|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#141
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (139) أ. محمد خير رمضان يوسف الأستاذ "محمد قطب" رحمهُ الله كان مفكرًا إسلاميًّا عاليَ الثقافة، ومن علماءِ النفسِ الكبارِ أيضًا، يعرفُ هذا من قرأ كتبه: "الإنسان بين المادية والإسلام"، و"دراسات في النفس الإنسانية"، و"في النفس والمجتمع". وقد جمعني به لقاءٌ في أوائل هذا القرنِ الهجري، فطرحتُ عليه فكرةَ إنشاء مصحَّاتٍ نفسيةٍ إسلامية، يتعالجُ فيها المرضَى النفسانيون من المسلمين، بما يتناسبُ عقائدهم وسلوكياتهم وبيئاتهم الإسلامية، بدلَ أن يرتادوا عياداتٍ نفسيةً لا اهتمامَ لأصحابها بالجوانبِ الإسلاميةِ من النفسِ البشرية، فدراستهم وثقافتهم كلها من كتبٍ وأفكارٍ أجنبيةٍ لا ذكرَ للإسلامِ فيها، ويُبنَى على ذلك معالجاتهم المبتسرةَ للمرضَى المسلمين. ولكنهُ رحمَهُ الله لم يتشجَّعْ لذلك، وذكرَ أن المساجدَ موجودةٌ وهي كافية. وربما قصدَ تثبيتَ وتفعيلَ جهدِ العلماءِ والدعاةِ في ذلك، وليبقَى دورهم راسخًا في المجتمع، فهم أطباؤهُ ومُسعفوه. وما زلتُ عند رأيي، فليس كلُّ العلماءِ على علمٍ وثقافةٍ بالنفسِ البشريةِ وأدوائها وعللها، وخاصةً ما يعاني منه الشبابُ وغيرهم من الآثارِ الضارَّةِ للمدنيةِ الغربية، ومشكلاتهم الناجمةِ عن الظلمِ والفقرِ والذلِّ والهوانِ في بلادهم. وتبقَى الحاجةُ إلى من يجمعُ بين الثقافتين الإسلامية والنفسية. وقد وُجدت مراكزُ ومشافٍ للعلاجِ النفسي الإسلامي، ونجحَ بعضها بفضلِ الله، على قلَّتها.
__________________
|
#142
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (140) أ. محمد خير رمضان يوسف • يا بني، اقرأ القرآنَ وافهمه، ليكونَ ميزانًا لكَ تزنُ به كلامَ الناس، فما وافقَهُ أخذتَ به، وما لم يكنْ تركته، فإذا لم تفهمِ القرآنَ لم تعرفْ ما وافقَهُ وما خالفه. • من كان عميقَ الإيمانِ حمدَ الله تعالَى أنْ خلقَهُ عبدًا له، ودعاهُ سبحانهُ أن يكونَ أهلاً لهذه العبادة، وأن يُعينهُ على ذلك. ومن كان (سطحيًّا) في إيمانهِ لم يفهمْ هذا الكلام، ولم يتفكرْ فيه. • للفردِ المسلمِ قيمة، ولرأيهِ وزن؛ لأنه منضوٍ تحت مظلةِ الإسلام، وقد عرفَ حدوده، وحلالهُ من حرامه؛ ولذلك قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "استفتِ قلبك". ولا يقالُ مثلُ هذا للكافر؛ لأن قلبهُ مظلم، فيه الكفرُ والشركُ والباطل، فلا يُستفتَى. • إذا خاصمكَ فاجرٌ فأنتَ في مأزق، إنْ لم تردَّ عليه فكأنكَ المهان، وإن رددتَ عليه زادت خصومته، ولكلِّ موقفٍ ظرفه، والحكمةُ شعارُ المؤمن، والحِلمُ رائده، والظلمُ يرفضه. • الأكلُ الكثيرُ يملأ معدتك، ويدغدغُ أمعاءك، ليرفِّهَ شخصيتك، ويطلبُ من حواسِّكَ وأعصابِكَ أن تشاركها في فرحتها ورفاهيتها، وهذا ما يُبعدُكَ عن الحكمةِ وإصابتها والاشتغالِ بها، فجسمُكَ كلهُ صارَ مسخَّرًا للطعام، من الاهتمامِ به والتلذُّذِ بآثاره، وسيطلبُ منكَ المزيد، حتى تكونَ عبدًا له.
__________________
|
#143
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (141) أ. محمد خير رمضان يوسف • إن الحدودَ التي حدَّها الله لعباده، من حظرٍ وإباحة، في عقيدةٍ وعبادة، وفي معاملةٍ وسلوك، هي مثلُ السدودِ التي على الأرض، لتسدَّ أمرًا، أو تمنعَ خطرًا، فلا يطغى أمرٌ على أمر، ولا نظامٌ على آخر. ومثلُ الأبوابِ التي تُفتَحُ أو تُغلَقُ عند اللزوم، ومثلُ الشوارعِ والطرقاتِ التي تكونُ مفتوحةً عادةً للعبور، ولكنها قد تُغلَقُ لترميمٍ أو لأسبابٍ أمنية، فمن سلكها وقعَ في حُفَرٍ أو قُبِضَ عليه؛ لأنه خالفَ ولم يلتزمْ بالتعليمات، فمن قال بعدمِ حرمةِ شيء، فكأنما يقولُ بعدمِ أهميةِ السدود، وعدمِ لزومها، وعدمِ لزومِ غلقِ الأبوابِ والشوارعِ والطرقِ وما إليها، وهي لا بدَّ منها في حينها، فالمنعُ والسماحُ سمةٌ في حياةِ الإنسانِ وتعاملهِ مع الأشياءِ والناس، وبمصطلحِ الشرع: الحلالُ والحرامُ لا بدَّ منهما في حياةِ البشر. • أمزجةُ الناسِ وتأثرهم في الحياةِ ومدى تحملهم الأمورَ تختلف، فإذا رأيتَ صورًا ومناظرَ تشوِّشُ عليك فكركَ وتخرِّبُ أعصابك، فتجنَّبها. • لو كان استئناسُ الناسِ بشيءٍ واحدٍ لضاقت عليهم الدنيا، ولكن كلٌّ يستأنسُ بما وهبهُ الله من هواية، إضافًة إلى رغباتٍ عامةٍ واهتماماتٍ مختلفة، كحبِّ المالِ والأسرةِ والخضرة. • متى يقولُ المرء: ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ﴾؟ يقولُ ذلك عندما يعرفُ مصيرَهُ إلى النار، ويدركُ أن أصدقاءَهُ حرَّفوا أفكارهُ في الدنيا، ثم خذلوهُ وتركوهُ يعاني آلامَ العذابِ في النارِ يومَ القيامة. يقولُ ذلك يومَ لا ينفعُ هذا الكلام؛ لأن كلَّ شيءٍ قد انتهى، فهذا يومُ الحسابِ والجزاء، فهل من معتبرٍ قبلَ أن يأتي ذلك اليوم؟ • وعدَ نبيُّ الله موسى ربَّهُ ألاّ يكونَ ﴿ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ ﴾، كما في الآيةِ (17) من سورةِ القصص، يعني ألاّ يكونَ قوةً لهم، ولا مدافعًا عنهم. والمجرمُ هو كلُّ ظالم، وكلُّ من لم يكنْ على نهجِ الحقّ، فكلُّ كافرٍ ظالم؛ لأن الظلمَ يعني تجاوزَ الحقّ.
__________________
|
#144
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (142) أ. محمد خير رمضان يوسف • القوةُ والأمانة صفتانِ مهمَّتان، بل أساسيتان، وخاصةً فيمن يعملُ عند آخرين. والقوةُ تعني القدرةَ والاستطاعة، ويدخلُ فيها الحذقُ والإتقانُ والخبرةُ والجودةُ في الأداء، فلا معنَى للقدرةِ وحدها بدونِ تطبيق، والأمانةُ هي التزامُ الصدقِ والاستقامةِ والإخلاصِ في العمل. وفي القرآنِ الكريمِ على لسانِ ابنةِ شعيبٍ عن موسى عليه السلام: ﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ سورة القصص: 26. • من لطفِ الله وقدرهِ أنه إذا أرادَ أمرًا لكَ فيه خير، ولكنك تتوجَّسُ منه خيفةً ولا تحبه، يسَّرَ لك جوانبه، وهيَّأ لكَ مداخله، حتى تدخلَ فيه وقد أدركتَ غوره، ولمستَ خيره، وسهلَ عليكَ ممارسته. • ألا تعجبُ من قومِ نوحٍ وقد خبَروا صدقه، ولكنهم كفروا به وتمادوا في كفرهم، على الرغمِ من انصرامِ أجيالٍ منهم (950 سنة) وهو بينهم، ولم يجرِّبوا عليه كذبًا أو خيانةً أو انحرافًا في سلوكه، وهم مصرُّون على الكفر؟ إنها التربيةُ والوصيةُ المتتالية، حيثُ كان الآباءُ والأجدادُ يوصون أبناءهم وأحفادهم بأن لا يؤمنوا بنبوَّةِ نوح، ويقولون لهم إنه مجنون. وكان الجيلُ الأصغر يتلقَّى هذه الوصيةَ من أقربِ الناسِ إليهم، فيثقون بهم أكثرَ من ثقتهم بنوح، وينشأون بذلك على الكفرِ ولا يدَعونه، فالتربيةُ والتعليمُ أخطرُ وأهمُّ شيءٍ في الحياة. • يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالَى: ﴿ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة الروم: 53] أي: أنت لا تُسمِعُ إلاّ الذين فتحوا قلوبَهم للإيمان، وصدَّقوا بأن القرآنَ من عندِ الله، فهؤلاءِ هم الذين يَسمعونَ حقًّا ما تَتلو عليهم وما تُرشِدُهم إليه؛ لأنهم مسلمونَ مخلصون في إيمانِهم، منقادون للحقّ. • الأنفاسُ الأخيرةُ لا تحدِّدُ آخرَ محطةٍ في حياتِكَ الدنيا فقط، بل تحدِّدُ أيضًا مصيركَ الآتي، إلى منطقةِ سلامٍ أم إلى منطقةِ خطر.
__________________
|
#145
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (143) أ. محمد خير رمضان يوسف • إذا كرهتَ فلا تكرهْ مؤمنًا، فإنه مطيعٌ لله ورسوله، فإما أن يكونَ الخطأُ منك، أو أنه نُمَّ خبرٌ له إليكَ من غيرِ حق، أو يكونُ مقصِّرًا في أمرٍ لو ذكَّرتهُ رجع. • ما أحلى الحياةَ مع الأصحابِ والأحبابِ الطيبين، وما أسوأها مع الأصحابِ السيئين، فهم الذين يدلُّون زملاءهم على جهنم، بسوءِ فعالهم. • يقال: نجا فلانٌ من الموتِ بأعجوبة، فمن نجَّاه؟ المؤمنُ يقول: الله. والملحدُ يقول: الصدفة. ولو أن هذا الملحدَ وقع في مأزقٍ لا يرى خلاصًا لنفسه، لما قال إلا: الله. إنه الإنسان، الذي يرى ولكنهُ لا يعتبرُ إلا قليلاً، أو يعتبرُ في لحظتهِ ثم ينسى! • يا بني، استعدَّ للامتحانِ الأكبرِ يومَ القيامة، وإن كلَّ امتحاناتِكَ التي قدَّمتها في مراحلِ دراستِكَ لا تساوي لحظةً منه، إلا من يسَّرَهُ الله عليه، فعفا عنه وتجاوز، واعلمْ أن من عفا عن الناسِ جديرٌ بأنْ يعفوَ الله عنه. • أتابعُ بشغفٍ تغريداتِ الأساتذةِ المفكرين والمنظرين: محمد المختار الشنقيطي، عبدالله النفيسي، أحمد موفق زيدان، جمال سلطان، ياسر الزعاترة، وليد الطبطبائي، وأمثالهم حفظهم الله، وتمنيتُ لو أُوتيتُ شجاعتهم، وفهمهم وتحليلهم للواقعِ الإسلامي، وما يحاكُ للمسلمين في الزوايا المظلمة، وبيانِ كيدِ أعداءِ الإسلامِ في كلِّ مكان، وإنهم ليسهمون في إثراءِ الرأي العامِّ الإسلامي، ويبصِّرون الشبابَ خاصةً بما يجري حقيقةً في واقعنا، وأدعو إلى متابعةِ نشاطهم الإعلامي، جزاهم الله عنا خيرَ الجزاء.
__________________
|
#146
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (144) أ. محمد خير رمضان يوسف • يا بني، إذا جانبكَ الصوابُ فلا تزددْ جهلاً، بأنْ تصرَّ على الباطلِ وتجادلَ بغيرِ علم، ولكنْ ارجعْ إلى الحق، فإن الرجوعَ إلى الحقِّ من شيمِ الفضلاءِ والأوَّابين. • يا بني، من صفاتِ المؤمنِ أنه لا يقبلُ الظلم، ومن صفاتهِ أيضًا الحِلمُ والصبر، ليوازنَ شأنَهُ في ظرفهِ ويُصدرَ قراره، بعد الاهتداءِ بهدي الله ورسوله: متى يحلم، ومتى يصبر، ومتى يدفعُ الظلمَ عن نفسه. • أثنى الله تعالى على من أوتوا حكمةً وعلمًا، فقال سبحانه: ﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾ [سورة البقرة: 269]. والحكمةُ كما استُفيدَ من أقوالِ العلماء: العقلُ السويّ، والعلمُ النافع، والفقهُ في الدين، والإصابةُ في القولِ والفعل، والقصدُ والاعتدال، والبصيرةُ المستنيرة، فيُدرِكُ بها المؤمنُ الأشياءَ على حقيقتها، ويَفهمُ الأمورَ على واقعها كما ينبغي، فيَهتدي ويُصيب. فالذي يؤتَى هذا كلَّهُ في خيرٍ عظيم، وهبةٍ جليلة، فإنهُ أُخرِجَ من ظلماتِ الجهلِ فكان في نورِ الهُدى، ومن الانحرافِ إلى الاستقامةِ والرزانةِ والسداد. ولا يَعرفُ قدرَ هذا العطاءِ الجليلِ والنعمةِ الكبيرةِ إلا أولو الأحلامِ والنُّهى، الذين يعرفون النافعَ فيعملونَ به، ويعرفونَ الضارَّ فيتجنَّبونه. • إذا عاملتَ الكتابَ معاملةَ الجماداتِ لم تدمِ العلاقةُ بينكَ وبينه، فإذا احترمتهُ وربتَّ على غلافه، عقدَ معكَ معاهدةَ حبٍّ ووفاء. • الرسومُ التوضيحيةُ قد تكونُ مفيدةً أكثرَ من الكلامِ المكتوب، على الرغمِ من كونها تابعةً للأصل؛ لأن الصورةَ توضحُ المبهم، وتختصرُ الكلامَ الكثير.
__________________
|
#147
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (145) أ. محمد خير رمضان يوسف • لا يُخشَى على المؤمنِ أن تمرَّ به لحظاتٌ من الشكِّ حتى في الحقّ، فإنه أطيافٌ وخيالاتٌ تذهبُ وتجيءُ بدون عمقٍ ولا تعمد، وهي مثلُ أحلامٍ أضغاث، مختلطةٍ مضطربة. • إذا أكرمكَ الله بالجنةِ بعد العفوِ عنك، ستذكرُ أشياءَ في الدنيا تستحي منها كيف عصيتَ الربَّ الكريم، الذي عفا عنك، وأكرمكَ بهذه الجنانِ المنعَّمةِ الخالدة، فأقللْ من المعاصي ما استطعت، حياءً من الله، ومن يومٍ تدخلُ فيه جنته. • يا بني، الوجهُ الآخرُ للمعروفِ أنه غلٌّ وعبودية، فكنْ عصاميًّا ولا تحوجْ نفسكَ إلى أحد، واصبرْ فإنه أفضلُ لك، فإن مَن قدَّمَ لك معروفًا صرتَ كالعبدِ له، وقد لا تطاوعُكَ نفسُكَ على تخطئتهِ من بعدُ ولو كان خطؤهُ ظاهرًا، حياءً من معروفهِ معك! • يا بني، إذا أعطيتَ حريةً كاملةً لعقلِكَ فلتَ منك، فأخطأَ وأضرَّ وربما أهلَك، ولكن أعطهِ مسافةً طيبة، فإذا كان هناك وحيٌ قطعيُّ الثبوتِ والدلالةِ فأسكته، وإذا لم يكن، فلينطلق، ولكن بحدودٍ أيضًا، فإن هناك قواعدَ متفقًا عليها بين أهلِ كلِّ علمٍ وفنّ، مَن تجاوزها لم يُلتَفتْ إلى كلامه، ومن تجاهلها لم يُنظَرْ إليه على أنه عاقلٌ سويّ، أو مُدركٌ فاهم. • إن الله لم يعطِ الكمالَ للعقل، يعني أنه سبحانه خلقهُ ناقصًا، فهو غيرُ كاملٍ أصلاً، ولذلك فهو يخطئ، وكثيرًا ما يحكمُ على أشياءَ بالخطأ، على الرغمِ من كونها أمامه، وعلى الرغمِ من قلبها على وجوهها وبذلِ جهدهِ في التفكر، ولذلك فهو يستشيرُ آخرين ليعرفَ ويتعرَّفَ أكثرَ ويتأكد. وقد جبرَ الله هذا العقلَ الناقصَ بالوحي، لتستقيمَ حالُ الإنسانِ في أمورٍ لا بدَّ منها، فالوحيُ أعلى وأجلُّ من العقل، لأن العقلَ يخطئ، والوحيُ لا يخطئ. ولأن الوحي من عند الربِّ الخالق، والعقلُ من عند مربوبٍ مخلوق.
__________________
|
#148
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#149
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (147) أ. محمد خير رمضان يوسف • يا بني، اعرفِ الناسَ من تعاملِكَ معهم، وصنِّفهم كما صنَّفهم القرآن، بين مسلمٍ وكافر، ومؤمنٍ ومنافق، وصديقٍ وعدوّ، ومجاهدٍ ومتخلِّف، وصادقٍ وكاذب.. • طوبى لمن جهدَ واجتهد، فعبَدَ وتعبَّد، وصامَ وسجد، وبذلَ من مالهِ وأخلص، ودنا من العبادِ ولم يتكبَّر، ودعا إلى الله ولم يزغ. • من خلا قلبهُ من ذكرِ الله فهو ذو قلبٍ قاس، وويلٌ لهؤلاءِ وأمثالهم من الغافلين، لأنهم لا يذكرون الله، وإذا ذُكرَ فلا تخشعُ قلوبهم لذكرهِ ولا تلين. يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالى: ï´؟ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ï´¾ سورة الزمر: 22. • الذين يعودون إلى الإسلامِ بصدقٍ وإخلاص، يتذكَّرون ذنوبهم وجرائمهم الفظيعة، ويشكُّ بعضهم في أن يغفرها الله لهم، لفظاعتها وكثرتها، وقد يقوِّي الشيطانُ هذا الشكَّ عندهم حتى يُقنطهم من رحمةِ الله، فتعتريهم أفكارٌ شيطانيةٌ من جديد، ويضعفُ عندهم وازعُ اليقين، ويعودون إلى سيرتهم السابقةِ وسلوكهم الإجرامي. وقد أكدَ الله تعالى لهؤلاءِ وأمثالهم أن رحمتَهُ واسعة، لا يُستثنَى منها إلا الكافرُ والمشرك، وأن غفرانَ الذنوبِ يكونُ لكلِّها دون استثناء، فهو سبحانه غفورٌ واسعُ المغفرة، رحيمٌ كثيرُ المرحمة. يقولُ عزَّ اسمه: ï´؟ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ï´¾ [سورة الزمر: 53]. وقد بيَّنَ العلماءُ أن المغفرةَ تكونُ في حقِّ الله تعالى وحدوده، أما حقوقُ العبادِ فتخصُّهم، فيلزمُ إعادتها إليهم، فإذا لم يعرفهم تصدَّقَ بقدره. • يقولُ الله تعالى للكافرِ حين يعرِّفهُ مكانَهُ من النار، مبيِّنًا له سببَ مصيرهِ هذا: ï´؟ بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ï´¾ [سورة الزمر: 59] التكذيب.. والكِبْر.. ما أخطرهما في حياتِكَ أيها الإنسان..
__________________
|
#150
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (148) أ. محمد خير رمضان يوسف • تركيبةُ الإنسانِ المعقَّدةُ والمعجزة، التي ما زالَ الطبُّ يكتشفُ أشياءَ جديدةً فيها، ذكرَ الله تعالى أن خلقَ السماواتِ والأرضِ أجلُّ وأعظمُ منها، فقال سبحانه: ﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة غافر: 57]. فخلقُ السماواتِ والأرضِ العظيمتين، وما بثَّ اللهُ في السماءِ الدنيا وحدَها من ملايينِ النجومِ والكواكبِ المتناثرة، مع توازنٍ وتناسقٍ ونظامٍ دقيق، وما في الأرضِ من ماءٍ ونباتٍ وشجر، وبحارٍ وقفار، ومعادنَ وكنوز، وغيرها... كلُّ هذا أكبرُ وأعظمُ من خَلقِ الإنسان، ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يفكرون فيه، ولا يتصوَّرون عظمةَ هذا الكونِ الكبيرِ ونسبتَهم إليه، ولا يستدلُّون به على قدرتهِ تعالَى على إعادةِ إحيائهم بعدَ الموت. • قد تكونُ النتيجةُ بعد قليلٍ من الانتظار، وقد تكونُ بعد مدَّة، وقد تكونُ بعيدة، والمهمُّ أن تكونَ الأسبابُ التي قدَّمتها مناسبة، والخطواتُ التي اتبعتها سليمة، والباقي على الله تعالى. • أنت عليكَ قولُ الحقّ، بالحكمةِ والأسلوبِ الحسن، وبالوسيلةِ المناسبة، أما أين يبلغ، وأين يرسو، وفيمن يؤثِّر، فهو عند الله، قد تعلمُ به وقد لا تعلم. • إذا لم يحصلِ المسلمُ على حقهِ كاملاً في هذه الحياة، فإنه لا يرضَى بذلك، بل يطالبُ بحقَّه، ولكنه لا يتعقَّدُ ولا يُجرم؛ لأنه يعلمُ أنه سيحصلُ على حقهِ كاملاً يومَ القيامة، وأن الظالمَ لن يفلتَ من العقاب، عدلاً من الله. • الحياةُ في السجونِ مظلمةٌ كالموت، وكأن أصحابها في حُفَرٍ أو قبور، إنها قيدٌ لحركاتِ الإنسانِ وانطلاقاته، وآمالهِ ورغباته، فكيف بحياةِ المظلومين فيها؟ ومَن يعذَّبُ ويُفتَنُ فيها حتى تزهقَ روحه؟ إنها لا شكَّ رهيبةٌ مُفزعة! وكيف بمن يولَدُ ويعيشُ حياتَهُ كلَّها تحت حكمِ الطغاةِ وظلمهم، الذين يُحيلون حياةَ الناسِ إلى سجنٍ كبير، وقد ولَدتهم أمهاتهم أحرارًا؟!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |