انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13207 - عددالزوار : 349962 )           »          كتاب قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1553 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 4544 )           »          العودة إلى المدارس.. نصائح وتوجيهات للآباء والأمهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 144 )           »          الدعاة وفقه إدارة العاطفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 244 )           »          الدعاة بين التكتيكي والإستراتيجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 259 )           »          كان من أبرز تلاميذ الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- الشيخ عمر بن سعود العيد في ذمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 112 )           »          السنن الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 2581 )           »          انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1345 )           »          وقفات مع دعاء الاستفتاح...مقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 208 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2024, 11:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة : Egypt
افتراضي انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد

انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد




- في هذا الباب سنتعرف إلى الأسباب التي تدفعنا للتصادم مع المراهق.


- وسنحاول الإجابة عن تساؤل يقول: لماذا يحدث التصادم مع المراهق؟ وكيف؟

- ومتى يحدث التصادم الذي يمنع التواصل الإيجابي ويهدم العلاقة مع المراهق؟

- لكن قبل ذلك دعونا نسأل المراهقين ماذا يريدون؟

- ثم لنقارن إجاباتهم بإجابات بعض الآباء والمربين، بعد أن نسألهم ماذا تريدون من المراهق؟

آه كم نجهل احتياجات أبنائنا:

كنت في «أبوظبي» لعقد دورة حول التعامل مع المراهقين بمكتب الشيخة فاطمة بنت مبارك حرم الشيخ زايد -رحمه الله تعالى- وكان الحضور 72 امرأة، فقسمتهن لمجموعات، وطلبت منهن كتابة ماذا يريد أبناؤكن منكن أو رسمه.

وكانت الإجابات: مال، سيارة، هاتف، خروج مع الأصدقاء، هدايا.. وعرضن الإجابات أمام الجميع ثم أخذت ما كتبنه ورسمنه عن احتياجات أبنائهن، وطلبت منهن الجلوس الليلة مع الأولاد وفتح حوار هادئ معهم والطلب إليهم كتابة أو رسم ما يريدون من آبائهم وأمهاتهم.

ما الخبر يا أخواتي؟!

وفي اليوم التالي المفاجأة.. (فشلة..!!)

سمعت أصوات الفشل.. «فشل يا دكتور اكتشفنا لأي حد نحن لا نفهم أبناءنا..» لكن استمتعنا بهذا الحوار الرائع معهم وكذلك هم استمتعوا.. لأنه حوار خارج المألوف بعيدا عن التوجيه والدراسة والمحاسبة ولغة النصيحة والموعظة والأوامر والنواهي.

النتيجة المذهلة

100٪ كل الأولاد بلا استثناء رسموا أو كتبوا (أذن) نريد إنصاتا.

80٪ رسموا قلبا وكتبوا (حب).

وجاءت قيادة السيارة بعد الاحتياجات المعنوية بنسبة لا تصل إلى 30٪.

هذه هي أهم الاحتياجات التي يريدها أبناؤنا المراهقون منا.

ماذا يريد المراهق؟

سألنا مجموعة من المراهقين هذا السؤال، ماذا يريد المراهق من المجتمع الذي يعيش فيه؟

فكانت الإجابات تشير إلى كلمات تعبر عن احتياجاتهم مثل (الحب، التقدير، التشجيع، الأصدقاء، إشباع الحاجات، التفهّم، توجيه...) ومن تلك الإجابات:

- أريد العاطفة والحب من والديَّ ومن المجتمع الذي أعيش فيه.

- أريد أن أشعر بالتقدير من الناس، لأنه يشعرني بالثقة والراحة والسعادة.

- أريد أن يعترف العالم والمجتمع بوجودي بوصفي إنساناً له حقوق وحاجات.

- أريد من يهتم بشؤوني ويعتني بي ويسأل عني ويرعاني.

- أريد أن ينصحني الآخرون لكن نصيحة غير مباشرة لأني حساس جدا.

- أريد أصدقاء مخلصين يقفون بجانبي ويساندوني.

- أريد أن يهتم والديَّ بحاجاتي النفسية.

- أريد أن أحصل على التشجيع ممن حولي، بدلا من التعنيف المولد للإحباط.

أريد أن تراعوا وتتفهموا التغيرات الجسدية التي تمر بي، وما يترتب عليها من تغيرات نفسية.

أريد أن توجهوا سلوكي لا أن تقودوا حياتي وتحركوني وكأنني قطعة شطرنج، وأشركوني في الرأي والقرار لا أن تأمروني فقط.

لا تتحول إلى آلة لإصدار الأوامر وتحول ابنك إلى آلة لتلقي الأوامر وتنفيذها

إدارة مرحلة المراهقة

1- آباء غائبون عن أبنائهم.

المراهقون لا يريدون هذا الغياب.

نعتقد أن هناك أشياء كثيرة يمكننا القيام بها للاقتراب من أبنائنا المراهقين، ولكن يمكن أن يحدث العكس، دون أن ننتبه لذلك.

ثلاثة عشر سلوكا يبعد الوالدين عن أبنائهما المراهقين:

1- لا يتحدث الوالدان مع أبنائهما كثيرا، بحيث يتركانهم في غرفهم لفترات طويلة دون السؤال عنهم.

2- لا يتابع الوالدان أفعالهم يوميا.

3- لا يسأل الوالدان عن أية تفاصيل عند مغادرة الأبناء المنزل.

4- لا يسأل الوالدان عن يوم الأبناء الدراسي أو أين ذهبوا بعد المدرسة؟ أو من يقوم بزيارتهم في المنزل؟

5- لا يهتم الوالدان بمشاركتهم سعادتهم واهتماماتهم ونجاحهم.

6- لا يحاول الوالدان الإلحاح عليهم لمناقشة ما يضايقهم بمجرد إبداء نفورهم من ذلك.

7- لا يتأكد الوالدان من ذهاب أبنائهما إلى المدرسة يوميا.

8- لا يتابع الوالدان مستوى الأبناء العلمي في المدرسة.

9- لا يراقب الوالدان البرامج التلفزيونية وأفلام الأقراص التي يشاهدونها.

10- لا يراقب الوالدان نوعية الكتب أو المجلات التي يقرؤونها أو ما يشاهدونه على أجهزة الكمبيوتر أو الألعاب الإلكترونية التي يفضلونها.

11- عدم قضاء الوقت معهم قبل ذهابهم إلى المدرسة أو عقب عودتهم منها مباشرة.

12- عدم تخصيص وقت تتجمع فيه الأسرة للجلوس معا.

13- لا يتحقق الوالدان من مواقع الإنترنت أو غرف الدردشة التي يدخل عليها الأبناء باستمرار.

- تذكر: يحتاج المراهق إلى محاولات للتقرب إليه وليس الابتعاد عنه، وإلى قضاء المزيد من الوقت معه وليس العكس.

سبعة أمور تشغل الآباء عن أبنائهم

1- الانشغال بالعمل أو الأنشطة الاجتماعية والسياسية وغيرها.

2- عدم تحين الفرص لقضاء أوقات معهم.

3- الانسحاب بنية إعطائهم مساحة أكبر من الحرية.

4- الشعور بالاستياء نتيجة الصراعات القديمة.

5- إظهار عدم الاهتمام واللا مبالاة.

6- الهروب من الشعور بالتقصير تجاه الأبناء.

7- عدم تقبل المراهقين كما هم.







اعداد: د. مصطفى أبو سعد








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-08-2024, 09:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة : Egypt
افتراضي رد: انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد

انفعالات المراهق2- الانفعال السلبي: حالة وجدانية تتسم بالاضطراب الشديد لدى الإنسان




الانفعالات أشياء طبيعية، بل أساسية في حياة الإنسان؛ لأنها تعد بمثابة منبهات للفرد، فمثلاً عندما يكون الفرد خائفاً من شيء ما، فإن الانفعال الناتج عن الخوف ينبه الجسم لاتخاذ إجراء فوري، قد يكون هذا الإجراء هو مواجهة الخطر والدفاع عن النفس أو الهرب.

ومن أبرز تلك الانفعالات التي يمر بها المراهق:

الصراع الدائر في نفسه بين حاجاته الناتجة عن النمو البيولوجي، وطبيعة المرحلة السنية من جهة، وبين البيئة المحيطة به من جهة أخرى؛ تلك البيئة التي يكون فيها مجتمع ترتكز فيه العلاقات على القيم والاتجاهات والأعراف الخاصة به، بيئة فيها والدان يقضي المراهق أغلب وقته معهما، ولهما طريقتهما الخاصة في التربية وتوجيه السلوك، بيئة فيها مؤسسات تربوية تسهم في إعداد المراهق لتقبل تلك التغيرات، بيئة فيها كثرة من المثيرات تحيط بالمراهق، تؤثر في فكره وسلوكه.

العوامل المؤثرة في انفعالات المراهق

1 - المثالية الشديدة التي يتسم بها خيال المراهق وتفكيره وتصوره عن الحياة والأشخاص.

2 - نقص الكفاءة وقلة الخبرة الناتجة عن ضآلة التجارب الحياتية.

3 - عجزه عن إشباع حاجاته الأساسية، ولاسيما الحاجات النفسية.

4 - إحساسه بنقص المكانة، أو شعوره الدائم بالدونية والنقص.

5 - الضغط الاجتماعي المحيط بالمراهق والصدامات المتكررة (بيت - ومدرسة - وشارع).

كيف نتعامل بإيجابية مع انفعالات المراهق؟

ثقافة المراهقة

الإلمام بخصائص مرحلة المراهقة ومميزاتها وطبيعتها، حتى نتمكن من التعامل معها بالشكل الصحيح.

التغافل

وعدم التركيز على اصطياد السلبيات ونعني به التغاضي عن بعض الصغائر والأخطاء التي قد تصدر عن المراهق، والتركيز على الإيجابيات لديه، واستخدام لغة التشجيع والترغيب.

كن واقعيا

فلا ترسم للمراهق صورة مثالية في ذهنك، ولا تحرص على أن يكون نسخة طبق الأصل منك؛ لأن هذا قد يصيبه بخيبة الأمل.

اجعله رياضيا

أشركه في أنشطة أو ألعاب رياضية يحبها؛ لأن ممارسة الرياضة باعتدال وضمن القواعد الصحية تمتص الانفعالات السلبية الزائدة، وتنمي روح الفريق ومشاعر التسامح، ونبذ الفوضى والقضاء على الملل، وملء الفراغ ملئا سليماً.

أشبع حاجاته

تلبية احتياجات المراهق الأساسية باتزان، يسهم في النمو الطبيعي والسليم للمراهق، كما يساعد على تحقيق الصحة النفسية له والاتزان في أركان الحياة المتعددة.

كن مسيطرا

في الغالب يقلد المراهق والده أو من يكبره سنا؛ لذا من المهم أن يسيطر الأب على انفعالاته، حتى لا يقدم نموذجا سلبيا للمراهق، أو يكون قدوة سيئة.

تفهم مشاعره

تقبل انفعالاته وامنحه الأمان والطمأنينة.

صاحبه

كن صديقاً له، وتقرب منه، وتحبب إليه، واصبر على تصرفاته، واستمع إليه وأنصت له حتى يحبك ويستمتع بصحبتك.

التوافق النفسي عند المراهق

حتى يحدث التوافق النفسي في حياة المراهق، لابد أن نقيم علاقتنا معه على أساسيين:

- الأساس الأول: أن نفهم ونتفهم مشاعر المراهق، أي ماذا يريد؟

- الأساس الثاني: أن نفهم مشاعرنا تحت، أي ماذا نريد؟

أما ماذا يريد المراهق؟

فهو لا يريد أكثر من حب متبادل، وذات مستقلة ورضا عن النفس، وإشباع للحاجات الأساسية.

من هذا المنطلق تتدمر العلاقات بين الكبار والمراهقين، حينما يتم تجاهل مشاعر المراهق؛ مما يسهم في تراكم المشاعر المكبوتة.

متى يكون الأهل السبب في إثارة الانفعالات السلبية لدى المراهق وتراكمها وكبتها؟

- عندما لا يكونون قدوة حسنة، أو مثلا يحتذي به المراهق. ولاسيما في العلاقات الإنسانية.

- الصراخ والنقد واللوم المستمر والمحاسبة التي لا تنتهي.

- التذبذب في المشاعر والمعاملة تجاه المراهق.

- التركيز على سلبيات المراهق أكثر من الإيجابيات.

- التوتر وكثرة المشكلات داخل الأسرة.

- التحكم والتسلط والرقابة التجسسية واستخدام العنف لفرض الأمر.

- عدم تشجيع المراهق على الاستقلالية والاعتماد على النفس.

- الجدية الصارمة والمبالغ فيها؛ مما يترتب عليه إغلاق قنوات الحوار مع المراهق.

- إهمال الاحتياجات الخاصة بالمراهق، ولاسيما الاحتياجات النفسية.

- قلة استعمال الأساليب الممتعة في التعامل والتواصل.







اعداد: د. مصطفى أبو سعد








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-09-2024, 07:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة : Egypt
افتراضي رد: انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد

انفعالات المراهق(3) 15 أسلوبا سلبيا في ممارسات الوالدين يسبب تدميرا لشخصية الابن المراهق





من الأساليب السلبية: السخرية من السلوك المرفوض، الذي يسحب الثقة من المراهق، ويقنعه بعدم قدرته على التخلي عن سلوكياته المزعجة.





هناك أساليب سلبية تعد ممارستها في تربية الأبناء من الطفولة إلى المراهقة سببا في تدمير الشخصيات النامية لدى الأطفال والمراهقين، وهي أساليب طالما حذرت منها وبينتها في معظم كتبي عن تربية الطفل والمراهق وأعيد تفصيلها هنا:



1- الصراخ:

الصراخ يلغي لغة التواصل والتفاهم بين طرفي المعادلة... فالابن يدخل في حالة من الدفاع عن النفس والخوف من الصوت المرتفع، ويركز اهتمامه على الطرق التي تحميه من ردود أفعال غير منتظرة، ولا يبدي أي اهتمام بسلوكه الذي أثار هذا الصراخ، وتسبب فيه.

كما إن الصراخ يعد أسوأ الطرق في التعامل مع المراهق، وآثاره السلبية أكثر من آثار الضرب، وغيره من الأساليب العقابية، هذا إضافة إلى كون الصراخ يحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى المراهق، والذي يدوم مع المراهق طيلة حياته، ومهما كبر فإن أي رفع للصوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو صغير ضعيف.

وقفة!

أذاعت إحدى محطات التلفزة الأميركية منذ سنوات سلسلة حول مفهوم الصغار إزاء كثير من موضوعات الحياة وعلائق الأسرة، وموقف الصغير من الطريقة التي يتبعها والداه في تأديبه، وما إلى ذلك من شؤون.

وكانت المحطة تستضيف كل أسبوع بعض الأطفال الأذكياء القادرين على الإفصاح عن آرائهم بوضوح وقوة وتوجه إليهم طائفة من الأسئلة.

وقد كان موضوع التأديب هو موضوع إحدى الحلقات، واستمعت إحدى الأمهات إلى طفلها على شاشة التلفاز وهو يبدي آراءه وملاحظاته ويدلي بأقواله، وجزعت الأم أيما جزع لدى سماعها أقوال ابنها، فلما عاد إلى المنزل بادرته قائلة:

- هل قطعت يوما شيئا من مصرفوك اليومي عقابا لك؟

- هل احتجزتك في غرفتك يوما بطوله؟

- إذا ما سبب ادعائك بأنني فعلت هذه الأمور كلها معك على شاشة التلفاز؟

- كان لا بدلي أن أقول هذه الأمور كلها، وإلا كان علي أن أقول لك إنك كثيرة الصراخ في وجهي.

تكلمت الفطرة... الصراخ أخطر من كل ما سبق، فيا ليت المربين يفقهون هذا، وأنا أُعد هذا السلوك كارثة تربوية، ورسولنا المربي الأعظم ما رفع صوته قط صلى الله عليه وسلم ، إلا في بعض المواقف التي تستدعي ذلك مثل خطبة الجمعة وغيرها.

2- التأنيب واللوم:

كثرة التأنيب واللوم يوغر القلوب، ويفكّك العلاقات والروابط، ويبعد القلوب، ويقتل المشاعر الإيجابية بين الطرفين.

3- الأوامر المزاجية:

كثرة الأوامر المزاجيّة دون عملية إقناع ترافقها تحوّل الابن إلى آلة لتنفيذ الأوامر، وتلغي شخصيته وتضعفها، وتجعل منه شخصاً انقيادياً مستسلماً لا كيان له.

4- التهديدات:

كثرة التهديد بكل أنواعه: (المباشر وغير المباشر، اللطيف والعنيف...) لا يساعد ولا يسهم في حل مشكلة، أو إبعاد ابن مراهق عن السلوك المزعج، وإن بدا لنا أنه يترك هذا السلوك ويتخلى عن هذا السلوك، فإن هذا يكون مؤقتا، وبدافع الخوف من التهديد لا من خلال قناعات ومعتقدات ودوافع داخلية.

5- السخرية:

السخرية من السلوك المرفوض، الذي يسحب الثقة من المراهق، ويقنعه بعدم قدرته على التخلي عن سلوكياته المزعجة.

إضافة إلى كون السخرية تحطم المعنويات، وتضعف كيان المراهق، وعادة ما تدخله في عالم منطوٍ على ذاته بعيداً عن التفاعل مع محيطه إيجابيا ومستقلا.

6- الشتم:

شتم المراهق ووصفه بنعوت سلبية تثبت هذه الأوصاف، وتقنع المراهق بها، إضافة إلى أن الشتم يعلّم الابن البذاءة، وسوء الخلق، ويضعه ضحية آفات لسانه.

7- المقارنة:

لا تقارن مراهقاً أبدا بغيره. فالمقارنة – أصلاً – لا تجوز بين شخصين وهي غير منطقية؛ إذ المقارنة تتم عادة بين سلوكين أو موقفين لا بين شخصين.

أما المقارنة بين مراهق وغيره أسلوب يزعزع ثقة المراهق بنفسه وقدراته، ويقنعه بفشله وعدم قدرته أن يكون مثل غيره.

8- المبالغة في الوعظ:

إن النفس البشرية ترفض المبالغة في الوعظ، وتسأم ويصيبها الملل. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوّل أصحابه -رضي الله عنهم- بالموعظة مخافة السآمة.

والمراهق كذلك.. يرفض أن يتلقى باستمرار وعظاً مبالغاً فيه ومباشراً.

9- سوء الظن بالمراهق:

تفسير السلوك دائماً بشكل سلبيّ يعد من سوء الظن بالمراهق، وعدم الثقة فيه وفي أخلاقه وقيمه.

وهذا يؤدي إلى انعدام الثقة بين الابن ووالده، وإذا اندثرت هذه الثقة أغلقت أبواب التواصل بينهما، وإن أية علاقة متينة لا يمكنها أن تقوم إلا على ثقة متبادلة.

10- الاتهام:

حين تضع ابنك في قفص الاتهام، فأنت تقوم بدور القاضي الذي يصدر الأحكام، والمحقق الذي يصدر الاتهامات بدل أن تقوم بدورك بوصفك مربياً ومصلحاً.

والاتهام يكون مبثوثاً في أسئلتك. فالفرق شاسع بين أن تسأل ابنك لماذا تأخر؟ من باب الاطمئنان عليه والحرص على سلامته، وأن تسأله لماذا تأخر؟ من باب الاتهام وسوء الظن فيه.

فالدافع الأول يقرّبكما ويجعل ابنك يتواصل معك، ويفتح قلبه وحديثه معك، والثاني يجعله ينغلق وقد يدفعه للتهرب والكذب.

11- العقاب والعنف:

العقاب بشتى أساليبه لا يجعلك تركز على الحلول بقدر ما يكون، بالنسبة إليك شفاء للغليل، أو إفراز للتوتر.

والمراهق الخاضع للعقاب قد يستجيب لك، ولكن مؤقتاً، أو أنه يتعلم الازدواجية السلوكية، فأمامك يتصرف بسلوك، وفي غيابك ينهج سلوكاً مخالفاً. وهنا يصدق المثل: «من أمن العقاب أساء الأدب».

وفهمي له: الولد يستجيب للعقاب فإن أمنه أساء، يعني لو غاب صاحب سلطة العقاب أساء الولد الأدب.

6 مظاهر للعنف مع الأبناء

1- منع المراهق من الحركة وممارسة حريته:

حين تلجأ الأم مثلا لمنع ابنها المراهق من الخروج لممارسة شيء تعود القيام به من دون رغبته وأمام احتجاجه تكون قد مارست نوعا من العنف مع ابنها.

فالمراهق في هذه الحالة رضخ لمنطق القوة والضعف.. ويشعر بضعفه وعجزه حين يتكرر هذا النوع من الإخضاع.

2- إرغام المراهق

المراهق الذي يفرض عليه القيام بسلوكيات معينة أو ترك أخرى، أو يرغم على الاعتذار أو السكوت دون أن يشرح له أسباب ذلك أو يقتنع بمسوغات كثيرا ما يخضع لنوع من العنف التربوي.

3- ابتزاز المراهق

حينما يخضع المراهق للغة الابتزاز.. «بربط المكافأة بالعمل ومنعها إن لم يتحقق العمل» من مثل: لو قمت بهذا العمل سوف تحصل على ما ترغب فيه.. لو أديت واجباتك المدرسية أمنحك هدية.

بهذا الأسلوب يخضع المراهق للغة العنف.

فالابتزاز نوع من العنف

4- فرض الرأي الأبوي

مقابل إقصاء آراء الأبناء

الأب الذي يفرض رأيه باستمرار، ولا يسمح لأبنائه بإبداء وجهات نظرهم وطرح أفكارهم، ويفرض أحكامه دون أن يمنح أبناءه فرصة الحديث وتفسير آرائهم وطرحها يحرم نفسه من فرصة الإنصات للأبناء وفهم أفكارهم، ويمارس نوعا من العنف في علاقته بالأبناء.







اعداد: د. مصطفى أبو سعد








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-09-2024, 08:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة : Egypt
افتراضي رد: انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد

انفعالات المراهق(4)
15 أسلوبا سلبيا في ممارسات الوالــدين يســبب تـدمـيرا لشخصـية الابـن المراهـق





نستكمل هذه الحلقة الأساليب السلبية التي تمارس في تربية الأبناء من الطفولة إلى المراهقة سببا في تدمير الشخصيات النامية لدى الأطفال والمراهقين، وهي أساليب طالما حذرت منها وبينتها في معظم كتبي عن تربية الطفل والمراهق وأعيد تفصيلها هنا:

5- التفسير الذاتي لمواقف الأبناء

الأب الذي يفسر مواقف أبنائه وسلوكياتهم دون عناء الاستماع لمنطلقاتهم ومسوغاتهم، ودون محاولة فهم دوافع سلوكياتهم وخصائص النمو لديهم، ويؤول كل ما يصدر عنهم من سلوك من خلال فهمه الذاتي وتفسيراته الخاصة.

يشعر أبناءه عادة بالتبعية مقابل الاستقلالية، ويجعلهم يسقطون في الاعتمادية الدائمة على الكبار وهو بهذا يمارس عنفا مع أبنائه.

6- التهديد من أسوأ أنوع العنف

أ- التهديد اللطيف

التهديد سواء كان لطيفا أم شديدا يعد من أسوأ أنواع العنف المؤثر سلبا على الأبناء، والتهديد اللطيف من السلوكيات التي ينبغي الحذر من ممارستها في الحياة الأسرية ؛لأن آثارها السلبية على نفسيته أكبر بكثير من التهديد القاسي. وقد يتساءل بعضهم عن التهديد اللطيف وهل هناك تهديد يتسم باللطف؟!

وأقول نعم وهو الأكثر شيوعا في العلاقات الأسرية.. إن الأم التي تقول لابنها بكل هدوء وابتسامة: «إن لم تؤد واجباتك المدرسية لن أحبك مثل باقي إخوانك»، أو «..لن أحكي لك حكاية قبل النوم»، أو «لن تخرج معي اليوم».

إنها تمارس تهديدا لطيفا وعنفا خطيرا في علاقتها مع ابنها، إن مثل هذا التهديد يسحب من المراهق حاجاته النفسية، فهو يراها مهددة ومرتبطة بسلوك معين، وينشأ لديه نوع من الخوف وفقدان الشعور بالأمان.. إن ممارسة هذا النوع من العنف اللطيف ولو بأهداف إيجابية يعد نوعا من العنف غير المسموح به مع المراهق.

ب- التهديد الخفي

المراهقون يخضعون أحيانا لأنواع من التهديدات الخفية التي تصيبهم بالإحباط والشعور بالخطأ الدائم والذنب المستمر أو بالنقص والعجز والضعف؛ مما يشل حركة التفكير والإبداع لديهم.

إن الأم التي عودت ابنها على مساعدته في حل واجباته المنزلية حين توجه له كلاما من مثل: «سترى لو لم أكن معك كيف ستحل واجباتك؟!» أو من مثل: «لو لم أكن معك كيف كنت ستتصرف؟!» أو «من دوني ماذا تفعل؟!».

إن مثل هذه العبارات تحمل في طياتها تهديدات خفية ورسائل سلبية غير مباشرة، تؤكد قوة الأم وعجز الابن حتى لو كانت منطلقاتها حسنة، فعلم الاتصال يؤكد أن الكلام المباشر يشكل في أحسن الأحوال 7٪ من الرسالة وأن ما وراء الرسالة اللفظية أو الرسالة غير اللفظية هو الذي يشكل الحيز الأكبر من الرسائل الخفية 93٪.

إن الأبناء يميلون -عادة- إلى الشعور بالخطأ والضعف، وهو نوع من الحالة النفسية والصراع الداخلي الذي يعيشه الأبناء بين ميل للاستقلالية والاستمرار في الاعتماد على الآخرين، ومثل هذه التهديدات الخفية واللطيفة قد تغلب كفة الاستمرار في الاعتماد على الكبار، وعادة ما ينشأ من يخضع لهذا النوع من العنف ومعه شعور مستمر بالضعف والعجز وخوف دائم من الخطأ.

وما أكثر الكبار الذين يرددون باستمرار (لا أستطيع)، و(لا أقدر) أمام أشياء كثيرة يقوم به الكثيرون! لذلك نجد أن تهديد المراهق بأي نوع من أنواع التهديد يحمل رسالة أكيدة له بأنك لا تحبه لذاته وإنما حبك له مشروط بسلوك معين.

إشراقة

أصل المشكلات مع أبنائنا المراهقين

سلوكيات أبنائنا ليست انحرافات -في غالبها- وإنما تصرفات مزعجة تستفز الآباء والأمهات والمربين؛ لأن نظرتهم للمراهق تتسم بتناقض في المواقف، فهم ما زالوا يعدونه طفلا صغيرا، وفي الوقت نفسه يطالبونه أن يتصرف كما يتصرف الكبار.

12- المنّ:

كثرة المنّ على المراهق، وتذكيره بأعمالك وتعبك، يجعله في موقف ضعف وتأنيب عادة ما ينتهي بمحاولاته التخلص من ذلك المنّ المستمر، وقد يلجأ المراهق للسرقة لتوفير حاجياته أو الهروب من المنزل لاحقاً، والمنّ يتم بأشكال متعددة منها: «بعد كل ما عملته من أجلك تفعل هذا...» أو: «أنا أشتغل وأتعب من أجلك..».

قصة:

علاء مراهق ذكي يدافع نفسه

استدعاني صديقي للعشاء، وكانت جلسة ضيافة واستشارة، يشكو صديقي وزوجته عدم قدرتهما على التفاهم مع ابنهما علاء الأوسط بين إخوته، وكنت منصتا أكثر مني متحدثا.

بدأ الأب يصف ما يزعجه من سلوك علاء، وعلاء يرد بمنطق مفحم، مقارنة بينه وبين أخيه الذي يكبره بسنتين فقط.

كيف تمنعني من قيادة السيارة زاعما أنني لا أملك رخصة للقيادة بينما تسمح بها لأخي وهو أيضا لا يملك رخصة؟ وهكذا إلى أن أفحم الأب ولم يترك له حجة ولا منطقا أمامي، وأنا في قمة الإعجاب بالولد الذي يحمي نفسه ويدافع عنها.

فلما فقد الأب حججه تحول إلى أسلوب الابتزاز العاطفي مع علاء، قائلا: أنت ترى يا علاء أنني أشتغل صباحا مدرسا، وعصرا مصححا، وفي العديد من المناسبات مدرسا خاصا، كل هذا من أجلكم أنتم، أنت وإخوانك!

ولم يفقد علاء منطقا في الرد على أسلوب الابتزاز العاطفي، وبطبيعة الحال لا يستطيع هذا إلا شخص مدرب عاطفيا ووجدانيا على التخلص من تأثير الابتزاز العاطفي ولوم الذات والشعور بالذنب.

رد علاء الذكي وجدانيا بمنطق سليم: لماذا تزوجت يا أبي وخلفتنا، لترهق نفسك هكذا، أما كان الأحسن لك أن تبقى أعزب بلا أولاد لتعيش حياة بلا معاناة.

لقد استعمل صديقي أسلوب المن وهو أسلوب يمارس من خلاله الابتزاز العاطفي، ومن آثاره أنه يصيب وجدان الأولاد بمشاعر سلبية قد تتحول إلى أمراض نفسية وعضوية إذا ما تم تغذيتها باستمرار، مشاعر لوم الذات والشعور بالذنب، وأستسمح صديقي العزيز وأنا أنشر قصتي معه ومع ابنه الذكي (تبارك الله) معتقدا أنه سيكون أسعد بهذا النشر والاعتزاز بولد مثل علاء.

وكم عالجت مراهقين ومراهقات وأحيانا أطفالا انفصل آباؤهم عن أمهاتهم فحملوهم الذنب والسبب في هذا الانفصال!

13- التجريم:

وهو من الأساليب السلبية التي تجعل كل شيء أسود في عين الأب وكل سلوك يصدر الابن يعد جرما.

14- الانتقاد المستمر:

كل شيء لا يعجب الأب، وكل سلوك من المراهق لا بد وأن يجد له الأب ثغرات ينتقدها. وهذا الانتقاد يجعل الابن زاهداً في العمل والإنجاز، مفضلاً الاستكانة والانعزال.

15- التحذير:

أحيانا التحذير من الأشياء غير المقبولة التي لا تصدر – أصلاً – من المراهق تفتح ملفات التحذيرات في ذهنه وتفكيره.

فالحديث مثلاً مع الابن بأسلوب التحذير «لا تدخن! إياك والتدخين...» تنشئ ملفاً عن التدخين في ذهنه، يمكنه أن يفتحه في أية لحظة ضعف أو سوء تفاهم بين الوالد وابنه... ليجعل من لجوئه للتدخين ردة فعل أو تحدياً أو ميلاً للمعاكسة. أو الانتقام.

لا نعرف غيرها!

في دورة لي حول فنون التعامل مع المراهقين ومهاراتها بدأت حديثي عن تطلعات الوالدين وما يريدون من أبنائهم، وكانت تطلعات رائعة وجميلة وأحلاما وردية تبدأ بالتفوق الدراسي وتنتهي بالصلاح والقوة والشجاعة وتحمل المسؤولية، ثم طرحت الممارسات التربوية السلبية وسأل الحضور عن مدى سقوطهم في هذه الأساليب، وكان رد الجميع أنه يمارس أغلبها.

سألتهم لماذا؟ واختلفت الإجابات وتعددت، وأخيرا قلت لهم: الإجابة بكل بساطة وبلا تعقيد، إنكم لا تعرفون غيرها!

رد الجميع نعم، قلت حينها: لذلك أنتم هنا.. للتعلم واكتساب مهارات وأساليب جديدة تحقق طموحاتكم وتطلعاتكم، وتحافظ على راحة بالكم وطمأنينتكم، وتعيد العلاقة الطيبة بينكم وبين أبنائكم.

دستور المشاركة الأسرية

11 وسيلة لتحقيق المشاركة الفعالة بين الآباء والمراهقين

1- تخصيص وقت محدد لقضائه معهم يوميا.

2- الحرص على التجمع على مائدة العشاء أغلب الأيام.

3- إظهار الاهتمام بهم.

4- تحين الفرص لمصاحبتهم داخل المنزل أو خارجه.

5- إظهار الاهتمام بأفعالهم.

6- القيام بأعمال منزلية معا.

7- التعبير عن المشاعر والعواطف المتبادلة بينهم.

8- مناقشة القضايا والأفكار والأحاسيس المختلفة.

9- وضع حدود وتعليمات وتوضيح النتائج المترتبة على عدم الالتزام بها.

10- عرض قيم وأخلاقياتهم البالغين ومناقشتها معهم.

11- معرفة خط سيرهم والأماكن التي يترددون عليها والأفعال التي يقومون بها.

تذكر:

يكتسب المراهقون الأساليب التي نتبعها في التعامل معهم، وبتكرار استخدام هذه الأساليب مرة بعد مرة، فإنهم يتعملونها ويستخدمونها.










اعداد: د. مصطفى أبو سعد









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-09-2024, 08:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة : Egypt
افتراضي رد: انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد

انفعالات المراهق(5) متــى يحــدث الصـــدام مـع المـراهـق؟



-------------------------------------------------------
-------------------- ومضة --------------------

أحبــك لأنك ابنــي
وكفــى
تعلمـوا أن تحبـــوا أبناءكم حبا بلا شروط.
-------------------------------------------------------
يشكل الصدام مع المراهق أكبر عقبة ومشكلة تواجه الأهل والمربين.
والصدام يعني مواجهة ومعارضة احتياجاته.
والمراهق قد ينظر إلى تلك المواجهة على أنها معركة وأنانية من الكبار، تمنعه من حقوقه واستقلاليته، ومن هنا كان لزاما عليه أن يدافع عن ذاته واستقلاليته.
ويلجأ المراهق إلى استعمال كافة الأساليب للدفاع عن نفسه، وإثبات وجوده، ونيل حقوقه، وإقناع الآخرين بما يريد، ولذلك كانت أضرار الصدام كبيرة، ونتائجه سلبية، وعلى عكس توقعات الكبار، ويمكن إجمال هذه النتائج فيما يلي:
1 - التمرد والعدوانية: نتيجة الضغط الممارس عليه ورفضه لوسائله واستعماله لقوة شخصيته، التي نشأت منذ الطفولة.
2 - المقاومة الخفية: التي تنتهي بشحنات هائلة من التوتر لدى المراهق تتحول إلى عادات سلبية تبدأ بقضم الأظافر، والتبول اللاإرادي، والتأتأة، وسحب الشعر، ومص الأصابع، وهي مقاومة خطيرة قد يصعب علاجها مثل فقدان الشهية الذي قد يتحول إلى فقدان شهية عصبي، ولاسيما لدى البنات المراهقات.
3 - الانطوائية والاستسلام والضعف والطاعة غير المحدودة: وهذه أسوأ النتائج التي قد يصل إليها المراهق؛ لأنها تعني تدميرا لشخصية نامية، وضعفا في المستقبل، وانقيادا، وتعني موت الحوافز والدوافع، وقد تصل عند بعض المراهقين، -وراجعني العديد من هذه الفئة ذكورا وإناثا-، أن فقدوا حب الحياة وزهدوا فيها، وفقدوا الشعور بأي متعة لهم، وكم يحتاج هؤلاء إلى جهد كبير لعلاجهم وإعادة تأهيلهم، بينما الفئة الأولى المتمردة هي الأسهل في قاموس علاجنا النفسي والأسهل في التأهيل والنجاح في الحياة.
أضرار الصدام مع المراهق
- انطواء المراهق على نفسه وإيثاره العزلة على الخلطة، وهذا مؤشر لبداية الإحباط.
- كره المراهق للشخص الذي تسبب في الصدام؛ مما يجعله ألما في حياة المراهق، وبالتالي فقدان التواصل بينهما.
- فقدان الشهية وترك الأكل؛ مما يتسبب - بداية - في سوء التغذية، وقد ينتهي بمرض فقدان الشهية العصبي.
- التفكير في الهروب من المنزل، والنوم خارجه، واللجوء إلى شلة الأصدقاء.
- اللجوء إلى العنف والعدوانية، كردة فعل على الصدام معه.
- محاولة إيذاء نفسه، أو إلحاق الأذى بغيره، كطريقة للفت الأنظار، وإثبات الوجود أو بدوافع انتقامية.
- الصراخ المتبادل، الذي قد يفضي إلى الاشتباك بالأيدي مع الأهل أو المعلم.
- الهروب من المدرسة، أو اختلاق الأعذار للتغيب عنها.
مشكلة هروب المراهقين
لعل هروب المراهق من المنزل، يعد من بين أسوأ ما قد ينتج عن صدام المراهق مع الأهل، أو البيئة المحيطة، والهروب ليس النهاية، بل هو البداية في تسلسل المشكلات، ولو رجعنا إلى السبب الرئيس للهروب، لوجدنا أنه يرجع في الغالب إلى التوتر الحاصل في جو الأسرة، ومنشأ هذا التوتر هو:
- عدم إلمام الأهل بالأساليب الإيجابية الفعالة في التعامل مع المراهقين.
- الجهل بالتطورات والتغيرات التي تظهر على المراهق وتطورها.
- عدم تفهم الأهل للمراهق من جهة، وانقياد المراهقين من جهة أخرى نتيجة الضغط الذي مورس عليه أثناء طفولته، التي نعدها سن التأسيس الحقيقي للشخصية.
- الخلل في أساليب توجيه السلوك من قبل الآباء لأبنائهم أثناء تعرضهم لضغوط أو رفض؛ فيؤدي إلى التصاعد بدائرة الفعل (المثير الخارجي) وردة الفعل (الاستجابة)؛ مما يؤثر بالنهاية على العلاقة بين الوالدين والمراهق.
- المشاعر السلبية للمراهق، فقد يخفي المراهق خلف تلك المشاعر: الخوف، وعدم الثقة بالنفس؛ لأنه مقتنع تماما بأنه على حق، فهو ينظر للحياة من خلال مفهومه لذاته، وبأنه على حق وصواب دائمين؛ لذلك تظهر مشاعره السلبية.
- تمسك المراهق بمواقفه وسلوكه، وعدم التنازل عنها بعدها جزء لا يتجزأ من شخصيته؛ ولأن الكبار لم يتعلموا مهارات فصل الفعل عن الفاعل، فكان انتقادهم للمراهق بدل سلوكه.
تفهم أي مشكلة في العلاقات أو السلوك بمعنى فهم الدوافع الداخلية يشكل 50٪ من الحل (مهارات التشخيص).
للأسف 70٪ من العلاقة بين المراهق والأسرة علاقة يغلب عليها التوتر والصدام، نتيجة لاتباع الأساليب السلبية في التنشئة الاجتماعية؛ مما يترتب عليه لجوء المراهق للسلوكيات المزعجة، وبحثه عن بيئة جديدة تحتضنه بالحب والحنان والتفهم والإنصات، تتفهمه وتفهم حاجاته، ولاسيما النفسية، وغالباً ما يجد هذا في الأصدقاء، وهذه استجابة نفسية طبيعية لمختلف الظروف التي تحيط بالمراهق، ومن هنا قد تبدأ المشكلات ومعاناة الأهل، ولاسيما إذا كان الأصدقاء أصدقاء سوء في الخلق، وسوء في الدين.
متى يحدث الصدام؟
هناك أسباب أخرى قد تدفع الآباء والأمهات للصدام مع أبنائهم وبناتهم، فمتى يحدث الصدام الذي يقطع التواصل الإيجابي مع المراهق؟
- أولاً: طبيعة المتغيرات التي تعرفها مرحلة المراهق:
أحد الأسباب الرئيسة للصدام مع المراهق تتمثل في طبيعة مرحلة المراهقة نفسها؛ لأنها مرحلة تفجر الصراعات بسبب التغيرات السريعة والكبيرة، التي تنقل الطفل إلى مرحلة جديدة، فالمراهق يبدأ في عيش صراعات داخلية بين تقبل المرحلة أو البقاء في الطفولة، ولكل مرحلة متعتها وواجباتها، فيضيع الأولاد بين هذا الاختيار الذي عادة ما يكون صراعا داخليا في المراهقة المبكرة، هذا الصراع يعكس آثاره على حياته الخارجية، والصدام مع الأهل والمجتمع أحد نتائجه وآثاره.
ومن أبرز الصراعات التي يعيشها المراهق:
- الصراعات بين مغريات الطفولة والرجولة.
- الصراع بين شعوره الشديد بذاته والشعور الشديد بالجماعة.
- الصراع القيمي بين ما يتعلمه من أخلاق وبين المغريات المعروضة أمامه.
- الصراع العائلي بين ميله إلى التحلل من قيود الأسرة، وبين سلطة الأسرة الضابطة والحاجة إليها.
- الصراع بين مثالية المراهق وأحلامه، وبين الواقع الذي يعيشه.
- صراع الأجيال الذي عادة ما يكون واضحا حين يصر جيل الوالدين على تنشئة أبنائهم بالطرائق والأساليب التي تربوا عليها.
وقديما نبه الإمام علي] لهذا النوع من الصراع، حين أوصى الآباء بتربية أولادهم لزمان غير زمان آبائهم.
ومن الأسباب التي تسهم في نشوء الصدام مع المراهق، توزع شخصيته (المراهق) بين مجتمعات ثلاث، يحاول التكيف معها باحثا عن قدرات لإحدات هذا التوازن.
- مجتمع الأسرة: الذي يمثل الاتكالية الاقتصادية والخضوع والولاء.
- مجتمع الأصدقاء: الذي يمثل الاستقلالية والزعامة، وتحقيق الذات.
- المجتمع الكبير: الذي يمثل الواقعية والنظام الصارم، والقانون الضابط.


اعداد: د. مصطفى أبو سعد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-09-2024, 11:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة : Egypt
افتراضي رد: انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد

متى يحــدث الصدام مـع المـراهـق؟ (2)

عندما نعرض عليهم ما نريد بلغة الأمر المباشر





التركيز على نقاط القوة لدى المراهقي يحولها إلى نقاط تميز والتميز أعظم من القوة
شجع أبناءك على ممارسة ما يستمتعون به من خلال مشاركتهم واحترام اختياراتهم وهواياتهم

الأمر يعني الإلزام ووجوب الفعل، والإلزام يعني الإكراه والإجبار.
وهما كلمتان تنفر منهما النفس الإنسانية؛ لذا يقع الصدام مع المراهقين عندما نعرض عليهم ما نريد بلغة الأمر المباشر.
وعندما نكثر من استخدام أسلوب: «افعل.. لا تفعل» دون بيان أو توضيح أو مسوغ.
وحتى لا يقع الصدام مع المراهق، ينبغي أن نستعمل لغة المعايير أو لغة التسويغات، ومتى أتقنها الأهل والمربون، فإن عدد المواقف التي نصطدم بها مع المراهق سيقل قلة ملحوظة.
ما لغة المعايير؟
لغة المعايير ببساطة هي أن نطلب من المراهق فعل أمر ما؛ لأنه سيؤدي إلى نتائج إيجابية، ثم نشرع في بيان تلك النتائج الإيجابية المتوقعة، وتأثيراتها عليه.
وعندما نطلب إليه ترك أمر أو عدم فعل شيء معين، نبين له أن هذا الفعل سيؤدي إلى نتائج سلبية، ثم نشرع في بيان تلك النتائج السلبية المتوقعة، وتأثيراتها عليه.
لغة المعايير هي منهج إسلامي
إن إسلامنا العظيم يشير إلى هذه اللغة، فعندما أمرنا بالصلاة وإدامتها والمحافظة عليها، بيّن لنا لماذا طلب إلينا أن نصلي؟ مع أن الله -تبارك وتعالى- قادر على أن يأمرنا بذلك دون بيان لحكمة أو ذكر لمنفعة، فقال في الحث على الصلاة: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } (العنكبوت:45).
ولما نهانا عن شرب الخمر قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة:91).
ولما حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على إلقاء السلام على من عرفنا وعلى من لم نعرف، بيّن ثمرات هذا السلوك، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام». رواه ابن ماجه.
كان بإمكانه أن يقول: صلّوا فقط، ويقول: لا تشربوا الخمر، ويلتزم المسلم دون أدنى اعتراض، لكنه يعطينا قواعد منهجية للتعامل مع الإنسان وتربيته، من خلال منظومة التشريعات الإسلامية، وآلية تطبيقها في حياة المسلم.
وما أجمل العلم الذي أنتجه العالم المبدع صاحب البصمة (الشاطبي)، رحمه الله وهو يبين المقاصد والعلل.. ولعمري إنه العلم الذي تحتاجه الأمة في نهضتها والأسرة في نهضة أبنائها.
خامسا: عندما نطلب إليهم فعل أشياء في وقت يمارسون فيه أشياء ممتعة
عالم المراهقة يختلف عن عالم الصغار وعالم الكبار، عالم له متطلباته واحتياجاته، عالم له خصوصيته ومقاييسه، فالشيء الممتع في عالم المراهقين، قد يكون بائسا ومملا في عالم الكبار.
لذا يقع الصدام مع المراهق عندما لا ننتبه إلى هذه المسألة، فنطلب إليهم فعل أشياء -حتى لو كانت في نظرنا مهمة- وهم يمارسون أشياء أخرى ممتعة بالنسبة لهم؛ لأن الأهل سيظهرون في تلك اللحظة بصورة الشخص الذي يحرم المراهق من الأشياء التي تسره وتسعده.
ولذلك إذا رأيت المراهق يستمتع بفعل شيء كاللعب بلعبة، أو مطالعة قصة أو ممارسة هواية، أو متابعة برنامج معين، فلا تفرض عليه أن يترك تلك المتعة ليفعل شيئا تطلبه إليه، ولكن اطلب إليه متى ما انتهى.
الجوانب المختلفة لحياة التلاميذ
هذا هو عنوان الدراسة التي أجرتها منظمة (سيرش إنستيتيوت) الأمريكية، على أكثر من 100000 شاب، واحتوت الدراسة 152 سؤالا، وكان من نتائج هذه الدراسة أن: 19٪ من الشباب قالوا: «من حقهم أن يمضوا ثلاث ساعات أو أكثر كل أسبوع في تلقي الدروس، أو ممارسة فنون المسرح، أو الفنون الأخرى».
كما أوصت الدراسة بتوفير الأدوات والمواد، التي تعينهم على ممارسة ما يستمتعون به، والسماح لهم بالتمرين عليه، واحترام الأوقات التي يتمرنون فيها، مع إظهار الدعم والاهتمام.
إذاً ما الطريقة التي نطلب بها إلى أبنائنا ما نريد وهم منغمسون في متعتهم؟
نذّكر المراهق بأن عليه فعل كذا بعد الانتهاء من لعبه أو مطالعته أو مشاهدته، وهذا الأمر لا ينطبق على الأمور التي لا تقبل التفاوض، مثل الصلاة، والذهاب إلى المدرسة، فلا نقصد أن نقول للمراهق: لا تنس أن تصلي بعد الانتهاء من اللعب، بل نذكره بأن الأذان على الأبواب، وبقي للإقامة عشر دقائق مثلا.
قصة: فرس عائشة رضي الله عنها
وهذا الذي ذكرته الدراسة وأوصت به، سبق إليه الإسلام، وكان جزءا من منهجية النبي صلى الله عليه وسلم في التربية، أن يحترم اختيارات الآخرين، ويراعي مشاعرهم.
فعن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها (مخدعها) ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب. قال صلى الله عليه وسلم : «ما هذا يا عائشة؟».
قالت: بناتي (أي لعبي) ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟
قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان.
قال: فرس له جناحان!! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟
قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه» رواه أبو داود.
سادسا: عندما نركز على اصطياد السلبيات
يقع الصدام مع المراهق عندما نركز على السلبيات التي تصدر عنه، أو عندما نتحدث دائما عن نقاط الضعف لديه، أو عندما نشير باستمرار إلى الأخطاء التي يقع فيها، وفي الوقت نفسه نترك الإيجابيات ونتجاهلها.
إن التركيز على السلبيات ونقاط الضعف من شأنه أن يقلل من احترام المراهق لنفسه، ويشعره بأنه كائن ضعيف، لا يمكنه الاستقلال عن والديه، وأن نقاط الضعف تلك ولدت معه، وستعيش معه، وعلى الدوام ستبقى جزءا من شخصيته، ومهما حاول أن يغيرها فلن يستطيع، والمحصلة هي شاب محبط، ضعيف الشخصية، ضعيف الثقة بالنفس.
أرنب في المدرسة
هل أركز على نقاط ضعفي أم قوتي؟
من أجمل وأروع القصص الرمزية التي غيرت قناعات عديدة في حياتي وأعدها منهجا لتطوير الذات والتميز.
إن أرنبا دخل المدرسة، فأجري له اختبار قدرات، فكانت النتيجة أن الأرنب يتقن العدو السريع والقفز فقط، بينما لا يتقن السباحة والعوم في الماء، فَعُدَّ الجري السريع والقفز نقطة قوة في شخصية الأرنب، لا داعي أن تركز عليها المدرسة، وإنما يجب التركيز على نقطة الضعف، وهي عدم القدرة على السباحة.
وكانت التوصية التركيز على مهارة السباحة، وتقرر أن يدرس الأرنب في الصباح دراسة نظامية، وبعد الظهر يتدرب على السباحة بواقع ساعتين يوميا ولمدة سنة دراسية كاملة، وفي نهاية العامة أعيد اختبار قدرات الأرنب فوجدوا أنه لم يتقدم خطوة واحدة باتجاه إتقان السباحة، وأنه لم يتعلم أي شيء في السباحة.
فقرروا أن يعيد السنة الدراسية، وأن يدرس في الصباح دراسة نظامية، وبعد الظهر يتدرب على السباحة بواقع ثلاث ساعات يوميا، ولمدة سنة دراسية كاملة.
خرج الأرنب من المدرسة وهو مصاب بالإحباط، فرآه طائر (البوم)، فسأله عن سبب تعاسته وإحباطه، فأخبره الأرنب القصة كاملة.
ضحك البوم وقال: لم أر أغبى منك أيها الأرنب ولا أغبى من مدرستك تلك، لو أنك أمضيت سنة كاملة تتعلم لمدة ساعتين يوميا كيف تطور مهارة الجري والقفز لديك، لأصبحت أسرع أرنب وأفضل عداء في الغابة.
والسؤال: إلى ماذا ترشدنا القصة؟
- أهمية التركيز على نقاط القوة لا على نقاط الضعف لدى المراهق، وهذا عكس ما يتلقاه المراهقون من تربية، أو ما يعطى في دورات التعامل مع المراهقين أو دورات تطوير الذات.
- التركيز على نقاط القوة لدى المراهق يحولها إلى نقاط تميّز، والتميز أعظم من القوة، وأن يكون المراهق متميزا يعني أن يكون (رقم واحد) أو (الرقم الصعب)، وأن يكون في المقدمة، وأن يكون من النخبة.




اعداد: د. مصطفى أبو سعد






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم اليوم, 02:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,367
الدولة : Egypt
افتراضي رد: انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد

متى يحـدث الصدام مع المراهق؟(3) عندما نستخدم (لا) و (ممنوع)





يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «أكلما اشتهيتم اشتريتم؟!»


كلما زاد تفهم الوالدين للحاجات النمائية، كلما زاد نجاحهما في تربية ابنهما المراهق

كلمة (لا) قد تشعل نار الصدام بيننا وبين المراهق فلنحسن استعمالها

إن الحوار المستمر الذي يخاطب المنطق والعاطفة يعد عملية زرع للفكرة في العقل اللا واعي للمراهق



القاعدة التربوية تقول: كلمة (لا) من أسهل الكلمات التي يقولها الإنسان، ومن أكثر الكلمات شيوعا واستعمالا، ولكنها قاتلة للمراهق حين تستعمل ضده عشرات المرات يوميا، وقد تكون آثارها خطيرة ومدمرة عليه، إذا لم تقل في الزمان والمكان المناسبين.

كلمة (لا) لا يحبها المراهق؛ لأنها تدل على الحرمان والرفض، وطريقة من طرائق فرض القيود على السلوك، ودلالة على تسلط الكبار، وتبدل في مشاعر الأمهات والآباء، الذين كانوا يلبون للطفل رغباته، ويوافقون على طلباته، فلما كبر وأصبح مراهقا صاروا يرفضون ويقيدون.

فوائد كلمة (لا)

- كلمة (لا) مفيدة عندما نستخدمها، وفي الوقت نفسه نطرح البدائل الإيجابية، ونناقش مع المراهق أهمية الحدود التي نرسمها، وضرورة القيود التي نضعها.

- كلمة (لا) مفيدة؛ لأنها تجعل المراهق يشعر بالأمان حين تكون (لا) ضابطة للقوانين والقواعد التي تنظم الحياة الاجتماعية.

- إن المراهق إذا افتقد وجود قوانين وقواعد ملزمة افتقد الأمن والطمأنينة وهذه سنة الله في كونه.

- كلمة (لا) مفيدة؛ لأنها تحمي المراهق من آثار الدلال الزائد؛ ولأنها تحميه من الأنانية والتفكير الدائم في رغباته والانسياق لها بشكل أعمى.

- كلمة (لا) مفيدة عندما نتبعها بحوار بناء، وبذل للوسع لمحاولة إقناع المراهق بجدوى كلمة (لا)، وفاعلية قائمة القوانين والقواعد التي ينبغي احترامها من مثل: لا لقيادة السيارة قبل الحصول على الترخيص القانوني (رخصة القيادة).

من المتوقع أن يظهر المراهق عدم قناعته، عند سماعه كلمة لا، ومن المتوقع أن يظهر عنادا وتمردا عند منعه، وهذا أمر طبيعي ومتوقع، ولكن في الوقت نفسه لابد أن نكون متأكدين أن حوارنا التبريري الواضح بمقاصد المنع يقنع قناعاته ومعتقداته الداخلية، فقط ننتظر اللحظة التي سيعبر فيها عن تلك القناعة.

أضرار الوجبات السريعة

ومن القصص التي رأيتها -حول مسألة القناعة الداخلية عند المراهق- قصة طفلة كانت تعشق الوجبات السريعة، ولا تتبع نظاما متوازنا في الغذاء.

وعندما أدركت الأم خطورة الأمر، تدخلت ومنعتها من تناول الوجبات السريعة، وألزمتها بأكل الوجبات الصحية المنزلية، وحاورتها بانسياب، مبينة لها أضرار تلك الوجبات على صحة الإنسان، لكن الفتاة لم تقتنع وأبدت معارضة شديدة.

وفي إحدى زيارات العائلة للأقارب، جلست الفتاة مع الأطفال في سنها، وأرادوا أن يطلبوا وجبات سريعة وما كان من الطفلة إلا أن بدأت تحدثهم عن الوجبات السريعة ومدى الضرر التي تحدثه للأطفال، وتنهاهم عن تناولها.

وبدأت تكرر وتردد الكلام الذي لم تقتنع به من أمها وقالت للأطفال أنا لاآكلها.

ثالثا: عندما لا نتفهم احتياجاتهم النمائية ولا نلبيها أو ننميها.

من المعلوم أن الإنسان في فترة المراهقة، يمر بمرحلة نمو سريع، ونتيجة لهذا النمو المتسارع تنقلب لديه كثير من الأمور والمسائل، وقد يلجأ إلى سلوكيات وتصرفات يرى أن من شأنها تلبية احتياجاته النمائية، ويقع الصدام مع المراهق عندما لا نتفهم تلك السلوكيات ودوافعها.

ولذلك عندما نلحظ سلوكا سلبيا عند المراهق ينبغي ألا نتدخل فورا لتعديل هذا السلوك، وإنما علينا أولا أن نفهم ونتفهم طبيعة هذا السلوك، وأنه قد يكون حاجة نفسية لدى المراهق تقتضيها مرحلة النمو، وبهذا التصرف الحكيم نكون قد أدركنا 90٪ من المشكلة (السلوك السلبي)، ويكون تدخلنا لتعديل السلوك بسيطا ومحددا.

الحاجة إلى الاختلاء بالنفس

من الحاجات النمائية للمراهق حاجته إلى الانفراد بنفسه بين فترة وأخرى، وأحيانا لا يجد مكانا يختلي به بنفسه؛، لذا يلجأ أحيانا إلى طول المكوث في الحمام، هذا السلوك (المكوث الطويل في الحمام) هو تعبير عن حاجة المراهق إلى الاختلاء بنفسه، إن كان المكان في نظر الأهل غير مناسب.

هذا السلوك (المكوث الطويل في الحمام) يقابله الأهل بالشك والظن السيئ، ويبدؤون بطرح الأسئلة على أنفسهم، ووضع الاحتمالات السلبية، لماذا يطيل المكوث في الحمام؟ عندما لا يجد الأهل إجابة واضحة لأسئلتهم، يواجهون المراهق بالاتهام والشك، فيقع الصدام مع المراهق، ولو نظرنا إلى الأمر على أنه حاجة نمائية عند المراهق لما حصل الصدام، ويحدث هذا غالبا لدى الأولاد الذين لا يتمتعون بغرفة خاصة بهم تمكنهم من إيجاد نوع من الخصوصية.

وأذكر أنه جاءني أحد الآباء يشكو طول مكث ولده في الحمام.

قلت له: من المؤكد أنه لا يملك غرفة مستقلة.

فقال الأب: نعم، إنها غرفة مشتركة بينه وبين أخيه.

وقس على هذه الحاجة باقي الحاجات النمائية للمراهق، التي إن لم يتفهمها الأهل ويسعوا إلى إشباعها، فإن الصدام مع المراهق واقع لا محالة.






اعداد: د. مصطفى أبو سعد
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 139.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 134.81 كيلو بايت... تم توفير 4.43 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]