|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() آفاق التنمية والتطوير (13) المنطلقات الجوهرية لتطوير العمل المؤسسي
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة. تطوير العمل المؤسسي عملية متعددة الأبعاد، تستهدف تحسين أداء المؤسسة وكفاءتها وزيادة قدرتها على تحقيق أهدافها، وتعتمد هذه العملية على مجموعة من المنطلقات التي تشكل الأساس لتطوير العمل المؤسسي بنجاح، ولا شك أن أي عمل يتوفر فيه الإخلاص في النية وقصد الإصلاح وإتقان العمل حليفه النجاح «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ»، وقد وعد الله المحسنين بالتوفيق والسداد، سواء على المستوى الفردي أم الجماعي، {والله يحب المحسنين}، ومن المنطلقات المهمة في ذلك ما يلي: (1) وضوح الرؤية والأهداف تبرز أهمية وضوح الرؤية بطريقة كبيرة في توجيه جهود الفريق والموظفين نحو تحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسة، وإلى تحفيز أعضاء الفريق بما يتوفر لهم من رؤية ملهمة وأهداف محددة، كما يسهمان في ضبط الاستراتيجية واتخاذ القرارات المناسبة إلى جانب تحقيق الاستقرار داخل المؤسسة، ومنع الارتباك والتشويش. وقد أجرت مجلة (Harvard Business Review) استبيانًا؛ حيث شارك فيه قادة الشركات، وجد الاستبيان أن 89% من القادة يرون وضوح الرؤية والأهداف عاملا مهما جدا في تحقيق النجاح للشركة، كما وجدت دراسة أخرى أن الشركات التي تعتمد على رؤية واضحة للقيادة تكون أكثر نجاحًا في جذب المواهب القيادية والاحتفاظ بها. (2) التزام القيادة وهو عامل حاسم في تحقيق النجاح والاستدامة للمؤسسة؛ حيث يؤدي القادة دورًا حاسمًا في تحديد الرؤية والأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، كما يؤدي القادة دورا مهما في إلهام الموظفين وتحفيزهم من خلال ما يظهرونه -دوما- من التزام وشغف بالأهداف والقيم المؤسسية، بما يزيد من التفاني والمشاركة والحرص على تحقيق الكفاءة في العمل، ومن ثم التغيير نحو الأفضل، وتقديم الدعم الكامل لذلك، ويقع على القادة أيضا واجب بناء السمعة المؤسسية من خلال ما يتم تبنيه من قيم وأخلاقيات وتوجهات نحو التنمية المستدامة تجاه العملاء والمجتمع، ولديهم القدرة على مواجهة التحديات والتغيرات في البيئة الخارجية والسوق بما يحقق استجابة سريعة وفاعلة لتوجيه المؤسسة نحو المسار الصحيح، وتعدّ القيادة الحكيمة حجر الزاوية لتطوير العمل المؤسسي، وتشير إحدى الدراسات إلى أن 81٪ من التزام القيادة هو أهم عامل نجاح في التطوير المؤسسي. (3) تخصيص الموارد تخصيص الموارد يساعد في تحديد الأولويات والتركيز على المشاريع والمبادرات الأكثر أهمية لتحقيق أهداف التطوير المؤسسي، وهذا بدوره يسمح بالاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، وقد تتطلب مشاريع التطوير المؤسسي استثمارات في التكنولوجيا وتحسين البنية التحتية، ومن ثم تخصيص الموارد اللازمة لتحقيق التحسينات المطلوبة، كما يمكن استخدام الموارد لتطوير مهارات الموظفين وقدراتهم. (4) خدمة العملاء تؤدي جودة خدمة العملاء إلى تحقيق رضا العملاء، كما يؤدي إلى زيادة الولاء وتحقيق قدر أكبر من الإيرادات، كما يسهم في بناء السمعة الإيجابية للشركة، إضافة إلى تحسين التفاعل الاجتماعي، من خلال مشاركة تجاربهم الإيجابية مع زملائهم وأقاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا من أفضل أنواع التسويق والترويج لتلك الشركات، وعندما تكون لديك خدمة عملاء فعالة، يمكنك التعامل مع مشكلات العملاء بسرعة وكفاءة، وهذا يمنع تفاقم المشكلات ويحافظ على علاقات جيدة مع العملاء، كما يحقق التميز التنافسي وتعزيز ثقة المستهلكين في ذلك العمل المؤسسي. (5) تقييم الأداء والمراقبة يسمح تقييم الأداء بقياس التقدم نحو أهداف التطوير المؤسسي وتحقيقها، ويمكن استخدام تقييم الأداء لرصد أداء الموظفين على مستوى الفرد والفريق، وذلك وفق مبدأ الثواب والعقاب، كما يمكن للمراقبة غير المباشرة والمستمرة أن تساعد في تحليل العمليات والأنشطة المؤسسية بنهج دقيق، بما يمكن من تحديد المشكلات والاختناقات وإجراء التحسينات الممكنة من خلال تحليل البيانات والمعلومات المجمعة. كما أن تلك التقارير من شأنها أن تزوّد القادة بالبيانات والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحديد الأولويات، كما يحقق الشفافية والحوكمة لأعمال المؤسسة بما يؤثر إيجابيا على مستويات الأداء والتنفيذ، كما يعزز الثقة في قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها والتحسين المستمر، ووفقًا لمنظمة الإدارة الدولية، يجب تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية وقياسها بانتظام لضمان استمرار العمل المؤسسي ونجاحه. (6) التزام الجودة والكفاءة التزام الجودة والكفاءة له أهمية كبيرة في نجاح العمل المؤسسي، وذلك لما يتسبب به من تحسين الأداء وتحقيق الأهداف عبر تحسين العمليات وزيادة جودة المنتجات والخدمات المقدمة، كما يحقق الكفاءة في استغلال الموارد بطريقة أفضل؛ مما يقلل من الهدر ويزيد من إنتاجية المؤسسة وقدرتها على تحقيق أهدافها، كما يعمل على زيادة رضا العملاء، ويزيد من فرص الاحتفاظ بالزبائن وجذب عملاء جدد، كما يسهم في بناء السمعة الإيجابية للمؤسسة ويحقق الامتثال للمعايير والتشريعات المحلية والدولية، ويقلل من مخاطر التعرض للعقوبات القانونية والمشكلات المحتملة. (7) تعزيز الثقة وبناء السمعة عندما تحرص المؤسسات على زيادة الثقة وبناء السمعة الجيدة، فإنها تؤدي بذلك دورًا حاسمًا في نجاح العمل المؤسسي؛ حيث تؤثر على العلاقات مع العملاء والشركاء والمستثمرين والموظفين، وتعزز من مكانة المؤسسة في السوق، وتلك العوامل مجتمعة تمنحها قاعدة قوية لتحقيق النجاح والنمو المستدام. فبناء السمعة الجيدة من شأنه أن يزيد من ولاء العملاء واستقطاب عملاء جدد، كما يمنح المؤسسة ميزة تنافسية، ويجذب شركاء الأعمال ويحقق استثمارات أفضل، كما يحقق الاستدامة للعمل المؤسسي. (8) المشاركة والتواصل وهما جزء أساسي من نجاح العمل المؤسسي، من خلال تعزيز التفاعل والتعاون بين موظفي الشركة وبين الأقسام المختلفة؛ بما يشجع على التعاون وتبادل الأفكار والمعلومات، ويسهم في حل المشكلات وتحقيق الأهداف بفاعلية؛ فعندما يشعر الموظفون بأنهم يتمتعون بمشاركة في صنع القرار وتوجيه الشركة، فإنهم يصبحون أكثر ملاءمة للالتزام بأهداف الشركة والمساهمة بجهدهم ووقتهم بعد شعورهم بالولاء؛ ما يؤدي -بالضرورة- إلى تحسين بيئة العمل، ومن ثم إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتحقيق التعاون والتكامل، وإلى فهم أفضل لاحتياجات العملاء من خلال التواصل الجيد معهم والاستماع إلى ملاحظاتهم بما يلبي تلك الاحتياجات بطريقة أفضل، كما يسهم في تحقيق التكيف الإيجابي مع المتغيرات في السوق والصناعة وتعزيز النجاح في العمل المؤسسي، وقد أظهرت دراسة لـ( PwC )أن 86٪ من المديرين التنفيذيين يعتقدون أن التواصل الجيد مع موظفيهم يساعد في تحقيق النجاح التنظيمي. اعداد: ذياب أبو سارة
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() آفاق التنمية والتطوير (14) المحاور الأساسية لتحقيق التنمية والتطوير الشخصي
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة. يرتبط مفهوما التنمية الذاتية والتطوير الشخصي بتحسين الأفكار والمعتقدات عن الذات، إلى جانب تطوير قدرات ومهارات الفرد لتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، وهنالك العديد من المحاور الأساسية التي تؤدي دورًا مهمًا في عملية التنمية الذاتية والتطوير المستمر، ومن أبرزها: 1- التوعية بالذات وذلك من خلال فهم طبيعة الذات وتحليل القيم والمعتقدات الشخصية، إلى جانب التفكير بعمق حول نفسك وفهم مشاعرك واحتياجاتك وكما قال -تعالى-: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}؛ حيث أظهرت دراسة أجريت في عام 2018 في جامعة كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من التوعية بالذات يكونون أكثر نجاحًا في مجموعة متنوعة من المجالات الشخصية والمهنية. 2- تطوير الأهداف ينبغي على كل إنسان أن يحرص على وضع أهداف واضحة ومحددة زمنياً للنجاح في مختلف جوانب الحياة، ويلزم ذلك بلا شك حسن التخطيط والعمل على تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، ووفقًا لدراسة نشرتها جامعة هارفارد في عام 1979، تبين أن 3٪ فقط من طلاب الدراسة الجامعية لديهم أهداف محددة ومكتوبة، ولكن هؤلاء الطلاب حققوا أداءً أفضل بنسبة 10 مرات من الطلاب الآخرين. 3- صقل المهارات الشخصية ويقصد بها تطوير المهارات الحياتية مثل التفكير النقدي، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، إلى جانب تعلم مهارات التواصل والقيادة، ووفقًا لدراسة أجريت من قبل (The National Association of Colleges and Employers)، تم الوصول إلى أن العمال الذين يمتلكون مهارات جيدة في إدارة الوقت يكونون أكثر إنتاجية ورضاً عن عملهم. 4- تعزيز الثقة بالنفس ويتم بناء الثقة بالنفس من خلال تحقيق النجاحات الصغيرة والكبيرة، والتفكير إيجابيا والتغلب على الشكوك والتوتر، ومواصلة العمل لمستقبل أفضل وليكن نصب عينيك قوله -تعالى-: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}، ووفقًا لاستطلاع أجرته (Forbes) في عام 2019، ازدادت فرص النجاح في الحصول على وظائف عالية الأجر للأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم. 5- إدارة الضغوط والتوتر كثيرا ما تواجهنا الضغوط والتحديات في حياتنا الدراسية والمهنية، ومن ثم يجب علينا أن تعلم كيفية التعامل مع الضغوط اليومية ومسببات التوتر والتحكم فيها، إلى جانب استخدام تقنيات الاسترخاء والتأمل والتمارين الرياضية المناسبة، ولا شك أن الاستعانة بالله -عز وجل- والاستعاذة به من عوامل التغلب على مثل تلك الضغوط، ووفقًا للمعهد الأمريكي للإجهاد، يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى العديد من المشكلات الصحية، مثل زيادة ضغط الدم والأمراض القلبية. 6- تطوير العلاقات الاجتماعية الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ومن هنا لا بد من تعلم مهارات التواصل الفعّال مع الآخرين، والحرص على بناء وتعزيز العلاقات الإيجابية، وقد أشارت دراسة أجرتها جامعة (هارفارد) في عام 2019 إلى أن العلاقات الاجتماعية القوية تزيد من متوسط العمر وتحسن الصحة العقلية. 7- التطوير المهني والعلمي ويتم ذلك من خلال تحسين المهارات المعرفية والمهنية، والتخطيط لمسار مهني أفضل، وتطوير القدرات اللازمة لتحقيق النجاح في العمل والدراسة. وهنا لا بد من مراعاة التحولات المهنية التي يمكن أن تطرأ وتطوير المرونة المهنية والاستعداد للانتقال إلى مجالات جديدة إذا كان ذلك ضروريا. 8- الوعي الصحي الإنسان جسد وروح، ومن هنا لا بد من تحقيق التوازن والعناية بهما جميعا، ويتم الاهتمام بالصحة الجسدية والعقلية من خلال ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والراحة الكافية، وأخذ القسط المناسب من ساعات النوم ليلا، مع الحرص على الأغذية ذات القيمة الجيدة والبعد عن العادات اليومية الغذائية السلبية، إلى جانب الاهتمام بالعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على والعافية والصحة العامة، وقد حث النبي -[- على ذلك بقوله: «وإن لجسدك عليك حقا». 9- التفكير الإيجابي للتفكير الإيجابي أهمية كبيرة في حياة الفرد ويؤثر بشكل كبير على جودة حياته ونجاحه في مختلف المجالات، ويؤدي إلى تحسين الصحة العقلية والنفسية بتخفيض مستويات التوتر والقلق، والشعور بالسعادة والرضا عن الذات، وإلى زيادة الإنتاجية والإبداع، والنجاح في العلاقات الاجتماعية ؛ فالأشخاص الإيجابيون يكونون أكثر تفاؤلاً بشكل عام، وهذا يساعدهم على رؤية الفرص في المواقف الصعبة والتحفيز للاستفادة منها، كما يزيد من قدرة الفرد على التكيف مع التغييرات والصمود أمام الصعوبات، ما يسهم في تحقيق النجاح في الظروف المتغيرة. 10- التعلم المستدام كما ذكرنا من قبل لا يتوقف التعلم عند حد معين ولا عند سن محددة، لا سيما وأننا في عصر التكنولوجيا والتغيير المستمر، وبالتالي يجب أن يكون التعلم جزءًا من نمط حياة الفرد، وقد يسر الله لنا تقنيات معاصرة وعلى رأسها الكمبيوتر والإنترنت للبحث والتطوير، وبالتالي يمكن استخدام منصات التعلم عبر الإنترنت والدورات التعليمية لتطوير مهارات جديدة ومتابعة التحديثات في مجالات الاهتمام، وبحسب تقرير من شركة Deloitte، أظهر أن 94٪ من الشركات الرائدة في مجالها تعتبر التعلم المستمر أمرًا ضروريا لنجاح الأعمال. 11- الاستدامة البيئية والاجتماعية يمكن للتوجه نحو الاستدامة أن يلعب دورًا مهما في تطوير الذات؛ حيث يمكن للأفراد أن يسهموا في مساعدة البيئة والمجتمع من خلال اتخاذ إجراءات مستدامة، ودعم الممارسات الإيجابية ومساندة البحوث والدراسات وابتكار الطرائق والأفكار المناسبة لذلك. 12- مهارات القيادة والإدارة تطوير مهارات القيادة والعمل على تحقيق التفوق الشخصي عوامل أساسية لمواكبة المستقبل، ويمكن للأفراد البحث عن فرص للتدريب والتطوير في هذه المجالات، مع ضرورة العمل على إتقان مهارات الإدارة والقيادة ولا سيما في مواطن العمل الجماعي والمؤسسي. 13- مراعاة التنوع والشمولية يجب على الأفراد أن يكونوا منفتحين على فهم واحترام التنوع والشمولية في المجتمع ومكان العمل، ما يعزز التواصل الفعّال ويحقق التعاون والتكامل، ويحقق المزيد من المرونة في التعامل الإيجابي من أجل تحقيق المصلحة العليا، واستيعاب سنن التنوع والاختلاف، ومن شأن ذلك أن يحقق التفاهم والعدالة الاجتماعية ويعزز التسامح والاحترام، كما يسهم في توسيع آفاق التفكير. 14- التكنولوجيا والتحسين الذاتي يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز عمليات التنمية الذاتية، مثل تطبيقات الصحة واللياقة وتطبيقات التعلم والتطوير الشخصي، ومن المهم أن يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة والتفاعل معها بفعالية، ولا سيما التقنيات الجديدة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي بحسب حاجته وإمكاناته. 15- التوجه القيمي والأخلاقي يجب على الأفراد تطوير توجههم الأخلاقي والقيمي والالتزام بالأخلاقيات في قراراتهم وتفاعلاتهم مع الآخرين، ولا شك أن الشريعة الإسلامية حافلة بمثل هذه المحاور والتعليمات التي تصلح الفرد والمجتمع، وتشكل حافزا قويا ودافعا مهما في توجيه السلوكيات نحو ما فيه النفع وإزالة الضرر، فمن القواعد الفقهية الأصيلة أن (الضرر يزال) وقد مدح الله -عز وجل- رسوله بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. هذه هي أبرز المحاور الرئيسية للتنمية الذاتية والتطوير الشخصي، ويمكن للأفراد تناول هذه المحاور بشكل شامل أو اختيار محور معين يلبي احتياجاتهم الشخصية والمهنية، والعمل على تحقيقه ومن ثم الانتقال إلى الذي يليه، وفق خطة زمنية محددة. اعداد: ذياب أبو سارة
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() آفاق التنمية والتطوير (16) دور التفكير الإبداعي في تنمية الذات ![]()
نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة. التعريف والاصطلاح لا يوجد تعريف جامع لمفهوم الإبداع، وقد يرجع ذلك الى أن الإبداع ظاهرة متعددة الجوانب، وكذلك إلى اختلاف وجهات نظر الباحثين للإبداع باختلاف مدارسهم الفكرية ومنطلقاتهم النظرية، ومن أبسط التعريفات للإبداع أنه استعداد ذهني لدى الفرد هيأته بيئته لأن ينتج شيئًا جديدًا غير معروف سلفا؛ تلبية لمتطلبات الواقع الاجتماعي، كما يعني القدرة على إنتاج الأفكار الأصيلة والحلول باستخدام التخيلات والتصورات، مثلما يشير إلى القدرة على اكتشاف ما هو جديد وإعطاء معاني للأفكار -بحسب (كورت)- ومن أجمل التعريفات للإبداع أنه عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وانفعال صادق ينظم بها العقل خبرات الإنسان ومعلوماته بطريقة خلاقة، تمكنه من الوصول إلى ما هو جديد ومفيد. الإسلام والإبداع وقد حث الإسلام على إعمال العقل والفكر، وإلى الإبداع من خلال النظر في المسائل المستجدة على سبيل المثال؛ لاستخراج الأحكام الشرعية والفتاوى المناسبة لفقه الواقع، كما حث على التدبر في الكون والسماء والأرض والنظر في خلق الإنسان؛ لتتفتح المدارك وتسمو العقول كما في قوله -سبحانه وتعالى-: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}، وقوله -سبحانه-: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} وغيرها من الأيات الكريمة. العوامل المؤثرة في الإبداع
عوامل تنمية التفكير الإبداعي
صفات المبدعين هذه بعض صفات المبدعين، التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك، وحاول أن تعود الآخرين عليها من حولك: - يبحثون عن الطرائق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة. - لديهم تصميم وإرادة قوية. - لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها. - يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية. - لا يخشون الفشل (أديسون جرب 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي). - يبتكرون ولا يحبون الروتين. - يبادرون ولا يجمدون. - إيجابيون ومتفائلون. وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذه الصفات وتصبح تلك عادات متأصلة لديك، تدفعك إلى الإبداع والابتكار وحل المشكلات. أساليب تنمية الابداع لعل من أشهر الأساليب لتنمية عملية الإبداع وأكثرها شيوعاً ما يلي:
أهم معززات الإبداع كما إن هناك عوامل تعزز الإبداع منها ما يلي:
اعداد: ذياب أبو سارة
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() آفاق التنمية والتطوير .. منطلقات التطوير الإداري والعمل المؤسسي (الحلقة الأولى)
«نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة؛ لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة، ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة». حرص الإسلام -منذ بداياته- على تنظيم شؤون الأمة وفق أسس متينة قائمة على مبادئ العدل والإتقان والتعاون، وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية العمل، سواء كان فرديًا أم مؤسسيا، بوصفه ركيزة أساسية لاستدامة النعمة وتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، وتبرز أهمية العمل المؤسسي في كونه ليس مجرد تنظيم إداري واجتماعي، بل هو تجسيد لروح الأخوة والتعاون التي دعا إليها الإسلام. العمل المؤسسي والتعاوني غالبا ما يعبّر عن العمل المؤسسي بأنه: «نوع من أنواع التعبير عن العمل التعاوني بين الناس، والميل بقبول العمل الجماعي وممارسته، شكلاً ومضموناً، ونصاً وروحاً، وأداء العمل أداءً منسقا قائما على أسسٍ ومبادئ وأركان وقيم تنظيمية محددة»، ويعرّف بأنه: «التجمع المنظم بلوائح يوزع العمل فيه على إدارات متخصصة ولجان وفِرق عمل؛ بحيث تكون مرجعية القرارات فيه لمجلس الإدارة، أو الإدارات في دائرة اختصاصها، أي أنها تنبثق من مبدأ الشورى، الذي هو أهم مبدأ في العمل المؤسسي». وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد»، وقد جاءت أغلب العبادات لتعزز روح الجماعة المسلمة بمختلف أنواعها السياسية والاجتماعية والسلوكية، كما ظهر في دولة الإسلام بيت المال الذي كان له بدور مهم في إدارة أموال المسلمين وتوزيعها، كما برز نظام الوقف الإسلامي في تحقيق مبدأ التنمية المستدامة في المجتمع.
المبادئ الإسلامية في العمل والتنظيم 1- العمل عبادة وسبيل للرزق: يعدّ العمل في الإسلام عبادة، إذا كانت النية خالصة لله -تعالى-، وكان متوافقًا مع الشريعة الإسلامية، قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، كما حث الإسلام على العمل، وجعله من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه، وذلك مصداق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده»، وقد حث الإسلام على السعي في الأرض لطلب الرزق الحلال، كما قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ}.2- العمل مسؤولية: يتحمل المسلم مسؤولية العمل الذي يقوم به، ويجب عليه أن يؤديه على أكمل وجه؛ وذلك كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (البخاري)، وقد أثنى الله على المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، وفي هذا الصدد ينبغي على المؤسسة أن تتابع أعمالها، وأن تقيم أداءها دوريا كما قال -تعالى-: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}. 3- الإتقان في العمل: فقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإتقان في كل عمل؛ وذلك مصداقا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» بما يتضمنه من أهمية الإتقان والحرص على أداء العمل بأعلى مستوى من الجودة، وهو ما يتوافق مع مفهوم الأتمتة الذي يسعى إلى تقليل الخطأ وتحقيق الدقة في الإجراءات. 4- العدالة وتنظيم العمل: برز مفهوم التنظيم في المجتمع الإسلامي منذ تأسيس الدولة النبوية في المدينة المنورة؛ حيث وضعت وثيقة المدينة نموذجاً أولياً للعمل المؤسسي الذي يضمن حقوق الأطراف جميعهم، وقد جاء في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}؛ بما يؤكد أهمية الالتزام بالنظم والعهود في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وهو مبدأ متجذر في العمل المؤسسي الحديث. 5- تعزيز التكافل الاجتماعي: إن تنظيم الأعمال بطريقة مؤسسية وضمن التعاليم الإسلامية، والأطر القيمية يضمن توزيعاً عادلاً للثروات والموارد، ويسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي الذي أمر به الإسلام، كما ورد في قوله -تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}. 6- توفير بيئة العمل المحفزة: يؤدي التنظيم المؤسسي واستخدام التكنولوجيا إلى خلق بيئة عمل محفزة، تعزز من روح الفريق والانتماء، وهو ما يتوافق مع القيم الإسلامية التي تحث على التعاون والتآزر بين أفراد المجتمع. 7- تقسيم الأعمال وتوزيعها: ينبغي أن تُوزع الأدوار والمهام في العمل المؤسسي على المجالس القيادية والإدارات والأقسام واللجان وفِرَق العمل؛ بحيث يراعى في التقسيم التخصص لكل جزء من العمل، وحدود الصلاحيات الممنوحة بحسب حجم المسؤولية التي تحمَّلها ذلك الجزء، على أن تبقى وظيفة المجلس الأعلى مقتصرة على الخطوط والسياسات العامة من التنسيق والتشجيع والتحفيز والتطوير وحل المشكلات؛ فالعمل المؤسسي يسمح بتقسيم العمل وتخصيص المهام بين الأفراد بحسب قدراتهم ومهاراتهم، مما يزيد من الإنتاجية والكفاءة، فضلاً عن قيادة المؤسسة باتجاه المستقبل الذي تطمح إليه، ويطمح أن يبلغَه الأفراد من خلال مؤسستهم التي ينبغي أن تكون قد حازت على رضاهم واحترامهم، بعد أن أشبعت احتياجاتهم المادية والمعنوية، وأصبح لهم نوع من الولاء تجاهها والحرص على استمرار مسيرتها. 8- المشورة والتجارب الناجحة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بمشاورة أمته في الأمور المهمة، وهو ما يتفق مع قول الله -عز وجل-: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، وما جاء مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: «ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد»؛ الأمر الذي يعكس أهمية التخطيط والتنظيم في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وهنا تتقاطع مبادئ العمل المؤسسي مع آليات الأتمتة الحديثة التي تعتمد على البيانات والتحليل الدقيق لاتخاذ القرارات. 9- الشفافية والمحاسبة: تعدّ الشفافية والمحاسبة من المبادئ الإسلامية الجوهرية في إدارة شؤون الدولة والمجتمع، وهي ما يطلق عليه في النظم الإدارة الحديثة مفهوم (الحوكمة الرشيدة)، وقد أمر الله -عز وجل- بذلك كما في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، ولا شك أن هذه الدعوة للشفافية تتجلى اليوم في الأنظمة الإلكترونية التي تُسهم في رفع مستوى المصداقية وتسهيل عمليات التدقيق والمتابعة في المؤسسات. اعداد: ذياب أبو سارة
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |