|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أعماله قبل البعثة (1) كانت حياة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة حياة فاضلة شريفة، لم تعرف له فيها هفوة، ولم تُحصَ عليه فيها زلّة، لقد شبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوطه الله - سبحانه وتعالى - بعنايته، ويحفظه من أقذار الجاهلية، لما يريده له من كرامته ورسالته، حتى صار أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، تنزهاً وتكرماً حتى صار معروفاً (بالأمين). لقد نشأ سليم العقيدة، صادق الإيمان، عميق التفكير، غير خاضع لترهات الجاهلية، فما عُرف عنه أنه سجد لصنم، أو تمسح به، أو ذهب إلى عرّاف أو كاهن، بل بُغِّضت إليه عبادة الأصنام، والتمسح بها.وكذلك بُغِّض إليه قول الشعر فلم يعرف عنه أنه قال شعراً، أو أنشأ قصيدة، أو حاول ذلك؛ لأن ذلك لا يتلاءم مع مقام النبوة، فالشعر شيء والنبوة شيء آخر.ولم يكن الشعراء بذوي الأخلاق، والسير المرضية، فلا عجب أن نزهه الله سبحانه عن الشر، والرسالة تقتضي انطلاقاً في الأسلوب والتعبير، والشعر تقيد والتزام.وصدق الله حيث يقول: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} (69) سورة يــس. ومع هذا فقد كان يتذوق ما في الشعر من جمال وحكمة وروعة، ويستنشده أصحابه أحياناً، ولا عجب فهو القائل: (إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكمة). البخاري مع الفتح ، كتاب النكاح، باب الخطبة (9/5146) (9/ 109) ولم يشرب صلى الله عليه وسلم خمراً قط، ولا اقترف فاحشة، ولا انغمس فيما كان ينغمس فيه المجتمع العربي حينئذ من اللهو، واللعب، والميسر (القمار)، ومصاحبة الأشرار، ومعاشرة القيان، والجري وراء القيد الكواعب على ما كان عليه من فتوة، وشباب، وشرف نسب، وعزة قبيلة، وكمال، وجمال وغيرها من وسائل الإغراء. لهذه الصفات والمميزات كانت المكانة الرفيعة له بين قومه، فكان يُدعى بالصادق الأمين، فهو صدوق عند قومه، وهو الأمين، فكان محل ثقة الناس وأماناتهم، لا يأتمنه أحد على وديعة من الودائع إلا أدّاها له، فكانت قريش لا تضع أمانتها إلا عنده لما سُمع من أمانته وصدقه، ولا يأتمنه أحد على سر أو كلام إلا وجده عند حس الظن به، فلا عجب أن كان معروفاً في قريش قبل النبوة (بالأمين) لما شاهدوا من طهارته وصدق حديثه، وأمانته حتى إنه لما بنت قريش الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره فوصولا إلى موضع الحجر الأسود اشتجروا فيمن يضع الحجر موضعه، فقالت كل قبيلة: نحن نضعه، ثم اتفقوا على أن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ. الحجر فوضعه موضعه - صلى الله عليه وسلم- ). ثم طفق لا يزداد فيهم على السِّنِّ إلاّ رضاً، حتى سموه الأمين، قبل أن ينزل عليه الوحي. قال: وطفقوا لا ينحرون جزوراً للبيع إلا دعوه ليدعو لهم فيها. وهذا يدل دلالة واضحة أنه - عليه الصلاة والسلام- بلغت مكانته درجة رفيعة عند قومه وعشيرته، وهذا شيء اختاره الله - عز وجل - لكي يمهد لرسالته. الموضوع الذي يليه بحول الله : تتمة ل: مكانة النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة وبعض أعماله قبل البعثة
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أعماله قبل البعثة (2) أعماله - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة: لقد قام النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل بعثته بأعمال عدة، وذلك ليعلمنا الجد والعمل، وخدمة النفس، وأن أفضل ما أكل ابن آدم من عمل يديه، وأنه لا ينبغي الاعتماد على الغير، بل ينبغي الجد والعمل لخدمة النفس، وأن ذلك مما يؤجر عليه الإنسان عن هو أصلح نيته، كما أنه لابد من التحلي بالأخلاق الرفيعة كالتواضع، والصدق والأمانة ، وغير ذلك من الأخلاق النبيلة، ومن هذه الأعمال التي قام بها النبي قبل البعثة ما يلي: أولاً: رعيه - صلى الله عليه وسلم – للغنم وافتخاره بقُرَشيَّته: قال ابن إسحاق: وحدثني ثور بن يزيد، عن بعض أهل العلم، ولا أحسبه إلا عن خالد بن معدان الكلاعيّ: أن نفراً من أصحابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا له: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك؟ قال: (نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمّي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء له قصور الشام، واستُرضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخٍ لي خلف بيوتنا نرعى بَهْماً لنا إذا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بَطست من ذهب مملوءة ثلجاً، ثم أخذاني فشقا بطني، واستخرجا قلبي، فشقاه و استخرجا منه علقة سوداء فطرحاها. ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم زنه بمئة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم. ثم قال: زنه بألفٍ من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم. فقال: دعه عنك، فوا الله لو وزنته بأمته لوزنها) قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما من نبي إلا وقد رعى الغنم)، قيل: وأنت يا رسول الله؟ قال: (وأنا). وإنما أراد ابن إسحاق بهذا الحديث رعايته الغنم في بني سعد مع أخيه من الرضاعة، وقد ثبت في الصحيح أنه رعاها بمكة أيضاً على قراريط لأهل مكة. الروض 1/192. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال: (ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم). فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة). ورث سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- عن أبيه خمسة من الإبل، وقطيعاً من الغنم، وجارية هي أم أيمن (أعتقها الرسول فيما بعد)، وزوجها مولاه زيد بن حارثة فولدت له أسامة. ثانياً: عمله - صلى الله عليه وسلم- بالتجارة: كانت خديجة - رضي الله عنها - سيدة تاجرة ذات شرف، ومال، وتجارة تبعث بها إلى الشام، وكانت تستأجر الرجال، وتدفع إليهم المال مضاربة ، وكان رجال قريش تُجاراً، ومن لم يكن تاجراً فليس عندهم بشيء. وكان النبيّ قد ناهز العشرين من عمره المبارك، وأصبح شاباً جلداً قوياً، أغر الطالع ، ميمون النقية، يزين شبابه الغض ما يتمتع به من حلو الشمائل، وكرم الأخلاق من أمانة، وصدق حديث، وعفة، وعزوف عما ينغمس فيه أمثاله من الشباب من لهو ومجون، فكان ذلك مما وجَّه نفس السيدة خديجة إلى أن يعمل لها في تجارتها، فأرسلت إليه، فلما جاء إليها قالت له: دعاني إلى طلبك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك، فذكر ذلك لعمه أبي طالب، فقال له: إن هذا لرزق ساقه الله إليك. وفي رواية أخرى : أن أبا طالب هو الذي عرض على النبيّ أن يعمل لها في تجارتها، وأنها – ولا شك - ستفضله على غيره، وأن أبا طالب هو الذي سعى إليها، وقال لها: هل لك يا خديجة أن تستأجري محمداً؟ فقد بلغنا أنك استأجرت فلاناً ببكرين، ولن نرضى لمحمد إلا بأربعة أبكار، فقالت: هذه الكلمة تنم عن تقدير صادق، وحس مرهف، وشعور يفيض بالحب والحنان. لو طلبت هذا لبغيض بعيد لأجبتك، فكيف، وقد طلبته لحبيب قريب!! فرجع الشيخ أبو طالب مغتبطاً، وحدّث ابن أخيه بما سمع، ولا تَسَلْ عما كان لهذه الكلمات الصادقة من أثر في نفس النبيّ الشاب. ثم خرج النبيّ بتجارة خديجة إلى الشام وكانت سَّنه تخطو إلى الخامسة والعشرين، وكان خروجه لأربع عشرة ليلة من ذي الحجة ومعه غلام خديجة (مَيْسَرة، حتى وصل سوق (بصرى) وفي رواية، سوق حباشة (سوق من أسواق العرب) وفي رواية أخرى بتهامة فنزل تحت ظل شجرة في سوق (بصرى) قريباً من صومعة راهب يسمى (نطورا) فقال: ما ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال: رجل من قريش أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة، وفي رواية بعد عيسى- إلا نبيّ!!. ولا تَسَل عما غمر نفس ميسرة من حب، وتقدير لسيده محمد لقد رأى تظليل الغمام له في مسيره هذا، ولمس عن كثب الكثير من أخلاقه، وبره، وعطفه، وحسن معاملته وأمانته، وسمع من(نطورا) ما سمع، فلا عجب إن كان حّدث سيدته بعد عودته بما رأى وما سمع، وما وجده منه من حسن خلق. وباع النبيّ التجارة وابتاع، وعاد بربح وفير، وعاد معه غلام خديجة، ووصل الركب في الظهيرة إلى مكة، وخديجة في عليّة لها، فرأت النبيّ تكسوه المهابة والجلال، فلما دخل عليها أخبرها بخبر التجارة وما ربحت، فسرت لذلك سروراً عظيماً، وخرج النبي، وترك ميسرة يقص على سيدته من شأن سيده محمد ما شاءت نفسه أن يقص. الموضوع الذي يليه بحول الله : الحكمة في رعي النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء للغنم ؟
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#3
|
|||
|
|||
![]() جزالك الله خيراااا وادام يداك الطاهرة تكتب خيرااااا
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() أمسح بمنديل الأمل دمعة اليأس وأسخر من أحداث الزمن بإبتسامة ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أعماله قبل البعثة (3) الحكمة في رعي النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء للغنم 2/1 لعل لله حكمة في رعي النبيّ للغنم، فالرعي يكسب صاحبه يقظة حتى لا يعدوا الذئب على شاة منها ويجعله حريصاً على المصلحة، صابراً على المشاق، مثابراً على الهدف كي يوفر لغنمه مآكلها ومشاربها.. ثم إن الرعي بعد ذلك يدع للراعي فرصة للتأمل في مظاهر الطبيعة ، ونظام الكون حين يجلس في امتداد الصحراء يلحظ غنمه... والمتتبع لتاريخ الأنبياء يجد أن للغنم دوراً في هذا التاريخ... فإسماعيل - عليه السلام - ترتبط قصة حياته بكبش أنزله الله فداءً له وتصديقاً لرؤيا أبيه.. {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * ... إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ*} سورة الصافات(103)- (107). وموسى - عليه السلام- وهو في الوادي المقدس ، حال المفاجأة الكبرى، جرى هذا الحوار: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى؟ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى*} سورة طـه(18). ولما ائتمر القوم بموسى وتوجه تلقاء مدين وقعت أحداث كان للغنم فيها نصيب، فقد سقى للمرأتين ثم دعي إلى بيت أبيهما الشيخ الكبير، وانتهى الأمر بالزواج من إحداهما، وظل مع أبيها عشر سنين يرعى له الغنم: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}سورة القصص(26)(27)(28). وداود - عليه السلام - تسور عليه الخصمان مكان عبادته ليحكم بينهما في شركة لأحدهما تسع وتسعون نعجة، وللأخر نعجة واحدة، وأراد صاحب النصيب الكبير أن يستأثر بالشركة كلها لنفسه، فحكم داود وعدل، وبين عبرة الحياة: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ...} سورة ص(24). وأشار القرآن إلى قصة نزاع بسبب الغنم تحاكم فيها أصحابها إلى داود وسليمان - عليهما السلام - فحكم سليمان وهو صغير بحكم غير حكم أبيه، وكان حكم سليمان أرفق: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ}سورة الأنبياء(78) (79). وقال أكثر أهل العلم: إن الحرث الذي حكم فيه سليمان وداود – {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} – بستان عنب، والنفش: رعي الغنم ليلاً خاصة. وقيل : كان الحرث المذكور زرعاً. وذكروا أن داود حكم بدفع الغنم لأهل الحرث عوضاً عن حرثهم الذي نفشت فيه فأكلته. وقال بعض أهل العلم: اعتبر قيمة الحرث فوجد الغنم بقدر القيمة فدفعها إلى أصحاب الحرث، إما لأنه لم يكن لهم دراهم أو تعذر بيعها، ورضوا بدفعها، ورضي أولئك بأخذها بدلاً من القيمة. وأما سليمان فحكم بالضمان على أصحاب الغنم، وأن يضمنوا ذلك بالمثل بأن يعمروا البستان حتى يعود كما كان حين نفشت فيه غنمهم، ولم يضيع عليهم غلته من حيث الإتلاف إلى حين العود، بل أعطى أصحاب البستان ما شية أولئك ليأخذوا من نمائها بقدر نماء البستان فيستوفوا من نماء غنمهم نظير ما فاتهم من نماء حرثهم ، وقد اعتبر النماءين فوجدهما سواء.. قالوا: وهذا هو العلم الذي خصة الله به وأثنى عليه بإدراكه .. هكذا يقولون - والله تعالى أعلم-. لقد كان للرعي دور أساسي في التاريخ الإنساني، ولا زال للأنعام ارتباطها الوثيق بحياة الإنسان ... وصدق الله حيث يقول: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} سورة يــس(71 - 73). والأنبياء ما هم إلا بشر يعيشون مجتمعهم بكل معالمه الإنسانية، ولعل في رعي الغنم توطئة لرعي الخلق وسياستهم.... وفي رعي الغنم من الفوائد ما يعجز الإنسان عن تحصيلها من غير هذا العمل، وقد يرى كثير من الناس أنه- صلى الله عليه وسلم - رعاها كعادة قومه، ولم يكن يبتغي من وراء ذلك إلا الكسب الذي يستطيع به مواجهة متطلبات الحياة فقد كان عمه فقيرا ذا عيال، وهو فوق ذلك سيد قومه، وكان للسيادة حينئذ من التكاليف ما يعجز الثرى المليء. لم تكن السيادة يومئذ بابا واسعا من أبواب الرزق كما هي الآن، ولكنها كانت عبئا ثقيلا تنوء به كواهل الرجال، حيث كان السيد يتحمل استضافة القادمين، وغرم الغارمين، وتبعات أفراد القبيلة إلى غير ذلك مما كان يقوم به سيد القوم، وهو يشعر أنه يؤدي واجبا عليه لا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً. يقول أصحاب هذه النظرة القصيرة المادية: إن محمداً رعى الغنم ليساعد عمه الفقير، وليعينه على تكاليف الحياة الباهظة، وليرد جميلا أسداه إليه حين كان عاجزاً عن الكسب غير قادر على إعالة نفسه. وليس في ذلك عيب لو اقتصر عمله على تلك الغاية؛ لأن فيها من الوفاء وحسن المعاشرة، وحفظ الجميل ما يجعل فاعله عظيما في أعين الناس. يتبع بحول الله
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#5
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() بارك الله فيك أختنا الفاضلة " يافا فلسطين " وجزاك الله خيرا أسأل الله تعالى ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أعماله قبل البعثة (3) الحكمة في رعي النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء للغنم 2/2 لم يكن أمر رعيه الغنم – صلى الله عليه وسلم – قاصرا على إرادة الكسب ومساعدة عمه، بل كان من وراء ذلك مقاصد عظيمة، وفوائد جليلة لا يدركها أصحاب النظر القاصر، لأنها أمور تدق عن الإدراك إلا لذوي البصائر والألباب، أذكر منها : 1. يقظة الراعي: إن الراعي يجب أن يكون يقظا واعيا مدركا لما حوله، وذلك لأن الغنم كثيرة الجري سريعة الحركة، شديدة النفور، فإذا غفل عنها راعيها تفلتت منه، وصعب عليه جمعها وردها إلى مرعاها، وتكون بعد ذلك عرضة لا فتراس الضواري من السباع، ومهددة بالفناء والضياع. وهذه الصفة ليست موجودة في كثير من الناس، وكثير من الناس يغادرون الحياة دون أن يتصفوا بها، فأما الذين يمارسون رعي الغنم، ويخرجون معها في الصباح ينتجعون أماكن الرعي، ويعودون بها آخر النهار ممتلئة موفورة، كاملة غير منقوصة، فهؤلاء يكتسبون تلك الصفة بالممارسة حين يفقدونها بالفطرة والوراثة. 2. حرصه على رعيته: ومحافظة الراعي على رعيته، وحرصه على سلامتها أمر تحتمه عليه هذه الوظيفة، إذ لوكان مهملا، أو متهاونا لأدى ذلك إلى أوخم العواقب، حيث تتعرض لها الذئاب فلا تجد من يدفعه، وتفترسها الوحوش وهو غافل عنها. وأما الراعي الحاذق فهو الذي يتفقد غنمه، ويجمعها كلما تفرقت وإذا شذت منها واحدة ردها إلى الجماعة، فهو لا يهدأ له بال، ولا تغمض له عين ما دامت غنمه تسرح هنا وهناك، وأن حرصه ليدفعه لأن يدفع عنها كل معتد، ويحفظها من التعرض للمهالك حتى يعود بها سالمة من كل سوء. 3. حسن السياسة: وتلك من أهم الصفات التي يستفيدها الراعي من وظيفته؛ لأن رعي الغنم يحتاج إلى سعة الصدر وحسن الحيلة، وطول البال، وإذا فقد الراعي شيئا من ذلك ضاق بغنمه فنقرها، أو ضاقت هي بها فنفرت منه، ويرجع آخر النهار وقد فقد الكثير من رعيته إن لم يكن فقدها كلها. ومن حسن سياستها أن يرتاد بها المراعي الخصبة، وألا يدع واحدة منها ترجع دون أن تأخذ كفايتها من الرعي، وألا يترك بعضها يعتدي على بعض، فتنطح القرناء منها الجماء، وتحول بينها وبين الأكل والشرب فتهزل، ثم تتعرض للهلاك. 4. الأمانة: ومن أعظم صفات الراعي الأمانة؛ لأنه مؤتمن على ما تحت يده، فإذا لم يكن أمينا عرض رعيته لكثير من المفاسد، وهذه الصفة هي جماع ما تقدم من الصفات، فهي التي تجعل الراعي يقظا حتى يؤدي الأمانة كما استلمها، وهي التي تجعله حريصا عليها؛ لأن فقد شيء منها تعمدا خيانة، وهي التي تدفعه لحسن سياستها؛ لأنه إذا لم يرعها الخصب من المراعي، ويحافظ على كيانها يكون قد خان الأمانة. زد على ذلك أنه يستطيع أن يبيع منها ويدعي أنها فقدت، ويحلب لبنها لنفسه ويحرم أولادها منه إلى غير ذلك مما يسد حياة الغنم، ويضيع الفائدة على صاحبها. ونحن إذا نظرنا إلى هذه الصفات وجدناها ضرورية لكل من يقوم بهذا العمل، وإذا كانت تلك الصفات ضرورية فيمن يرعى الغنم، أفلا يكون من يرعى الناس ويقوم على أمورهم أشد حاجة إليها ممن يرعى الغنم؟؟. أعتقد أنه لا يختلف اثنان في ذلك، ولهذا أراد الله – عزوجل – لرسله أن يرعوا الغنم قبل البعثة لتتأصل فيهم هذه الصفات، وليتدربوا عمليا عليها، وليقودوا أممهم على أساسها قيادة رشيدة. ولقد رأينا هذه الصفات واضحة جلية في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – فكان يقظا لما يفعله أصحابه لا يرى مخالفة ويسكت عنها، وكان يتفقد أصحابه إذا غابوا، ويطمئن عليهم إذا حضروا، ويعودهم إذا مرضوا. كذلك كان حريصا عليهم، وما أعظم وصف الله – سبحانه – له بقوله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة(128). وفي حديثه – صلى الله عليه وسلم – ما يصور لنا هذا الحرص أروع تصوير حيث يقول: (مثلي كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حولها، جعل الفراش، وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، قال: فذلك مثلي ومثلكم , أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني وتقحمون فيها). كما كان – صلى الله عليه وسلم – يسوس أمته سياسة حكيمة رشيدة، فكان يدلها على الخير، ويبعدها عن الشر، ويرتاد بهم مناهل البر، فيأخذ بأيديهم إلى المعالي، ويعينهم على طاعة الله، ولم يترك – صلى الله عليه وسلم – شيئا مما ينفعهم إلا دلهم عليه، ولم يترك شيئا مما يضر بهم إلا حذرهم منه فكان كما قال الله - تعالى - : {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} التوبة(128). وبهذا نعلم أن رعيه – صلى الله عليه وسلم – الغنم لم يكن فقط للتكسب ، وجلب الرزق، وإنما كان إلى جوار ذلك وسيلة للتربية والتدريب على رعاية أمة أراد لها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس. الموضوع الذي يليه بحول الله : 2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم 2-1 - كناه صلى الله عليه وسلم للنبي -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- عدة كُنى وهي: أ- "أبو القاسم"- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وهو أشهرها. روى البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (لا تجمعوا اسمي وكنيتي، أنا أبو القاسم، والله يرزق، وأنا أقسم). وعن محمد بن سيرين قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي). قال ابن القيم: وكان هديه -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تكنية من له ولد ومن لا ولد له، ولم يثبت عنه نهي عن كنية إلا الكنية بأبي القاسم، فصح عنه أنه قال: (تسموا باسمي, ولا تكنوا بكنيتي) البخاري ومسلم. فاختلف الناس في ذلك على أربعة أقوال: أحدهما: أنه لا يجوز التكني بكنيته مطلقاً، سواء أفردها عن اسمه أو قرنها به، وسواء محياه وبعد موته، وعمدتهم عموم هذا الحديث الصحيح وإطلاقه. وحكى البيهقي ذلك عن الشافعي، قالوا: لأن النهي إنما كان لأن معنى هذه الكنية والتسمية مختصة به -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-، وقد أشار إلى ذلك بقوله: (والله لا أعطي أحداً ولا أمنع أحداً وإنما أنا قاسم، أضع حيث أمرتُ). قالوا: ومعلوم أن هذه الصفة ليس على الكمال لغيره. واختلف هؤلاء في جواز تسمية المولود بقاسم: فأجازه طائفة، ومنعه آخرون، والمجيزون نظروا إلى أن العلة عدم مشاركة النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فيما اختصَّ به من الكُنيةِ، وهذا غيرُ موجودٍ في الاسمِ، والمانعون نظرُوا إلى المعنى الذي نهى عنه في الكنية موجود مثله هنا في الاسم سواء، أو هو أولى بالمنع، قالوا: وفي قوله: (إنما أنا قاسم) إشعارٌ بهذا الاختصاص. القول الثاني: أن النهي إنما هو عن الجمع بين اسمِهِ وكنيتِهِ، فإذا أُفرد أحدُهما عن الآخرِ، فلا بأسَ. قال أبو داود: باب مَن رأى أنْ لا يجمع بينهما، ثم ذكرَ حديثَ أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال (مَنْ تَسمَّى باسمي,فلا يتكنَّى بكُنيتي,ومن تكنَّى بكنيتي,فلا يتسمَّى باسمي)، وقد رواه الترمذيُّ –أيضاً- من حديثِ محمَّد بن عجلان عن أبيه عن أبي هُريرة, وقال: حسن صحيح، ولفظه: (نهى رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته، ويسمى محمداً أبا القاسم، قال أصحاب هذا القول: فهذا مقيد ومفسر لما في الصحيحين من نهيه عن التكني بكنيته، قالوا: ولأن الجمع بينهما مشاركة في الاختصاص بالاسم والكنية، فإذا أفرد أحدهما عن الآخر زال الاختصاص. القول الثالث: جواز الجمع بينهما وهو المنقول عن مالك واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أبو داود والترمذي من حديث محمد بن الحنفية عن علي -رضيَ اللهُ عنهُ- قال: قلت يا رسول الله إن ولد لي ولد من بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: (نعم) قال الترمذي حديث حسن صحيح.وفي سنن أ بي داود عن عائشةَ, قالتْ: جاءتِ امرأةٌ إلى النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,فقالتْ: يا رسولَ اللهِ, إني ولدتُ غُلاماً فسميتُهُ مُحمَّداً, وكنيته أبا القاسم فذُكِر لي أنك تكره ذلك؟ فقال: (ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي)، أو (ما الذي حرَّم كنيتي وأحلَّ اسمي) قال: هؤلاء وأحاديث المنع منسوخة بهذين الحديثين. القول الرابع: أن التكني بأبي القاسم كان ممنوعاً منه في حياة النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وهو جائزٌ بعد وفاتِهِ، قالُوا: وسبب النَّهي إنما كان مُختصاً بحياته، فإنه قد ثبت في الصحيحِ من حديثِ أنس قال: نادى رجل بالبقيع: يا أبا القاسم! فالتفت إليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله إني لم أعنِكَ وإنما دعوت فلاناً. فقال الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (تسمَّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) البخاري ومسلم. قالوا: وحديث علي فيه إشارة إلى ذلك بقوله: إنْ وُلد لي مِن بعدك ولدٌ، ولم يسألْهُ عمَّن يوُلد له في حياتِهِ، ولكن قال عليٌّ-رضيَ اللهُ عنهُ- في الحديث: (كانت رخصة لي) وقد شذَّ مَن لا يُؤبه لقولِهِم فمنع التسمية باسمه-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قياساً على النَّهي عن التكني بكنيته. والصواب أن التسمِّي باسمه جائز والتكني بكنيته ممنوعٌ منه، والمنعُ في حياتِهِ أشدُّ، والجمعُ بينهما ممنوعٌ منه، وحديثُ عائشةَ غريبٌ لا يُعارَض بمثلِهِ الحديثُ الصَّحيحُ, وحديثُ علي- رضيَ اللهُ عنهُ- في صحتِهِ نَظَرٌ، والترمذي فيه نوع تساهل في التصحيح، وقد قال علي: (أنها رخصة له) وهذا يدل على بقاء المنع لمن سواه، والله أعلم. ب - "أبو إبراهيم" صلى الله عليه وسلم روى البيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك-رضيَ اللهُ عنهُ- أنه لما وُلد إبراهيمُ ابنُ النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من مارية كاد يقعُ في نفس النَّبيِّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- منه حتى أتاه جبريل، فقال: (السَّلامُ عليكَ يا أبا إبراهيم). "أبو الأرامل" ذكره ابن دحية وقال: ذكره صاحب الذخائر والأعلاق. "أبو المؤمنين" قال الله -تعالى-: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ))الأحزاب : 6، وقرأ أبي بن كعب -رضيَ اللهُ عنهُ-: (وهو أبٌ لهم) أي: كأبيهم في الشفقة والرأفة والحنوِّ-والله تعالى أعلم. الموضوع الذي يليه بحول الله : 2 -2- أفضل أهل الأرض نسبا صلى الله عليه وسلم
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#8
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 2- إسمه ونسبه صلى الله عليه وسلم 2-2 - أفضل أهل أرض نسبا صلى الله عليه وسلم يعدّ نسبه -صلى الله عليه وسلم- في الناس من خيرِ أهلِ الأرضِ نَسَبَاً على الإطلاقِ، فنسبُهُ من الشَّرفِ في أعلى ذروةٍ، وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذْ ذاك أبو سفيان بين يدي ملكِ الروم. فالنَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- ولد في أشرف بيت من بيوت العرب، فهو من أشرف فروع قريش وهم بنو هاشم، وقريش أشرف قبيلة في العرب، وأزكاها نسباً، وأعلاها مكانة، ففي مسلم: أن النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قال: (إن الله عَزَّوجَلَّ- اصطفى مِنْ ولدِ إبراهيمَ إسماعيلَ, واصطفى مِن بني إسماعيلَ كنانةَ, واصطفى من كنانة قريش, واصطفى من قريش بني هاشم, واصطفاني مِن بني هاشمٍ). وقد رُوي عن العَبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهُ-:عن رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,أنه قالَ( إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين,ثُمَّ تخيَّر القبائلَ فجعلني مِنْ خيرِ قبيلةٍ,ثُمَّ تَخيَّرَ البيوتَ فجعلني من خيرِ بيوتِهم,فأنا خيرُهم نَفْسَاً,وخيرُهم بيتاً). ولمكانة هذا النسب الكريم في قريش لم نجدها فيما طعنت به على النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-؛ لاتضاح نسبه بينهم، ولقد طعنت فيه بأشياء كثيرة مفتراة إلا الطعن في نسبه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-. نَسَبُ النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-المُتفقُ عليهِ بينَ النَّسَّابين وأهلِ السِّيَرِ: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب – واسمه شَيبة- بن هاشم– واسمه عمرو- بن عبد مناف – واسمه المغيرة- بن قصي – واسمه زيد- بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو الملقب بقريش- وإليه تنسب القبيلة – بن مالك بن النضر – واسمه قيس- بن كنانة بن خزيمة بن مدركة – واسمه عامر- بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أما النسب المختلف فيه فهو جزءان: جزء اختلفوا فيه ما بين متوقف فيه وقائل به، وهو ما فوق عدنان إلى إبراهيم -عليه السلام-، وجزء لا نشك أن فيه أموراً غير صحيحة، وهو ما فوق إبراهيم إلى آدم عليه السلام. ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم - عليه السلام-. الموضوع الذي يليه بحول الله : 2 -3- توضيح في معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#9
|
|||
|
|||
![]() حياكم الله على هذه السلسلة الرائعة
جزاك الله عنا كل خير
__________________
![]() |
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() بارك الله فيك أختنا الفاضلة " مجندة القسام " وجزاك الله خيرا أسأل الله تعالى ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |