|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (151) صـ 496 إلى صـ 502 الثَّالِثَ عَشَرَ (1) : أَنَّهُ هَبْ (2) أَنَّ النَّصَارَى كَفَرُوا بِقَوْلِهِمْ: إِنَّهُ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ قُدَمَاءَ، فَالصِّفَاتِيَّةِ لَا تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ (3) تَاسِعُ تِسْعَةِ قُدَمَاءَ، بَلِ اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَهُمْ يَتَضَمَّنُ صِفَاتِهِ، فَلَيْسَتْ (4) صِفَاتُهُ خَارِجَةً عَنْ مُسَمَّى اسْمِهِ، بَلْ إِذَا قَالَ الْقَائِلُ: آمَنْتُ بِاللَّهِ أَوْ دَعَوْتُ اللَّهَ كَانَتْ صِفَاتُهُ دَاخِلَةً فِي مُسَمَّى اسْمِهِ، وَهُمْ لَا يُطْلِقُونَ عَلَيْهَا أَنَّهَا غَيْرُ اللَّهِ، فَكَيْفَ [يَقُولُونَ: إِنَّ] (5) اللَّهَ تَاسِعُ تِسْعَةٍ أَوْ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ؟ ! وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ» " (6) ، [وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ الْحَلِفُ بِعِزَّةِ اللَّهِ (7) ] وَلَعَمْرُ اللَّهِ (8) ، فَعَلِمَ أَنَّ الْحَلِفَ بِذَلِكَ لَيْسَ حَلِفًا بِمَا يُقَالُ إِنَّهُ غَيْرُ اللَّهِ. _________ (1) ب، ا: الرَّابِعَ عَشَرَ، وَهُوَ خَطَأٌ. (2) ع: ذَهَبَ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (3) ب، ا: إِنَّهُ. (4) ع: وَلَيْسَتْ. (5) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) . وَسَقَطَتْ " إِنَّ " مِنْ (ع) . (6) فِي الْمُسْنَدِ (ط. الْمَعَارِفِ) 1/298 (رَقْمُ 329) عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: لَا وَأَبِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَهْ، إِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ " قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَد شَاكِر رَحِمَهُ اللَّهُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ وَنَسَبُهُ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ لِابْنِ حِبَّانَ. وَجَاءَ الْحَدِيثُ بِمَعْنَاهُ فِي مُسْنَدِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: الْأَرْقَامُ: 4904، 5222، 5256، 5346، 5375، 5593، 6072. وَجَاءَ الْحَدِيثُ بِالنَّصِّ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ هُنَا فِي: سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ 3/303 (كِتَابُ الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ، بَابٌ فِي كَرَاهِيَةِ الْحَلِفِ بِالْآبَاءِ) ; سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ 3/45 - 46 (كِتَابُ النُّذُورِ وَالْأَيْمَانِ، بَابٌ فِي كَرَاهِيَةِ الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ) وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ " ; الْمُسْنَدِ (ط. الْمَعَارِفِ) رَقْمُ 6073. (7) أَوْرَدَ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَحَادِيثَ جَاءَ فِيهَا الْحَلِفُ بِعِزَّةِ اللَّهِ 8/134 - 135 (كِتَابُ الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ، بَابُ الْحَلِفِ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ وَكَلِمَاتِهِ) . (8) ب: وَبِعَمْرِ اللَّهِ ; وَنَعَمْ وَاللَّهِ. وَفِي نَفْسِ الْكِتَابِ السَّابِقِ فِي الْبُخَارِيِّ فِي الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ 8/135 (بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لَعَمْرُ اللَّهِ) حَدِيثٌ قَالَ فِيهِ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ ". وَأَوْرَدَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مَسْنَدِهِ (ط. الْحَلَبِيِّ) 4/13 - 14 عَنْ أَبِي رَزِينٍ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدِيثًا مُطَوَّلًا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَلَفَ فِيهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ فَقَالَ: " لَعَمْرُ إِلَهِكَ " " وَلَعَمْرُ اللَّهِ " ========================= الرَّابِعَ عَشَرَ (1) : إِنَّ (2) حَصْرَ الصِّفَاتِ فِي ثَمَانِيَةٍ، وَإِنْ كَانَ يَقُولُهُ (3) : بَعْضُ الْمُثْبِتِينَ [مِنَ الْأَشْعَرِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ، فَالصَّوَابُ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْمُثْبِتَةِ] (4) وَأَئِمَّةِ الْأَشْعَرِيَّةِ أَنَّ الصِّفَاتِ لَا تَنْحَصِرُ فِي ثَمَانِيَةٍ، بَلْ وَلَا يَحْصُرُهَا الْعِبَادُ فِي عَدَدٍ، وَحِينَئِذٍ فَنَقْلُ النَّاقِلِ عَنْهُمْ: أَنَّهُ تَاسِعُ تِسْعَةٍ بَاطِلٌ، لَوْ كَانَ هَذَا مِمَّا يُقَالُ. الْخَامِسَ عَشَرَ (5) : أَنَّ النَّصَارَى أَثْبَتُوا أَقَانِيمَ وَقَالُوا: إِنَّهَا ثَلَاثَةُ (6) جَوَاهِرَ يَجْمَعُهَا جَوْهَرٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَهٌ (7) يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ، وَالْمُتَّحِدُ بِالْمَسِيحِ هُوَ أُقْنُومُ الْكَلِمَةِ وَالْعِلْمِ وَهُوَ الِابْنُ. وَهَذَا الْقَوْلُ مُتَنَاقِضٌ فِي نَفْسِهِ، فَإِنَّ الْمُتَّحِدَ إِنْ كَانَ صِفَةً فَالصِّفَةُ لَا تَخْلُقُ وَلَا تَرْزُقُ، وَهِيَ أَيْضًا لَا تُفَارِقُ الْمَوْصُوفَ، وَإِنْ كَانَ هُوَ الْمَوْصُوفُ فَهُوَ الْجَوْهَرُ الْوَاحِدُ وَهُوَ الْأَبُ (8) فَيَكُونُ الْمَسِيحُ هُوَ الْأَبُ، وَلَيْسَ هَذَا قَوْلَهُمْ، _________ (1) ب، ا: الْخَامِسَ عَشَرَ، وَهُوَ خَطَأٌ. (2) ب، ا: إِنَّهُ. (3) ب، ا: يَقُولُ بِهِ. (4) ع: جَمَاهِيرِ الْمُثْبِتِينَ. وَسَقَطَ مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ مِنْ (ن) ، (م) . (5) ب، ا: السَّادِسَ عَشَرَ، وَهُوَ خَطَأٌ. (6) ب، ا: أَثْبَتُوا ثَلَاثَةَ أَقَانِيمَ قَالُوا إِنَّهَا ثَلَاثَةٌ. (7) ب: وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا لَهُ ; أ: وَإِنْ كَانَ وَاحِدٌ إِلَهٌ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (8) أ: فَهُوَ جَوْهَرُ الْوَاحِدِ وَهُوَ الْأَبُ ; ن، م: وَهُوَ الْجَوْهَرُ الْوَاحِدُ وَهُوَ الْأَبُ ; ع: فَهُوَ الْجَوْهَرُ وَهُوَ الِابْنُ =========================== فَأَيْنَ (1) هَذَا مِمَّنْ يَقُولُ: الْإِلَهُ (2) وَاحِدٌ وَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الدَّالَّةُ عَلَى صِفَاتِهِ الْعُلَى (3) وَلَا يَخْلُقُ غَيْرُهُ وَلَا يُعْبَدُ سِوَاهُ؟ ! فَبَيْنَ الْمَذْهَبَيْنِ مِنَ الْفَرْقِ أَعْظَمُ مِمَّا بَيْنَ (4) الْقَدَمِ وَالْفَرْقِ. وَمِمَّا افْتَرَتْهُ الْجَهْمِيَّةُ عَلَى الْمُثْبِتَةِ أَنَّ ابْنَ كُلَّابٍ لَمَّا كَانَ مِنَ الْمُثْبِتِينَ لِلصِّفَاتِ وَصَنَّفَ الْكُتُبَ فِي الرَّدِّ عَلَى النُّفَاةِ وَضَعُوا عَلَى أُخْتِهِ حِكَايَةً أَنَّهَا كَانَتْ (5) نَصْرَانِيَّةً وَأَنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ هَجَرَتْهُ، فَقَالَ لَهَا: يَا أُخْتِي إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُفْسِدَ دِينَ الْمُسْلِمِينَ، فَرَضِيَتْ عَنْهُ لِذَلِكَ (6) . وَمَقْصُودُ الْمُفْتَرِي بِهَذِهِ (7) الْحِكَايَةِ أَنْ يَجْعَلَ قَوْلَهُ بِإِثْبَاتِ الصِّفَاتِ هُوَ قَوْلُ النَّصَارَى، وَأَخَذَ هَذِهِ الْحِكَايَةَ [بَعْضُ السَّالِمِيَّةِ وَ] (8) بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ يَذُمُّ بِهَا ابْنَ كُلَّابٍ لِمَا أَحْدَثَهُ (9) مِنَ الْقَوْلِ فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الَّذِينَ عَابُوهُ بِهَا (10) هُمْ أَبْعَدُ عَنِ الْحَقِّ فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ وَغَيْرِهَا مِنْهُ، وَأَنَّهُمْ عَابُوهُ بِمَا تَمْدَحُ أَنْتَ قَائِلَهُ (11) . وَعَيْبُ ابْنِ _________ (1) ب، ا: أَيْنَ. (2) ع: إِلَهٌ. (3) ع: وَلَهُ الْأَسْمَاءُ الدَّالَّةُ عَلَى صِفَاتِهِ الْعُلْيَا. (4) ن، م: مِنَ الْفَرْقِ كَمَا بَيْنَ. (5) كَانَتْ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) . (6) ب، ا، ن، م: بِذَلِكَ. وَكَتَبَ مُسْتَجِي زَادَهْ فِي هَامِشِ (ع) مَا يَلِي: " وَكَانَ ابْنُ كُلَّابٍ مِنَ الْقُدَمَاءِ حَتَّى أَنَّ الْإِمَامَ أَبَا الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيَّ لَمَّا رَجَعَ عَنِ الِاعْتِزَالِ اتَّبَعَهُ وَحَذَا حَذْوَهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَقَالَاتِ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا إِثْبَاتُ الصِّفَاتِ الزَّائِدَةِ عَلَى الذَّاتِ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا نَفْيُ الْعِلَلِ وَالْأَغْرَاضِ فِي أَفْعَالِ اللَّهِ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا الْقَوْلُ بِقِدَمِ الْكَلَامِ النَّفْسِيِّ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَقَالَاتِ (7) ع: لِهَذِهِ. (8) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) . (9) ب، ا: أَحْدَثَ. (10) ب، ا، ن، م: أَنَّ الَّذِي عَابَهُ بِهَا. (11) ن، م: فِيمَا يَقْدَحُ فِيمَا أَنْتَ قَائِلُهُ ============================ كُلَّابٍ عِنْدَكَ كَوْنُهُ لَمْ يُكْمِلِ الْقَوْلَ بِهِ (1) ، بَلْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ [بَقِيَّةٌ] (2) مِنْ كَلَامِهِمْ. وَهَذَا نَظِيرُ مَا عَمِلَهُ ابْنُ عَقِيلٍ فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ أَخَذَ كَلَامَ الْمُعْتَزِلَةِ الَّذِي طَعَنُوا بِهِ عَلَى الْأَشْعَرِيَّةِ فِي كَوْنِهِمْ يَقُولُونَ: هَذَا الْقُرْآنُ لَيْسَ كَلَامَ اللَّهِ بَلْ عِبَارَةٌ عَنْهُ، فَطَعَنَ بِهِ هُوَ (3) عَلَى الْأَشْعَرِيَّةِ. [وَمَقْصُودُ الْمُعْتَزِلَةِ بِذَلِكَ إِثْبَاتُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، وَالْأَشْعَرِيَّةُ] (4) خَيْرٌ مِنْهُمْ (5) فِي نَفْيِ الْخَلْقِ عَنِ الْقُرْآنِ، وَلَكِنَّ عَيْبَهُمْ [فِي] تَقْصِيرِهِمْ فِي إِكْمَالِ السُّنَّةِ (6) . [وَكَذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ السَّالِمِيَّةِ الْمُصَنِّفِينَ فِي مَثَالِبِ ابْنِ كُلَّابٍ وَالْأَشْعَرِيِّ وَابْنِ كَرَّامٍ ذَكَرُوا حِكَايَاتٍ بَعْضُهَا كَذِبٌ قَطْعًا، وَهِيَ مِمَّا وَضَعَتْهُ الْمُعْتَزِلَةُ أَعْدَاءُ هَؤُلَاءِ عَلَيْهِمْ، لِكَوْنِهِمْ يُثْبِتُونَ الصِّفَاتِ وَالْقَدَرَ، فَجَاءَ هَؤُلَاءِ فَذَكَرُوا تِلْكَ الْحِكَايَاتِ، وَمَقْصُودُهُمُ التَّنْفِيرُ عَمَّا اعْتَقَدُوا فِي أَقْوَالِهِمْ مِنَ الْخَطَاءِ، وَتِلْكَ الْحِكَايَاتُ وَضَعَهَا مَنْ هُوَ أَبْعَدُ عَنِ السُّنَّةِ مِنْهُمْ. وَكَذَلِكَ السَّالِمِيَّةُ أَتْبَاعُ الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ سَالِمٍ هُمْ فِي غَالِبِ أُصُولِهِمْ عَلَى قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، لَكِنْ لَمَّا وَقَعَ فِي بَعْضِ أَقْوَالِهِمْ مِنَ الْخَطَاءِ زَادَ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ مَنْ صَنَّفَ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ، حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِمْ قِطْعَةً مِمَّا قَالُوهُ مِنَ الْحَقِّ] (7) . _________ (1) بِهِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) فَقَطْ. (2) بَقِيَّةٌ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) . (3) ع، ن، م: فَطَعَنَ هُوَ بِهِ. (4) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) فَقَطْ. (5) ب، ا: مِنْهُ، وَهُوَ خَطَأٌ. (6) ب، ا: وَلَكِنَّ عَيْبَهُمْ تَقْصِيرُهُمْ فِي كَمَالِ السُّنَّةِ ; ن: وَلَكِنَّ عَيْبَهُمْ تَقْصِيرٌ فِي إِكْمَالِ السُّنَّةِ ; م: وَلَكِنَّ عَيْبَهُمْ تَقْصِيرُهُمْ فِي إِكْمَالِ السُّنَّةِ. (7) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ فِي (ع) فَقَطْ ========================= [عرض ابن المطهر لمقالة الحشوية والمشبهة ورد ابن تيمية من وجوه] (فَصْلٌ) (1) قَالَ الرَّافِضِيُّ الْمُصَنِّفُ (2) : وَقَالَتْ جَمَاعَةُ (3) الْحَشْوِيَّةِ [وَالْمُشَبِّهَةِ] (4) : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جِسْمٌ لَهُ طُولٌ وَعَرْضٌ وَعُمْقٌ، وَأَنَّهُ يَجُوزُ عَلَيْهِ (5) الْمُصَافَحَةُ، وَأَنَّ الصَّالِحِينَ (6) مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُعَانِقُونَهُ (7) فِي الدُّنْيَا، وَحَكَى الْكَعْبِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ كَانَ يُجَوِّزُ رُؤْيَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَأَنَّهُ يَزُورُهُمْ وَيَزُورُونَهُ، وَحُكِيَ عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ (8) أَنَّهُ قَالَ: أَعْفُونِي عَنِ الْفَرْجِ وَاللِّحْيَةِ، وَاسْأَلُونِي عَمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّ مَعْبُودِي (9) جِسْمٌ وَلَحْمٌ وَدَمٌ، وَلَهُ جَوَارِحُ وَأَعْضَاءٌ كَيَدٍ (10) وَرِجْلٍ وَلِسَانٍ وَعَيْنَيْنِ وَأُذُنَيْنِ (11) ، وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ (12) : هُوَ أَجْوَفُ مِنْ أَعْلَاهُ إِلَى صَدْرِهِ، مُصْمَتٌ مَا _________ (1) ع (فَقَطْ) : الْفَصْلُ الثَّانِي. (2) ع: قَالَ الرَّافِضِيُّ. وَالْكَلَامُ التَّالِي وَرَدَ فِي (ك) 1/84 (م) . (3) جَمَاعَةُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ع) . (4) وَالْمُشَبِّهَةِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) . (5) عَلَيْهِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ك) . (6) ع: الْمُصْلِحِينَ ; ك: الْمُخْلِصِينَ. (7) يُعَانِقُونَهُ: كَذَا فِي (ك) ، (ب) . وَفِي (ع) ، (ن) ، (م) : يُعَايِنُونَهُ. وَفِي (أ) : يُعَايِنُوهُ (8) ب، ك: دَاوُدَ الظَّاهِرِيِّ. وَالْمُثْبَتُ عَنْ (ع) ، (ن) ، (م) ، (أ) . وَسَيَتَكَلَّمُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ عَنْ ذَلِكَ فِيمَا بَعْدُ 1/259 (ب) . (9) ك: مَعْبُودَهُ. (10) ب، ا: وَكَبِدٍ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (11) ب (فَقَطْ) : وَعَيْنَانِ وَأُذُنَانِ، وَهُوَ خَطَأٌ. (12) ك، ن: وَحُكِيَ أَنَّهُ قَالَ ============================= سِوَى ذَلِكَ، وَلَهُ شَعْرُ قِطَطٍ، حَتَّى قَالُوا: اشْتَكَتْ (1) عَيْنَاهُ فَعَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَبَكَى (2) عَلَى طُوفَانِ نُوحٍ حَتَّى رَمَدَتْ عَيْنَاهُ، وَأَنَّهُ يَفْضُلُ مِنَ الْعَرْشِ (3) مِنْ كُلِّ جَانِبٍ أَرْبَعَ أَصَابِعَ ". فَيُقَالُ: الْكَلَامُ عَلَى هَذَا مِنْ وُجُوهٍ: أَحَدُهَا: أَنْ يُقَالَ: هَذَا اللَّفْظُ بِعَيْنِهِ أَنَّ: اللَّهَ جِسْمٌ لَهُ طُولٌ وَعَرْضٌ وَعُمْقٌ أَوَّلُ مَنْ عُرِفَ أَنَّهُ قَالَهُ فِي الْإِسْلَامِ شُيُوخُ الْإِمَامِيَّةِ كَهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ (4) ، وَهَذَا مِمَّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ نَقْلُ النَّاقِلِينَ لِلْمَقَالَاتِ (5) فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ مِثْلِ أَبِي عِيسَى الْوَرَّاقِ (6) _________ (1) ع: اشْتَكَى. (2) ع: فَبَكَى. (3) ع: يَفْضُلُ عَنِ الْعَرْشِ ; ب، ا: يَفْضُلُ الْعَرْشُ عَنْهُ ; ن، م: يَفْصِلُ الْعَرْشَ عَنْهُ. وَالْمُثْبَتُ عَنْ (ك) . (4) انْظُرْ مَا سَبَقَ 104، 219 - 222. (5) لِلْمَقَالَاتِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) . (6) أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْوَرَّاقُ، كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُعْتَزِلَةِ ثُمَّ أَصْبَحَ رَافِضِيًّا، وَكَانَ يُبْطِنُ الزَّنْدَقَةَ وَالْقَوْلَ بِالتَّثْنِيَةِ، وَقَالَ الْخَيَّاطُ إِنَّهُ كَانَ أُسْتَاذَ ابْنِ الرَّوَانْدِيِّ فِي ذَلِكَ، وَتُوُفِّيَ أَبُو عِيسَى الْوَرَّاقُ بِبَغْدَادَ سَنَةَ 247. وَذَكَرَ الْعَامِلِيُّ فِي " أَعْيَانِ الشِّيعَةِ " مُصَنَّفَاتَهُ وَمِنْهَا: " كِتَابُ اخْتِلَافِ الشِّيعَةِ وَالْمَقَالَاتِ " ثُمَّ قَالَ: " وَكِتَابُ الْمَقَالَاتِ هُوَ أَشْهَرُ كُتُبِ الْوَرَّاقِ يَذْكُرُ فِيهِ تَارِيخَ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ وَشَرْحِ آرَاءِ وَعَقَائِدِ الْفِرَقِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ الْكُتُبِ الْقَدِيمَةِ وَأَكْثَرِهَا اعْتِبَارًا فِي هَذَا الْمَوْضُوعِ، يَنْقُلُ عَنْهُ الْمَسْعُودِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ وَأَبُو الرَّيْحَانِ الْبَيْرُونِيُّ وَالشَّهْرَسْتَانِيُّ وَعَبْدُ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيُّ وَابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ ". وَانْظُرْ تَرْجَمَةَ الْوَرَّاقِ وَمَا ذُكِرَ عَنْهُ فِي: لِسَانِ الْمِيزَانِ 5/204 ; أَعْيَانِ الشِّيعَةِ 47/105 - 107 ; الرِّجَالِ لِلنَّجَاشِيِّ، ص [0 - 9] 08 ; الِانْتِصَارِ لِلْخَيَّاطِ، ص [0 - 9] 3، 108، 110، 111 ; الْفِهْرِسْتِ لِابْنِ النَّدِيمِ، ص [0 - 9] 73 ; مُرُوجِ الذَّهَبِ 4/104 - 105 ; الْفِهْرِسْتِ لِلطُّوسِيِّ، ص [0 - 9] 1 ; مَعَالِمِ الْعُلَمَاءِ لِابْنِ شَهْرَاشوب، ص [0 - 9] 37 ; الْأَعْلَامِ 7/351 =========================== وَزَرْقَانَ (1) ، وَابْنِ النُّوبَخْتِيِّ (2) ، (3) . وَأَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ (4) وَالشَّهْرَسْتَانِيِّ (5) وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ، وَنَقْلُ ذَلِكَ عَنْهُمْ مَوْجُودٌ فِي كُتُبِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالشِّيعَةِ وَالْكَرَّامِيَّةِ وَالْأَشْعَرِيَّةِ وَأَهْلِ الْحَدِيثِ وَسَائِرِ الطَّوَائِفِ. وَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ جِسْمٌ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ. وَنَقَلَ النَّاسُ عَنِ الرَّافِضَةِ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ وَمَا هُوَ أَقْبَحُ مِنْهَا، فَنَقَلُوا مَا ذَكَرَهُ الْأَشْعَرِيُّ وَغَيْرُهُ فِي كُتُبِ الْمَقَالَاتِ عَنْ بَيَانِ بْنِ سَمْعَانَ التَّمِيمِيِّ الَّذِي تَنْتَسِبُ (6) إِلَيْهِ الْبَيَانِيَّةُ مِنْ غَالِيَةِ الشِّيعَةِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى صُورَةِ الْإِنْسَانِ وَإِنَّهُ يَهْلِكُ كُلُّهُ إِلَّا وَجْهَهُ، وَادَّعَى بَيَانٌ أَنَّهُ يَدْعُو الزُّهَرَةَ فَتُجِيبُهُ، وَأَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِالِاسْمِ الْأَعْظَمِ، فَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ _________ (1) ذَكَرَهُ ابْنُ الْمُرْتَضَى فِي " الْمُنْيَةِ وَالْأَمَلِ " فِي الطَّبَقَةِ السَّابِعَةِ ضِمْنَ أَصْحَابِ النَّظَّامِ فَسَمَّاهُ: زَرْقَانُ مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادِ بْنِ عِيسَى الْمِسْمَعِيُّ، أَبُو يَعْلَى، وَقَالَ إِنَّ لَهُ كِتَابَ " الْمَقَالَاتِ " ثُمَّ قَالَ عَنْهُ: " قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنِي الْآدَمِيُّ قَالَ: أَحْضَرَ الْوَاثِقُ يَحْيَى بْنَ كَامِلٍ وَأَمَرَ زَرْقَانَ أَنْ يُنَاظِرَهُ فِي الْإِرَادَةِ حَتَّى أَلْزَمَهُ الْحُجَّةَ، ثُمَّ نَاظَرَهُ الْوَاثِقُ بِنَفْسِهِ فَأَلْزَمَهُ الْحُجَّةَ، فَقَالَ الْآدَمِيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَامَتْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ". وَذَكَرَ ابْنُ حَجَرٍ (لِسَانَ الْمِيزَانِ 5/199) أَنَّهُ رَوَى عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَغَيْرِهِ وَعَنْهُ رَوَى أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَلَكِنَّهُ نَقَلَ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: لَا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ ; وَحَدَّدَ ابْنُ حَجَرٍ سَنَةَ وَفَاةِ زَرْقَانَ بِأَنَّهَا 278. وَأَمَّا ابْنُ الْأَثِيرِ (اللُّبَابُ 3/139) فَذَكَرَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ 298 أَوْ 299. (2) هُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّوبَخْتِيُّ أَوِ ابْنُ النُّوبَخْتِيِّ، وَسَبَقَ الْكَلَامُ عَنْهُ بِإِيجَازٍ 1 (3) وَأَشَرْتُ هُنَاكَ إِلَى كِتَابِهِ " الْآرَاءِ وَالدِّيَانَاتِ " وَتَكَلَّمْتُ عَنْهُ أَيْضًا فِيمَا سَبَقَ 2/106. وَانْظُرْ عَنِ النُّوبَخْتِيِّ أَيْضًا: لِسَانَ الْمِيزَانِ 2/258 ; الْفِهْرِسْتَ لِلطُّوسِيِّ، ص [0 - 9] 1 ; مَعَالِمَ الْعُلَمَاءِ لِابْنِ شَهْرَاشوب، ص [0 - 9] 2 - 33 ; الْأَعْلَامَ 2/239 (4) عَلَّقَ مُسْتَجِي زَادَهْ فِي الْهَامِشِ بِقَوْلِهِ: " وَقَدْ كَانَ لِابْنِ حَزْمٍ الْأَنْدَلُسِيِّ كِتَابٌ فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ رَأَيْتُهُ فِي جِلْدَيْنِ وَفِيهِ فَوَائِدُ وَعُلِمَ مِنْهُ أَنَّ لَهُ قَدَمًا وَسَهْمًا فِي الْإِحَاطَةِ ". (5) ب، ا: وَابْنِ الشَّهْرَسْتَانِيِّ. (6) ع: نُسِبَتْ ; ن، م: يُنْسَبُ ===========================
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (161) صـ 566 إلى صـ 572 التفريق والتجزئة والتبعيض، وإن لم يكن كان متفرقا فاجتمع، كما يقال ذلك في الأجسام، فإنه سبحانه وإن كان خلق الحيوان والنبات فأنشأه شيئا بعد شيء، لم تكن يد الإنسان ورجله ورأسه متفرقة فجمع بينها (1) ، بل خلق هذه الأعضاء جملة، لكن يمكن تفريق بعضها عن بعض، فيمتنع أن يقال: إن الله سبحانه وتعالى يقبل التفريق والتجزئة والتبعيض بهذا الاعتبار. فهذان معنيان متفق عليهما، لا أعلم مسلما له قول في الإسلام قال بخلاف ذلك. وإن قال: إن المراد بالتركيب أنه مركب من الجواهر المنفردة أو من المادة والصورة، وبالانقسام والتجزئة أنه مشتمل على هذه الأجزاء، فجمهور العقلاء يقولون: إن هذه المخلوقات المشار إليها، كالشمس والقمر والأفلاك والهواء والنار والتراب، ليست مركبة (2) لا هذا التركيب ولا هذا التركيب، وكيف برب العالمين؟ ! فإنه من المعلوم بصريح العقل أن المخلوق المشار إليه، الذي هو عال على غيره كعلو السماء على الأرض، إذا كان جمهور العقلاء يقولون: إنه ليس مركبا من الأجزاء التي لا تتجزأ - وهي الجواهر المنفردة - عند القائلين بها، ولا من المادة والصورة، كان منعهم أن يكون رب العالمين مركبا من هذا وهذا أولى. وأما من قال: إن هذه الأعيان المشار إليها مركبة من هذا وهذا، فكثير منهم - كالمعتزلة والأشعرية - ينفون عن الرب تعالى هذا التركيب. ولكن _________ (1) في الأصل: بينهما. (2) في الأصل: ليس مركبا =================================== كثير من شيوخ الكلام يقولون: إن الله تعالى جسم، فإذا كان من هؤلاء من يقول: إن الجسم مركب من الأجزاء المنفردة أو من المادة والصورة، فقد يقول: إنه مركب بهذا الاعتبار وبهذا. وهذا القول باطل عند جماهير المسلمين، لكن جمهور العقلاء ينكرون هذا التركيب في المخلوقات، فهم في الخالق أشد إنكارا. ومن قال: إن المشار إليه المخلوق مركب هذا التركيب، فهؤلاء يحتاجون في نفي ذلك عن الرب إلى برهان عقلي يبين امتناع مثل ذلك، فإن منازعيهم الذين يقولون بثبوت مثل هذا المعنى الذي جعلوه تركيبا، يقولون: إنه لا برهان لهم على نفيه، بل المقدمات التي وافقونا عليها من إثبات مثل هذا التركيب في الشاهد، يدل على ثبوته في الغائب، كما في نظائر ذلك مما يستدل به على الغائب بالشاهد. وبين الطائفتين في هذا منازعات عقلية ولفظية ولغوية، قد بسطت في غير هذا الموضع. وأما جمهور العقلاء، مع السلف والأئمة، فعندهم أن الطائفتين مخطئتان، وتنزيه الرب عن ذلك تبين بالعقل مع الشرع، كما بين من غير سلوك الشبهات الفاسدة. وأما إذا قيل: المراد بالانقسام أو التركيب أن يتميز منه شيء عن شيء، مثل تميز علمه عن قدرته، أو تميز ذاته عن صفاته، أو تميز ما يرى منه عما لا يرى، كما قاله السلف في قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} [سورة الأنعام: 103] ، قالوا: لا تحيط به. وقيل لابن عباس رضي الله عنه: أليس الله تعالى يقول: {لا تدركه الأبصار} قال: ألست ترى ======================================= السماء؟ قال: بلى. قال: أفكلها ترى؟ قال: لا (1) ; فذكر أن الله يرى ولا يدرك، أي لا يحاط به، ونحو ذلك. فهذا الامتياز على قسمين: أحدهما: امتياز في علم العالم منا بأن نعلم شيئا ولا نعلم الآخر، فهذا أيضا لا يمكن العاقل أن ينازع فيه بعد فهمه، وإن قدر أن فيه نزاعا، فإن الإنسان قد يعلم أنه موجود قبل أن يعلم أنه عالم، ويعلم أنه قادر قبل أن يعلم أنه (مريد) ، ونحو ذلك. (2) فما من أحد من الناس إلا وهو يعلم شيئا ولا يعلم الآخر، فالامتياز في علم الناس بين ما يعلم وما لا يعلم مما لا يمكن عاقلا المنازعة فيه، إلا أن يكون النزاع لفظيا، أو يتكلم الإنسان بما لا يتصور حقيقة قوله. فهذا الوجه من الامتياز متفق على إثباته، كما أن الأول متفق على نفيه. وأما الامتياز في نفس الأمر من غير قبول تفرق وانفصال، كتميز العلم عن القدرة، وتميز الذات عن الصفة، وتميز السمع عن البصر، وتميز ما يرى منه عما لا يرى، ونحو ذلك، وثبوت صفات له وتنوعها، فهذا مما تنفيه الجهمية نفاة الصفات، وهو مما أنكر السلف والأئمة نفيهم له، كما ذكر ذلك أئمة المسلمين المصنفين في الرد على الجهمية، كالإمام أحمد رضي الله عنه في رده على الجهمية (3) ، وغيره من أئمة المسلمين. ولكن (ليس) (4) في أئمة المسلمين من قال: إن _________ (1) انظر ما سبق 2/316 - 320، وانظر ص 320 (ت [0 - 9] ) . (2) في الأصل: قبل أن يعلم أنه ونحو ذلك. وأضفت كلمة (مريد) ليستقيم الكلام. (3) انظر مثلا رسالة " الرد على الجهمية " للإمام أحمد بن حنبل، ص [0 - 9] 1 - 32. (4) في الأصل: ولكن في أئمة المسلمين، وزيادة " ليس " يقتضيها السياق ========================================= الرب مركب من الجواهر المنفردة ولا من المادة والصورة. وقد تنازع النظار في الأجسام المشهودة: هل هي مركبة من جواهر أو من أجزاء، أو لا من هذا ولا من هذا؟ على ثلاثة أقوال. فمن قال: إن المخلوق ليس مركبا لا من هذا ولا هذا، فالخالق أولى أن لا يكون مركبا. ومن قال: إن المخلوق مركب، فهو بين أمرين: إما أن ينفي التركيب عن الرب سبحانه، ويحتاج إلى دليل، وأدلتهم على ذلك ضعيفة. وإما أن يثبت تركيبه من هذا وهذا، وهو قول سخيف. فكلا القولين - النفي والإثبات - ضعيف لضعف الأصل الذي اشتركوا فيه. وهذا الموضع من محارات كثير من العقلاء في صفات المخلوق والخالق. مثال ذلك الثمرة، كالتفاحة والأترجة (1) لها لون وطعم وريح، وهذه صفات قائمة بها، ولها أيضا حركة. فمن النظار من قال: صفاتها ليست أمورا زائدة على ذاتها، ويجعل لفظ " التفاحة " يتناول هذا كله. ومنهم من يقول: بل صفاتها زائدة على ذاتها. وهذا في التحقيق نزاع لفظي، فإن عنى بذاتها ما يتصوره الذهن من الذات المجردة، فلا ريب أن صفاتها زائدة على هذه الذات. وإن عنى بذاتها الذات الموجودة في الخارج، فتلك متصفة بالصفات، لا تكون ذاتا موجودة في الخارج إلا إذا كانت متصفة بصفاتها اللازمة لها. _________ (1) في " المعجم الوسيط " (نشر مجمع اللغة العربية) : " الأترج شجر يعلو، ناعم الأغصان والورق والثمر، وثمره كالليمون الكبير، وهو ذهبي اللون، ذكي الرائحة، حامض الماء ". وفي اللسان: " واحدته ترنجة وأترجة. . وفي الحديث: نهى عن لبس القسي المترج، هو المصبوغ بالحمرة صبغا مشبعا " ========================================= فتقديرها في الخارج منفكة عن الصفات - حتى يقال: هل الصفات زائدة عليها أو ليست زائدة - تقدير ممتنع، والتقدير الممتنع قد يلزمه حكم ممتنع. وقد حكي عن طائفة من النظار كعبد الرحمن بن كيسان الأصم (1) وغيره أنهم أنكروا وجود الأعراض في الخارج، حتى أنكروا وجود الحركة. والأشبه - والله أعلم - أنه لم ينقل قولهم على وجهه، فإن هؤلاء أعقل من أن يقولوا ذلك (2) وعبد الرحمن الأصم - وإن كان معتزليا - فإنه من فضلاء الناس وعلمائهم، وله تفسير. ومن تلاميذه إبراهيم بن _________ (1) في لسان الميزان 3/427: " عبد الرحمن بن كيسان، أبو بكر الأصم المعتزلي، صاحب المقالات في الأصول. ذكره عبد الجبار الهمداني في طبقاتهم، وقال: كان من أفصح الناس وأورعهم وأفقههم وله تفسير عجيب. ومن تلامذته إبراهيم بن إسماعيل بن علية، قلت: وهو من طبقة أبي الهذيل العلاف وأقدم منه ". وذكر عنه الأشعري في المقالات 1/311 أنه يخالف إجماع المعتزلة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإمكان والقدرة باللسان واليد والسيف، كما يذكر رأيه في الإنسان 2/25: بأنه " هو الذي يرى وهو شيء واحد لا روح له وهو جوهر واحد ونفى إلا ما كان محسوسا مدركا " وأنه كان يقول 2/28: " ليس أعقل إلا الجسد الطويل العريض العميق الذي أراه وأشاهده، وكان يقول: النفس هي هذا البدن بعينه لا غير، وإنما جرى عليها هذا الذكر على جهة البيان والتأكيد لحقيقة الشيء لا على أنها معنى غير البدن " وذكر عنه الشهرستاني (نهاية الإقدام، ص [0 - 9] 81) أنه يقول بأن الإمامة غير واجبة في الشرع بل هي مبنية على معاملات الناس. وانظر ترجمة أبي بكر الأصم وآراءه في: المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل لابن المرتضي، ص 32 - 33 ; ط. حيدر آباد، 1316 ; فضل الاعتزال، ص [0 - 9] 67 - 268. (2) قال الأشعري في المقالات 2 " واختلف الناس في الحركات والسكون والأفعال، فقال الأصم: لا أثبت إلا الجسم الطويل العريض العميق ولم يثبت حركة غير الجسم، ولا يثبت سكونا غيره، ولا فعلا غيره، ولا قياما غيره، ولا قعودا غيره، ولا افتراقا ولا اجتماعا، ولا حركة ولا سكونا، ولا لونا غيره، ولا صوتا ولا طعما غيره، ولا رائحة غيره. فأما بعض أهل النظر ممن يزعم أن الأصم قد علم الحركات والسكون والألوان ضرورة، وإن لم يعلم أنها غير الجسم، فإنه يحكى عنه أنه كان لا يثبت الحركة والسكون وسائر الأفعال غير الجسم، ولا يحكى عنه أنه كان لا يثبت حركة ولا سكونا ولا قياما ولا قعودا ولا فعلا. فأما من زعم أن الأصم كان لا يعلم الأعراض على وجه من الوجوه فإنه يحكى عنه أنه كان لا يثبت حركة ولا سكونا ولا قياما ولا قعودا ولا اجتماعا ولا افتراقا على وجه من الوجوه، وكذلك يقول في سائر الأعراض ". وفي أصول الدين لابن طاهر، ص 36 - 37: " الخلاف في إثبات الأعراض مع الأصم ومع طوائف من الدهرية والسمنية نفوها كلها وزعموا أن المتحرك متحرك لا بحركة، والأسود أسود لا لسواد يقوم به، ونفوا جميع الأعراض ". وانظر أيضا: الملل والنحل 1 ; فضائح الباطنية للغزالي (تحقيق د. عبد الرحمن بدوي) ، ص 170 - 171 ====================================== إسماعيل بن علية، ولإبراهيم مناظرات في الفقه وأصوله مع الشافعي وغيره. (1) وفي الجملة فهؤلاء من أذكياء الناس وأحدهم أذهانا، وإذا ضلوا في مسألة لم يلزم أن يضلوا في الأمور الظاهرة التي لا تخفى على الصبيان. وهذا كما أن الأطباء وأهل الهندسة من أذكياء الناس، ولهم علوم صحيحة طبية وحسابية، وإن كان ضل منهم طوائف في الأمور الإلهية، فذلك لا يستلزم أن يضلوا في الأمور الواضحة في الطب والحساب. _________ (1) في لسان الميزان 1 - 35: " إبراهيم بن إسماعيل بن علية جهمي هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن، مات سنة ثمان عشرة ومائتين. . وذكر البيهقي في مناقب الشافعي عن الشافعي أنه قال: أنا أخالف ابن علية في كل شيء حتى في قول: لا إله إلا الله فإني أقول لا إله إلا الله الذي كلم موسى، وهو يقول: لا إله إلا الله الذي خلق كلاما سمعه موسى. وله كتاب في الرد على مالك نقضه عليه أبو جعفر الأبهري. . وأرخ ابن الجوزي وفاته في " المنتظم " في سنة 18. قال: وهو ابن 67 سنة ". وانظر أيضا: النجوم الزاهرة 2/228. (حيث ذكر في وفيات سنة 218) . وقارن الفهرست لابن النديم، ص 201. وانظر فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، ص 75، 80، 267، 316 ========================================== فمن حكى عن مثل أرسطو أو جالينوس أو غيرهما قولا في الطبيعيات (1) ظاهر البطلان، علم أنه غلط في النقل عليه، وإن لم يكن تعمد الكذب عليه. بل محمد بن زكريا الرازي مع إلحاده في الإلهيات والنبوات، ونصرته لقول ديمقراطيس والحرنانيين (2) القائلين بالقدماء الخمسة - مع أنه من أضعف أقوال العالم وفيه من التناقض والفساد ما هو مذكور في موضع آخر، كشرح الأصبهانية والكلام على معجزات الأنبياء والرد على من قال: إنها قوى نفسانية المسماة بالصفدية وغير ذلك - فالرجل من أعلم الناس بالطب (3) حتى قيل له: جالينوس الإسلام، فمن ذكر عنه في الطب قولا يظهر فساده لمبتدئ الأطباء، كان غالطا عليه. _________ (1) في الأصل: في الطبيعات. (2) في الأصل: حرنانين. (3) في هامش (ع) لخص مستجي زاده كلام ابن تيمية عن محمد بن زكريا الرازي حتى هذا الموضع، ثم كتب التعليق التالي: " قلت: وقد اطلعت على تأليف لابن الخطيب المشتهر بالإمام الرازي يقال له " المطالب العالية " أنه ذكر فيه أنه ليس في القرآن دليل يدل بصريحه على حدوث العالم، ثم أخذ يعدد من القرآن ما هو مظنة ذلك - أعني حدوث العالم - فركب على كل صعب وذلول على نفي الدلالة في تلك المظان، ثم قال: ليس في التوراة أيضا دليل يدل بصريحه على ذلك فذهب في ذلك كله على قول ديمقراطيس من إثبات الأجزاء القديمة وهي أجزاء العالم، فالعالم قديم بذواتها وحادث بصفاتها. ولا شك أن القول بقدم أجزاء العالم مخالف للضروريات الدينية لم يذهب إليه أحد من أهل الإسلام، من الفرق الثلاث والسبعين وإنما ذهب (إليه) طوائف ثلاث: الباطنية، ومن ينتمي إلى الإسلام من الفلاسفة المشائين، ومن ينتمي إلى الإسلام من ديمقراطيسية - وهم ليسوا من أهل القبلة. وقد كتبت في هذا الباب رسالة بينت فيها فساد قول ابن الخطيب وأنه مخالف لفرق أهل الإسلام. وقد كان المشهور بذلك ممن ينتمي إلى الإسلام زكريا الرازي، ثم اطلعت على أن ابن الخطيب أيضا ذهب إلى ذلك، حتى ادعى أن من نفى ذلك - أعني حدوث العالم - أو تردد وتذبذب فيه فهو معذور. ولعل الشارح ابن تيمية - قدس سره - لم يطلع (على) هذا القول من ابن الخطيب إذ الظاهر أنه لو اطلع لم يقصر (في الأصل: يقتصر) نصرة مذهب ديمقراطيس على محمد بن زكرياء الرازي، بل ذكر معه أيضا ابن الخطيب الذي اشتهر عند الناس بالإمام فخر الدين الرازي، وألف تفسيرا يقال له " التفسير الكبير " وفيه غير واحد من المواضع يخاف من الكفر، لكن قومه أهالي الري شديدو الاعتقاد فيه (لكن. . إلخ غير واضحة بالأصل) فحملوا كلامه في جميع المواضع كأن جبرئيل أوحى إليه لعظمة الرجل عندهم، مع أن الرجل بعيد عن صناعة الحديث وأصوله وقواعده، مع أن التفسير لا يصح إلا بالحديث، لا بالفلسفة. وقد غلب عليه الفلسفة والفلسفيات، فأراد تطبيق القرآن على قواعد الفلسفة، مع أن القرآن وعامة الكتب المنزلة من السماء لإبطال أصول الفلسفة - سيما فلسفة اليونانيين (الذين) يقال لهم المشاءون (فقولهم) مبني على إبطال حدوث العالم وإثبات قدمه، وقد خالف أكثر المتقدمين منهم في ذلك، إذ أصول غالبهم لا تأبى عن حدوث العالم " ===================================
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (171) صـ 641 إلى صـ 648 وغيرهم، وليس هذا موضعا لبسط الكلام في هذه المسائل، وإنما المقصود التنبيه على أن ما ذكره هذا مما يعلم العقلاء أنه لا يقوله أحد من علماء أهل السنة، ولا يعرف أنه قاله لا جاهل ولا عالم، بل الكذب عليه ظاهر. [قول ابن المطهر إن قول الكرامية بالجهة يعني الحدوث والاحتياج إلى جهة ورد ابن تيمية] (فصل) قال الرافضي المصنف: (1) " وقالت الكرامية: إن الله (2) في جهة فوق ; ولم يعلموا أن كل ما هو في جهة (3) [فهو محدث] (4) ومحتاج إلى تلك الجهة ". فيقال له أولا: لا الكرامية ولا غيرهم يقولون: إنه في جهة موجودة تحيط به (5) أو يحتاج إليها، بل كلهم متفقون على أن الله تعالى غني (6) عن كل ما سواه: سمي جهة أو لم يسم (7) . نعم قد يقولون: " هو في جهة " ويعنون بذلك أنه فوق العالم، فهذا مذهب الكرامية وغيرهم (8) ، وهو أيضا مذهب أئمة الشيعة وقدمائهم (9) كما _________ (1) في (ك) منهاج الكرامة 1/85 (م) . (2) ك: الله تعالى. (3) ك (فقط) : كل ما هو في جهة فوق. (4) فهو محدث: ساقطة من (ن) فقط. (5) ب، أ: يحيط بها، وهو خطأ. (6) ب، أ: على أن الله تعالى مستغن ; ن، م: على أنه غني. (7) ب، أ: سمي جهة أو لم يسم جهة ; ن: سواء سمي جهة أو لم يسم. (8) ب أ: يعنون بذلك أنه فوق، قيل له: هذا مذهب الكرامية وغيرهم. (9) وقدمائهم: ساقطة من (ب) ، (أ) ==================================== تقدم ذكره، وأنت لم تذكر حجة على إبطاله، فمن شنع على الناس بمذاهبهم (1) ، فلا بد أن يشير إلى إبطاله (2) ، وجمهور الخلق (3) على أن الله فوق العالم، وإن كان أحدهم لا يلفظ بلفظ " الجهة " فهم يعتقدون بقلوبهم [ويقولون] (4) بألسنتهم أن (5) ربهم فوق، ويقولون إن هذا أمر فطروا عليه وجبلوا عليه، كما قال الشيخ أبو جعفر الهمذاني (6) لبعض _________ (1) ب: فمن شنع على مذهبهم ; أ: فمن شنع على مذاهبهم. (2) ب، أ: إلى بطلانه. (3) ب، أ: وجمهور الخلف. (4) ويقولون: ساقطة من (ن) فقط. (5) أن: ساقطة من (ب) ، (أ) . (6) ن، م: أبو الفضل الهمداني ; ب، أ: أبو جعفر الهمداني. وذكر الذهبي في " العبر " 4/85 في وفيات سنة 531: " أبا جعفر الهمذاني محمد بن أبي علي الحسن بن محمد الحافظ الصدوق. رحل وروى عن ابن النقور وأبي صالح المؤذن والفضل بن المحب وطبقتهم بخراسان والعراق والحجاز. قال ابن السمعاني: ما أعرف أن في عصره أحدا سمع أكثر منه. توفي في ذي القعدة " ونقل هذا الكلام ابن العماد في " شذرات الذهب " 4/97 وزاد بقوله: وقال ناصر الدين: كان حافظا من المكثرين "، كما نقل بعضه اليافعي في " مرآة الجنان " 3/259، ولكنهما جعلا نسبته: الهمداني، بالدال المهملة. وفي " المنتقى من منهاج الاعتدال " ذكر الذهبي العبارة كما يلي: " كما قال أبو جعفر الهمداني لأبي المعالي. . . إلخ ". وقد ورد في " طبقات الشافعية " للسبكي وفي ترجمة الجويني في كتاب " مختصر العلو للعلي الغفار " للذهبي (ط. المكتب الإسلامي، دمشق، 1/1401 \ 1981 (بتحقيق الألباني) ما يثبت أن الحوار التالي دار بين الجويني وبين أبي جعفر الهمذاني ; ففي " طبقات الشافعية "، 5/190: ". . . عن أبي العلاء الحافظ الهمذاني أخبره، قال: أخبرني أبو جعفر الهمذاني الحافظ، قال: سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) فقال: كان الله ولا عرش، وجعل يتخبط في الكلام، فقلت: قد علمنا ما أشرت إليه فهل عند الضرورات من حيلة؟ فقال: ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارة؟ قلت: ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد لا يتلفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوقية. فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؟ فبينها نتخلص من الفوق والتحت. وبكيت وبكى الخلق، فضرب بيده على السرير وصاح بالحيرة وخرق ما كان عليه، وصارت قيامة في المسجد فنزل ولم يجبني إلا بتأفيف الدهشة والحيرة، وسمعت بعد هذا من أصحابه يقولون: سمعناه يقول: حيرني الهمذاني، انتهى ". وانظر: مختصر العلو للعلي الغفار، ص 276 - 277 =================================== من أخذ ينكر الاستواء ويقولون (1) : لو استوى على العرش لقامت به الحوادث، فقال أبو جعفر (2) ما معناه: إن الاستواء علم بالسمع، ولو لم يرد به لم نعرفه، وأنت قد تتأوله، فدعنا من هذا وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، فإنه ما قال عارف قط: يا الله، إلا وقبل أن ينطق بلسانه (3) ، يجد في قلبه معنى يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فهل عندك من حيلة في دفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟ فلطم المتكلم رأسه (4) وقال: حيرني الهمداني، [حيرني الهمداني، حيرني الهمداني] (5) . ومضمون كلامه (6) أن دليلك على النفي لو صح فهو (7) نظري، ونحن نجد عندنا علما ضروريا بهذا (8) ، فنحن مضطرون إلى هذا العلم (9) وإلى _________ (1) ب، أ: ويقول. (2) ع، ن، م: أبو الفضل. (3) ب، أ، ن، م: ينطق لسانه. (4) ب: رأيته، وهو خطأ. والكلمة في (أ) غير واضحة. (5) ما بين المعقوفتين في (ع) . (6) ب، أ: ومعنى كلامه. (7) عبارة " لو صح فهو ": ساقطة من (ع) ، (أ) ، (ب) . (8) ع: ونحن عندنا علم ضروري بهذا. (9) ن: إلى العلم بالإثبات ; م: إلى هذا الإثبات ================================== هذا القصد، فهل عندك [من] حيلة (1) في دفع هذا العلم الضروري والقصد الضروري الذي يلزمنا لزوما لا يمكننا دفعه عن أنفسنا ; ثم بعد ذلك قرر نقيضه. وأما دفع الضروريات بالنظريات فغير ممكن، لأن النظريات (2) غايتها أن يحتج عليها بمقدمات ضرورية. فالضروريات أصل النظريات، فلو قدح في الضروريات بالنظريات لكان ذلك قدحا في أصل النظريات، فتبطل الضروريات والنظريات، (3 فيلزمنا بطلان قدحه على كل تقدير 3) (3) ، إذ كان قدح الفرع في أصله يقتضي فساده في نفسه، وإذا فسد بطل قدحه، (* فيكون قدحه باطلا على [تقدير] صحته (4) وعلى تقدير فساده *) (5) ، فإن صحته مستلزمة لصحة أصله، فإذا صح كان أصله صحيحا، وفساده لا يستلزم فساد أصله، إذ قد يكون الفساد منه، ولو قدح في أصله للزم فساده، وإذا كان فاسدا لم يقبل قدحه، فلا يقبل قدحه بحال. (* وهذا [لأن] (6) الدليل النظري الموقوف على مقدمات وعلى تأليفها قد يكون فساده من فساد هذه المقدمة، ومن فساد الأخرى، ومن فساد النظم، فلا يلزم إذا كان باطلا أن يبطل كل واحد من المقدمات، بخلاف المقدمات، فإنه متى كان واحد منها باطلا بطل الدليل *) (7) . _________ (1) ع: فهل عندك علم ; ب، أ، ن، م: فهل عندك حيلة. (2) ن: الضروريات. (3) : (3 - 3) ساقط من (ب) ، (أ) . (4) ن: على صحة. (5) ما بين النجمتين ساقط من (ن) فقط. (6) لأن: ساقطة من (ن) ، (م) . (7) ما بين النجمتين ساقط ساقط من (ب) ، (أ) ======================================== وأيضا، فإن هؤلاء قرروا ذلك (1) بأدلة عقلية، كقولهم: كل موجودين إما متباينان وإما متداخلان (2) ، وقالوا: إن العلم بذلك ضروري، وقالوا: إثبات موجود لا يشار إليه مكابرة للحس والعقل. وأيضا، فمن المعلوم أن القرآن نطق (3) بالعلو في مواضع كثيرة [جدا] (4) ، حتى قد قيل (5) إنها نحو (6) ثلاثمائة موضع، والسنن متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك، وكلام السلف المنقول عنهم بالتواتر يقتضي اتفاقهم على ذلك وأنه لم يكن فيهم (7) من ينكره. ومن يريد التشنيع على الناس، ودفع هذه الأدلة الشرعية والعقلية لا بد أن يذكر حجة. ولنفرض أنه لا يناظره إلا أئمة أصحابه (8) ، وهو لم يذكر دليلا إلا قوله: " ولم يعلموا أن كل ما هو في جهة فهو محدث ومحتاج إلى تلك الجهة ". فيقال له: لم يعلموا ذلك ولم تذكر ما به يعلم ذلك (9) ، فإن قولك: ما هو محتاج إلى تلك الجهة، إنما يستقيم إذا كانت الجهة أمرا وجوديا وكانت لازمة له لا يستغني عنها، فلا ريب أن من قال: إن الباري لا يقوم _________ (1) ب، أ: قرروا في ذلك، وهو خطأ. (2) ع، أ: إما متباينين وإما متداخلين ; ن، م: إما متباينين أو متداخلين. (3) ب، أ، ن، م: ينطق. (4) جدا: ساقطة من (ن) ، (م) . (5) ع، م: حتى قيل. (6) نحو: ساقطة من (أ) ، (ب) . (7) ب، أ: وإن لم يكن فيهم. وسقطت " يكن " من (ع) . (8) أصحابه: ساقطة من (ب) ، (أ) . (9) ب: ما به يعلمون ذلك ; أ: ما به يعلموا ذلك ====================================== إلا بمحل يحل فيه لا يستغني عن ذلك وهي مستغنية عنه، فقد جعله محتاجا إلى غيره، وهذا لم يقله أحد. وأيضا لم نعلم أحدا قال: إنه محتاج إلى شيء من مخلوقاته، فضلا عن أن يكون محتاجا إلى غير مخلوقاته. ولا يقول أحد: إن الله محتاج إلى العرش، مع أنه خالق العرش، والمخلوق مفتقر إلى الخالق، لا يفتقر الخالق إلى المخلوق، وبقدرته قام العرش وسائر المخلوقات، وهو الغني عن العرش، وكل ما سواه فقير إليه. فمن فهم عن الكرامية وغيرهم من طوائف الإثبات أنهم يقولون: إن الله محتاج إلى العرش فقد افترى عليهم، كيف وهم يقولون: إنه كان موجودا قبل العرش؟ فإذا كان موجودا قائما بنفسه قبل العرش لا يكون إلا مستغنيا عن العرش. وإذا كان الله فوق العرش لم يجب أن يكون محتاجا إليه، فإن الله قد خلق العالم بعضه فوق بعض، ولم يجعل عاليه محتاجا إلى سافله، فالهواء فوق الأرض وليس محتاجا إليها، وكذلك السحاب فوقها وليس محتاجا إليها، وكذلك السماوات فوق السحاب والهواء والأرض وليست محتاجة إلى ذلك، فكيف يكون العلي الأعلى خالق كل شيء محتاجا إلى مخلوقاته (1) لكونه فوقها عاليا عليها؟ ! _________ (1) نقل مستجي زاده كلام ابن تيمية الذي يبدأ بقوله: فمن فهم عن الكرامية إلى هذا الموضع، ثم كتب التعليق التالي: " قلت أنا: ولا شك أن سلفنا الصالحين مثل الصحابة والتابعين ومتبعي التابعين أتقى الناس وأورعهم، وأشدهم اتباعا لرسول الله واقتداء به، وأعرفهم لمراد الله ورسوله، فهم عن آخرهم مجمعون على أنه تعالى على عرشه بذاته، وكذلك المجتهدون مثل إمامنا أبي حنيفة والإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد وغيرهم مجمعون ومتفقون على أنه تعالى فوق عرشه بذاته، وأن القول بالتأويل والاستيلاء إنما حدث بعد رجل خبيث جاء في عصر بني أمية، فشاعت فتنة الجهمية بعد هذا الخبيث في الناس، حتى ينقل عن هذا الخبيث أنه كان يقول: وددت أني لو محوت قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) عن القرآن. فانظر إلى جسارة هذا الخبيث وغلوه في التنزيه! وقد ذكر الخطيب في تاريخه الكبير أن أبا يوسف يروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: إن سليمان الأعمش أخلف رجلين خبيثين: أحدهما مقاتل بن سليمان حيث إنه يقول بأنه تعالى من قبيل الأجسام، والآخر جهم بن صفوان حيث جعله سبحانه وتعالى من قبيل لا شيء " ===================================== ونحن نعلم أن الله خالق كل شيء، وأنه لا حول ولا قوة إلا به، وأن القوة التي في العرش وفي حملة العرش هو خالقها، بل نقول: إنه خالق أفعال (1) الملائكة الحاملين للعرش (2) ; فإذا كان هو الخالق لهذا كله، ولا حول ولا قوة إلا به، امتنع أن يكون محتاجا إلى غيره. ولو احتج عليه سلفه مثل يونس [بن عبد الرحمن] القمي (3) وأمثاله ممن يقول بأن العرش يحمله بمثل هذا، لم يكن له (4) عليهم حجة، فإنهم يقولون: لم نقل إنه محتاج إلى غيره، بل ما زال غنيا عن العرش وغيره، ولكن قلنا: إنه على كل شيء قدير، فإذا جعلناه قادرا على هذا، كان ذلك وصفا له بكمال الاقتدار، لا بالحاجة إلى الأغيار. _________ (1) ن، م: لأفعال. (2) للعرش: ساقطة من (أ) ، (ب) . (3) في جميع النسخ: علي بن يونس القمي، وهو سهو من ابن تيمية أو من الناسخ. وسبقت ترجمة يونس بن عبد الرحمن القمي 1/71، 2/235 وفي هذا الموضع الأخير نقل ابن تيمية عن " المقالات " للأشعري كلامه عن حملة العرش. (4) له: ساقطة من (ب) ، (أ) ================================ وقد قدمنا فيما مضى أن لفظ " الجهة " يراد به أمر موجود وأمر معدوم ; فمن قال: إنه فوق العالم كله، لم يقل: إنه في جهة موجودة، إلا أن يراد (1) بالجهة (* العرش، ويراد بكونه فيها أنه عليها، كما قد (2) قيل في قوله: إنه في السماء، أي على السماء. وعلى هذا التقدير فإذا كان فوق الموجودات كلها، وهو غني عنها، لم يكن عنده جهة وجودية يكن فيها، فضلا عن أن يحتاج إليها. وإن أريد بالجهة *) (3) ما فوق العالم، فذاك ليس بشيء، ولا هو أمر موجود (4) حتى يقال: إنه محتاج إليه أو غير محتاج إليه. وهؤلاء أخذوا لفظ الجهة بالاشتراك وتوهموا وأوهموا أنه (5) إذا كان في جهة كان في [كل] (6) شيء غيره، كما يكون الإنسان في بيته [وكما يكون الشمس والقمر والكواكب في السماء] (7) ، ثم رتبوا على ذلك أنه يكون محتاجا إلى غيره، والله تعالى غني عن كل ما سواه، وهذه مقدمات كلها باطلة. وكذلك قوله: " كل ما هو في جهة فهو محدث " لم يذكر عليه دليلا، وغايته (8) ما تقدم من أن [الله] (9) لو كان في جهة لكان جسما، وكل جسم _________ (1) ن، م: يريد. (2) قد: ساقطة من (أ) ، (ب) . (3) ما بين النجمتين ساقط من (م) . (4) ب، أ: وجودي. (5) أنه: ساقطة من (ب) ، (أ) . (6) كل: ساقطة من (ن) ، (م) . (7) ما بين المعقوفتين في (ع) فقط. (8) ن، م، ع: وغايتهم. (9) ن، م، أ، ب: من أنه ===================================
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثالث الحلقة (181) صـ 75 إلى صـ 82 أهل السنة من جميع الطوائف، وهو قول كثير من أصحاب الأشعري كأبي إسحاق الإسفراييني وأبي المعالي والجويني الملقب بإمام الحرمين وغيرهما (1) . وإذا كان هذا قول محققي المعتزلة والشيعة، وهو قول (2) جمهور أهل السنة وأئمتهم بقي الخلاف بين القدرية الذين يقولون: إن الداعي يحصل في قلب العبد بلا مشيئة من الله ولا قدرة، وبين الجهمية المجبرة الذين يقولون: إن قدرة العبد لا تأثير لها في فعله بوجه من الوجوه، وأن العبد ليس فاعلا لفعله، كما يقول ذلك الجهم بن صفوان إمام المجبرة ومن اتبعه (3) ، وإن أثبت أحدهم (4) كسبا لا يعقل، كما أثبته الأشعري ومن وافقه. وإذا كان (5) هذا النزاع في هذا الأصل بين القدرية النفاة لكون الله يعين المؤمنين على الطاعة ويجعل فيهم داعيا إليها ويختصهم (6) بذلك دون الكافرين، وبين المجبرة الغلاة الذين يقولون: إن العباد لا يفعلون (7) شيئا ولا قدرة لهم على شيء، أو لهم قدرة لا يفعلون بها شيئا ولا تأثير لها في شيء فكلا القولين باطل، مع أن كثيرا من الشيعة يقولون بقول المجبرة. وأما السلف والأئمة القائلون بإمامة الخلفاء الثلاثة فلا يقولون لا بهذا _________ (1) ب، أ: وغيرهم. (2) ع: وقول. (3) ومن اتبعه: ليست في (ع) . (4) ع: بعضهم. (5) ب، أ: وإن كان. (6) ب، أ: ويخصهم. (7) ع: لم يفعلوا ============================= ولا بهذا. فتبين أن قول أهل السنة القائلين بخلافة (1) الثلاثة هو الصواب، وأن من أخطأ من أتباعهم في شيء فخطأ الشيعة أعظم من خطئهم (2) . وهذا السؤال إنما يتوجه على من يسوغ الاحتجاج بالقدر ويقيم عذر نفسه أو غيره إذا عصى بكون هذا مقدرا علي (3) ، ويرى أن شهود هذا هو شهود الحقيقة، أي الحقيقة الكونية. وهؤلاء كثيرون في الناس، وفيهم (4) من يدعي أنه من الخاصة العارفين أهل التوحيد الذين فنوا في [توحيد] (5) الربوبية، ويقول (6) إن العارف إذا فني (7) في شهود توحيد الربوبية لم يستحسن حسنة ولم يستقبح سيئة، ويقول بعضهم (8) : من شهد الإرادة سقط عنه الأمر، ويقول بعضهم: الخضر (9) إنما سقط عنه التكليف لأنه شهد الإرادة، وهذا الضرب كثير في متأخري الشيوخ والنساك (10) [والصوفية] (11) والفقراء، بل وفي (12) الفقهاء والأمراء والعامة. ولا ريب أن هؤلاء شر من المعتزلة والشيعة الذين يقرون بالأمر والنهي _________ (1) ع: بإمامة. (2) هنا ينتهي السقط في نسختي (ن) ، (م) ، وبدأ في ص 72. (3) ب: بأن هذا مقدر علي، م: بأن هذا مقدرا علي، وهو خطأ. (4) ن، م: ومنهم. (5) توحيد: ساقطة من (ن) ، (م) . (6) ب، أ: ويقولون. (7) إذا فني: ساقطة من (أ) ، (ب) . (8) ن: وبعضهم يقول. (9) ب، أ: الخضر عليه السلام. (10) أ، ب: الشيوخ النساك. (11) والصوفية: ساقطة من (ن) ، (م) . (12) ب، أ، م، ن: بل في ==================================== وينكرون القدر، وبمثل هؤلاء طال لسان المعتزلة والشيعة في المنتسبين إلى السنة، فإن من أقر بالأمر والنهي والوعد والوعيد، وفعل الواجبات وترك المحرمات، ولم يقل: إن الله خلق أفعال العباد ولا يقدر على ذلك ولا شاء [المعاصي] هو قد قصد (1) تعظيم الأمر وتنزيه الله عن الظلم وإقامة حجة الله على نفسه، لكن ضاق عطنه فلم يحسن الجمع بين قدرة الله التامة ومشيئته (2) العامة وخلقه الشامل، وبين عدله وحكمته، وأمره ونهيه، ووعده ووعيده (3) ، فجعل لله الحمد ولم يجعل له تمام الملك. والذين أثبتوا قدرته ومشيئته وخلقه وعارضوا بذلك أمره ونهيه ووعده ووعيده (4) ، شر من اليهود والنصارى كما قال هذا المصنف. فإن قولهم يقتضي إفحام الرسل، ونحن إنما نرد من أقوال هذا وغيره ما كان باطلا. وأما الحق فعلينا أن نقبله من كل قائل، وليس لأحد أن يرد بدعة ببدعة، ولا يقابل باطلا بباطل، والمنكرون للقدر وإن كانوا في بدعة فالمحتجون به على الأمر أعظم بدعة، وإن كان أولئك يشبهون المجوس فهؤلاء يشبهون المشركين المكذبين للرسل (5) الذين قالوا: لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء. وقد كان في أواخر عصر الصحابة [رضي الله عنهم أجمعين] (6) جماعة من هؤلاء القدرية، وأما المحتجون بالقدر على الأمر فلا تعرف لهم طائفة _________ (1) م، ن: وقد قصد. (2) أ، ب، ع: وبين مشيئته. (3) ساقط من (م) فقط (4) ساقط من (م) فقط. (5) المكذبين للرسل، ساقطة من (ع) . (6) رضي الله عنهم أجمعين: ساقطة من (ن) ، (م) ====================================== من طوائف المسلمين معروفة، وإنما كثروا في المتأخرين، وسموا هذا حقيقة، وجعلوا الحقيقة تعارض الشريعة، ولم يميزوا بين الحقيقة الدينية الشرعية التي تتضمن تحقيق أحوال القلوب كالإخلاص والصبر والشكر والتوكل والمحبة لله، وبين الحقيقة الكونية القدرية التي يؤمن بها ولا يحتج بها على المعاصي لكن يسلم إليها عند المصائب. فالعارف يشهد القدر في المصائب فيرضى ويسلم ويستغفر ويتوب من الذنوب والمعايب، كما قال تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك} [سورة غافر: 55] ، فالعبد مأمور بأن يصبر على المصائب ويستغفر من المعايب. [حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام] ومن هذا الباب حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام، قد أخرجاه في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وروي بإسناد جيد عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " «احتج آدم وموسى» " وفي لفظ «أن موسى قال: " يا رب أرني (1) آدم الذي أخرجنا من الجنة بخطيئته، فقال موسى: يا آدم (2) أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم (3) : أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه، وكتب لك التوراة بيده، فبكم تجد فيها مكتوبا: " {وعصى آدم ربه فغوى} " قبل أن _________ (1) ع: أرنا. (2) يا آدم: ساقطة من (ب) ، (أ) . (3) آدم: ساقطة من (ب) ، (أ) ================================== أخلق؟ قال: بأربعين سنة (1) قال: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى ".» (2) . فهذا الحديث ظن فيه (3) طوائف أن آدم احتج بالقدر على الذنب، وأنه حج موسى بذلك، فطائفة من هؤلاء يدعون التحقيق والعرفان يحتجون بالقدر على الذنوب مستدلين بهذا الحديث، وطائفة يقولون: الاحتجاج بهذا سائغ (4) في الآخرة لا في الدنيا، [وطائفة يقولون: هو حجة للخاصة المشاهدين للقدر دون العامة] (5) ، وطائفة كذبت هذا الحديث (6) كالجبائي وغيره، وطائفة تأولته تأويلات فاسدة (7) مثل قول بعضهم: إنما حجه لأنه كان _________ (1) ب: فكم تجد فيها مكتوبا فعصى آدم ربه فغوى. قال قبل أن يخلقك بأربعين سنة، أ: فبكم تجد فيها مكتوبا فعصى آدم ربه فغوى قبل أن يخلقك بأربعين سنة ; ع: فبكم تجد فيها مكتوب وعصى آدم ربه فغوى قبل أن أخلق بأربعين سنة ; ن، م: فكم تجد فيها مكتوبا وعصى آدم ربه فغوى قبل أن أخلق. قال: بأربعين سنة، ولعل الصواب ما أثبته. (2) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 9/148 (كتاب التوحيد باب وكلم الله موسى تكليما) مسلم 4/2042 - 2044 (كتاب القدر باب حجاج آدم وموسى) ، سنن ابن ماجه (المقدمة باب في القدر، 1/31 - 32 المسند ط المعارف 13، 177، 14/23، 56، 245، والحديث عن أبي هريرة وعن عمر رضي الله عنهما في سنن أبي داود 4/311، 312 (كتاب السنة باب في القدر) . (3) فيه: ساقطة من (ب) ، (أ) . (4) ب: الاستدلال به سائغ، أ: الاستدلال به شائع ; ن: الاحتجاج به سائغ ; م: الاحتجاج سائغ. (5) ما بين المعقوفتين ساقط من (م) ، (ن) . (6) م، ن: وطائفة كذبت به ; ع: وطائفة كذبت بهذا الحديث. (7) ب، أ: تأويلا فاسدا، ونقل مستجى زاده في هامش (ع) ، كلام ابن تيمية الذي يبدأ بعبارة ((وطائفة كذبت بهذا الحديث)) وينتهي عند هذا الموضع ثم علق قائلا: قلت: وذلك دأب القدرية إذا ورد حديث يخالف قواعدهم التي اخترعوها يردون ذلك الحديث وينكرون وروده، وإن كان مما اتفق عليه الشيخان: البخاري ومسلم، أو يؤولونه. ومنشأ ذلك كله أن الأدلة العقلية متقدمة على الأدلة النقلية، فشكر الله تعالى سعي أهل الحق، وأيدهم ونصرهم حيث لا يردون حديثا ثبت عن صاحب الشرع لاستبعاد عقولهم، اللهم إلا ما شذ من الماتريدية، لكن الأشاعرة والحنابلة سداهم ولحمتهم قبول الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مخبتين عن إنكارها وإن كانت مخالفة لعقولهم وقياساتهم ================================= قد تاب (1) ، وقول آخر: كان أباه (2) والابن لا يلوم أباه، وقول بعضهم: كان الذنب في شريعة (3) واللوم في أخرى. وهكذا كله تعريج عن مقصود الحديث، فإن الحديث إنما تضمن التسليم للقدر عند المصائب، فإن موسى لم يلم آدم لحق الله الذي في الذنب، وإنما (4) لامه لأجل ما لحق الذرية من المصيبة ; ولهذا قال أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة. وقال: لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ وهذا (5) روي في بعض طرق الحديث وإن لم يكن في جميعها. وهو حق (6) ، فإن آدم كان قد تاب من الذنب، وموسى أعلم بالله من _________ (1) ن: إنها حجة لأنه كان تاب ; م: إنها حجة لأنه قد كان تاب ; ب، أ: إنها حجة لأنه كان قد تاب. (2) ب، أ: والقول الآخر إنه كان أباه ; م: وقول آخر لأنه كان أباه. (3) ب، أ: وقال الآخرون الذنب كان في شريعته، م: وقول آخر كان الذنب في شريعته، ن: وقول بعضهم كان الذنب في شريعته. (4) م: لحق الله في الذنب إنما ; ن: بحق الله في الذنب إنما ; ع: لخلق الله الذي في الدنيا إنما. وفي رسالة الاحتجاج بالقدر (مجموعة الرسائل الكبرى 2/100، مجموعة فتاوى الرياض 8/262 - 272) يقول ابن تيمية: ((الصواب في قصة آدم وموسى أن موسى لم يلم آدم إلا من جهة المصيبة التي أصابته وذريته بما فعل، لا لأجل أن تارك الأمر مذنب عاصي)) . (5) أ، ب: هكذا. (6) ع: فهو حق ================================= أن يلوم تائبا، وهو أيضا قد تاب حيث قال: {رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي} [سورة القصص: 16] وقال: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} [سورة الأعراف: 143] ، وقال: {فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك} [سورة الأعراف: 155، 156] ، وأيضا فإن المذنبين من الآدميين كثير، فتخصيص (1) آدم باللون دون الناس لا وجه له. وأيضا فآدم وموسى أعلم بالله من أن يحتج أحدهما على الذنب بالقدر ويقبله الآخر، فإن هذا لو كان مقبولا لكان لإبليس الحجة بذلك أيضا (2) ، ولقوم نوح وعاد وثمود وفرعون. وإن كان من احتج على موسى بالقدر لركوب الذنب قد حجه، ففرعون أيضا يحجه بذلك (3) . وإن كان آدم إنما حج موسى لأنه رفع اللوم (4) عن المذنب (5) لأجل القدر فيحتج بذلك (6) عليه إبليس من امتناعه من السجود لآدم، وفي الحقيقة هذا إنما هو احتجاج على الله (7) ، وهؤلاء هم خصماء الله القدرية الذين يحشرون (8) يوم القيامة إلى النار حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد. _________ (1) ن، م: فتخصص. (2) أ، ب: وأيضا. (3) بذلك: ساقطة من (أ) ، (ب) . (4) ب (فقط) : دفع اللوم. (5) أ، ب: عن الذنب. (6) بذلك: ساقطة من (ع) . (7) أ، ب: وفي الحقيقة إنما احتج على الله، والعبارة في (م) غير مستقيمة. (8) أ، ب: يجرون ================================= والآثار المروية في ذم القدرية تتناول هؤلاء أعظم من تناولها المنكرين للقدر تعظيما للأمر وتنزيها عن الظلم، ولهذا يقرنون (1) القدرية بالمرجئة لأن المرجئة تضعف أمر الإيمان والوعيد (2) ، وكذلك هؤلاء القدرية تضعف أمر الله بالإيمان والتقوى ووعيده، ومن فعل هذا كان ملعونا في كل شريعة كما روي: لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبيا. والخائضون في القدر بالباطل (3) ثلاثة أصناف: المكذبون به، والدافعون للأمر والنهي [به] (4) ، والطاعنون على الرب عز وجل بجمعه بين الأمر والقدر، وهؤلاء شر الطوائف ويحكى (5) في ذلك مناظرة عن إبليس والدافعون به للأمر (6) بعدهم في الشر، والمكذبون به بعد هؤلاء. وأنت إذا رأيت تغليظ السلف على المكذبين بالقدر فإنما ذاك لأن الدافعين للأمر لم يكونوا يتظاهرون بذلك، ولم يكونوا موجودين كثيرين، وإلا فهم شر منهم، كما أن الروافض شر من الخوارج في الاعتقاد، ولكن الخوارج أجرأ على السيف والقتال منهم، فلإظهار القول ومقاتلة المسلمين عليه (7) جاء فيهم ما لا يجيء فيمن هم (8) من جنس المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم. _________ (1) أ، ب: يقربون، وهو خطأ. (2) أ، ب:. . . . . . . . بالمرجئة بضعف أمر الإيمان والوعيد. (3) ع، أ: والخائضون بالقدر في الباطل. (4) به: زيادة في (ع) . (5) أ، ب: وحكى. (6) أ، ب: والدافعون وللأمر به ; ن، م: فالدافعون به للأمر. (7) عليه: ساقطة من (أ) ، (ب) . (8) أ، ب: فيمن هو، م: في غيرهم ==============================
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (152) صـ 503 إلى صـ 509 الْقَسْرِيُّ. وَحُكِيَ عَنْهُمْ أَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُثْبِتُ نُبُوَّةَ بَيَانِ بْنِ سَمْعَانَ، (1 ثُمَّ يَزْعُمُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ نَصَّ عَلَى نُبُوَّةِ بَيَانِ بْنِ سَمْعَانَ 1) (1) وَجَعَلَهُ إِمَامًا (2) وَنَقَلُوا عَنِ الْمُغِيرِيَّةِ أَصْحَابِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَّهُ يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ (3) وَأَنَّ مَعْبُودَهُمْ رَجُلٌ مِنْ نُورٍ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ، وَلَهُ مِنَ الْأَعْضَاءِ وَالْخَلْقِ مِثْلُ مَا لِلرَّجُلِ، وَلَهُ جَوْفٌ وَقَلْبٌ تَنْبُعُ مِنْهُ الْحِكْمَةُ، وَأَنَّ حُرُوفَ " أَبِي جَادٍ " عَلَى عَدَدِ أَعْضَائِهِ، قَالُوا: وَالْأَلْفُ مَوْضِعُ قَدَمِهِ (4) لِاعْوِجَاجِهَا، وَذَكَرَ الْهَاءَ فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتُمْ مَوْضِعَهَا مِنْهُ [لَرَأَيْتُمْ] أَمْرًا عَظِيمًا (5) ، يَعْرِضُ لَهُمْ _________ (1) : (1 - 1) سَاقِطٌ مِنْ (ع) . (2) الْكَلَامُ الْمَذْكُورُ هُنَا عَنِ الْبَيَانِيَّةِ هُوَ الَّذِي أَوْرَدَهُ الْأَشْعَرِيُّ فِي الْمَقَالَاتِ 1/66 - 67 مَعَ اخْتِلَافٍ يَسِيرٍ فِي الْأَلْفَاظِ. وَقَدْ ظَهَرَ بَيَانُ بْنُ سَمْعَانَ النَّهْدِيُّ التَّمِيمِيُّ بِالْعِرَاقِ بَعْدَ الْمِائَةِ، وَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ حَرْقًا بِالنَّارِ سَنَةَ 119. انْظُرْ عَنْهُ وَعَنْ فِرْقَتِهِ: لِسَانَ الْمِيزَانِ 2 ; تَارِيخَ الطَّبَرِيِّ 5/456 - 457 ; الْمَقَالَاتِ لِلْأَشْعَرِيِّ 1/95 ; الْمِلَلَ وَالنِّحَلَ 1/136 ; الْفَرْقَ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص [0 - 9] 7، 138، 145 - 146، 163 ; التَّبْصِيرَ فِي الدِّينِ، ص [0 - 9] 9، 70، 72 ; أُصُولَ الدِّينِ، ص [0 - 9] 3 - 74، 331 ; الْفِصَلَ لِابْنِ حَزْمٍ 5/44 ; الْخِطَطَ لِلْمَقْرِيزِيِّ 2/349، 352 - 353 ; فِرَقَ الشِّيعَةِ لِلنُّوبَخْتِيِّ، ص [0 - 9] 9، 50، 55 ; أَعْيَانَ الشِّيعَةِ 14/173 - 174 ; الْبَدْءَ وَالتَّارِيخَ لِمُطَهَّرِ بْنِ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيِّ 5/130، ط. بَارِيسَ، 1916. وَانْظُرِ التَّعْلِيقَ الْآتِي عَنِ الْبَزِيغِيَّةِ (ص [0 - 9] 03. (3) ن: الْأَعْظَمَ. (4) ع: قَدَمَيْهِ. وَفِي (ن) الْكَلَامُ نَاقِصٌ وَمُضْطَرِبٌ. (5) ب، ا: لَوْ رَأَيْتُمْ مَوْضِعَهَا لَرَأَيْتُمْ مِنْهُ أَمْرًا عَظِيمًا. وَالْمُثْبَتُ هُوَ الَّذِي فِي (ع) ، " الْمَقَالَاتِ " 1. وَفِي (ن) ، (م) سَقْطُ كَلِمَةِ " لَرَأَيْتُمْ " ========================== بِالْعَوْرَةِ وَبِأَنَّهُ (1) قَدْ رَآهُ، لَعَنَهُ اللَّهُ [وَأَخْزَاهُ] (2) . وَزَعَمَ أَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ، وَأَرَاهُمْ أَشْيَاءَ مِنَ النِّيرَنْجِيَّاتِ وَالْمَخَارِيقِ (3) ، وَذِكَرَ لَهُمْ كَيْفَ ابْتَدَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَزَعَمَ (4) أَنَّ اللَّهَ كَانَ وَحْدَهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَشْيَاءَ تَكَلَّمَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، فَطَارَ فَوَقَعَ فَوْقَ رَأْسِهِ [عَلَى] التَّاجِ (5) قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [سُورَةُ الْأَعْلَى: 1] وَذَكَرُوا عَنْهُ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ أَشْيَاءَ (6) يَطُولُ وَصْفُهَا، وَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ (7) وَذَكَرُوا عَنِ الْمَنْصُورِيَّةِ أَصْحَابِ أَبِي مَنْصُورٍ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ عَنْهُ أَنَّهُ _________ (1) ب، ا: يَعْرِضُ لَهُمْ بِأَنَّهُ. (2) وَأَخْزَاهُ: زِيَادَةٌ فِي (ع) فَقَطْ. (3) ب، ا: الْأَشْيَاءَ مِنَ النَّرَنْجَاتِ وَالْمَخَارِقِ ; ن، م: شَيْئًا مِنَ النِّيرَنْجِيَّاتِ وَالْمَخَارِيقِ ; الْمَقَالَاتِ: أَشْيَاءَ مِنَ النِّيرَنْجَاتِ وَالْمَخَارِيقِ. وَفِي الْقَامُوسِ: النِّيرَنْجُ بِالْكَسْرِ أَخْذٌ كَالسِّحْرِ وَلَيْسَ بِهِ. (4) ب، ا: كَيْفَ ابْتِدَاءُ اللَّهِ وَزَعَمَ. . إِلَخْ ; ن، م: كَيْفَ ابْتَدَأَ اللَّهُ الْخَالِقُ فَزَعَمَ. (5) ب، ا: فَوَقَعَ عَلَى رَأْسِهِ التَّاجُ ; ن، م: فَطَارَ فَوْقَ رَأْسِهِ التَّاجُ ; الْمَقَالَاتِ: فَوَقَعَ فَوْقَ رَأْسِهِ التَّاجُ. وَفِي الْفِصَلِ 5/43: فَوَقَعَ عَلَى تَاجِهِ ; الْفَرْقِ بَيْنَ الْفِرَقِ (ص [0 - 9] 47) : فَطَارَ ذَلِكَ الِاسْمُ وَوَقَعَ تَاجًا عَلَى رَأْسِهِ ; الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ 1/157: فَطَارَ فَوَقَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجًا. (6) ع: وَذُكِرَ عَنْهُ أَشْيَاءُ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ. (7) ن، م: الْقُشَيْرِيُّ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. وَالْكَلَامُ الْمَرْوِيُّ عَنِ الْمُغِيرَةِ وَفِرْقَتِهِ هُنَا هُوَ الْمَذْكُورُ فِي مَقَالَاتِ الْأَشْعَرِيِّ 1/68 - 72 مَعَ اخْتِلَافٍ يَسِيرٍ وَسَبَقَ الْكَلَامُ عَنْهُ وَعَنْ فِرْقَتِهِ 1/63. وَانْظُرْ أَيْضًا: لِسَانَ الْمِيزَانِ 6 - 78 ; تَارِيخَ الطَّبَرِيِّ 5/456 - 457 ; الْمَقَالَاتِ 1/95 - 96 ; الْفَرْقَ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص [0 - 9] 46 - 148 ; التَّبْصِيرَ فِي الدِّينِ، ص [0 - 9] 1 - 22، 73 ; الْفِصَلَ لِابْنِ حَزْمٍ 5/43 - 44 ; الْخِطَطَ لِلْمَقْرِيزِيِّ 4/349، 353 ; أُصُولَ الدِّينِ، ص [0 - 9] 4، 331 ; التَّنْبِيهَ لِلْمَلْطِيِّ، ص [0 - 9] 52 - 154 ; فِرَقَ الشِّيعَةِ، ص [0 - 9] 2، 83 - 84 ; الْبَدْءَ وَالتَّارِيخَ 5/130. وَانْظُرِ التَّعْلِيقَ الْآتِيَ عَنِ الْبَزِيغِيَّةِ ========================== قَالَ: إِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ هُمُ السَّمَاءُ وَالشِّيعَةَ هُمُ (1) الْأَرْضُ، وَأَنَّهُ هُوَ الْكِسْفُ السَّاقِطُ فِي بَنِي هَاشِمٍ (2) وَأَنَّهُ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَمَسَحَ مَعْبُودُهُ رَأْسَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَيْ بُنَيَّ، اذْهَبْ فَبَلِّغْ عَنِّي، ثُمَّ نَزَلَ بِهِ (3) إِلَى الْأَرْضِ، وَيَمِينُ أَصْحَابِهِ إِذَا حَلَفُوا: لَا وَالْكَلِمَةِ (4) . وَزَعَمَ أَنَّ عِيسَى [ابْنَ مَرْيَمَ] (5) أَوَّلُ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ عَلِيٌّ، وَأَنَّ رُسُلَ اللَّهِ لَا تَنْقَطِعُ أَبَدًا، وَكَفَرَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَزَعَمَ أَنَّ الْجَنَّةَ رَجُلٌ وَأَنَّ النَّارَ رَجُلٌ، وَاسْتَحَلَّ النِّسَاءَ وَالْمَحَارِمَ وَأَحَلَّ ذَلِكَ (6) لِأَصْحَابِهِ. وَزَعَمَ أَنَّ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ حَلَالٌ، قَالَ: لَمْ يُحَرِّمِ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْنَا وَلَا حَرَّمَ شَيْئًا تَقْوَى (7) بِهِ [أَنْفُسُنَا] ، (8) وَإِنَّمَا هَذِهِ الْأَسْمَاءُ أَسْمَاءُ رِجَالٍ حَرَّمَ اللَّهُ وِلَايَتَهُمْ، وَتَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 93] ، وَأَسْقَطَ الْفَرَائِضَ وَقَالَ: هِيَ أَسْمَاءُ رِجَالٍ أَوْجَبَ اللَّهُ وِلَايَتَهُمْ، فَأَخَذَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ وَالِي الْعِرَاقِ (9) فِي أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ _________ (1) ع: هِيَ. (2) ب، ا: لِبَنِي هَاشِمٍ ; الْمَقَالَاتِ 1: مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. (3) ع: فَنَزَلَ بِهِ. (4) أ، ب: أَلَا وَالْكَلِمَةِ. (5) ابْنَ مَرْيَمَ: زِيَادَةٌ فِي (ع) . (6) ب، ا: وَأَصْلُ ذَلِكَ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (7) ب، ا: تَتَقَوَّى. (8) أَنْفُسُنَا: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) . (9) ب، ا، م: فَأَخَذَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ إِلَى الْعِرَاقِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ، أَبُو يَعْقُوبَ، مِنْ وُلَاةِ الْأُمَوِيِّينَ مِنْ أَيَّامِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى عَهْدِ يَزِيدَ بْنِ وَلِيدٍ الَّذِي عَزَلَهُ وَأَوْدَعَهُ السِّجْنَ، حَيْثُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَسْرِيُّ مَنْ قَتْلَهُ أَخْذًا بِثَأْرِ أَبِيهِ، وَذَلِكَ سَنَةَ 127. انْظُرْ: وَفَيَاتِ الْأَعْيَانِ 6/98 - 110 ; الْأَعْلَامَ 9/320 ========================== فَقَتَلَهُ (1) وَالنُّصَيْرِيَّةُ الْمَوْجُودُونَ (2) فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ يُشْبِهُونَ هَؤُلَاءِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْوُجُوهِ. وَذَكَرُوا عَنِ الْخَطَّابِيَّةِ أَصْحَابِ أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ (3) أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ أَنْبِيَاءُ مُحَدَّثُونَ وَرُسُلُ اللَّهِ وَحُجَجُهُ عَلَى خَلْقِهِ، لَا يَزَالُ مِنْهُمْ رَسُولَانِ: وَاحِدٌ نَاطِقٌ، وَالْآخَرُ (4) صَامِتٌ، فَالنَّاطِقُ مُحَمَّدٌ وَالصَّامِتُ عَلِيٌّ، فَهُمْ فِي الْأَرْضِ الْيَوْمَ طَاعَتُهُمْ مُفْتَرَضَةٌ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ، يَعْلَمُونَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا الْخَطَّابِ [نَبِيٌّ، وَأَنَّ أُولَئِكَ الرُّسُلَ فَرَضُوا طَاعَةَ أَبِي الْخَطَّابِ، وَقَالُوا: الْأَئِمَّةُ آلِهَةٌ، وَقَالُوا:] (5) فِي أَنْفُسِهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالُوا: وَلَدُ الْحُسَيْنِ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، ثُمَّ قَالُوا ذَلِكَ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَتَأَوَّلُوا قَوْلَ اللَّهِ: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [سُورَةُ الْحِجْرِ: 29] ، قَالُوا: فَهُوَ آدَمُ وَنَحْنُ وَلَدُهُ، وَعَبَدُوا أَبَا الْخَطَّابِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ إِلَهٌ. وَخَرَجَ أَبُو الْخَطَّابِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَقَتَلَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فِي سَبْخَةِ [الْكُوفَةِ، وَهُمْ] (6) يَتَدَيَّنُونَ بِشَهَادَةِ الزُّورِ لِمُوَافِقِيهِمْ (7) . _________ (1) انْظُرْ عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ الْعِجْلِيِّ وَالْمَنْصُورِيَّةِ: الْمَقَالَاتِ لِلْأَشْعَرِيِّ 1 - 75 ; الْمِلَلَ وَالنِّحَلَ 1/158 - 159 ; أُصُولَ الدِّينِ، ص [0 - 9] 33، 331 ; الْفَرْقَ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص [0 - 9] 38، 149 ; التَّبْصِيرَ فِي الدِّينِ، ص [0 - 9] 3 ; الْفِصَلَ لِابْنِ حَزْمٍ 5/45 ; الْخِطَطَ لِلْمَقْرِيزِيِّ 2/253 ; فِرَقَ الشِّيعَةِ، ص [0 - 9] 9 - 60 ; الْبَدْءَ وَالتَّارِيخَ 5/131 \ 131. (2) ن، م: الْمُوَحِّدَةُ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (3) ب، ا: أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَهُوَ خَطَأٌ. (4) ع، م، ن: وَآخَرُ. (5) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) . (6) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ مِنْ (ن) ، (م) . (7) أَبُو الْخَطَّابِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ مِقْلَاصٌ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الْأَجْدَعُ سَبَقَ الْكَلَامُ عَنْهُ وَعَنْ فِرْقَتِهِ 1/64 ت [0 - 9] . وَالَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ عَنْهُ وَعَنِ الْخَطَّابِيَّةِ هُنَا هُوَ تَقْرِيبًا مَا فِي مَقَالَاتِ الْأَشْعَرِيِّ 1 - 77. وَانْظُرْ أَيْضًا: أُصُولَ الدِّينِ، ص [0 - 9] 98، 331 ; التَّبْصِيرَ فِي الدِّينِ، ص [0 - 9] 3 - 74 ; الْفِصَلَ لِابْنِ حَزْمٍ 5/48 ; الْخِطَطَ لِلْمَقْرِيزِيِّ 2/352 ; التَّنَبُّهَ لِلْمَلْطِيِّ، ص [0 - 9] 54 ; فِرَقَ الشِّيعَةِ، ص [0 - 9] 3 - 64 ; الْبَدْءَ وَالتَّارِيخَ 5/131 ; الرِّجَالَ لِلْكَشِّيِّ (ط. الْأَعْلَمِيِّ، النَّجَفَ) ، ص [0 - 9] 46 - 260. وَانْظُرِ التَّعْلِيقَ الْآتِي عَنِ الْبَزِيغِيَّةِ. وَفِي هَامِشِ (ع) كَتَبَ مُسْتَجِي زَادَه التَّعْلِيقَ التَّالِيَ: " وَالْحَاصِلُ أَنَّ الطَّائِفَةَ الْمَنْسُوبَةَ إِلَى بَيَانِ بْنِ سَمْعَانَ الَّتِي يُقَالُ لَهُمُ الْبَيَانِيَّةُ، وَالطَّائِفَةَ الْمَنْسُوبَةَ إِلَى أَبِي مَنْصُورٍ الَّتِي يُقَالُ لَهُمُ الْمَنْصُورِيَّةُ، وَالطَّائِفَةَ الْمَنْسُوبَةَ إِلَى أَبِي الْخَطَّابِ الَّتِي يُقَالُ لَهُمُ الْخَطَّابِيَّةُ: كُلُّهُمْ مِنْ غُلَاةِ الرَّوَافِضِ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَحِلُّونَ الْمَحَارِمَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِعَدَمِ انْقِطَاعِ النُّبُوَّةِ وَبِارْتِفَاعِ التَّكَالِيفِ، وَأَنَّهُمْ أَقْدَمُ الْبَاطِنِيَّةِ، وَالْبَيَانِيَّةُ أَقْدَمُ أَلْوَانِ (؟) الدُّرُوزِ، وَالنُّصَيْرِيَّةُ مِنْ شِيعَتِهِمْ، وَالْحَمْزَوِيَّةُ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ. وَالْمَقَالَاتُ الْمَنْسُوبَةُ إِلَى بَيَانِ بْنِ سَمْعَانَ أَخَذَ بِهَا بَعْدَهُ طَائِفَةٌ يُقَالُ لَهُمُ الْبَاطِنِيَّةُ وَالْإِسْمَاعِيلِيَّةُ، وَمِمَّنِ اشْتُهِرَ مِنْهُمْ حَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ الَّذِي جَاءَ فِي عَصْرِ مَلِكْشَاه السَّلْجُوقِيِّ، وَأَلَّفَ كُتُبًا كَثِيرَةً يُبَيِّنُ مَقَالَاتِ الْبَاطِنِيَّةِ وَيَنْصُرُهُمْ وَيُنَافِحُ عَنْهُمْ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْقِلَاعِ فِي فَارِسَ وَجُبَيْلٍ (؟) وَتَسَلْطَنَ هُنَاكَ حَتَّى يُقَالَ لَهُ: صَاحِبُ الْقِلَاعِ، وَقَدْ حَاوَلَ الرَّدَّ وَإِبْطَالَ كَلَامِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَمِنْهُمُ الْإِمَامُ الْغَزَالِيُّ الطُّوسِيُّ: أَلَّفَ فِي إِبْطَالِ كَلَامِهِ كُتُبًا كَثِيرَةً، وَالنُّصَيْرِيَّةُ وَالدُّرُوزُ الَّذِينَ كَانُوا فِي نَوَاحِي الشَّامِ وَمِنْهُمْ بَنُو الْعُبَيْدِ وَيُقَالُ لَهُمُ الْفَاطِمِيُّونَ أَيْضًا، اسْتَوْلَوْا عَلَى بِلَادِ الْمَغْرِبِ أَوَّلًا، ثُمَّ عَلَى بِلَادِ. . . وَمِصْرَ، وَمِنْهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الرُّومِ يُقَالُ لَهُمُ الْحَمْزَوِيَّةُ وَالْبَيْرَامِيَّةُ كَانُوا عَلَى مَسْلَكِ هَؤُلَاءِ الْبَاطِنِيَّةِ. وَالْجَمِيعُ فِرْقَةٌ مِنْ فِرَقَ الرَّوَافِضِ الْغَالِيَةِ الَّذِينَ قَالُوا بِقِدَمِ الْعَالَمِ وَعَدَمِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ وَبِالتَّجْسِيمِ وَالتَّنَاسُخِ وَالْحُلُولِ " =========================== وَذَكَرُوا عَنِ الْبَزِيغِيَّةِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ (1) : إِنَّ جَعْفَرَ [بْنَ] مُحَمَّدٍ هُوَ اللَّهُ (2) ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي يُرَى، وَأَنَّهُ يُشَبَّهُ لِلنَّاسِ (3) فِي هَذِهِ الصُّورَةِ، وَزَعَمُوا أَنَّ _________ (1) أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: سَاقِطٌ مِنْ (ب) ، (أ) . وَفِي (ب) فَقَطِ: الْبَزْهِيَّةُ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. وَفِي (ن) ، (م) : الرَّبْعِيَّةُ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ أَيْضًا. (2) ن، م: يَقُولُونَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ هُوَ اللَّهُ. (3) ع: يُشْبِهُ النَّاسَ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. وَفِي (ن) ، الْمَقَالَاتِ 1/78: تَشَبَّهَ لِلنَّاسِ. وَفِي الْخِطَطِ لِلْمَقْرِيزِيِّ 2/352: تَشَبَّهَ عَلَى النَّاسِ =================== كُلَّ مُحَدِّثٍ (1) فِي قُلُوبِهِمْ وَحْيٌ، وَأَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ يُوحَى إِلَيْهِ (2) . وَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ (3) : " وَقَدْ قَالَ قَائِلُونَ (4) بِإِلَهِيَّةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ". قَالَ: (5) " وَفِي النُّسَّاكِ مِنَ الصُّوفِيَّةِ مَنْ يَقُولُ بِالْحُلُولِ، وَأَنَّ الْبَارِئَ يَحِلُّ فِي الْأَشْخَاصِ، (6 وَأَنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يَحِلَّ فِي إِنْسَانٍ وَسَبُعٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْخَاصِ 6) (6) ، وَأَصْحَابُ هَذِهِ الْمَقَالَةِ إِذَا رَأَوْا شَيْئًا يَسْتَحْسِنُونَهُ قَالُوا: لَا _________ (1) الْمَقَالَاتِ: كُلَّ مَا يَحْدُثُ. (2) الْبَزِيغِيَّةُ أَصْحَابُ بَزِيغِ بْنِ مُوسَى الْحَائِكِ وَهُوَ مِنْ أَتْبَاعِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَقَدْ نَقَلَتْ كُتُبُ رِجَالِ الشِّيعَةِ عَنْ " الْكَشِّيِّ " خَبَرًا يَلْعَنُهُ فِيهِ مَعَ آخَرِينَ جَاءَ فِيهِ (الرِّجَالِ لِلْكَشِّيِّ، ص [0 - 9] 57 - 258) : عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ (ع) : إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ صَادِقُونَ لَا نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ عَلَيْنَا. . كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) أَصْدَقَ الْبَرِيَّةِ لَهْجَةً وَكَانَ مُسَيْلِمَةُ يَكْذِبُ عَلَيْهِ. . ثُمَّ ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثَ الشَّامِيَّ وَبَنَانَ فَقَالَ: كَانَ يَكْذِبَانِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (ع) ثُمَّ ذَكَرَ الْمُغِيرَةَ بْنَ سَعِيدٍ وَبَزِيعًا وَالسَّرِيَّ وَأَبَا الْخَطَّابِ وَمَعْمَرًا وَبَشَّارًا الْأَشْعَرِيَّ وَحَمْزَةَ الْيَزِيدِيَّ وَصَائِدًا النَّهْدِيَّ وَقَالَ: لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَإِنَّا لَا نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ عَلَيْنَا. . إِلَخْ " وَقَدْ نَقَلَ هَذَا الْخَبَرَ الْعَامِلِيُّ فِي " أَعْيَانِ الشِّيعَةِ " 13/231 - 232 وَسَمَّاهُ مِثْلَهُ: " بَزِيعًا " كَمَا نَقَلَ عَنْهُ خَبَرًا آخَرَ جَاءَ فِيهِ (ص [0 - 9] 58) : عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالَ: مَا فَعَلَ بَزِيعٌ؟ فَقُلْتُ لَهُ: قُتِلَ. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ لِهَؤُلَاءِ الْمُغِيرِيَّةِ شَيْءٌ خَيْرٌ مِنَ الْقَتْلِ لِأَنَّهُمْ لَا يَتُوبُونَ أَبَدًا ". وَأَنْكَرَ الْعَامِلِيُّ أَنْ يَكُونَ بَزِيعًا هَذَا هُوَ بَزِيعٌ الْمُؤَذِّنُ أَوْ بَزِيعٌ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ ذَكَرَهُمَا الطُّوسِيُّ ضِمْنَ رِجَالِ الصَّادِقِ (انْظُرْ رِجَالَ الطُّوسِيِّ، ص [0 - 9] 59) . وَانْظُرْ عَنْ بِزَيْغٍ وَالْبَزِيغِيَّةِ أَيْضًا: الْمَقَالَاتِ 1/77 - 78 ; الْمِلَلَ وَالنِّحَلَ 1/160 ; أُصُولَ الدِّينِ، ص [0 - 9] 95 ; الْفَرْقَ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص [0 - 9] 51 ; التَّبْصِيرَ فِي الدِّينِ، ص [0 - 9] 4 ; الْخِطَطَ لِلْمَقْرِيزِيِّ 2/352 ; فِرَقَ الشِّيعَةِ، ص [0 - 9] 4 (وَجَاءَ فِي التَّعْلِيقِ: وَبَعْضُهُمْ ضَبَطَهُ " بَزِيغٌ " بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالصَّحِيحُ بِالْمُهْمَلَةِ) ; الْبَدْءَ وَالتَّارِيخَ 5/130 130 - 131. (3) فِي الْمَقَالَاتِ 1/79 \ 79. (4) الْمَقَالَاتِ: وَقَدْ قَالَ فِي عَصْرِنَا هَذَا قَائِلُونَ. . (5) فِي " الْمَقَالَاتِ " 1/80 - 81. (6) : (6 - 6) سَاقِطٌ مِنْ (ب) ، (أ) =========================== نَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ حَالٌّ فِيهِ، وَمَالُوا إِلَى اطِّرَاحِ الشَّرَائِعِ، وَزَعَمُوا أَنَّ الْإِنْسَانَ لَيْسَ عَلَيْهِ فَرْضٌ وَلَا يَلْزَمُهُ عِبَادَةٌ إِذَا وَصَلَ إِلَى مَعْبُودِهِ ". قَالَ (1) : " وَمِنَ الْغَالِيَةِ مَنْ يَزْعُمُ (2) أَنَّ رُوحَ الْقُدُسِ هُوَ اللَّهُ: كَانَتْ (3) فِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ فِي عَلِيٍّ، ثُمَّ فِي الْحَسَنِ، ثُمَّ فِي الْحُسَيْنِ، ثُمَّ فِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ فِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ فِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ فِي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، ثُمَّ فِي عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، (4 ثُمَّ فِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى 4) (4) ، [ثُمَّ فِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى] (5) ثُمَّ فِي الْحَسَنِ بْنِ [عَلِيِّ] (6) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ فِي مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ". قَالَ: " وَهَؤُلَاءِ آلِهَةٌ (7) عِنْدَهُمْ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَهٌ عَلَى التَّنَاسُخِ، وَالْإِلَهُ عِنْدَهُمْ يَدْخُلُ فِي الْهَيَاكِلِ " وَهَؤُلَاءِ هُمْ مِنَ الْإِمَامِيَّةِ الِاثْنَيْ عَشْرِيَّةِ (8) . قَالَ (9) : " وَمِنَ الْغَالِيَةِ صِنْفٌ (10) يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا هُوَ اللَّهُ، وَيُكَذِّبُونَ _________ (1) فِي " الْمَقَالَاتِ " 1/81 - 82. (2) الْمَقَالَاتِ: وَالصِّنْفُ الْحَادِي عَشَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْغَالِيَةِ يَزْعُمُونَ. . . وَفِي (ع) : وَمِنَ الْعَالَمِيَّةِ مَنْ يَزْعُمُ: وَهُوَ تَحْرِيفٌ. وَفِي (ن) ، (م) : مَنْ زَعَمَ. (3) ع: كَانَ. (4) : (4 - 4) سَاقِطٌ مِنْ (ع) . (5) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ب) ، (أ) ، (ن) ، وَالْكَلَامُ فِي (م) فِي هَذِهِ الْأَسْطُرِ نَاقِصٌ وَمُضْطَرِبٌ. (6) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ب) ، (أ) ، (ن) ، وَالْكَلَامُ فِي (م) فِي هَذِهِ الْأَسْطُرِ نَاقِصٌ وَمُضْطَرِبٌ. (7) ب، ا: الْآلِهَةُ. (8) ع، م: الِاثْنَيْ عَشَرَ. (9) فِي " الْمَقَالَاتِ " 1/82. (10) الْمَقَالَاتِ: وَالصِّنْفُ الثَّانِي مِنْ أَصْنَافِ الْغَالِيَةِ ============================
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (153) صـ 510 إلى صـ 516 النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَشْتُمُونَهُ، وَيَقُولُونَ: إِنْ عَلِيًّا وَجَّهَ بِهِ لِيُبَيِّنَ أَمْرَهُ، فَادَّعَى الْأَمْرَ لِنَفْسِهِ ". قَالَ: (1) " وَمِنْهُمْ صِنْفٌ (2) يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فِي (3) خَمْسَةِ أَشْخَاصٍ: فِي النَّبِيِّ، وَعَلِيٍّ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَفَاطِمَةَ فَهَؤُلَاءِ آلِهَةٌ (4) [عِنْدَهُمْ] " (5) . (6 وَلَهُمْ خَمْسَةُ أَضْدَادٍ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَضْدَادَ مَحْمُودَةٌ لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ فَضْلُ الْأَشْخَاصِ الْخَمْسَةِ إِلَّا بِأَضْدَادِهَا، فَهِيَ مَحْمُودَةٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: بَلْ هِيَ مَذْمُومَةٌ لَا تُحْمَدُ بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ 6) (6) . قَالَ (7) : " وَمِنْهُمْ صِنْفٌ يُقَالُ لَهُمُ السَّبَئِيَّةُ (8) أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَمُتْ وَأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَذَكَرُوا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ أَنْتَ. وَالسَّبَئِيَّةُ يَقُولُونَ بِالرَّجْعَةِ وَأَنَّ الْأَمْوَاتَ يَرْجِعُونَ إِلَى الدُّنْيَا، وَكَانَ السَّيِّدُ _________ (1) فِي " الْمَقَالَاتِ " 1/82 - 83. (2) الْمَقَالَاتِ: وَالصِّنْفُ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْغَالِيَةِ هُمْ أَصْحَابُ الشَّرِيعِيِّ. (3) تَعَالَى فِي: سَاقِطٌ مِنْ (ب) ، (أ) . وَفِي (ن) ، (م) : أَنَّ اللَّهَ فِي. وَفِي " الْمَقَالَاتِ ": أَنَّ اللَّهَ حَلَّ فِي خَمْسَةِ أَشْخَاصٍ. . . إِلَخْ. (4) آلِهَةٌ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) . (5) عِنْدَهُمْ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) . (6) (6 - 6) : هَذَا الْكَلَامُ تَلْخِيصٌ لِمَا فِي " الْمَقَالَاتِ " 1/84 - 85. (7) قَالَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) . وَالْكَلَامُ التَّالِي فِي " الْمَقَالَاتِ " 1/85 - 86. (8) الْمَقَالَاتِ 1/85: وَالصِّنْفُ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْغَالِيَةِ وَهُمُ السَّبَئِيَّةُ. . . وَسَبَقَ الْكَلَامُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ وَالسَّبَئِيَّةِ 1/25 (ت [0 - 9] ) . وَفِي (ع) السَّبَائِيَّةُ ============================ الْحِمْيَرِيُّ (1) يَقُولُ بِرَجْعَةِ الْأَمْوَاتِ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ: إِلَى يَوْمٍ يَئُوبُ النَّاسُ فِيهِ (2) إِلَى دُنْيَاهُمْ قَبْلَ الْحِسَابِ (3) قَالَ (4) : " وَمِنْهُمْ صِنْفٌ (5) يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ وَكَلَ الْأُمُورَ وَفَوَّضَهَا إِلَى مُحَمَّدٍ [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] (6) ، وَأَنَّهُ أَقْدَرَهُ عَلَى خَلْقِ الدُّنْيَا فَخَلَقَهَا وَدَبَّرَهَا، وَأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَيَقُولُ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي عَلِيٍّ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ يَنْسَخُونَ الشَّرَائِعَ، وَتَهْبِطُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَظْهَرُ عَلَيْهِمْ أَعْلَامُ الْمُعْجِزَاتِ وَيُوحَى إِلَيْهِمْ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَى السَّحَابِ، وَيَقُولُ إِذَا مَرَّتْ سَحَابَةٌ: إِنَّ عَلِيًّا فِيهَا (7) . [وَفِيهِمْ يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ] (8) : بَرِئْتُ مِنَ الْخَوَارِجِ لَسْتُ مِنْهُمْ ... مِنَ الْغَزَّالِ مِنْهُمْ وَابْنِ بَابِ (9) _________ (1) ب، ا: السَّيِّدُ الْحَمْرِيُّ ; ن: السَّيِّدُ الْخَمْرِيُّ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيُّ مِنْ شُعَرَاءِ الرَّافِضَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وُلِدَ سَنَةَ 105 وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 173. انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: لِسَانِ الْمِيزَانِ 1/436 - 438 ; فَوَاتِ الْوَفَيَاتِ 1/32 - 36 ; أَعْيَانِ الشِّيعَةِ 12/85 - 165 ; رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ، ص [0 - 9] 9 - 31 ; تَارِيخِ الْأَدَبِ الْعَرَبِيِّ لِبُرُوكِلْمَانْ 2/68 - 69 ; الْأَعْلَامِ 1/320 - 321. (2) ب، أ: إِلَى يَوْمٍ يَؤُمُّ النَّاسَ فِيهِمْ، وَهُوَ خَطَأٌ. وَالْمُثْبَتُ عَنْ (ع) ، (ن) ، الْمَقَالَاتِ 1/86 (3) ع: قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ. (4) قَالَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) . وَالْكَلَامُ التَّالِي فِي " الْمَقَالَاتِ " 1/86 - 87. (5) الْمَقَالَاتِ 1/86: وَالصِّنْفُ الْخَامِسُ مِنْ أَصْنَافِ الْغَالِيَةِ. (6) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) ، (ع) . (7) ع: وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَى السَّحَابِ إِذَا مَرَّتْ عَلَيْهِ سَحَابَةٌ، يَرَى أَنَّ عَلِيًّا فِيهَا. (8) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) وَسَقَطَ بَعْضُهُ مِنْ (م) . (9) ن: لَا يُوجَدُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ مُحَرَّفَةٍ ; ب، أ، ع،: مِنَ الْعُزَّالِ مِنْهُمْ وَابْنِ دَابِ، وَالصَّوَابُ مِنَ: الْمَقَالَاتِ 1/87 ; الْفَرْقِ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص [0 - 9] 1، 144. وَالْغَزَّالُ هُوَ وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ، وَابْنُ بَابٍ هُوَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ ========================== وَمِنْ قَوْمٍ إِذَا ذَكَرُوا عَلِيًّا يَرُدُّونَ السَّلَامَ عَلَى السَّحَابِ (1) فَهَذَا بَعْضُ مَا نَقَلَهُ (2) الْأَشْعَرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْهُمْ، وَهُوَ بَعْضُ مَا فِيهِمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ، فَإِنَّ الْإِسْمَاعِيلِيَّةَ وَالنُّصَيْرِيَّةَ لَمْ يَكُونُوا حَدَّثُوا إِذْ ذَاكَ (3) وَالنُّصَيْرِيَّةُ (4) مِنْ نَوْعِ الْغُلَاةِ، وَالْإِسْمَاعِيلِيَّةُ مَلَاحِدَةٌ أَكْفَرُ مِنَ النُّصَيْرِيَّةِ. وَمِنْ [شِيعَةِ] (5) النُّصَيْرِيَّةِ [مَنْ يَقُولُ:] (6) أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا ... حَيْدَرَةُ الْأَنْزَعُ (7) الْبَطِينُ (8 وَلَا حِجَابٌ عَلَيْهِ إِلَّا ... مُحَمَّدُ الصَّادِقُ الْأَمِينُ وَلَا طَرِيقٌ إِلَيْهِ 8) (8) إِلَّا سَلْمَانُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (9) _________ (1) الْبَيْتَانِ فِي " الْمَقَالَاتِ " وَفِي " الْفَرْقِ بَيْنَ الْفِرَقِ " فِي الْمَوْضِعَيْنِ السَّابِقَيْنِ، وَنَسَبَهُمَا ابْنُ طَاهِرٍ الْبَغْدَادِيُّ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ، رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 131 (انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: طَبَقَاتِ ابْنِ سَعْدٍ 7/243 ; تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ 1/226) . أَمَّا الْمُبَرِّدُ فَقَدْ أَوْرَدَ الْبَيْتَيْنِ مَعَ آخَرَيْنَ بَعْدَهُمَا فِي كِتَابِهِ " الْكَامِلِ " 2/123 (ط. التِّجَارِيَّةِ، 1365) نَقْلًا عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، وَلَكِنَّهُ أَنْكَرَ نِسْبَتَهُمَا إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيِّ. (2) ع: ذَكَرَهُ. (3) ن، م: أَحْدَثُوا ذَلِكَ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (4) ب، أ: النُّصَيْرِيَّةُ. وَسَبَقَ الْكَلَامُ عَنِ النُّصَيْرِيَّةِ 1/12. وَانْظُرْ تَعْلِيقَ الْأُسْتَاذِ مُحِبِّ الدِّينِ الْخَطِيبِ فِي الْمُنْتَقَى مِنْ مِنْهَاجِ الِاعْتِدَالِ ص 97 - 99، 101. (5) ب، ا: شَرَعَ ; ن، م: شِعْرِ. (6) مَنْ يَقُولُ: فِي (ع) فَقَطْ. (7) ن: الْأَمْرَعُ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (8) (8 - 8) فِي (ع) ، (ن) ، (م) . وَفِي (أ) :. . . الْبَطِينُ إِلَيْهِ إِلَّا سَلْمَانُ. وَفِي (ب) : الْبَطِينُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا سَلْمَانُ. . إِلَخْ. (9) أَوْرَدَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ مُرِّيٍّ الشَّافِعِيُّ فِي اسْتِفْتَائِهِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ عَنِ النُّصَيْرِيَّةِ ذَاكِرًا أَنَّهَا مِنْ إِنْشَادِ بَعْضِ أَكَابِرِ رُؤَسَاءِ النُّصَيْرِيَّةِ فِي سَنَةِ 700. انْظُرْ رِسَالَةَ الرَّدِّ عَلَى النُّصَيْرِيَّةِ، ص [0 - 9] 5، مَجْمُوعَ الرَّسَائِلِ، نَشْرَ الْخَانْجِيِّ، 1323. وَقَدْ نَبَّهَنِي إِلَى ذَلِكَ الْأُسْتَاذُ مُحِبُّ الدِّينِ الْخَطِيبُ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى " الْمُنْتَقَى "، ص [0 - 9] 02 ========================= وَيَقُولُونَ: إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ أَسْمَاءُ ثَلَاثِينَ رَجُلًا، [وَالثَّلَاثُونَ (1) أَسْمَاءُ ثَلَاثِينَ امْرَأَةً، وَأَنَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ عِبَارَةٌ عَنْ خَمْسَةِ أَسْمَاءٍ، وَهِيَ: عَلِيٌّ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وَمُحْسِنٌ وَفَاطِمَةُ] (2) ، إِلَى أَنْوَاعٍ مِنَ الْكُفْرِ الشَّنِيعِ الَّذِي (3) يَطُولُ وَصْفُهُ (4) . وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ، فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ الْغَالِيَةَ فِي وَصْفِ الرَّبِّ بِالْعُيُوبِ وَالنَّقَائِصِ الْمُتَضَمِّنَةَ تَشْبِيهِ الْخَالِقِ بِالْمَخْلُوقِ فِي (5 صِفَاتِ النَّقْصِ وَتَشْبِيهِ الْمَخْلُوقِ بِالْخَالِقِ فِي 5) (5) خَصَائِصِ الْإِلَهِيَّةِ هِيَ أَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِي الشِّيعَةِ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ، فَلَا يُوجَدُ فِي طَوَائِفِ الْأُمَّةِ أَشْنَعُ فِي الْحُلُولِ وَالتَّمْثِيلِ وَالتَّعْطِيلِ مِمَّا يُوجَدُ فِيهِمْ. وَلِهَذَا صَارَتِ الْمَلَاحِدَةُ وَالْغَالِيَةُ عَلَمَيْنِ عَلَى بَعْضِ مَنْ يَنْتَسِبُ (6) إِلَيْهِمْ، فَالْمَلَاحِدَةُ عَلَمٌ عَلَى الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ، وَالْغَالِيَةُ عَلَمٌ عَلَى الْقَائِلِينَ بِالْإِلَهِيَّةِ فِي الْبَشَرِ (7) (8 كَالنُّصَيْرِيَّةِ، وَالْمَشْهُورُ بِالْغُلُوِّ وَادِّعَاءِ الْإِلَهِيَّةِ فِي الْبَشَرِ 8) (8) _________ (1) فِي (ع) : وَالثَّلَاثِينَ، وَهُوَ خَطَأٌ. (2) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ فِي (ع) فَقَطْ. (3) الَّذِي: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) . (4) ب، ا: وَصْفُهَا ; ن: قَطْعُهَا، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (5) : (5 - 5) سَاقِطٌ مِنْ (ع) . (6) ب، ا، ن، م: يُنْسَبُ. (7) ب، ا: فِي الشُّرَكَاءِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (8) (8 - 8) : سَاقِطَةٌ مِنْ (ع) ================================= [هُمُ] النَّصَارَى وَالْغَالِيَةُ مِنَ الشِّيعَةِ (1) ، وَقَدْ يُوجَدُ بَعْضُ الْإِلْحَادِ وَالْغُلُوِّ فِي غَيْرِهِمْ مِنَ النُّسَّاكِ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنِ الَّذِي فِيهِمْ [أَكْثَرُ وَ] أَقْبَحُ (2) . وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، كَانَ الَّذِي يَطْعَنُ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ بِأَنَّ فِيهِمْ تَجْسِيمًا [وَحُلُولًا] (3) وَيُثْنِي عَلَى طَائِفَةِ الْإِمَامِيَّةِ: إِمَّا مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِمَقَالَاتِ شِيعَتِهِ، وَإِمَّا مَنْ أَعْظَمِ النَّاسِ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا وَعُدُولًا (4) عَنِ الْعَدْلِ وَالْإِنْصَافِ فِي الْمُقَابَلَةِ وَالْمُوَازَنَةِ (5) . ثُمَّ أَهْلُ السُّنَّةِ يَطْلُبُونَ مِنَ الْإِمَامِيَّةِ الْمُتَأَخِّرِينَ (6) أَنْ يَقْطَعُوا سَلَفَهُمْ بِالْحُجَجِ الْعَقْلِيَّةِ أَوِ الشَّرْعِيَّةِ، (7) وَهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ ذَلِكَ، كَمَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ. وَهَؤُلَاءِ الْمُجَسِّمُونَ [مِنَ الشِّيعَةِ مِنْهُمْ] (8) مِنْ أَكَابِرِ أَهْلِ الْكَلَامِ _________ (1) ب: وَادِّعَاءِ الْإِلَهِيَّةِ فِي الشَّرْعِ النَّصَارَى وَالْغَالِيَةُ فِي الشِّيعَةِ ; أ، ن، م: وَادِّعَاءِ الْإِلَهِيَّةِ فِي الشَّرِّ النَّصَارَى وَالْغَالِيَةُ فِي الشِّيعَةِ. (2) ن، م: الَّذِي فِيهِمْ أَقْبَحُ. (3) وَحُلُولًا: فِي (ع) فَقَطْ. (4) وَعُدْوَانًا: سَاقِطَةٌ مِنْ (ع) ; وَعُدُولًا: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) . (5) عَلَّقَ مُسْتَجِي زَادَهْ فِي هَامِشِ (ع) بِقَوْلِهِ: " قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ نَصِيرُ الدِّينِ الطُّوسِيُّ وَتِلْمِيذُهُ الَّذِي هُوَ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ - وَيُقَالُ لَهُ ابْنُ مُطَهِّرٍ الْحِلِّيُّ - كِلَاهُمَا أَجْهَلُ الْخَلْقِ فِي الْمَنْقُولَاتِ وَالرِّوَايَاتِ، سِيَّمَا فِي أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَآثَارِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، لِغُلُوِّهِمُ التَّامِّ فِي أَنْوَاعِ الْفَلْسَفَةِ وَأَبْوَابِهَا وَتَعَمُّقِهِمْ فِيهَا، فَذُهِلُوا عَنِ الْوُقُوفِ عَلَى أَحْوَالِ قُدَمَائِهِمُ الَّذِينَ بِهِمْ يَقْتَدُونَ فِي الرَّفْضِ وَالتَّشَيُّعِ، وَلَهُمُ اتَّبَعُوا فِي قَوْلِهِمْ بِإِمَامَةِ الْأَئِمَّةِ الِاثْنَيْ عَشْرِيَّةِ، وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا مَعْرِفَةُ الشَّرَائِعِ الْإِسْلَامِيَّةِ لِأَحَدٍ مِنْ آحَادِ الْمُسْلِمِينَ غَيْرِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرَ ". (6) ع: الْمُسْتَأْخِرِينَ. (7) ب، ا، ن، م: وَالشَّرْعِيَّةِ. (8) ب، ا: هُمْ. وَسَقَطَتْ مِنْ (ن) ، (م) عِبَارَةُ " مِنَ الشِّيعَةِ مِنْهُمْ " ========================= الْمُتَكَلِّمِينَ فِي جَمِيعِ أَنْوَاعِهِ: فِي الْجَلِيلِ وَالدَّقِيقِ، وَلَهُمْ كُتُبٌ مُصَنَّفَةٌ. قَالَ الْأَشْعَرِيُّ (1) : " وَرِجَالُ (2) الرَّافِضَةِ وَمُؤَلِّفُو كُتُبِهِمْ (3) هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ قَطْعِيٌّ (4) وَعَلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ (5) وَيُونُسُ (6) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُمِّيِّ وَالسَّكَّاكُ (7) _________ (1) فِي الْمَقَالَاتِ 1/127. (2) الْمَقَالَاتِ (ط. مُحْيِي الدِّينِ عَبْدِ الْحَمِيدِ) : رِجَالُ ; الْمَقَالَاتِ (ط. رُيْتَرَ) 1/63: وَرِجَالُ. (3) ن، م: الرَّافِضَةِ وَمَوَالِيهِمْ. . . (4) قَالَ الْأَشْعَرِيُّ فِي الْمَقَالَاتِ 1/88 - 89: " فَالْفِرْقَةُ الْأُولَى مِنْهُمُ (الرَّافِضَةُ) وَهُمُ الْقَطْعِيَّةُ، وَإِنَّمَا سُمُّوا قَطْعِيَّةً لِأَنَّهُمْ قَطَعُوا عَلَى مَوْتِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَهُمْ جُمْهُورُ الشِّيعَةِ ". وَنَقَلَ الشَّيْخُ مُحَمَّد مُحْيِي الدِّينِ عَبْد الْحَمِيدِ فِي تَعْلِيقِهِ عَنْ نَشْوَانَ الْحِمْيَرِيِّ فِي كِتَابِهِ " الْحُورِ الْعِينِ " ص [0 - 9] 84 أَنَّ مِنَ الْقَطْعِيَّةِ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ. وَظَنَّ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ أَنَّ ابْنَ طَاهِرٍ الْبَغْدَادِيَّ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الْقَطْعِيَّةَ غَيْرُ الِاثْنَيْ عَشْرِيَّةِ وَغَيْرُ الْهَاشِمِيَّةِ، وَلَكِنَّ ابْنَ طَاهِرٍ يَنُصُّ عَلَى عَكْسِ ذَلِكَ فَيَقُولُ عَنِ الْقَطْعِيَّةِ (الْفَرْقُ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص [0 - 9] 0) : " وَيُقَالُ لَهُمُ الِاثْنَا عَشْرِيَّةُ أَيْضًا لِدَعْوَاهُمْ أَنَّ الْإِمَامَ الْمُنْتَظَرَ هُوَ الثَّانِي عَشَرَ " وَيَقُولُ عَنِ الْهَاشِمِيَّةِ (ص [0 - 9] 0 - 41) : " وَكِلْتَا الْفِرْقَتَيْنِ (أَتْبَاعُ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ الْجَوَالِيقِيِّ) قَدْ ضَمَّتْ إِلَى حَيْرَتِهِ فِي الْإِمَامِيَّةِ ضَلَالَتَهَا فِي التَّجْسِيمِ وَبِدْعَتَهَا فِي التَّشْبِيهِ ". وَانْظُرْ أَيْضًا: الْمِلَلَ وَالنِّحَلَ 1/150 ; التَّبْصِيرَ فِي الدِّينِ، ص 23 ; الْخِطَطَ لِلْمَقْرِيزِيِّ 2/351 ; فِرَقَ الشِّيعَةِ لِابْنِ النُّوبَخْتِيِّ، ص [0 - 9] 01 ; الْبَدْءَ وَالتَّارِيخَ 5/128. وَقَارِنْ ذَلِكَ بِمَا ذُكِرَ فِي: التَّنَبُّهِ لِلْمَلْطِيِّ، ص [0 - 9] 8 ; اعْتِقَادَاتِ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ لِلرَّازِيِّ، ص [0 - 9] 4. (5) ذَكَرَهُ النَّجَاشِيُّ فِي رِجَالِهِ (ص [0 - 9] 89) فَقَالَ: " عَلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ، أَبُو الْحَسَنِ، كُوفِيٌّ سَكَنَ بَغْدَادَ، مُتَكَلِّمٌ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ، لَهُ كُتُبٌ مِنْهَا كِتَابُ التَّدْبِيرِ فِي التَّوْحِيدِ وَالْإِمَامَةِ ". (6) ب، ا: وَيُوَفِّرُ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ. (7) ن، م: الشَّكَّالُ. وَكَذَا سَمَّاهُ ابْنُ النَّدِيمِ (الْفِهْرِسْتِ، ص [0 - 9] 76) وَالشَّهْرَسْتَانِيُّ (الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ 1/170) وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ، أَبُو جَعْفَرٍ السَّكَّاكُ. قَالَ النَّجَاشِيُّ (الرِّجَالِ ص [0 - 9] 52) : " بَغْدَادِيٌّ يَعْمَلُ السِّكَاكَ، صَاحِبُ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وَتِلْمِيذُهُ أَخَذَ عَنْهُ، لَهُ كُتُبٌ مِنْهَا كِتَابُ فِي الْإِمَامَةِ، وَكِتَابٌ سَمَّاهُ التَّوْحِيدَ - وَهُوَ تَشْبِيهٌ - وَقَدْ نُقِضَ عَلَيْهِ " وَزَادَ الطُّوسِيُّ فِي أ (ص [0 - 9] 58) كَلَامًا أَكْثَرُهُ مَنْقُولٌ عَنِ ابْنِ النَّدِيمِ فَقَالَ: " وَكَانَ مُتَكَلِّمًا وَخَالَفَ هِشَامًا فِي أَشْيَاءَ إِلَّا فِي أَصْلِ الْإِمَامَةِ، لَهُ كُتُبٌ مِنْهَا كِتَابُ الْمَعْرِفَةِ، وَكِتَابُ الِاسْتِطَاعَةِ وَكِتَابُ الْإِمَامَةِ، وَكِتَابُ الرَّدِّ عَلَى مَنْ أَبَى وُجُوبَ الْإِمَامَةِ بِالنَّصِّ ". وَنَقَلَ كَلَامَ الطُّوسِيِّ ابْنُ (شَهْرَاشوب) (مَعَالِمَ الْعُلَمَاءِ، ص [0 - 9] 5) وَالْعَامِلِيُّ (أَعْيَانَ الشِّيعَةِ 44/323) وَلَكِنَّ الْعَالَمِيَّ سَمَّاهُ " السَّكَّاكِيَّ " =============================== وَأَبُو الْأَخْوَصِ دَاوُدُ بْنُ أَسَدٍ الْبَصْرِيُّ (1) " قَالَ: " وَقَدِ انْتَحَلَهُمْ أَبُو عِيسَى الْوَرَّاقُ وَابْنُ الرَّاوَنْدِيِّ وَأَلَّفَ لَهُمْ (2) كُتُبًا فِي الْإِمَامَةِ. الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يُقَالَ: هَذِهِ الْمَقَالَاتُ الَّتِي نَقَلَهَا لَا تُعْرَفُ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ بِمَذْهَبِ [أَهْلِ] (3) السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: [لَا] (4) مِنْ أَئِمَّةِ (5) _________ (1) ب، ا: وَأَبُو الْأَخْوَصِ دَاوُدُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ ; ع: وَأَبُو الْأَخْوَصِ دَاوُدُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ ; ن، م: وَأَبُو الْأَحْوَصِ دَاوُدُ بْنُ أَسَدٍ الْبَصْرِيُّ ; الْمَقَالَاتِ: أَبُو الْأَحْوَصِ دَاوُدُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ. وَقَدِ اخْتَلَفَتْ كُتُبُ رِجَالِ الشِّيعَةِ فِي اسْمِهِ وَكُنْيَتِهِ وَلَقَبِهِ، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ (الرِّجَالَ، ص [0 - 9] 20) : " دَاوُدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ أَعْفُرَ، أَبُو الْأَخْوَصِ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، شَيْخٌ جَلِيلٌ فَقِيهٌ مُتَكَلِّمٌ، مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، ثِقَةٌ ثِقَةٌ ". وَنَقَلَ ابْنُ الْمُطَهَّرِ الْحِلِّيُّ فِي رِجَالِهِ (ص [0 - 9] 9) كَلَامَ النَّجَاشِيِّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " دَاوُدُ: أَسَدُ بْنُ عُفَيْرٍ - بِضَمِّ الْعَيْنِ - أَبُو الْأَحْوَصِ الْبَصْرِيُّ ". وَقَالَ الطُّوسِيُّ فِي الْفِهْرِسْتِ (ص [0 - 9] 21) : " أَبُو الْأَحْوَصِ الْمِصْرِيُّ، مِنْ جِلَّةِ مُتَكَلِّمِي الْإِمَامِيَّةِ، لَقِيَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى النُّوبَخْتِيُّ وَأَخَذَ عَنْهُ " وَأَمَّا ابْنُ ذ فَقَالَ فِي مَعَالِمِ الْعُلَمَاءِ (ص [0 - 9] 39) : " أَبُو الْأَحْوَصِ الْبَصْرِيُّ، مُتَكَلِّمٌ، لَقِيَ الْحَسَنَ النُّوبَخْتِيَّ وَأَخَذَ عَنْهُ، لَهُ كِتَابُ الرَّدِّ عَلَى الْعُثْمَانِيَّةِ ". وَذَكَرَ الْعَامِلِيُّ فِي: أَعْيَانِ الشِّيعَةِ 6/92 بَعْضَ هَذَا الْخِلَافِ فَقَالَ: " أَبُو الْأَحْوَصِ الْمِصْرِيُّ أَوِ الْبَصْرِيُّ، اسْمُهُ دَاوُدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عُفَيْرٍ أَوْ أَعْفُرَ " وَانْظُرْ تَعْلِيقَ رِتِير عَلَى الْمَقَالَاتِ 1/63. (2) ع: وَأَلْغَا لَهُمْ ; ن، م: وَأَلْقَى إِلَيْهِمْ. (3) أَهْلِ: فِي (ع) فَقَطْ. (4) لَا: فِي (ع) فَقَطْ. (5) ب، ا: وَمِنْ أَئِمَّةِ ===========================
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (154) صـ 517 إلى صـ 523 أصحاب أبي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا أحمد بن حنبل: لا من أهل الحديث ولا من أهل الرأي، فلا يعرف في هؤلاء (1) من قال: إن الله جسم طويل عريض عميق، وأنه يجوز عليه المصافحة، وأن الصالحين من المسلمين (2) يعاينونه في الدنيا (3) ، فإن (4) كان مقصوده بجماعة الحشوية والمشبهة بعض هؤلاء فهو (5) كذب ظاهر عليهم، وهذه كتب هذه الطوائف، ورجالهم الأحياء والأموات لا يعرف عن (6) أحد منهم شيء من ذلك، بل أئمة هؤلاء الطوائف المعروفون بالعلم فيهم متفقون على أن الله لا يرى في الدنيا بالعيون وإنما يرى في الآخرة، كما ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت» " (7) ". . والمذهب الشائع الظاهر فيهم مذهب أهل السنة والجماعة: أن الله _________ (1) ع: ولا يعرف هؤلاء ; ب، ا: فلا يعرف من هؤلاء. (2) ع: المصلحين من المؤمنين. (3) في الدنيا: ساقطة من (ب) ، (أ) . (4) ع: وإن. (5) ن، م: فهذا. (6) ب (فقط) : من. (7) الحديث رواه مسلم 4/2245 (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد) ونصه: " قال ابن شهاب: وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حذر الناس الدجال أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن ". وقال: تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت ". وجاء الحديث في سنن الترمذي 3/345 (كتاب الفتن باب ما جاء في الدجال) . وفيه: " تعلمون أنه لن يرى. . " الحديث. وروى الدارمي الحديث في كتابه " الرد على الجهمية " ص [0 - 9] 1 وفيه: وقال: " تعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت ". ووردت هذه العبارة بمعناها في حديث آخر طويل عن أمامة الباهلي رضي الله عنه جاء فيه (سنن ابن ماجه 2/36 كتاب الفتن، باب فتنة الدجال) : " أنه يبدأ فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول: أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا. . . الحديث ===================================== تعالى يرى في الآخرة بالأبصار، ومن أنكر ذلك كان مبتدعا عندهم، وإن كان في المنتسبين إليهم من يقول ذلك فليس هو قول أئمتهم ولا الذين يفتى بقولهم، ومن أراد أن ينقل مقالة عن طائفة فليسم القائل والناقل، وإلا فكل أحد يقدر على الكذب، فقد تبين كذبه فيما نقله عن أهل السنة، كما تبين أن تلك الأقوال وما هو أشنع منها من (1) أقوال سلف (2) الإمامية. الوجه الثالث: أن يقال: إن الطائفة إنما تتميز (3) باسم رجالها أو بنعت أحوالها، فالأول كما يقال: النجدات (4) . _________ (1) من: ساقطة من (ب) ، (أ) . (2) ن، م: سلفه. (3) أ: ينتمي ; تسمى ; م: تميز. (4) النجدات - ويقال لهم النجدية - أتباع نجدة بن عامر - أو عويمر الحنفي، وهو من بني حنيفة، كان من أتباع نافع بن الأزرق ثم فارقه وخرج مستقلا باليمامة سنة 66 أيام عبد الله بن الزبير واستولى على البحرين وعمان وما حولهما وتسمى بأمير المؤمنين، ثم نقم عليه بعض أتباعه فقتلوه سنة 69. وخالف النجدات سائر الخوارج في أمور: منها: عدم قولهم بأن كل كبيرة كفر، وبأن أصحاب الكبائر يعذبون عذابا دائما، وحكي عنهم أنهم قالوا بعدم الحاجة إلى إمام وأن عليهم أن يحكموا كتاب الله فيما بينهم. ويذكر عنهم ابن تيمية فيما بعد 3/62 (ب) أن الصحابة لم يكفروهم وأن ابن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة كانوا يصلون خلف نجدة، وأن ابن عباس رضي الله عنهما أجابه عن مسائل سأله عنها وجاء حديثه في البخاري (وقارن لسان الميزان 6/168 وفيه أن الجوزجاني ذكره في الضعفاء) . وانظر أيضا عن نجدة والنجدات: تاريخ اليعقوبي 2/263، 272، 273 ; الأخبار الطوال للدينوري، ص [0 - 9] 07 ; العبر للذهبي 1، 77 ; شرح نهج البلاغة (ط. المعارف) 4/132 - 134 - 135 - 141 ; رغبة الآمل شرح كتاب الكامل للمبرد 7/102 (ط. صبيح 1348/1929) ; مقالات الإسلاميين 1/157، 162، 164، 189، 190 ; الملل والنحل 1/110 - 112 ; الفرق بين الفرق، ص [0 - 9] 2 - 54 ; التبصير في الدين، ص [0 - 9] 0 - 31 ; الخطط للمقريزي 2/354 ; الفصل لابن حزم 5/53، التنبيه للملطي، ص [0 - 9] 5 ; الأعلام 8/324 - 325 ===================================== والأزارقة (1) . والجهمية (2) والنجارية (3) والضرارية (4) (5 ونحو ذلك. والثاني 5) (5) _________ (1) أتباع أبي راشد نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي البكري الوائلي، من أهل البصرة، صحب في أول أمره عبد الله بن عباس، وكان من الثائرين على عثمان، ثم من الخارجين على علي في حروراء، وخرج بعد ذلك على عبد الله بن الزبير، وقاتله المهلب بن أبي صفرة إلى أن قتل سنة 65. وعرفت الأزارقة بتطرفها يكفرون كل من خالفهم وكل أصحاب الكبائر ويستبيحون قتل مخالفيهم حتى الأطفال منهم. ويتكلم ابن تيمية عن نافع فيما بعد 3/62 (ب) . وانظر عن نافع بن الأزرق وعن الأزارقة: تاريخ الطبري 4/476 - 482 ; تاريخ اليعقوبي 2/265 ; 272 ; الأخبار الطوال، ص [0 - 9] 69 - 277 ; رغبة الآمل 7 وما بعدها ; شرح نهج البلاغة (ط. المعارف) 4/136 - 141، 141 - 203 ; دائرة المعارف الإسلامية، مادة " الأزارقة " ومادة " الخوارج " ; لسان الميزان 6/144 - 145 ; الأعلام 8/315 - 316 ; مقالات الإسلاميين 1/157 - 162، 169، 190 ; الملل والنحل 1/106، 109 - 110 ; الفرق بين الفرق، ص [0 - 9] 0 - 52 ; التبصير في الدين، ص [0 - 9] 9 - 30 ; الخطط للمقريزي 2/354 ; الفصل لابن حزم 5/52 - 53 ; التنبيه للملطي، ص [0 - 9] 4 - 55 ; التعريفات للجرجاني، مادة " الأزارقة " (2) سبق الكلام عنهم 1/9 (ت [0 - 9] ) . (3) انظر ما ذكرناه عنهم من قبل 2/100. وانظر عنهم أيضا: التعريفات للجرجاني. مادة " النجارية ". (4) انظر ما ذكرناه عنهم من قبل 2/100. (5) : (5 - 5) ساقط من (ب) ، (أ) ======================================= كما يقال: الرافضة والشيعة والقدرية (1) والمرجئة (2) والخوارج ونحو ذلك. [الكلام على لفظ الحشوية] فأما لفظ " الحشوية " (3) فليس فيه (4) ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة، فلا يدرى من هم هؤلاء. وقد قيل: [إن] (5) أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد (6) \ 252. فقال: كان عبد الله بن عمر حشويا (7) . . وكان هذا _________ (1) انظر عنهم ما سبق 1/11. (2) انظر عنهم ما سبق 1/65. (3) قال التهانوي في " كشاف اصطلاحات الفنون ": " الحشوية بسكون الشين وفتحها، وهم قوم تمسكوا بالظواهر فذهبوا إلى التجسيم وغيره، وهم من الفرق الضالة. قال السبكي في " شرح أصول ابن الحاجب ": الحشوية طائفة ضلوا عن سواء السبيل يجرون آيات الله على ظاهرها ويعتقدون أنه المراد، سموا بذلك لأنهم كانوا في حلقة الحسن البصري فوجدهم يتكلمون كلاما، فقال: ردوا هؤلاء إلى حشاء الحلقة، فنسبوا إلى حشاء فهم حشوية بفتح الشين. وقيل: سموا بذلك لأن منهم المجسمة، أو هم هم، والجسم حشو فعلى هذا القياس فيه بسكون الشين نسبة إلى الحشو. وقيل: المراد بالحشوية طائفة لا يرون البحث في آيات الصفات التي يتعذر إجراؤها على ظاهرها، بل يؤمنون بما أراده الله مع جزمهم بأن الظاهر غير مراد ويفوضون التأويل إلى الله، وعلى هذا إطلاق الحشوية عليهم غير مستحسن؛ لأنه مذهب السلف ". وانظر أيضا: مادة " الحشوية ". بدائرة المعارف الإسلامية ; ما ذكره الشهرستاني عن " مشبهة الحشوية " في الملل والنحل 1/96 - 99، ونقله عنه الإيجي في " المواقف "، ص [0 - 9] 29، ط. القاهرة، 1356 (4) ب، ا: فيها. (5) إن: زيادة في (أ) ، (ب) . (6) سبقت ترجمته 1. وانظر عنه أيضا: تاريخ بغداد 12/166 - 188 ; مروج الذهب للمسعودي 3/314 ; الأعلام 5 (7) ذكر مقالة عمرو هذه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ابن العماد الحنبلي في: شذرات الذهب 1/211. وكتب مستجي زاده في هامش (ع) تعليقا على ذلك: " قلت: فانظر إلى جسارة عمرو بن عبيد حتى يطعن على مثل عبد الله بن عمر في عقيدته لكون عقيدته الباطلة مخالفة لعقيدته الحقة " ==================================== اللفظ في اصطلاح من قاله يريد [به] (1) العامة الذين هم حشو، كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور. فإن كان مراده بالحشوية طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم، كأصحاب [أحمد] أو الشافعي أو مالك (2) .، فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلا، بل هم يكفرون من يقولها، ولو قدر أن بعضها وجد في بعضهم فليس ذلك من خصائصهم، بل كما يوجد مثل (3) ذلك في سائر الطوائف. وإن كان مراده بالحشوية أهل الحديث على الإطلاق: سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا، فاعتقاد أهل الحديث هو السنة المحضة؛ لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث شيء من هذا، والكتب شاهدة بذلك. وإن كان مراده بالحشوية عموم أهل السنة والجماعة مطلقا، فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة، وجمهور المسلمين لا يظنون أن أحدا قال هذا (4) ، وإذا كان في بعض جهال العامة من يقول هذا أو أكثر من هذا، لم يجز أن يجعل هذا اعتقادا لأهل السنة _________ (1) به: ساقطة من (ن) ، (م) . (2) ب، أ: كأصحاب أحمد والشافعي ومالك، وسقطت كلمة " أحمد " من (ن) (3) مثل: ساقطة من (أ) ، (ب) . (4) ب، أ: وجمهور الناس ما يظنون أحدا قال هذا ; ن، م: وجمهور الناس ما يظنون أن أحدا قال هذا ==================================== والجماعة (1) يعابون به (2) ، وإنما العيب فيما قالته رجال (3) الطائفة وعلماؤها، كما ذكرناه عن أئمة الشيعة، فإن أئمة الشيعة هم القائلون للمقالات الشنيعة، كما قد علم. [لفظ المشبهة] وأما لفظ " المشبهة " (4) فلا ريب أن أهل السنة والجماعة والحديث من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم متفقون على تنزيه الله تعالى عن مماثلة الخلق، و [على] ذم (5) المشبهة الذين يشبهون صفاته بصفات خلقه (6) ، ومتفقون على أن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا [في] أفعاله (7) . _________ (1) ب، أ: أن يجعل هذا الاعتقاد لأهل السنة والجماعة. (2) ن: يعابون بهذا. وكتب مستجي زاده في هامش (ع) ما يلي: " أقول: وفي غير موضع من تفسير الكشاف أنه يستعمل لفظ " الحشوية " في أهل السنة، وكذا في تفسير البيضاوي يذكر الحشوية في مواضع، وفهمت أنا من كلمات هؤلاء - أعني الشيعة والزمخشري والبيضاوي - أن كل من يقول بمقالات السلف في الاعتقاديات، ويحملون النصوص على ظواهرها، ولا يصرفونها عن ظواهرها بآرائهم، مثل الجهمية ومن اتبعوهم من المعتزلة والروافض ومتأخري (بالأصل: ومتأخرو) الحنفية والشافعية، فهم عندهم حشوية. فالحنابلة كلهم عندهم حشوية، وكذا أهل الحديث مثل البخاري ومسلم وإسحاق بن راهويه وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وحماد بن. . . ومن يحذو حذوهم من أئمة الحديث، فهؤلاء كلهم حشوية عندهم ". (3) رجال: ساقطة من (أ) ، (ب) . (4) يقول التهانوي في " كشاف اصطلاحات الفنون ": " المشبهة على صيغة اسم الفاعل من التشبيه، وهو يطلق على فرقة من كبار الفرق الإسلامية شبهوا الله بالمخلوقات ومثلوه بالحادثات، ولأجل ذلك جعلناهم فرقة واحدة قائلة بالتشبيه وإن اختلفوا في طريقه ". وانظر عن المشبهة أيضا ما ورد في الملل والنحل 1/95 - 99 ; دائرة المعارف الإسلامية، مادة " التشبيه " ; وانظر أيضا ما سبق 2/102. (5) ب، أ: وذم ; ن، م: وأنتم، وهو تحريف. (6) ب، أ، ن، م: الذين يمثلون صفاته به بصفات الخلق. (7) ن، م: ولا أفعاله ======================================= [طريقة السلف في الصفات] وطريقة سلف الأمة وأئمتها: أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه (1) به رسوله: من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل: إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل، إثبات الصفات، ونفي مماثلة المخلوقات، قال تعالى: {ليس كمثله شيء} فهذا رد على الممثلة {وهو السميع البصير} [سورة الشورى: 11] رد على المعطلة. [فقولهم في الصفات مبني على أصلين: أحدهما: أن الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص مطلقا كالسنة والنوم والعجز والجهل وغير ذلك. والثاني: أنه متصف بصفات الكمال التي لا نقص فيها على وجه الاختصاص بما له من الصفات، فلا يماثله شيء] (2) من (3 المخلوقات في شيء من الصفات. 3) (3) ولكن نفاة الصفات يسمون كل من أثبت شيئا من الصفات مشبها، بل المعطلة المحضة الباطنية نفاة الأسماء يسمون من سمى الله بأسمائه الحسنى مشبها، فيقولون: إذا قلنا حي عليم فقد شبهناه بغيره من الأحياء العالمين، وكذلك إذا قلنا: (4) هو سميع بصير فقد شبهناه بالإنسان السميع البصير (5) ، وإذا قلنا: هو رءوف رحيم فقد شبهناه بالنبي (6) الرءوف _________ (1) ن، م: وبما وصف. (2) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (3) (3 - 3) : في (ع) . (4) إذا قلنا: ساقطة من (ب) ، (أ) . (5) ع: فقد شبهناه بالسميع البصير. (6) ب، أ: بالشيء، وهو تحريف ==================================
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (155) صـ 524 إلى صـ 530 الرحيم، بل قالوا: إذا قلنا: إنه موجود فقد شبهناه بسائر الموجودات (1 لاشتراكهما في مسمى الوجود. 1) (1) فقيل لهؤلاء: (2) فقولوا ليس بموجود ولا حي. فقالوا: أو من قال منهم -: إذا قلنا ذلك فقد شبهناه بالمعدوم. وبعضهم قال: ليس بموجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت. (3) فقيل لهم: فقد شبهتموه بالممتنع، بل جعلتموه نفسه ممتنعا، فإنه كما يمتنع اجتماع النقيضين يمتنع ارتفاع النقيضين، فمن قال: إنه موجود معدوم فقد جمع بين النقيضين، [ومن قال: ليس بموجود ولا معدوم فقد (4) رفع النقيضين] (5) وكلاهما ممتنع، فكيف يكون الواجب الوجود ممتنع الوجود؟ ! . والذين قالوا: لا نقول هذا ولا هذا. قيل لهم: عدم علمكم وقولكم لا يبطل الحقائق في أنفسها، بل هذا نوع من السفسطة (6) . _________ (1) (1 - 1) : ساقطة من (ع) . (2) ع: لهم. (3) ولا حي ولا ميت: ساقطة من (ع) . (4) فقد: في (ع) فقط. (5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (6) يقول الفارابي في كتابه " إحصاء العلوم "، ص 24، تحقيق: الأستاذ الدكتور عثمان أمين، ط. الخانجي، 1350/1931 وهذا الاسم - أعني السوفسطائية - اسم المهنة التي بها يقدر الإنسان على المغالطة والتمويه والتلبيس بالقول والإيهام. . . وهو مركب في اليونانية من " سوفيا " وهي الحكمة، ومن " أسطس " وهي المموهة، فمعناه: حكمة مموهة وانظر في الكتاب، ص 24، 26، وانظر تعليقات الأستاذ المحقق. وانظر أيضا: التعريفات للجرجاني، مادة " السفسطة " ; دستور العلماء للقاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمد نكري (ط. حيدر آباد) مادة " السفسطة " ; مفاتيح العلوم للخوارزمي (ط. المنيرية، 1342) ، ص [0 - 9] 1 ; وانظر كتاب السفسطة (ج [0 - 9] من منطق الشفاء) لابن سينا (وخاصة ص [0 - 9] ) وانظر تصدير الدكتور إبراهيم مدكور ومقدمة الدكتور أحمد فؤاد الأهواني ================================== فإن السفسطة ثلاثة أنواع: نوع هو جحد الحقائق والعلم بها. وأعظم من هذا قول من يقول عن الموجود الواجب القديم الخالق: إنه لا موجود ولا معدوم، وهؤلاء متناقضون، فإنهم جزموا بعدم الجزم. ونوع هو قول المتجاهلة اللاأدرية الواقفة الذين يقولون: لا ندري هل ثم حقيقة (1) وعلم أم لا. وأعظم من هذا قول من يقول: لا أعلم ولا أقول: هو موجود أو معدوم أو حي أو ميت. ونوع ثالث قول من يجعل الحقائق تتبع العقائد. فالأول ناف لها، والثاني واقف فيها، والثالث يجعلها تابعة لظنون (2) الناس. وقد ذكر صنف رابع: وهو الذي يقول: إن العالم في سيلان فلا يثبت له حقيقة. وهؤلاء من الأول لكن هذا يوجبه قولهم (3) . والمقصود هنا أن إمساك الإنسان عن النقيضين لا يقتضي رفعهما. _________ (1) ع: هل له حقيقة. (2) ن، م: لطرق. (3) ن، م: توجيه قولهم. وقال ابن حزم (الفصل 1/9) عند كلامه عن السوفسطائية: " ذكر من سلف من المتكلمين أنهم ثلاث أصناف: فصنف منهم نفى الحقائق جملة، وصنف شكوا فيها، وصنف منهم قالوا هي حق عند من عنده حق وهي باطل عند من هي عنده باطل ". ويقسمهم الجرجاني (شرح المواقف للإيجي 1/117 - 118) إلى: اللاأدرية القائلين بالتوقف، والعنادية وهم الذين يعاندون ويدعون بأنهم جازمون بأن لا موجود أصلا، والعندية وهم القائلون بأن حقائق الأشياء تابعة للاعتقادات " ============================= وحاصل هذا القول منع القلوب والألسنة والجوارح عن معرفة الله وذكره وعبادته، فهو تعطيل وكفر بطريق الوقف والإمساك، لا بطريق النفي والإنكار. وأصل ضلال هؤلاء أن لفظ " التشبيه " لفظ فيه إجمال، فما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك يتفق فيه الشيئان (1) . ولكن ذلك المشترك المتفق عليه لا يكون في الخارج بل في الذهن، ولا يجب تماثلهما فيه، بل الغالب تفاضل الأشياء في ذلك القدر [المشترك] (2) ، فأنت إذا قلت عن المخلوقين (3) : حي وحي، وعليم وعليم، وقدير وقدير، لم يلزم (4 تماثل الشيئين في الحياة والعلم والقدرة، ولا يلزم 4) (4) أن تكون حياة أحدهما وعلمه وقدرته نفس حياة الآخر وعلمه وقدرته، ولا أن يكونا مشتركين في موجود (5) في الخارج عن الذهن. ومن هنا ضل (6) هؤلاء الجهال بمسمى التشبيه الذي يجب نفيه عن الله، وجعلوا ذلك ذريعة إلى التعطيل المحض. والتعطيل شر من التجسيم، والمشبه يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والممثل أعشى، والمعطل أعمى. ولهذا كان جهم إمام هؤلاء وأمثاله يقولون: إن الله ليس بشيء (7) ، _________ (1) ب (فقط) : شيئان. (2) المشترك: ساقطة من (ن) ، (م) . (3) ب، أ: عن المخلوقات. وسقطت العبارة من (ع) . (4) : (4 - 4) ساقط من (ب) ، (أ) . وسقطت كلمة " الحياة " من (ن) ، (م) . (5) ن، م: مشتركين موجودين. (6) ع: ظن، وهو تحريف. (7) يقول الأشعري عن الجهم (المقالات 1/312) : " ويحكى عنه أنه كان يقول: لا أقول إن الله سبحانه شيء لأن ذلك تشبيه له بالأشياء ". ويقول أيضا (2/180) : " إن البارئ لا يقال إنه شيء لأن الشيء عنده هو المخلوق الذي له مثل " ================================ وروي عنه أنه قال: لا يسمى باسم يسمى به الخالق، فلم يسمه (1) إلا بالخالق القادر لأنه كان جبريا يرى أن العبد لا قدرة له (2) ، وربما قالوا: ليس بشيء كالأشياء. (3) ولا ريب أن الله تعالى ليس كمثله شيء، ولكن ليس مقصودهم إلا أن حقيقة التشبيه منتفية عنه حتى (4) لا يثبتون أمرا متفقا عليه. (5) * وتحقيق هذا الموضع بالكلام في معنى التشبيه والتمثيل. أما " التمثيل " فقد نطق الكتاب بنفيه عن الله في غير موضع، كقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} [سورة الشورى: 11] ، وقوله: {هل تعلم له سميا} [سورة مريم: 65] وقوله: {ولم يكن له كفوا أحد} ، وقوله: {فلا تجعلوا لله أندادا} [سورة البقرة: 22] ، وقوله: {فلا تضربوا لله الأمثال} [سورة النحل: 74] . ولكن وقع في لفظ " التشبيه " إجمال كما سنبينه إن شاء الله تعالى. وأما لفظ " الجسم " و " الجوهر " و " المتحيز " (6) و " الجهة " ونحو ذلك _________ (1) ب: فلا يسميه، وهو تحريف. (2) ع: أن غير الله لا قدرة له، ويقول الشهرستاني عن آراء الجهم (الملل والنحل 1/79) : " منها قوله: لا يجوز أن يوصف الباري تعالى بصفة يوصف بها خلقه، لأن ذلك يقتضي تشبيها، فنفى كونه حيا عالما وأثبت كونه قادرا فاعلا خالقا، لأنه لا يوصف شيء من خلقه بالقدرة والفعل والخلق ". وانظر أيضا: الفرق بين الفرق، ص 128 ; التبصير في الدين، ص 64. وانظر عن قوله بالجبرة المقالات 1/312 ; الملل والنحل 1/80 ; الفرق بين الفرق، ص [0 - 9] 18 ; التبصير في الدين، ص [0 - 9] 3. (3) انظر المقالات 2/181. وفي (ن) ، (م) : ليس بشيء من الأشياء. (4) حتى: ساقطة من (ب) ، (أ) . (5) (*) عند هذا الموضع يوجد سقط كبير في نسختي (ن) ، (م) . يستمر حتى ص 580. (6) ب (فقط) : التحيز ========================== فلم ينطق كتاب ولا سنة بذلك (1) في حق الله لا نفيا ولا إثباتا، وكذلك لم ينطق بذلك أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين من أهل البيت وغير أهل البيت، فلم ينطق أحد منهم بذلك في حق الله لا نفيا ولا إثباتا. وأول من عرف عنه التكلم بذلك (2) نفيا وإثباتا أهل الكلام المحدث من النفاة: كالجهمية والمعتزلة، ومن المثبتة: كالمجسمة من الرافضة وغير الرافضة. فالنفاة نفوا هذه الأسماء، وأدخلوا في النفي ما أثبته الله ورسوله من صفات كعلمه وقدرته ومشيئته ومحبته ورضاه وغضبه وعلوه، وقالوا: إنه لا يرى، ولا يتكلم بالقرآن ولا غيره، ولكن معنى كونه متكلما أنه خلق كلاما في جسم من الأجسام غيره (3) ، ونحو ذلك. والمثبتة أدخلوا في ذلك من الأمور ما نفاه الله ورسوله، حتى قالوا: إنه يرى في الدنيا بالأبصار (4) ، ويصافح، ويعانق، وينزل إلى الأرض، _________ (1) ع: فلم ينطق في ذلك كتاب ; أ: فلم ينطق به كتاب ولا سنة بذلك. (2) ب، أ: وأول من عرف أنه يتكلم بذلك. (3) ب، أ: وغيره. (4) في الدنيا: ساقطة من (ب) فقط ; وفي (أ) : يرى بالأبصار في الدنيا. وقد روى الشوكاني في كتابه " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " بعض الأحاديث التي يذكر أحدها أن الرسول رأى الله تعالى يوم الإسراء (ص 441) . وفي حديث آخر (ص 447) أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه في المنام في صورة شاب، ونقل الشوكاني أقوال الأئمة في بيان وضع الحديثين. وفي " اللآلئ المصنوعة " للسيوطي 1/12 - 13 و " الفوائد المجموعة " للشوكاني، ص 441 ; و " تنزيه الشريعة " لابن عراق 1/137 حديث موضوع نصه (كما في اللآلئ المصنوعة) : عن أنس مرفوعا. . ليلة أسري بي إلى السماء أسريت فرأيت ربي بيني وبينه حجاب بارز من نار، فرأيت كل شيء منه حتى رأيت تاجا مخوصا من اللؤلؤ " ================================= وينزل عشية عرفة راكبا على جمل أورق (1) يعانق المشاة ويصافح الركبان (2) ، وقال بعضهم: إنه يندم ويبكي ويحزن، وعن بعضهم أنه لحم ودم، ونحو ذلك من المقالات التي تتضمن وصف الخالق جل جلاله بخصائص المخلوقين. والله سبحانه منزه عن أن يوصف بشيء من الصفات المختصة بالمخلوقين، وكل ما اختص بالمخلوق فهو صفة نقص، والله تعالى منزه عن كل نقص ومستحق لغاية (3) الكمال، وليس له مثل في شيء من صفات الكمال، فهو منزه عن النقص مطلقا، ومنزه في الكمال أن يكون له مثل، كما قال تعالى: {قل هو الله أحد - الله الصمد - لم يلد ولم يولد - ولم يكن له كفوا أحد} [سورة الإخلاص: 1 - 4] ، فبين أنه أحد صمد، واسمه الأحد يتضمن نفي المثل، واسمه الصمد يتضمن جميع صفات _________ (1) ع: على حمار أورق. (2) ورد الحديث بهذا النص: " رأيت ربي بمنى يوم النفر على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس " في " تذكرة الموضوعات " لمحمد طاهر بن علي الهندي الفتني (ط. المنيرية، 1343) ، ص [0 - 9] 2 - 13، وفي " موضوعات القاري " (ط. استانبول) ، ص 44 ; وفي " كشف الخفاء " لإسماعيل بن محمد العجلوني (ط. القدسي، 1351) ، ص 436. واتفقت الكتب الثلاث على أن الحديث موضوع لا أصل له. وروى السيوطي حديثا آخر (اللآلئ المصنوعة 1/27، ط. الحسينية، 1352) نصه: " إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا فيطلع على أهل الموقف. . إلخ. وحديثا ثالثا (1/28) : رأيت ربي يوم عرفة بعرفات على جمل أحمر عليه إزاران وهو يقول. . إلخ. ونقل السيوطي عن الأئمة ما يدل على وضع الحديثين. وانظر: الفوائد المجموعة للشوكاني، ص [0 - 9] 47 ; تنزيه الشريعة لابن عراق 1/138 - 139. (3) ب (فقط) : لغايات ================================== الكمال، كما قد بينا ذلك في الكتاب المصنف في تفسير قل هو الله أحد (1) . [عود إلى الكلام على لفظ الجسم] وأما لفظ " الجسم " (2) فإن الجسم عند أهل اللغة كما ذكره الأصمعي وأبو زيد وغيرهما هو الجسد والبدن (3) ، وقال تعالى: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم} [سورة المنافقون: 4] ، وقال تعالى {وزاده بسطة في العلم والجسم} [سورة البقرة: 247] ، فهو يدل في اللغة على معنى الكثافة والغلظ كلفظ الجسد، ثم قد يراد به نفس الغليظ، وقد يراد به غلظه، فيقال: لهذا الثوب جسم أي غلظ وكثافة، ويقال: هذا أجسم من هذا أي أغلظ وأكثف. (4) ثم صار لفظ " الجسم " في اصطلاح أهل الكلام أعم من ذلك، فيسمون الهواء وغيره من الأمور اللطيفة (5) جسما، وإن كانت العرب لا تسمي هذا جسما، وبينهم نزاع فيما يسمى جسما: هل هو مركب من الجواهر المنفردة التي لا يتميز منها شيء عن شيء: إما جواهر متناهية (6 كما يقوله أكثر القائلين بالجوهر الفرد، وإما غير متناهية 6) (6) كما يقوله (7) _________ (1) ع: في تفسير (قل هو الله أحد الله الصمد) والمقصود هنا كتاب " تفسير سورة الإخلاص " وسبق الكلام عليه 2/140 (ت [0 - 9] ) . (2) سبق كلام ابن تيمية عن معاني الجسم 2/134 وما بعدها، 2/198 وما بعدها. (3) في " الصحاح " للجوهري: " قال أبو زيد: الجسم: الجسد، وكذلك الجسمان والجثمان. وقال الأصمعي: الجسم والجسمان الجسد والجثمان الشخص ". (4) في اللسان: " ورجل جسماني وجثماني إذا كان ضخم الجثة. . وقد جسم الشيء أي عظم. . والأجسم الأضخم. (5) ع: من الأمور اللفظية، وهو تحريف. (6) : (6 - 6) ساقط من (ب) ، (أ) . (7) ت، أ: كما يقول =================================
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (156) صـ 531 إلى صـ 537 النظام (1) ، والتزم الطفرة المعروفة بطفرة النظام (2) ، أو هو مركب من المادة والصورة كما يقوله من يقوله من المتفلسفة، أو ليس مركبا لا من هذا ولا من هذا كما يقوله أكثر الناس، وهو قول الهشامية والكلابية (3) والنجارية والضرارية وكثير من الكرامية على ثلاثة أقوال، وكثير من الكتب ليس فيها إلا القولان الأولان. والصواب أنه ليس مركبا لا من هذا ولا من هذا، كما قد بسط في موضعه. وينبني على هذا أن ما يحدثه الله من الحيوان (4) والنبات والمعادن فإنها أعيان يخلقها الله تعالى على قول نفاة الجوهر الفرد، وعلى قول _________ (1) سبق الكلام عن النظام 1/404. وتكلم ابن تيمية من قبل أكثر من مرة عن الجواهر الفردة أو الأجزاء التي لا تتجزأ وناقش أقوال مثبتيها ونفاتها. انظر مثلا: 1/414، 2/134 - 139، 208 - 209. (2) أدى إنكار النظام للجواهر الفردة وقوله بأنها تتجزأ إلى ما لا نهاية إلى قوله بالطفرة، وذلك أن خصومه اعترضوا عليه بقولهم: إذا مشت نملة على صخرة من طرف إلى طرف فإنها تكون قد قطعت ما لا يتناهى، فكيف يقطع ما يتناهى ما لا يتناهى؟ فقال النظام إن النملة تقطع بعض الصخرة بالمشي وبعضها بالطفرة، أي إنها تنتقل من المكان الأول إلى الثاني سيرا ثم تطفر من المكان الثاني إلى الرابع أو الخامس. وانظر: المقالات للأشعري 2/18 - 19 ; الملل والنحل 1/57 - 58 ; الفرق بين الفرق، ص [0 - 9] 5 ; التبصير في الدين، ص 43، الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة: إبراهيم بن سيار النظام ; ص 129 - 131. (3) بعد كلمة " والكلابية " في (ع) : والنصرية، ورجحت أن تكون زيادة من الناسخ، وانظر ما سبق 2/137. (4) ب، أ: الحيوانات ===================================== مثبتيه (1) إنما يحدث أعراضا وصفات (2) ، وإلا فالجواهر باقية ولكن اختلف تركيبها، وينبني على ذلك الاستحالة. فمثبتة الجوهر الفرد يقولون: لا تستحيل حقيقة إلى حقيقة أخرى، ولا تنقلب الأجناس، بل الجواهر يغير الله عز وجل تركيبها وهي باقية، والأكثرون يقولون باستحالة بعض الأجسام إلى بعض، وانقلاب جنس إلى جنس، وحقيقة إلى حقيقة، كما تنقلب النطفة إلى علقة، والعلقة (إلى) (3) مضغة، والمضغة عظاما، وكما ينقلب الطين الذي خلق (الله) (4) منه آدم لحما ودما وعظاما، وكما تنقلب المادة التي تخلق منها الفاكهة ثمرا (5) ونحو ذلك، وهذا قول الفقهاء والأطباء وأكثر العقلاء. وكذلك ينبني على هذا تماثل الأجسام، فأولئك يقولون: الأجسام مركبة من الجواهر، وهي متماثلة، فالأجسام متماثلة. والأكثرون يقولون: بل الأجسام مختلفة الحقائق، وليست حقيقة التراب حقيقة النار، ولا حقيقة النار حقيقة الهواء. وهذه المسائل مسائل عقلية لبسطها موضع آخر، والمقصود هنا بيان منشأ النزاع في مسمى الجسم. والنظار كلهم متفقون (6) - فيما أعلم - على أن الجسم يشار إليه، وإن اختلفوا في كونه مركبا من الأجزاء المنفردة، أو من المادة والصورة، أو لا من هذا ولا من هذا. _________ (1) ب، أ: مثبتته. (2) ع، أ: وصفاتا. (3) ما بين القوسين في (ع) فقط. (4) ما بين القوسين في (ع) فقط. (5) ب، أ: تمرا. (6) أ: يختلفون ============================ وقد تنازع العقلاء أيضا: هل يمكن وجود موجود قائم بنفسه لا يشار إليه ولا يمكن أن يرى، على ثلاثة أقوال؛ فقيل: لا يمكن ذلك بل هو ممتنع، وقيل: بل هو ممتنع في المحدثات الممكنة التي تقبل الوجود والعدم دون الواجب، وقيل: بل ذلك ممكن في الممكن والواجب، وهذا قول بعض الفلاسفة (1 ومن وافقهم من أهل الملل، 1) (1) (2 ما علمت به قائلا من أهل الملل إلا من أخذه عن هؤلاء الفلاسفة 2) . (2) ومثبتو ذلك يسمونها المجردات والمفارقات، وأكثر العقلاء يقولون: إنما وجود هذه في الأذهان لا في الأعيان، وإنما يثبت من ذلك وجود نفس الإنسان التي تفارق بدنه وتتجرد عنه. وأما الملائكة التي أخبرت بها الرسل فالمتفلسفة المنتسبون إلى المسلمين يقولون: هي العقول والنفوس المجردات وهي الجواهر العقلية. [حقيقة الملائكة] وأما أهل الملل ومن علم ما أخبر الله به من صفات الملائكة، فيعلمون قطعا أن الملائكة ليست هذه المجردات التي يثبتها هؤلاء، من وجوه كثيرة قد بسطت في غير هذا الموضع؛ فإن الملائكة مخلوقون من نور، كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح. (3) _________ (1) : (1 - 1) ساقط من (ع) . (2) : (2 - 2) ساقط من (ب) ، (أ) . (3) الإشارة هنا إلى الحديث الصحيح: خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم. وقد ذكرت مكانه في صحيح مسلم والمسند فيما سبق 1/366 (ت [0 - 9] ) ================================== وهم كما قال الله تعالى: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون - لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون - يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون - ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين} [سورة الأنبياء: 26 - 29] . وقد أخبر الله عن الملائكة أنهم أتوا إبراهيم ولوطا في صورة البشر حتى قدم لهم إبراهيم العجل، وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية الكلبي (1) . وأتاه (2) مرة في صورة أعرابي حتى رآه الصحابة (3) ، وقد رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - في _________ (1) ، صحيح مسلم 4/1906 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أم سلمة) حديث عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه. وفي جزء من هذا الحديث رواية عن أسامة بن زيد رضي الله عنه، وروى هذا الجزء البخاري في صحيحه 4 (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام) ونصها - وهذه رواية البخاري -: " حدثنا أبو عثمان قال: أنبئت أن جبريل عليه السلام أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده أم سلمة، فجعل يحدث، ثم قام. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة: من هذا؟ - أو كما قال - قال: قالت: هذا دحية. قالت أم سلمة: ايم الله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بخبر جبريل - أو كما قال -. قال: فقلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد ". وانظر: جامع الأصول لابن الأثير 12/44 - 45. وفي المسند (ط. المعارف) 8/167 عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح - وانظر تعليقه. وانظر: الصفدية لابن تيمية 1/197 (2) ب، أ: وأتى. (3) في صحيح البخاري 4/112 (كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة) عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف كان يأتيه الوحي. . . وفي الحديث: ". . يتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ". وفي البخاري في موضعين آخرين 1 ====================================== صورته التي خلق عليها مرتين (1) :: مرة بين السماء والأرض، ومرة في السماء عند سدرة المنتهى (2) . _________ (1) علق مستجي زاده في هامش (ع) عند هذا الموضع بقوله: " هذا أعدل شاهد لدعوى المصنف، وإبطال لقول من يقول من الإسلاميين إنهم مجردات، ويبطل قولهم أيضا أنه تعالى قال: جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع (سورة فاطر: 1) ، فيشعر أنه خلقهم الله في طباع الأجسام، ثبت لهم ما هو من خواص الأجسام وهو الأجنحة. ولا يقال هاهنا بالمثل، كما يقال في أكثر ما ذكره المصنف في الاستدلال، وهو ظاهر. ويبطله (في الأصل: يبطل) أيضا قول الشارع في حقهم: سكان السماوات، سكان الأرضين، سكان البيت المعمور، إلى غير ذلك. وبالجملة فالقول بتجريد الملائكة مأخوذ من الفلاسفة، يقول من يقول ذلك من المسلمين اتباعا للفلاسفة، وكلام الله وكلام رسوله يأبى عنه كل الإباء، حتى أن كون الملائكة ونفوس البشر التي هي أرواحها من مقولة الأجسام اللطيفة لا من المجردات يكاد يعد من الضرورات الدينية، غايتها أن رؤيتها مشروطة بإرادة الله ومتوقفة عليها، ومتى أراد سبحانه وتعالى رؤيتها رأينا، ومتى لم يرد ما رأينا " (2) في البخاري 4/115 (كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين) حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل له ستمائة جناح. وجاء هذا الحديث نفسه في البخاري مرتين في موضعين آخرين 6/141 (كتاب التفسير، سورة النجم، باب فكان قاب قوسين أو أدنى) ، 6/141 (كتاب التفسير، سورة النجم، باب فأوحى إلى عبده ما أوحى) . وفي نفس الموضع 6/140 - 141 (كتاب التفسير، سورة النجم) حديث عن عائشة رضي الله عنها سئلت فيه هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه؟ قالت في آخر جوابها: ولكن رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين. وفي نفس الكتاب، باب (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) 6/141 حديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: فرأى رفرفا أخضر سد الأفق. وفي المسند (ط. المعارف) عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " رأيت جبريل على سدرة المنتهى وله ستمائة جناح. . الحديث. وانظر البخاري 4/151 - 116 وانظر الصفدية 21/201 - 202 ================================= والملائكة تنزل إلى الأرض ثم تصعد (1) إلى السماء، كما تواترت (2) بذلك النصوص. وقد أنزلها [الله] (3) يوم بدر ويوم حنين ويوم الخندق لنصر رسوله والمؤمنين (4) ، كما قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} [سورة الأنفال: 9] ، وقال: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها} [سورة التوبة: 26] ، وقال: {فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها} [سورة الأحزاب: 9] ، وقال: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} [سورة الزخرف: 80] ، وقال: {حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون} (5) [سورة الأنعام: 71] ، وقال الله تعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} [سورة الأنفال: 50] ، {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم} [سورة الأنعام: 93] . ومثل هذا في القرآن كثير يعلم ببعضه أن ما وصف (الله) به (6) الملائكة _________ (1) ع: وتصعد. (2) ب، أ: نزلت. (3) الله: في (ع) فقط. (4) ب، أ: والنصر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين. (5) في النسخ الثلاث: جاء أحدهم الموت، وهو خطأ. (6) ب، أ: وصف به ====================================== يوجب العلم الضروري أنها ليست (1) ما يقوله: هؤلاء في العقول والنفوس، سواء قالوا: إن العقول عشرة والنفوس تسعة، كما هو المشهور عندهم، أو قالوا: غير ذلك. (2) وليست الملائكة أيضا القوى العالمة (3) التي في النفوس كما قد يقولونه، بل جبريل عليه السلام (4) ملك (5) منفصل عن الرسول يسمع كلام الله من الله وينزل به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما دل على ذلك النصوص والإجماع من المسلمين. (6) وهؤلاء يقولون: إن جبريل هو العقل الفعال، (7) أو هو ما يتخيل في (8) نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصور الخيالية، وكلام الله ما يوجد في نفسه كما يوجد في نفس النائم (9) . _________ (1) ب، أ: أنه ليس. (2) يذكر الفلاسفة المسلمون في أكثر كتبهم ورسائلهم أن العقول السماوية إنما هي ملائكة. انظر مثلا: الفارابي: السياسات المدنية، ص [0 - 9] ، ط. حيدر آباد، 1345 ; ابن سينا: أقسام العلوم العقلية ص [0 - 9] 13، ضمن تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات، القاهرة، 1326/1908 ; رسالة الزيارة والدعاء، ص 33، ضمن مجموعة جامع البدائع، القاهرة، 1330/1917. (3) ب، أ: الصالحة. (4) عليه السلام: زيادة في (ع) . (5) ملك: ساقطة من (ع) . (6) ع: إجماع المسلمين. (7) انظر مثلا: السياسات المدنية للفارابي، ص [0 - 9] ; أقسام العلوم العقلية لابن سينا، ص [0 - 9] 14. (8) ب، أ: وهو ما يتخيل من. . . (9) انظر مثلا: الرسالة العرشية لابن سينا، ص 12، ضمن مجموع رسائل الشيخ الرئيس، ط. حيدر آباد، 1354 =====================================
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الثانى الحلقة (157) صـ 538 إلى صـ 544 وهذا مما يعلم كل من له علم بما جاء به الرسول (1) أنه من أعظم الأمور تكذيبا للرسول، ويعلم أن هؤلاء أبعد عن متابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كفار اليهود والنصارى، وهذا مبسوط في مواضع. والمقصود هنا الكلام على مجامع ما يعرف به ما أشار إليه هذا من عقائد المسلمين واختلافهم. فإذا عرف تنازع النظار في حقيقة الجسم، فلا ريب أن الله سبحانه ليس مركبا من الأجزاء المنفردة، ولا من المادة والصورة، ولا يقبل سبحانه التفريق والانفصال (2) ولا كان متفرقا فاجتمع، بل هو سبحانه أحد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. فهذه المعاني المعقولة من التركيب كلها منتفية عن الله تعالى، لكن المتفلسفة ومن وافقهم تزيد على ذلك وتقول: (3) إذا كان موصوفا بالصفات كان مركبا، وإذا كانت له حقيقة ليست هي مجرد الوجود كان مركبا. فيقول لهم المسلمون المثبتون للصفات: النزاع ليس في لفظ " المركب "، فإن هذا اللفظ إنما يدل على مركب ركبه غيره، ومعلوم أن عاقلا لا يقول: (4) إن الله تعالى مركب بهذا الاعتبار. وقد يقال: لفظ " المركب " على ما كانت أجزاؤه متفرقة فجمع: إما جمع _________ (1) ب، أ: كل من علم ما جاء به الرسول. (2) ب، أ: والاتصال. (3) ع: ويقولون. (4) ب، أ: ومعلوم أن فلانا يقول، وهو تحريف ======================================= امتزاج، وإما غير امتزاج كتركيب الأطعمة والأشربة والأدوية والأبنية واللباس من أجزائها. ومعلوم نفي هذا التركيب عن الله، ولا نعلم عاقلا يقول إن الله تعالى مركب بهذا الاعتبار. وكذلك التركيب بمعنى أنه مركب من الجواهر المنفردة، أو من المادة والصورة - وهو التركيب الجسمي عند من يقول به (1) - وهذا أيضا منتف عن الله تعالى. والذين قالوا: إن الله جسم، قد يقول بعضهم: إنه مركب هذا التركيب، وإن كان كثير منهم - بل أكثرهم - ينفون ذلك، ويقولون: إنما نعني بكونه جسما أنه موجود أو أنه (2) قائم بنفسه، أو أنه يشار إليه، أو نحو ذلك. لكن بالجملة هذا التركيب وهذا التجسيم يجب تنزيه الله تعالى (3) عنه. وأما كونه سبحانه ذاتا (4) مستلزمة لصفات الكمال، له علم وقدرة وحياة فهذا لا يسمى مركبا (5) فيما يعرف من اللغات. وإذا سمى مسم (6) هذا مركبا (7) لم يكن النزاع معه في اللفظ، بل في المعنى العقلي. ومعلوم أنه لا دليل على نفي هذا، كما قد بسط في موضعه، بل الأدلة العقلية توجب إثباته. _________ (1) عبارة " عند من يقول به " في (ع) فقط. (2) أنه ساقطة من (ب) ، (أ) . (3) ب، أ: تنزيه الرب. (4) ع، أ: ذات. (5) ع: تركيبا. (6) ع، أ: مسمى. (7) ع: تركيبا =================================== ولهذا كان جميع العقلاء مضطرين إلى إثبات معان متعددة لله تعالى، فالمعتزلي يسلم أنه حي عالم قادر، ومعلوم أن كونه جسما ليس هو معنى كونه عالما، ومعنى كونه عالما ليس معنى كونه قادرا. والمتفلسف يقول إنه عاقل ومعقول وعقل، ولذيذ ومتلذذ ولذة، وعاشق ومعشوق وعشق (1) ، ومعلوم بصريح العقل أن كونه يحب ليس (هو) كونه يعلم، وكونه محبوبا معلوما ليس (هو) معنى كونه (محبا) عالما، (2) (والمتفلسف يقول: معنى " كونه " عالما) (3) هو معنى كونه قادرا مؤثرا فاعلا، وذلك هو نفس ذاته، فيجعل العلم هو القدرة وهو الفعل، ويجعل القدرة هي (4) القادر، والعلم هو العالم، والفعل هو الفاعل. (وبعض متأخريهم - وهو الطوسي - ذكر في " شرح كتاب الإشارات " أن العلم هو المعلوم (5) ومعلوم _________ (1) انظر مثلا " النجاة " لابن سينا (3/243 - 245) حيث يعقد فصلا عنوانه " فصل في أن واجب الوجود بذاته عقل وعاقل ومعقول "، وفصلا آخر (3/245 - 246) بعنوان: " فصل في أنه بذاته معشوق وعاشق ولذيذ وملتذ وأن اللذة هي إدراك الخير الملائم ". (2) أ: ومعلوم بصريح العقل أن كونه يحب ليس كونه يعلم، وكونه محبوبا معلوما ليس معنى كونه عالما ; ب: ومعلوم بصريح العقل أن كونه يحب ليس كونه محبوبا وكونه معلوما ليس معنى كونه عالما. والمثبت عن (ع) . (3) ما بين القوسين ساقط من (ب) ، (أ) . وزدت (كونه) ليستقيم الكلام. (4) ب، أ: هو. (5) يقول نصير الدين الطوسي (شرح الإشارات المطبوع مع الإشارات والتنبيهات لابن سينا، تحقيق الدكتور سليمان دنيا، ق [0 - 9] ، 4، ص [0 - 9] 14 - 715) : " العاقل كما لا يحتاج في إدراك ذاته لذاته إلى صورة ذاته التي بها هو هو، فلا يحتاج أيضا في إدراك ما يصدر عن ذاته لذاته إلى صورة غير صورة ذلك الصادر التي بها هو هو. واعتبر من نفسك أنك تعقل شيئا بصورة تتصورها أو تستحضرها، فهي صادرة عنك، لا بانفرادك مطلقا، بل بمشاركة ما من غيرك، ومع ذلك فأنت لا تعقل تلك الصورة بغيرها، بل كما تعقل ذلك الشيء بها، كذلك تعقلها أيضا بنفسك من غير أن تتضاعف الصور فيك، بل ربما تتضاعف اعتباراتك المتعلقة بذاتك وبتلك الصورة فقط على سبيل التركيب. وإذا كان حالك مع ما يصدر عنك بمشاركة غيرك هذه الحال، فما ظنك بحال العاقل مع ما يصدر عنه لذاته من غير مداخلة غيره فيه؟ ولا تظن أن كونك محلا لتلك الصورة شرط في تعقلك إياها، فإنك تعقل ذاتك مع أنك لست بمحل لها، بل إنما كان كونك محلا لتلك الصورة شرطا في حصول تلك الصورة لك، الذي هو شرط في تعقلك إياها، فإن حصلت تلك الصورة لك بوجه آخر غير الحلول فيك، حصل التعقل من غير حلول فيك. ومعلوم أن حصول الشيء لفاعله في كونه حصولا لغيره ليس دون حصول الشيء لقابله. فإذن؛ المعلولات الذاتية للعاقل الفاعل لذاته حاصلة له من غير أن تحل فيه، فهو عاقل إياها من غير أن تكون هي حالة فيه ". وانظر مقدمة الدكتور سليمان دنيا للجزء الثاني من " الإشارات " ص [0 - 9] 15 - 116 ============================ فساد) (1) هذه الأقوال بصريح العقل، ومجرد تصورها التام يكفي في العلم بفسادها. [عمدة النفاة دليل التركيب] وهؤلاء فروا من معنى التركيب، (2) وليس لهم قط حجة على نفي مسمى التركيب بجميع هذه المعاني، بل عمدتهم أن المركب مفتقر إلى أجزائه، وأجزاؤه غيره، والمفتقر إلى غيره لا يكون واجبا بنفسه. (وربما قالوا: الصفة مفتقرة إلى محل، والمفتقر إلى محل لا يكون واجبا بنفسه 3) (3) بل يكون معلولا. وهذا الحجة ألفاظها كلها مجملة (4) فلفظ " الواجب بنفسه " يراد به _________ (1) ما بين القوسين في (ع) فقط. (2) ب، أ: وليس فرارهم إلا من معنى التركيب. (3) (3 - 3) : في (ع) فقط. (4) ع: وهذه الألفاظ كلها مجملة ================================== الذي لا فاعل له فليس له علة فاعلة، ويراد به الذي لا يحتاج إلى شيء مباين له، ويراد به القائم بنفسه الذي لا يحتاج إلى مباين له. وعلى الأول والثاني فالصفات واجبة الوجود، (1 وعلى الثالث فالذات الموصوفة بالصفات هي الواجبة، والصفة وحدها لا يقال: إنها واجبة الوجود. ويراد به ما لا تعلق له بغيره، وهذا لا وجود له في الخارج 1) . (1) والبرهان إنما قام على أن الممكنات لها فاعل واجب الوجود قائم (2) بنفسه أي غني عما سواه، والصفة ليست هي الفاعل. وقوله: " إذا كانت له ذات وصفات كان مركبا، والمركب مفتقر إلى أجزائه، وأجزاؤه غيره ". فلفظ " الغير " مجمل، يراد بالغير المباين، فالغيران (3) ما جاز مفارقة أحدهما الآخر بزمان أو مكان أو وجود، وهذا اصطلاح الأشعرية ومن وافقهم من الفقهاء أتباع الأئمة الأربعة، ويراد بالغيرين (4) ما ليس أحدهما الآخر أو ما جاز (5) العلم بأحدهما مع الجهل بالآخر، وهذا اصطلاح طوائف من المعتزلة والكرامية وغيرهم. وأما السلف كالإمام أحمد وغيره فلفظ " الغير " عندهم يراد به هذا ويراد به هذا، ولهذا لم يطلقوا القول بأنه علم الله غيره، ولا أطلقوا القول بأنه _________ (1) (1 - 1) : في (ع) فقط. (2) قائم: ساقطة من (ع) . (3) ع (فقط) : فالغير. (4) ع، أ: بالغير. (5) ع: وما جاز =================================== ليس غيره، ولا يقولون (لا) هو هو ولا هو غيره، (1) بل يمتنعون عن إطلاق اللفظ (2) المجمل نفيا وإثباتا لما فيه من التلبيس، فإن الجهمية يقولون: ما سوى الله مخلوق وكلامه غيره فيكون مخلوقا، فقال أئمة السنة: إذا أريد بالغير والسوى ما هو مباين له، فلا يدخل علمه وكلامه في لفظ الغير والسوى، كما لم يدخل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «من حلف بغير الله فقد أشرك» ". وقد ثبت في السنة جواز الحلف بصفاته كعزته وعظمته، (3) فعلم أنها لا تدخل في مسمى الغير عند الإطلاق، وإذا أريد بالغير أنه ليس هو إياه فلا ريب أن العلم ليس هو العالم. والكلام ليس هو المتكلم. وكذلك لفظ (الافتقار يراد به) افتقار المفعول إلى فاعله (4) ونحو ذلك، ويراد به التلازم بمعنى أنه لا يوجد أحدهما إلا مع الآخر، وإن لم يكن أحدهما مؤثرا في الآخر، كالأمور المتضايفة: مثل الأبوة والبنوة. والمركب قد عرف ما فيه من الاشتراك، فإذا قال القائل: لو كان عالما لكان مركبا من ذات وعلم، فليس المراد به أن هذين كانا مفترقين فاجتمعا، ولا أنه يجوز مفارقة أحدهما الآخر، (5) بل المراد أنه إذا كان عالما فهناك ذات وعلم قائم بها. وقوله: " والمركب مفتقر إلى أجزائه " فمعلوم أن افتقار المجموع إلى _________ (1) أ: ولا يقولون لا هو هو ولا غيره وسقطت (لا) من (ب) . والصواب ما أثبته عن (ع) . (2) اللفظ: ساقطة من (ب) ، (أ) . (3) انظر ما سبق 2/495. (4) أ: وكذلك لفظ الافتقار المفعول إلى فاعله، وسقط ما بين القوسين كله من (ب) . (5) الآخر: ساقطة من (ب) ، (أ) ================================== أبعاضه ليس بمعنى أن أبعاضه فعلته (1) أو وجدت دونه وأثرت فيه، بل بمعنى (2) أنه لا يوجد إلا بوجود المجموع، ومعلوم أن الشيء لا يوجد إلا بوجود نفسه. وإذا قيل: هو مفتقر إلى نفسه بهذا المعنى لم يكن هذا (3) ممتنعا، بل هذا هو الحق، فإن نفس الواجب لا يستغني عن نفسه. وإذا قيل: هو واجب بنفسه، فليس المراد أن نفسه (4) أبدعت وجوبه (5) ، بل المراد أن نفسه موجودة بنفسها لم تفتقر إلى غيره في ذلك، ووجوده واجب لا يقبل العدم بحال. فإذا قيل مثلا: العشرة مفتقرة إلى العشرة (6) ، لم يكن في هذا افتقار لها إلى غيرها. وإذا قيل: هي مفتقرة إلى الواحد الذي هو جزؤها، لم يكن افتقارها إلى بعضها بأعظم (7) من افتقارها إلى المجموع التي هي هو. وإذا لم يكن ذلك ممتنعا بل هو الحق، فإنه لا يوجد (8 المجموع إلا بالمجموع، فكيف يمتنع أن يقال: لا يوجد 8) (8) المجموع إلا بوجود جزئه. _________ (1) ب، أ: أن بعضه فعله. (2) ب، أ: المعنى. (3) هذا: زيادة في (ع) . (4) عبارة " أن نفسه " ساقطة من (ب) ، (أ) . (5) ب (فقط) : وجوده. (6) أ، ب: العشر مفتقر إلى العشرة. (7) ب، أ: أعظم. (8) : (8 - 8) ساقط من (ع) ======================================
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |