|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#101
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (99) أ. محمد خير رمضان يوسف • الوفاءُ والتقوى خيرُ خصالِ المرء، وإنهما ليجلبانِ رضا المولَى سبحانه. يقولُ جلَّ شأنه: ﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ سورة آل عمران: 76. • الأهدافُ العاليةُ تكونُ بعيدةَ المدى، ولذلك يُثنَى على العاقلِ الحصيفِ بأنه (بعيدُ النظر)؛ لأنه لا ينظرُ إلى يومهِ الذي يعيشُ فيه فقط، بل إلى أيامٍ وسنواتٍ قادمة، بعيدة. وكلنا نعملُ للمستقبلِ أيضًا، وليس للحاضرِ وحده، ونحسبُ حسابَ يومٍ لا نقدرُ فيه على العمل، وأعقلُ مِن هذا مَن عملَ لهدفٍ أبعد، وهو مستقبلهُ الحقيقيُّ في اليومِ الآخِر، فهؤلاءِ هم أولو الألباب، وأولو النهى، والحكماءُ الأتقياء. • اقرأ آياتٍ من آخرِ سورةِ (الواقعة) لتعتبر.. وكفى بكلامِ الله واعظًا: ﴿ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ ﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ﴾ ••• ﴿ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴾ ﴿ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴾ ﴿ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴾ إنه الخبرُ الحقُّ اليقين، الذي لا شكَّ فيه، ولا بدَّ منه؛ فهو من عندِ الله. • الزيادةُ في العقلِ لا تدلُّ على استقامة، فقد يستعملهُ صاحبهُ في الشر، وقد يخطِّطُ به للظلمِ والجريمةِ ونهبِ المال، والجناياتُ العمدُ لا تكونُ إلا بتفكير وتدبيرٍ عقلي، ولكن الزيادةَ في الإيمانِ هي التي تدلُّ على الاستقامة؛ لأنها تعني زيادةً في الالتزامِ بشريعةِ الله، التي تنشدُ العدلَ والإصلاح، ولا تظلمُ أحدًا. • ليس كلُّ العقلاءِ أذكياء، وليس كلُّ عاقلٍ سريعَ البديهة، ولا صاحبَ ذاكرةٍ قوية، فهذه صفاتٌ ومواهبُ وزَّعها ربُّ العبادِ بينهم، لا يستطيعُ أحدٌ أن يأخذها من الآخر. • إذا قلَّ نشاطُكَ في الشتاءِ لظروفٍ جوية، وقيِّدتْ حركاتك، فأطلِقْ نشاطكَ العلميَّ داخليًّا، وضع برنامجًا لنفسِكَ تُنهي فيه مشروعًا مفيدًا، أو مشاريعَ صغيرةً نافعة، فكما أن للدولِ والحكوماتِ خططًا سنويةً خمسيةً وعشرية، فلتكنْ لديكَ أيضًا خططٌ شهريةٌ وفصليةٌ وسنويةٌ تقيِّدُ بها نفسك، فإن النفس تحبُّ الفوضَى ولا تحبُّ قيودًا عليها.
__________________
|
#102
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (100) أ. محمد خير رمضان يوسف • هناك مسلمون لا يقتربون من أعمالِ البرِّ والخير، ولا يعرفون معنى التعاونِ والتكافلِ في المجتمعِ الإسلامي؛ لأنهم لم ينشؤوا في أسرةٍ دينيةٍ تكونُ لهم قدوةً وتحثُّهم على ذلك، ولم يصاحبوا أصدقاءَ ملتزمين بالآدابِ الإسلاميةِ ليعرفوا ذلك، فيكتفون بـ (مظاهر) إسلاميةٍ فقط، وكأنهم (أمَّنوا) بذلك الجنة، فليسوا محتاجين إلى حسنات، أو أنهم لا يفكرون في ذلك، وسيندمون يومَ (التغابن)، عندما يتفاجؤون بمحصلةٍ متدنيةٍ من الحسنات، أو درجاتٍ أقلَّ في الجنة، بينما يرون زملاءَ لهم في درجاتٍ عاليةٍ منها، فالجنةُ درجات، توزَّعُ على المؤمنين بحسبِ أعمالهم وأنشطتهم الإسلاميةِ في الدنيا. • إذا قرأتَ قولهُ تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾، فقل: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾. وإذا قرأتَ قولهُ سبحانه: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾، فقل: "سبحانَ ربيَ العظيم". وإذا قرأتَ قولهُ جلَّ جلاله: ﴿ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾، فقل: "ولا بشيءٍ من نعمتِكَ ربَّنا نكذِّبْ فلكَ الحمد" • التوبة، والإيمان، والعملُ الصالح، والهداية، موجبةٌ لمغفرةِ الله تعالى. يقولُ سبحانه: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ سورة النور: 82. • إذا رأيتَ حادثًا ولم تعتبرْ فأنتَ غيرُ مبال، وإذا سمعتَ قصةً مؤثرةً ولم تتأثرْ بها، فنفسكَ باردةٌ، وشعوركَ مفقود، وحسُّكَ ميِّت. • ذمَّ الله تعالى اليهودَ بأنهم ﴿ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾، كما في الآيةِ (21) من سورةِ آل عمران، ولو كان هناك أنبياءُ في عصرنا لقتلوهم أيضًا، أو حرَّضوا أعوانهم على قتلهم، بدليلِ أنهم وأمثالهم ﴿ يَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ﴾، كما في الآيةِ نفسها، وهم ورثةُ الأنبياء، وليعلموا جميعًا مآلهم، كما خُتمتْ به الآيةُ الكريمة: ﴿ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.
__________________
|
#103
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (101) أ. محمد خير رمضان يوسف • أثنى الله تعالى في كتابهِ الكريم على ﴿ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴾، كما في الآيةِ (17) من سورةِ آل عمران، ووقتُ السحَرِ مرغوبٌ فيه عند العبَّادِ خاصة، وثمينٌ غالٍ عند أهلِ التقوى والصلاح، وأهل الخشوعِ والبكاء، فيمرِّغون جباههم للهِ سجَّداً، ويسكبونَ العبراتِ خشية، ويُطلقون الآهاتِ حسرة، ويسألون المغفرةَ رحمة، ويدْعُونهُ سبحانهُ رغبةً ورهبة. • قرأتُ لعالمٍ تفضيلَ الدعاءِ للوالدين على الصدقةِ عنهما؛ وهذا لأن فضلَ الدعاءِ واستجابتهِ معروف، وقد يكونُ به غفرانُ ذنوبهما، ورفعةُ درجتهما، والصدقةُ تسدُّ شيئًا من ذلك، قلَّةً أو كثرة، وقد يضاعفها الله تعالى لمن يشاء، فلا حدَّ لسعةِ رحمته. ومن جمعَ بين الاثنينِ فقد برَّ والديهِ حقًّا.. • لا تكنْ مثلَ من قال: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا ﴾ وتقفَ عندها، فهذا لا نصيبَ له سوى من الدنيا، ولكنْ أكملْ وقل: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ فهؤلاء لهم نصيبهم من الدنيا ومن الآخرة. • من المسابقاتِ الخيرية، العملية، المبدعة، مع الفتيانِ والشبابِ خاصة، تكليفهم بالقيامِ بأعمالٍ خيريةٍ في الحيِّ الذي يقيمون فيه، أو في البلدة، وإعطاؤهم الحريةَ في القيامِ بذلك! سيتفاجأ القائمون على هذه المسابقاتِ بما لم يتوقعوه، من أفكارٍ وأعمالٍ قامَ بها هؤلاء الشباب، وأنهم طرقوا أبوابَ ذوي حاجةٍ ما كانوا يعرفونها، وعالجوا أمورًا بأساليبَ ما جرَّبوها! وقد تُغيِّر بعضُ الجهاتِ الخيريةِ أسلوبَ عملها، فتوزعُ موادَّ لها ونقودًا على الشبابِ بدلَ تخزينها، ليقوموا هم بأعمالٍ خيريةٍ مبتكرة.. وليتعلموا ويتربوا على ذلك، ويتعلمَ منهم غيرهم. • الخلافاتُ والحروبُ التي حدثت بين المسلمين وتوردها كتبُ التاريخ، تُدرَسُ علميًّا عند اللزوم، للعبرةِ والعظة، واستخلاصِ الدروس، بعيدًا عن جوِّ التشاحن، ولا يتوسَّعُ فيها، ولا تُذكر في المقرراتِ الدراسية، بل توردُ قصصُ الفداءِ والبطولة، والأخلاقِ الكريمةِ والشهامة، حتى تتربَّى الناشئةُ على فضائلِ الأعمالِ وتفخرَ بتراثِ أجدادها، ولئلاّ تنشأ على المخاصمةِ والجدال، والعداوةِ والبغضاء، ولئلا تعتلجَ في نفوسها جوانبُ الاختلافِ والانشقاقِ والفرقة.
__________________
|
#104
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (102) أ. محمد خير رمضان يوسف • إذا خرجتَ من البيتِ بدون سبب، فكأنكَ تبحثُ عن شيءٍ يؤنسك، ولا تجدُ ما تملأ به فراغك، والأمةُ تبحثُ عمن يُقيلُ عثرتها، ويداوي جراحها، ويقوِّي ضعفها • منهم من لا يعرفُ من الكتابِ سوى غلافه، مثلُ الفنانين التشكيليين والمصمِّمين، ومنهم من لا يعرفُ منه سوى عنوانهِ وفهرسه، مثلُ المكتبيين والوراقين، ومنهم من يهمهُ محتوياتهُ أولاً، وهؤلاء هم العلماءُ والمثقفون. • زعيمُ البيتِ ينبغي أن يكونَ جيدَ التدبير، حتى لا تطغى الفوضى عليه، حسنَ الأخلاقِ حتى لا يُبغَض، حازمًا وظريفًا في الوقتِ نفسه، حتى لا يُهانَ ثم لا يُمَلّ، محبًّا حنونًا حتى يُحبَّ ويُشتاقَ لعودته، ذا هيبةٍ ورحمة، حتى إذا غابَ كأنه موجود بين أهلهِ وعياله، ويعطي لهم الحريةَ - بقدرٍ - حتى لا يروا أنهم في سجن. • إذا أحببتَ أن يسمعَ منك الناس، فاسمعْ منهم أيضًا، لتعرفَ ماذا يريدون، وعلى أي شيءٍ هم قائمون، عند ذلك تعرفُ ما الأفضلُ الذي تريدُ أن تقول؟ • ونختبركم بالمكارهِ والمصائب، والنعيمِ والرخاء، ونبادلُ بين هذهِ وهذه، ابتلاءً وتمحيصًا، لنرَى ما تُظهرونَهُ من هدايةٍ أو ضلال، وشكرٍ أو كفر، وسوفَ تُرجَعونَ إلينا يومَ الحساب، لنحاسبكم على أعمالكم كلِّها. هذا هو تفسيرُ قولهِ سبحانه: ﴿ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [سورة الأنبياء: 35]. الواضح في التفسير 2 /870.
__________________
|
#105
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (103) أ. محمد خير رمضان يوسف • انظر الفرقَ بين ضحكِ الشبابِ وضحكِ الشيوخ. الشبابُ يضحكون من أعماقِ قلوبهم، ويرفعون به أصواتهم، فما زالوا أغرارًا على الحياة، لم يعرفوا حقيقتها، لم يجرِّبوها، لم يخبروا ما وراءَ مظهرها، لا يعلمون ما تخبِّئهُ لهم من اختبارٍ وابتلاء، وغدٍ مجهول. والشيوخُ يتبسَّمون، أو يخفضون أصواتهم إذا ضحكوا. لقد جرَّبوا الحياة، وعرفوا أن الدنيا ليست ضحكًا، بل هي غدَّارة، وراءها ما وراءها، تُصيب بعد مسرَّة، وتُمرضُ بعد صحَّة، وتفقرُ بعد غنى، وتضعفُ بعد قوة، وتحزُّ القلوبَ أحيانًا.. بلا رحمة. إنها تُبكي.. كما تُضحك.. ولا أمانَ لمثلِ هذا.. فلا ضحكَ من الأعماق. وما كان ضحكُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسُّمًا. • كثيرون هم المتردِّدون في الالتزام بآدابِ الدين، على الرغمِ من بذرةِ الإيمانِ التي تتَّقدُ في قلوبهم، ولا يمنعهم من ذلك سوى البيئةِ التي تحيطُ بهم، والأصدقاءِ الذين يعاشرونهم. وسيأتي اليومُ الذي يغلبُ خيرُهم شرَّهم، أو يطغَى شرُّهم على خيرهم، بحسبِ زيادةِ تأرجحهم، بين طاعةِ الرحمن، أو طاعةِ الشيطان، • من الحجج الواردةِ في القرآنِ الكريم، أن الإلهَ القادرَ على خلقِ الإنسانِ من عدم، قادرٌ على إحيائهِ بعد موته، فهذا عدمٌ وذاكَ عدم، والله سبحانهُ لا يُعجزهُ شيء. ﴿ وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ﴾؟ ﴿ أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ﴾؟ سورة مريم: 66 – 67. • الجوُّ المناسبُ لكَ هو الذي تطيعُ اللهَ فيه أكثر، والأصدقاءُ المناسبون لكَ هم الذين يذكِّرونكَ بالله، وتشعرُ بأن إيمانكَ يزدادُ معهم، وعملُكَ يتضاعفُ بوجودِكَ معهم. • الراحةُ تجدِّدُ طاقتكَ بعد العملِ المرهق، فإذا تابعتَ العملَ نقصَ الإنتاج، أو أصابَهُ خلَل، أو أُصبتَ أنتَ بفتور، حتى لو كان ما تقومُ به عبادة. وتذكَّرِ الحديثَ الشريف: "وإن لجسدِكَ عليكَ حقًّا".
__________________
|
#106
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#107
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (105) أ. محمد خير رمضان يوسف • أينما كنتَ فأنتَ في قبضةِ الله، وتحت مشيئته، وفي كنفِ نعمته، لا تستغني عن رزقهِ الذي كتبهُ لك، إنْ في الأرضِ أو في السماء، ولا عوضَ لك عن الماءِ الذي أنزلَهُ لتشربَ منه أو تغتسلَ به، لا تقدرُ أن تنامَ إلا إذا أرادَ الله لكَ ذلك، ولا تقدرُ أن تفيقَ من نومِكَ إلا إذا كتبَ الله لك الحياة، فالنومُ موتة، وكم من شخصٍ نامَ ولم يفق! وليس بإمكانكَ أن تدفعَ عن نفسكَ المرضَ إذا قدَّرَهُ الله عليك، فها هم الأطباءُ يمرضون ويموتون، ولا تستطيعُ أنت وهم من التزحزحِ عن الموتِ إذا جاءَ الأجل، فالجميعُ يسري عليه قدرُ الله وقضاؤه، لأنهم جميعًا تحت أمره، وفي قبضته. • الأمرُ في الإسلامِ أوسعُ مما يتصورهُ المتردِّدون ويشكُّ فيه المتشككون، فقد استوعبَ الإسلامُ جميعَ القومياتِ والشعوبِ على الأرضِ عندما كان هو الحاكم، وما زالَ هو الإسلامَ العدلَ الحيّ، بنظامهِ ودستوره، وبفقههِ وتشريعه، وإن جحدَهُ الجاحدون، وشكَّكَ فيه المرجفون. • إذا كنتَ متقلِّبَ المزاج، لا تصمدُ على طريقةٍ واحدة، ولا تثبتُ على عادة، فإياكَ أن تُصابَ بلوثةِ المعصيةِ أو الردَّة، فتعصيَ ربَّك، أو تتركَ دينك، لأجلِ مزاجِكَ المريض. • لا تخدع نفسكَ أيها الرجل. إذا كانت صفحتكَ سوداءَ عند الله، فحاولْ أن تبيِّضها بالتوبةِ والاستقامةِ والإصلاح، بدلَ أن تهدهدَ نفسكَ وتطمئنها فتخدعها، أو تُريَ الناسَ أنكَ أبيضُ نقيّ، سالمُ الجناب، خالٍ من الغشِّ والكدر. إنما تخدعُ نفسكَ بذلك، وعاقبةُ السوءِ تعرفها. • المساعي الخيِّرةُ للصلحِ والتفاهمِ والتعايش، جلبت كثيرًا من الراحةِ والأنسِ والتوادِّ بين لأصدقاءِ والأسر، بل والمجتمعاتِ والأوطان. زادَ الله من النفوسِ الطيبة، وباركَ في أصحابها، وجزاهم الله عن المسلمين خيرَ الجزاء.
__________________
|
#108
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (106) أ. محمد خير رمضان يوسف • إذا كانت نفسكَ طيبة، ونيتكَ صادقة، فإن الله يُبعدكَ عن أمورٍ لا تليقُ بك ولا تصلحُ لك، ولو دفعتَ بنفسِكَ إليها، وحرصتَ على الوصولِ إليها، فلا تتحسَّرْ على ذلك، ولا تقلْ لماذا لم تكنْ من نصيبي، ولماذا لم يُجرِها الله عليّ، فمن حبِّ الله لكَ أبعدها عنك، ولمصلحتك، فهو يعلمُ الغيبَ وأنتَ لا تعلمه، وهو يعرفُ ما يصلحُ لكَ أكثرَ منك، فاقنع، وسلِّم، وطبْ نفسًا، فإن الله سيقدِّرُ لكَ خيرًا مما كنتَ ترجوه، إذا آمنت، وصبرت، واسترجعت.. • ابدأ بالسهلِ ثم بالصعب، حتى تتفتحَ نفسكَ على العمل، ولئلا تنسحبَ منه، أو تخاف، أو تتعقَّد، وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قامَ يصلي الوترَ في الليل، لم يُطل في الركعتين الأُولَيين. • تفقَّدْ أحبابكَ الذين زاروكَ في المرض، وأصحابكَ الذين سلَّموا عليكَ بعد رجوعكَ من السفر، وردَّ جميلَهم، فإنهم أهلُ محبةٍ ووفاء، وخُلقٍ وصفاء. • إذا أردتَ أن تعرفَ شخصًا بدون تجربةٍ سابقة، فانظر إلى من يقطعُ عليك الطريقَ إلى الجهةِ الأخرى، لا لشيءٍ سوى ليلتصقَ بالسيارةِ التي أمامه، ولو كانت واقفة، فالمهمُّ مزاجهُ ومصلحتهُ وإن كانت بعيدة، في مقابلِ مصلحةٍ قريبةٍ لآخرين، ولا يتأخرُ هو إذا لم يحجزِ الطريق، ولكنه إمعانٌ أو تهالكٌ على المصلحةِ الشخصية.. ولو عرفَ الأنانيون كم هم مبغوضون من البشر، ربما استحيوا وخفَّفوا من أنانيتهم. • الليلُ بدون قمرٍ ولا نجوم، يكون أسودَ بهيمًا، لا يعطي مجالاً للناسِ أن يتحركوا فيه، وأنت إذا كنتَ مظلمَ النفس، خاليًا من إيمانٍ يضيءُ قلبك، أو خُلقٍ يوسِّعُ صدرك، لا تفيدُ نفسكَ ولا الآخرين.
__________________
|
#109
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (107) أ. محمد خير رمضان يوسف • ذكرَ العلماءُ سنيةَ المزاح، نظرًا لأن الرسولَ عليه الصلاةُ والسلامُ قد مزح، ولكن قيدوهُ بعدمِ الإكثارِ منه؛ لأنه بذلك يقسِّي القلب، وأن يكون المزاحُ حقًّا، لا كذبَ فيه، وأن يكونَ بأدب، فلا يجرحُ به أحدًا. • تستطيعُ أن تجعلَ من صفقتكَ التجاريةِ الرابحةِ صفقةَ دينٍ وإحسانٍ أيضًا، إذا وجَّهتها إلى الخير، وخصصتَ قسمًا منها لأعمالِ البرّ، ولو واحدًا في المئة، أو واحدًا من ألف. • يا بني، كنْ مقدِّرًا لمن هو أكبرُ منك، وانظرْ إليه نظرةَ مَن سبقكَ إلى حسناتٍ كثيرة، وانتهزْ فرصةً تساعدهُ فيها، لا تنازعهُ عند بابٍ يدخل، ولا ترفعْ صوتكَ على صوته، وكلِّمهُ بكلِّ أدبٍ واحترام، حتى يدعوَ لك، ولوالدكَ الذي أدَّبك. • القيادةُ غيرُ المتفقِّهةِ في الجماعةِ الإسلاميةِ قد تضرها، إذ يُخشى عليها من الانحراف، بسببِ القائدِ الذي لا يعرفُ حكمَ الدينِ في مجملِ الأحوالِ والأحداث، إلا إذا كان سياسيًا محنكًا، قويًا، حليمًا، يجمعُ القلوبَ والعقول، ومجلسُ شوراهُ قوي، يجيزُ ويمنع. • من جميلِ التوافقِ في الحياة، أنك إذا دعوتَ الله تعالى واستجابَ لك، وفَّقكَ فيه، ويسَّرَ لك الأمر، وابتعدتَ بذلك عن المنغِّصات والصعوباتِ التي تصاحبُ الأمورَ عادة.
__________________
|
#110
|
||||
|
||||
![]() كلمات في الطريق (108) أ. محمد خير رمضان يوسف • التغزلُ بالكتابِ يعني تناولهُ بلطف، ومسحُ غلافهِ بكمِّهِ أو صفحةِ يده، ولو لم يكنْ عليه غبار، والتبسُّمُ إليه حين يراه، والنظرُ فيه بشوقٍ وكأنهُ لم يرَ كتابًا من قبل، وتقلُّبُ مزاجهِ إذا لم يتمكنْ من الحصولِ عليه، واصفرارُ وجههِ إذا نُزعَ من بين يديه، وتألمهُ عند فراقهِ له، ولوعتهُ وشدَّةُ هيامهِ به إذا طالَ عهدهُ به، ولا يستلقي إلا والكتابُ إلى جنبه، ولا ينامُ إلا وقد سقطَ الكتابُ على وجهه، وليس له حظٌّ من الأسواقِ سوى المرورِ على الكتبِ والمكتبات، ولا يأنسُ في مجلسٍ إلا إذا كان الحديثُ فيه عن التأليفِ والكتب. • فُطرَ الإنسانُ على حبِّ الخلود، وهو ما أوقعَ آدم في فخِّ الشيطان، الذي أقسمَ له إن أكلَ من الشجرةِ خُلِّدَ في الجنة، فخُدِعَ به حبًّا بالخلود، وجهودُ علماءِ البحثِ والتجريبِ دائبةٌ في عصرنا للبحث عن هذا السرّ، ولكن الله تعالى قضى بالموتَ على الحياةِ الدنيا، وبما فيها وما عليها من حياة، فتذوقهُ كلُّ نفسٍ، ووهبَ الخلودَ للإنسانِ في الدارِ الآخرة، لأهلِ الجنة، ولأهلِ النارِ أيضًا، فهنيئًا لقوم، وتعسًا لآخرين. • رأى محسنٌ لقيطًا مرميًّا في الشارع، فرحمه، وأخذهُ فربَّاهُ بين أولاده، ولما كبرَ واستقامَ عوده، وقدرَ على العملِ وإصلاحِ شأنه، كفرَ بوليِّهِ وإحسانهِ إليه، وصارَ يذكرهُ بسوء، ويتحدّاهُ إن كان قادرًا على إيذائه! إنه مثَلُ الكافرِ الغارقِ في نعمةِ ربِّه، ثم يكفرُ به ويلحد، ولا يذكرهُ بحسنةٍ أنعمَ بها عليه!! • في كلِّ مكان، إذا كان هناك من يدعو إلى الإيمانِ والإصلاح، تجدُ من يدعو إلى الكفرِ والضلال، ولكلٍّ تبَعٌ وإعلام، وجنودٌ وأنصار، وأساليبُ وفنون، تصلُ إلى التناقضِ أحيانًا. وأنصارُ الباطلِ كثرٌ في الغالب. إنها خدعةُ الدنيا وزينتها. وإنها المصالحُ الحاضرة، وليس الحقَّ والهدفَ النبيل. • إنما يتصادقُ أصحابُ الأهواءِ المتشابهة، والأهدافِ المتطابقة، ولن تجدَ مؤمنًا يشبهُ كافرًا في مسلكه، ولا يلتقيان إلا لمصالحَ دنيوية، ثم يفترقان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |