجب، ساترة لوجه حضرة الذات تعالت وتقدست ([13]). ثانيهما: شهود الذات من لباس المظاهر من غير وصف الكثرة بل بنعت الوحدة ويقال لهذا الشهود عند الصوفية شهود الاحدية في الكثرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الشهود بعد البعثة»([14]). وقد عبر نقشبندي آخر وهو محمد مصطفى أبو العلا عن هذا الشهود بقوله « فإذا داوم المريد على المراقبة ترقى إلى مرتبة المشاهدة بأن ينكشف له بعين البصيرة أن أنوار وجود وحدة الذات الإلهية محيطة بجميع الأشياء وأنه تعالى متجل بصفاته وأسمائه في مصنوعاته»([15]). قال صاحب الرحمة الهابطة « قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: قد يصدر عن العارف بالله إذا استغرق في بحر التوحيد بحيث تضمحل ذاته في ذاته وصفاته في صفاته» وذكر تندم اللقاني ([16]) على قتل الحلاج وأن قاتله لو فهم مقصوده من كلامه لما وجد مساغا لقتله([17]). بل صرح مشايخهم كالسرهندي وغيره بأن « سائر الموجودات مظاهر الأسماء الإلهية ومرايا شؤوناته وكمالاته الذاتية » وأن هذا العالم إنما هو مظهر لظهور كمالات الأسماء والصفات الإلهية([18]). وأن الله كان كنزا مخفيا فأراد أن يعرض نفسه من الخلاء إلى الملاء. وأن أشخاص العالم ظلال الأسماء والصفات حيث يخرج السالك عن أوصافه ويتصف بأوصاف ذلك الظل وإن حصل للسالك الترقي عن هذا الظل ينصبغ بلونه ويصل إلى الأصل الذي هو اسم من الأسماء الإلهية: وحينئذ تصير القطرة بحرا والحصاة جبلا... فلما حصل للسالك الفناء والبقاء: صار بحرا وجبلا» وهذا عندهم هو السير للتحلي بأسماء الله وصفاته ويسميه السرهندي *السير الاسمائي والصفاتي» ويحدد هذا السير بأنه « نهاية عروج الأنبياء والأولياء أولا إلى أسماء إلهية هي مبادئ تعينات وجودهم»([19]). ويقول عبيد الله أحرار « كمال الحمد أن يحمده العبد ويعرف أنه لا حامد إلا هو تعالى. وأنه - أي العبد - عدم محض لا رسم له ولا اسم ولا فعل وإنما يبتهج سرورا بكونه تعالى جعله مظهرا لصفاته([20])... فانه إذا تجلى الحق على قلبه - أي السالك - بالتجلي القهري يمحو منه الغير والسوا، فلا يبقى فيه إلا هو([21]) فلا جرم يسمع في هذا القلب لمن الملك اليوم لله الواحد القهار، وسبحاني ما أعظم شأني وأنا الحق وهل في الدارين غيري»([22]). وقد أورد صاحب الرشحات تساؤلا أبداه أحد الحاضرين للشيخ سعد الدين النقشبندي ونصه ما يلي « إذا كان لا وجود غير وجود الحق سبحانه الذي هو الوجود المطلق وأن الظاهر في لباس المظاهر واحد: فما معنى مخالفة أهل الإسلام لأهل ([1]) مكتوبات الامام الرباني السرهندي 134. ([2]) المكتوبات الربانية للسرهندي 354. ([3]) رشحات عين الحياة 139. ([4]) رشحات عين الحياة 140. ([5]) تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب 492. ([6]) مكتوبات الامام الرباني السرهندي ص 33 وكذلك 114 . ([7]) مكتوبات الامام الرباني السرهندي 373 وكذلك 326 حول النص الذي قبله. ([8]) المكتوبات الربانية المسماة بالمكتوبات الشريفة ص 100 وانظر 236 ط: دار الكتب العلمية. ([9]) ارغام المريد شرح نظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشبندية 71. ([10]) مكتوبات الامام الرباني المسمى بالمكتوبات الربانية ص 56. ([11]) مكتوبات الامام الرباني ص 14 وكذلك أنظر ص 28. ([12]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار 48-50 ط: شركة مرتبيه مطبعة سي - استانبول 1331. ([13]) مكتوبات الامام الرباني 240 وانظر أيضا ص 242. ([14]) رشحات عين الحياة 213 نور الهداية والعرفان ص 41. ([15]) رسائل القصور (مجموعة رسائل الغزالي) بتحقيق محمد مصطفى أبي العلا 4/183. ([16]) هو ابراهيم اللقاني الملقب بالبرهان وهو صاحب كتاب جوهرة التوحيد المقرر في التدريس بالأزهر يتغزل بالحلاج ويتندم على قتله. ومع ذلك تعتمد أكبر مرجعية علمية كتبه! ([17]) الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة ص 125-126. ([18]) مكتوبات الامام الرباني ص 121 وكذلك انظر ص 42 و43 و326 وانظر نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان 83. ([19]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار ص 55 لمحمد معصوم العمري النقشبندي وانظر مكتوبات الامام الرباني ص 198 وانظر ص 192. ([20]) أنظر مكتوبات الامام الرباني للسرهندي الفاروقي النقشبندي 43. ([21]) و «هو» عندهم من أسماء الله الحسنى!!! ([22]) الأنوار القدسية 161-162.
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
![]() وللحقائق بقيـــــــــــة إنتظروني إن شاء الله
__________________
|
#15
|
|||
|
|||
![]() عندي بحث عن انحرافات الصوفية، وأريد كتب الصوفية المذكورة، ولكن على شكل pdf؛ لتوثيق المعلومات، فهل يمكن مساعدتي في هذا المجال، وجزاكم الله خيرا
|
#16
|
||||
|
||||
![]() الكفر ومنازعتهم إياهم؟ أجاب الشيخ: لما كان وجود الحق سبحانه الذي هو الوجود المطلق الذي لا وجود غيره عند محققي الصوفية مقترنا بالتعينات والنسب والاعتبارات ونحوها من النعوت التي تلحقه بواسطة تعلقه بالمظاهر: جرى كل واحد من أفراد الممكنات بمقتضى مبدأ تعينه الذي هو حقيقته فأفضى ذلك إلى نزاع موسى عليه السلام بموسى السامري لاختلاف مبدأ تعينهما. فإذا ارتفعت تلك النسب والاعتبارات بحكم (واليه يرجع الأمر كله) برجع موسى إلى الاتفاق كما كانا على ذلك قبل عروض التعين والمراد بموسى الثاني هو السامري: فان اسمه موسى أيضا فان أمه ربته بين الجبال فرباه جبريل عليه السلام كما قيل: إذا الطفل لم يكتب حنينا تخلفت ظنـون مربيــه وخـاب المؤمـــــــل فموسى الذي رباه جبريل كافر وموسى الذي رباه فرعون مرسل([1]). تصريحهم بوحدة الوجود كان بعض النقشبنديين يعتبون علي ويقولون: أنت تتصدى لمن يقولون لا اله إلا الله. لماذا لا تكرس جهودك ضد أعداء التوحيد وتترك الذين يشهدون أن لا اله إلا الله وشأنهم؟! ولكن ماذا تعني لا اله إلا الله عند هؤلاء؟ ولقد قال النقشبنديون: « معنى كلمة لا اله إلا الله بالنسبة إلى حال المنتهين: لا معبود إلا الله. وبالنسبة إلى حال المتوسطين: لا مقصود إلا الله. وبالنسبة إلى حال المبتدئين: لا موجود إلا الله»([2]). ([1]) رشحات عين الحياة 213. ([2]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار 86.
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
![]() يقول صاحب الرشحات « قال بعض الأكابر في معنى لا اله إلا الله: أحيانا يقول في مرتبة سلوكه: لا معبود إلا الله وأحيانا لا مقصود إلا الله وأحيانا لا موجود إلا الله»([1]). وذكروا أن (لا اله إلا الله) ذكر العوام. و(الله) ذكر الخواص) و (هو) ذكر خواص الخواص([2]). هكذا جعلوا (هو) أفضل وأعلى مرتبة في الذكر من لا اله إلا الله. فهم يقولون لا اله إلا الله ويفهمون أن الموجود الحقيقي ولا غير هو الله بل هو متجل في صور المخلوقات التي نراها كلها!!! ويستحق المرء عندهم أن يوصف بأنه عالم بعلم التوحيد « اذا اعتقد توحيد الافعال والصفات والذات وتقرر في قلبه أن لا فاعل في الوجود الا الله. فحينئذ يقال لمثل هذا: إنه عالم بعلم التوحيد»([3]). الطريقة النقشبندية على ثلاث طرق وقد قسم شيخ الطريقة النقشبندية السرهندي الطريقة النقشبندية الى ثلاث طرق: الاولى: قائلون بأن العالم موجود في الخارج بإيجاد الحق. الثانية: يقولون بأن العالم ظل الحق سبحانه. وأن الوجود قائم بوجود الحق قيام الظل بالاصل. مثلا: اذا امتد الظل من شخص وجعل ذلك الشخص من كمال قدرته وصفات نفسه منعكسة فيه». وقد زعم السرهندي أنه غلبته الحال حتى وصل الى مقام الظلية ووجد نفسه وسائر العالم ظلا كما تقول به الطائفة الثانية من النقشبندية. ظنا منه أن الكمال في وحدة الوجود([4]). الثالث: قائلون بوحدة الوجود. أي في الخارج موجود واحد فقط: وهو ذات الحق... ويقولون: إن الحق متصف بصفات وجوبية وإمكانية، ويثبتون مراتب التنزلات، ويقولون باتصاف الذات الواحدة في كل مرتبة وأحكام لائقة بتلك المرتبة، ويثبتون للذات التلذذ والتالم، ولكن لا بالذات بل في حجب هذه الظلال المحسوسة الموهومة. ويلزم من هذا محظورات كثيرة شرعا وعقلا... وهؤلاء الطائفة وإن كانوا واصلين كاملين ولكن كلامهم دل على طريق الضلالة والالحاد وأفضاهم الى الزندقة والالحاد. فحكم بأن قولهم عين الزندقة والضلال ثم وصفهم بأنهم من الواصلين الكاملين([5]). مع أنه اعتذر عن القائلين بوحدة الوجود بأن قولهم بوحدة الوجود سببه السكر وغلبة المحبة لله([6]). غير أنه وافقهم على ذلك في كثير من أقواله، فزعم أنه لما وصل الى مقام الفناء في الله « رأيت نفسي وكل فرد من أفراد العالم بل كل ذرة منه: الحق جل وعلا ورأيت نفسي عين جميع الذرات حتى وجدت تمام العالم مضمحلا في ذرة واحدة... ثم وجدت صور العالم وأشكاله عين الحق تعالى موهومة... فتذكرت عبارة الفصوص([7]) حيث قال « إن شئت قلت إنه أي العالم حق، وإن شئت قلت إنه خلق. وإن شئت قلت إنه حق من وجه ومن وجه خلق... وبعد ما شرفت بعد الفناء بالبقاء لم أجد غير الحق ووجدت جميع الذرات مرآة لشهوده سبحانه. ولما رجعت الى نفسي وجدت الحق سبحانه مع كل ذرة من ذرات وجودي»([8]) واعترف بأن عبارة الفصوص مشعرة بعدم التمييز بين الله وبين خلقه. وقد صدق في اعترافه هذا. وقد تقدم اعتراف مؤلف نقشبندي آخر بأن « الصوفية الوجودية هم القائلون بوحدة الوجود مثل الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي وغيره رحمهم الله الذين كانوا أرباب التوحيد، وأنهم معذورون لغلبة حالهم» ([9]). السرهندي يقول: وجدت الله عين نفسي يقول أحمد السرهندي « وجدت الله عين الاشياء كما قاله أرباب التوحيد الوجودي من متأخري الصوفية ... ثم وجدت الله في الاشياء من غير حلول وسريان، ثم وجدته سبحانه معها بمعية ذاتية، ثم رأيته بعدها ثم قبلها ثم رأيته سبحانه وما رأيت شيئا وهو المعني بالتوحيد الشهودي وهو المعبر عنه بالفناء فوجدت الله عينها بل عين نفسي، ثم وجدته تعالى في الاشياء بل في نفسي ثم مع الاشياء بل مع نفسي» ([10]). وسئل شاه نقشبند عن قول البعض « اذا تم الفقر فهو الله» فقال: هذا اشارة الى الفناء. وأنشد يقول ([11]) : من كـــــان لم تكن لم يــك الا الله واذا فنيت من بقي لم يبق الا الله وقد تركوا للحلاج تبيين معنى وحدة الشهود فقالوا: هو كقول الحلاج: أنا الحق وقول أبي يزيد: سبحاني([12]). ومقصودهم بالتوحيد الوجودي وحدة الوجود بين الله وخلقه. والدليل على ذلك قولهم إنه يجب على الشيخ أن يشغل المريد في ابتداء أمره بظواهر الشريعة ويغلق عليه باب الكلام في التوحيد المطلق. فان من فتح هذا الباب على مريديه ربما تزندقوا فخسروا الدارين([13]). ونحن نسال كيف يؤدي التوحيد وعبادة الله الى أقوال الزندقة الا أن يكون للتوحيد عندهم معنى آخر وهو وحدة الوجود وبالطبع، الكلام عن التوحيد على منهج الانيياء لا يؤدي الى الزندقة وخسارة الدارين بل من حقق التوحيد دخل الجنة. وانما التوحيد عند النقشبندية عبارة عن وحدة الوجود ويسمونه توحيدا: تمويها ([1]) رشحات عين الحياة 141. ([2]) رشحات عين الحياة 185 المواهب السرمدية 162. ([3]) رشحات عين الحياة 211. ([4]) مكتوبات الامام الرباني 141. ([5]) مكتوبات الامام الرباني السرهندي 138-139. ([6]) مكتوبات الامام الرباني 342. ([7]) أي فصوص الحكم لابن عربي الذي قال فيه الذهبي «إن لم يكن فيه كفر: فليس في العالم كفر». ([8]) مكتوبات الامام الرباني 334. ([9]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار 48-50 ط: شركة مرتبيه مطبعة سي - استانبول 1331. ([10]) المواهب السرمدية182 الأنوار القدسية 181 البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية 78. ([11]) المواهب السرمدية 124 والأنوار القدسية 132. ([12]) البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية 81 الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية 180. ([13]) البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية 34.
__________________
|
#18
|
||||
|
||||
![]() وخوفا من التشنيع والتكفير([1]). وقال في تنوير القلوب « قال أبو سعيد الخراز: اذا أراد الله أن يوالي عبدا من عبيده فتح عليه باب ذكره. فاذا استلذ الذكر فتح عليه باب القرب. ثم رفعه الى مجالس الانس. ثم جعله على كرسي التوحيد([2]). ثم رفع عنه الحجاب وأدخله دار الفردانية وكشف له حجاب الجلال والعظمة. واذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقي بلا هو فحينئذ يصير العبد زمنا فانيا. ثم أنشد صاحب التنوير يقول: وبعد الفناء في الله كن كيفما تشاء فعلمك لا جهل وفعلك لا وزر([3]) يقول شيخهم محمد بارسا «إن حقيقة الذكر عبارة عن تجليه سبحانه لذاته بذاته في عين العبد»([4]). وهكذا يصبح الذاكر عندهم عين المذكور وبالعكس. ويفسر عبيد الله أحرار قول الله تعالى )فأعرِض عمّن تولّى عن ذكرنا( أي أعرِض عمن استغرق واستهلك في ذات الله. واحتج بما قاله محي الدين بن عربي الا بذكــــر الله تزداد الذنوب وتنطمس البصــائر والقــــلوب وترك الذكر أحسن منه حالا فإن الشمس ليس لها غروب ([5]) - حكى صاحب الرشحات أن السالكين يرون الحق سبحانه بالتجليات الصورية، حتى انه يتجلى في جميع صور الاشياء من معادن ونباتات وحيوانات وانسان... وغاية التجلي الصوري وأفضله أن يتجلى الله للسالك في صورة صاحب التجلي... ومنشأ هذا الظهور قول القائل: سبحاني وأنا الحق وما في الجبة الا الله وهل في الدارين غيري وأمثال ذلك من أدلة حصول التجلي([6]). وقد زعموا أن هذه الحالة هي حالة سكر وتوهم وخطأ يحصل عند الذاكر في سكرته فيحصل له ما يشبه الوحدة بالله ولهذا تصدر عنهم هذه الكلمات وتلك الاحوال. فاذا أفاقوا عرفوا أن ما حدث لهم يشبه الاتحاد. ويخرج على السنتهم كلام الشطح والكفر لحصول قمة الصلة بالله! وحينئذ يقول: أنا الحق وسبحاني([7]). هل تتسبب العبادة الصحيحة في التلفظ بالكفر؟! وبالطبع فهذه النتيجة الخطأ دليل على أن العبادة خطأ وعلى أن الشيطان يستحوذ عليه. فلو كان هذا الذكر متوجها الى الله توجها صحيحا لما أثمر الكفر وانتهى بادعاء الذاكر للالوهية!!! وحرم الله الاقتراب من الصلاة }وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون{ . وهؤلاء يدعون أن العبادة هي سبب السكر وتعطل العقل! وذكر صاحب كتاب الرشحات أن رجلا سال المولى بهاء الدين عمر عن قول القائل (الممكن عين الواجب) فرجع عن هذا الكلام وقال (بل الواجب عين الممكن) فقال: ما هناك فرق بين الكلامين. فلم يتجاسر أحد في الجواب ولم يقولوا شيئا»([8]). وقد صرح صاحب السبع الاسرار أن حقيقة مقام الفناء هو فناء السالك هو « اتحاد وجود الممكن بوجود واجب الوجود وذلك نسبة لغلبة التوحيد وقوة ظهور الوحدة على بصيرته»([9]). - وذكر في قوله تعالى )لمن الملك اليوم( أن المراد من (الملك) قلب السالك حين يتجلى الله سبحانه للقلب بقهر الاحدية لا يترك فيه شيئا غيره فيلقي اليه صدى ) لمن الملك اليوم( فاذا لم ير في تلك المملكة غيره يجيب تعالى بنفسه بالضرورة بقوله )لله الواحد القهار( ويسمع صدى (سبحاني ما أعظم شأني) و (أنا الحق) و (هل في الدارين غيري)([10]). - وصرح نقشبندي آخر بأن « وجود الحق مثل المرآة: ووجود الممكنات مثل الصور التي تنجلي في المرآة. فوجود المرآة حقيقي. ووجود الصور فيها وهمي وخيالي»([11]). الاتحاد بذات الله وصفاته وأفعاله ويذكرون أنه عندما يتجلى الله للعبد بذاته يجد العبد جميع الموجودات وصفاتهم وأفعالهم متلاشية في أشعة ذاته تعالى وصفاته وأفعاله ويجدها بالنسبة اليه كالاعضاء الى البدن... ويرى ذاته وذات الحق سبحانه وتعالى وصفاته وصفات الحق وأفعاله مع الافعال الحق متحدة لكونه مستهلكا في عين التوحيد، ولا يرى شيئا غير الله. فيرى الصور الموجودة هي الله عينه وهذا ما يسمونه بالتجلي الصوري لله([12]). هذا قول السرهندي. وذكر صاحب الرشحات أن المريد اذا سلك طريق المذلة والمسكنة يحصل له الفناء حتى يرى جمال الشاهد اللاهوتي في مرآة انعدامه»([13]). قال عبد الكبير «بينما أنا في الطواف إذ هبت الريح وحركت أستار الكعبة وانكشفت بعض جدرانها فحصل لي منه «كيفية» وسقطت مغشيا علي، وتوجهت نحو حضرة الشيخ فقال لي: ما ترى في البيت فهو غير محدود بل هو في الجبال وفي الجدار وفي السماء وفي الارض وفي الحجر وفي المدر: موجود ومشهود بل كل ذلك هو هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو الله الذي لا اله الا هو»([14]). بالفناء يخرجون عن طور البشرية الى الالوهية واذا حصل الفناء بالله عندهم صاروا طورا آخر غير الطور البشري. وبعد ورود الفيض يترقى السالك حتى تنقص مناسبته عن طور البشرية، فترتفع عنه صفات البشرية.([15]) قال بهاء الدين نقشبند « كنت في بستان فغلبت علي الجذبات الالهية فحصل لي غيبة اتصلت بالقناء الحقيقي وحقيقة الفناء في الله عز وجل ورأيت أني في صورة نجم في بحر من بحور بلا نهاية ثم بعد ست ساعات رُدَتْ اليّ بشريتي شيئا فشيئا» ([16]). ولعلك تسال عن معنى قوله (فعادت الي بشريتي شيئا فشيئا)؟ فالى أي مادة تحول بعد خروجه من طور البشرية؟ بالطبع اذا حصل الفناء بالله فهو خروج عن الطبيعة البشرية الى الطبيعة الالهية. لا سيما وأنه يتلفظ بالفاظ الكفر (أنا الحق وسبحاني) الشبيهة بقول فرعون (ما علمت لكم من اله غيري وأنا ربكم الاعلى). هل العشق أعظم من المحبة؟ تبين مما تقدم أن مرتبة الفناء في الله والخروج عن طور البشرية يعتبر غاية الغايات عند النقشبندية وأن كل أذكارهم وطقوسهم انما هي لأجل ذلك. وجعل محمد أمين الكردي العشق لمرتبة خواص الخواص: ومحبتهم لله عبارة عن التعشق الذي ينمحي به العاشق عند تجلي نور معشوقه»([17]). مع أن الله لم يذكر مرتبة أفضل من مرتبة (يحبهم ويحبونه) وكذلك (لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه). ولم يقل (يفنى فيهم ويفنون فيه) أو (يعشقهم ويعشقونه). ولا يتصور مؤمن أن يحب الله أحدا أكثر من رسوله وأصحاب رسوله ولم يقل منهم أحد إنه يعشق الله أو إن الله يعشقه. وهذا هو قول العز بن عبد السلام. والعشق لفظ أفتى ابن عبد السلام بمنع استخدامه فيما يتعلق بمحبة الله كما في فتاويه (ص 72). وقال ابن الجوزي « العشق عند أهل اللغة لا يكون الا لما ينكح» ونقل عن أبي الحسن النوري أنه سمع رجلا يقول «أنا أعشق الله عز وجل وهو يعشقني» فقال له: سمعت الله يقول )يحبهم ويحبونه( وليس العشق بأكثر من المحبة» وانما يكثر التكلم عن الفناء والعشق عند الهندوس البراهمة كما اعترف به النقشبنديون بأن ما يحصل لهم من المكاشفات والتجليات والفناء في الله شبيه بما يحصل للهندوس البراهمية فقالوا « وبراهمية الهندو جوكية وفلاسفة اليونان لهم كثير من قسم التجليات الصورية والمكاشفات المثالية والعلوم التوحيدية وليس لهم من نتائجها سوى الفساد والفضاحة ولا نصيب لهم من الرحمن»([18]). ولكن كيف سلموا للهندوس ذلك واعتبروا ذلك منهم كشفا وتوحيدا وهم يعلمون أنهم أكثر الناس شركا مما يؤكد أنهم اذا أطلقوا لفظ التوحيد فانهم يعنون به وحدة الوجود! وقد ذكروا أن طريقة الذكر عند النقشبندية تورث في قلب الذاكر سر التوحيد حتى يفنى عن نظره وجود جميع الخلق ويظهر له وجود الواحد المطلق في المظاهر»([19]). وذكر عبيد الله أحرار أن الله إذا تجلى في قلب العبد يمحو منه الغير فلا يبقى فيه الا هو، فيسمع القلب حينئذ (سبحاني ما أعظم شأني) و (أنا الحق) و (هل في الدارين غيري)([20]) . وقالوا اذا توجه الشيخ الى قلب المريد تحصل للمريد الحركة العلمية: فيخرج من دائرة الامكان الى دائرة الوجوب([21]). وهذا الكلام يفهمه من يعلم ما اصطلح عليه علماء الكلام حيث يقسمون الموجوات الى وجود واجب وهو الله، ووجود ممكن وهو كل ما سوى الله من المخلوقات. وخطر ببال أحد الواقفين أمام الشيخ محمد سيف الدين الفاروقي أن هذا الشيخ متكبر فعرف ما في قلبه وقال له ╗ تكبري من تكبر الحق تعالىس والقصة نفسها منسوبة الى بهاء الدين نقشبند([22]). وفي معنى قوله تعالى )إنّا أعطيناك الكوثر(أي: أعطيناك شهود الاحدية في الكثرة» ([23]). فهؤلاء إتحاديون وحدويون حلوليون يدعون الى وحدة الوجود. ([1]) أنظر مكتوبات الامام الرباني السرهندي 212 و213 و214 و215 و216. ([2]) لا يعرف المسلمون شيئا اسمه كرسي التوحيد ولكن المتخصصين في الصوفية يعرفون أن هذه اشارات يرمزون بها الى وحدة الوجود والفناء في الله، هذه عقيدة موروثة من الهندوس والبوذيين. ([3]) تنوير القلوب 510 وكذلك 466 والرسالة القشيرية 118-119. ([4]) الأنوار القدسية 167 الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية ص 162.. ([5]) المواهب السرمدية 161. الحدائق الوردية 161. ([6]) رشحات عين الحياة 133-134. ([7]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار 31 لمحمد معصوم العمري النقشبندي استانبول 1331 . ([8]) رشحات عين الحياة 198. ([9]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار ص 58 تأليف محمد معصوم العمري النقشبندي . ([10]) رشحات عين الحياة 186. ([11]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار 72 لمحمد معصوم العمري النقشبندي استانبول 1331 . ([12]) رشحات عين الحياة 112 مكتوبات الامام الرباني السرهندي 297 و301. ([13]) رشحات عين الحياة 199. ([14]) رشحات عين الحياة 139. ([15]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار ص 66 لمحمد معصوم العمري. ط: 1331 استانبول، المكتوبات الربانية للسرهندي الفاروقي ص 40 . ([16]) الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية ص 130. ([17]) تنوير القلوب 487. ([18]) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية 9 مكتوبات الامام الرباني 218 . ([19]) المواهب السرمدية 90. ([20]) المواهب السرمدية 162. ([21]) نور الهداية والعرفان 76. ([22]) المواهب السرمدية 215 الأنوار القدسية 200 جامع كرامات الأولياء 1/204 الحدائق الوردية قارن بين 135 و200 وحكاها السرهندي الفاروقي في مكتوباته ص 79. ([23]) الأنوار القدسية 162 .
__________________
|
#19
|
||||
|
||||
![]() وخوفا من التشنيع والتكفير([1]). وقال في تنوير القلوب « قال أبو سعيد الخراز: اذا أراد الله أن يوالي عبدا من عبيده فتح عليه باب ذكره. فاذا استلذ الذكر فتح عليه باب القرب. ثم رفعه الى مجالس الانس. ثم جعله على كرسي التوحيد([2]). ثم رفع عنه الحجاب وأدخله دار الفردانية وكشف له حجاب الجلال والعظمة. واذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقي بلا هو فحينئذ يصير العبد زمنا فانيا. ثم أنشد صاحب التنوير يقول: وبعد الفناء في الله كن كيفما تشاء فعلمك لا جهل وفعلك لا وزر([3]) يقول شيخهم محمد بارسا «إن حقيقة الذكر عبارة عن تجليه سبحانه لذاته بذاته في عين العبد»([4]). وهكذا يصبح الذاكر عندهم عين المذكور وبالعكس. ويفسر عبيد الله أحرار قول الله تعالى )فأعرِض عمّن تولّى عن ذكرنا( أي أعرِض عمن استغرق واستهلك في ذات الله. واحتج بما قاله محي الدين بن عربي الا بذكــــر الله تزداد الذنوب وتنطمس البصــائر والقــــلوب وترك الذكر أحسن منه حالا فإن الشمس ليس لها غروب ([5]) - حكى صاحب الرشحات أن السالكين يرون الحق سبحانه بالتجليات الصورية، حتى انه يتجلى في جميع صور الاشياء من معادن ونباتات وحيوانات وانسان... وغاية التجلي الصوري وأفضله أن يتجلى الله للسالك في صورة صاحب التجلي... ومنشأ هذا الظهور قول القائل: سبحاني وأنا الحق وما في الجبة الا الله وهل في الدارين غيري وأمثال ذلك من أدلة حصول التجلي([6]). وقد زعموا أن هذه الحالة هي حالة سكر وتوهم وخطأ يحصل عند الذاكر في سكرته فيحصل له ما يشبه الوحدة بالله ولهذا تصدر عنهم هذه الكلمات وتلك الاحوال. فاذا أفاقوا عرفوا أن ما حدث لهم يشبه الاتحاد. ويخرج على السنتهم كلام الشطح والكفر لحصول قمة الصلة بالله! وحينئذ يقول: أنا الحق وسبحاني([7]). هل تتسبب العبادة الصحيحة في التلفظ بالكفر؟! وبالطبع فهذه النتيجة الخطأ دليل على أن العبادة خطأ وعلى أن الشيطان يستحوذ عليه. فلو كان هذا الذكر متوجها الى الله توجها صحيحا لما أثمر الكفر وانتهى بادعاء الذاكر للالوهية!!! وحرم الله الاقتراب من الصلاة }وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون{ . وهؤلاء يدعون أن العبادة هي سبب السكر وتعطل العقل! وذكر صاحب كتاب الرشحات أن رجلا سال المولى بهاء الدين عمر عن قول القائل (الممكن عين الواجب) فرجع عن هذا الكلام وقال (بل الواجب عين الممكن) فقال: ما هناك فرق بين الكلامين. فلم يتجاسر أحد في الجواب ولم يقولوا شيئا»([8]). وقد صرح صاحب السبع الاسرار أن حقيقة مقام الفناء هو فناء السالك هو « اتحاد وجود الممكن بوجود واجب الوجود وذلك نسبة لغلبة التوحيد وقوة ظهور الوحدة على بصيرته»([9]). - وذكر في قوله تعالى )لمن الملك اليوم( أن المراد من (الملك) قلب السالك حين يتجلى الله سبحانه للقلب بقهر الاحدية لا يترك فيه شيئا غيره فيلقي اليه صدى ) لمن الملك اليوم( فاذا لم ير في تلك المملكة غيره يجيب تعالى بنفسه بالضرورة بقوله )لله الواحد القهار( ويسمع صدى (سبحاني ما أعظم شأني) و (أنا الحق) و (هل في الدارين غيري)([10]). - وصرح نقشبندي آخر بأن « وجود الحق مثل المرآة: ووجود الممكنات مثل الصور التي تنجلي في المرآة. فوجود المرآة حقيقي. ووجود الصور فيها وهمي وخيالي»([11]). الاتحاد بذات الله وصفاته وأفعاله ويذكرون أنه عندما يتجلى الله للعبد بذاته يجد العبد جميع الموجودات وصفاتهم وأفعالهم متلاشية في أشعة ذاته تعالى وصفاته وأفعاله ويجدها بالنسبة اليه كالاعضاء الى البدن... ويرى ذاته وذات الحق سبحانه وتعالى وصفاته وصفات الحق وأفعاله مع الافعال الحق متحدة لكونه مستهلكا في عين التوحيد، ولا يرى شيئا غير الله. فيرى الصور الموجودة هي الله عينه وهذا ما يسمونه بالتجلي الصوري لله([12]). هذا قول السرهندي. وذكر صاحب الرشحات أن المريد اذا سلك طريق المذلة والمسكنة يحصل له الفناء حتى يرى جمال الشاهد اللاهوتي في مرآة انعدامه»([13]). قال عبد الكبير «بينما أنا في الطواف إذ هبت الريح وحركت أستار الكعبة وانكشفت بعض جدرانها فحصل لي منه «كيفية» وسقطت مغشيا علي، وتوجهت نحو حضرة الشيخ فقال لي: ما ترى في البيت فهو غير محدود بل هو في الجبال وفي الجدار وفي السماء وفي الارض وفي الحجر وفي المدر: موجود ومشهود بل كل ذلك هو هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو الله الذي لا اله الا هو»([14]). بالفناء يخرجون عن طور البشرية الى الالوهية واذا حصل الفناء بالله عندهم صاروا طورا آخر غير الطور البشري. وبعد ورود الفيض يترقى السالك حتى تنقص مناسبته عن طور البشرية، فترتفع عنه صفات البشرية.([15]) قال بهاء الدين نقشبند « كنت في بستان فغلبت علي الجذبات الالهية فحصل لي غيبة اتصلت بالقناء الحقيقي وحقيقة الفناء في الله عز وجل ورأيت أني في صورة نجم في بحر من بحور بلا نهاية ثم بعد ست ساعات رُدَتْ اليّ بشريتي شيئا فشيئا» ([16]). ولعلك تسال عن معنى قوله (فعادت الي بشريتي شيئا فشيئا)؟ فالى أي مادة تحول بعد خروجه من طور البشرية؟ بالطبع اذا حصل الفناء بالله فهو خروج عن الطبيعة البشرية الى الطبيعة الالهية. لا سيما وأنه يتلفظ بالفاظ الكفر (أنا الحق وسبحاني) الشبيهة بقول فرعون (ما علمت لكم من اله غيري وأنا ربكم الاعلى). هل العشق أعظم من المحبة؟ تبين مما تقدم أن مرتبة الفناء في الله والخروج عن طور البشرية يعتبر غاية الغايات عند النقشبندية وأن كل أذكارهم وطقوسهم انما هي لأجل ذلك. وجعل محمد أمين الكردي العشق لمرتبة خواص الخواص: ومحبتهم لله عبارة عن التعشق الذي ينمحي به العاشق عند تجلي نور معشوقه»([17]). مع أن الله لم يذكر مرتبة أفضل من مرتبة (يحبهم ويحبونه) وكذلك (لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه). ولم يقل (يفنى فيهم ويفنون فيه) أو (يعشقهم ويعشقونه). ولا يتصور مؤمن أن يحب الله أحدا أكثر من رسوله وأصحاب رسوله ولم يقل منهم أحد إنه يعشق الله أو إن الله يعشقه. وهذا هو قول العز بن عبد السلام. والعشق لفظ أفتى ابن عبد السلام بمنع استخدامه فيما يتعلق بمحبة الله كما في فتاويه (ص 72). وقال ابن الجوزي « العشق عند أهل اللغة لا يكون الا لما ينكح» ونقل عن أبي الحسن النوري أنه سمع رجلا يقول «أنا أعشق الله عز وجل وهو يعشقني» فقال له: سمعت الله يقول )يحبهم ويحبونه( وليس العشق بأكثر من المحبة» وانما يكثر التكلم عن الفناء والعشق عند الهندوس البراهمة كما اعترف به النقشبنديون بأن ما يحصل لهم من المكاشفات والتجليات والفناء في الله شبيه بما يحصل للهندوس البراهمية فقالوا « وبراهمية الهندو جوكية وفلاسفة اليونان لهم كثير من قسم التجليات الصورية والمكاشفات المثالية والعلوم التوحيدية وليس لهم من نتائجها سوى الفساد والفضاحة ولا نصيب لهم من الرحمن»([18]). ولكن كيف سلموا للهندوس ذلك واعتبروا ذلك منهم كشفا وتوحيدا وهم يعلمون أنهم أكثر الناس شركا مما يؤكد أنهم اذا أطلقوا لفظ التوحيد فانهم يعنون به وحدة الوجود! وقد ذكروا أن طريقة الذكر عند النقشبندية تورث في قلب الذاكر سر التوحيد حتى يفنى عن نظره وجود جميع الخلق ويظهر له وجود الواحد المطلق في المظاهر»([19]). وذكر عبيد الله أحرار أن الله إذا تجلى في قلب العبد يمحو منه الغير فلا يبقى فيه الا هو، فيسمع القلب حينئذ (سبحاني ما أعظم شأني) و (أنا الحق) و (هل في الدارين غيري)([20]) . وقالوا اذا توجه الشيخ الى قلب المريد تحصل للمريد الحركة العلمية: فيخرج من دائرة الامكان الى دائرة الوجوب([21]). وهذا الكلام يفهمه من يعلم ما اصطلح عليه علماء الكلام حيث يقسمون الموجوات الى وجود واجب وهو الله، ووجود ممكن وهو كل ما سوى الله من المخلوقات. وخطر ببال أحد الواقفين أمام الشيخ محمد سيف الدين الفاروقي أن هذا الشيخ متكبر فعرف ما في قلبه وقال له ╗ تكبري من تكبر الحق تعالىس والقصة نفسها منسوبة الى بهاء الدين نقشبند([22]). وفي معنى قوله تعالى )إنّا أعطيناك الكوثر(أي: أعطيناك شهود الاحدية في الكثرة» ([23]). فهؤلاء إتحاديون وحدويون حلوليون يدعون الى وحدة الوجود. ([1]) أنظر مكتوبات الامام الرباني السرهندي 212 و213 و214 و215 و216. ([2]) لا يعرف المسلمون شيئا اسمه كرسي التوحيد ولكن المتخصصين في الصوفية يعرفون أن هذه اشارات يرمزون بها الى وحدة الوجود والفناء في الله، هذه عقيدة موروثة من الهندوس والبوذيين. ([3]) تنوير القلوب 510 وكذلك 466 والرسالة القشيرية 118-119. ([4]) الأنوار القدسية 167 الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية ص 162.. ([5]) المواهب السرمدية 161. الحدائق الوردية 161. ([6]) رشحات عين الحياة 133-134. ([7]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار 31 لمحمد معصوم العمري النقشبندي استانبول 1331 . ([8]) رشحات عين الحياة 198. ([9]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار ص 58 تأليف محمد معصوم العمري النقشبندي . ([10]) رشحات عين الحياة 186. ([11]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار 72 لمحمد معصوم العمري النقشبندي استانبول 1331 . ([12]) رشحات عين الحياة 112 مكتوبات الامام الرباني السرهندي 297 و301. ([13]) رشحات عين الحياة 199. ([14]) رشحات عين الحياة 139. ([15]) كتاب السبع الأسرار في مدارج الأخيار ص 66 لمحمد معصوم العمري. ط: 1331 استانبول، المكتوبات الربانية للسرهندي الفاروقي ص 40 . ([16]) الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية ص 130. ([17]) تنوير القلوب 487. ([18]) البهجة السنية في آداب الطريقة العلية الخالدية النقشبندية 9 مكتوبات الامام الرباني 218 . ([19]) المواهب السرمدية 90. ([20]) المواهب السرمدية 162. ([21]) نور الهداية والعرفان 76. ([22]) المواهب السرمدية 215 الأنوار القدسية 200 جامع كرامات الأولياء 1/204 الحدائق الوردية قارن بين 135 و200 وحكاها السرهندي الفاروقي في مكتوباته ص 79. ([23]) الأنوار القدسية 162 .
__________________
|
#20
|
||||
|
||||
![]() الحقيقة المحمدية حقيقة الحقيقة المحمدية عند القوم شيء ليس مخلوقا وانما خلقت الاشياء منه أو به. وهذه عودة الى عقيدة النصارى وفلسفتها. بما أن مادية نبينا صلى الله عليه وسلم عند النقشبندية قد صارت في حكم المجرد لم يكن له ظل([1]). الكفر الصريح وانظر ماذا يخفي القوم وراء لفظ الحقيقة المحمدية لتعلم: كيف ينصر الله هذه الامة وهي على هذا المعتقد المضاهىء لعقيدة النصارى والهندوس. يقول في الحدائق الوردية ما نصه « اعلم أن الله تعالى لما توجه لخلق العالم خلق روحا كليا سماه حضرة الجمع والوجود لكونه جامعا لحقائق الوجود وسماه بالحقيقة المحمدية. لكون محمد صلى الله عليه وسلم أكمل مظاهرها .. وما زال الحق تعالى يخلق الموجودات من الحقيقة المحمدية علوية وسفلية لطيفة وكثيفة بسيطة ومركبة. وكلما خلق صورة قبضها الى صورتها الاولى حتى انتهى الامر الى الانسان فخلقه منها ولم يقبضها. فكان الانسان صورة حضرة الجمع والوجود. ثم خلق الله العماء الذي كان فيه الرب قبل خلق الخلق وكان أول ما خلق الله في العماء الارواح المهيمة والعقل والنفس الكلية. فهم مخلوقون من حضرة الجمع والوجود وهم مظاهر لها. لكن دون مظهرية الانسان الكامل. والكمال الانساني عندهم مرآة للكمال المحمدي. والكمال المحمدي مرآة للكمال الالهي. ولا يتجلى الحق الا من خلف حجاب الكمال المحمدي اذ هو الواسطة العظمى التي لا كمال الا بها([2]). محمد من نور لا من طين وقد زعموا أن جسد نبينا صلى الله عليه وسلم نوراني لأن أصل خلقته نورانية وأن روحانيته سر ملكوتي ولهذا كان لا يرى له ظل بالغدو والاصال»([3]). ومحمد صلى الله عليه وسلم الانسان الاكمل فانه لا انسان يماثل محمدا. وكل ما عداه فهو مخلوق منه. فهو عين الوجود الصادر من الله تعالى بلا واسطة سوى الامر فهو صورة الامر الالهي الذي لا صورة له في نفس الامر. ويكذب ذلك ما رواه مسلم عن عائشة قالت « فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي في بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم اني أعوذ برضاك من سخطك...». وفي رواية « افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فظننت أنه ذهب الى بعض نسائه، فتحسست ثم رجعت فاذا هو راكع أو ساجد» (3) فالطبيعة ظاهرة وهو باطنها بل ليست الطبيعة غير الروح الا باعتبار كثافة بعض الصور ولطافة بعضها. فقيل: الطبيعة مغايرة للروح، فاذا أراد الله ايجاد شيء توجه اليه الروح وتوجهه عينه وعين ما توجه على المرآة هو عين وجود صورة المتوجه: عين التوجه عين الصورة... ولهذا فتنبهوا من يصف النبي بالانسان الكامل يخفي عن القوم تاليها للنبي قالوا: وأول الصور: النور المحمدي لما روي: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر» ([4]) انتهى واحتج السرهندي بقول ابن عربي أن الجمع المحمدي أجمع وأشمل من الجمع الالهي([5]). فهل في الكفر أفحش من هذا الكفر ومن هذه الفلسفة المقتبسة من كتاب الفتوحات المكية وكتاب الفصوص الذي ان لم يكن فيه كفر فليس في الدنيا كفر كما قاله الذهبي. ومع ذلك يثني الكوثري الثناء البالغ على الفتوحات وأنه من أعظم السنوحات ويعلل سبب الطعن عليه من الجاهل لدقة مدركه([6]). غرقى في تعاليم المدرسة الفلسفية ان الطريقة النقشبندية متلطخة بتعاليم فلاسفة التصوف الذين صنفهم ابن تيمية بأنهم شر الصوفية وغلاتها. وتأمل نموذجا من مصطلحاتهم الفلسفية. قالوا « مقام الخفي فوق الثدي الايمن بمقدار الاصبعين وحقيقته لاهوتية لطيفة ملازمة لعالم الصفات وهو باطن السر والطف منه، ومرتبته مرتبة الجبروت والاستغراق... ومقام النفس الناطقة في الدماغ »([7]). فأين هذا من السنة التي زعموا أنهم لا يخرجون عنها قيد أنملة؟! وكما تبين لكم بالدليل فان غاية مبادئها وأهدافها تحقيق وحدة الوجود على النمط الذي كان يصرح به ابن عربي والحلاج وغيرهم. صفات الاولياء عند النقشبندية صفات الالوهية وأما أنواع الاولياء وأوصافهم فقد توسع الكمشخاتلي النقشبندي في بيان ذلك وبالغ حتى جعل لهم صفات الربوبية. فقال ما نصه: « وأما أنواع الاولياء والمتصرفين: فمنهم قطب الاقطاب وقطب الارشاد وقطب البلاد وقطب المتصرفين. وهم الكلمات الجامعة الالهية. وقدرتهم القدرة الذاتية... وهم أقطاب العالم وهؤلاء الاوتاد نوابهم: لا موت ولا عارض ولا صعق ولا تغير لهم([8])». فهكذا صرح بأنهم لا يموتون ولا يتغيرون ولا تؤثر عليهم عوارض الدنيا. يتابع فيقول: ومنهم الاثنا عشر نقيبا: وهم مطلعون على تأثيرات الكواكب التي تنزل على البروج. ومنهم النجباء وهم ثمانية عدد السموات مع الكرسي: وهم واقفون على أحوال النجوم ومطلعون على أسرار النجوم والكرسي والعرش. ومنهم: ثلاثمائة رجل من الاولياء على قلب آدم. ومنهم أربعون على قلب نوح. ومنهم سبعة غير الابدال السبعة على قلب ابراهيم. ومنه خمسة على قلب جبريل. ومنهم ثلاثة على قلب ميكائيل. ومنهم واحد على قلب اسرافيل. وعلمه علم اسرافيل جامع للقبض والبسط وعلى هذا المشرب أبو يزيد البسطامي. ومنهم ثمانية عشر قائمون بحقوق الله وظاهرون بأمره ويحكمون بما أراد الله. ومنهم خمسة عشر رجلا وهم المسمون رجال الحنان والعطف الالهي. ومنهم أربعة يسمون رجال الهيبة والجلال وهم يمدون بالاوتاد الاربعة: قالبهم روحاني وقلبهم سماوي معروفون في السماء مجهولون في الارض وعلمهم مما لا يتناهى. ومنهم رجال الاشتياق وهم خمسة. ومنهم رجال الايام الست... وهذه الايام مقالة الصفات السبع: الاحد موجود من صفة السمع. والاثنين من صفة الحياة والثلاثاء من صفة البصر. والاربعاء من صفة الارادة، والخميس من صفة القدرة. والجمعة من العلم. والسبت من الكلام. وكل واحد نال من مظهرية صاحبه:فافهم». يزعمون أن قدم الجيلاني على رقبة كل أولياء الله الصوفية هم الطاعنون في الاولياء وبعد هذا نسال: من هم الطاعنون في الاولياء؟ الصوفية هم الذين زعموا أن عبد القادر الجيلاني قال « قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى». صرح السرهندي بأن السهروردي سمعها من عبد القادر نفسه، إذ كان مصاحبا له.([9]) وهذا طعن بالنبي وصحابته لأن النبي أعظم أولياء الله يليه الصحابة. وعبد القادر لم يخصص جماعة من الاولياء دون آخرين بأنهم تحت قدمه بل أطلق وعمم أن كل ولي لله فهو تحت قدمه. فمن الطاعن في أولياء الله؟! وحقيقة الامر أن الصوفية قد كذبوا على لسان نبيهم، وكل واحد منهم يزعم أنه يراه يقظة بين الاونة والاخرى فكذبهم على سواه من باب أولى. وقد كذب الحافظ ابن رجب هذه الرواية عن الجيلاني واتهم راويها (الشطنوفي) بالوضع والكذب([10]).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |