|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() ![]() الطفل المثالي ![]() وإن كان الجميع مقصرين في تحسين خطوطهم فإني أحمد الله على خطي الذي تشهد عليه كل واجباتي..ولا أبخل على نفسي بالراحة ولكن في حدود الوقت المعقول ، فأفعل كل ما يحلو لي من التسلية البريئة أحضر الى مدرستي وأنا رافع الرأس واضعا أمامي أماني المستقبل منصتا لمدرسي مستوعبا لكل كلمة، وأناقش وأسأل وأكون بذلك راضيا عن نفسي كل الرضا وإذا حان الوقت المناسب للمذاكرة فيجدني خلف المنضدة المعدة للمذاكرة ، أرتب مذاكرتي من مادة الى أخرى حتى أجد نفسي وقد استوعبت كل المواد ، كم أكون مسرورا بما فعلته في يوم ملئ بالعمل والأم |
#12
|
||||
|
||||
![]() ![]() البخيل المغرور ![]() كان غضبان رجلاً غنياً، لكنه كان متكبراً بخيلاً، يخافه الجميع لسوء خلقه، وبينما كان يسير ذات يوم في السوق اصطدم بحمّال يحمل على ظهره جرة كبيرة مليئة بالصباغ (مادة لتلوين الثياب) فاختل توازن الحمّال، وسقطت الجرة على الأرض، فانكسرت وتناثر الصباغ على ثياب غضبان فلما رأى غضبان ما حلّ بثوبه انهال ضرباً على الحمال، والحمال المسكين يعتذر منه ويستغيث بالنسا، ولا أحد ينصره، فالكل يخاف غضبان. وسمع أسامة صراخ الحمال، وكان شاباً كريماً شجاعاً، يعمل في متجر والده، فأسرع لنجدة الحمّال، وأمسك غضبان بقوة وقال له: اتق الله، لا يحق لك أن تضرب أحداً بغير حق. فقال غضبان لأسامة: ألا ترى يا أعمى؟ لقد أتلف هذا الأحمق ثوبي بالصباغ الذي كان يحمله. فقال أسامة حدث ذلك بدون قصد منه، وسيدفع لك ثمن الثوب، فلا تضربه. ضحك غضبان وقال: وهل يستطيع هذا الحمال الفقير أن يدفع ثمن الثوب؟ إنه يساوى مائة دينار ذهباً. سقط الحمال مغشياً عليه عندما سمع ذلك، فهو لا يملك حتى عشرة دراهم فضية. وحاول الجميع أن يقنع غضبان بأن يسامح الحمّال، ويرحم حاله، لكنه رفض، فأسرع أسامة إلى متجر والده، وأحضر مائة دينار، وأعطاها لغضبان "فرح غضبان" لأن ثوبه لا يساوي هذا المبلغ، ولكن لما أراد أن ينصرف، جذبه أسامة بشدة وقال: قد قبضت الثمن، وأريد ثوبي. فقال غضبان مستغرباً: حسناً، أذهب إلى البيت، وأخلع الثوب وأرسله لك مع الخادم. ولكن أسامة أمسك بثيابه وجرّه بقوة وقال: قد رفضت أن ترحم هذا المسكين فاخلع ثوبي الآن. ووقف الجميع مع أسامة، فاحتار غضبان ماذا يفعل فهو يريد المال، ولكنه لا يستطيع أن يخلع ثوبه أمام الناس، فنظر إلى أسامه شرزاً (بحقد واحتقار) وقال: حسناً، سأشتري الثوب بمائة دينار. ولم يقبل أسامة وقال له: إما أن تعطيني ثوبي الآن، أو تدفع ثمنه مائتي دينار في الحال. فقد غضبان عقله وأخذ يصيح: كيف تبيع ثوباً بمائتي دينار، وقد اشتريته بمائة؟ وظل يرجو أسامة أن يقبل المائة دينار ويتركه لينصرف. فقال أسامة: إما أن تعطيني الثوب الآن، أو تدفع قيمته مائتي دينار أو تعتذر من الحمال، عندئذ سأسامحك. ازدادت حيرة غضبان البخيل، فهو جبان لا يستطيع أن يضرب أسامة الشاب القوي ابن التاجر الكبير، كما أن الحاضرين سيشهدون بما حدث، وهو بخيل جداً ولا يمكن أن يدفع مائتي دينار ثمناً للثوب، فلم يجد غضبان إلا أن يعتذر للحمال ويعطيه عشرة دنانير تعويضاً عن إهانته، وانصرف ذليلاً ملطخ الثياب |
#13
|
||||
|
||||
![]() ![]() بلبلي في القفص ![]() وضعته أمامي، ورحت أنظر إليه بحب، وأنا أبتسم، وأنا أقول في نفسي: - سيأكل ويشبع، ويرتوي من الماء، وسيغرد لي أعذب الألحان! لكن بلبلي الجميل لم يغرد! ظل ساكناً في ركن من القفص، وهو مهموم حزين! نظر إليّ جدي العزيز، وقال وهو يحرّك شعر رأسي بأصابعه وبحنان: - لن يغرد بلبلك الجميل يا ولدي! هل تستطيع أنت، أن تلعب وتمرح، وأنت سجين في داخل قفص؟ فهمت ما قصده جدي، فأسرعت، وحرّرت بلبلي الفتان! طار ووقف على زيتونة وراح يغرد ويغرد بلا انقطاع.. لاشك أنه كان يشكر جدي |
#14
|
||||
|
||||
![]() ![]() نهاية الكذب ![]() يحكى في قديم الزمان, أن شابين خرجا في تجارة وكان أحدهما طيب القلب وأمين ويدعى علاء, والآخر ماكر و مخادع ويدعى زاهر. وبينما هما في الطريق ذهب علاء ليقضي بعض أموره فوجد كيساً من المال فأخذه, وعاد إلى زاهر ليخبره بما وجد, فقررا أن يقتسما هذا الكيس عند عودتهما. ولكن زاهر كان ماكراً فأراد أن يأخذ الكيس كله, وعندما اقتربا من المدينة قال علاء لزاهر:خذ نصف المال واعطني ![]() بعد ذلك قام زاهر بأخذ المال وسوى الأرض كما كانت, ومرت أشهر احتاج فيها علاء إلى المال, فأبلغ زاهر بحاجته تلك فذهبا إلى المكان, ليأخذ علاء بعضاً منه كما تم الاتفاق, ولكنه فوجئ بعد وجود كيس المال, فقال لزاهر:إنك خدعتني وأخذت المال, فأجابه زاهر: بل أنت من سبقني إليه. ![]() فذهبا إلى القاضي ليحكم بينهما, وقص علاء قصته, إلا أن زاهراً أنكر وحلف يميناً باطلاً, فقال له القاضي: هل لديك دليل, فأجابه زاهر بمكر: نعم إن الشجرة التي دفنا المال تحتها لتشهد أن علاء هو من أخذ المال. فذهبوا إلى مكان الشجرة, وكان زاهر قد أمر أباه أن يختبئ داخل الشجرة, ويوهم القاضي وكأن الشجرة تنطق. فسأل القاضي الشجرة: هل صحيح أن علاء هو من أخذ المال؟؟؟. فأجاب أبو زاهر :نعم. ![]() ولكن القاضي كان من الأذكياء, وارتاب لأمر الشجرة, فأمر بجمع الحطب لإحراق الشجرة, وعندما سمع أبو زاهر ما قاله القاضي, أخذ يستجير ويصيح, فسأله القاضي عن القصة, فأخبره الحقيقة, فأمر القاضي بجلد زاهر ووالده, وأعطى المال إلى علاء |
#15
|
||||
|
||||
![]() ![]() الولد الشقي ![]() كان ولد يدعى هادي... ولكنه كان شقياً جداً! وكانت له صفات جميلة إلا أنه كان لا يهتم بنظافة الشارع؛ فكان دائما يأكل الحلوى ويرمى بالورق فى الشارع .. كان يسبب لجيرانه المضايقات لأن هذا العمل كان يتسبب فى وجود الحشرات حول منازلهم.. وكان هادي يفضل من الفواكه " الموز ". وفى يوم من الأيام، أكل هادى أصبعاً من الموز ورمى به في الشارع كعادته. وكان له جار عجوز يسير فى الشارع ومعه سلة من البيض، أتدرون ماذا حدث؟! ![]() هل تعتقدون أنه بهذة الطريقه يلعب ؟! وحاول فى اليوم التالى أن يلقى بقشر الموز مرة أخرى في الشارع. فسمع بعد ذلك صوت أخته الصغيرة تبكي لأنها مشت فوق الموزة وبالطبع تزحلقت. ![]() ولكن ما الذي كان يبكيها؟ ليس لأنها تزحلقت فحسب، ولكن لأن الهدية التى اشترتها لأخيها هادي تكسرت عندما وقعت. وعندما علم هادى بهذا الأمر حزن بشدة لوقوع أخته ولكسر اللعبة التى اشترتها له. ماذا تعلم من هذا الموقف؟؟ ألا يلقى بالقمامة فى الشارع مرة اخرى. ومن يومها أصبح اسماً على مسمى. |
#16
|
||||
|
||||
![]() ![]() خير الاصدقاء ![]() ظلَّ الكاتبُ غارقاً في تفكيرٍ عميقٍ، كان يبدو مهموماً قلقاً. بعدَ قليلٍ نهضَ منْ كرسيهِ وتوجهَ إلى النافذةِ، وقفَ هناكَ ينظرُ إلى السَّماءِ وإلى حديقةِ المنزلِ وزهورها الملونةِ الجميلةِ. عاد الكاتبُ مرةً أخرى إلى منضدتهِ، لكنهُ لم يستطعْ أن يكتبَ شيئاً. فجأةً، انبسطتْ أساريرهُ، وغمرهُ فرحٌ كبيرٌ؛ فقدْ خطرتْ في ذهنهِ القصصُ التي سيكتبها. بدأَ بكتابةِ القصَّةِ الأولى، وبعد أنْ أَتمَّها، قرأها بدقة وإمعانِ. شعرَ بالارتياحِ وقال لنفسهِ: إنَّها قصَّة جميلةٌ .. ستنالُ إعجابَ القرّاءِ حتماً .. سأكتبُ القصصَ الأخرى. بعدَ أيامٍ انتهى الكاتبُ من تأليفِ القصصِ؛ ونظرَ إلى أوراقهِ بسعادةٍ غامرةٍ. وصاحَ فرحاً: سأضعُ عنواناً لهذه القصصِ .. عنوانها هو: (القصصُ الطَّريفةُ)! ![]() في صباحِ اليوم التّالي حملَ الكاتبُ المبدعُ أوراقهُ إلى إحدى دورِ النَّشرِ. قالَ لمديرِ الدّارِ: لقد عانيتُ كثيراً في كتابةِ هذه القصصِ.. وأتمنّى أن تنالَ رضاكَ يا سيِّدي لأنني أريدها أن تصلَ إلى أصدقائي. قال مديرُ دارِ النَّشرِ: أنتَ على حقًّ أيُّها الكاتبُ.. لنْ يضيعَ تعبكَ سدىً بلْ سيقرأُ الأصدقاءُ ما كتبتهُ منْ قصصٍ.. قرأَ مديرُ دارِ النشرِ القصصَ الطريفةَ بإمعان فأعجبتهُ. فقرَّر أن يطبعها كتاباً في أقربِ وقتٍ ممكنِ. وبعدَ مدَّةٍ قصيرةٍ أخذتِ القصصُ الطَّريفةُ طريقها إلى المطبعةِ الحديثةِ. هناكَ، عملَ الطَّباعونَ بجدَّ ونشاطٍ في إكمال طبعِ القصصِ لتكونَ كتاباً في متناولِ أيدي الأصدقاءِ. كانتْ فرحةُ العمالِ كبيرةً حين انتهوا من طبعهِ. تولَّى أحدُ العمَّالِ نقلَ نسخِ الكتابِ إلى المخزنِ. أتمَّ العاملُ مهمَّتهُ، وقبلَ أن يغادرَ المخزنَ سمعَ كتاباً يقولُ: -إنَّهُ مكانٌ دافئٌ مشبعٌ برائحةِ الورقِ.. ليتنا نبقى في هذا المكانِ ! توقَّفَ العاملُ في مكانهِ وقالَ مبتسِماً: -لمْ يرهق الكاتبُ نفسهُ ولمْ يتعبِ العمّالُ منْ أجلِ أنْ تبقى الكتبُ في المخازنِ.. ستأتي الشّاحناتُ صباحَ الغدِ لتنقلكمْ إلى أماكنَ أخرى، لأنَّنا سنطبعُ غداً كتاباً جديداً ثمَّ نضعهُ في هذا المخزنِ! قالَ أحد الكتبِ: أيُّها العاملُ المثابرُ.. لقدْ وجدنا في هذا المكانِ الدَّفءَ والهدوءَ.. لهذا نرغبُ في البقاءِ هنا.. قالَ العاملُ وهوَ ينظرُ إلى أكوامِ الكتبِ: -أيُّها الأصدقاءُ.. ما فائدةُ الكتابِ بعدَ أنْ يطبعَ؟ الفائدةُ هيَ أنْ يذهبَ لأصدقائهِ ليجدوا فيهِ الفائدةَ الكبيرةَ والمتعةَ الكثيرةَ.. إنَّكم ستذهبونَ إلى المكتباتِ ومحلاَّت بيع الكتبِ، ومنْ هناكَ يصحبكمْ أصدقاؤكمْ إلى مكتباتهمُ الصَّغيرةِ.. والآنَ، وداعاً أيُّها الأصدقاءُ.. أقفلَ العاملُ بابَ المخزنِ وانصرفَ إلى منزلهِ. عندما حلَّ المساءُ، خيَّم على المخزنِ ظلامٌ دامسٌ. فكَّرتِ الكتبُ في أمرها وانتابها الحزنُ عندما تذكَّرتْ أنَّها في الصبَّاح ستفترقُ قطع الصَّمتَ أحدُ الكتبِ قائلاً بصوتٍ مرحٍ: أيُّها الأعزاءُ .. لماذا كلُّ هذا الحزنٍ؟ علينا أنْ نفرحَ لأنَّنا سنذهبُ إلى أماكنَ نظيفةٍ مليئةٍ بكتب أخرى متنوعةٍ.. سنمكثُ هناكَ مدَّةً قصيرةً ثمَّ يذهبُ كلُّ واحدٍ منّا معَ صديقٍ منَ الأطفالِ.. فأقترح عليكمْ أنْ ننامَ مبكِّرينَ لأنَّ أمامنا في الغدِ رحلةً قد تكونُ طويلةً.. اقتنعتِ الكتبُ بهذهِ الفكرةِ فنامتْ مبكِّرةً. ![]() في صباح اليومِ التّالي نقلَ العمّالُ رزمَ الكتبِ إلى الشّاحناتِ الَّتي اصطفَّت أمام باب المخزنِ الكبيرِ. وبعدَ ساعاتِ قليلةٍ انطلقتِ الشَّاحناتُ في شوارع المدينةِ، فبعضُ الشّاحناتِ اتَّجهَ إلى المدنِ البعيدةِ، والبعضُ الآخرُ اتَّجهَ إلى مكتباتِ المدينةِ. وفي مكتبةٍ كبيرةٍ وسطَ المدينةِ تطلُّ على شارعٍ رئيسٍ، كان كتابُ القصصِ الطَّريفةِ متربِّعاً داخلَ الواجهةِ الزُّجاجيَّةِ. كانَ الكتابُ مرتاحاً وهو يشاهدُ حركةَ النّاس والسَّياراتِ والباعة. تمنّى الكتابُ أن يبقى في المكتبةِ مدَّةً طويلةً، لكنَّهُ تذكَّرَ ما قالهُ عاملُ المطبعةِ منْ أنَّ الكتابَ يظلُّ من دونِ فائدةٍ إذا لمْ يقرأهُ الأصدقاءُ.. أدركَ الكتابُ حينذاكَ بأنَّ عليهِ أنْ يكونَ مفيداً للآخرينَ، فراحَ يتطلعُ إلى وجوهِ زوّارِ المكتبةِ بحثاً عن صديقٍ. فجأةً، وقفَ صبيَّ أمام الكتابِ ينظرُ إليه باهتمامِ. كان الصَّبيُّ يحملُ على ظهرهِ حقيبتهُ المدرسيَّةَ. تناول الصَّبيُّ الكتابَ وراحَ يقلبُ أوراقهُ على عجلٍ. فرحَ الكتابُ وتمنّى أنْ يذهبَ مع الصَّبيَّ إلى منزلهِ. لكنَّ الصَّبيَّ أعاد الكتابَ إلى مكانهِ وهمَّ بالانصرافِ. ![]() التفتَ الصَّبيُّ حولهُ متعجِّباً. فعادَ الكتابُ يناديهِ من جديدٍ. عند ذلكَ انتبهَ الصَّبيُّ إلى الكتابِ. فقالَ الكتابُ: -أنتَ ذاهبٌ إلى المنزلِ.. أليسَ كذلكَ؟ لمَ لا تأخذني معكَ؟ وضعَ الصَّبيُّ يدهُ على جيبِ قميصهِ وقال معتذراً: - ما عندي منْ نقودٍ لا يكفي لاقتنائكَ وشراء الحلوى! فقالَ الكتابُ: لكنَّك عندما تقرأُ صفحاتي ستجدُ متعةً أكثرَ من أيَّةِ متعةٍ تحصلُ عليها من الحلوى! ابتسمَ الصَّبيُّ ودفعَ النُّقودَ إلى البائعِ ووضعَ الكتابَ في محفظتهِ المدرسيَّة. وفي المنزلِ، ظلَّ الكتابُ يراقبُ صديقهُ وهوَ يقرأُ دروسهُ ويكتبُ واجباتهِ البيتِيَّة. وبعدَ أن انتهى الصَّبيُّ منْ تحضيرِ دروسهِ، تناولَ الكتابَ وراحَ يقرأُ الصَّفحةَ الأولى ظلَّ الصَّبيُّ مشدوداً إلى قصص الكتابِ. كان فرحاً للغايةِ وهوَ يقرأُ. وقبلَ أن يبدأ بقراءةِ القصَّةِ الثَّانيةِ سمعَ صوتَ أمِّهِ تناديهِ منْ غرفةِ الطَّعامِ. ![]() قالتِ الأمُّ: لقدْ تأخرت كثيراً في غرفتكَ يا ولدي.. هل وجدتَ صعوبةً في دروسكَ؟ أجابَ الصَّبيُّ: تأخرتُ في غرفتي لأنَّني كنت مع صديقي! تعجبَّتِ الأمُّ وقالتْ: لكنَّني لمْ أرَ أحداً يدخلُ معكَ! فقالَ الصَّبيُّ وهوَ ينهضُ: سآتيكِ يا أماهُ بصديقي لتتعرَّفي عليه. انطلق الصَّبيُّ إلى غرفته، وبعد قليلٍ عادَ حاملاً كتابَ القصصِ الطَّريفةِ. قالتِ الأمُّ بعد أن قلَّبتْ صفحاتِ الكتابِ: سأتعرَّفُ عليهِ أكثرَ بعدَ أن أقرأ ما فيهِ.. نعمْ يا ولدي إنَّ الكتابَ صديقٌ وفيُّ.. إنَّهُ كما يقولونَ:"خيرُ صديقٍ في الزَّمانِ كتابُ...". |
#17
|
||||
|
||||
![]() ![]() ثمرة الشهامة ![]() يحكى أن أحد اللصوص تسلل إلى داخل بيت في طرف قرية، وأخذ يجمع اشياء من أمتعة ذلك البيت، وهو يتحرك في داخله بحذر وهدوء في ضوء باهت يتسلل من ثقوب جدرانه القصبية. ولم يكن في البيت تلك الساعة من الليل غير امرأة صاحب البيت الذي كان مسافراً سفراً بعيداً عن قريته، فتنبهت لوجود اللص، بعد أن أيقظها بكاء طفلها الذي يريد الرضاعة، وحارت فيما تفعل.. فهل تصيح؟ هل تكلمه وتتوسل إليه أن يترك أشياءهم ويخرج؟ لكنها خافت أن تقول هذا، فربما كان اللص مسلحاً، أو كان بلا ذمة ولا ضمير وآذاها أو آذى طفلها. أما اللص فكان مستمراً في جمع ما ينتقي من أشياء البيت، ثم رأته يحاول جمع أطراف العباءة وشدها، وبذل جهداً كبيراً حتى تمكن من شد أطرافها بعضها مع بعضها الآخر، غير أنه ارتبك أمام صعوبة حملها، فقد حاول أن يرفعها عن الأرض عدة مرات، فلم يفلح، كانت الأشياء ثقيلة جداً، فوقف حائراً يتلفت، وبعد وقت فكر في سحبها إلى خارج الكوخ، لكنه ترك تلك الفكرة، فماذا سيظن به من سيراه وهو يسحب عباءة مملوءة بمتاع بيت؟! وهكذا انطلق يجمع قوته كلها، ويشد يديه وساقيه لكي يرفعها، غير أنه لم ينجح إلا في تحريكها وزحزحتها. المرأة رأته وهي ترضع طفلها، ورأت أن تسكت، فسيأتي الصباح، وعندئذ سيجذب عباءته من تحتها ويهرب، لكنه قد يهرب بأفضل متاعهم بعد أن يترك الكثير الذي لا ينفعه من ذلك المتاع. في هذه اللحظة جاءت للمرأة فكرة حسنة، أسرعت تنفذها، فقرصت ولدها الذي يرضع، فصرخ، وأجابته: كف عن الرضاعة والبكاء يا ولد.. دعني أساعد خالك على حمل عباءته. فانتفض اللص متعجباً مما سمع، وأعادت المرأة: اهدأ يا ولد.. وسأعود إليك وأرضعك بعد أن أعين خالك على حمل عباءته الثقيلة عليه. اللص نظر إلى المرأة وهي تتحرك في اتجاهه، وأخذ يفكر بكلمة خالك...إنها إذن عدته أخا لها، فمن العار إذن أن يسرق أخ متاع أخته، وقبل أن تصل إليه، قال اللص:عودي يا أختي لولدك، وأكملي رضاعته.. وسأكون أخاً لك فعلاً. وسحب عباءته من تحت الأشياء بعد أن فك عقدتها، وعند الباب قال: المعذرة يا أختي... وأسرع ينسحب خارجاً. بعد أيام.... كان اللص يمشي في القرية ذات صباح، حين رآى رجلاً يضرب امرأة، لما دنا منهما عرف المرأة- إنها تلك التي عدته أخاً لها تلك الليلة، فتوجه إلى الرجل ليمنعه من ضربها، وهنا غضب الرجل، وصاح به: من أنت لتمنعني عن ضرب زوجتي..... قال الرجل: أنا أخوها..... فوجئ الزوج بما سمع، وراح ينظر إليه متعجباً، غير مصدق ما يسمع، ثم هتف غاضباً وهازئاً ومستنكراً: أنت أخوها ..؟! وضحك .. وأكمل: أنا لم أعرف لزوجتي أخاً قبل هذه اللحظة. وعندئذ حكى الرجل، وحكت المرأة ما حصل تلك الليلة، فوقف الزوج مندهشاً وحائراً، ثم أقبل عليه يصافحه وهو يقول: أهلاً وسهلاً بخال ابني.. أهلا وسهلاً بأخي زوجتي.. تفضل إلى دارنا... وهتف بزوجته: هيئي لي ولأخيك ما نأكله. وانطلقا يتجاذبان أطراف الحديث. |
#18
|
||||
|
||||
![]() ![]() الصبر كنز لا يفنى وذات يوم حملت فاطمة الجرّة على رأسها، وذهبت إلى البئر لتملأها بالماء، فأفلتت الجرّة من بين يديها، وغاصت في الماء، فوقفت لحظة على حافة البئر تفكر وهي في حيرة من أمرها وعيناها تنظران إلى الماء في قاع البئر العميقة فلم تلبث أن دار رأسها، ثم أغمى عليها فهوت في قاع البئر.. وعندما أفاقت رأت نفسها في حديقة غناء، فأخذت تسير في الحديقة وهي غير مصدقة لما تراه عيناها، ولم تزل تمشي حتى انتهت إلى كوخ صغير قد جلست إلى بابه عجوز فاندهشت فاطمة وهمت أن تمشي غير أن العجوز نادتها قائلة: تعالى لا تخافي شيئاً.. إنني في حاجة إليك فهل لك أن تعيش معي في هذا الكوخ وتؤنسين وحدتي؟ فأجابت فاطمة دعوة العجوز وعاشت معها تخدمها، وتعد لها الطعام، وتعطف عليها. وفي يوم من الأيام قالت لها العجوز: إن كنت يا ابنتي تريدين العودة فأعدي نفسك، ثم فتحت باباً من أبواب الكوخ فإذا أكوام من الذهب والجواهر فقالت: خذي ما تشائين، ثم افتحي هذا الباب، فلما فتحته فاطمة رأت نفسها بالقرب من دارها فأسرعت إلى أختها وزوجة أبيها تنثر بين أيديهما الذهب، وتقص عليهما قصتها فقالت زوجة أبيها لابنتها عائشة: اذهبي ولا تعودي إلا بملء الجرّة ذهباً. ذهبت عائشة إلى البئر فوضعت الجرّة على الحافة كأنها تريد أن تملأها ماء، ثم أفلتتها فلم تكد تغوص في الماء حتى ألقت نفسها وراءها، ثم رأت نفسها تسير في تلك الحديقة والعجوز تناديها إن أردت يا ابنتي أن تعيشي معي عليك بتدبير الكوخ، فأظهرت الفتاة الطاعة وظلت تعمل طوال اليوم، ولكنها في اليوم الثاني بدأت تشعر بالملل فلما كان اليوم الثالث كان الضيق والهم قد استوليا عليها، فقالت لها العجوز أعدى نفسك للعودة، وافتحي هذا الباب لترى ثمرة عملك. ففرحت عائشة وأسرعت إلى الباب وهي تحمل الجرّة لتملأها ذهباً وجواهر ولكنها لم تجد وراء الباب إلا أكواماً من الوحل وأسراباً من الحشرات فقامت الفتاة مرعوبة، وأخذت تجري في الطريق المفتوح أمامها، والوحل يجاذب رجليها والحشرات تزحف عليها حتى وصلت إلى أمها، وقد تلوثت ثيابها وامتلأت جرتها بالحشرات ودواب الأرض. |
#19
|
||||
|
||||
![]() ![]() الغش و الخداع أوصاني أبي في ذلك اليوم أن أشتري حلوى لأن عمي وعائلته سوف يسهرون عندنا.. ذهبت أنا وزميلي سامي للشراء، ولما دخلنا المحل استقبلنا صاحبه ![]() بوجه طلق فهش وبش ورحب، فطلبت منه علبة بقلاوة، فقام بتحضيرها بنفسه قائلاً: الحساب 19 ريال، فأعطيته 20 ريال، وأعاد لي الباقي، ورجعت وسامي من حيث أتينا، وفي طريق العودة نظرت إلى النقود فانتفضت مندهشاً، توقف سامي وقال متعجباً: ما بك يا محمود؟!! قلت له: إن الحلواني أخطأ الحساب فأعطاني ريالين بدلاً من ريال، فابتسم سامي وقال: بسيطة.. نرجع الآن ونعيد له الريال.. حملقت في سامي قائلاً: ماذا؟!.. أعيد الريال بعدما أصبح في جعبتي.. أي مجنون أنت؟! قال سامي صعقاً: ماذا تقصد؟ قلت له: لنرتع ونلهو، طار عقل سامي قائلاً: أترتع وتلهو بريال؟! ماذا تشتري به.. إنه ليس إلا ريالاً!! فقلت وقد تملكني الهوس: أضيف عليه بعض الريالات.. فيتحقق الهدف.. هذه ليست مشكلة .. جن جنون سامي وحاول إقناعي بإرجال الريال إلى صاحبه ولكنه فشل، فولى مدبراً وتركني رافضاً العبث بأموال الناس على حد قوله.. أما أنا فمضيت إلى السوبر ماركت واشتريت بوظة وشوكولاته وعصير وجعلت آكل وأشرب بنهم حتى انتفخت بطني وعدت أدراجي إلى المنزل وأعطيت أبي الحلوى ولاريال فشكرني وأثنى عليّ.. بعد برهة من الزمن سرى ألم فظيع في بدني فشعرت بقشعريرة وارتجفت، وجعلت أغلى وصارت بطني تفور كالبركان فصرخت صرخ عظيمة: آآآآآه.. أنا السبب.. كان عليّ أن أعيد الريال إلى صاحبه.. آآآآآآه.. كان أبي نائماً في الغرفة المجاورة فاستيقظ فزعاً، وقد سمع مقالتي فجاء مهرولاً: مالك يا ولدي.. ماذا أصابك؟ فأخبرته الخبر ودموعي تترقرق على وجنتي.. هز رأسه أبي قائلاً: لقد كان صديقك سامي على حق.. ألا تعرف يا محمود أن هذا غش وخداع وتضليل؟!.. وأكل لأموال الناس بالباطل.. ألم يكرمك صاحب المحل؟.. ألم يقدم لك أفضل الحلوى بنفس راضية؟! لماذا لم تعامله بالمثل؟؟.. اعلم يا محمود أن كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به.. ومن غشنا فليس منا.. كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.. طأطأت رأسي قائلاً: أنا مذنب.. فما العمل؟ قال لي أبي وهو يمسح دموعي: تذهب إلى صاحب محل الحلوى الآن وتعطيه الريال وتعتذر منه.. ولكن عدني ألا تغش أحداً بعد اليوم.. فقلت بغبطة: سأفعل يا أبي.. سأفعل. |
#20
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مجهود طيب منكِ مشرقتنا الفاضله ... فتاة القسام .. وحكايا وقصص مفيده لاحباب الله بارك الله فيكي وجعل هذا المجهود فى ميزان حسناتك
__________________
[CENTER] كبرنا وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا ! واستراح الشوق منى وانزوى قلبى وحيداً خلف جدران التمني واستكان الحب فى الاعماق نبضاً غاب عني ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد . |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |