|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() السنة بين العادة والتشريع كما يرى الشيخ الغزالي أنه لا بد من التفرقة بين ما صدر عن رسول الله عليه وسلم من حيث إنه وحي وتشريع، وبين ما هو عادي بحكم بشريته صلى الله عليه وسلم، فليس كل ما صدر عليه صلى الله عليه وسلم يطالب المسلم بفعله من جهة الوجوب أو الندب، بل هناك أمور كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مراعاة للبيئة التي كان يعيش فيها، كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يراعي المخاطبين في بعض هذه الأمور التي ترجع إلى العادة. وفي ذلك يطرح الشيخ الغزالي السؤال: هل العاديات التي فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم تعتبر دينًا، يبر فاعلها ويأثم تاركها؟. ويقرر الشيخ الغزالي اتفاق العلماء على أن ما فعله صلى الله عليه وسلم في حدود طبيعته البشرية الخاصة، فالمسلم غير مكلف باتباعه، ويضرب على ذلك مثلاً بأكل خالد بن الوليد – رضي الله عنه – الضب، ورفض النبي صلى الله عليه وسلم له، معللاً أن لم يألف أكله في قومه وأرضه، ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد ذلك. وبذلك فإن كل ما فعله صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن وظيفة النبوية والرسالة، فليس تكليفا للناس باتباعه. أما فيما فعله صلى الله عليه وسلم ولم يظهر منه أن فعله قربة إلى الله، ورغم اختلاف العلماء بشأنه فمنهم من قال بندبه ومنهم من ساوى بين الفعل والترك، وآخرون ذهبوا إلى وجوب الفعل. أما الشيخ الغزالي فيدلي برأيه قائلاً: "أما السنة ففيها عاديات لا نكلف باعتبارها كالعبادات اللازمة، وفيها توجيهات موقوتة بزمان مضى، وفيها توجيهات منظور فيها إلى أحوال معينة، وأقوام مخصوصين". ويستدل لرأيه بـ "أن الصحابة رضوان الله عليهم – وهم أعلم الناس بالدين، وأحرص الناس على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يقرب إلى الله – كانوا يشاهدون من النبي صلى الله عليه وسلم أفعالاً، ولما لم يظهر لهم فيها قصد القربة، لم يتخذوها دينًا يتعبدون به، ويدعون الناس إليه". ويضرب الشيخ الغزالي على ذلك أمثلة، مثل: 1- سير النبي صلى الله عليه وسلم في طريق الساحل وقت الهجرة، ولم يسلكه الصحابة في الهجرة. 2- اختباء النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر – رضي الله عنه – في الغار، ولم يفعله الصحابة. 3- مراجعة الحباب بن المنذر – رضي الله عنه – الرسول صلى الله عليه وسلم في المكان الذي ينزلونه يوم بدر، وقد رجع النبي صلى الله عليه وسلم عن رأيه، ونزل على رأي الحباب. فلم يكن فعله صلى الله عليه وسلم على سبيل الاقتداء، وإلا لما ساغ للحباب – رضي الله عنه – أن يراجعه فيه، بل وينزل النبي صلى الله عليه وسلم على رأيه. ويعقب الشيخ الغزالي قائلاً: "ولاشك أن إقحام الشئون العادية البحتة في نطاق الدين إضرار بدين الله ودنيا الناس جميعًا".
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#12
|
||||
|
||||
![]() علاقة الفقهاء بالسنة ومن أهم القضايا التي طرحها الشيخ الغزالي هو علاقة الفقهاء بالسنة، وهو يقرر أن الحكم على الحديث بالصحة أو البطلان لا يقف عند عمل المحدثين، بل لا بد من إشراك الفقهاء في هذا العمل الهام؛ لأن معظم الأحاديث حوت أحكاما شرعية، كان الفقهاء أولى الناس بفهمها من غيرهم، بل إنه يدعو أن يشترك في الحكم على الحديث علماء الإسلام، لأن الأحاديث حوت مسائل في العقيدة والفقه والسلوك والأخلاق وغيرها، فلا يجب حصر الحكم على الحديث على عمل المحدثين وحدهم، ويشير إلى أن للفقهاء ضوابط في الحكم على الحديث وتوثيق السنة عندهم، وهو أمر مشتهر عند المذاهب الأربعة، ويقرر الشيخ أنه لا فقه بلا سنة، ولا سنة بلا فقه، فهما وجهان لعملة واحدة. وخلاصة موقف الشيخ الغزالي من السنة أنه مع جمهور العلماء، إذ إنه يراها دليلا شرعيا معتبرا، وأنه لم يطعن في السنة، وإنما نظر في بعض الأحاديث فرأى عدم صحتها حسب اجتهاده، وقد ركن إلى مناهج علماء سابقين، فلم يكن بدعا في الأمر، فالأحاديث التي لم ير الغزالي عدم صحتها سبقه إليه غيره، ولكن ربما أوجد هو لعدم صحتها أسبابا أخرى، أو دعما لما رآه السابقون. وهو يرى العمل بحديث الآحاد في الأحكام الشرعية، بعد القرآن الكريم، ولا يأخذ بحديث الآحاد في العقيدة إلا إذا كان هناك ما يعضدها من الأدلة التشريعية الأقوى منها. وأن السنة تالية للقرآن، وهي لا تنسخه، وأنه لا بد من الإحاطة بكل ما ورد في السنة من أحاديث حين النظر في مسألة من المسائل، ومعرفة أسباب ورودها والملابسات التي أحاطت بها من الزمان والمكان. وأن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم منها ما كان على سبيل العادة، ومنها ما كان على سبيل الوحي والتشريع. وعلى الجملة، فإنه لا يمكن القول بأن الشيخ الغزالي أتى بجديد تفرد به وحده، غاية ما هناك أنه تسرع في الحكم على بعض الأحاديث بعدم الصحة، وكان يمكن الأخذ بتأويلها والنظر إليها بنوع من الفهم حيث يبقى الحكم عليها بالصحة كما رآه كثيرون من الأقدمين، فالتسرع بالحكم على بعض الأحاديث مما يجب الحذر منه، والتأني فيه، وإن كان الشيخ ضعف بعض الأحاديث، فهي جملة آحاد مع الآلاف من الأحاديث التي حكم عليها بالصحة. المراجع : السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين ليس من الإسلام دفاع عن العقيدة والشريعة فقه السيرة نظرات في القرآن من هنا نعلم كيف نفهم الإسلام الإسلام والطاقات المعطلة قذائف الحق مشكلات في طريق الحياة الإسلامية مائة سؤال عن الإسلام جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج ركائز الإيمان بين العقل والقلب المحاور الخمسة للقرآن الكريم http://www.islamonline.net/arabic/in...icles/04.shtml
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |