|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() الحداثة في ميزان النقد واقتراح الحلول:
• أولا : المفكر "طه عبد الرحمن" - النقد: أن المفكر "طه عبد الرحمن" وتأسيسا على مذهبه الأخلاقي ينتقد الحداثة الغربية وعقلانيتها العلمية ....والتقنية مطالبا بقيام نظرية أخلاقية جديدة تستبدل السيادة على الطبيعة بمفهوم "المسودية لسيد الكون" فالسيادة على الطبيعة نتج عنها الأضرار بالأخلاق الدينية, نتيجة الإقصاء أو الاستبدال أو الاستيلاء, والتي انعكست أثارها على النظام العلمي الذي لم يبلغ مراده من وراء قطع صلته بالأخلاق. 36 - الحل: يكمن حسب رئيس "منتدى الحكمة " في إنشاء نظرية أخلاقية ترتكز على الدين...وهي نظرية تستبدل وهي نظرية تستبدل مكان " التعقل" مبدأ "التخلق" الجالب للحكمة المؤيدة, وتستبدل مكان صفة "التنكر" مبدأ "التعرف "الجالب للبصيرة المسددة, وبما أن الحكمة المؤيدة لا تحصل إلا بترك العمل بمبدأ السيادة على الكون , وبالإقرار بهذه السيادة والدخول في الشعور بحال المسودية لسيد الكون أو قل حال العبودية له, فقد جاز تسمية النظرية المبنية على " التخلق" المفضي إلى الحكمة المؤيدة وعلى "التعرف" المؤدي إلى "البصيرة " المسددة بإسم نظرية "التعبد" فالتعبد إذن عبارة عن الجمع بين "التخلق" الحكيم والتعرف البصير. 37 • ثانيا : المفكر "عبد الوهاب المسيري" - النقد: يعترف المفكر"المسيري" بأن الحداثة الغربية حققت نجاحات أكيدة لا يمكن حصرها, ولكن سقوطها في الجانب المادي المبني على مرجعية فلسفية واحدية مسوية بين الإنسان وعالم الأشياء والسلع لا علاقة له بقيم الخير أو الشر...ولهذا وصف "المسيري" "الحداثة" قائلا: «بأنها منفصلة عن القيمة, فأنتجت لنا إنسانا جديد كل الجدة عن الشخصية التقليدية؛ فصور الإنسان الكامنة في الحداثة المنفصلة عن القيمة هو الفرد صاحب السيادة الكاملة», وهذا أدى لظهور نزعات معادية للإنسان لا تعترف بكينونة بشرية, ولا بقيم إنسانية متجاوزة للمادة, إذ حققت هذه النزاعات جرائم مروعة ضد الإنسان مثل الحرب العالمية , وإلقاء القنبلة النووية ....وغيرها. - الحل: يتجلى لنا في إنسانية الباحث المصري الإسلامية في القيمة المركزية, والتي جعلت الإنسان معيارا لقياس التقدم الذي تدعيه الحركة الإنسانية في حضارة عصر الحداثة وما بعد الحداثة, وهذا التجديد في مستواه الفكري قائم على أنقاض النظرية الماركسية في نظريتها التجزئية للإنسان, لكن نظريته قائمة على الوحدوية لا التجزئية المتأثرة بمبادئ الحداثة الغربية القائمة على الفصل بين الجسد والروح, والعاملة على موت الإنسان؛ ولا يعتبر المفكر "المسيري" أول من تحدث عن الإنسان, وإنما سبقه في ذلك العديد من الفلاسفة خاصة أعضاء المدرسة النقدية. إذ يتقاطع في طرحه مع "ماركيز" و "هابرماس" و "أيريك فروم" ... وغيرهم في تشخيص واقع الإنسان الحديث الذي يبحث عن جوهره وكينونته الضائعة في عالم التقنية والبيروقراطية والترشيد الآداتي. • التيار السلفي: يعتبر بعض رواد التيار السلفي العودة إلى التصوف بمثابة تشجيع على"الانحراف الديني" والعودة إلى الجهل والقبور ية. • التيار الأخلاقي: إذ يعتبر زعماء التيار الأخلاقي (من أحزاب وحركات إسلامية) بعض المظاهر الاحتفالية خاصة في بعض المواسم الصوفية بمثابة تشجيع على" الانحراف الأخلاقي" و"الشذوذ الجنسي"تحديدا.
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#12
|
||||
|
||||
![]() • النزعة السياسية الدينية:
أما أنصار النزعة السياسية الدينية يعتبر بعضهم من قوى وأحزاب يسارية تعامل السلطة مع هاته الطبقات الصوفية " انحراف سياسي" عن سكة الحداثة, بتكريسها لهيمنة "المقدسات" على حساب المؤسسات. ويقول الباحث "نوفل بن براهيم" في دراسة نشرها بعنوان"التصوف الفر نكو أمريكي الجديد في المغرب – جذور وحقيقة": يبين خطر التصوف الفر نكو أمريكي العلماني في المغرب العربي من خلال دعم الولايات المتحدة الأمريكية, وتوصياتها من خلال مركز البحث المهتمة بدعم التصوف وتكوين دعاته وتدريبهم حتى يكونوا في مستوى مواجهة ما يسمونه بالأصولية الإسلامية مثل مؤسسة "راند", وقد اعتراف المستشرق الشهير "برنارد لويس" المعروف بصهيونيته وعدائه الشديد للإسلام والمسلمين بأن الغرب يسعى إلى مصالحة (التصوف الإسلامي), ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة السياسية والدينية وفق ضوابط (فصل الدين عن الحياة) ولإقصاء الإسلام نهائيا عن قضايا (السياسة و الاقتصاد) بنفس الطريقة التي استخدمت في تهميش النصرانية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية, وفي هذا الصدد يقول المفكر"عبد الوهاب المسيري" بعد أن يذكر توصية للجنة الحريات الدينية التابعة للكونجرس الأمريكي بضرورة تشجيع "حركات الإسلام التقليدي والصوفي" ومما دلالته أن العالم العربي الذي يحارب الإسلام بتشجيع الحركات الصوفية, ومن أكثر الكتب انتشار الآن في الغرب مؤلفات "محي الدين ابن عربي" و"أشعار جلال الدين الرومي".
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#13
|
||||
|
||||
![]() خـــاتـــمة:
إذا تعددت طرائق الحداثة في عصر العلمانية والعولمة, فأن الحداثة التي تتجذر في تراثنا الأصيل والتي يمكن أن تعيد إحياء وتجديد وتشكيل هوية الإنسان في سياقاتها المعرفية والفكرية؛ هي طريق التصوف لأن طريقتهم تتم بعلم وعمل, وتتنزه بها النفس الإنسانية عن كل الرذائل , وهذا مالم يقع على يد جل مفكري ومنظري وعلماء العلمانية والعقلانية والعولمة والحداثة وما بعد الحداثة على حد سواء عند مفكري الغرب المنكرين لكل ما هو روحي, والمتشبعين بالماديات؛ أو عند مفكري العرب المغتربين والمنبهرين بنماذج الغرب الجاهزة, والمستوردين لما أنتجه هذا الغرب من بضاعة فكرية ومعرفية يتم اقتناؤها كألبسة جاهزة لواقع لا يربطها به أدنى صلة تداولية (لغة, دين, عادات, قيم, معرفة,....). - لكن التساؤل يبقى قائم حول مجالات تطبيق الحداثة الصوفية؟ هل تبقى منحصرة في الأدبيات الصوفية كالشعر المجال الوحيد, أم أنه يمكن توسيعها لتشمل مجالات أخرى كالتعليم, التربية, العمل,...وإن كان ممكنا فما هي الطرق الأنجع لذلك؟ - الإحالات والهوامش: ( ) - أدونيس: فنان ثوري تميز بفكرة التمرد, ضد المؤسسة الفكرية والدينية والثقافية القائمة. 1 - Gérard Durozoi-André Roussel, DICTIONNAIRE de philosophie. Nathan. Imprime en France par I.M.E 2003 .P . 267. 2- La rousse pluri dictionnaire, P. 927. 3- فروخ عمر، المنهج الجديد في الفلسفة العربية، دار العلم للملايين، بيروت، ط 1، 1970 ص 180. 4- الحسني ابن عجيبة، مصطلحات التصوف، أ ع و تق: عبد الحميد حمدان، مكتبة مد بولي، القاهرة، ط 1، 1999. ص 3 و أنظر أيضاً: الفاخوري حنا و خليل الجر، تاريخ الفلسفة العربية، ج1، دال الجيل، بيروت ، لبنان ، ط3، 1993. 5- خليل أحمد خليل، معجم المصطلحات الفلسفية، ص 103. المرجع نفسه،ص 155. 6- راجع ، خميستي سعد، أبحاث في الفلسفة الإسلامية، دار الهدى، الجزائر، دط، 2002، ص 24 و ما بعدها . 7- حميدة عميراوي، بحوث تاريخية، دار البعث، قسنطينة، دط، 2001، ص 60و ما بعدها. 8- زرا رقة عطاء الله، ملامح التيار التربوي الروحاني، " الأسس و الأهداف "، مجلة دراسات العدد 09 جوان 2008، جامعة عمار ثليجي بالأغواط، ص 109. 9- راجع، عمر فروخ، المنهاج الجديد في الفلسفة العربية، ص 181 و ما بعدها، أنظر أيضاً : عبد الغني قاسم عبد الحكيم، المذاهب الصوفية و مدارسها، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 2، 1999، ص ( 27 – 38 )، راجع أيضاً : محمد تركي إبراهيم، فلسفة الموت عند الصوفية، دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر، الإسكندرية، ط 1، 2003، ص( 19 – 21 ). 10- محمد تركي إبراهيم، فلسفة الموت عند الصوفية، ص( 29 – 33 ). 11- DICTIONNAIRE de philosophie . Opcit, pp 115. 12- صليبا جميل, المعجم الفلسفي, الجزء1, دار الكتاب اللبناني, بيروت, 1982, ص, (454-455 ). 13- خليل أحمد خليل, معجم المصطلحات الفلسفية, دار الفكر اللبناني, ط1, بيروت, 1995, ص(62-63). 14- يعقوبي محمود, معجم الفلسفة, الميزان للنشر والتوزيع, ط2, الجزائر,1998, ص33 . - DICTIONNAIRE de philosophie, Opcit, pp, 261,26215 16-Ibid. p.262. 17 و18- قاموس لالاند الفلسفي, ص 822. 19- تلفزيون قطر الدولي, مالك التريكي, طه عبد الرحمن, مسارات (الحداثة, الجزء السادس), قناة الجزيرة الفضائية, قطر, 19/06/2006. 20- آنا ماري شيمل, الأبعاد الصوفية في الإسلام وتاريخ التصوف, منشورات الجمل, تر: محمد إسماعيل السيد رضا حامد قطب, ط1, ألماني, بغداد, 2006, ص32. 21- المرجع نفسه,الصفحة نفسها. 22- منصور إبراهيم, الشعر والتصوف, دار الأمين,دط ,القاهرة, 1999, ص146. 23- المرجع نفسه, الصفحة نفسها. 24- صالح عبد الله البلوشي, الإنسان بين الحداثة والشعور الديني, (مقال في ملحق نون بجريدة الشبيبة), عمان, بتاريخ:09/05/2011. 25- المرجع نفسه. 26- ملتقى ابن خلدون للعلوم والفلسفة والأدب, 23/08/2011, 23:18PM . 27- عقبة زيدان, التصوف والأدب واللغة, في ملحق ثقافي لجريدة الثورة, يومية سياسية, تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر, بتاريخ:11/1/2011 م. 28- محمد برادة, اعتبارات نظرية لتحديد مفهوم الحداثة, مجلة فصول,العدد الربع, 1984. 29- ينظر : مالكوم براد بري, الحداثة , تر: فوزي حسين, مركز الإنماء الحضاري, دط, سوريا,1995. 30- صالح جواد الطعمة, الشاعر العربي المعاصر ومفهومه النظري للحداثة, مجلة فصول , العدد الرابع, 1984. 31- أدونيس, صدمة الحداثة,ص 10. 32- المرجع نفسه. ص 258. 33- محمد عابد الجابري, ندوة العدد, لحداثة في الشعر, مجلة فصول العدد الأول, 1982, راجع أيضا: محمد عابد الجابري, الحداثة والتراث, دراسات ومناقشات, مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت- الدار البيضاء, 1991. 34- أبو يعرب المرزوقي, الحداثة نوع من التصوف الدنيوي, ملحق بجريدة الدستور يومية سياسية عربية مستقلة, تصدر عن الشركة الأردنية, للصحافة والنشر,العدد 15791 السنة الخامسة والأربعون, الاثنين 25رجب 1432هـ الموافق لـ 27 حريزان 2011 م. 35- يحي بن معاذ الرازي, جواهر التصوف, جمع وتبويب, وشرخ وتعليق, سعيد هارون عاشور, مكتبة الآداب,ط1, القاهرة,2006, ص 181. 36- طه عبد الرحمن, سؤال الأخلاق, ص(123). 37- المرجع نفسه, الصفحة نفسها.
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#14
|
||||
|
||||
![]() بقلم / : ناجم مولاي
المصدر/ مدونة الوصال الثقافي علي الهامش: بقرائتي للبحث قبل طرحه وجدت خلافا لي مع بعض أطروحات الباحث وهل ليست محل نقاش، إذ بنقاشها قد نحرف مضمون البحث عن مساره الذي رسمه الباحث لنفسه..ولعلها طريقة جديدة للتفكير والتعامل مع مفاهيم عصرية اخترنا منها اليوم (الصوفية والحداثة) وقد نطرح بعض الأطروحات مستقبليا في محاولة لفهم مصطلحاتنا العصرية بطريقة جديدة..
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |