زاد الداعية - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 622 - عددالزوار : 24916 )           »          الأخطاء الطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 10478 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 41 - عددالزوار : 25649 )           »          حديث أبي ذر.. رؤية إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 159 )           »          أسبـــاب هـــلاك الأمـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 490 - عددالزوار : 203887 )           »          قراءة سورة الأعراف في صلاة المغرب: دراسة فقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          دلالة الربط ما بين الحب ذي العصف والريحان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أقسام الشرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2025, 10:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,827
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد الداعية

زاد الداعية (11)

صلاح صبري الشرقاوي

واصبر على ما أصابك


وهذه وصية لقمان لابنه: ﴿ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17].

لا تظننَّ - بارك الله فيك - أن طريق الدعوة طريق مفروش بالرياحين، بل هو طريق أهل العزم؛ فاحذر أن تكون ممن ناداهم ابن القيم بقوله: "يا مُخنَّث العزم أين أنت، والطريق طريق تعِب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النار الخليل، وأُضجع للذبح إسماعيل، وبِيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذُبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم؟"؛ [الفوائد].

واحرص أن تكون ممن قال فيهم الإمام أحمد بن حنبل، في خطبته المشهورة في كتابه في الرد على الزنادقة والجهمية: "الحمد لله الذي جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويُحيون بكتاب الله تعالى الموتى، ويُبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيَوه! وكم من ضالٍّ تائه قد هدَوه! فما أحسن أثرهم على الناس! وما أقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مُجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهَّال الناس بما يشبهون عليهم؛ فنعوذ بالله من فتنة المُضلين"؛ [مقدمة كتاب الرد على الجهمية والزنادقة].

وهذه الفقرة تحمل معانيَ عظيمة تحتاج إلى تأمل؛ فلا تفوِّت حظك منها.

فإن داهمك كسلٌ أو فتور، فتذكَّر أن نبيَّ الله نوحًا قضى تسعمائة وخمسين سنة يدعو قومه ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهارًا، فقُوبل بإعراض بشعٍ كفيل أن يكسِر أي إنسان، ولكنه لم ينكسر؛ لأن مراده رضا الله: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ﴾ [نوح: 5].

وتذكر قول النبي: ((المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم))؛ [ابن ماجه (4032)، وأحمد (5022)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6651)].

وتذكر ما حدث لسيد الدعاة يوم الطائف: ((قالت عائشة: هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أُحد؟ قال: لقد لقيتُ من قومكِ ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال، فلم يُجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفِق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبَين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا))؛ [البخاري (3231)، ومسلم (1795)].

ولا يخفى عليك - أيها الداعية المبارك - أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت جهادًا بالدعوة أو بالسيف؛ لتكون كلمة الله هي العليا، فلاقى الصدود وهو يَعرِض نفسه على القبائل، وعمه أبو لهب يسير خلفه يكذِّبه ويصدُّ الناس عنه، وهو يواصل الطريق صابرًا محتسبًا، حتى أكرمه الله تعالى بطليعة المؤمنين من المهاجرين، ثم بطليعة المؤمنين من الأنصار الذين جلسوا يتشاورون فيما بينهم بقلوب يعتصرها الألم: كيف نعيش آمنين، ونترك رسول الله يطارَد في جبال مكة؟

وأترك الكلام هنا لجابر بن عبدالله رضي الله عنهما يحكي لنا الواقعة، قال جابر: ((مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين، يتبع الناس في منازلهم بعُكاظ ومجنة، وفي المواسم بمِنًى، يقول: من يؤويني؟ من ينصرني حتى أبلِّغ رسالة ربي، وله الجنة؟ حتى إن الرجل لَيخرج من اليمن أو من مصر - كذا قال - فيأتيه قومه، فيقولون: احذر غلامَ قريش، لا يفتنك، ويمشي بين رجالهم، وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثَنا الله له من يثرب، فآويناه وصدقناه، فيخرج الرجل منا، فيؤمن به، ويُقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله، فيُسلمون بإسلامه، حتى لم يبقَ دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يُظهرون الإسلام، ثم ائتمروا جميعًا، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلًا، حتى قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شِعب العقبة، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين، حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله، عَلَام نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة، قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعدُ بن زرارة، وهو من أصغرهم، فقال: رويدًا يا أهل يثرب، فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن إخراجه اليوم مفارقةُ العرب كافةً، وقتل خياركم، وأن تعضَّكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك، وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة، فبيِّنوا ذلك، فهو أعذر لكم عند الله، قالوا: أمِط عنا يا أسعدُ، فوالله لا ندَع هذه البيعة أبدًا، ولا نسليها أبدًا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة))؛ [المسند (14456)، وصححه شعيب الأرنؤوط في تخريجه للمسند].

فتأمل - يا رعاك الله - كيف هيَّأ الله لنبيه الأنصارَ بأن شغل تفكيرهم فيما يعانيه النبي من الشدائد، ليأتوا إليه في بيعة العقبة الثانية ويبايعوه على النصرة، ثم كانت دولة الإسلام التي بدَّد الله بها ظلمات الكفر، وانتشر نور التوحيد.

فلا تنكسر أمام الشدائد؛ فإنك لا تدري متى يأتيك الفرج، وواصل العمل لنصرة الدين، يهيئ الله لك أنصارًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.22 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]