هل أنت ممن يحتفلون بشم النسيم ؟

[عنان السماء]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الحمد لله والصلاة على رسول الله؛ اما بعد:
*ماهو شم النسيم؟

هو عيد عند النصارى يعقب صيامهم أربعين يوما أو سبعة اسابيع على اختلاف مذهبهم حيث يصومون عما فيه روح كاللحم والسمك
ونحوها،وعما خرج مما فيه روح كالبيض واللبن والسمن،وفى يوم الاحد الذى يسمونه(عيد القيامة المجيد)الذى يعتقد النصارى فيه أن
اليهود قتلوا عيسى عليه السلام،وصلبوه يوم الجمعة وهى ما يسمونها(الجمعة المقدسة)،فظل الجمعة والسبت ثم قام يوم الاحد وهو
مايسمونه (عيد القيامة)،ثم ياكلون مافيه روح يوم الاثنين وهو ما يسمونه( شم النسيم).

*حكم الاحتفال بأعياد الكفار ومنها شم النسيم:

لايجوز لمسلم أن يحتفل بأعياد المشركين ولا أن يظهر شيئا من الفرحة والزينة ونحو ذلك فى أعيادهم لأمور:
1_الأعيادمن جملة الشرع،قال الله تعالى( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )"المائدة:45".
وهى من المناسك التى قال الله عنها" لكل جعلنا منسكا هم ناسكوه )"الحج:34"
قال شيخ الاسلام -رحمه الله-:فلا فرق بين مشاركتهم فى العيد وبين مشاركتهم فى سائر المناهج فان الموافقة لهم فى العيد موافقة فى
الكفر،والموافقة فى بعض فروعه موافقه فى بعض شعب الكفر،بل الأعياد هى أخص ماتتميز به الشرائع،ومن اظهر ما لها من الشعائر
فالموافقة فيها موافقة فى أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره.
قال أيضا شيخ الاسلام -رحمه الله-:وان مشابهة النصارى وغيرهم من المشركين فى بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل،.
2-ما يفعلونه فى عيدهم معصية لله،لأنه اما محدث مبتدع واما منسوخ،فلا يجوز موافقة هؤلا المغضوب عليهم والضالين،لأن مشابهتهم كمشابهة أهل البدع وأشد."أقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم(165)".

*ماحكم تهنئة النصارى بشم النسيم؟

لايجوز لمسلم ان يهنئ مشرك بعيد من أعيادهم الباطلة لأن ذلك أقرار له على باطله،وهذا لايجوز لقول النبى صلى الله عليه وسلم:" من رأى منكم منكرا
فليغيره بيده،فأن لم يستطع فبلسانه،فأن لم يستطع فبقلبه،وذلك أضعف الايمان"-رواه مسلم-،فأضعف الايمان أن تجتنب النصارى والمشركين فى أعيادهم أنت واهلك وولدك لقوله تعالى:"يأيها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا"
قال ابن القيم-رحمه الله-:أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالأتفاق مثل أن يهنئهم بصومهم اوبعيدهم فهذا ان سل قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب،بل ذلك أعظم اثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر ونحوه(أحكام أهل الذمة).
قال الشيخ مصطفى العدوى -حفظه الله-:الاسلام يعلو ولايعلى عليه،والنبى صلى الله عليه وسلم لم يهنئ النصارى ولا اليهود بأعيادهم ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة،فلا يجوز أن نهنئهم بأعيادهم.

*حكم أكل الفسيخ عند الفقهاء:

الفسيخ حلال،ودم السمك طاهر،لأن الله عز وجل لم يأمرنا بذبحه،ولو كان نجسا لأمرنا بذبحه كالحيوانات لاخراج الدم منه،وبعض الناس يقول بأنه حرام لانه أنتفخ فصار جيفة .
وهذا خطأ ايضا , لان السمكة حتى لو انتفخت جاز اكلها لما رواه البيهقى بسند صحيح عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال : اشهد على ابى بكر الصديق رضى الله عنه انه قال : ( السمكة الطافية حلال لمن اراد اكلها ) .
ولما ثبت فى الصحيحين من حديث سرية الخبط حيث اخذوا ياكلون من سمكة العنبر شهرا فى حر الصحراء ولما عادوا منها بشئ اكل منه النبى صلى الله عليه وسلم وهو حديث مشهور .
*حكم أكل الفسيخ فى يوم شم النسيم:

لايجوز لأمور:-
1-أن النصارى يأكلون الفسيخ فى هذا اليوم تعبدا.
2-لأن ذلك فيه تشبه بهم،والنبى صلى الله عليه وسلم يقول:"من تشبه بقوم فهو منهم"-صحيح رواه احمد وصححه الألبانى.
3-لأن هذا أقرار لهم على دينهم وهذا لايجوز.

*حكم بيع الفسيخ والرنجة والبيض فى شم النسيم:

قال بن القاسم -رحمه الله-:"لايحل للمسلمين أن يبيعوا من مصلحة عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم".
يقول بعض العلماء:المقرر شرعا أن كل بيع أعان على معصية فهو محرم لقول الله عز وجل(وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان)"المائدة2"،واذا كان أصل بيع هذه الأشياء جائز الا اذا كانت مخصصة بعيد الكفار ومشاركتهم فى عيدهم فان البيع فى هذه الحالة غير جائز شرعا

*واخيرا الحكمة من مخالفة المشركين فى أعيادهم:

قال ابن الحاج-رحمه الله-اذا رأى المشركون المسلمين يوافقونهم فى الاحتفال بعيدهم كان ذلك شيأ فى غبطتم بدينهم ويظنون أنهم على الحق)"المدخل".
قال ابن القيم -حمه الله-نهى عن التشبه بأهل الكتاب وغيرهم من الكفار فى مواضع كثيرة لأن المشابهة فى الهدى الظاهر ذريعة الى الموافقة الباطنة،فانه اذا أشبه الهدى الهدى أشبه القلب القلب)"اغاثة اللهفان".

*راجع:"الابداع فى مضار الابتداع" للشيخ /على محفوظ"، "حكم الاسلام فى الاحتفال بشم النسيم" للشيخ/ وحيد عبد السلا م بالى.
__________________

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحد وافترقت النصارى على ثنتى وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة وستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله : قال : ما أنا عليه الآن وأصحابى "