مشكلات التربية في مرحلة الطفولة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 6090 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4594 - عددالزوار : 1302165 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4139 - عددالزوار : 828828 )           »          معركة.. نافارين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 275 )           »          "عدالة الجرافات".. ظاهرة عدوانية جديدة تستهدف المسلمين في الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          فقد الأحبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 253 )           »          الوصية بـ (أحب للناس ما تحب لنفسك) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 137 )           »          فضل الرباط في سبيل الله عز وجل (شرح النووي لصحيح مسلم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 116 )           »          شرح حديث : كل امرئ في ظل صدقته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 120 )           »          تأمّلات في قول الرسول.. "ما نقصت صدقةٌ من مال" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 313 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-08-2024, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,297
الدولة : Egypt
افتراضي مشكلات التربية في مرحلة الطفولة

مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (1)

الأمية التربوية







كتبه/ عصام حسنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد تكلمنا في مقالاتٍ سابقةٍ عن كيفية التربية في مرحلة الطفولة في ضوء الكتاب والسُّنَّة، والخبرات الموافقة لهما -والحمد لله على فضله-، وسوف نتبعها -إن شاء الله- بسلسلةٍ مِن المقالات عن مشكلاتها، وكيفية حلِّها بالمنهج نفسه، والله المستعان، ومنه التوفيق والسداد.

- فهناك حقيقة مجمع عليها بين علماء النفس: أن الأسرةَ مِن أهم عوامل النجاح والفاعلية؛ لأنها مرتكز العلاقات الأولى، ونقطة انطلاق الفرد إلى المجتمع، فإذا شابها خلل عاد بالسلب على الطفل، ممتدًا إلى المجتمع.

- ومِن الثابت أيضًا: أن كثيرًا مِن مشاكل الكبار، ترجع إلى خبراتٍ قاسيةٍ عانوها في طفولتهم داخل الأسرة؛ ولذلك كانت رأس مشاكل التربية، هي: الأمية التربوية، وضعف الإعداد التربوي عند كثيرٍ مِن الآباء والأمهات؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وضعيف الشيء لا يحسنه؛ فتنشأ مِن ذلك مشاكل تربوية جمة، تؤثِّر على الأجيال؛ صغارًا وكبارًا.

- ولذلك كانت أول لبنة في بناء التربية الشامخ هي: "إصلاح الوالدين أنفسهما": فتربية الولد تحتاج إلى إعدادٍ جيِّدٍ قبل وجوده بسنين، كما قال أحد الغربيين: "إن تربية الولد تكون قبل أن يُولَد بعشرين سنة!".

وصدق في ذلك، والمقصود: أن يُصلح الزوجان من أنفسهما، وأن يكونا قدوة صالحة لولدهما؛ لأن التربية الناجعة تكون بالقدوة.

ويشمل ذلك ما يأتي:

1- تزكية النفس وتنقيتها من الشوائب:

فلكلٍّ منا شوائب نفسية كثيرة تحتاج إلى تنقية بتزكية النفس، وتحليتها بضدها؛ حتى لا تتأثر بها زوجته أو ولده، فكثيرًا ما نسمع عمَّن يُصبغ ولده بمشاكله النفسية، وخبراته القاسية التي تألَّم منها وهو صغير، وهذا خطأ كبير، بل ينبغي أن يتخلص الإنسان من هذا الماضي سريعًا، وأن يقول: قَدَّر الله وما شاء فعل، وأن يدعو لوالديه، وأن يستفيد مِن هذه الأخطاء، فيحذرها في تعامله مع زوجته أو طفله، ويحلّي نفسه بضدها، وهذا -إن شاء الله- مقدور عليه بالدعاء، وبالتطبع حتي يصير طبعًا محمودًا فيه.

- ومما يعين على ذلك أيضًا: الأخذ بأسباب الصلاح مِن: المحافظة على الفرائض، والتقرب لله -تعالى- بالنوافل، والمحافظة على تلاوة الورد اليومي مِن القرآن بتدبرٍ وتفهمٍ، وكذا أذكار الصباح والمساء، وذِكر الله في كلِّ الأحيان، وصوم الاثنين والخميس، وصوم ثلاثة أيام مِن كل شهر، وكذا قيام الليل، والصدقة، والصلة، وفعل المعروف والإحسان، والتحلي بأخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وآدابه.

- ولهذا الصلاح أثر عظيم في تربية الأولاد: قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) (الكهف:82).

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: "فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفَظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة؛ لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن، ووردتْ به السُّنَّة.

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: حُفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر لهما صلاحًا. وتقدَّم أنه كان الأب السابع! والله أعلم" (انتهى من تفسير ابن كثير).

فمن قـَرَّت عينه بالله قـَرَّتْ به العيون، ومَن أحبَّ اللهَ؛ أحبَّه كلُ شيء مِن: زوجة، وولد، وغيرهما.

وهذه الصفة أصل لما وراءها من الصفات، ومنها تنبع.

2- العلم:

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

قال إسحاق بن راهويه -رحمه الله-: "معناه: يلزمه طلب علم ما يحتاج إليه من وضوئه وصلاته وزكاته إن كان له مال، وكذلك الحج وغيره" (جامع بيان العلم وفضله).

فيلزم هنا تعلم العلم الذي يتعلَّق بتربية الأولاد، ويشمل العلم بالشرع، والعلم بالواقع:

أما العلم بالشرع فهو: ما يتعلق شرعًا بتربية الطفل من تعهُّد صلاته وصيامه، وأخلاقه، وضوابط تأديبه؛ خاصة الزجر والضرب، والعدل بين الأولاد في العطية ونحوها.


وأما العلم بالواقع: بالنظر في تجارب عقلاء المربين الملتزمين بالمنهج الصحيح، ومِن غيرهم، إذا وافق منهج الإسلام وشرائعه.

ونكمل في المقال القادم -بمشيئة الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 01-09-2024 الساعة 09:29 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-09-2024, 09:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,297
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة

مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (2)

الأمية التربوية



كتبه/ عصام حسنين



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

3- تحقيق القوامة التي جعلها الله -تعالى- للرجل على زوجته:

قال الله -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء:34).

قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "أي: قوّامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله -تعالى- من المحافظة على فرائضهن، وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوامون عليهن -أيضًا- بالإنفاق عليهن والكسوة والمسكن" (تفسير السعدي).

- فيا أيها القيِّم قم بواجبك وأدِّ الأمانة المنوطة بك، واعلم أنك مسئول أمام الله -تعالى- عن هذه الرعية، فأعد للسؤال جوابًا، (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (متفق عليه)، وإياك أن تتخلَّى عن قوامتك، وتنزِّل نفسك منزلة التابع لا المتبوع، والمطيع لا المُطاع، والموجَّه لا الموجِّه، والغائب لا الشاهد، والخادم لا المخدوم، فينتهي بك الحال إلى وظيفة جالب الأغراض والحاجيات، وصارت المرأة هي الرجل فتَتعس وتُتعس، وتـَشقى وتُشقِي، والنتيجة جيل منهار! فالحذر.

- وليس معنى ذلك: أن المرأة قد ألغيت شخصيتها، لا، بل لها مكانتها ووظيفتها، وطاعتها لزوجها، وعدم الترؤس عليه، فمِن أسباب دخول المرأة الجنة كما جاء في الحديث: (وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا) (رواه أبو نعيم وابن حبان، وصححه الألباني)، أي: أطاعت زوجها في المعروف.

- وعليها أن تظهر الاحترام الشديد له خاصة أمام الأولاد؛ ليشبُّوا رجالاً مستقرين نفسيًّا، ونساءً صالحاتٍ متحبباتٍ لأزواجهن مطيعات، هذه الصفة من الأهمية بمكان، فإن وجدت والحقوق المتبادلة بين الزوجين؛ كان من وراء ذلك خير كثير، وإلا فضياع وتعاسة، وفساد للأجيال والمجتمعات، كما نرى ذلك أمام أعيننا، والله المستعان.

- ومن القوامة: التوجيه -كما بينا-، وليعلم الأبوان أن حجر الأساس في التربية هو: الاتفاق في أمور تربية الأبناء، وألا يظهر تضاد يحسه الولد، أو أن يجد جانبًا يميل إليه دون الآخر، ويكون ذلك بجلسة بينهما يضعان النقاط على الحروف في أمر التربية، والتوجيه والمتابعة.

ولتحقيق القوامة لا بد للأب ألا يكون غائبًا عن البيت لفترة طويلة؛ فأنى له الإشراف والمتابعة والتوجيه؟!

وهل يصح لقيِّم مدرسة أن يغيب عنها، وإن غاب فماذا سيكون حالها؟!

ما تتصوره هنا تأكَّد أن بيتك سيكون كذلك، بل أسوأ؛ لأن القوامة غابت، ومع الأيام ستجد نفسك في وادٍ، وزوجتك وأولادك في وادٍ آخر، وستندم -وقتئذٍ- ولات حين مندم.

- ومن القوامة: الحزم الذي به قوام التربية، والحازم هو: الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في موقف الشدة، ولا يتشدد في موقف يستوجب اللين والرفق.

ومن الحزم: إلزام الولد بما يصلحه، وتجنيبه ما يضره كما أمر الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ومراقبته ومتابعته في ذلك، وليس من الحزم أن يقع الوالد أسير ولده، فيدلّلـه ويلبي جميع رغباته، وترك معاقبته -إن استوجب الخطأ ذلك-، فينشأ مدللًا، منقادًا للهوى غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه.

وليس من الحزم: أن ينقاد لبكاء الطفل وغضبه وصياحه؛ ليدرك أن هذه وسائل غير مجدية، وليست وسيلة للوصول إلى ما يريد، وأن هناك وسائل طيِّبة توصل إلى المراد بهدوءٍ واحترامٍ، كما أن الاستجابة لبكاء الصبي تعوّده الاتكال على الآخرين، والضعف عن المطالبة بحقٍّ.

وليس من الحزم: أن تراقب ولدك في كل حركة وسكنة، وتعاقب عند كل هفوة أو زلة، ولكن ينبغي أن تتسامح أحيانـًا، وأن تتغافل أحيانـًا إلا في شيءٍ لا بد فيه من توجيه أو إرشاد.

ومن الحزم: تعويده النظام المنزلي في طعام وشراب ونوم، والمحافظة على النظافة، وتعويده تنظيم مكان نومه، وترتيب ثيابه وحاجياته، والحذر من الفوضوية في ذلك، فإنها تربِّي الولد على الفوضى في حياته كلها، وتؤدي إلى تفكّك الأسرة، وضياع الأوقات والجهود، وليكن ذلك بحبٍّ ورفقٍ وتدريبٍ، لا بأوامر عسكرية يشعر معها الولد أنه في سجنٍ أو ثكنةٍ عسكريةٍ.

يتبع -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.06 كيلو بايت... تم توفير 2.16 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]