﴿ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 329 - عددالزوار : 19436 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 2392 )           »          فوائد الاستغفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          آداب الاستفتاء للنساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 11997 )           »          فرض الرأي بدون تفسير ولا مسوغات.. «أنا قلت هكذا وبس» سلوكيات أكرهها في والداي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أخطاء الواقفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 434 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 92 - عددالزوار : 24222 )           »          السميع العليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 423 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-06-2024, 10:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 137,070
الدولة : Egypt
افتراضي ﴿ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾

﴿ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾


قال الشيخ السعدي في تفسيره:
"هذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتِّباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله".

والإيتاءُ مُعبَّرٌ به هنا عن تَبليغِ الأمْرِ إليهم؛ جَعَلَ تَشريعَه وتَبليغَه كإيتاءِ شَيءٍ بأيْدِيهم، وعُبِّرَ بالأخْذِ عن قَبولِ الأمْرِ والرِّضا به والعمَلِ، وقَرينةُ ذلك مُقابَلتُه بقولِه تعالى: {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وهو تَتْميمٌ لنَوعَيِ التَّشريعِ.

وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه».

يقول أبو نعيم في بيان شيء من خصائصه صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى فرض طاعته على العالم فرضًا مطلقًا لا شرط فيه، ولا استثناء، فقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، وقال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] وإن الله تعالى أوجب على الناس التأسي به قولًا وفعلًا مطلقًا بلا استثناء، فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، واستثنى في التأسي بخليله، فقال: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ} - إلى أن قال- {إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} [الممتحنة: 4].

وبعض العلماء قالوا: إن هذه الآية تدل بمفهومها على ضرورة حفظ السنة، حفظها من الضياع، وحفظها في الصدور؛ إذ لا يتأتى العمل بالسنة إلا بعد حفظها حسًّا، قال إسماعيل بن عبيدالله رحمه الله: ينبغي لنا أن نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحفظ القرآن؛ لأن الله يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}.

وأيضًا هذه الآية ترد على أولئك الذين يزعمون الاكتفاء بالقرآن فقط في تطبيق أحكام الشريعة، فها هو القرآن ذاته يأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولن يكون ذلك إلا باتباع سنته، بل كيف يتأتى للإنسان أن يصلي، أو يزكي، أو يصوم، أو يحج بمجرد الاقتصار على القرآن؟!

قالَ ابْنُ جُرَيْج: ما آتاكم مِن طاعَتِي فافْعَلُوا، وما نَهاكم عَنْهُ مِن مَعْصِيَتِي فاجْتَنِبُوهُ.

والحَقُّ أنَّ هَذِهِ الآيَةَ عامَّةٌ في كُلِّ شَيْءٍ يَأْتِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن أمْرٍ أوْ نَهْيٍ أوْ قَوْلٍ أوْ فِعْلٍ.

وإنْ كانَ السَّبَبُ خاصًّا فالِاعْتِبارُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لا بِخُصُوصِ السَّبَبِ، وكُلُّ شَيْءٍ أتانا بِهِ مِنَ الشَّرْعِ فَقَدْ أعْطانا إيّاهُ وأوْصَلَهُ إلَيْنا.
وما أنْفَعَ هَذِهِ الآيَةَ وأكْثَرَ فائِدَتَها!

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
__________________________________________________ ___
المراجع:
- تفسير السعدي.
- فتح القدير للشوكاني.
- موقع الدرر السنية.
__________________________________________________ ______
الكاتب: نورة سليمان عبدالله


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]