موت العلماء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم الإسبال من غير قصد المَخِيلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          القوة في العبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما ينبغي معرفته في العشر الأول من ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ماذا ينبغي لمن أراد أن يضحي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          يعجب الله ممن يقيم الليل ويضحك إليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حكم الدعوة لمقاطعة عيد الاضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 117 )           »          مافيا أمريكية لسرقة الأعضاء البشرية للعراقيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          حين تعوض السياسة فشل الحرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2021, 12:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,952
الدولة : Egypt
افتراضي موت العلماء

موت العلماء


عامر بن عيسى اللهو



الحمد لله الذي تفرد بالبقاء، وكتب على عباده الفناء، جعل الدنيا دار امتحان وابتلاء، والآخرة دار نعيم أو شقاء، بلا أمد ولا انتهاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: {كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون} وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله القائل: «لا إله إلا الله إن للموت لسكرات».

أما بعد:

فلا ريب أن موت العلماء خطب جلل ورزية عظيمة وبلاء كبير؛ إذ الأشخاص كلما كان دورهم عظيماً وأثرهم كبيراً كانت المصيبة بفقدهم أشد.

وما كان قيس هلْكه هلك واحد

ولكنه بنيان قوم تهدما

لكنها سنة الله الجارية والماضية في عباده، الموت لا محيد عنه ولا مفر؛ لكن هناك فرقا كبيرا بين موت إنسان من عامة الناس لا يشعر بفقده إلا أهله وأقاربه فيترحمون عليه ويدعون له بالمغفرة، وبين موت علم من أعلام الأمة وحبر من أحبارها، يستفيد الناس من علمه وفتاواه فيعبدون الله على بصيرة، ويتعاملون بينهم على ما شرع الله.

لعمرك ما الرزية فقد مال

ولا شاة تموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد شخص

يموت بموته خلق كثير

- ماذا خسرنا بموت العلماء رحمهم الله؟! لا شك أننا خسرنا وارثين من ورثة النبوة، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورّثوا العلم، وخسرنا العدول الذين ينفون عن دين الله التحريف والتأويل؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [: «يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ» رواه البيهقي.

ولنا مع موت العلماء بعض الوقفات التي نمسح بها بعض بوادر التشاؤم و اليأس التي قد تطفو على سطح العلم وميدان الدعوة.

أولا: فضل العلم وتعليمه، فالعلماء لا يعطون الناس شيئاً من المال ومن حطام الدنيا، وإنما يعلمونهم العلم؛ لذلك كانوا كباراً، فعيشهم ليس لأنفسهم فقط، وإنما للناس لتعليمهم وإرشادهم إلى الحق، فهم كما وصفهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه! وكم من ضال تائه قد هدوه!».

فمن عاش لنفسه عاش صغيراً ومات صغيراً، ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومات كبيراً.

ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم

على الهدى لمن استهدى أدلاء

وقدر كل امرئ ما كان يحسنه

والجاهلون لأهل العلم أعداء

ففز بعلم تعش حياً به أبدا

الناس موتى وأهل العلم أحياء

ثانيا: أنه ليس معنى موت أحد العلماء، ضياع الأمة وتخبطها في الجهل؛ ففيما بقي من أهل العلم خير كثير ولله الحمد، فالأمة زاخرة بالكفاءات العلمية، ومليئة بالرجال المخلصين، ولا ينبغي أن يخور العزم، ويضعف العطاء بفقد بعض العلماء؛ ففي الأمة بحمد الله من سيحمل مشعل الهداية، وراية العلم والدعوة، والعلم محفوظ ما دام الكتاب والسنة محفوظين، وإن أي زمن لا يخلو من قائم لله بحجة.

إذا مات فينا سيد قام سيد

قؤول بما قال الكرام فعول

ثالثاً : أن علينا أن نسمو بهممنا ، وننهض بمهماتنا في نصرة دين الله عز وجل، فيجب على الناس عموماً، وعلى طلبة العلم خصوصاً، أن يقبلوا على العلم الشرعي، ويتفقهوا في الدين، وأن يأخذوا مما أخذ الراحلون من أهل العلم، خصوصاً في ضروريات الدين، وعلى طلبة العلم الشرعي أن يجدوا ويجتهدوا، وأن يعلموا أن العلماء لم يبرزوا بين عشية وضحاها، وإنما برزوا بعد أن حصلوا العلم على مر السنين، ومكابدة الليالي والأيام، ومزاحمة العلماء بالركب، مع إخلاص نية وتضرع لله جل وعلا، وصبر واحتساب.

وكانت في حياتك لي عظات

وأنت اليوم أوعظ منك حيا

وأخيراً نقول: إن هول الفاجعة، وشدة المصاب يقتضيان كمال الرضا بالقضاء والقدر، وحسن التصرف بالأمور، وألا تغلب العواطف على العقل والتأصيل وحسن العمل والتدبير؛ فإن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربُّنا، فنسأل الله أن يرحم علماء المسلمين ممن قضوا نحبهم.


اللهم ارحم علماء المسلمين، اللهم أنزل على قبورهم الضياء والنور والفسحة والسرور، اللهم اجزهم عنا خير ما جزيت عالماً عن أمته. وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]