|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أخطاء في الصلاة
أخطاء في الصلاة (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. فإن الصلاة هي عماد الدين، والركن الثاني من أركانه، وهي الفارق بين المسلم والكافر؛ لذلك وجب على المسلم أن يحرِص على أدائها، كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم، وبيَّن صفتها لأُمَّته؛ روى البخاري في صحيحه من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»[1]. هناك أخطاء يقع فيها بعض الناس في الصلاة أحببتُ التذكير بها؛ أداءً لحق الله تعالى، وقيامًا بواجب النصيحة، فمن ذلك: أولًا: عدم إقامة الصلب في الركوع أو السجود؛ روى النسائي في سننه وأحمد في مسنده من حديث أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لأَحَدٍ لَا يُقِيمُ فِيهَا ظَهْرَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»[2]. وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم لص الصلاة وسارقها شرًّا من لص الأموال، فروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَسْوَأُ النَّاسِ الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟ قَالَ: «لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا»، أَوْ قَالَ: «لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»[3]. وكان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَكَعَ بَسَطَ ظَهرَهُ وَسَوَّاهُ [4]، وفي رواية: «حَتَّى لَو صُبَّ المَاءُ عَلَيهِ لَاستَقَرَّ»[5]. وروى النسائي من حديث أبي حميد رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَكَعَ اعْتَدَلَ، فَلَمْ يَنْصِبْ رَأسَهُ، وَلَمْ يُقْنِعْهُ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ»[6]. وأما السجود فإن بعض المصلين إذا سجد لا يُمكن جبهته من الأرض، وبعضهم يرفع قدميه عن الأرض؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أُمِرتُ أَن أَسجُدَ عَلَى سَبعَةِ أَعظُمٍ، الجَبهَةِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنفِهِ، وَاليَدَينِ، وَالرُّكبَتَينِ، وَأَطرَافِ القَدَمَينِ»[7]، فالواجب على المصلي أن يسجد على أعضاء السجود السبعة. اللهم اجعلنا ممن يحافظ على هذه الصلوات ويُقيمها حقَّ إقامتها، اللهم اجعلها راحةً لنا وشرحًا لصدورنا، ونورًا لنا في الدنيا والآخرة. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر بعضًا من الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين. 2- بيِّن صفة ركوع النبي صلى الله عليه وسلم. 3- اذكر الأعضاء السبعة التي يسجد عليها المصلي مع ذكر الدليل. [1] برقم (631). [2] سنن النسائي برقم (1027) ومسند الإمام أحمد (28/ 329) برقم (17103) وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين. [3] (37/319) برقم (22642) وقال محققوه: حديث صحيح. [4] صحيح البخاري برقم (828) من حديث أبي حميد الساعدي. [5] سنن ابن ماجه برقم (872) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1/ 144) برقم (712) من حديث وابصة بن معبد. [6] برقم (1039) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (1/ 224) برقم (994). [7] صحيح البخاري برقم (812)، وصحيح مسلم برقم (490).
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: أخطاء في الصلاة
أخطاء في الصلاة (2) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين مسابقة الإمام، وقد جاء النهي الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك: روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي إِمَامُكُمْ فَلَا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ، وَلَا بِالسُّجُودِ، وَلَا بِالْقِيَامِ، وَلَا بِالاِنْصِرَافِ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ أَمَامِي وَمِنْ خَلْفِي»، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»، قَالُوا: وَمَا رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ»[1]. وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رأسَهُ رَأسَ حِمَارٍ؟!»[2]. وروى البخاري في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ[3]. وفي رواية: حَتَّى يَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَبْهَتَهُ عَلَى الأرْضِ[4]. وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بهِ، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا ركعَ فاركَعوا، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَه، فقولوا: ربَّنا ولكَ الحمدُ، وإذا سجدَ فاسجُدوا، وإِذَا صَلَّى جَالِسًا فصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُون»[5]. ومن هذه الأحاديث يتبيَّن أن للمأموم مع الإمام أربع حالات لا يصح منها إلا واحدة: الأولى: وهي الصحيحة: المتابعة، وهي أن يشرع في الانتقال من الركن الذي هو فيه بعد أن يصل الإمام إلى الركن الذي انتقل إليه، وهذا واضح في حديث البراء المتقدم. الثانية: أن يتقدم عليه، وَتَقَدَّمَ النهي الشديد عن ذلك. الثالثة: أن يوافقه في الانتقال، وهذا من الأخطاء؛ لأنه يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بهِ». الرابعة: أن يتأخر عنه وهذه كالتي قبلها. ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريَّتي ربَّنا وتقبَّل دعاءَنا. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- ما حكم مسابقة الإمام؟ 2- ما عقوبة من يرفع رأسه قبل الإمام؟ 3- متى يحني المأموم ظهره للسجود؟ 4- للمأموم مع الإمام أربعة أحوال، اذكرها مع ذكر الصحيح. [1] برقم (426). [2] البخاري برقم (691)، ومسلم برقم (427) واللفظ له. [3] برقم (690). [4] برقم (811). [5] البخاري برقم 734، وصحيح مسلم برقم (414).
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: أخطاء في الصلاة
أخطاء في الصلاة (3) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: من الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين: أن يقوم لقضاء ما فاته أو يسلم بعد تسليمة الإمام الأولى قبل أن يسلم الإمام التسليمة الثانية، وبعض أهل العلم يرى أن التسليمة الثانية مثل الأولى ركن في الصلاة، وعلى هذا القول يخشى عليه بطلان صلاته. وأقل الأحوال أن يعد مفارقًا للإمام قبل انقضاء الصلاة، فلا يكون له أجر الجماعة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نسبقه بالانصراف، فقال: «أيُّها النَّاسُ، إنِّي إمَامُكُمْ، فلا تَسْبِقُونِي بالرُّكُوعِ ولَا بالسُّجُودِ، ولَا بالقِيَامِ ولَا بالانْصِرَافِ»[1]. ومنها أن يتساهل بعض المصلين هدانا الله وإياهم بالصلاة مسبلًا ثيابه، وقد جاء النهي الشديد عن الإسبال خارج الصلاة وداخلها، وهو في الصلاة أشد؛ لأنه يقف بين يدي الله متلبسًا بمعصية ظاهرة، وقد ورد في خصوص الصلاة ما رواه أبو داود في سننه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن أسبلَ إزارَهُ في صلاتِهِ خُيلاءَ فليسَ مِنَ اللَّهِ في حِلٍّ ولا حرامٍ»[2]. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: اختلف أهل العلم في صحة صلاته، فمنهم من يرىأن صلاته صحيحة؛ لأن الرجل قام بالواجب وهو ستر العورة، ومنهم من يرى أن صلاته ليست بصحيحة؛ لأنه ستر عورته بثوب مُحرَّم، وجعل هؤلاء من شروط الستر أن يكون الثوب مباحًا، فالإنسان على خطر إذا صلى في ثياب مسبلة، فعليه أن يتقي الله عز وجل، وأن يرفع ثيابه حتى تكون فوق كعبيه[3]. اللهم اجعلنا ممن يقيمون الصلاة حق إقامتها. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- متى يقوم من فاته بعض الصلاة للقضاء؟ 2- هل التسليمتان ركن من أركان الصلاة؟ 3- هل يجوز أن يسبق المأمومُ الإمامَ بالانصراف؟ 4- ما حكم الإسبال عمومًا؟ 5- ما حكم الإسبال في الصلاة؟ اذكر الدليل. [1] صحيح مسلم برقم (426) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. [2] أخرجه أبو داود برقم (637) وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (1 /126) برقم (595) ورجح بعضهم وقفه، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: وإن كان موقوفاً فله حكم الرفع؛ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (26 /237). [3] مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (12 /305-306)
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |