|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
#12
|
||||
|
||||
![]() التقوى هي سفينة النجاة يوم القيامة
الحمدّ لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام وعلى آله وصحابته الكرام. أما بعد، إخوة الإيمان أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم والسير على هدي حبيبه ورسوله محمد الصادق الأمين، يقول تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}. إخوة الإيمان، إنّ هذه الحياة الدنيا متاع الغرور، فهي بنعيمها وزخارفها وزينتها مآلها إلى الزوال. إنها غرارة كذابة تضحك على أهلها من مال عنها وتركها سلم منها، إنها كالحية ليّن لمسها قاتل سمّها، أيامها سريعة الزوال وساعاتها تمضي كالخيال، آجالنا فيها محدودة وأنفاسنا فيها معدودة. يقول عليه الصلاة والسلام: "ما لي وللدنيا. ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" وقال لابن عمر "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". أيها المسلمون إنّ العاقل الفطن الذكي هو الذي ينظر للدنيا بعين الفكر والاعتبار فيتزود من دنياه لآخرته ومن حياته لمعاده. يقول عليه الصلاة والسلام: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت" ولقد أحسن القائل: إنّ لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلّما علموا أنها ليست لحيّ وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا إخوة الإيمان والإسلام، إنّ الله تعالى خلقنا وأمرنا بعبادته وفرض علينا طاعته وحذّرنا من معصيته، ولم يخلقنا عبثا وسدى بل لنأتمر بأوامره ونسلك درب التقوى التي فيها فلاحنا ونجاتنا يوم القيامة يقول تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}. أحباب رسول الله إنّ خير ما أوصيكم به لآخرتكم هو التزود بالتقوى، فهي سفينة النجاة يقول الله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ويقول أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} فما هي التقوى، أيها المسلمون، إنها الخوف من الجليل واتباع التنزيل والاستعداد ليوم الرحيل، إن التقوى هي أداء الواجبات والفروض واجتناب المحرمات، فمن التزم بها كان من أحباب الله وأحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ويقول عليه الصلاة والسلام: "إنّ أولى الناس بي يوم القيامة المتقون من كانوا وحيث كانوا". أيها المسلمون إن تقوى الله تعالى هي سفينة النجاة يوم القيامة إنها التزام طاعة الله وطاعة رسوله، إنها سلوك طريق نبينا المصطفى ووضع الدنيا على القفا، إنها علم وعمل، والتزام بأداء ما فرض الله واجتناب ما حرّم الله سبحانه وتعالى فهذا هو طريق الفلاح والنجاح، إخوة الإيمان، لا تنغروا بالأموال والأزواج والأولاد ولا تنشغلوا بها عن أداء الفروض والواجبات فكم من أناس يعصون خالقهم ورازقهم بسبب أولادهم، وكم من نساء وآباء وأمهات يتركون الصلوات في أوقاتها من أجل أولادهم وأموالهم وشهواتهم. يقول الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}. أيها المسلمون التزموا واسلكوا درب التقوى وأدّوا الواجبات واجتنبوا المحرمات وتعلموا ما فرض الله عليكم من أمور دينكم ممّا لا بدّ فيه من علم الدين وضرورياته لأنّ نبينا المصطفى يقول: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم" وإنّ أهم ما يجب عليكم أيها المسلمون أن تتعلموه معرفة الله ورسوله لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله" ولأنّ الله تعالى يقول: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. إخوة الإيمان والإسلام إن العبادة لا تصحّ إلا بعد معرفة المعبود، واعتقاد العقيدة الصحيحة بالإيمان بالله ورسوله، لذلك يقول الإمام الطحاوي "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر". فيجب على المسلم أن يعتقد أنّ الخالق لا يشبه مخلوقاته وأنّه ليس من قبيل العالم الكثيف كالسموات والأرض والإنسان وليس من قبيل العالم اللطيف كالهواء والروح والضوء، يقول أحد العلماء العارفين بالله "إنّ الذي علينا وعلى كلّ مسلم أن يعلمه أنّ ربنا ليس بذي صورة وهيئة لأنّ الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وصفاته منفية" أيها المسلمون، إنّ التقوى علم وعمل، فمن تعلّم وعمل بما تعلّم كان من الناجين الفائزين يوم القيامة. يقول الله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}. أحباب رسول الله، إن الله سبحانه وتعالى يكرم عباده المتقين عند الحشر وفي مواقف القيامة، فهم لا يخافون عندما يخاف الناس ولا يحزنون عندما يحزن الناس فهم يحشرون وهم لابسون راكبون طاعمون يأتيهم رزقهم من خالقهم ومالكهم، يقول الله عزّ وجل: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} ويقول تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}. احباب رسول الله، إنّ الذين سلكوا طريق التقوى فأدوا الواجبات واجتنبوا المحرمات يدخلهم الله يوم القيامة جنّات النعيم وهم مكرمون مطمئنون يقول تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}. جعلنا الله وإياكم من الذين يسلكون طريق التقوى والطاعة حتى نكون من الفائزين يوم القيامة، اللهم إنّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. |
#13
|
||||
|
||||
![]() كتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد الله: ( أما بعد... فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل الذي لا بد لك من لقائه، ولا منهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة ).
وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله تعالى: ( أما بعد.. أوصي بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه، لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر وجلك، والسلام ). ومعنى التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه. وتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه. وإليك أخي الكريم: بعض عبارات سلفنا الصالح في توضيح معنى التقوى. قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( المتقون: الذين يحذرون من الله وعقوبته ). وقال طلق بن حبيب: ( التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله. وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله ). وقال ابن مسعود في قوله تعالى: اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [آل عمران:102] قال: ( أن يُطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر ). فاحرص يا أخي الكريم على تقوى الله عز وجل فهو سبحانه أهل أن يُخشى ويُجل، ويعظم في صدرك. |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |