|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
||||
![]() جيروساليم بوست تحذر من كارثة قد تعصف بإسرائيل بسبب قضية أسطول المساعدات المتجه إلى غزة http://media.masr.me/G80O...2NjI&index=376
__________________
|
|
||||
![]() لابيد: من الأنسب أن يحذو رئيس الوزراء حذو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية http://media.masr.me/WW_n...2NjI&index=368
__________________
|
|
||||
![]() تداعيات استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية http://media.masr.me/95-9...2NjI&index=366
__________________
|
|
||||
![]() صحيفة هآرتس الإسرائيلية: أهداف الحرب لم تتحقق بعد قرابة 200 يوم http://media.masr.me/rknP...2NjI&index=365
__________________
|
|
||||
![]() ![]() اليهود وفن صناعة وتأسيس الفرق والجماعات التي تخترق بها الأمم لتحقيق أهدافها قامت الفكرة الصهيونية بجملتها على نبذ الزمان والمكان وما هم عليه من حال ورفضت كل شيء من حولها، وفي حقيقتها ردة وكفر بالواقع والفكر اليهودي ونقلة نوعية متطرفة في تاريخ اليهودية ضد العالم بأسره، لقد تمكنت الحركة الصهيونية من تغيير قناعات كثير من اليهود إلى الفكرة الصهيونية، ومن ذلك أنه في عام 1889 أسس إسحق «ماير وايز» منظمة يهودية تتبع اليهودية الإصلاحية وتضم الحاخامات الإصلاحيين في الولايات المتحدة وكندا تجتمع في مؤتمرات دورية، وهي جماعة ككثير من الجماعات اليهودية المعادية للحركة للصهيونية التي تتَّسم باختفاء النزعة القومية فيها بل البُعد عن استخدام اللغة العبرية كأصل في الديانة اليهودية. وفي الثلاثينيات، بدأ المؤتمر يغيِّر اتجاهه، ويتخذ موقفاً أكثر تفهماً وتعاطفاً مع الحركة الصهيونية، حتى أعلن برنامج كولومبوس عام 1947 الذي أكد أن من واجب كل يهودي أن يسهم في تعمير فلسطين، لا بوصفها ملجأ للمحتاجين وحسب بل بوصفها مركزاً لليهودية في العالم.إن الصهيونية هي أشبه بولاية الفقيه والحركة البروتستانتية المنتفضة على مسيحية ذاك الزمان، ولم يتوقف الأمر عند هذه الملل فقط بل تمادى أمرها حتى تمكن يهود الدونمة «الحركة الساباتائية» في الدولة العثمانية من اختراق الطرق الصوفية في تركيا وجعلوا من هذه الطرق مأوى وملجأ سهلا لا يشترط كثيرا من التعقيدات لمتسبيه سوى ممارسة هرطقات وطقوس والظهور بشكل الدرويش الزاهد في الدنيا، ونقلت صاحبة كتاب العلاقات اليهودية التركية أمثلةكثيرة على هذا الاختراق، وكانت الحركة الصهيونية مفترق طرق في العقيدة اليهودية لتخرج من أزمة الذل التي عاشتها الجماعات اليهودية ردحا من الزمن منذ الأسر البابلي الأول. كان الساباتائيون يدخلون الجماعات الدينية الأكثر تساهلا في قواعدها الدينية، والأكثر تقربا إلى السلطة، والسبب الرئيسي لدخولهم في هذه الجماعات لم يكن المحافظة على هويتهم السرية فحسب، ولكنهم كانوا يهدفون إلى تشكيل سمات ونماذج صوفية للطرق في الأديان المختلفة، وأول عمل قام به (الساباتائيون) في إستانبول بعد دخولهم الإسلام كان تحقيق المساعدة المادية في تأسيس تكية «عزيز محمود خداي» الذي كان من شيوخ الطريقة الخلوتية ومدفون في («أسكيدار)، والسبب في هذا هو مكوث (الساباتائيين) لفترة طويلة في تلك التكية حتى عام 1924م. لذلك قال الحبر اليهودي (أبراهام ناثان) مساندا ما قام به (ساباتاي) المدعي أنه المسيح المخلص لليهود بعد إشهاره للإسلام نفاقا: إنه ينبغي دخول المسيح بين الأمم غير اليهودية، وإشعال الشارات المقدسة الكائنة فيها، وتنبيه الأشخاص المقدسين والأولياء رغم جهلهم هذا، على أن حركة المسيح هذه أيضا لأجل غاية إلهية. لقد شاءت إرادة الله وقدره أن تسخر طوائف وجماعات تعمل ومن غير مقابل لصالح المشروع الصهيوني، وهذا مصداق قوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}. أخبر ربنا جل في علاه عن سر خاص غرسه الله في مكامن اليهود، أنه جل جلاله ضرب عليهم المسكنة الجبلّية غير المنفكة عنهم وهي صفة فيهم دون من سواهم لا يسعفهم منها إلا حبل من الله كما هو شأن العهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة، أو حبل من الناس ممن يدعمهم كحلفائهم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما أو كالمنافقين من الجواسيس والعملاء والمرتزقة الذين يبحثون عن عز لهم في ظل دولة يهود، نعم هؤلاء هم من وصفهم الله تعالى في قوله: {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ}. لقد تمكن اليهود من استغلال هذه الموجة وتوظيفها وركوبها لتحقيق مآربهم وعرفوا كلمة السر التي يمكن لهم بها أن يفتحوا كل باب موصد أمامهم فتمكنوا من توظيف أحداث عالمية توظيفا كاملا لصالحهم من خلال استغلالهم لنصوص من العهدين القديم والجديد واستدرجوا بهذه النصوص عشرات الملايين من النصارى لخدمة أهدافهم. لقد تمكن اليهود من التسلل إلى صفوف الرهبان فأصبح منهم البطاركة والمطارنة الذين كانوا يتظاهرون بالتعصب للمسيحية. ولا ينطبق ذلك فقط على النصارى بل هو مندرج على جل الفرق والأحزاب والديانات، يقول المسيري، «ومن الحقائق الإحصائية التي قد تكون لها علاقة بموضوع العبادات الجديدة أن نسبة أعضاء الجماعات اليهودية في الجمعيات السرية في العالم هو نحو 30%». وسنحاول التطرق إلى أهم الفرق والجماعات التي استطاعت الصهيونية اختراقها أو كانت من صناعتها، ومنها: البروتستانتية في أوروبا أنموذجا: يرى بعض باحثي النصارى وغيرهم أن اليهود لهم دور مباشر في صناعة البروتستانتية، وكان لأصدقاء (مارتن لوثر) من اليهود دور في توجيهه نحو التمرد على الكنيسة وكان لـــ(جون كالفن) دور أساس في التشكيل النهائي (للبروتستانتية) وذكر أنه أحد اليهود الذي أُمروا باختراق البروتستانتية، كما أن 15% من القساوسة البروتستانت الذين يقومون بالوعظ في الكنائس الأمريكية أيام الأحد والأعياد النصرانية، هم من اليهود المتنصرين؛ لذلك وبكل دهاء استطاع اليهود تحويل المذهب البروتستانتي إلى جماعة وظيفية من الدرجة الأولى تخدم الصهيونية بكل تفان وإخلاص، وروجوا المعتقدات والأفكار البروتستانتية ومنها على سبيل المثال ما يسمونه معركة «هرمجدون» حتى أصبحت وغدت ثقافة مشاعة بين عامة الشعب الأمريكي وبعض شعوب الدول الأوروبية، بيد أنه لم يكن لهذه المعركة حظ من التأثير في المؤمنين بها من النصارى قبل قيام الدولة اليهودية في فلسطين عام 1948م، وأما بعد قيامها فقد تيقنوا صدق النبوءات، وأن بقيتها في طريقها إلى التحقق على أرض الواقع، وصاروا يتوقعون «هرمجدون» في أي لحظة! وزاد الطين بلة انتصار اليهود على العرب وسيطرتهم على القدس عام 1967م، حيث اعتبروا أن ذلك مؤشر ثان على صدق نبوءاتهم وكان ذلك سببا في تضاعف أعداد المؤمنين بالمعركة. وأما المؤشر الثالث فهو العمل على تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه! وكل ذلك للأسف الشديد هو بسبب التفاني الذي أبداه أتباع الكنيسة البروتستانتية من أجل تحقيق نبوءات بعودة المسيح المخلص على حد زعم الطرفين اليهودي والنصراني لكن كل حسب فلسفته الخاصة! يهود الدونمة (الساباتائية) في تركيا أنموذجاً: وردة فعل على الحالة اليهودية التي أصابتها نقمة الدول الأروبية، تولد عند جماهير الجماعات اليهودية «فكرة الخلاص» فساد فيهم هذا الشعور فبدأوا يترقبون ما يمكن أن يغير حالهم لتكون لهم الهيبة، وفي هذه الأجواء أعلن (ساباتاي) نفسه المسيح المنتظر فأكسبه ذلك شهرة واسعة في أوروبا وأفريقيا حتى كانت الوفود اليهودية تذهب زرافات من دول العالم إليه في تركيا. وتحول (ساباتاي) من مسيح يهودي مزيف إلى مسلم منافق عام 1666م ، باسم «محمد أفندي»، ودخل عدد كبير من أتباعه الإسلام لكسب ثقة الأتراك، وبدلوا أسماءهم بأسماء إسلامية ،واندمجوا في الشعب التركي ولبسوا الجبب والعمائم، فكانوا ظاهرا مسلمين وباطنا يهودا، وانتشر أتباعه من القاهرة إلى هامبورج، ومن سلانيك إلى اليمن، ومن بولندا إلى بلاد الفرس.وقد لاقت فكرته معارضة شديدة من رجال الدين الأرثوذوكس وأن دعوته واحدة من الأفكار اليهودية الداعية إلى الصهيونية. الماسونية العالمية، أنموذجاً: الماسونية والصهيونية وجهان لعملة واحدة، فقد صرح الحاخام الأكبر (إسحق ويز) بأن «الماسونية هي مؤسسة يهودية خالصة، وأن تقاليدها وأنظمتها وتعاليمها مأخوذة من مصادرنا، فهي منا ولنا من البداية حتى النهاية». فكلاهما يستقي مذهبه مما جاء في التوراة والتلمود من عقائد ومبادئ وشعارات مبعثها يهودية إثنية، وترى الماسونية أن اليهود هم شعب الله المختار، كما يطلقون على أنفسهم «البناءون الأحرار» لسعيهم الحثيث لبناء هيكل سُليمان- الذي يوافقون اعتقاد اليهود فيه أنه ملك وليس نبيا- على أنقاض المسجد الأقصى، بعد إقامة الدولة اليهودية في الأرض المقدسة (فلسطين). ومن أهم الرسائل التي تظهر عمق العلاقة (الصهيوماسونية)، الخطاب الموجه من الماسوني (غرايدي تيري) و(أودي مورفي)، العضوين في المحفل الماسوني «قدماء الماسونية الأحرار » إلى عناية الأستاذ «روحي الخطيب» أمين القدس، وقد عرضوا عليه شراء الأرض التي يقوم عليها المسجد الأقصى، ومما جاء فيه: «.. أنتم تدركون أن هيكل سليمان كان المحفل الماسوني الأصلي، والملك سليمان كان رئيس هذا المحفل، لكن الهيكل دمر عام 70 بعد المسيح. إنني أعرف أن مسجدكم هو صاحب الهيكل ومالكه القانوني وأنه أقيم في المكان ذاته إلى جانب الصخرة... وإنني بوصفي مسيحياً وعضواً في الحركة الماسونية، أرأس جماعة في أمريكا يحبون أن يعيدوا بناء هيكل سليمان من جديد. هذا هو اقتراحنا، إذا أعطى جامع عمر الإذن لمؤسستي فسوف نجمع 200 مليون دولار في أمريكا لهذه الغاية أو المبلغ اللازم لإعادة بناء الهيكل... وأستطيع أن أؤكد لكم أن مؤسستكم إذا تعاونت معنا في إعادة بناء الهيكل فسوف تصبح أغنى مؤسسة دينية على الأرض...سادتي، آمل أن تأخذوا هذه القضية بعين الاعتبار وتبحثوها مع أعضاء مجلس إدارتكم قبل أن أصل إلى المدينة المقدسة...». البهائية: ليس من باب المصادفة أن نجد تطابقا تاما بين اليهودية والبهائية، وهذا التوافق التام بين البهائية والماسونية لتحطيم كل القيم والعادات والتقاليد والدعوة إلى الرذيلة والانحلال والمطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل، والاعتراض على نظام الأسرة وتعدد الزوجات، وقوامة الرجل على المرأة، ومن خلال النظر في قرارات البهائية نجد أنها تتوافق مع ما تدعو إليه الماسونية، بل هناك توافق كبير بين ما كتبه البهائيون وما هو موجود في التلمود والتوراة. وليس من الغريب أن تكون آراء مؤسس البهائية «بهاء الله» ترفض جهاد اليهود بل تنادي بتجميع اليهود في فلسطين ليدللوا على ذلك أنه مما جاء في العهد القديم، ويدعون إلى تقبل اليهود في فلسطين بوصفهم أمراً واقع وينادون بالسلام معهم، بل تعدى ذلك الأمر لعلاقات مباشرة مع الصهيونية كحضور ابن بهاء الله «عباس» الملقب بـ «عبد البهاء» أحد المؤتمرات الصهيونية عام1911م. كما نُصِّب اليهودي الصهيوني «ميسون» أمريكي الجنسية، رئيساً روحياً للطائفة البهائية في العالم كله عام 1963م.وكتب زعيم الحركة البهائية شوقي أفندي في30 يونيو 1948 م مهنئا الكيان الصهيوني على تأسيس الدولة، إلى (بن جوريون) يعبر له عن أطيب تمنياته من أجل رفاهية الدولة الجديدة، برعاية الكيان اليهودي، كما عقد البهائيون المؤتمر البهائي العالمي في سنة 1968 م، وجاء في حفل الختام «أن الحركتين اليهودية والبهائية متممتان لبعضهما، وتجتمعان في أكثر النقاط»! اعداد: جهاد العايش
__________________
|
|
||||
![]() ![]() الصراع مع اليهود (5)العلاقة بين الصليبية والصهيونية من الدموية إلى الحميمية؟! هذا الصنف من البشر لا ينفع معه معروف وأنه كالثعبان لا تجدي مداعبته في الجحر، فقاموا بطرد اليهود من بلدانهم فتم طرد 300000 يهودي من إسبانيا عام 1492م المبحث الرابع: كيف تحسنت جنى اليهود خبرات متعددة التقطوها من أقطار عاشوا فيها واستلهموا منها ما يمكن أن يصنع لهم مستقبلا زاهرا، فعرفوا كيف أن مراكز الدراسات في أمريكا وأوروبا هي التي تحدد المسيرة لصانعي القرار السياسي، فعرفوا السر الذي يمكن لهم أن يخترقوا به دولا وجماعات. فصاغوا مراكز الدراسات لتؤدي دورها في دعم مسيرة الحركة الصهيونية في اختراق المشرق الإسلامي، وأنه لا بد من إيجاد المبررات المقنعة لأتباع اليهودية والغرب الصليبي بمبررات العودة إلى أرض الميعاد، وتجسدت بمنطلقات توراتية وعنصرية صهيونية، فقد أدرك قادة الحركة الصهيونية أنه ينبغي عليهم إزالة عدة إشكاليات واستحضار عدة مبررات، تقوم على أسس علمية مدعومة بجملة من الأكاذيب والتحريفات والمغالطات التاريخية والدينية، وتمثل ذلك في عدة عناصر، كان منها:- بذل الجهد في إقناع يهود العالم وتحفيزهم - دينيا وماديا - للهجرة إلى الأرض المقدسة- فلسطين- وأنها أرض بلا شعب لشب بلا أرض! - تكييف العقلية الأوروبية وإقناعها بتبني المشروع الصهيوني وإيجاد مبررات التقاطع معها لدعم المشروع الصهيوني للوصول إلى فلسطين. - خداع العرب وإغراقهم في خطة شاملة مبنية على سيل من الأكاذيب وإثارة الفتن وتفتيت اللحمة الإسلامية العربية لتخذيلهم عن الفلسطينيين في سيل من الأكاذيب. - اعتماد شبكة معقدة من الدعاوى، والتلفيقات التاريخية، والنصوص الدينية، (وارتباط اليهود بفلسطين) لتكوين معالم واضحة للشخصية والدولة اليهودية. - رسم صورة محرفة لفلسطين وأهلها، على نحو يدعم فكرة هجرة اليهود إلى فلسطين من خلال الفروق بين اليهود والعرب (شعب الله المختار، نقاء العرق اليهودي). وقادت الحركة الصهيونية جيشا من البروفيسورات تخرج على أيدي قادة الصهيونية لخدمة هذه الفكرة، وهذا ما صرح به بن غوريون حينما قال: «يندر أن تجد أكاديمياً أو إسرائيلياً في إسرائيل لم يتثقف على أيدي الموساد، أو من خلال منظمات الإرهاب» كل ذلك تم بطريقة تزامنت مع سير الحركة عمليا تجاه فلسطين. المطلب الأول: اليهودية وعداؤها للنصرانية لقد ذكر الله تعالى البعد الحقيقي للعلاقة بين اليهود والنصارى، فقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}. فقد كفروا بعيسى عليه السلام ودعوته ومعجزاته وما جاء به من تشريع مكمل، وطعنوا في مولده وتآمروا عليه حتى ظنوا أنهم صلبوه ثم قتلوه.وجاء في التلمود ما يدلل على وحشية اليهود وحقدهم على عيسى عليه السلام ما نصه: «يقتل الإنسان بيده الكفرة، مثل يسوع الناصري وأتباعه، ويلقيهم في هاوية الهلاك» وأن أموال النصارى مباحة لهم وأن أناجيلهم يجب أن تحرق ويقتل كل مسيحي وجوبا وغير ذلك الكثير مما ملئ به التلمود وغيره من الكتب المقدسة عند اليهود. المطلب الثاني: النصرانية وعداؤها لليهود قال تعالى: {.. وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}. لقد أسهمت النصرانية على يد الإمبراطورية الرومانية عام 135م، في تدمير وتشتيت الكيان اليهودي الأول ومن حينها لم تعد لليهود قائمة، فتفرقوا في البلاد في الجزيرة العربية وشمال أفريقيا ودول أوروبا ومصر واليمن وغير ذلك؛ لذا يُكِنُّ النصارى كرها لليهود بناء على تجربة نصرانية مريرة مع التجمعات اليهودية في بلدانهم، ولأن اليهود ارتكبوا أكبر جرم بحق النصارى كما يعتقدون في قصة صلب المسيح ثم قتله، وألوان من الفساد وفي كل المجالات مارسها اليهود بحق النصارى وفي أوطانهم، ولقد أعلنها صراحة البابا جريجوري التاسع عام 1242م بكفره المطلق بتلمود اليهود، فقال: «يتضمن التلمود كل الكفر والإلحاد والخسة». لقد عملت دول النصارى بعد أن أدركت أن هذا الصنف من البشر لا ينفع معه معروف وأنه كالثعبان لا تجدي مداعبته في الجحر، فقاموا بطرد اليهود من بلدانهم فتم طرد 300000 يهودي من إسبانيا عام 1492م، وفي عام 1290م طرد اليهود من إنجلترا، وبعد ذلك بوقت قصير طردوا من البرتغال. المطلب الثالث: تحول العلاقة - اليهودية الصليبية- من عداء إلى مصالحة ومصير مشترك إن بداية دخول اليهود إلى أوروبا كانت بعد أن دمر «أدريانوس» بيوتهم وطردهم وشتتهم من مدينة القدس عام 135م. وفي عام 1609م، قررت إسبانيا إخراج البقية الباقية من اليهود والمسلمين، وتوجه اليهود غربا إلى أوروبا التي كانت بأشد الحاجة إلى المثقفين فكان لهم حظوة ومكانة هامة أهلتهم لاختراق دول أوروبا مع أنهم لم يكونوا يزيدوا عن 1% من مجمل سكان أوروبا في فترة القرن التاسع عشر الميلادي. لقد ضاقت أوروبا بهم ذرعا ومن سلوكياتهم المشينة ونشرهم للربا ونشر الفساد في الاقتصاد، فكانت النقمة الأوروبية تطارد اليهود في كل مكان، وسنذكر بايجاز وعلى سبيل المثال لا الحصر دولا أوروبية أعلنت الحرب على التجمعات اليهودية: في بريطانيا: أصدر الملك «جون» أمرا بحبسهم في جميع أنحاء المملكة وفي عهد «هنري الثالث» عذبهم وحبسهم لما اكتشف أنهم ينتزعون جزءا من ذهب النقود، أما الملك «إدوارد الأول» فأصدر مرسوما عام 1290م بطرد اليهود من بريطانيا. وفي فرنسا: طردوا جميعا في عهد الملك لويس أغسطس، وفي عهد «فيليب» عام 1341م انتفض الشعب الفرنسي ضد اليهود وذبحوا منهم الكثير وطردوهم حتى لم يبق منهم عام 1394م يهودي واحد. وفي ألمانيا: كانت الحكومات الألمانية تطاردهم في أزمنة مختلفة وكان آخرها ما لاقوه على يد «هتلر» من 1923م إلى سنة 1945م من ملاحقات وإبادات حتى بالغوا فيها فكانت بالنسبة لهم أسطورة القمع التي يتغنى بها الصهاينة. وبعد جولات من الملاحقات الأوروبية ضد اليهود واللعنات التي أصبحت تلاحقهم في كل مكان وضاقت بهم أوروبا ذرعا بهم، وجدوا مبتغاهم في الطائفة البروتستانتية التي كانت للصهيونة بمثابة طوق نجاة ومركبا ينتقلون به إلى عالم جديد، وانتقل «البروتستانت» من أوروبا وهم يحملون معهم الحلم الجديد إلى عالم جديد في مطلع القرن السابع عشر فاعتبروها الأرض الجديدة – الولايات المتحدة الأمريكية - وعدا وفتحا ربانيا جديدا، التي اكتشفت عام 1492م، فأصبحوا يعتقدون أن خروجهم من أوروبا إلى أمريكا كخروج موسى ومن معه من بني إسرائيل من مصر ونقمة الفراعنة إلى الأرض المقدسة والوعد الإلهي التي أعطيت لأبيهم إبراهيم عليه السلام. من حينها تأسست أمريكا على العقيدة البروتستانتية كعقيدة أغلب الجماهير الأمريكية أما النظام الرسمي فهو قائم على الفكرة العلمانية، وتزامن معها انتقال مركز اليهودية إليها، لتجد الجماعات اليهودية فيها أرضا خصبة ساعدت على انتشار فكرتها، وتفشَّت فيها اتجاهات إصلاحية ومحافظة، وضَعُفت اليهودية الكلاسيكية أو المعيارية (الأرثوذكسية). كما ضَعُف دور الحاخام تماماً بحيث أصبح اليهود العاديون أو العلمانيون أو الصهاينة يسيطرون على الجماعة فكريا وتنظيميا، وأما دور الكنيس فأصبح مقرا للمناسبات الصهيونية التي يغلب عليها طابع النشاط الاجتماعي والسياسي، وعبادات يهودية موسمية. وأما النصارى فقد قرروا إعدام عقيدتهم على عتبات الصهيونية لما تبرأ اليهود من دم المسيح عيسى عليه السلام كما يزعمون، ففي عام 1963م صدرت وثيقة التبرئة الأولى وأعلن بولس السادس عند زيارته لفلسطين أنه يصلي من أجل اليهود المساكين، ودعا النصارى إلى عدم المشاركة في أي عداء ضد اليهود والسامية وحذف أي عبارات تندد باليهود، وفي تاريخ: 14/10/1965م، أصدر المجمع المسكوني الكاثوليكي وثيقته بتبرئة اليهود من دم المسيح !! وفي عام 1973م استقبل البابا السابق بولس السادس راعي الكنيسة الكاثوليكية، رئيسة وزراء اسرائيل «غولدا مائير»، وفي عام 1982م وجه البابا يوحنا بولس الثاني نداءه لتعميق الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل والسلام بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود. والأغرب من ذلك هو وصول اليهودي «جان ماريلوستيجر» إلى سدة رئاسة أساقفة باريس، حينها أفصح عن أصله اليهودي وعائلته البولونية هلى الرغم من كونه مسيحيا كاثوليكيا فرنسيا وقال: «إنني يهودي، وإنني أعي مسؤولياتي في ذلك بشكل كامل». وبايجاز سريع نختصر للقارئ الكريم أهم المحطات التاريخية النصرانية العالمية كيف كانت سببا رئيسا في تأسيس الكيان اليهودي. اعداد: جهاد العايش
__________________
|
|
||||
![]() ![]() من شبهات اليهود وأباطيلهم-أن فلسطين والقدس كانت أرضاً بلا شعب هذه الاستراتيجية ما زال اليهود يعملون في إطارها من تهجير وقتل وتشريد، وما زالت الدعاية اليهودية تنكر الوجود الفلسطيني الصهيونية تجلت نزعتها العنصرية الإبادية الشرسة التي تعمل على إبادة الشعب الفلسطيني الموجود على أرضه، وإبداله بشتات اليهود بالهجرة الاستعمارية فلسطين أرض يقطنها شعب مسلم، أثبتت أجياله المتعاقبة إلى الآن أنهم لم يفرطوا في أرضهم، ولن يتنازلوا عن حقوقهم، وما زالوا يضحون من أجلها في أواخر سنوات القرن الميلادي التاسع عشر روج الصهاينة الأوائل في أوروبا لفكرة أن فلسطين العربية هي أرض بلا شعب، ينبغي أن تؤول ملكيتها لشعب بلا أرض وهم اليهود، وأشاع الصهاينة -أيضاً- أن فلسطين مجرد أرض صحراوية غير مأهولة، ومن يرد أرضاً من اليهود فما عليه إلا أن يأتي إلى فلسطين ويأخذ ما يشاء من الأرض. تلك المقولة قالها علناً (حاييم وايزمان)(1) في خطاب ألقاه أمام اجتماع صهيوني عقد في باريس؛ حيث قال: «هناك بلد اسمه: فلسطين، وهو دون شعب، ومن ناحية أخرى هناك الشعب اليهودي، وهو دون بلاد، إذاً فمن الضرورة وضع الجوهرة في الخاتم، أي: جمع الشعب اليهودي في الأرض»(2). ومن تصريحات (غولدا مائير)(3): «ليس هناك من شعب فلسطيني.. وليس الأمر كما لو أننا جئنا لنطردهم من ديارهم والاستيلاء على بلادهم، إنهم لا وجود لهم»(4). فتلك المقولة تعني أن هناك أرضا بلا شعب، سينتقل إليها اليهود ليتم إبادة شعبها أو طردهم، وهذه الاستراتيجية ما زال اليهود يعملون في إطارها من تهجير وقتل وتشريد، وما زالت الدعاية اليهودية تنكر الوجود الفلسطيني، وتتصرف وكأن الشعب الفلسطيني لم يكن موجوداً أصلاً! لذا تُعد مقولة: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» من القواعد الأساسية التي اعتمدت عليها الحركة الصهيونية لإقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين، أي: إلى الأرض الخالية التي لا يسكنها أحد، ويوحي هذا الشعار بأن فلسطين بقيت خالية من السكان منذ أن طرد اليهود منها على يد الرومان قبل ألفي عام تقريباً؛ ولذلك فإن من حقهم العودة إليها والاستيطان فيها وتعميرها بصفتها غير مأهولة، فأشاعوا أن أرض فلسطين خالية خربة، تنتظر عودة اليهود إليها! وللرد على تلك الأكذوبة سأسرد ما شهد به اليهود أنفسهم، وردود أخرى: 1- عندما علم (ماكس نوردو) -وهو من الصهاينة الأوائل، وصديق (زانغويل) صاحب القول المشهور: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»- بأنه كان هناك شعب عربي أصلي في فلسطين قال: «لم أعلم ذلك! إننا نقترف عملاً من أعمال الظلم!!»(5). ويذهب الباحث (جون كويغلي) في دحض تلك الأكذوبة إلى قول الآتي: «إن السكان العرب في فلسطين كانوا شعباً مستقرّاً منذ مئات السنين»(6)، وحول ذلك تحدث (أفرام بوزرغ)(7) في الذكرى المئوية للصهيونية، عام (1997) فقال: «إن الصهيونية كانت على خطأ، وانساقت وراء فكرة مضللة حين تحدث الصهاينة عن شعب بلا أرض جاؤوا إلى أرض بلا شعب؛ لأن الأرض لم تكن خالية، وقد نجم عن هذا الخطأ بعض المظاهر السلبية»(8). 2- ولمحاولة إثبات أنها أرض بلا شعب سعى المستشرق اليهودي (تسفي البيلغ) -من مركز ديان للأبحاث بجامعة تل أبيب- إلى تجريد الثورة الفلسطينية الكبرى من هويتها الإسلامية والوطنية والعربية، في كتابه: «حوادث 1936-1939م»؛ حيث أطلق على ثورة (1936م) وما تبعها من أحداث ومقاومة مسمى: (حوادث)، وذلك للتقليل من أهمية ارتباط أهل فلسطين بوطنهم، ومن دفاعهم عن وجودهم ومصيرهم في مواجهة التحالف الصهيوني البريطاني أيام الانتداب. ويفسر دافع هذا الإنكار والتغييب للشعب الفلسطيني من قبل الباحثين اليهود البروفيسور (يرمياهو يوفال) -رئيس قسم الفلسفة في الجامعة العبرية- بقوله: «إن القول: إنه لا يوجد فلسطينيون، يعني أنه على الرغم من وجود هؤلاء فيجب اعتبارهم وكأنهم غير موجودين، والنظر إليهم على أنهم ليسوا من البشر، وحرمانهم من حقوقهم بوصفهم جماعة»(9). 3- عند صدور وعد بلفور في عام (1917م) كان العرب يشكلون الغالبية العظمى، على الرغم من الهجرات اليهودية التي توالت على أرض فلسطين من يهود العالم، وتقدر الإحصاءات اليهودية عدد اليهود في فلسطين عام (1800 م) بـ (10.000) يهودي(10)، وخلال موجات الهجرة اليهودية الحديثة إلى فلسطين جلبت معها عبر (112) عاماً، أي: حتى نهاية سنة (1993م) نحو (2.9) مليون يهودي(11)، وارتفع عدد اليهود في فلسطين ليصل إلى (4.420.000) في إحصائية (1995م)(12). (بني موريس) -وهو أحد أبرز المؤرخين اليهود- يقول: «نحن الإسرائيليين كنا طيبين، لكننا قمنا بأفعال مشينة وبشعة كبيرة، كنا أبرياء لكننا نشرنا الكثير من الأكاذيب وأنصاف الحقائق التي أقنعنا أنفسنا وأقنعنا العالم بها، نحن الذين ولدنا لاحقاً بعد إنشاء الدولة عرفنا كل الحقائق الآن، بعد أن عرض علينا زعماؤنا الجوانب الإيجابية فقط من تاريخ (إسرائيل)، لكن للأسف كان ثمة فصول سوداء لم نسمع شيئاً عنها، لقد كذبوا علينا عندما قالوا: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، لقد حان وقت معرفة الحقيقة كل الحقيقة، وهذه مهمة ملقاة على عاتقنا نحن المؤرخين الجدد». 4- ويدحض تلك الأكذوبة (بول فندلي) - العضو السابق في الكونجرس الأميركي- في كتابه: «الخداع»: «إنه لم يكن (قبل وعد بلفور) في فلسطين شعب فقط، بل مجتمع فلسطيني ثابت الأركان له خصائصه الفريدة، كان فيها مفكرون محترمون، وطبقات مهنية، ومنظمات سياسية، واقتصاد زراعي عميق الجذور، آخذ في التوسع نحو بدايات بسيطة للصناعات الحديثة»(13). 5- ظهرت عبارة التفافية وتحايلية على الشعار القديم: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، فأرادوا فرض الشعار القديم على الواقع؛ فأبدلوه بشعار: «الحقوق المطلقة للشعب اليهودي»؛ حيث إن الشعار القديم قد اختفى تماماً من الخطاب الصهيوني، وحل محلها صيغ لشعارات أكثر صقلاً وتركيباً، وتعني: أن الحقوق للشعب الفلسطيني على أرضه وخارجها نسبية يمكن تهميشها بل في نهاية الأمر إلغاؤها. وهذه العبارة: «الحقوق المطلقة للشعب اليهودي» دارجة في الخطاب الصهيوني، وتلك الشعارات تكشف بجلاء الأهداف الحقيقية لليهودية العالمية والصهيونية، وتبين نزعتها العنصرية الإبادية الشرسة التي تعمل على إبادة الشعب الفلسطيني الموجود على أرضه، وإبداله بشتات اليهود بالهجرة الاستعمارية، وإقامة المستعمرات والقلاع العسكرية بقوة السلاح، ويطلق العنان للمستعمرين بالدفاع والاعتداء على من حوله من أهل فلسطين دون عقاب يذكر. ومن هذا المنطلق: «الحقوق المطلقة للشعب اليهودي» اتسمت سلوكيات وممارسات الكيان اليهودي ومؤسساته العسكرية، وما يطلق عليها بالمدنية تعمل على أن ما يحق لليهود لا يحق لغيرهم(14). 6- الذي يدركه اليهود تماماً هو: أن فلسطين ليست «أرضاً بلا شعب» كما زعمت دعايتهم! وأن الفلسطينيين ليسوا مجرد شعب، ومقاومتهم للاحتلال وما نشاهده عبر شاشات التلفزة تذكر اليهود بأن كيانهم على أرض فلسطين يستند إلى أكذوبة تاريخية، وجهاد أهلها يحطم مقولتهم وخرافتهم، فبعد أكثر من نصف قرن من الاستعمار والاغتصاب والقتل والتشريد فإن هذا الشعب يقاوم ويعمل على نيل حقوقه، والحفاظ على مقدساته ودينه وتاريخه وثقافته. وحول هذا عبر وزير الخارجية للكيان اليهودي الأسبق (شلومو بن عامي) معلقاً على الأحداث التي تبعت اقتحام شارون للمسجد الأقصى المبارك: «إن الفلسطينيين قد أثبتوا أنهم مقاتلون أشداء لا يمكن الاستخفاف بهم مطلقاً»، ويضيف (بن عامي): «لقد علمنا ما كان يجب أن نعلمه منذ زمن أن تصميم الشعب الفلسطيني على رفض العيش تحت الاحتلال سيدفع أبناءه إلى الاستبسال من أجل التخلص من واقع بائس، من الطبيعي أن يسعوا للتخلص منه»(15). 7- لا شك أن «إسرائيل لا تزال تخاف الرواية الفلسطينية»، تلك ليست عباراتنا، بل هي عنوان مقال للكاتب اليهودي (جدعون ليفي) في صحيفة «هآرتس» العبرية(16)، ذكر فيه أن «شعبا بلا أرض أتى أرضاً بلا شعب»، وبعد أكثر من (100) سنة من الصهيونية، وأكثر من (60) سنة من وجود الدولة لا تزال إسرائيل تحتاج إلى الإخفاء والتنكر والطمس على الحقائق والتغطية عليها؛ من أجل تسويغ وجودها، لا يوجد برهان أكبر من ذلك على عدم ثقتها بعدلها. ويرى (جدعون ليفي) أن دولة غطت بخراج «الكيرن كيميت»(17)، (416) قرية ضائعة، وجدت في البلاد منذ مئات السنين، ولا تترك علامة تدل عليها، ولا حتى لافتة، يجب في آخر الأمر أن تعطي لمواطنيها التاريخ كله لا فصولاً مختارة فقط منه». ويؤكد الكاتب أن الحل لهذا التزوير بعد أن يستجمع -الكيان اليهودي- الشجاعة: «أن تقترح خطة تراث حقيقية -الحقيقة الكاملة- لا محو فصول تاريخية كاملة، ولا سحق تراث أبناء البلاد من العرب القدماء، الضاربة جذورهم فيها أكثر من أكثر مواطنيها اليهود. وصدق (جدعون ليفي) حين تساءل: إذا كان كل شيء عدلاً في العام (1948م)، فلماذا نخفي ونهمل الحقائق؟ أيستطيع تراث دعائي أن يغير وجه التاريخ؟ وإذا كان الماضي مشكلاً إلى هذا الحد، فربما ندعه إلى أن نستجمع الشجاعة لروايته كاملاً؟! 8- الحقيقة التي لا جدال فيها أن «فلسطين أرض بها شعب» حقيقة أكدتها الأيام ووثقتها الأحداث، فهو شعب له دينه وتاريخه ومقدساته، وله ثقافته وعاداته وتقاليده ولهجته وطبائعه، وارتباطه بأرضه الأرض المباركة شاهدة على وجوده، والشمس -كما يقولون- لا يمكن أن تحجبها بغربال! وأثبتت فلسطين وأهلها -التي ظنها اليهود «أرضاً بلا شعب»- منذ بدأت بذور المشروع اليهودي تزرع في الأرض المباركة على يد «الاستعمار» البريطاني، أنها أرض شوكية وعرة، يقطنها شعب مسلم، أثبتت أجياله المتعاقبة إلى الآن أنهم لم يفرطوا في أرضهم، ولن يتنازلوا عن حقوقهم، وما زالوا يضحون من أجلها. الهوامش: 1- حاييم وايزمان: أول رئيس للكيان اليهودي، ويعد أشهر الشخصيات الصهيونية بعد هرتزل، وقد لعب الدور الأهم في استصدار وعد بلفور الشهير عام (1917)، وكان رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية منذ عام (1920) حتى عام (1946)، ثم انتخب أول رئيس لدولة إسرائيل عام (1949). في عام (1920) انتخب المؤتمر الصهيوني الذي عقد في لندن آنذاك حاييم وايزمان رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام (1946). اختير وايزمان عام (1948) رئيساً للمجلس الرئاسي المؤقت، وفي عام (1949) انتخب أول رئيس للدولة الإسرائيلية. انظر كتاب: «كيف يفكر زعماء الصهيونية؟»، أمين هويدي، دار المعارف بمصر، (ص51-80). 2- «الفكرة الصهيونية.. النصوص الأساسية»، حاييم وايزمان، ترجمة وتحقيق لطفي العابد، وموسى عنز. 3- غولدا مائير (3 مايو 1898/8 ديسمبر 1978م): رابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية بين (17 مارس 1969 حتى 1974م)، توفيت في (8 ديسمبر 1978م)، ودفنت في مدينة القدس. 4- تصريح لـ «الصندي تايمز» (15 حزيران 1969). 5- «الخداع»، بول فندلي -العضو السابق في الكونغرس الأمريكي. (ص25). 6- المرجع السابق، (ص 26). 7- أفرام بورغ: رئيس سابق للكنيست الإسرائيلي. 8- «الخداع على صفحات مقدسة» (ص143). 9- «الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل»، إبراهيم عبد الكريم، (ص223). 10- «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية»، عبد الوهاب المسيري، (2/216). 11- «دليل إسرائيل العام»، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، (ص40). 12- المسح الديموجرافي وتقارير الجماعات اليهودية إلى المؤتمر اليهودي العالمي. 13- «الخداع»، بول فندلي، ترجمة د. محمود زايد، (ص26). 14- انظر للاستزادة: «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية»، د. عبد الوهاب المسيري، (7/ 305) و(6/21). 15- «موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية»، د. عبد الوهاب المسيري، (7/348). 16- صحيفة «هآرتس» العبرية، في (28/2/2010م)، وانظر: صحيفة «الدستور» الأردنية، بتاريخ (15/5/2011). 17- دائرة أراضي إسرائيل.اعداد: عيسى القدومي
__________________
|
|
||||
![]() فرق الدفاع المدني تنتشل 73 جثة من المقبرة الجماعية في مجمع ناصر الطبي http://media.masr.me/MzPo...2NjI&index=564
__________________
|
|
||||
![]() الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات الطلاب من جامعة ييل بسبب غزة http://media.masr.me/ArW8...2NjI&index=562
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |