فوائد من قوله تعالى: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4452 - عددالزوار : 879279 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3986 - عددالزوار : 409819 )           »          اللاجئون في العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          حفظ القرآن حصن لأبنائنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          وصفة إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          متى يبدأ الحج ومتى ينتهي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          هل يحتج بكلام العلماء في اللغة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          عرض كتاب: (الفتيا المعاصرة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الخشوع في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 4194 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-10-2023, 05:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,483
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد من قوله تعالى: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمت

فوائد من قوله تعالى: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين }

قوله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران: 133 - 135].


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
ومن فوائد الآيات الكريمات:
1- «أن المتقي لا يكون معصومًا من فعل الفاحشة أو ظلم النفس؛ لأن الله لم يقل: وهم لا يفعلون الفواحش أو لا يظلمون أنفسهم، بل قال: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، فلا شك أن فعل الفاحشة يخدش التقوى إلا إذا استغفر الإنسان وتاب، وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»[1]، وصحَّ عنه أنه قال عليه الصلاة والسلام: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لوْ لَمْتُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لهمْ»[2]، إذًا ليس الشأن في ألا يفعل الإنسان المعصية، لكن الشأن في أنه إذا فعل المعصية رجع إلى الله فاستغفر لذنبه.


2- أن الذنوب تنقسم إلى قسمين: فواحش ودونها؛ لقوله: ﴿ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، و(أو) هنا للتنويع، وهذا متفق عليه بين العلماء أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، ولكن ما هو الضابط للكبائر والصغائر؟ بعض العلماء يقول: إن الكبائر معدودة، فجعل يعددها ويقول: الكبيرة الأولى، الكبيرة الثانية، الكبيرة العاشرة، إلى أن انتهى إلى ما بلغه علمه من الكبائر، وبعضهم يقول: إن الكبائر محدودة وليست معدودة، ومعنى محدودة يعني معلقة بوصف لا بعدد، فقالوا مثلًا: ما فيه حد في الدنيا، فهو كبيرة مثل الزنا والسرقة والقذف، كل ما فيه حد في الدنيا فهو كبيرة، وكل ما رُتِّب عليه اللعنة فهو كبيرة؛ مثل: «لَعَنَ اللَّهُمَنْ آوَىمُحْدِثًا»[3]، ومثل: «لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي»[4]،وما أشبهه، وكل ما رُتب عليه غضب فهو كبيرة، مثل قوله تعالى في القاتل: ﴿ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْه [النساء: 93].


وكل ما رُتب عليه وعيد في الآخرة بأن قيل: من فعل كذا فهو في النار أو ما أشبه ذلك، مثل: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ»[5].


ورأيت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله: كل ما رُتب عليه عقوبة خاصة، دنيوية أو أخروية، فهو كبيرة، وما جاء النهي عنه بدون ذكر عقوبة فهو صغيرة، فقال مثلًا: الغش من كبائر الذنوب؛ لأن الشارع جعل له عقوبة خاصة: «مَنْغَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»[6]، وإيذاء الجار من كبائر الذنوب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنكانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ»[7]، وهذا الذي حدَّه رحمه الله يدخل فيه من الذنوب شيء كثير، ولكن لا شك أن ما قاله رحمه الله ليس معناه أن هذه الكبائر تكون على مرتبة واحدة، بل حتى الكبائر فيها ما هو أكبر، وفيها ما هو أصغر؛ كما في الحديث الصحيح: «أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ»[8]، وعلى هذا فنقول: الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، ثم إنَّ الكبائر تختلف مراتبها بحسب ما يترتب عليها من المفاسد والآثام.


3- سرعة انتباه هؤلاء عند فعل الذنوب؛ لقوله: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ ، فيبادرون بالتوبة، والمبادرة بالتوبة من صفات المتقين، وهل هي واجبة؟ الجواب: نعم، تجب المبادرة بالتوبة؛ لأن التوبة إذا نزل الأجل لا تُقبل، والإنسان لا يدري متى ينزل أجله، وعلى هذا فيجب أن يتوب الإنسان من ذنوبه فورًا بدون تأخير.


4- أن ذكر الله تعالى سبب للتوبة والرجوع إلى الله؛ لقوله: ﴿ ذَكَرُوا اللَّهَ.


5- أنهم يبادرون بالتوبة؛ لقوله: ﴿ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ،ويتفرع على هذه الفائدة عجز أولئك القوم الذين يقولون: إن الله غفور رحيم ولا يستغفرون الله، فإن بعض المذنبين إذا نهيته عن الذنب، قال: الله غفور رحيم، ولكن هو نفسه لا يستغفر، وإذا كان هؤلاء السادة يستغفرون ربهم، بل إذا كان الله أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يستغفر، فما بالك بمن دونهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ [يوسف: 29]، ﴿ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء: 106].


6- أنه لا أحد يستطيع أن يغفر الذنوب إلا الله؛ لقوله: ﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ، ويتفرع عليها ألا تعتمد على أحد في مغفرة الذنوب أو طلب المغفرة، وإنما يكون اتجاهك إلى الله تعالى.


7- أن هؤلاء السادة المتقين لا يُصرون على ما فعلوا من الفاحشة أو ظلم النفس وهم يعلمون.


8- أن الرجل إذا أذنب فاستغفر، ثم أذنب فاستغفر، ثم أذنب فاستغفر، فإنه يغفر له وإن تكرر الذنب منه؛ لأن الله قال هنا: ﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، ولم يقل: (ولم يعيدوا ما فعلوا)، والإنسان كلما أذنب فاستغفر، فإنه يغُفر له؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر: 53]، ويجب ألا يكون استغفاره بلسانه، وقلبه منطوٍ على الرجوع، فإن كان كذلك فإن هذا الاستغفار لا يفيده، لكن يكون استغفاره حقيقة بقلبه ولسانه، والإنسان بشر ربما تغلبه نفسه في المستقبل، فيفعل المعصية مع أنه قد استغفر منها، فنقول: مهما عملت ومهما تكرر منك الذنب ما دمت تستغفر، فإن الله تعالى يغفر لك.


9- توبيخ من أصرَّ على الذنب وهو عالم به؛ لقوله: ﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ؛ ولهذا قال العلماء: إن الإصرار على المعصية الصغيرة يجعلها كبيرة؛ لأن إصراره عليها يدل على تهاونه بمن عصاه»[9].


10- أن أعظم هذه الذنوب المجاهرة بها، ومعناها أن يرتكب الشخص الإثم علانية أو يرتكبه سرًّا فيستره الله تعالى، ولكنه يخبر به بعد ذلك مستهينًا بستر الله له؛ روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَاةٌ إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ، فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ! قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ»[10]، وهؤلاء هم الذين لا يتمتعون بمعافاة الله تعالى كحال الشباب الذين يسافرون إلى خارج البلاد، ويرتكب الواحد منهم الفواحش، وشرب الخمور، ثم يخبر بهذا أصدقاء السوء تفاخرًا واستهتارًا بستر الله له، قال ابن حجر رحمه الله: من قصد إظهار المعصية والمجاهرة أغضب ربه، فلم يستره، ومن قصد التستر بها حياءً من ربه ومن الناس، مَنَّ الله عليه بستره إياه[11]، وقال ابن بطال: في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله، وبصالحي المؤمنين، وفيه ضرب من العناد لهم، وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف[12].


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] مسند الإمام (20/ 345) برقم (13049)، وقال محققو المسند: إسناده ضعيف.

[2] رواه مسلم برقم (2749).

[3] رواه مسلم برقم (1978).

[4] رواه الترمذي برقم (1337)، وقال: هذا حسن صحيح.

[5] رواه البخاري برقم (5778).

[6] رواه مسلم، برقم (101).

[7] رواه البخاري رقم (5186)، وصحيح مسلم برقم (47).

[8] رواه البخاري برقم (2654)، ومسلم في صحيحه برقم (87).

[9] تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، سورة آل عمران (2/ 165-191) بتصرف.

[10] صحيح البخاري برقم (6069)، وصحيح مسلم برقم (2990) واللفظ له.

[11] فتح الباري (10/ 488).

[12] فتح الباري (10/ 487).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.26 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]