|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
جودة التعليم ركيزة أساسية لتقدم الأمة
جودة التعليم ركيزة أساسية لتقدم الأمة
الجودة في التعليم هي الانتقال من ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والتميز؛ لذا دأبت المجتمعات المتحضرة -باستمرار- على العمل نحو تطوير المؤسسات التعليمية بما يفي باحتياجات الحاضر ويتلاءم مع معطيات المستقبل؛ ورغم أن مفهوم الجودة قديم قدم سعي الإنسان في البحث عن أساليب تطوير كيانه الاجتماعي والاقتصادي، إلا أن مفهوم الجودة مفهوم أصيل في ديننا الإسلامي الحنيف؛ فالجودة مكونة من الدقة والإتقان، وهذان المفهومان نجدهما في نصوص كثيرة في كتاب الله -تعالى- وسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، واعتبار الجودة في العمل ركنا أساسيا، يعتمد عليه عند ممارسة الأعمال والمهن في الإسلام، يعد من سمات المنهج الرباني في دعوته الإنسان إلى الجودة والإحسان والإبداع، وصدق الله -تعالى-؛ حيث يقول: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} (البقرة:۱۳۸)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله -تعالى- يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، فالحديث يدل دلالة واضحة على أهمية القيام بالأعمال على وجه الجودة والإتقان. إدارة الجودة في ضوء المنهج الإسلامي إن مفهوم الجودة موجود في كل تعاليم الإسلام بكل مضامينه، وهو مطلب لإرضاء الله -عزوجل-، ومفهوم الجودة في الإسلام فرع من منظومة القيم الإسلامية المتميزة، ويعبر عنها بالدقة والإتقان، وقد وردت العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المعبرة عن هذين المفهومين في مواطن كثيرة، وألفاظ عديدة؛ فقد دعا إليها القرآن الكريم، ولكن بلفظ يماثل الجودة في قول الله -تعالى-: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} (النمل:۸۸)، أي ذلك صنع الله البديع الذي أحكم كل شيء خلقه وأودع فيه من الحكمة ما أودع. وجاء في القرآن وصف الله -عزوجل- الذي أحسن كل شيء خلقه، وهذا دليل على وجود علم وحكمة وإتقان صنع، فمفهوم الجودة في الإسلام أعم وأشمل من مفهومه في نظر علماء الجودة في العصر الحديث. كما أن الجودة الشاملة في الإسلام تعني أداء الأعمال وفق ما جاءت به الشريعة الإسلامية، معتمدةً على أسس محددة، يتحقق من خلالها إتقان العمل واستحسانه؛ رغبة في الخروج به على وجه يرضاه الله -سبحانه وتعالى- أولا، ثم يرضي المستفيدين من الخدمة المقدمة من خلاله. الجودة الشاملة في التعليم من منظور إسلامي إن الهدف العام للتربية من المنظور الإسلامي هو تحقيق سعادة الدارين للفرد، وبطريقة أكثر تحديدًا: فهو تنشئة الإنسان فكريا وعقليا وجسديا وخلقيا، وتزويده بالمعارف والاتجاهات والقيم والخبرات اللازمة لنموه السليم طبقاً لأهداف الرسالة الإسلامية، وتلبية لتوجيهات الخالق -عزوجل-، واستجابة لحاجات الأفراد والأمة في منظومة متكاملة متوازنة. أولاً: معايير جودة الأهداف من أبرز المعايير التي خضعت لها أهداف التربية الإسلامية التي تم استنباطها وزودتنا بها المصادر التربوية ما يلي:
الخصائص الشخصية للمعلم هناك العديد من السمات الشخصية التي يجب أن تتوفر في المعلم ومنها ما يلي: (1) مؤهلات المعلم يرى العديد من علماء التربية المسلمين أن المعلم ينبغي أن يكون مؤهلاً للقيام بمهنته من الناحيتين: العلمية والعملية؛ وذلك عملاً بقوله -تعالى-: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولا} (الإسراء، ٣٦)، وهذا يتفق مع متطلبات الجودة في التربية الحديثة. (2) التنويع في مصادر التعلم يجب على المعلم التنويع في مصادر التعلم وطرائق التدريس، مع التأكيد على مشاركة المتعلم في العملية التعليمية؛ حيث دعا علماء التربية الإسلامية إلى ضرورة تطبيق أساليب الشرح، والمناقشة والمناظرة والتعلم بالعمل والتعلم التعاوني، والاستقصاء والقياس والبرهان والسؤال، ويؤكد ابن خلدون على تنبيه المتعلم إلى الغرض من التعلم، وعن استخدام أسلوب الأسئلة والأجوبة قال -تعالى في محكم التنزيل-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (الأنبياء، ۷)، وهذا يدلل على أهمية السؤال في التعليم والتعلم. (3) مراعاة الفروق الفردية مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين في أثناء عملية التعليم؛ وذلك عملاً بقوله -تعالى-: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا} (الطلاق، ٧) وقوله -تعالى-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة:۲۳۳)، والفروق بين المتعلمين ترتبط في القدرات والاستعدادات؛ لذا ينبغي للمعلم أن يراعي ذلك ويوظف مختلف الأساليب للتغلب عليها. (4) استثمار حواس المتعلم استثمار حواس المتعلم من خلال استخدام الوسائط التعليمية السمعية، والسمعية البصرية؛ فالله -سبحانه وتعالى- خلق للإنسان حواسا خمسا، عدها علماء التربية المسلمون مصادر للتعلم، وأشاروا إلى ضرورة توظيفها بالقدر الممكن استجابة لقوله -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} (المؤمنون:۷۸) وقوله -تعالى-: {الذي علم بالقلم} (العلق، ٤) وقوله -تعالى-: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل۷۸). (5) ربط التعليم ببيئة المتعلمين ربط التعليم ببيئة المتعلمين من خلال إعطاء الأمثلة والاكتشاف والملاحظة وإثارة تفكير المتعلم، وذلك عملاً بقوله -تعالى-: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (يونس، ۱۰۱)، وقوله -تعالى-: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (الحشر، ۲۱) وقوله -تعالى-: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (العنكبوت: ٤٣)، وقوله -تعالى-: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (الزمر:۲۷)، وهذا ما يؤكده علماء التربية المسلمون؛ من حيث إثارة المتعلم وتحفيزه للتفكير. (6) إرشاد المتعلم وتوجيهه إرشاد المتعلم وتوجيهه لكيفية الدراسة، وتشجيعه وتحفيزه على ذلك ومساعدته في حل المشكلات التي تواجهه، أمر تؤكده التربية الإسلامية، وهو ضرورة أن يكون المعلم أمينًا في توجيه طلابه وإرشادهم عملاً بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «من أفتي بغير علم، كان إثمه على ما أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم الرشد في غيره، فقد خانه». (7) تشويق الطلاب وتحفيزهم تشويق الطلاب وحفزهم على التعلم من خلال استخدام أساليب متنوعة: ينبغي على المعلم أن يدخل عوامل الإثارة والتحريك والتشويق لطلابه في أثناء التدريس، وهذا بالطبع لزيادة التفاعل وطرد اليأس، حتى لا يشعر الطلبة بالملل أو الضجر، عملاً بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث قال «سددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة» (رواه البخاري). ثالثًا: معايير جودة المتعلم لقد حثت التربية الإسلامية على طلب العلم، وجعلته فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ مصداقاً لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»، وطالب علماء التربية المسلمون بضرورة توفير فرص التعلم للجميع، ومقابل ذلك طالبت التربية الإسلامية المتعلم بالأخذ بأسباب النجاح أهمها: (1) الجد والمواظبة أن يكون المتعلم مجدا ومواظباً، وحسن الخلق والمعاملة، ولديه دافعية عالية تجاه العلم الذي يدرسه، وهذا ما يؤكده غالبية علماء التربية المسلمون، لابد لطالب العلم من الجد والمواظبة والملازمة مصداقاً لقوله -تعالى-: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} (مريم: ۱۲). (2) التواضع وحسن الخلق التواضع، وحسن الخلق والمعاملة؛ فلابد لطالب العلم من الجد والمثابرة؛ فالعلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، فلا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع. (3) اتباع المهارات الدراسية وذلك من خلال حرص المتعلم على اتباع المهارات الدراسية التي تمكنه من إتقان التعلم، وأن ينظم أوقات دراسته وأن يكتسب آليات التعلم الذاتي من خلال الاكتشاف والتعلم بالعمل، والمذاكرة والنقاش والسؤال. أسس النهوض بالعملية التعليمية وعن أهم الأسس والمعايير التي يمكن من خلالها تحقيق جودة التعليم في مؤسساتنا التعليمية والتربوية قال الموجه العام السابق ورئيس جمعية الماهر بالقرآن الشيخ: جاسم المسباح: هناك العديد من النقاط التي يجب تطبيقها حتى نصل إلى الجودة المطلوبة وهي كالتالي:
أهمية التحول الرقمي في جودة التعليم من جانبه أكد الخبير التربوي د. سالم الحسينان أهمية التحول الرقمي وتأثيره في تحقيق جودة التعليم فقال: في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد من الممكن الاستغناء عن التكنولوجيات الرقمية في مجال التعليم، لكن الاستفادة المثلى من الطفرة الرقمية يقتضي العمل على تمكين المتعلمين من الاعتماد أكثر فأكثر على أنفسهم، واكتساب مهارات التعلم الذاتي مع الثقة أكثر في استخدام التكنولوجيا الرقمية؛ لذلك فإن التحول الرقمي في التعليم أصبح ضرورة حتمية لمواكبة التطور السريع وتحسين جودة التعليم وتحقيق أهدافه بفعالية. مفهوم التحول الرقمي وأضاف الحسينان، التحول الرقمي في التعليم يشير إلى استخدام التقنيات الحديثة والوسائل الرقمية لتحسين عملية التعلم، وتوفير بيئة تعليمية متطورة ومبتكرة، يشمل هذا التحول استخدام الأجهزة الذكية، والتطبيقات التعليمية، والمحتوى الرقمي التفاعلي، والتعليم عن بُعد، وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، كما يستهدف التحول الرقمي تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب، وتمكينهم من التعلم بأساليب مبتكرة، تجعل التعليم أكثر متعة وفاعلية. المعلم هو الركن الأساس وختم الحسينان تصريحه بقوله: المعلم هو الركن الأساس في العملية التعليمية، ولا يعني التحول الرقمي الاستغناء عن تطوير مستوى المعلم؛ فالتحول الرقمي الأصل أن يكون مساعدًا للمعلم على تحقيق الجودة في التدريس، ومتابعة الطلبة، وقياس الفروق الفردية بين الطلبة، وإيجاد آليات تساعد الطالب على فهم المقررات الدراسية. أهمية التحول الرقمي في جودة التعليم
الالتزام بالجودة الالتزام بالجودة ومعاييرها مفتاح النجاح لأي منظمة في القرن الحادي والعشرين، وعلى أي مدير معاصر أن يحرص على تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في منظمته؛ ليضمن استمرارية النجاح لمنظمته وبقاءها في المنافسة. منزلة العلم وأثره في نهضة الأمة
اعداد: وائل رمضان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |