
26-04-2006, 02:01 AM
|
 |
مشرفة
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: lebanon
الجنس :
المشاركات: 3,272
الدولة :
|
|
من ......حنايا قلبي....اليك ...ابي.........
في لحظة ارتقبناها بفارغ الصبر.. ملأ الضجيج المكان.. أطفئتالأنوار.. كل طالبة تلملم حاجياتها ثم تنحني تنفض ردائها بكف لطختها بقع ألوانمختلفة.. فُتحت الأبواب.. أبواق الحافلات تنذر بقرب المسير.. كل طالبة تخرج منقاعتها محتضنةً عباءتها وحقيبتها الصغيرة.. بدأت بهبوط درجات السلم بخطوات منهكةويدين مثقلتين تحمل ألواحَ وبضع أدوات.. ها هي جموع غزيرة من الفتيات تتدافع للخروجمن البوابة الرئيسية للجامعة.. خرجت بشق الأنفس بعدما تجاوزت الزحام.. لهيب الحرينهش أطرافي.. الإعياء يثقل خطواتي.. الإرهاق يتجسد على ملامحي.. كعادتها.. ها هيسيارة والدي تنزوي بعيدا في موقف الحافلات.. تحاشيا للزحام ولتبرج النساء.. فللهدرك يا والدي.. خرجت أجر خطواتٍ تكاد تتعثر.. الرصيف يتململ من أشعة الشمسالحارقة.. اقتربت كثيرا.. ها هو والدي منسدل على مرتبة السيارة يتأرجح ما بين النومواليقظة.. الإرهاق يبدو على محياه.. ليس ثمة سوى بضع نسيمات تتسلل لنافذة فتحهاأبي.. رحماك يا ربي رحماك.. آآه كم أتمنى أن أرد لك بعض ما قدمته لي لكن أنى لي ذلكولو فديتك بروحي ما وفيت بها حقك.. تبعثرت أفكاري.. تمايلت شغاف روحي.. سقطت دمعةتلو دمعات.. احتضنت الأرض نظراتي.. استجمعت كل قواي وفتحتُ الباب ببطء.. فجأة اعتدلفي جلسته وأطلق من شفتيه ابتسامته الحنون.. وكأن عيونه الكسيرة الملأى عطفا وطهرا،وملامح وجهه الوضاء تنقل إلي رسالة فتهمس إلي بعتاب: أبطأني الانتظار وأقلقني تأخركيا بنيتي!.. حاولت أن أخفي وجهي المبلل بالدموع.. أشار بيده الحانية بالجلوسبالمكان الذي كان موضع رأسه.. شعرت بحرارة المقعد وكأني أشعر بحرارة أنفاسهالطاهرة، فاشتعل القلب نارا وتسارع نبضا.. آآه لو أستطيع لأحنيت رأسي وقبلت كل شيلامسه جسدك الطاهر.. سارت السيارة فسارت معي كل المشاعر الفياضة.. سكون مخيم عمّداخل السيارة.. فجأة توقف كعادته أمام البقالة وهمس إلي: ماذا تشتهين؟!.. طأطأترأسي خجلا ووقارا.. آآه يا ليته لم ينطق بذلك.. ألا يكفيه ما يحمله من هم وتعب.. أطرقت مليا.. حاولت أستجمع ما بقي مني من أنفاس.. أومأت برأسي إليه نفيا.. أي قلبيحمله هذا الكيان.. رباه لقد تعبت مما يستعر في حناياي.. صورتك يا أبي طُبعت فيوجداني.. لن أنساك ما حييتُ يا أبي.. حبك يضخه القلب فيجري في دمي.. كم أتمنى ياأبي أن أرد لك بعضا من جميل ما صنعت.. كم كافحت مرارة العيش.. وتقلبات رياحالحياة.. فاشتعل رأسك شيبا من أجلنا.. لتسكب على شفاهنا بسمةً وفرحا.. والله لوأملك الدنيا وما فيها لفرشت الدروب أمامك بالزبرجد والريحان.. ولفتحت لك أبوابالسعادة والتوفيق.. تنثر لك همسات محبتي.. وصدق مشاعري.. لكني أملك ما هو أغلىوأثمن.. وأقوى وأبقى.. إني أملك يا أبي يدان صغيرتان أرفعها لك في كل صلاة..
|