أهمية التربية الاجتماعية في بناء الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 351 - عددالزوار : 6491 )           »          مصائد الهلاك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          روّض نفسك على تقبل عظيم الأقدار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          في دائرة علاقتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مفهوم العزّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          عالم التسبيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          من افتتن بالردود عوقب بالصدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مفاتيح خير الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          عَلِّمْنِي دُعاءً أدْعُو به في صَلاتِي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ومِن نَصرِ الله ورسوله والمؤمنين: توعيةُ المسلمين وتثبيتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2025, 09:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,191
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية التربية الاجتماعية في بناء الإنسان

أهمية التربية الاجتماعية في بناء الإنسان
فلسفة التعليم الإنساني الحديث
ناصر بوهندي


التربية بين مفهومين
التربية الاجتماعية نموذج للتعليم الفاعل
دور المدرسة والخدمة الاجتماعية في رسم الإنسان
النموذج الفنلدي للتربية الاجتماعية الحديثة
خاتمة

زجاجة ماء زرقاء شفافة موضوعة على حافة نافذة، مع خلفية ضبابية تظهر مجموعة من الأطفال يجري في فناء مدرسة. تعكس الزجاجة الضوء وتظهر قطرات الماء على سطحها.

مع مطلع كل يوم دراسي، يفتح الطالب حقيبته ويتجه إلى فصله الدراسي، وتستكمل حلقات رحلته التربوية، فالمدرسة فكرة تتجاوز الجدران والمقررات، بيئة نابضة تجعل من المعرفة خبرة حية، وتمنحها التربية معناها وأثرها.
التربية بين مفهومين

يطرح مفهوم التربية ازدواجية في المعنى، إذ يستعمل بمعنيين رئيسين: واسع وضيق.

تمثل التربية في معناها الواسع “كل عملية تساعد على تشكيل عقل الفرد وخلقه وجسمه”، متجاوزة العوامل الوراثية، وهي بذلك مرادفة للتنشئة الاجتماعية المتكاملة التي يشكل فيها تأثير الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية شخصية الفرد طوال حياته. وتتحول التربية بذلك إلى عملية حياتية مستمرة ومعقدة تشمل كل المؤثرات التي تصقل شخصية الإنسان.

أما في المعنى الضيق فتتحدد التربية بالجانب المؤسسي والرسمي، أي غرس المعلومات والمهارات المعرفية من خلال مؤسسات تعليمية منظّمة كالمدارس، هنا تضحي التربية مكافئة للتعليم الذي يركز على نقل المعرفة وتنمية المهارات العقلية بشكل منظم ومقصود.
التربية الاجتماعية نموذج للتعليم الفاعل

بينما تعتبر التنشئة الاجتماعية عملية شاملة وغير مقصودة تهدف إلى دمج الفرد في المجتمع عبر مؤسسات عدة كالأسرة والمدرسة والإعلام، تبرز التربية الاجتماعية كنموذج فلسفي تربوي يحدد وظيفة التربية داخل النظام التعليمي والمجتمع، إذ ترى المدرسة مجتمعا صغيرا ينبض بالحياة والعلاقات والتفاعل، كما وصفها الفيلسوف التربوي الأمريكي جون ديوي، الذي انتقد المدارس التقليدية التي تعزل المعرفة وتلقنها بمنهج سلبي، ودعا إلى جعل المدرسة مختبرا حيا يمارس فيه الطلبة أنشطة تعاونية وحرفية، تنمي مهاراتهم في حل المشكلات والتفاعل الاجتماعي.

إذن جوهر التربية الاجتماعية يكمن في تصميم مناهج وأنشطة صفية ولاصفية تنمي حاجات الفرد الاجتماعية من قيم ومعايير ومهارات تواصل، مما يؤهله للاندماج الإيجابي والمشاركة المسؤولة في مجتمعه، متجسدة في مفهوم عملي للتربية الإنسانية يتجاوز التحصيل المعرفي إلى تنمية الإنسان المتكامل.
دور المدرسة والخدمة الاجتماعية في رسم الإنسان

تشكل الخدمة الاجتماعية داخل المدرسة التطبيق العملي للتربية الاجتماعية، فهي المسؤولة عن الدعم النفسي والسلوكي والاجتماعي للطالب، وتهيئة بيئة تعليمية آمنة ومتماسكة تحفز النمو والتعلم.

تعمل مهنة الخدمة الاجتماعية على خطين متكاملين:

الأول يتولى الوقاية من المشكلات النفسية والسلوكية من خلال الكشف المبكر والعلاج الموجه،
والثاني يركز على البناء بالغرس الإيجابي للقيم وتعزيز روح التعاون والانتماء.

ويعد الأخصائي الاجتماعي مرشدا يراقب عن كثب تجربة الطالب، ويولى اهتماما به باعتباره مشروع قادر على النمو والرعاية.

ولا يمكن للمؤسسات التعليمية وحدها أن تقوم بمهمة التربية الاجتماعية من دون دعم رصين من وزارات التربية والتعليم، إذ تقع على عاتق هذه الوزارات مسؤولية تحويل التربية الاجتماعية إلى منظومة وطنية متكاملة من خلال صياغة السياسات التربوية، وتأهيل الكوادر المتخصصة، وربط الجهود بين المدرسة والمجتمع.

إضافة إلى ذلك، يجب عليها إعادة تعريف مفهوم النجاح التعليمي ليشمل جوانب السلوك والقيم والوعي الاجتماعي، من دون الاقتصار على نتائج الامتحانات، إذ تهدف العملية التعليمية إلى بناء إنسان قادر على الحوار والتفكير الناقد، وتحويل المعرفة إلى أفعال إيجابية مفيدة للمحيط، وترسيخ مفاهيم التربية الاجتماعية، سيزيد من فرص تحول المدرسة إلى منارة تعكس الواقع الإنساني.
النموذج الفنلدي للتربية الاجتماعية الحديثة

مع التغيرات الثقافية والاجتماعية المتسارعة تتصدر التربية الاجتماعية محور الإصلاح التربوي الحقيقي، فهي التي تعيد الأخلاقيات والمعاني الإنسانية إلى جوهر التعليم، مسهمة في بناء إنسان متوازن قادر على المشاركة المثمرة لمجتمعه.

وتؤكد التجارب التربوية العربية والعالمية على أن تفعيل دور الخدمة الاجتماعية يساهم في إعداد طلاب أكثر وعياً بأنفسهم ومجتمعاتهم مما يعزز من جودة التعليم ويرتقي بمكانة المدرسة كبيت ثانٍ للطلاب. فالمدارس التي تضم التربية الاجتماعية في مناهجها تحقق نجاحات ملموسة في الانضباط والإنجاز، وتقل فيها الظواهر السلبية، ويشعر الطلاب فيها بالأمان والرضا، مما يحفز الإبداع والتطور.

وتشير الأدلة التربوية والتنظيمية إلى أن تفعيل خدمات الدعم الاجتماعي النفسي في المدرسة يرتبط بتحسين الرفاه والاندماج وتيسير التعلم، مع تباين الأثر بحسب نوع التدخل وسياقه. وعلى سبيل المثال، في النظام التعليمي الفنلندي يكفل الإطار القانوني خدمات الرفاه المدرسي ضمن فرق متعددة التخصصات تشمل: الأخصائي الاجتماعي والنفسي والصحة المدرسية. وقدم النظام الفنلندي نهجا مميزا وشاملا ووقائيا يحمل قانونا يعرف بـ”رعاية التلميذ والطالب (pupil and student welfare) وينصب تركيزه الأساسي على الرعاية الطلابية الوقائية التي تدعم المجتمع المدرسي ككل.

جوهر هذا النموذج هو “الفريق متعدد المهن” وهو فريق تعاوني مفروض قانونا داخل المدرسة، يتألف من الأخصائي الاجتماعي المدرسي، والطبيب النفسي المدرسي، وممرضة المدرسة، والأطباء، ولكل عضو دوره المحدد؛ فالأخصائي الاجتماعي يركز على القضايا الاجتماعية والأسرية والرعاية العامة وربط الطالب بخدمات المجتمع، بينما يتعامل الطبيب النفسي مع قضايا الصحة النفسية الأكثر تعقيدا والتقييمات التعليمية.

وبالرغم من إنشاء وحدات دعم اجتماعي لمتابعة الطلاب الذين يتعرضون لضغوط نفسية وأسرية، مما أسهم في خفض معدلات الغياب وتحسين العلاقات بين الطلاب والمدارس في بعض التجارب العربية الحديثة، إلا أن مستوى الاحترافية والتطبيق الفعلي للخدمة الاجتماعية المدرسية يختلف بصورة متفاوتة من دولة إلى أخرى، وغالبا ما يكون الدور أقل تحديدا وتكاملا مقارنة بالنماذج الدولية، حيث يواجه تحديات تتعلق بالهوية المهنية والموارد المتاحة.
خاتمة

التربية الاجتماعية تقع في صميم العملية التعليمية من حيث مساعدتها الطالب على التحول إلى عنصر فاعل في مجتمعه، وعلى وزارات التربية والتعليم أن تضعها في صدارة سياساتها وأن تعي أن بناء المدارس لا يكتمل إلا من خلال رعاية الناشئة الشاملة فكريا وثقافيا واجتماعيا، وتشجيعهم على العمل الهادف لأن بناء الإنسان هو حجر الأساس لكل نهضة تربوية وحضارية.
تنزيل PDF

• جون ديوي، المدرسة والمجتمع، ترجمة أحمد حسن الرحيم، دار مكتبة الحياة للنشر والطباعة - بيروت، 1978.

• عبد الرحمن العيسوي، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، دار الفكر الجامعي - الاسكندرية، 1985.

• منير مرسي، أصول التربية، عالم الكتب - القاهرة، 2009

• وكالة التعليم الفنلندية الوطنية، نظام دعم التعلم ورعاية التلاميذ ،
Finnish National Agency for Education، "Support to Learning and Pupil Welfare System" : https://www.oph.fi/en/education-and-...welfare-system
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.37 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]