|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ضيق الحال والرزق
ضيق الحال والرزق أ. عزيزة الدويرج السؤال: ♦ الملخص: رجل متزوجٌ ولديه أطفالٌ، يعاني مِن ضيق الرزق، ويعيش على دخْل زوجته، ويسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا رجل أعاني من ضيق الحال وقلة في الرزق منذ مدة طويلة، والآن كل شيء أصبح مجمدًا في حياتي، وكلما حاولتُ أن أدخُل في موضوع أجِده مسدودًا، وكل صاحب عمل يرفض أن أعمل معه. أقرب الناس إليَّ يرفضني ويتجنبني، وكلما دعوتُ الله ازداد الأمر سوءًا، علمًا بأني متزوج وعندي أولاد، وأعيش على راتب زوجتي، حتى زوجتي ضاق عليها الأمر بسببي، علمًا بأني أتقي الله في تصرُّفاتي، وأتحرَّى الحلال والحلام في تعامُلي قدر الإمكان، وأسأل نفسي: ما ذنب زوجتي أن تعيش معي هذا الضيق؟! وسؤالي هو: ما حُكم الاعتماد على دخْل زوجتي؟ أرجو الجواب لمعرفة السبب وإيجاد الحل. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: مرحبًا بك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونتمنَّى أن نكونَ عند حُسن ظنِّك بنا، وأن نكونَ خيرَ معينٍ لك بعد الله في تجاوُز ما تمر به. يمر على الإنسان في حياته وأمام عينيه ما قد كتَبه الله عليه من قبل أن يخرج على وجه الأرض, فيكتب الله سبحانه رزقَه وأجله وعمله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم ليجمع خَلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتْب رزقه وأجَله وعمله، وشقيٌّ أو سعيدٌ...). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: جعل الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين بكل منزلة خيرًا منه، فهم دائمًا في نعمة من ربهم أصابهم ما يحبون، أو ما يكرهون، وجعل أقضيته وأقداره التي يقضيها لهم ويقدِّرها عليهم متاجرَ يربحون بها عليه، وطرقًا يصلون منها إليه, وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله عجب، ما يقضي الله له من قضاء إلا كان خيرًا له، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له). وعليك أخي الكريم أن ترضى بقضاء الله، وتُسلم لما كتبه الله لك أو عليك، فإن في ذلك حِكَمًا بالغة لا يعلَمها إلا الله, ثم بعد ذلك حُسن الظن في كل حال وفي كل موطن، فإنما نحن بالله ولا حول ولا قوة لنا إلا به، ويتأكد حسنُ الظن بالله عند الشدائد، مع الأخذ بالأسباب والعمل لذلك، وتأكد أنه كلما ضاقت وازاد ضيقُها، كنتَ أقرب للفرج من الله، وما أحبَّ الله عبدًا إلا ابتلاه؛ ليختبر صبره وإيمانه به سبحانه، وتذكَّر أن الابتلاءات متعددة، فمنهم مَن يُبتلى بنفسه ومنهم بماله، ومنهم بصحته وعافيته، ومنهم في زوجته أو أبنائه، ولن تجد على هذه الدنيا شخصًا لم يُبتلَ بشيءٍ من ذلك، ولكنها تختلف بأنواعها ودرجاتها, فكل ما عليك أن تأخذ بأسباب الرزق، وأهمها التوكُّل على الله سبحانه وتعالى، والسعي للبحث عن الرزق، ولا تيئَس، وكذلك كثرة الاستغفار مع اليقين بالله سبحانه، وقدرته العظيمة في تغيير الحال للأفضل، وبر الوالدين، والصدقة ولو كانت بأيسر الأشياء؛ مثل: الابتسامة في وجه أخيك المسلم. المهم فيما سبق التركيز على الأشياء الجميلة في حياتك، مع التفاؤل وحُسن الظن واليقين بالله, وبالنسبة لزوجتك تأكَّد أن الحياة تعاون ومشاركة، فما ينقص منك تُكمله هي، وما ينقص منها تُكمله أنت، ولا عيب في ذلك ما دمتُ تؤمن أنت وزوجتُك بهذا المبدأ، وحتمًا عندما يفتح الله عليك لن تقصِّر في حقِّها، وبهذا تستمر الحياة, ولا تنسَ الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء، فالله قادرٌ سبحانه على تغيير حالك للأفضل. ختامًا، أسأل الله العلي العظيمَ سبحانه أن يرزُقك رزقًا حلالًا طيبًا مباركًا فيه، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، ويُغنيك بفضله عمن سواه، وهو القادر سبحانه، والله أعلى وأعلم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |