|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل ما أفعله شذوذ؟
هل ما أفعله شذوذ؟ أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو وسواسًا أصابها يتعلق بالشذوذ، فالوسواس يُشعرها بأنها شاذة، وذلك بعد أن سمعت أحد الفيديوهات عن الشذوذ، فهي تستثار بمشاهدتها لأجساد الفتيات، لكنها لم تشعر يومًا بميل تجاه أي فتاة، وتسأل: هل أنا شاذة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أعاني بسبب وسواس الشذوذ منذ خمسة أشهر؛ ما جعلني لا أستطيع التركيز في حياتي وأهدافي، وقد بدأ الأمر معي عندما شاهدتُ أحد الفيديوهات لدكتور يتحدث فيه عن الشذوذ، قال فيه: إن الشذوذ هو ميل الشخص لنفس جنسه، فتذكرتُ طفولتي وأنا في عمر السابعة كنت أشاهد إعلانات يكون فيها فتيات شبه عاريات، وكنت أستمتع بالمشاهدة، وبعد البلوغ (في سن 12 – 15 عامًا) كنت أميل لرؤية أجساد الفتيات، وأشعر تجاههن بالإثارة، وكنت أمارس العادة، لكن لم أكن أعطي أهمية لهذا الموضوع، وكلما خطر ببالي أنني ارتكبت فعلًا شاذًّا أشعر بالضيق والاختناق، وأتمنى الموت، أنا ملتزمة بالصلاة منذ أن كنت في سن العاشرة، وكلما أذنبت كنت أتوب، وعلاقتي بصديقاتي كانت طبيعية وسوية فلم أتعلق بإحداهن – مثلًا – ولا حتى في خيالي، وأشعر بالاشمئزاز من أي شيء شاذ على مواقع التواصل، ولم أتخيل يومًا أني أمارس الشذوذ، لكن هذا الوسواس لا يتركني، وهو يشعرني بأنني شاذة، ولا أريد أن يأتي عليَّ رمضان وأنا على هذه الحال، فهذا الوسواس مستمر معي منذ مدة، وبدأ معي مذ قررت أن أتوقف عن ممارسة العادة ومشاهدة الإباحيات، وللعلم فقد أحببت شابًّا من قبل، وفي عمر الثامنة عشرة كنت أبحث على الإنترنت وأشعر بإثارة عند رؤيتي لأجساد الفتيات، لكني لم أكن أفكر في شيء شاذ معهن، وكان ذلك في وقت فراغي فحسب، وأول ما بدأ الوسواس عندي كنت أشاهد صور الفتيات كي أعلم إذا ما سأشعر بإثارة أو لا، هل أنا شاذة؟ وهل ما أفعله طبيعي؟ مع العلم أنني من قبل الوسواس كنت قد امتنعت عن ممارسة العادة ومشاهدة الإباحيات، أرجو أن تطمئنوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فالشذوذ الجنسي هو انحراف في العلاقات الجنسية الطبيعية بين الذكر والأنثى، ويشمل اللواط بين الذكور، والسحاق بين الإناث، ويشمل أيضًا العلاقات الشاذة بين الذكر والأنثى، وكافة صور العلاقات الجنسية غير الممارسة الطبيعية كممارسة العادة السرية. وليس هناك حدٌّ فاصل تام بين العلاقات الجنسية السوية والشاذة، فهناك مقدمات متدرجة تقود الإنسان للوقوع في الممارسة الجنسية الشاذة؛ مثل: عشق مشاهدة المقاطع الإباحية الشاذة، الاستثارة الجنسية عند مشاهدة ومعاملة نفس الجنس، وفقدان هذا الشعور مع الجنس الآخر. ولكن وجود هذه المقدمات لا يعني بالضرورة أن صاحبها شاذ، وخاصة لمن لم يجرب ولم يعرف طبيعة العلاقات الجنسية الطبيعية بين الزوجين. عزيزتي، أنت لستِ شاذة، ولكن ما أنتِ فيه قد يقودكِ للشذوذ إذا توافرت العوامل المؤدية لهذا. وأنتِ في حاجة لعلاج سريع من هذه الوساوس والأوهام. أولًا: يجب عليكِ معرفة الأسباب التي قادتكِ نحو هذه الوساوس أو قادت هذه الوساوس نحوكِ. 1- إن إتاحة العائلة الفرصة أمامكِ لمشاهدة إعلانات فيها فتيات عاريات دليل على ضعف الوازع الديني في العائلة، أو ربما غياب الالتزام الأسري بسبب الغربة، وغياب الوالدين بحثًا عن الرزق. 2- استسلامكِ لممارسة العادة السرية، وتعودكِ على الاستمتاع بنفسكِ وبجسدكِ، وممارسة العادة نوع من الشذوذ قد يقودكِ لِما هو أشد منه، والحمد لله أنكِ تخلصتِ من هذه العادة الذميمة. 3- صغر سنكِ وغياب الوازع الديني عندكِ يبدو جليًّا. 4- إطلاق بصركِ وتعلق قلبكِ بالشباب، وأنتِ في هذه السن الصغيرة دافع للاستثارة الجنسية، وللأسف ليس هناك طريقة لتفريغ هذه الطاقة إلا بالممارسات الشاذة وحدكِ كممارسة العادة السرية. 5- ذكرتِ في رسالتكِ أنكِ تعانين من الفراغ، وهذا يتعارض مع قولكِ: إن مستواكِ العلمي ممتاز! فأنتِ ما زلتِ في مرحلة الثانوية، والمرحلة الجامعية مختلفة تمامًا وتحتاج لمجهود مضاعف، وأغلب الظن أنكِ طالبة ذكية متفوقة، ولكنكِ لا تذاكرين دروسكِ كما ينبغي بدليل أنكِ تعانين من الفراغ، بينما الطالب المجتهد لا يكاد يجد الوقت اللازم لاستظهار دروسه كلها، ويشكو دائمًا من قلة الوقت. عزيزتي، واضح من رسالتكِ أنكِ لا تعانين من ميول شاذة تجاه بنات جنسكِ، وأن كل ما تجدينه هو إثارة عند مشاهدة أجساد الفتيات، وهذا قد يكون شيئًا متوقعًا خاصة مع نماذج فتيات السنيما والإعلانات، فهؤلاء يتم صناعتهن ونحتهن كالدميات، ثم تتدخل برامج الفيديو وتحسين الصور بشكل لا يتخيله المشاهد العادي، وكثيرٌ منا قد صُدم عندما شاهد نجمات السينما والإعلانات في الواقع، فلم يجد هذا الجمال المزيف الذي يراه على الشاشات. وحسنٌ فعلتِ عندما استشرتِ طبيبًا نفسيًّا في مشكلتكِ، فهذه علامة جيدة على إدراككِ أنكِ في مشكلة، وتحتاجين إلى مساعدة متخصصة. وللخروج من تلك النزعة الشاذة، وتلك المقدمات التي نخشى أن تتطور نحو الأسوأ، فالحلول موجودة، ولكنها تحتاج لصاحب عزيمة قوية، ورغبة حقيقية أن يعيش حياة سوية سعيدة لا تشوبها شائبة، ولا تفسدها رغبة أيًّا كانت. أول شيء ينجيكِ مما أنتِ فيه هو معية الله والوازع الديني، كثيرة الصلاة والصيام والدعاء في الصلاة مع حضور القلب، وليس ترديد أدعية محفوظة مقولبة، لا نقول غيرها في كل ركعة وكل صلاة، مناجاة الله ونحن على يقين أنه حاضر سميع عليم قريب أقرب إلينا من حبل الوريد. احفظي ما تيسر من كتاب الله، واجعل لكِ وردًا ونصيبًا من القراءة كل يوم، اشغلي وقت فراغكِ بالطاعات، احرصي على الصحبة الصالحة. وكوني حريصة على تفوقكِ في دراستكِ، وخاصة وأنتِ في بلاد غريبة، وقد تستقرين فيها، ولذا فلا بد لكِ من معرفة لغة أهلها جيدًا، والحصول على الشهادات التي تضمن لكِ مستقبلًا يرضيكِ ويُرضي أسرتكِ. المشكلة لن تنتهي ببعض النصائح، ولا الالتزام بعض الوقت حتى تزول تلك الوساوس، ولكنها مسيرة طويلة في بناء شخصيتكِ الطبيعية القوية المنضبطة الواعية، مسيرة كل يوم تضعين فيها لبنة وتشيدين جزءًا يسيرًا في سفينة النجاة، حتى يكتمل البناء وتبحر السفينة في خضم الحياة. مسيرة طويلة في بناء الشخصية كل يوم يمر عليكِ سوف تكتسبين ثقة في النفس، في البداية قد يكون الأمر صعبًا، ولكن بمرور الأيام سوف تكتشفين أنكِ أقوى مما كنتِ تظنين، وأن النجاة إرادة، ورغم أن النجاح صعب إلا أنه ممكن وقريب. إن في حالتكِ هذه يكون الزواج شفاءً للعِلَلِ، خاصة إذا وفقكِ الله إلى الزواج برجلٍ صالح متدين، بالطبع نحن لا ندعوكِ لعرض نفسكِ للزواج، ولكن ندعو الله أن ييسر لكِ زيجة صالحة، فإذا جاءكِ من ترضين دينه وخلقه، وكان قادرًا على القيام بأعباء الحياة، فلا تترددي لحظة واحدة، عسى الله أن ييسِّر لكِ من أمركِ رشدًا، ويهديكِ إلى سواء السبيل.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |