|
|||||||
| فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
فصل 4 : أدلة القائلين أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها ومناقشتها عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله r يقول : «قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قال الله حمدني عبدي فإذا قال ﴿ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ ﴾قال الله أثنى علي عبدي فإذا قال ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ قال مجدني عبدي فإذا قال ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾ قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل »[1]، وفي رواية مالك : فهؤلاء لعبدي . فقوله سبحانه: " قسمت الصلاة " يريد الفاتحة، وسماها صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بها، فجعل الثلاث الآيات الأول لنفسه، واختص بها تبارك اسمه، ولم يختلف المسلمون فيها ثم الآية الرابعة جعلها بينه وبين عبده، لأنها تضمنت تذلل العبد وطلب الاستعانة منه، وذلك يتضمن تعظيم الله تعالى، ثم ثلاث آيات تتمة سبع آيات . ومما يدل على أنها ثلاث قوله : " هولاء لعبدي " أخرجه مالك، ولم يقل: هاتان، فهذا يدل على أن " أنعمت عليهم " آية [2] ،و لَوْ كَانَتْ البسملة آيَة لَذُكِرَتْ كَمَا ذُكِرَ سَائِر الْآي فَلَمَّا بَدَأَ بِالْحَمْدِ دَلَّ أَنَّهُ أَوَّل آيَة مِنْهَا وَأَنَّهُ لَا حَظّ للبسملة فِيهَا . وأن البسملة ليست آية قال ابن عبد البر : ( وهذا الحديث أبين ما من آي فاتحة الكتاب وهو قاطع لموضع الخلاف )[3].ونوقش الاستدلال بأنه لا يستفاد من كون البسملة ليست آية من الفاتحة أنــــــــها ليســــــــــت آية من كتاب الله . ------------------- [1] - رواه مسلم في صحيحه رقم 395 كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ،وفي الموطأ قال : ( فهؤلاء ) بدلا من ( فهذا ) حديث رقم 39 [2] - تفسير القرطبي 1/109 - 110 [3] - الاستذكار لابن عبد البر1/453 الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1421 – 2000 تحقيق : سالم محمد عطا ، محمد علي معوض
__________________
|
|
#2
|
||||
|
||||
|
تابع : فصل 4 : أدلة القائلين أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها ومناقشتها وعن عائشة : «كان رسول الله r يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾»[1]فهذا يدل على عدم استفتاح النبي r القراءة بالبسملة ،وأول النووي معنى الحديث فقال : ( معنى الحديث أنه يبتدئ القرآن بسورة الحمد لله رب العالمين لا بسورة أخرى فالمراد بيان السورة التي يبتدأ بها وقد قامت الأدلة على أن البسملة منها )[2]وهذا الكلام غير مسلم فإن حقيقة هذا اللفظ الافتتاح بالآية من غير ذكر التسمية فكيف يجوز العدول عنه بغير موجب ؟!! ،و افتتاح الصلاة بالفاتحة قبل السورة أمر يعلمه الجاهل والمتعلم والعالم كما يعلمون إن الركوع قبل السجود وجميع الأئمة غير النبى وأبى بكر وعمر وعثمان يفعلون هذا فهذا الأمر لا يحتاج إلى نقل ،ويؤيد ما قلناه حديث قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدثه قال : ( صليت خلف النبي r وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها )[3] وقوله ولا في آخرها : زيادة في المبالغة في النفي ، وقوله : ( يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم ) صريح في قصد الافتتاح بالآية لا بسورة الفاتحة[4] ،ولو كانت البسملة آية من الفاتحة ما ترك النبي r وبعض أصحابه قراءتها مرات عديدة ،ونوقش الاستدلال بأن المراد بنفي القراءة نفي قراءة الجهر ؛ لأن أنسا لم ينف إلا ما علم و هو لا يعلم ما كان يقوله النبي r سرا . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله : «إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ »[5] . وسورة تبارك ثلاثون آية بدون البسملة فدل على أنها ليست من السورة ،ونوقش بأنه لا يستفاد من كون البسملة ليست آية من الفاتحة أنها ليست آية من كتاب الله . ---------------------- [1] - رواه مسلم في صحيحه رقم 498 كتاب الصلاة باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به ويختم به .. [2] - شرح النووي 4/214 [3] - رواه مسلم في صحيحه رقم 399 كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي [4] - مجموع الفتاوى لابن تيمية مجلد 1 ص 75 مسألة القراءة خلف الإمام دار الفكر 1403هـ 1983م [5] - حسنه الألباني في صحيح الجامع رقم 2091 ،والحديث في سنن أبي داود رقم 1400 ،وفي سنن ابن ماجة رقم 3786
__________________
|
|
#3
|
||||
|
||||
|
تابع : فصل 4 : أدلة القائلين أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها ومناقشتها دليل اللزوم : البسملة مختلفة فيها ، وقد قال تعالى : ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾[1] قال ابن العربي : ( ويكفيك أنها ليست من القرآن اختلاف الناس فيها، والقرآن لا يختلف فيه )[2] ،ونوقش بأن المقصود أن القرآن ،لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه تناقضا في معانيه ونظمه ، والدليل على صحة ذلك وجود الاختلاف في القراءات وفي الأحكام وفي الناسخ والمنسوخ وفي التفسير وفي الإعراب والمعاني . قالوا : لو كانت البسملة من القرآن لنقلت إلينا نقلا متواتر ،وقد قال الله : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[3] ،ونوقش هذا الدليل بأن قراءة البسملة متواترة فالبسملة نزلت في بعض الأحرف ولم تنزل في بعضها فإثباتها قطعي وحذفها قطعي وكل متواتر وكل في السبع فإن نصف القراء السبعة قرؤوا بإثباتها وبعضهم قرؤوا بحذفها وقراءة السبعة كلها متواترة فمن قرأ بها فهي ثابتة في حرفه متواترة اليه ثم منه إلينا ومن قرأ بحذفها فحذفها في حرفه متواتر إليه ثم منه إلينا وألطف من ذلك أن نافعا له راويان قرأ أحدهما عنه بها والآخر بحذفها فدل على أن الأمرين تواترا عنده بأن قرأ بالحرفين معا كل بأسانيد متواترة[4] . ------------------------- [1] - سورة النساء آية 82 [2] - تفسير القرطبي 1/109 [3] - سورة الحجر آية 9 [4] - تنوير الحوالك شرح موطأ مالك 1/79 لعبدالرحمن بن أبي بكر أبو الفضل السيوطي الناشر : المكتبة التجارية الكبرى - مصر ، 1389 هـ - 1969م
__________________
|
|
#4
|
||||
|
||||
|
قالوا : لو قالوا : لو كانت البسملة من القرآن لكفر من نفاها ،ونوقش الدليل بأن الْأُمَّة أَجْمَعَتْ : أَنَّهُ لَا يَكْفُر مَنْ أَثْبَتهَا وَلَا مَنْ نَفَاهَا لِاخْتِلَافِ الْعُلَمَاء فِيهَا بِخِلَافِ مَا لَوْ نَفَى حَرْفًا مُجْمَعًا عَلَيْهِ أَوْ أَثْبَتَ مَا لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَد ، فَإِنَّهُ يَكْفُر بِالْإِجْمَاعِ . قالوا : لو كانت البسملة من الفاتحة لتليت فى الصلاة جهرا كما تتلى سائر آيات السورة فما دامت البسملة آية من الفاتحة فلا بد أن يجهر بها كسائر آيات الفاتحة ، والسنة جاءت بعدم الجهر بالفاتحة ،ونوقشوا بأن هذه أمور تعبدية لا يدخلها الاجتهاد ،و جَمَاعَة مِمَّنْ يَرَى الْجَهْر بِهَا لَا يَعْتَقِدُونَهَا قُرْآنًا . بَلْ هِيَ مِنْ السُّنَن عِنْدهمْ كَالتَّعَوُّذِ وَالتَّأْمِين ، وَجَمَاعَة مِمَّنْ يَرَى الْإِسْرَار بِهَا يَعْتَقِدُونَهَا قُرْآنًا . وَلِهَذَا قَالَ النَّوَوِيّ : إِنَّ مَسْأَلَة الْجَهْر لَيْسَتْ مُرَتَّبَة عَلَى إِثْبَات مَسْأَلَة الْبَسْمَلَة[1] . واستدلوا بالمعقول قالوا : مسجد النبي r بالمدينة انقضت عليه العصور، ومرت عليه الأزمنة والدهور، من لدن رسول الله r إلى زمان مالك، ولم يقرأ أحد فيه قط ﴿ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾اتباعا للسنة[2] ،ونوقشوا بأن بعض القُراء السبعة قرؤوا بحذف البسملة ،والبعض الآخر قرؤوا بإثباتها فكلاهما متواتر فلا يستدل بأحدهما على إبطال الآخر . ------------------------ [1] - عون المعبود 2/353 [2] - تفسير القرطبي 1/111
__________________
|
|
#5
|
||||
|
||||
|
فصل 5 : أدلة القائلين بأن البسملة آية مستقلة ،وترجيحها واستدل القائلون بأن البسملة آية مستقلة بأدلة من قال أنها آية من الفاتحة مع قيام الأدلة التي تنفي كونها من الفاتحة أو من أي سورة أخرى غير سورة النمل فهي بعض آية منها قال تعالى :﴿ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾[1] فالبسملة آية من القرآن حيث كتبت بخط القرآن و قد أجمع الصحابة على ألا يثبتوا فيه بخط القرآن غير القرآن ،ولا يقتضى ذلك أنها من السورة بل تكون آية مفردة أنزلت فى أول كل سورة كما كتبها الصحابة سطرا مفصولا ،وكونهم فصلوها عن السورة التى بعدها دليل على أنها ليست منها ، ولذلك تتلى آية مفردة في أول كل سورة ما عدا سورة براءة والأحاديث الصحيحة تدل على أنها آية من كتاب الله فقد تلاها النبي حين أنزلت عليه إنا أعطيناك الكوثر[2] و هذا الحديث يدل على أن البسملة في أوائل السور من القرآن[3] ،وفي المقابل قد أخبر النبي r بقسمة قراءة آيات الفاتحة بين الله وبين العبد ،ولم يذكر البسملة[4] ،وأخبر النبي rسورة تبارك ثلاثون آية [5]،وهي ثلاثون آية بدون البسملة فتبين من هذين الحديثين أن البسملة ليست من آية من الفاتحة ،ولامن سورة تبارك فجمعا بين هذه الأحاديث النافية أن البسملة من سور القرآن ،والأحاديث المثبتة أن البسملة من القرآن تكون البسملة آية مستقلة ---------------------- [1] - سورة النمل آية 30 [2] - الحديث رواه مسلم في صحيحه رقم 400 كتاب الصلاة باب حجة من قال بسم الله الرحمن الرحيم آية من أول كل سورة سوى براءة [3] - انظر شرح النووي 4/113 [4] - رواه مسلم في صحيحه رقم 395 كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ،وفي الموطأ قال : ( فهؤلاء ) بدلا من ( فهذا ) حديث رقم 39 [5] - الحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع رقم 2091 ،وهو في سنن أبي داود رقم 1400 ،وفي سنن ابن ماجة رقم 3786
__________________
|
|
#6
|
||||
|
||||
|
تابع : فصل : أدلة القائلين بأن البسملة آية مستقلة ،وترجيحها والأحاديث التي تدل كون البسملة يقرأ بها في أول الفاتحة كحديث أم سلمة [1] لا تدل على أنها منها ،ولهذا كان القراء منهم من يقرأ بها فى أول السورة ،ومنهم من لا يقرأ بها فدل على أن كلا الأمرين سائغ ،وأول ما نزل من القرآن قوله تعالى : ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾فعندما كان النبي r في غار حراء جاءه الملك فقال اقرأ قال : قلت : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ قال : قلت : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ﴾[2] والحديث في الصحيحين [3]ولو كانت البسملة أول السورة لأمره بها فدل هذا على أن البسملة ليست من سورة العلق ، والعادون لآيات القرآن لم يعد أحد منهم البسملة من السور لكن تنازعوا فى الفاتحة هل هى آية منها دون غيرها على قولين فكل هذا يؤكد أن البسملة آية مستقلة ،ولا شك أن هذا القول هو أعدل الأقوال تشهد له الأدلة ،ويجمع بين أدلة الفريقين دون إفراط أو تفريط فهو يجمع بين كون البسملة من القرآن ،وكونها ليست من السور بل هي آية مستقلة ،وبعض آية من سورة النمل . ----------------- [1] - صححه الألباني في إرواء الغليل 2/59 رقم الحديث 343 الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة : الثانية - 1405 هـ- 1985 م [2] - سورة العلق الآية 1-5 [3] - رواه البخاري رقم 3 باب كيف بدأ الوحي إلى رسول الله rورواه مسلم رقم 169 دار إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي
__________________
|
|
#7
|
||||
|
||||
|
الخاتمة الخاتمة : اختلف في العلماء في البسملة فذهب البعض إلى أنها ليست من فاتحة الكتاب، ولا من غيرها من السور والافتتاح بها للتيمن والتبرك . وذهب البعض إلى أنها من الفاتحة وليست من سائر السور ،وذهب آخرون إلى أنها آية مستقلة ،وهذا هو الراجح لجمعه بين النصوص التي تثبتأن البسملة من كتاب الله وبين الأدلة التي تثبت أن البسملة ليست من السور إلا أنها بعض آية من سورة النمل هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وكتب ربيع أحمد سيد طب عين شمس
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |