الشعر الدعوي: مكانته ومميزاته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 344 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12642 - عددالزوار : 221481 )           »          كيف أشعر بالسعادة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          العسر القرائي «الدسلكسيا».. مفهومه ومظاهره وانتشاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أثـار الفتـن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أوقاف المغاربة في القدس.. ألم لا يُنسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          دولة الصفويين.. تاريخ من العمالة والقتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أفلام الكرتون تسلية محفوفة بالمخاطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          المـد والجـزر في حياة المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 2208 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2022, 02:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,405
الدولة : Egypt
افتراضي الشعر الدعوي: مكانته ومميزاته

الشعر الدعوي: مكانته ومميزاته
د. هند بنت مصطفى شريفي





وهو من الوسائل الدعوية الإعلامية المشروعة لنصرة الحق والدفاع عن النفس ونصرة المظلوم، وهو جهاد بالكلمة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً، يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما يفاخر أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم))[1].

وللشعر مكانة عظيمة ومنزلة كبيرة عند العرب، لأنه ديوان مآثرهم وسجل مفاخرهم، وما من حرب تقوم بينهم إلا هاجها الشعر وسجل أحداثها، ولما جاء الإسلام مخالفاً للعرب في عقائدهم وعاداتهم الباطلة، اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم من الشعر سلاحا يرد به كيد أعدائه ويناضل عنه، وسلط على الأعداء أشعر أصحابه[2]، مثل حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحه وكعب بن مالك وغيرهم - رضي الله عنهم أجمعين - ممن استثناهم الله تعالى في قوله: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 224 - 226] [3].

وسليقة العرب الشعرية الفطرية وفصاحتهم جعلتهم كثيراً ما يصوغون كلامهم شعراً، فهذا عمرو بن سالم رضي الله عنه يقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم يتظلم ويشكو غدر بني بكر وقريش، ومما قاله:
يا رب إني ناشد محمدا
حلف أبينا وأبيه الأتلدا

فانصر رسول الله نصرا أبدا
وادعُ عباد الله يأتوا مددا

ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وجعلوا لي في كداء رصدا

هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعاً وسجدا[4]


ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ والاستعداد للقتال، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه شعرا يحرض الناس فيه ويذكرهم بمصاب رجال خزاعة ومما قاله:
ألا ليتَ شعرِي هَلْ تَنَالنَّ نُصْرتِي سُهَيل بن عمرٍو حَرُّها وعِقابها[5]

وهذا أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه من شعراء قريش وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسل سيف شعره لهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لما أراد الله تعالى له الخير أسلم فأنشد شعرا يعتذر فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عما بدر منه، ومنه قوله:
لعمرك إني يوم أحمل رايةً
لتغلب خيل اللات خيل محمدِ

لكالمدلجِ الحيران أظلم ليلهُ
فهذا أوانُ الحق أهدي وأهتدي

هدانيَ هادٍ غيرُ نفسي ودلني
إلى الله من طرَّدت كل مطرَّد[6]


ومما سجله التاريخ من الشعر الذي قيل في الفتح، قول حسان رضي الله عنه:
عَدِمْنا خَيْلَنا إنْ لَمْ تَرْوها
تُثِيرُ النَّقْعَ مَوْعِدها كَدَاءُ[7]

يُنازِعْنَ الأعِنَّة مُصْغِياتٍ
على أكتَافِها الأَسَلُ الظِّماءُ[8]

تَظلُّ جِيَادُنا مُتَمطِّراتٍ
يُلَطِّمهنَّ بالخُمُرِ النِّساءُ[9]

فإمَّا تُعرِضوا عَنَّا اعْتمَرْنا
وكانَ الفَتحُ وانْكشَف الغِطَاءُ[10]

وإلاَّ فاصْبرُوا لجِلادِ يومٍ
يُعينُ اللهُ فِيه من يشاءُ[11]


وقيل إنه قالها قبل الفتح، وروى الإمام الزهري أنه قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء يلطمن الخيل، تبسم إلى أبي بكر لصدق وصف حسان[12].

مميزات وسيلة الشعر:
وتظهر ميزة الشعر أنه يمكن استخدامه في الجانبين الترغيب والتأليف، وفي والترهيب والتنفير، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أثر الشعر في تأليف القلوب وتنفيرها: إن ذلك الأثر يحصل بالحقائق كما قد يحصل بالمتوهمات، ولهذا يؤثر قول الشعر في التأليف والتنفير، بحيث يحرك في النفوس شهوة ونفرة تحريكا عظيمًا، وإن لم يكن الكلام منطبقا على الحق لكن لأجل التخييل والتمثيل.

وإذا كان الناطق لم يعن إلا الحق، صار ذلك موهماً للمستمع توهماً يؤلّفه تأليفاً يحبه الله ورسوله، بمنزلة تأليفه وتنفيره بالأشعار التي فيها تخييل وتمثيل[13].

ويمكن استخدام الشعر كوسيلة من الوسائل المؤثرة في إثارة الغضب لله تعالى، وفي إشعال الحماسة للجهاد والدعوة في قلوب المؤمنين، وفي الدفاع عن الإسلام، والرد على كيد أعدائه.

واستخدم الشعر كذلك في حفظ المآثر الإسلامية، وفي تقييد العلوم الإسلامية على هيئة متون مختصرة شاملة، تعين على الحفظ مثل ألفية ابن مالك في اللغة العربية، والرحبية في علم الفرائض، والقصيدة النونية في العقيدة، والسبل السوية في السنن، وغيرها كثير.


[1] رواه الترمذي في سننه كتاب الأدب باب ما جاء في إنشاد الشعر 5/ 134 ح 2846. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب .

[2] انظر الحرية الإعلامية في ضوء الإسلام: د. سعيد بن علي ثابت من ص 125- 126، دار عالم الكتب للطباعة والنشر الرياض، ط:2، 1414ه 1993م، وانظر الدعوة الإسلامية الوسائل الأساليب ص 96.

[3] سورة الشعراء الآيات 224- 227. وقد قيل في سبب نزولها: إنها نزلت في الصحابة المذكورين واعترض الحافظ ابن كثير لأن السورة مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآيات شعراء الأنصار ، فهذا الاستثناء يدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم، انظر تفسير القرآن العظيم 6/ 186.

[4] سبق تخريجه ص 101.

[5] انظر القصيدة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/ 15. ورويت حربها وعقابها، أو وخزها وعقابها، والوخز : الطعن.

[6] سبق تخريجه ص 114.

[7] النقع: الغبار . حاشية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم :ابن هشام 4 /44.

[8] ينازعن : يروى في مكانه يبارين، والمراد الخيل تجاري الأعنة. الأسل: الرماح. والظماء: العطاش. المرجع السابق.

[9] متمطرات: ذاهبة مسرعة يسبق بعضها بعضا، والخمر: جمع خمار، وقد روي أن نساء مكة يوم الفتح ظللن يضربن بخمرهن وجوه الخيل ليرددنها. المرجع السابق.

[10] اعتمرنا: أدينا مناسك العمرة، وانكشف الغطاء: ظهر ما كان خافيا. المرجع السابق.

[11] الجلاد : المضاربة بالسيوف، وروي يعز الله. المرجع السابق.

[12]بتصرف، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4 /46، وانظر القصيدة من ص 43- 46.

[13] بتصرف، الفتاوى: ابن تيمية 28/ 650 و 162.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]