|
|||||||
| رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
|||
|
|||
|
الوظيفة السابعة : التهجد وطول القيام. الجزء الثاني والأخير -----الفائدة الرابعة: قيام الليل مكفرة للسيئات ----- وإنه كذلك كما أشرنا ((وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ))([12]) . يعني: سبب تكفير السيئات والذنوب والمعاصي قيام الليل كما ذكر الله تبارك وتعالى، وكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وإنهم كانوا يُصلُّون ليلهم حتى إذا أسحروا يعني: إذا دخلوا في السَّحَرِ قاموا فاستغفروا الله تعالى كما ذكر: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾[آل عمران:17]. قاموا صلوا ليلهم، حتى إذا أسحروا أخذوا يستغفرون الله تعالى، وهو معنًى دقيق أنهم بعد صلاتهم بليلهم إذا بهم لا يَرَون أنهم قد عملوا شيئًا لله تعالى، وإنما يستغفرون؛ كأنهم قد باتوا يَعْصون الله تعالى!! سُئِل الحسن رضي الله عنه عن المتهجدين: ما بالهم أحسن النَّاس وجوهًا؟ قال: قاموا إلى ربهم، فألبسهم من نوره سبحانه وتعالى . هذه الأمور تَحْمِلُكَ على القيام، وتأخذك إلى الله تعالى، وما رأينا القوة والمدد والنور في أولئك إلا بسبب ذلك إذا دخل الليل وَجَنَّهُم صَفُّوا أقدامهم لربهم، فمنهم باكٍ، ومنهم صارخ، ومنهم داعٍ، ومنهم راكع، ومنهم ساجد. ----- الفائدة الخامسة قيام الليل يخفف قيام يوم مقداره خمسين ألف سنة ----- وأمر آخر وهو أن طول القيام يخفف قيام يوم طوله خمسون الف سنة فيتذكر المرء ذلك فتهون عليه المشقة كما يعلم أن هذه الجوارح الزائلة ستشهد له عند الله تعالى يوم القيامة من ناحية وتكون منيرة له بنور القرآن والقيام من ناحية أخرى. عن أبي ذر رضي الله عنه: "صوموا يومًا شديدًا حره لِحَرِّ يوم النشور، وقوموا ركعتين، أو وصَلُّوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور". فإن مما ينير قبر المرء، ويزيد نوره عند مروره على الصراط القيام الذي يزهد فيه اليوم، الذي يتكاسل عنه، وُيفَضِّل النوم وراحة جسده عليه، مع أن راحة جسده وشفاء بدنه إنما هو في ذلك القيام الذي عكس فيه الآية، والذي انقلب عليه الميزان فيه، فلم يفهم عن الله تعالى ما يكون سبب شِفائه ونوره. تشهد لهم هذه الجوارح الضعيفة اليوم بِطُول قيامهم، وتُنِير لهم قبرهم، تنير لهم طريقهم على صراطهم إذ المرور على الصراط على حسب النور ﴿ يوم تر ى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ﴾ هذه الصلوات وطولها وتعبها ومشقتها التي يظن أن لها تعبًا ومشقة إذا بها هي الراحة، وإذا بها هي نورهم ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[التحريم:8]. ----- الترهيب من ترك قيام الليل ------ لذلك: لمَّا كان الأمر على هذا الحال الذي ذكرنا، إذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يُحَذِّر: ((لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ))([8]) . ويقول: ((إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ))([9]) . يقول سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما راوي الحديث عن أبيه عبد الله بن عمر:فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلاً0. وإن مما يُقَوِّي المرء على يومه، ويَحْفَظُه عليه وتتنزل عليه بركته هو ذلك القيام. وما يُترك قيام الليل إلا بحرمان من الله تعالى؛ بسبب المعصية، يقول أحد الصالحين : أذنبتُ ذنبًا فَحُرِمْتُ قيام الليل خمسة أشهر. أذنبت ذنبًا فَحُرِمْتُ قيام الليل سنة. وانظُرْ إلى نفسك !! تَراك يومًا أو يومين أو ثلاثة تقوم الليل، ثم بعد ذلك تنقلب أحوالك، وتقع في المعصية، أو الغفلة فإذا بك تُحْرَمُ أيامًا كثيرة من قيام الليل. قالِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم: (( يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلاَثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ , بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً, فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ, وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ , فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ فَأَصْبَحَ نَشِيطاً طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ))، لم يُصِبْ خيرًا، وهذا هو الحال لذلك يقول صلى الله عليه وسلمفي الذي نام الليل كله: ((رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ))([11]) . وإن بَوْلَه ثقيل تراه في أحوال النَّاس اليوم ينبغي أن يَنْفُرَ منها المؤمن، وأن يُسارِع فيها إلى رضا الله تعالى، وأن يكون قِيامُهُ هذه الأيام استعدادًا للمغفرة؛ حتى يكون ذلك دأبه كما هو دأب الصالحين قبلكم. ([1])أخرجه النسائي (572) ، والترمذي (3579) من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه. ([2])[ متفق عليه ] أخرجه البخاري (37)، ومسلم (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([3])[ متفق عليه ] أخرجه البخاري (37)، ومسلم (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([4]) أخرجه مسلم (756) من حديث جابر رضي الله عنه . ([5])أخرجه النسائي (3939) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. ([6]) أخرجه الترمذي (3549) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه . وما بين المعكوفتين من حديث بلال رضي الله عنه . ([7])أخرجه الترمذي (3549) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. ([8]) أخرجه البخاري (1152) ، ومسلم (1159) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه . ([9])أخرجه البخاري (7029) ، ومسلم (2479) من حديث ابن عمر رضي الله عنه . ([10])أخرجه البخاري (1152) ، ومسلم (1159) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه . ([11]) أخرجه البخاري (3270) ، ومسلم (774) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . ([12])تقدم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه . |
|
#2
|
||||
|
||||
|
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير اخي الفاضل بارك الله فيك |
|
#3
|
|||
|
|||
|
اقتباس:
واللهم بلغنا جميعا رمضان سالمين , وأعنّا على العمل الصالح فيه. آمين |
|
#4
|
|||
|
|||
|
مجاهدة النفس والاستضاءة بأنوارها علاجٌ للمرء الذي قد كثرت غفلته، واستراح إلى النوم والدعة والسكون، وإعطاء النفس حظها من الراحة، فإذا تعارضت الصلاة مع النوم فَيُقَدِّمَ النوم، أو أن يتعارض الصيام مع شهواته وأكله وشُرْبِِهِ، ومَيْل نفسه إلى حطام الدنيا، فيُقدِّم شهواته، ونزواته، وحظ نفسه على ذلك , أو يتعارض أنسُه بالله وذكره له مع أنسه بالخلق الغفلة فيقدم ذلك.
وشفاء ذلك المسكين إذا ما جاءته أيام البركة أن يستعنْ بالله عز وجل وليبدأ تائبا راجعا بقلبه إلى الله سالكا طريق المجاهدة واضعا نصب عينيه قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾[العنكبوت: 69] ليُحصل ذلك الفوز وتلك الهداية وهذه المعية. وبذلك تنحل قسوة قلبه وضعف بدنه ودناءة همته فيرى طريقه منيرا إلى الله تعالى موفقا بعد ذلك في رمضان , وهذا حديث المجاهدة ؛ يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه،ِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِه،ِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِه،ِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ))([1]). و هذا الحديث يُبَيِّن الواقع الذي نحن فيها؛ لأنَّ المرء يسمع هذا الكلام، ولم يتحقق بشيء منه، مَنْ الذي صار ربه له سبحانه وتعالى يده ورجله وسمعه وبصره - على طريقة اعتقاد السلف - وصار إلى الحالة التي إذا دعاه استجاب له، وإذا استعاذه أعاذه سبحانه وتعالى؟ وهذا المقام لا يتأتى إلا بعد أن يُتْقِن فرائضه، ثم بعد ذلك يجاهد نفسه على التزود من تلك النوافل؛ فلا يبقى في وقته، ولا جُهده ولا ماله، ولا صدقته.. كل ذلك لا يبقى فيه مجال إلا وقد جاهد فيه نفسه، وتقدَّم فيه إلى الله تعالى بكل ما يستطيع كما قال المولى سبحانه وتعالى: ((إِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ))([2]). وهذا الحديث يشير إلى تقدم السير إليه سبحانه "الشِّبر والذِّراع والباع"، لا يتكلم الحديث عن الواقع المؤلم الذي نحن فيه وهو: التأخر، والتردد، والتشكك، والنوم، والدعة، والكسل والسكون إلى ما هو فيه من الحالة السيئة، وإنما هو في تَرَقٍ مستمر إلى الله تعالى؛ ينتظر هذا الجزاء ((وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ))([3])، ((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِه،ِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِه،ِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا))([4]). لذلك قال: ((إِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا))([5]). فهذا إذًا شهر المجاهدة التي نسمع عنها، والتي نذكرها، ونكررها، والحال كما هو، لا يستقيم على العبادة. هذا الذي يُبَين أنك ما مشيت الشِّبر ذلك إلى الله، بل إنك لم تقم إليه أصلًا كما قال في الرواية الأخرى: (( يَا ابْنَ آدَمَ: قُمْ إِلَىَّ أَمْشِ إِلَيْكَ)) ([7]). وكأنها الحال التي نحن فيها وهي: حال (( قُمْ إِلَىَّ أَمْشِ إِلَيْكَ))) إذا بك لم تقم فعلًا، مَنْ الذي قام فمشى إليه؟ لو مشى سبحانه إليه لتَغيَّر حاله: ( قُمْ إِلَىَّ أَمْشِ إِلَيْكَ))).. وانظُر إذا هو قد أقبل عليك سبحانه وتعالىإلى ما تكون فيه من الحفظ، وما تكون فيه من الاستقامة، وما تكون فيه من التوفيق، وما تكون فيه من السَّداد، وما تكون فيه من حُبٍّ للآخرة، وزهدٍ في الدنيا، وإقبال على الله تعالى؛ لأنه قد أقبل عليك، فإذا أقبل عليك ماذا تريد بعد ذلك؟! ومن هنا علمتَ أنَّه لم يُقْبِل عليك الإقبال الذي تثبت به، والإقبال الذي تترقى به، والإقبال الذي يحبه سبحانه وتعالى، فتكون محبته أحب إليك من كل شيء، ويكون تقربك إليه أولى عندك من كل شيء، بل أنت لم تُقدِّمه هذا التقدم الذي لو قدمته سبحانه وتعالى وجدت عاقبة ذلك، وجدت نتيجة ذلك في حالك المتدهور، وفي أحوالك السيئة التي تُعاني منها، والتي تشتكي منها، والتي لم تحاول أن تجاهد نفسك على تغييرها (( قُمْ إِلَىَّ أَمْشِ إِلَيْكَ))). لذلك أمرك أن تقوم, فكأنه يخبر في هذا الحديث أن المرء لم يقم بعد، ما زال مُخْلِدًا إلى الأرض، ما زال مربوطاً بشهواته ونزواته، مُقيَّدًا بمعاصيه وذنوبه، كلما أراد أن يقوم قيَّدته معاصيه، قيدته شهواته، جذبه كل ذلك إلى الأرض. ويُبين صلى الله عليه وسلم طريق المجاهدة في حديث آخر عندما قال ربيعة بن كعب للنبي صلى الله عليه وسلم لمَّا قال له: ((سَلْ . فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ, قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ , قَال:َ فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ))([6]) . فبكثرة السجود يصل المرء إلي هذه الأشواق العالية من مصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة , لا تتأتى من هذه الأماني التي نحن فيها، ولا من هذا التسويف الذي يقوله المرء "غدًا إن شاء الله! عندما يأتي رمضان، عندما يأتي شوال، عندما يأتي العشر، عندما انتهي من هذا الشغل، عندما أخْلُص من الجيش، عندما أنتهي من الدراسة، عندما انتهي من مشكلة الزواج، عندما أرجع من السفر".. وكأن المرء يملك قلبه،وكأنه يملك عمره، من الذي يملك قلبه أو عُمْره؟! واعلم أن مشقة العبادة على النفس درجتها عالية، وأنها كلما شَقَّت عليه زاد ثوابها، وكلما شقت عليه العبادة احتاج إلى هذه المجاهدة، وهذه المجاهدة هي التي نفتقدها اليوم. لذلك يبدو أننا في هذه الأحوال لم نتحرك شبرًا ولا ذراعًا ولا شيئًا، بل لم نقم من مكاننا الذي نحن فيه إلى الله تعالى، ومَنْ حاول أن يقوم رجع مرة أخرى فجلس واستكان واطمأن إلى ما هو فيه من الحالة السيئة التي يقاومه فيها نفسه وشيطانه وهواه، ويصعب عليه بعد ذلك أن يقوم لله تعالى. والله -جلَّ وعلا- إذا فتح لك بابًا مِن أبواب الطاعة، فرددته ولم تعبأ به أنى يفتح ذلك مرة أخرى؟! وهو سبب الحرمان الذي نحن فيه كذلك، أن المرء لا يجاهد نفسه، وتراه يجاهد نفسه على الدنيا، ويحملها ويسافر بها، ويُتْعِبُها، ويشقى بها، ويسهر بها، ويتعارك لها، ويتطاحن فيها؛ ليحصل زائلًا، وربما لم يُحَصِّله، وإذا جاءت الآخرة أخذها بهذا الضعف وهذه الاستكانة، وهذا النوم وهذا الكسل، وكأنه لن يرحل إلى الله، وكأنه لن يقف لرب العالمين، وكأنه لا يُسأل ولن يُحاسب، وكأنَّه لن يتعرض لأحوال كلها مِحن وكروب لا يستطيعها أحد، فوق ما يتحمله طاقة النَّاس ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاس لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين:6]. ([1])أخرجه البخاري (6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([2])أخرجه البخاري (7536) ، ومسلم (2675) من حديث أنس رضي الله عنه. ([3]) أخرجه البخاري (6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([4])أخرجه البخاري (6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([5])أخرجه البخاري (7536) ، ومسلم (2675) من حديث أنس رضي الله عنه. ([6])أخرجه مسلم (489) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي . ([7]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/478) , قال المنذري في الترغيب (ح: 4771 ): رواه أحمد بإسناد صحيح |
|
#5
|
||||
|
||||
|
جزاكم الله خيرا جهد رائع ومشكور
اللهم اجعله في ميزان حسناتك |
|
#6
|
|||
|
|||
|
اقتباس:
|
|
#7
|
|||
|
|||
|
(منقول من موقع فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله تعالى) الوظيفة الرابعة : تجهيز أحسن الأعمال لرفعها إلى رب العالمين الجزء الأول وفي هذه الجزئية النقاط الآتية: رفع الأعمال حال الصوم أدعى للقبول. استعد في شعبان تجد حلاوة الطاعة في رمضان. لا يرتفع إلى الله إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم: التحذير من الخروج عن حد الإخلاص بركة الإخلاص شهر "شعبان" هو شهر الإخلاص ------ رفع الأعمال حال الصوم أدعى للقبول ------ وهنا معنى جديد في قوله: ((تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين))؛ ورفع الأعمال إلى رب العالمين:على ثلاثة أنواع يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النَّهار،ويُرفع إليه العمل يوم "الاثنين" و"الخميس" ويرفع إليه هذا العمل في شهر "شعبان" خاصةً. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال تُرفع إلى الله تعالى رفعًا عامًا كل يوم , قال صلى الله عهليه وسلم: ((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ- كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ))([1]) . ويوم "الاثنين" و"الخميس" تُرفع كذلك الأعمال إلى الله، وهذا الرفع في "شعبان" بالذات رفع مخصوص للمؤمنين، وهو الرفع الثالث الذي تُرفع فيه الأعمال، وتُعرض على الله تعالى، وانظر إلى قول النبي المهم في هذه الحالة، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين, فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ))) فالأعمال ترفع كلها إلى الله في هذا الشهر، أتريد أن تُرفع لك أعمال أو لا؟ أو هل ترفع لك أحسن الأعمال أو لا؟ هذان الأمران المهمان: أن الأعمال كلها تُرفع، فيحب أن ترفع وهو صائم، ويحب أن تُرفع الأعمال على أحسن أحوالها. المعنى إذًا هنا: ماذا تريد أيها المسكين أن يرفع لك إلى الله؟ أن ترفع الملائكة صحائف النَّاس إلى الله ، فلا توجد في صحيفتك أعمال، هذه الأولى، أو أن ترفع الملائكة الصحائف إلى الله تعالى وفيها أعمالك، ولكنها أعمال خسيسة وقليلة، لا تساوي شيئًا.. (( تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين )) تُرفع فيها كلُّ الأعمال، فأحب أن يُرفع ليَ بعض الأعمال فقط؟ لا بل يحب أن يُرفع له كل الأعمال ، ليس كذلك فقط، ولكنه يحب أن ترفع فيه الأعمال إلى الله وهي في نهاية القبول. لا يمكن أبداً أن يكون قول النبي صلى الله عليه وسلم: أن ترفع بعض الأعمال، وأن يترك بقية الأعمال إلى الغَفِلَة؛ هذا يتعارض مع قوله: ((يغفل عنه النَّاس)). لذلك: يريد أن تُرفع فيه أحسن الأعمال وأكثر الأعمال –وأعماله كلها حسنة وأوقاته كلها عامرة-؛ لأنه لا يمكن أن يرضى بأن تُرفع فيه بعض الأعمال، ولا أن تُرفع فيه الأعمال التي لا تساوي أن تُرفع إلى الله، وإنما يريد أن يقول: تُرفع فيه ما يتمكن المرء فيه من عمل لا يقصر فيه، فيُرفع فيه له الأعمال كافة التي يمكن أن يعملها، في نفس الوقت يُرفع فيه أعمال تُبَيِّض وجهه عند الله. ((تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ))([2]). يعني: لمَّا رُفِعَت الأعمال، وعُرِضَت على الله تعالى، فماذا تختار لنفسك أن يُعْرَضَ عليه؟ ما يُبَيِّضُ وجهك أو يُسَوِّدُ وجهك؟! ما يُقْبَل أو ما يرد؟! ما يكون سببًا لجزيل الثواب أو لقلة الثواب؟.. لا شك أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يختار الدرجة العالية، الدرجة الرفيعة التي يؤدي بها، التي تكون سببًا، يُعلِّم بها، ويُنبِّه بها المؤمنين على أن يكونوا على هذا الحال الذي يحبه النبي صلى الله عليه وسلم. وَرَفْعُ الأعمال إلى الله تعالى مع كونه صائمًا أدعى إلى القبول عند الله تعالى، وأحب إلى الله جل وعلا، وأن يتقبل صالح عمله كله سبحانه وتعالى، وأن يثيبه عليه أعظم الإثابة، وأن يكافئه عليه أعظم مكافئة، وهو ما يسعى إليه المؤمنون تأسيًا واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. ----- استعد في شعبان تجد حلاوة الطاعة في رمضان ----- ولهذا المعنى كان "شعبان" تقدمة لـ"رمضان".. إذا كان الحال كذلك في "شعبان" وهو شهر يصوم فيه استحبابًا فما بالك عندما يجيء صوم الواجب الذي به تُغفر الذنوب، ويُرحم النَّاس، وتُعتق رقابهم من النار؟! فإذا جاء "رمضان" كما يقول صلى الله عليه وسلم: (( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ))([3]) . تُرى ماذا تكون حاله في رمضان؟ وكأنَّ إذا رُفع له في "شعبان" أعظم الأعمال وهو صائم، وأحسنها وهو صائم، وأقربها إلى القبول وهو صائم من كل ما يمكن من عمل؛لأنه يقول: ((ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين)). تُراه يرفع فقط الصوم، تراه فقط يرفع القرآن، تراه فقط يرفع الذكر، تراه فقط يرفع القيام، تراه فقط يرفع العلم النافع، أو تراه فقط يرفع الدعوة، والأمر بالمعروف، أو الصدقة أو الزكاة، أو السعي على مصالح المسلمين، أو القيام بحوائجهم، أو الإصلاح بينهم؟ أو الأخلاق العالية الحسن. كل ذلك يرفع له فإذا جاء "رمضان" إذًا: كان على هذا الحال الحسن، قد رُفعت الأعمال وقُبلت ، وتزكت ، وزُكيت النفوس، والقلوب، وصار أهلًا لهذه العبادة وأهلًا لهذه الرحمة، وأهلًا للعتق من النار، دخل المرء على "رمضان" وقد وجد حلاوة الإيمان، ووجد حلاوة الصيام، ووجد حلاوة القيام، ووجد حلاوة الذكر، ووجد حلاوة الطاعة، وأخرج زكاته، وأخرج صدقته، وأخذ حظه من أنوار المجاهدة التي بها تُرفع الأعمال إلى رب العالمين كان جديرا برحمة الله وفضله أن يخرج على أحسن حال. |
|
#8
|
|||
|
|||
|
الوظيفة الرابعة : تجهيز أحسن الأعمال لرفعها إلى رب العالمين الجزء الثاني ----- لا يرتفع إلى الله إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم ----- هناك معنى آخر في قوله صلى الله عليه وسلم : ((ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين)). أي الأعمال هذه التي تُرفع؟ الأعمال التي أخلص العبد فيها لربه. إن عمل المرء إذا رُفع إلى الله على هذه الحالة السيئة أُلْقِيَ به في وجهه، وإذا كان هذا العمل ضعيفًا كيف يُرفع إلى الله تعالى؟ وإنما يرفع باجتماع الهمة وقوة القلب، وعلى قدر قوة القلب وقوة العزيمة، وارتفاع الهمة وعلوها ترتفع الأعمال إلى الله تعالى. على قدر ما في القلوب من الإخلاص والمحبة وتوابعها. فينبغي التنبه إلى أن أيام الغفلة، أيام الإخلاص , ليس للنفس فيها نصيب. إن أيام الغفلة التي تُرفع فيها الأعمال إلى الله، لا تُرفع إلا بالإخلاص لأنه أشق شئ أن تعمل والناس لا يعملون ثم لا يداخلك العجب وإظهار العمل. والله تعالى يقول :﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ﴾[البينة:5]. يعني: ألا يريد بعمله ذلك إلا الله؛ لأنه تُرفع الأعمال إلى الله تعالى، فإذا بالله تعالى يلقي بهذه الأعمال ويَرُدَّها، وتسأله الملائكة فيخبرهم أنَّ هذه الأعمال لم يريدوا بها وجه الله تعالى. تُراك أيها المسلم المؤمن! وأنت تعمل العمل على غير الإخلاص لله تعالى، تُراه يرتفع إلى الله؟! لا يرتفع إلى الله تعالى إلا ما كان خالصًا يُبْتَغَى به وجه سبحانه وتعالى، وكذلك في الآخرة؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ: « الرِّيَاء ُ, إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمُ : اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِى الدُّنْيَا , فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً ؟»لا يجدون عندهم شيئًا! -----التحذير من الخروج عن حد الإخلاص ------ إنَّ معاملات المؤمنين اليوم - إلا من رحم ربي - قد خرجت عن حدِّ الإخلاص لله تعالى؛ حتى وهم يعبدون الله -تبارك وتعالى- يحبون أن يُمدحوا على هذه العبادة، حتى الذي يُوَفِّقَه الله تعالى مثلًا لِأَنْ يقوم ليلة، وهو يصلي بالليل يَوَدُّ أن يطلع عليه النَّاس ليروه وهو يصلي، وهو يقوم، وهو يفعل. وهذا الصائم يود أن يعلم النَّاس بصيامه، وأنه صائم، لا يريد أن يخفي صيامه، ولا أن يخفي عبادته، وإنما يريد أن يطلع النَّاس عليها ليمدحوه عليها، أو يريد من النَّاس ترك المذمة، أو يريد من النَّاس العِوَض على ذلك، حتى في معاملاته هذا المسكين مع النَّاس إذا أحسنوا إليه أحسن إليهم، أو أحسن إلى النَّاس إذا به لو أساءوا إليه، يقول: (قد فعلت لهم كذا وكذا، وعملت لهم كذا وكذا، ثم يعاملونني بكذا وكذا، وهذا آخرته وهذا رد الجميل، وهذا.. ) فيتضح بذلك أنه لم يكن مخلصًا في عمله، ولم يكن مخلصًا في صحابته وصداقته،ولم يكن مخلصًا في مقاطعته، إنما غضبه لنفسه،وصداقته لنفسه، وانتظاره لأجر النَّاس له، ورد المكافئة ورد الجميل، وكفُّ الشر، وكف الأذى، إلى آخر هذه النوايا السيئة التي لا يفهمها المرء من نفسه، فإذا ما ظهرت الحقائق، وجاء الامتحان، وجدتَّ أنَّ كلَّ ذلك لم يكن لله تعالى، وإنما كان لأنفسهم، وكان لتحصيل مصالحهم النفسية والمالية وهي بعيدة كل البعد عن الله تعالى، بعيدة عن إرادة وجهه سبحانه وتعالى. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً ﴾[الإنسان9] لا يريدون جزاءً ولا شكورًا مِن أحد، وإنما قدموا ما قدموا ينتظرون ما عند الله، فإذا لم يعطهم المولى سبحانه وتعالى لن يعطيهم أحد، وإذا ما عملوا هذه الأعمال على انتظار هذا الرياء، أو على انتظار السُّمعة، أو على انتظار الشُّهرة بين النَّاس، والمدح لهم، أو مكافئتهم، أو القيام بحقوقهم، أو الحزن عند التقصير على القيام بواجباتهم، و السؤال عنهم، سألت عنه فلم يسأل عني، وأعطيته واحتجت فلم يعطني، وفعلت.. وفعلت.. كل ذلك ليس من الإخلاص لله تعالى. قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا, قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ , قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ, فَقَدْ قِيلَ , ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّار ِ, وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا , قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ , قَالَ :كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ , وَقَرَأْتَ الْقَرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ , فَقَدْ قِيلَ , ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ , وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا, قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ , قَالَ : كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ , فَقَدْ قِيلَ, ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِىَ فِى النَّارِ » ([5]) ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أوَّل من تُسِعَّر بهم النار يوم القيامة، هذا الذي قد تصدَّق لله تعالى، وهذا الذي قُتِلَ في سبيل الله، وهذا الذي تعلَّم العلم، كل هؤلاء أول من تُسَعَّر بهم النار. هذا الذي استُشْهِدَ وقتل في سبيل الله، يُعَرِفَه نعمه فيعرفها، فيقول: ماذا فعلت فيها؟ يقول: قاتلت فيك حتى استشهدت، يُقال له: كذبت، مع أنه قاتل وأتعب نفسه، كل هذا التعب، ولكنه يُقال في النهاية: كذبت، لم تفعل ذلك لله تعالى، نعم! قد قتلت، نعم! قد حدث لك، وحدث، ولكنك في نهاية الأمر كنت كذابًا، كذبت لم ترد به وجه الله إنما ليقال شجاع.. اذهبوا به إلى النار. والرجل قد تصدَّق، وأعطى وأنفق، ولم يترك شيئًا إلا قد أنفق فيه، وأعطى لهذا وفعل لذلك, وقام بخدمة هذا، وسَوَّى لهذا، يُعَرِّفه نِعَمَهُ فيعرفها، فيقول: ماذا فعلت فيها؟ يقول: ما تركت بابًا لك إلا أنفقت فيه، فيُقال له: كذبت! هو أنفق وقام وسعى وأعطى وتصدق، ولكن يقال، كذبت أيها الكذاب! إنما تصدقت ليُقال: جواد وقد قيل، أنت تريد أن يُقال: كذا وكذا؛ قد أخذت حظك أيها المسكين! حظك هذا الحقير الزائل، اذهبوا به إلى النار، فيُذهب به إلى النار. ----- بركة الإخلاص ----- وهذا الأمر هو أهم الأمور التي نفتقدها اليوم؛ لأنَّ بركة الإخلاص هي قبول العمل ونماؤه ورفعه إلى الله مع عود ذلك على القلب بالنور والقوة والحياة والترقي. أن يعمل المرء لله تعالى، أن يُصاحب لله تعالى، أن يُقاطِع لله تعالى، لا ينتظر جزاءً ولا شكورًا، وهذا المعنى المهم سواء في معاملته لله، أو في معاملته للنَّاس. وقد روى الحسن رضي الله عنه قصةَ الإخلاص التي تُبَيِّن هذه البركة؛ لأن بركة الإخلاص تظهر في الأعمال، وتزكيها وترفعها إلى الله، وربما كان العمل قليلًا، ولكنه مُخْلِصُّ فيه إذا به يُرفع إلى الله تعالى والعمل الكثير يُلقى في وجهه هباء منثورًا، كما ذكرت الآية ، لأنه لا يريد به وجه الله تعالى. يذكر الحسن هذه القصة يقول: كانت شجرة تُعبد من دون الله تعالى، فخرج إليها عابد قال: لأقطعن هذه الشجرة التي تُعبد من دون الله، فاعترضه الشيطان قال: إلى أين؟ قال: إلى أن أقطع هذه الشجرة التي تُعبد من دون الله، قال: ليس لك إليها سبيل، قال: لا، بلى، فتعاركا، فغلب الشيطان، ثم قال له: هل أقول لك ما أفضل من ذلك؟ قال نعم.. قال: دعها ولك بذلك كل يوم دينارين، قال: من يضمن لي ذلك، قال: أنا، تحت وسادتك، فرجع الرجل فوجد الدينارين تحت وسادته في اليوم الأول، وفي اليوم التالي لم يجد الدينارين، فقام ليقطع الشجرة، فاعترضه الشيطان قال: ليس لك إليها سبيل، فتعاركا فخنقه الشيطان. اُنظُر إلى بركة الإخلاص في المرة الأولى: يقول له الشيطان ذلك، قال له الشيطان، وأنك قد خرجت لله في المرة الأولى، فلم يكن لي عليك سبيل، لم يتمكن منك الشيطان، فلما خرجت في المرة الثانية خرجت للدينارين، خرجت لحظ نفسك، لمصلحتها، لمدحها، لحظوظ الدنيا، لشهواتها، خرجت لأنك تُعَظِّم ما في نفسك من شهوة إلى المال، إلى الجاه، إلى المدح، إلى السلطان، إلى أن يقال عنك كذا وكذا, فلم يكن لك عليَّ سبيل.. فتمكن منه الشيطان. وهي أعمال اليوم التي تُبَيِّن هذه القصة، وهو أن بركة الإخلاص ألّا يتمكن الشيطان من العبد، فإذا ما عمل الأعمال على غير الإخلاص لا يعبأ به الشيطان، يتلاعب به الشيطان؛ لأنه لم يكن لله تعالى في عمله، لا يريد به وجه الله فإذا به لا بركة له، ولا قوة في قلبه له، ولا قوة في بدنه عليه من هذه الأعمال الصالحة، فإذا بالشيطان يَصْرَعُه، فإذا قام يصرعه الشيطان ، فإذا قام يصرعه وهكذا، كلما أراد بعمل غير الله تعالى إذا بالشيطان يتمكن منه، وإذا به لا يستطيع أن يتقدم إلى الله تعالى، وكل أعمالنا إلا من رحم الله تبارك وتعالى يشوبها ذلك , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ----- شهر"شعبان" هو شهر الإخلاص ----- التركيز اليوم على أن شهر "شعبان" هو شهر الإخلاص، أن ينظر المرء في أقواله وأفعاله، وعباداته، ما يريد به وجه الله تعالى، وما لا يريد، ولكن أن يدخل "رمضان" عليه وهو على هذه الحالة السيئة، لا ينتظر مغفرة ولا رحمة، فهذا سبب من الأسباب العظيمة التي يخرج بها المرء من "رمضان" ليس مغفوراً له، يخرج من "رمضان" وما أحسَّ بعتقه من النار، يخرج من رمضان وما أحسَّ بإقباله ومحبته واستقامته وزهده،لم يحس بتوكله وقربه إلى الله تعالى. وقصة الإخلاص هي أعظم القصص، وأيام الغفلة هي أيام تربية النفس عليه بأن يكون المرء في ظاهره وباطنه لا يريد إلا الله سبحانه وتعالى في قوله وفعله وسره وعلانيته وظاهره وباطنه يريد وجه الله تبارك تعالى، لا يريد وجه الزائلين الذين لن يغنوا عنه من الله شيئًا. وهذا الشهر إذًا شهر الغفلة هو الذي يُظهر الإخلاص، لذلك كان كثير مِن السَّلف: كعبد الله بن مسعود يقول: إذا أصبحتم صائمين فَأَصْبِحُوا مُدَّهِنين. حتى تذهب غُبْرَةُ الصيام، حتى لا يظن بك أحد أنك صائم، وأنك تُظْهِرُ الصوم، وأنك عصبي لأنك صائم، وأنك مصفر الوجه لأنك صائم، وكذا، وكذا مما يظهره المرء، ويحاول أن يداريها، وهو يحب أن يظهر، وتصرفات المؤمنين يعلمها الله تعالى منهم قبل أن يتميزها البشر. لذلك قال: "يصبحوا مُدَّهِنين "حتى تذهب عنهم غُبْرَة الصوم , فيظهرون للناس أنهم لا صوم، ولا شيء، وإنما يستخفون بذلك بينهم وبين الله تعالى؛ يكفيهم أن الله تعالى يعرفهم لأن النبي قال صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه: ((إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي)) , فهو سر بينه وبين الله تعالى، ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ))([4]). فيتعلم المرء من الصوم الإخلاص في بقية أعماله، وشهر "شعبان" شهر المجاهدة على هذا الإخلاص التي يتهيأ بها ل"رمضان". ([1]) أخرجه البخاري (555) ، ومسلم (632) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ([2]) سبق تخريجه. ([3]) أخرجه البخاري (1899) ، ومسلم (1079) وهذا لفظه وعند البخاري "سُلْسِلَت " بدلًا من "صُفِّدَت" . ([4]) أخرجه البخاري (5927) ، ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ([5]) أخرجه مسلم (1905) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . __________________________________________________ ______ روابط ذات صلة : وظائف شهر شعبان ملف "إيقاظ أهل الإيمان لمغفرة رمضان" __________________________________________________ __________________________________________________ ____________ تنبيه هام : هذه الوظائف استخرجها محررو الموقع -بحسب ما أدى إليه فهمهم واجتهادهم - من كتاب فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى "حال المؤمنين في شعبان " , وقد تم التصرف فيها كثيرا لتبسيطها وحتى يستفاد إخواننا من بعض الدرر الذي يحتويه هذا الكتاب , لذا فإن أي خطأ يتحمله المحررون وحدهم , وفضيلة الشيخ عافاه الله تعالى ليست له علاقة به , ولا تنس أخي الكريم أن الكتاب أصله تفريغ لخطب "حال المؤمنين في شعبان" وخطب "الاستعداد لشهر رمضان" , لذا فإن أسلوب الاستطراد غالب عليه , والله الموفق |
|
#9
|
|||
|
|||
|
(منقول من هذا الرابط: http://debiessy.awardspace.com/general/halla-ramadan.htm) ها قد هَلَّ رمضانُ موسم المغفرة والعتق من النار ها قد أتى رمضان موسم المغفرة،وينبغي على كل أحد - يريد الله تعالى، والدار الآخرة - أن يهتم لهذه المغفرة، وأن يبذل لها وسعه. وذلك لما هيأ الله تعالى فيه من أسباب الرحمة والمغفرة والرضوان والعتق من النار. فقد قال صلى الله عليه وسلم :(( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))([1]) . وقال :((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)([2]) وقال : (( وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ , مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ , وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلاَّ مَحْرُومٌ ٍ))([3]), وزاد: (( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانَاً واحْتِسَابَاً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَّدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَ ))([4]). وقال : (( إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ , لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ )) ([5]) وقد أعان المؤمنين على تحقيق ذلك بقوله: ((إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ , وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ, وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ , وَيُنَادِى مُنَاد: يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ , وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ))([6]) . ومن ثم لم يكن عذر حينئذ لأحد فقال حاكيا عن جبريل عليه السلام : "من أتى عليه رمضان فلم يغفر له أبعده الله, أدخله النار قل آمين", فقلت آمين ([7]) ها قد أتى رمضان، أتى موسم المغفرة الذي طالما فرّط فيه المؤمنون، أتى موسم المغفرة الذي طالما انتظره المشتاقون إلى مغفرة الله تعالى ورحمته والعتق من النار، وقد علمنا تلك الحال التي كنا عليها من سنين مضت، وهي أن المرء عندما يخرج من رمضان إذا به يتحسر على ما مضى منه، وأنه لم يشعر أنه قد غفرت ذنوبه وخطاياه، وتخفف من أثقاله، وتخفف من سيئاته، لذلك كنت تراه يقول: في رمضان القادم سأكون أفضل، سأحاول أن أبدأ من أول يوم، سأستعد له، سأحسن الصيام والقيام، سأقضي ما مضى من الاعتكاف، سأهيئ نفسي – إن شاء الله تعالى - لهذه المغفرة ولذلك العتق من النار، أتى بعد ما أعد العدة في شعبان حيث علم حال المؤمنين في شعبان، وجاهد نفسه عليها، ووطن نفسه على تحقيق أسباب المغفرة في رمضان، وأخذ زاده الذي يحمله إلى رمضان. وها قد جاء رمضان، جاء موعد الوفاء بالعهد الذي قد أخذته على نفسك لله تعالى أنك ستكون أفضل، وأنك ستبذل قصارى جهدك لتحصل هذه المغفرة، وستخرج من اللهو واللعب ومن التكاسل والتواني، ومن ضعف العزيمة وخمود الهمة التي نحن فيها لينقلب المرء إلى اجتهاد زائد، ولينقلب إلى مجاهدة النفس والهوى والشيطان حتى يكون أهلاً لمغفرة الله له، وأنه سيري الله تعالى من نفسه ما كان قد قصر فيه من قبل، وأنه سيوفي بذلك ولو على حساب نفسه وماله وبدنه ووقته وجهده وراحته؛ لأن المغفرة أعلى وأجل وأعظم، وأنه مهما بذل في تحصيلها فهو لا شك لم يبذل شيئًا يوازيها ولا يدانيها. جاء موعد الوفاء إذن، والذي قد حدده الناس لأنفسهم موعدًا له، وأنهم سيُبدون لله تعالى ما يكون سبب فرح الله بهم، وتوبة الله عليهم، وإنزال رحمته بهم سبحانه وتعالى، فهلَّا جهزت نفسك لهذا الوفاء، وهلا أعددت وقتك وجهدك لتحصل ذلك أم أن هذه البداية التي بدأت بها تُنذر بنفس النهاية التي قد كانت من قبل؟ لعلك قد أخذت العبرة من ذلك، وأثرت فيك الموعظة، وعلمت كيف أن المؤمنين يأخذون حذرهم في هذه الحياة الدنيا لعلمهم أنهم يوشك أن يرحلوا إلى الله تعالى، وأنهم بين لحظة وأخرى يكونون عند ربهم، وهم لا يودون أن يلاقوا الله تعالى على مثل هذه الحال التي هم عليها من التقصير ؛ لذلك دخلوا رمضان ذلك وهم مصممون أشد التصميم، وعازمون أشد العزم على ألا يفوتهم من أول يوم وألا يّقصِّروا في لحظة من لحظاته، وأن يقضوا نهارهم وليلهم ينتظرون رحمة الله، ويعملون لمغفرة الله سبحانه وتعالى، فإذ قد أتاهم رمضان فقد أتاهم موعد حلول الدَين الذي في أعناقهم. هم قد أخذوا على أنفسهم تلك المواثيق أنهم سيُبدون لله تعالى أفضل أعمالهم من توبة وعمل صالح ومن قيام ومن صيام ومن ذكر ومن قرآن، وسيرفعون ما حدث بينهم وبين ربهم من الجفاء والبعد، وما نزل عليهم منه من الحرمان والفقر من عطائه وفضله وقربه وتقريبه سبحانه وتعالى، ها قد جاء رمضان وأول ما يتفكر فيه المرء يتفكر في أن الله تبارك وتعالى قد فتح في عمره هذه المدة وأوصله إلى ذلك الموسم وأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: (( وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ )) ([8])، وقال: « مَنْ أَتَى عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمِينَ، قُلْتُ: آمِينَ»([7])............ قد هَلَّ رمضانُ هذا العام ـ نرجو الله تعالى أن يغفر لنا فيه ـ فلا بُدَّ أن يكون المؤمنون على أُهْبَةِ الاستعداد له، مُصَمِّمِين على تحقيق أسباب المغفرة مهما كان البذل, أن يجعل شعارَه هذه الأيام التصميمَ على تحقيق أسباب المغفرة مهما كانت ظروفُه، وأنه إذا سار إلى الله تعالى بالصِّدْق والإخلاص؛ فإن الله تعالى يَفْتح عليه، وإن الله تعالى يُقَوِّيه، ويُؤَيِّده، وإن الله - تبارك وتعالى كذلك - يَمُدُّه بمدَدِه؛ فلا يَتَمَلْمَل، ولا يَزِيغ، ولا يَتَّبِع الشهوات، ولا يَغْلِبُه شيطانه وهواه؛ لأن الله تعالى قَوَّاه وحَفِظه، وأن الله تعالى دَافَع عنه، وأَمَدَّه، حينئذٍ كان الله له، وإذا كان الله له فمن يكون عليه. فإذا ما وَقَفَ المرءُ باب الله تعالى طالبًا مددَه، وطالبًا منه العَوْنَ والتيسير، وطالبًا منه الهداية والقُرْبَ، وطالبًا منه سبحانه وتعالى العَوْنَ على هذه الأعمال والطاعات، ويَتَضرَّع إليه بقلب مسكين، منكسِرًا، خاشعًا، يَعْلَمُ أنه لا حول له ولا قوة، وأنه لا قُدرةَ له ولا استطاعة على تحقيق ذلك إلا بربه سبحانه وتعالى، يدعوه ويتمَلَّقُه - جل وعلا - بإخلاصٍ، وإقبالٍ، وصِدْقٍ مع الله تعالى أن يفتح الله - تبارك وتعالى - عليه. وليعلم المرءُ إنَّ في رمضان جِهَادَيْنِ: جهادٌ بالليل وجهادٌ بالنهار ...... ([1]) متفقٌ عَلَيْهِ, البخاري (38), مسلم (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([2]) متفقٌ عَلَيْهِ, البخاري (2009), مسلم (759 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([3]) قال المنذري في الترغيب: رواه ابن ماجه (1644) وإسناده حسن. ([4]) متفقٌ عَلَيْهِ, البخاري (2014), مسلم (760 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ([5])رواه الإمام احمد في مسنده , قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (2/ 254 ميمنية) ([6]) رواه بنحوه الترمذي وقال: غريب (682) , ورواه ابن خزيمة في صحيحه (ح 1883) , وابن حبان - قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي - (صحيح ابن حبان(8/221), وقوله صلى الله عليه وسلم: (ذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين،) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (البخاري: 1899, مسلم : 1079 , واللفظ لمسلم) ([7]) من حديث أبي هريرة, رواه ابن حبان (3/188) في صحيحه, وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن. ([8]) رواه الإمام أحمد في مسنده (2/254 ) - قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح - والترمذي وقالَ: حسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ (3545 ). |
|
#10
|
||||
|
||||
|
السلام عليكم
نقل طيب مبارك أعاننا الله وإياكم على جهاد انفسنا واحيي فيك صدقك ونسب المصدر الى أهله فهذا من الامانه العلميه فشكر الله لك مرة أخرى |
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |